''الفصل الأول - صباح السبت 30 نوفمبر 2013'', فى مثل هذا اليوم قبل 5 سنوات, السبت 30 نوفمبر 2013, كان موعد التصويت النهائى فى لجنة صياغة الدستور على مواد الدستور الجديد, وقد شاهدت الساعات المعدودة قبل التصويت النهائى على مواد الدستور, كر, وفر, و هجوم, وتراجع, واحتجاجات, ودس تعبيرات فى مواد الدستور من خلف الكواليس لم يعلم بها او من اين جاءت أعضاء اللجنة الذين قاموا بصياغة الدستور, و فوجئوا بها تنتظر منهم فقط موافقتهم ''السامية'' عليها عند شروعهم فى التصويت النهائى على مواد الدستور, ونشرت فى هذا اليوم ''التاريخى باحداثه العجيبة'' مقالا من فصلين على هذه الصفحة, الاول صباحا والثانى ظهرا, استعرضت فيهما هذه الأحداث العجيبة منذ البداية للنهاية الاليمة, وقد جاء ''الفصل الاول'' لهذه الملحمة العجيبة على الوجة التالى, ''[ مأساة قراقوشية خالدة', وقعت أحداثها مساء أمس الجمعة 29 نوفمبر 2013, فى ظلام الليل الدامس و قطاعا كبيرا من الناس نياما, وأقيمت أحداثها في مقر مجلس الشورى, ودارت فصولها فى قاعة جلسات لجنة صياغة الدستور, وتمثلت أحداثها عندما فوجئ أعضاء لجنة الخمسين لصياغة الدستور الجديد أثناء قيامهم بالاستعراض النهائى لمواد مسودة الدستور في ديباجته الأخيرة قبل التصويت العلني عليه عصر اليوم التالى اليوم السبت 30 نوفمبر 2013, بقيام ''اشباح مجهولون'', اطلق عليهم تعريفا للاستهلاك المحلى مسمى ''لجنة الخبراء'', بإجراء تعديل فريدا من نوعه فى المادة المتعلقة بإجراءات تعيين وزير الدفاع والتى حملت رقم ''234'', وقضى التعديل الديكتاتوري العجيب الذى قامت بة ما تسمى ''لجنة الخبراء'', نيابة عن لجنة الخمسين لصياغة الدستور, ونيابة عن الشعب المصرى, وبتوجيه سلطوي فى الظلام, بسلب رئيس الجمهورية المنتخب, ورئيس الوزراء المنتخب, من اى صلاحيات لهما مقررة فى العالم الديمقراطى, وحتى الغير ديمقراطي, فى تعيين او استبدال او عزل وزير الدفاع, وقضى النص الباتر للجنة الخبراء الهلامية الغير منظورة, فى نص الفرمان الفرعونى الوارد فى المادة ''234'' من مسودة الدستور الجديد على الوجة الاتى,''وزير الدفاع هو القائد العام للقوات المسلحة، ويعين من بين ضباطها, لدورتين رئاسيتين كاملتين تبدأ من تاريخ العمل بالدستور الجديد, ويكون تعيين وعزل وزير الدفاع بعد موافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة'', وحرص تعديل ''الاشباح'' على اضافة كلمة وحدة فقط على نص المادة المتحفظ عليها اصلا, وهى كلمة ''عزل'', لتقوم هذه المادة الدستورية الغريبة بالفعل ''بعزل'' اى صلاحيات لرئيس الجمهورية والوزراء المنتخبين فى تعيين او استبدال او عزل القائم بهذا المنصب, كأنما يراد به ان يكون اعجوبة جديدة تضاف الى عجائب الدنيا السبعة, وتناقلت وسائل الإعلام ثورة أعضاء لجنة صياغة الدستور على هذه ''الملطشة'' التى تجرى كل يوم تحت جنح الظلام في هذه المادة العجيبة, حتى تم بلورتها فى شكلها الجديد بمعرفة ولاة أمور غير منظورين, وتاكيد الاعضاء على عدم معرفتهم باعادة صياغة المادة وفرضها عليهم قسرا خلال مراجعتهم ديباجة المادة ضمن باقى المواد فى الدستور قبل ساعات معدودات من التصويت النهائى فى اللجنة على مواد الدستور, واشارت وسائل الاعلام الى حدوث حالة من الفوضى والارتباك داخل اللجنة, وخروج العديد من أعضاء اللجنة غاضبين من نص ''منتصف الليل'' الفجائي الذي تم فرضه عليهم من منطلق ''اللى مش عاجبه يشرب من البحر'', وهنا تكلم مدافعا عن المادة ''ساحر الكلمة'' الدكتور محمد سلماوى المتحدث الرسمى باسم لجنة الخمسين, والذى حرص الكاتب الراحل الكبير نجيب محفوظ على تكليفه بإلقاء كلمته فى حفل تسليم جائزة فوزه بنوبل بدلا منه عندما تعذر سفر لظروفه الصحية, لما يملك ''سلماوى'' من ''سحر الكلمة'', وربما كان هذا ايضا سبب فوزه بمنصبى رئيس اتحاد الكتاب, والمتحدث الرسمى باسم لجنة الخمسين لصياغة الدستور, وأعلن ''سلماوى'' بصوته المسيطر أمام أعضاء لجنة الخمسين ''فلسفته العجيبة لاحتواء الأعضاء الثائرين'', ''دفاعا عن المادة واصحابها الهلاميين'', وزعم سلماوى قائلا, ''بأن هذا التعديل الجديد الذى جرى فى المادة ''234'' قامت به من اسماها ''لجنة خبراء'' فى اللحظات الاخيرة ولم يتسنى عرضها على أعضاء لجنة صياغة الدستور، وأطلق ''سلماوى'' العنان لقدراته فى الإبحار بمن يريد بعيدا عن الواقع والحقائق الأليمة حتى يتوه, وزعم ''بأن حق الموافقة على التعيين للجيش مرتبط بحق العزل لهم''، وزعم ''ارتضاء بعض اعضاء لجنة صياغة الدستور فى وقت سابق على اضافة فقرة فى نص المادة تعطى لقيادات القوات المسلحة حق تعيين وزير الدفاع, على اساس انه لا يمكن أن يعطى للقوات المسلحة حق التعيين دون العزل فمن يعين هو من يعزل"، وانتفض المستشار محمد عبد السلام مقرر لجنة المقومات الأساسية في لجنة صياغة الدستور, من منطلق ''اللى على راسة بطحة يحس بيها'' واكد مدافعا عن نفسه التواطؤ مع سلماوى على دس التعديل الجديد للمادة قائلا محتدما, ''بأنه لم يعلم بهذا التعديل الجديد فى المادة على الاطلاق'', واعترف قائلا ''بأن النص الذي اتفق عليه مع عدد من أعضاء لجنة صياغة الدستور كان بالموافقة للقوات المسلحة فقط على تعيين وزير الدفاع وأن يكون حق إقصاء وزير الدفاع من مهام منصبه موكولا الى رئيس الجمهورية فقط'' ''وانة فوجئ مثل غيرة من جموع أعضاء اللجنة بالتعديلات الجديدة التى جرت فى هذة المادة خفية عن الجميع'', وكان طبيعيا ان يكون حزن المصريين من المادة برمتها أعظم من غضبهم , لأنه من المفترض أن ياتى من مقترحات اى سلطة ما يدعم الديمقراطية وليس ما يفرض عليها ويقوضها, ولا تتجاوب مع إرادة الشعب فى تحقيق الديمقراطية الحقيقية, وتسعى لاستبدال مواد ديكتاتورية سياسية وديكتاتورية دينية بديكتاتورية عسكرية, ودون مراعاة لارادة هذا الشعب المصرى العظيم الذى فرض إرادته فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو ولم ترهبه اى قوى سياسية او دينية او عسكرية, وفرض مطالبه بالاحتجاجات السلمية التي أشاد بسلميتها العالم اجمع من اجل نيل الديمقراطية الحقيقية ولست التى يريد البعض ان يجعلها ديمقراطية شكلية, وكأنما لا يتعلم الطغاة ابدا من دروس الماضى والتاريخ, بعد ان ظل الشعب المصرى دائما ابيا فى مواقفة الوطنية شامخا بارادتة, ومن منطلق حبه لقواته المسلحة المصرية التى هى ملكا لهذا الشعب وفيها الاخ والحبيب والقريب, كان رفضه المادة ''234'' بنصها الفريد من نوعه على مستوى العالم أجمع, ورفض تحول الجيش المصري الى دولة داخل الدولة لا يملك رئيس الجمهورية او رئيس الوزراء المنتخبين من الشعب أي صلاحية في تعيين او استبدال وزير الدفاع ويجعل من الديمقراطية المزعومة التى يبشر بها فى خارطة الطريق مشكوك فى معالمها, لأنه اى ديمقراطية تلك التي تبشرون بها إذا كانت تلك المادة العجيبة فى تعيين وعزل وزير الدفاع لنفسه وتحديد المدة الإجبارية لبقائه في منصبه بغض النظر عن اى اعتبارات, بالإضافة الى عدد من مواد قانون التظاهر الاستبدادية, و مادة محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية فى مسودة الدستور الجديد, لذا سارعوا أيها الولاة الغير منظورين, بالاستجابة الى مطالب الشعب المصرى الديمقراطية وروح ثورتى 25 يناير و30 يونيو فى مواد مسودة الدستور الجديد قبل التصويت النهائي على مواده عصر اليوم السبت 30 نوفمبر 2013, فى لجنة صياغة الدستور, وان تشمل المراجعة جميع المواد الفرعونية التى تقوض معاني واسس الحرية والديمقراطية الحقيقة ووجدت رفضا شعبيا هائلا من الشعب المصرى, فهل يسمع ولاة الأمور صوت الشعب المصري قبل فوات الاوان ]''.
لست الديمقراطية رجسا من أعمال الشيطان كما يروج الطغاة. بل هى عبق الحياة الكريمة التى بدونها تتحول الى استعباد واسترقاق. والحاكم الى فرعون. وحكومته الى سجان. وحاشيته الى زبانية. والمواطنين الى اصفار عليهم السمع والطاعة. والا حق عليهم القصاص.
الجمعة، 30 نوفمبر 2018
بعد فرنسا ... اندلاع مظاهرات بلجيكا ضد ارتفاع أسعار الوقود
https://www.facebook.com/rtarabic.ru/videos/571754153273400/
رغم دخولهم ومستوى معيشتهم المرتفع مقارنة بدول يعيش السواد الأعظم من أهلها تحت خط الفقر. إلا أنهم رفضوا السكوت على الظلم والضيم والتهاون فى حقوقهم المشروعة. ورفضوا مهادنة الحكام الارجوزات الفاشلين الذين يصلحون للزينة ولا يصلحون لحكم الشعوب. وبعد مظاهرات فرنسا ضد ارتفاع أسعار الوقود والسلع والسياسات الاقتصادية المتردية وفرض التقشف على الناس لتعويض الفشل. اندلعت مظاهرات بلجيكا ضد ارتفاع أسعار الوقود والسلع والسياسات الاقتصادية المتردية وفرض التقشف على الناس لتعويض الفشل.
وزير الإعلام السوداني: قضية حلايب وشلاتين متوافق عليها رسميا بين البلدين
أعلن وزير الإعلام والاتصالات السوداني، بشار جمعة، عن تطور جديد في أزمة حلايب وشلاتين مع مصر. وأشار جمعة خلال لقاء تلفزيوني أمس الخميس، إلى أن التناول الرسمي للجانبين المصري والسوداني، لهذه القضية انتهى بالتوافق على حلها، وذلك وفقا لمنهجية وأطر معروفة، مضيفا أن هناك لجانا خاصة تعمل في هذا الإطار. وأوضح وزير الإعلام السوداني، أنه تم فصل هذه القضية بعيدا عن الإعلام، لتتناولها الدولتان في إطار سياسي ودبلوماسي، متابعا أن لهذه القضية عددا من الأبعاد، ومن الممكن حلها بقدر من التفاوض والحوار بين الطرفين المصري والسوداني. ويجدد السودان سنويا شكواه في مجلس الأمن بشأن مثلث حلايب وشلاتين منذ عام 1958، ويقابلها الجانب المصري برفض التفاوض أو التحكيم الدولي بشأن المثلث الحدودي
حرس الشرف الأرجنتيني يخطأ في تشخيص الرئيس الصيني أثناء استقباله
ارتكب حرس الشرف الأرجنتيني خطأ فادحا أثناء استقباله للرئيس الصيني شي، جين بينغ، في بوينس آيرس، فبدلا من عزف الموسيقى الترحيبية للرئيس الصيني، عزفها لخادمة أثناء نزوله من الطائرة !. وكان خادم الرئيس الصينى قد سبقه فى النزول من الطائرة وتصور حرس الشرف بأن الخادم هو الرئيس الصينى فقاموا بأداء التحية وعزف الموسيقى الترحيبية الية وسط دهشة الخادم من هذا الترحيب بة من حكومة بوينس آيرس !، ووصل الرئيس الصيني أمس الخميس إلى العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، للقيام بزيارة دولة للبلاد، ولحضور قمة مجموعة العشرين في دورتها الـ13.
الخميس، 29 نوفمبر 2018
الرئيس التونسي يعترف بتلقيه تهديدات من عصابة اخوان تونس لمسيرتها
https://www.facebook.com/Presidence.tn/videos/906536602873569/
نشرت الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية التونسية على موقع التواصل الاجتماعى الفيسبوك بعد عصر اليوم الخميس 29 نوفمبر 2018 إشراف رئيس الجمهورية التونسية الباجي قايد السبسي، اليوم الخميس 29 نوفمبر 2018 بقصر قرطاج، على اجتماع مجلس الأمن القومي. واشارت وسائل الاعلام الى قول الرئيس التونسي خلال الاجتماع، بأن العالم أجمع يعلم بالجهاز السري لحركة "النهضة". وإن البيان الأخير لـ"حركة النهضة" الذي استنكرت فيه نشر صفحة رئاسة الجمهورية تصريحات أحد أعضاء هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي إثر لقائه برئيس الدولة، فيه تهديد لشخصه. وتشديد الرئيس التونسى على أنه لن يسمح بالتهديدات وأن الكلمة للقضاء. وتأكيد الرئيس التونسي بأنه يستقبل كل الأطراف دون استثناء بصفته رئيسا للبلاد، مشيرا إلى أن ''ما أعلمته به هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي معقول''، مؤكدا أن الهيئة أمدته بـ''مجلد'' من الوثائق عما يعرف بالجهاز السري لـ"حركة النهضة"، لافتا إلى أن موضوع هذا الجهاز أصبح يعرفه كل العالم ولم يعد سريا. وأفاد السبسي في السياق، بأنه غير منحاز لأي طرف على حساب طرف آخر، بدعوى أنه لا يعمل إلا لمصلحة تونس. واختتم الرئيس كلمته متوجها بالكلام إلى "حركة النهضة" قائلا باللهجة التونسية: ''إذا خلا لك الجو فبيضي وفرّخي...أما معايا أنا هذا ما يمشيش''. (إذا وجدت نفسك وحيدا فافعل ما شئت.. لكن هذا لن يجدي معي نفعا ). وجاءت تصريحات الرئيس التونسى الأخيرة أشبه بيقظة متأخرة من رئيس مخرف بعد لقائه بولي عهد السعودية. بعد أن أباح بلاده لشرور عصابة الاخوان حتى كادت ان تضربه هو شخصيا بالجزمة من خلال اعترافه أنها هددته شخصيا. وخالف الشريعة الاسلامية فى المواريث وزواج المسلمة بأجنبي على غير دينها.
منهج العنصريين أضاع حق المجتمع والناس
لم يكتفوا بإطلاق نعت التنمر على العنصرية فى مصر لمحاولة تجميلها بالباطل. بدلا من مواجهتها وفق اسمها الحقيقى لاستئصالها. مما أسفر عن تكريسها. ومارسوا ضغوطا معنوية ضد أسرة الطالبة التي اعتاد مدرسها العنصرى سبها أمام معلمي وتلاميذ المدرسة باسم السوداء. لاجبارها على التصالح مع خصمها العنصرى. تحت دعاوى الصلح خير. والعفو عند المقدرة. وعدم قطع لقمة عيش المدرس العنصرى عشان خاطر أسرته. ومنع صدور حكم بالسجن ضده بتهمة التمييز العنصري. وهو ما ساهم بغباء منهجى عاطفي من المسؤولين أصحاب ''البشرة البيضاء''. تجاه المدرس العنصري صاحب ''البشرة البيضاء''. لا يختلف عن غباء منهج جماعة ''كو كلوكس كلان'' الأمريكية المتطرفة التي تؤمن بتفوق الإنسان الأبيض على الانسان الاسود او الاسمر و معاداة الناس اصحاب البشرة السوداء والسمراء والعنصرية المجسدة. فى ضياع حق المجتمع والناس الذين يرفضون خزعبلات هؤلاء الأغبياء العنصريين. وتقويض المادة 53 فى الدستور التى تجرم التمييز العنصرى. وتعاظم اكثر واكثر التفرقة العنصرية فى مصر. مصائر الشعوب والناس لا تخضع للعواطف والأهواء العنصرية.
في مقاله* لـDW عربية يطرح علاء الأسواني السؤال: متى يخرج السيسي من ديكتاتوريته وعالمه الافتراضي.. واوهام أمجاد الزعيم ؟
https://www.dw.com/ar/%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D9%88%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%85%D8%AA%D9%89%D9%8A%D8%AE%D8%B1%D8%AC%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%B3%D9%8A%D9%85%D9%86%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%81%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%B6%D9%8A/a-46467626
في مقاله* لـDW عربية يطرح علاء الأسواني السؤال: متى يخرج السيسي من ديكتاتوريته وعالمه الافتراضي.. واوهام أمجاد الزعيم ؟
كان لي زميل ثري في المدرسة يحلم بأن يكون طبيبا لكنه لم يحصل في الثانوية العامة على مجموع يؤهله لكلية الطب فالتحق بكلية التجارة. حزن صديقي جدا على ضياع حلمه ثم زرته في مزرعة أبيه يوما فوجدته، للغرابة، قد اشترى معطفا أبيض وسماعة طبية وخصص حجرة في بيتهم الواسع ليكشف فيها على الخدم والفلاحين. كان يمنحهم نقودا حتى يكشف عليهم ويكتب لهم مضادات حيوية ومسكنات على ورقة تحمل اسمه. لا أستطيع أن أصف سعادة صديقي وهو يكشف بالسماعة على الفلاحين ويسألهم عن الأعراض ثم يجلس على مكتبه - كالطبيب تماما - ويكتب الدواء.
لم يكن صديقي مجنونا لكنه ببساطة صنع عالما افتراضيا يحقق فيه ما لم يستطع تحقيقه في الواقع. لو تأملنا حالة مصر الآن سنجد كثيرين يفعلون مثل صديقي. انهم يعيشون في عالم افتراضى مريح بعيدا عن الواقع. في مصر الآن ثلاثة عوالم افتراضية:
أولا: أمجاد الزعيم
لا شيء يعادل حب السيسي لتنفيذ المشروعات العملاقة. ما مدى أهمية هذه المشروعات وهل لها أولوية وهل خضعت لدراسات جدوى كافية وهل نجحت أم فشلت في تحقيق أهدافها؟ لن نعرف ذلك أبدا لأن الاعلام الخاضع للمخابرات لا يخبرنا بالحقيقة، اذ أن مهمته الوحيدة الدعاية للسيسي كما أن من يفتح فمه بالاعتراض على عبقرية السيسي يتم القاؤه في السجن سنوات.
ما نعرفه أن مشروعات السيسي يتم تنفيذها بديون ثقيلة تزداد كل يوم حتى وصل حجم ديون الدولة المصرية إلى مستوى غير مسبوق في تاريخها. الواضح ان السيسي يعيش في عالم افتراضي. كم تبدو عليه السعادة لحظة افتتاح المشروع عندما يقص الشريط ثم ينحني ليقبل الأطفال الذين ينتظرونه بباقات الورود، بينما يحلق الحمام الزاجل في السماء، ولابد أثناء تفقد المشروع أن يطرح أسئلة ويعبر عن ملاحظات يتلقاها المسؤولون وكأنها أوامر إلهية.
يبدو السيسي سعيدا للغاية في مؤتمرات الشباب التي تنظمها المخابرات وتجمع فيها آلاف الشباب ليستمعوا إلى خطب السيسي الحكيمة فيبدو حينئذ في صورة الزعيم الذي يتحدث إلى أبنائه. خارج العالم الافتراضي للسيسي يعانى ملايين المصريين من الغلاء والفقر والبطالة وتدهور التعليم والخدمات الصحية والمرافق ( 70 في المائة من قرى مصر بدون صرف صحي) لكن السيسي يستمتع بأمجاده في عالمه الافتراضي بغض النظر عن أحوال مصر التي تدهورت الى الحضيض.
ثانيا: المجاهدون من أجل الخلافة:
هؤلاء مئات الآلاف من أتباع الاسلام السياسي كلهم يؤمنون بأن الاسلام دين ودولة وأن الخلافة الاسلامية ركن من أركان الاسلام وأن الغرب عدو الاسلام أسقط الخلافة العثمانية عام 1924وواجب المسلم استعادة الخلافة.
كل هذه الآراء من الناحية التاريخية محض أوهام فالدول الغربية لا يعنيها الاسلام ولا أي دين آخر وانما كل ما يعنيها تحقيق مصالحها الاقتصادية وكثيرا ما دعمت الدول الغربية أنظمة وحركات اسلامية مثل حركة طالبان والجنرال ضياء الحق حاكم باكستان والنظام السعودي أكبر حليف لامريكا على مدى خمسين عاما. كما ان الخلافة الاسلامية لم توجد أساسا في التاريخ حتى يستعيدها أحد. كانت الحضارة الاسلامية عظيمة لكنها استندت إلى امبراطورية قامت - مثل كل الامبراطوريات - بعد صراعات رهيبة على السلطة ومذابح بشعة راح ضحيتها آلاف الأبرياء كما ان الخلافة العثمانية لم تكن في الواقع الا احتلالا تركيا ارتكب في حق المصريين جرائم أبشع بكثير من الاحتلال البريطاني.
كل هذه الحقائق سيكتشفها أي شخص خلال ساعات قليلة من القراءة في مصادر تاريخية متاحة للجميع لكن أنصار الاسلام السياسي يعيشون في عالمهم الافتراضي ويرفضون رؤية الحقيقة. أذكر اننى القيت محاضرة - موثقة - عن جرائم الاحتلال العثماني في مصر فوقف شاب من الاخوان وراح يصيح معترضا بطريقة هيستيرية اذ انه لم يتحمل انتزاعه من عالمه الافتراضى الى الحقيقة.
ثالثا: المواطن المستقر
انه المواطن الذي يفضل الاستقرار على النضال من أجل العدل. لقد عاش حياته مهانا مطحونا بلا حقوق في ظل الاستبداد فتأقلم مع الظلم وصنع لنفسه عالما افتراضيا مريحا يتكون من ثلاثة عناصر: الدين والأسرة وكرة القدم.
انه يمارس نوعا بسيطا من التدين عبارة عن صلاة وحج وزكاة وحجاب لكن تدينه لا يحضه أبدا على مقاومة الظلم، على أنه بين الحين والآخر يخوض معارك دينية غيرمكلفة فسوف ينتفض غضبا دفاعا عن النقاب أو ضد مشهد جنسي في فيلم، لكنه لن يفتح فمه أبدا عندما يتم اعتقال آلاف المعارضين. كل ما يهمه في الحياة أسرته وأولاده وهو لا يعبأ اطلاقا بما يحدث في المجال العام. أما كرة القدم فهى متعته العظمى ليس فقط لأنه يحبها كرياضة، ولكن لأنه يجد فيها ما يفتقده في حياته اليومية فالمنافسة شريفة متكافئة والقواعد واضحة تطبق على الجميع والمخطئ يحاسب فورا، وكل هذه أشياء لا يعرفها لأنه تعود على الظلم وازدواج المعايير.
متى يخرج السيسي من عالمه الافتراضى؟ عندما نخرج نحن المصريين من عالمنا الافتراضي لنواجه الحقيقة. بلادنا تتمتع بامكانات عظيمة أهدرت كلها بسبب الديكتاتورية. لا أفهم كيف لازلنا نتوقع خيرا من الديكتاتور؟ اننا نكرر نفس التجربة في نفس الظروف وننتظر نتائج مختلفة. ان كل ما نفعله في ظل الديكتاتورية جهد ضائع لأن التاريخ يعلمنا ان حكم الديكتاتور - مهما أنجز - سينتهى حتما بكوارث.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)