الثلاثاء، 11 فبراير 2025

ملك الأردن يواجه مأزقًا في لقائه مع ترامب

 

الرابط

نيويورك تايمز

ملك الأردن يواجه مأزقًا في لقائه مع ترامب


 علاقات وتحالفات تحت الاختبار

الملك عبد الله الثاني، الحليف الوثيق للولايات المتحدة والمعتمد على المساعدات من واشنطن، يواجه مطالب الرئيس الأمريكي باستقبال الفلسطينيين من غزة، وهي خطوة لا تسمح بها سياسته الداخلية.

من شريك موثوق إلى تحدٍ جديد

عندما التقى الملك عبد الله الثاني بالرئيس الأمريكي جو بايدن لأول مرة في يوليو 2021، استُقبل بحرارة كشريك أمريكي موثوق، إذ يُنظر إلى الأردن على أنه ركيزة للاستقرار في الشرق الأوسط. قال بايدن آنذاك للملك: “أنت تعيش في حي صعب.” لكن عندما يلتقي الملك مع الرئيس دونالد ترامب يوم الثلاثاء، قد يجد واشنطن هذه المرة بيئة أكثر صعوبة.

ضغوط وتهديدات اقتصادية

ترامب كرر نيته طرد الفلسطينيين من قطاع غزة كجزء من خطته لـ”امتلاك” المنطقة من قبل الولايات المتحدة، وقال يوم الاثنين إنه قد يفكر في خفض المساعدات للأردن ومصر إذا رفضت حكومتهما استقبال نحو 1.9 مليون فلسطيني من غزة.

رفض قاطع من الأردن ومصر

كان كل من الأردن ومصر قد رفضا هذا المقترح بشكل قاطع عندما طرحه ترامب لأول مرة الأسبوع الماضي، مما وضع الملك عبد الله في موقف صعب قبيل اجتماعه مع الرئيس الأمريكي.

المساعدات الأمريكية في الميزان

رفض مطالب ترامب قد يعرض للخطر أكثر من 1.5 مليار دولار من المساعدات الخارجية التي يتلقاها الأردن سنويًا من الولايات المتحدة. كما أن هناك تدفقات مالية أمريكية سرية تصل إلى أجهزة المخابرات الأردنية.

البعد الديموغرافي والتحديات الداخلية

في الوقت نفسه، يشكل الفلسطينيون أكثر من نصف سكان الأردن البالغ عددهم نحو 12 مليون نسمة، ويقول خبراء في شؤون الشرق الأوسط إن بقاء النظام الهاشمي يعتمد على رفض خطة ترامب بشكل قاطع.

موقف وجودي بالنسبة للأردن

قال بول سالم، نائب رئيس معهد الشرق الأوسط في واشنطن: “الملك عبد الله لا يستطيع الموافقة على ذلك.” وأضاف: “لا يمكنه النجاة سياسيًا إذا اعتُبر متواطئًا في التطهير العرقي للفلسطينيين. هذا الأمر وجودي بالنسبة له ولحكومته.”

مخاوف بشأن الضفة الغربية

من المتوقع أيضًا أن يستخدم الملك عبد الله اجتماعه مع ترامب للضغط ضد أي محاولات من قبل إسرائيل لضم جزء أو كامل الضفة الغربية، وهو أمر يدعمه بعض أعضاء حكومة إسرائيل اليمينية المتطرفة وبعض مسؤولي إدارة ترامب. تقع الضفة الغربية على الحدود الأردنية، وأي خطوة إسرائيلية للاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية قد تؤدي إلى أعمال عنف واضطرابات قد تمتد إلى الأردن.

عبء اللاجئين على الأردن

يستضيف الأردن بالفعل حوالي 700,000 لاجئ، معظمهم من السوريين الفارين من الحرب الأهلية في بلادهم.

أهمية المساعدات الأمريكية للأردن

على عكس بعض جيرانه في الشرق الأوسط الغارقين في الثروة النفطية، يعتمد الأردن بشكل كبير على المساعدات الأمريكية. يعمل الملك عبد الله على تعزيز علاقاته مع مختلف المؤسسات الأمريكية، ويحرص على أن يكون أول زعيم عربي يلتقي بكل رئيس أمريكي جديد.

التعاون العسكري والاستخباراتي مع واشنطن

يمنح الأردن القوات الأمريكية حق الوصول إلى قواعده العسكرية، كما يتلقى منذ عقود ملايين الدولارات من وكالة المخابرات المركزية (CIA) لدعم أجهزته الاستخباراتية، وهي مدفوعات سرية بدأت في عهد الملك حسين، والد الملك عبد الله.

ملك الأردن والرهانات السياسية

الملك عبد الله، الذي تولى العرش عام 1999، هو أطول القادة العرب حكمًا حاليًا في الشرق الأوسط. يقول بروس ريدل، المحلل السابق لشؤون الشرق الأوسط في وكالة المخابرات المركزية، إن الملك سيعتمد على علاقاته القوية مع وزارة الدفاع الأمريكية، ووكالة الاستخبارات المركزية، والكونغرس لمحاولة إقناع ترامب بأن السيطرة الأمريكية على غزة وطرد الفلسطينيين منها “فكرة سيئة.”

دعم الكونغرس للأردن

التقى الملك يوم الأحد بوزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث، ويشير ريدل إلى أن “الأردن لديه الكثير من الداعمين في الكونغرس، بمن فيهم العديد من الجمهوريين.”

خيارات بديلة إذا قطع ترامب التمويل

ومع ذلك، قد يضطر الملك عبد الله إلى البحث عن داعمين جدد إذا قرر ترامب قطع التمويل عن الأردن بسبب رفضه التعاون في خطته لغزة. في هذه الحالة، قد يجد دعمًا من دول الخليج الغنية مثل السعودية والإمارات، اللتين أعلنتا أيضًا رفضهما القاطع لخطة ترامب المتعلقة بغزة وترحيل الفلسطينيين.

رهان ترامب الأكبر في الشرق الأوسط

يعتقد بول سالم أن الهدف الرئيسي لترامب في الشرق الأوسط لا يزال التوصل إلى “صفقة كبرى” تشمل اعتراف السعودية الرسمي بإسرائيل، وهو أمر يبدو مستبعدًا للغاية إذا مضى ترامب قدمًا في خططه لغزة.

موقف السعودية من التطبيع

أكدت الحكومة السعودية أنها لن تفكر في تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل إلا إذا تم اتخاذ خطوات ملموسة نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

نفوذ الأردن في اللعبة السياسية

لهذا السبب، قد يكون لدى الملك عبد الله بعض النفوذ، حيث يمكنه محاولة إقناع الرئيس الأمريكي المتقلب بالحفاظ على تركيزه على الهدف الأكبر، وإقناعه بأن الأردن ضروري لتحقيقه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.