الأربعاء، 19 فبراير 2025

مصر تمنع قاذفة أمريكية من طراز "بي 52" من دخول مجالها الجوي

 

الرابط

مجلة أخبار الطيران اليوم الاربعاء 19 فبراير 2025

مصر تمنع قاذفة أمريكية من طراز "بي 52" من دخول مجالها الجوي


في التاسع عشر من فبراير/شباط 2025، اتخذت مصر قراراً مهماً لفت انتباه العالم عندما رفضت السماح لطائرتين من طراز "بي-52إتش ستراتوفورتريس" تابعتين للقوات الجوية الأميركية وطائرة ناقلة بالطيران عبر مجالها الجوي في طريقهما إلى الشرق الأوسط. واضطرت الطائرات، التي أقلعت من المملكة المتحدة، إلى تعديل مساراتها، وقضت بعض الوقت في التسكع جنوب جزيرة كريت بينما كان الموقف يُحل. ويمثل هذا الرفض حالة نادرة من حالات تقييد مصر لوصول الطائرات العسكرية الأميركية إلى مجالها الجوي، وهو ما يسلط الضوء على الديناميكيات المعقدة للسياسة الإقليمية والمخاوف الأمنية في الشرق الأوسط.

غالبًا ما يتم نشر قاذفات B-52H Stratofortress، المعروفة بقدراتها بعيدة المدى وأهميتها الاستراتيجية، للإشارة إلى الوجود العسكري الأمريكي وردع الخصوم المحتملين. في هذه الحالة، كانت وجهتها المقصودة هي الشرق الأوسط، وهي منطقة تتميز بتوترات متزايدة، ولا سيما فيما يتعلق بإيران وإسرائيل والصراعات بالوكالة المختلفة. غالبًا ما تستخدم الولايات المتحدة مثل هذه الانتشارات لطمأنة الحلفاء وإظهار الاستعداد للرد على التهديدات الناشئة. ومع ذلك، فإن رفض مصر منح الوصول إلى المجال الجوي يؤكد التزامها بحماية سيادتها وإدارة التوازن الدقيق لعلاقاتها مع كل من القوى الغربية والجهات الفاعلة الإقليمية.

وذكرت مصادر عسكرية أن قرار مصر أدى إلى تصعيد سريع في حالة التأهب للطائرات الأميركية، ورفعها إلى الأحمر، في حين تم إطلاع أعضاء الكونجرس على التطورات. تسبب الرفض في البداية في حالة من عدم اليقين، حيث تركت القاذفات وطائرات التزود بالوقود المرافقة لها في نمط انتظار. في النهاية، وبعد ما بدا أنه مناقشات رفيعة المستوى، سُمح للطائرات بالمضي قدمًا، حيث دخلت قاذفة واحدة المجال الجوي الأردني واختفت أخرى من الرادار فوق الخليج العربي، ربما متجهة نحو إيران عبر العراق. كما لعبت فرنسا دورًا بإرسال طائرة للتزود بالوقود لدعم المهمة، على الرغم من إيقاف تشغيل إشارات جهاز الإرسال والاستقبال الخاص بها، مما يشير إلى نهج حذر في العملية الحساسة.

وجاءت تصرفات مصر في ظل التعبئة العسكرية التي تقوم بها، حيث أشارت التقارير إلى أن البلاد قامت بتفعيل جميع قوات الاحتياط وإجراء مناورة عسكرية بالقرب من القاهرة من 17 إلى 19 فبراير 2025. وقد اعتُبر هذا التمرين، الذي أثر على المجال الجوي حتى مستوى الطيران 265، بمثابة استجابة للوضع غير المستقر في شبه جزيرة سيناء والمناطق المحيطة بها. ومن خلال تقييد طائرات بي-52 الأمريكية، أشارت مصر إلى عزمها على الحفاظ على السيطرة على مجالها الجوي وتجنب الانجرار إلى صراعات أوسع نطاقًا، حتى مع تعاونها مع الحلفاء الغربيين على جبهات أخرى. كما أثار الحادث تساؤلات حول الآثار الاستراتيجية المترتبة على النشر. وفي حين لا تُستخدم طائرات بي-52 عادةً في الضربات في المنطقة بسبب الوجود العسكري الأمريكي الحالي، فإن وضعها المحملة بالكامل وعمليات التزود بالوقود تشير إلى إمكانية حدوث عملية عسكرية كبرى. وقد أضاف التوقيت، الذي يتزامن مع تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، فضلاً عن الجهود الأمريكية لتعزيز موقفها الإقليمي، إلى أهمية قرار مصر. وفي نهاية المطاف، سلطت هذه الحلقة الضوء على تحديات التنسيق العسكري في منطقة متقلبة، حيث يمكن حتى للانتشار الروتيني أن يصبح نقطة اشتعال للمناورات الدبلوماسية والاستراتيجية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.