الاثنين، 3 فبراير 2025

يوم غرق الف شخص بالبحر الأحمر فى مثل هذا اليوم قبل 19 سنة

يوم غرق الف شخص بالبحر الأحمر فى مثل هذا اليوم قبل 19 سنة


منذ بداية عملي كمراسل لإحدى الصحف اليومية ''جريدة الوفد'' فى مدينة السويس فى شهر مارس عام 1987 حتى تقاعدي بعد إحالتى للمعاش تابعت ونشرت بالصور والفيديوهات العديد من كوارث سفن البضائع والركاب والصيد وناقلات البترول ضمن نطاق المساحات البحرية التى كنت مسئولا عن تغطيتها من مدينة السويس. وكانت من أسوأ الحوادث التى قمت بتغطيتها ونشرها صحفيا بالصور والفيديو من مدينة السويس تداعيات كارثة غرق العبارة السلام 98 التى غرق فيها حوالى الف شخص مع السفينة فى مثل هذا اليوم منذ 19 سنة وهي عبّارة بحرية مصرية عائدة لشركة السلام للنقل البحري، و غرقت يوم الخميس الموافق 3 فبراير عام 2006 في البحر الأحمر، وهي في طريقها من مدينة ضبا التابعة لمنطقة تبوك السعودية إلى سفاجا. وكان عملي خلال تغطية الكارثة يشمل نقل أقوال بعض الناجين القليلين جدا الذين تم نقلهم لمستشفيات السويس وسفاجا وكذلك اقوال اهالى الضحايا ومتابعة وصول والتصريح بدفن جثث الضحايا الذين تم نقلهم إلى مشرحة مستشفى السويس وسفاجا ولم تكفيهم المساحة وتم نقل جثامين العديد من الضحايا الى محافظات اخرى وكذلك متابعة تحقيقات النيابات المشتركة فى السويس وسفاجا  

وكانت السفينة تحمل حوالى 1312 مسافراً و 98 من طاقم السفينة وكان معظم المسافرين مواطنين مصريين كانوا يعملون في السعودية وبعض العائدين من أداء مناسك الحج وكانت السفينة تحمل أيضاً 220 سيارة على متنها.

وغرقت السفينة في 3 فبراير 2006 عندما اختفت عبارة السلام 98 على بعد 57 ميلاً من مدينة الغردقة المصرية على ساحل البحر الأحمر وأشارت التقارير الأولية عن بعض الناجين من الحادثة عن أن حريقاً نشب في غرفة محرك السفينة وانتشر اللهيب بسرعة فائقة وانتشرت العديد من الفرضيات حول أسباب الغرق والتي يمكن اختصارها بالتالي:

وتضاربت الأقوال حول مكان اشتعال النيران حيث قالت مصادر أن النيران اشتعلت في غرفة المحركات بينما قالت مصادر أخرى أن النيران اشتعلت في المخزن وتمت مكافحتها ومن ثم اشتعلت مرة أخرى، وقد تمت المكافحة باستخدام مضخات تقوم بسحب مياه البحر عبر الخراطيم إلى داخل السفينة وكانت مضخات تنشيف السفينة والتي تقوم بسحب المياه من داخل السفينة إلى خارجها لا تعمل «كما هو مبين في تسجيل الصوت لطاقم الملاحين في غرفة القيادة والذي انتشر بشدة» وأدى ذلك إلى اختلال توازن السفينة بسبب تجمع مياه المكافحة على جنب واحد مما أدى إلى انقلابها ومن ثم غرقها.

علماً أن السفينة كانت مرخصة للعمل حتى عام 2010 «وتلتزم بشروط الأمن والسلامة» حسب ناطق باسم شركة السلام وثبت بعد ذلك أن الكثير من العبارات والسفن المصرح لها بالعمل ينقصها الكثير من عوامل الأمان الضرورية كما أنه يتم تحميلها بأكثر من حمولتها وكانت الظروف الجوية جيدة للملاحة حسب تقارير الأحوال الجوية التي سجلت 24 عقدة لسرعة الريح وحرارة 25 درجة مئوية للماء ورؤية جيدة للأفق لمسافة 10 كم،

وجرى تداول القضية لاحقا برئاسة المستشار عادل عبد السلام جمعة على مدى 21 جلسة طوال عامين استمعت خلالها المحكمة لمسؤولين هندسيين وبرلمانيين وقيادات في هيئة موانئ البحر الأحمر وهيئة النقل البحري. وحكم في قضية العبارة في يوم الأحد الموافق 27 يوليو 2008، في جلسة استغرقت 15 دقيقة فقط تم تبرئة جميع المتهمين وعلى رأسهم ممدوح إسماعيل مالك العبارة ونجله عمرو الهاربان إلى لندن وثلاثة آخرون هم:

ممدوح عبد القادر عرابي

نبيل السيد شلبي

محمد عماد الدين

بالإضافة إلى أربعة آخرين سقطت الدعوى عنهم لوفاتهم بينما عاقبت المحكمة صلاح جمعة ربّان باخرة أخرى تدعى «سانت كاترين»، وقضى الحكم بسجنه لمدة ستة أشهر مع إيقاف التنفيذ ودفع غرامة بقيمة عشرة آلاف جنيه مصري بتهمة عدم مساعدة «السلام 98».

وقال العديد من الركاب أن القبطان كان أول من غادر العبارة وأنهم شاهدوه يغادر العبارة على متن قارب صغير مع بعض معاونيه، وقد هرب وترك سفينتهِ والركاب مستعملاً قاربا صغيرا يتسع لثلاثين شخصا.

وكانت هناك تقارير عن قيام قبطان بنغالي بإنقاذ 33 من ركاب العبارة. وقد أنقذت القوات السعودية مكوّنة من القوات البحرية التي شاركت بعدد من سفن الفرقاطات والطيران العمودي والدفاع المدني وحرس الحدود السعودي بإنقاذ 44 مواطنا سعوديا و 113 مواطنا مصريا وحملهم من البحر إلى الاراضي السعودية باستخدام 20 طائرة مروحية وعلاجهم.

وتمكّنت فرق البحث والإنقاذ من العثور على الصندوق الأسود للعبارة سلام 98 وتمكنوا من الاستماع إلى حديث طاقم السفينة قبل غرق السفينة بلحظات قليلة والتي أوضحت حيرة القبطان ومساعده في عملية إنقاذ السفينة من الغرق وتبين أن السفينة كانت تميل إلى اليمين وأن القبطان كان يأمر الركاب بالإتجاه إلى اليسار في محاولة منه لإعادة التوازن للعبارة وتبين أيضاً أن العبارة كانت تميل 20 درجة ثم زاد الميل إلى 25 درجة وهو مؤشر خطير مما جعل المساعد يتأكد أن العبارة في طريقها إلى الغرق وأوضح التسجيل أن الركاب كانوا يرددون الشهادتين وعبارة «لا حول ولا قوة إلا بالله» التي كانت آخر عبارة قبل انقطاع الصوت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.