الاثنين، 20 يوليو 2020

منظمة "هيومن رايتس ووتش": تفشي فيروس كورونا فى السجون المصرية ومصرع 14 سجينا و محتجزا على الأقل وإصابة مئات آخرين وسط تعتيم رسمي صارم وتكتم شديد من السلطات المصرية


فى ظل انشغال السيسى بنشر حكم القمع والإرهاب وانتهاك استقلال المؤسسات والجمع بين السلطات بالمخالفة للدستور وآخرها الاستيلاء على صلاحيات مؤسسة الأزهر الشريف وتنصيب نفسه مفتى الجمهورية

منظمة "هيومن رايتس ووتش": تفشي فيروس كورونا فى السجون المصرية ومصرع 14 سجينا و محتجزا على الأقل وإصابة مئات آخرين وسط تعتيم رسمي صارم وتكتم شديد من السلطات المصرية

 السجون المصرية تعاني من الاكتظاظ الشديد و تفتقر للرعاية الصحية السليمة ولا توجد أماكن عزل صحية للمصابين بكورونا عن باقى المساجين ولا يتمّ التحقيق في أي من حالات الوفاة المعتقلين والمساجين بشكل مجد واضطهاد المساجين وعقابهم يتم بشكل جماعي

كشفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية، بأن 14  سجينا و محتجزا على الأقل لقوا حتفهم في مصر، بسبب الإصابة بفيروس كورونا المستجد، في 10 مراكز احتجاز حتى منتصف يوليو الجاري، وسط تكتم شديد من السلطات المصرية، وانتقدت المنظمة الرعاية الطبية المتدنية في السجون المصرية، وأكدت وجود غياب شبه كامل للفحص المخبري للفيروس والمسح الطبي للكشف عن الأعراض على المعتقلين و المساجين، ونشرت المنظمة روايات خمسة سجناء في ثلاثة سجون وأقارب وأصدقاء 11 سجينا تحدثت معهم المنظمة والذين أكدوا بأن الاكتظاظ داخل المعتقلات والسجون المصرية جعل من التباعد الاجتماعي مستحيلا، وتحصيص السلطات زنزانة أو أكثر في السجن نفسه للسجين أو السجناء الذين تظهر عليهم أعراض الإصابة بالفيروس.

وقالت "هيومن رايتس ووتش" فى تقرير شامل أصدرته اليوم الاثنين 20 يوليو 2020 كما هو مبين فى رابط تقرير المنظمة على موقعها الالكتروني المرفق، بإنّ سجون وأقسام شرطة عديدة في مصر شهدت تفشيا محتمل لفيروس "كورونا" في الأسابيع الأخيرة، وسط وسط تعتيم رسمي وصارم وتكتم شديد من السلطات المصرية.

وتشير روايات شهود لـ هيومن رايتس ووتش، ورسائل مسرّبة من سجنَين، وتقارير موثقة من مجموعات حقوقية ووسائل إعلامية محلية إلى أنّ 14 سجينا محتجزا على الأقلّ لقوا حتفهم، على الأرجح بسبب مضاعفات ناجمة عن الإصابة بالفيروس في عشرة مراكز احتجاز حتى 15 يوليو/تموز 2020. على الرغم من أنّ عشرات السجناء والمحتجزين – على الأقل - ظهرت عليهم، أعراض خفيفة إلى شديدة لمرض "كوفيد-19" الناتج عن الفيروس، وكانت الرعاية الطبية في السجون غير كافية، مع غياب شبه كامل للفحص المخبري للفيروس والمسح الطبي للكشف عن الأعراض. ورغم إفراج السلطات عن 13 ألف سجين منذ أواخر فبراير/شباط الماضى، لكنّ العدد غير كافٍ للحدّ من الاكتظاظ في السجون ومراكز الاحتجاز المكتظة.

وقال جو ستورك، نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "ينبغي للسلطات المصرية أن تتّخذ خطوات فورية لتأمين الرعاية الطبية الملائمة للمحتجزين، والتدابير لاحتواء تفشي فيروس كورونا. من الضروريّ أن تعالج مصر انتشار الفيروس عبر الإسراع في الإفراج عن السجناء".

وتحدثت هيومن رايتس ووتش مع خمسة سجناء في ثلاثة سجون، وعشرة من أقرباء وأصدقاء ومعارف 11 سجينا آخرين في ستة سجون أخرى وفي قسم  الشرطة. وراجعت هيومن رايتس ووتش أيضا عشرات البيانات الرسمية، والتقارير الإعلامية والحقوقية، ووثائق التوجيهات من وزارة الصحة المصرية ومنظمة الصحة العالمية حول فيروس كورونا. ولم تُجب أي من وزارة الداخلية، والهيئة العامة للاستعلامات، والسفارة المصرية في واشنطن على أسئلة هيومن رايتس ووتش المُرسلة في 3 و15 يوليو/تموز الجاري.

وتوضح روايات الشهود والتقارير أنّ الاكتظاظ  جعل التباعد الاجتماعي مستحيلا. يبدو أنّ سلطات السجن لم تتّخذ أي تدابير لتتبّع المخالطين، ولم تفعل شيئا يذكر لعزل السجناء الذين تظهر عليهم أعراض. في بعض الحالات، خصصت السلطات زنزانة أو أكثر في السجن نفسه للسجين أو السجناء الذين تظهر عليهم أعراض الإصابة بالفيروس. كما يبدو أنّ سلطات السجون لم تتّخذ أي تدابير خاصّة لحماية المجموعات المعرّضة لخطر أكبر مثل السجناء الكبار في السن والأشخاص الذين لديهم حالات مرضية سابقة. ولم يسمح الضباط في ثلاثة سجون على الأقلّ للسجناء بالحصول على الكمامات أو وضعها، بحسب الشهود.

وقال جميع الأشخاص الذين أُجريت معهم مقابلات إنّهم يعتمدون بالأساس على الأدوية والمعقّمات التي تدخلها عائلاتهم عندما يسمح لها مديرو السجن بذلك. وقال أحد أقارب سجين في سجن القناطر للرجال إنّ طبيبا كان يجري فحوصات طبية منتظمة للسجناء ويعزل الحالات المشتبه فيها، وكانت هذه الرواية الوحيدة عن مثل هذه المعاملة بين الأشخاص الذين تمّت مقابلتهم.

وأفادت "كوميتي فور جستس"، وهي منظمة حقوقية مقرّها جنيف، بأنّها وثّقت أكثر من 190 إصابة مشتبه بها بفيروس كورونا في 12 سجنا و29 مركز شرطة، بما في ذلك أكثر من 160 سجينا و30 موظفا وعنصر أمن في وزارة الداخلية. يشمل هؤلاء 14 حالة وفاة مشتبه بها بين السجناء في خمسة مراكز شرطة وخمسة سجون في أربع محافظات.

وقال السجناء والأقارب الذين تمّت مقابلتهم إنّ الرعاية الطبية الملائمة كانت مفقودة في مرافق الاحتجاز، وخاصة غياب نظام فعّال للإخلاء أو التدخّل الطبي في حالات الطوارئ. من بين 14 وفاة، نُقل فقط تسعة سجناء إلى المستشفى، وبعضهم قبل ساعات قليلة فقط من وفاتهم. قال قريب أحد السجناء: "يتطلّب هذا المرض رعاية وراحة، ويستحيل الحصول على ذلك في المستنقع الذي كان فيه".

وفرضت السلطات تعتيما شاملا على المعلومات في مراكز الاحتجاز، ومنعت وزارة الداخلية جميع الزيارات إلى السجن، بما فيها زيارات المحامين، منذ 10 مارس/آذار الماضي. وحذر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وهو هيئة حكومية تفرض الرقابة والإشراف على الإعلام، حذّر مرارا من اتخاذ "إجراء قانوني" بحقّ أي مؤسسة إعلامية أو صحفيين يكتبون تقارير عن فيروس كورونا في مصر بما يتناقض مع التصريحات الرسمية.

وقال الأشخاص الذين تمّت مقابلتهم إنّ السجناء يخشون العقاب الجماعي في حال تسريب أخبار من سجنهم. وأفاد أشخاص تمّت مقابلتهم لإعداد هذا التقرير وفي وقت سابق بأنّ عناصر "قطاع الأمن الوطني" في السجون يستدعون السجناء بانتظام ويستجوبونهم لدى نشر أيّ أخبار عن سجونهم. قد تشمل العقوبات النقل إلى سجون بعيدة أو مصادرة متعلقات السجناء، ومنها منتجات النظافة الشخصية الضرورية والملابس. وفي أحد السجون، قال السجناء إنّهم تعرّضوا للضرب والاعتداء الجسدي لدى الشكوى من ظروفهم.

وقال فرد من عائلة سجين في أحد السجون الرئيسية في القاهرة، والذي يضمّ مئات السجناء، إنّ السجين ظهرت عليه أعراض كوفيد-19، بما في ذلك السعال، وأوجاع الجسم، وفقدان الشمّ والذوق، والحمّى، وإنّ ستة من السجناء في زنزانته تقريبا ظهرت عليهم أعراض مشابهة في أواخر مايو/أيار وبدايات يونيو/حزيران. وقال المتحدث  إنّ العائلات تمكّنت من تأمين الأدوية والطعام بشكل شبه منتظم، لكنّ مديري السجن لم يوفروا سوى القليل من هذه المستلزمات. قال السجين لعائلته أنّ جميع عنابر السجن تضمّ سجناء لديهم أعراض كوفيد-19، لكنّ الفحص المخبري PCR غير متوفّر.

وعيّنت إدارة ذلك السجن زنزانة أو زنزانتين للسجناء الذين اختاروا الانعزال بعد ظهور أعراض الإصابة بالفيروس عليهم، لكنّها لم تفرض عليهم ذلك. وقال المتحدث إنّ عناصر السجن أخبروا السجناء بأنّهم سينقلون المرضى منهم إلى مستشفى إذا ارتفعت حرارتهم أو وجدوا صعوبة شديدة في التنفّس طوال خمسة أيام.

وقال سجين في السجن نفسه إنّ العائلات أمّنت بعض اسطوانات الأوكسيجين ومقياسات تأكسج النبض، التي تقيس مستويات الأوكسيجين، في الدم للعيادة الصغيرة في السجن. وأضاف أنّ أطبّاء السجن توقّفوا عن زيارته بعد سماح الضباط للسجناء الأطبّاء بتولّي مسؤولية رعاية زملائهم المرضى. وقالت هيومن رايتس ووتش إنّ هذه التدابير لا تراعي المعايير الدولية لمعاملة السجناء.

وقال سجين في سجن تحقيق طرّة، وهو جزء من مجمّع سجون طرّة في القاهرة، إنّ تدابير الحماية التي اتُخذت هناك كانت "جميعها شكلية". في مارس/آذار، عندما بدأ عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في مصر بالارتفاع، أمّنت إدارة السجن فحوصات تفاعل سلسلة البوليميراز أو PCR لسجينَين فقط، لكنّها لم تؤمّن أي فحوصات إضافية على الرغم من إصابة عدد من السجناء بأمراض تنفسية، على حدّ قوله. أضاف أنّ الضبّاط، والعساكر، وموظفي السجن لم يرتدوا الكمامات أو يتّخذوا أي تدابير.

وقالت هيومن رايتس ووتش إنّ على السلطات المصرية أن تجري فحوصات واسعة النطاق للسجناء، وتسرع في الإفراج عنهم، وتجعل المعلومات المتعلّقة بتفشي فيروس كورونا في السجون علنية، و تسمح للسجناء بتواصل منتظم مع محاميهم وعائلاتهم. وينبغي أن تنشئ الحكومة قاعدة بيانات عامّة على الإنترنت حول السجون في مصر، تشمل معلومات محدّثة عن قدرة استيعابها ومعدّل إشغالها.

وقال ستورك: "بدلا من تأمين الرعاية الطبية الملائمة والتدابير الصحية اللازمة لمنع تفشي فيروس كورونا، تحاول الحكومة المصرية التعتيم على أزمة صحية خطيرة في السجون. ويستحقّ السجناء، وعائلاتهم، والشعب المصري معرفة المخاطر الصحية التي يواجهونها وما تفعله الحكومة للتعامل مع هذه المخاطر".

بين حقّ السجناء في العلاج والواقع

وينصّ القانون الدولي لحقوق الإنسان، بما في ذلك "قواعد الأمم المتحدة النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء" ("قواعد مانديلا")، على وجوب تمتع السجناء بالمعايير نفسها المتوفّرة في المجتمع للرعاية الصحية؛ وأنّ السجون يجب أن تؤمّن وصولا سريعا إلى الرعاية الطبية في الحالات الطارئة؛ وأنّه لا يجوز إلاّ لأخصائيّي الرعاية الصحية المسؤولين اتخاذ قـرارات طبية، ولا يجوز لموظفي السجون غير الطبيين إلغاء تلك القرارات أو تجاهلها؛ وأنّه يُتاح للطبيب الوصول اليومي إلى أي سجين مريض أو يشكو من مشاكل صحية.

وفي مايو/أيار، أصدرت منظمة الصحة العالمية بيانا مشتركا مع "مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان" وغيرها من وكالات الأمم المتحدة تقول فيه إنّ "الاستجابة الصحية لـ كوفيد-19 داخل أماكن الاحتجاز غير كافية". ودعا البيان الحكومات إلى النظر في آليات للإفراج عن المحتجزين والحدّ من حرمانهم من الحرية.

وتنصّ قوانين السجون المصرية على بعض حقوق الرعاية الصحية. يذكر القرار 79 لوزارة الداخلية للعام 1961 (اللائحة الداخلية للسجون) أنّ إحدى مهام أطبّاء السجون هي حماية السجناء من "الأمراض الوبائية"، بما يشمل الحجر الطبي. يلزم قانون السجون للعام 1956 سلطات السجن بأن تعلم عائلة السجين فورا في حال إصابته بمرض خطير.

وفي الواقع، قلّما تحترم السلطات القوانين المحلية والدولية. لا يُسمح للمجموعات المستقلّة بالوصول إلى السجون المصرية، وتفتقد هذه الأخيرة منذ عقود لرقابة قضائية أو مستقلّة جادة. السجون مكتظة ومخالفة لقواعد النظافة الشخصية. منذ تولّي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم فعليا في العام 2013، مات العشرات، إن لم يكن المئات على الأرجح، من السجناء في الاحتجاز، وجاءت وفاة الكثيرين منهم بعد تعذيب و/أو نقص الرعاية الطبية. لم يتمّ التحقيق في أي من حالات الوفاة هذه تقريبا بشكل مجدٍ. قال خبيران من "الأمم المتحدة" في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، قبل وباء كوفيد-19، إنّ ظروف الاحتجاز الجائرة "قد تعرّض صحة وحياة آلاف السجناء الإضافيين للخطر الشديد".

وردّا على الانتقادات حول الأوضاع في مراكز الاحتجاز خلال الوباء، أصدرت وزارة الداخلية بيانات فيديو عديدة تدّعي فيها أنّها أجرت "فحوصات طبية شاملة" لـ كوفيد-19 بين السجناء. ويظهر أحد الفيديوهات في 16 أبريل/نيسان موظفي القطاع الصحي يأخذون مسحات من بعض السجناء السياسيين المعروفين، وتزعم التصريحات في الفيديو أنّ مراكز الاحتجاز والسجون "تُعقّم" بانتظام. وتظهر الفيديوهات رشّ المساحات الخارجية في بعض السجون بمواد تعقيم، وهي عملية لا توصي بها منظمة الصحة العالمية. كذلك تظهر الفيديوهات ما تصفه بـ "بوابات آلية للتعقيم"، ترشّ الناس الذين يمرّون عبرها عند مداخل أماكن الاحتجاز. بحسب منظمة الصحة العالمية، لا يقلّص ذلك من إمكانية نقل الشخص للفيروس، وقد يكون مضرّا و"لا يوصى به في أي ظرف".

والأطبّاء في السجون المصرية ليسوا مستقلّين مؤسسيا، فهم إما موظفون في وزارة الصحة أو أطبّاء في وزارة الداخلية مدرّبون في أكاديمية الشرطة ليصبحوا ضباط أطباء. في كلتا الحالتين لا تمنح القوانين المصرية استقلالية إكلينيكية كافية لأطبّاء السجون، لأنّ القانون يستوجب منهم الحصول على موافقة الضباط في قرارات عديدة.

ونادرا ما تسمح سلطات السجون للعائلات أو المحامين بالحصول على تقارير طبية، يبدو أنّ القرارات المهمة، مثل تلك المتعلّقة بتأمين الحصول على الرعاية الطبية داخل أو خارج السجن، هي في يَد ضابط الأمن الوطني في كلّ سجن بشكل رئيسي، وهو بحكم الأمر الواقع صاحب سلطة تتجاوز سلطة مأمور السجن والضباط الآخرين، ولا تعود القرارات إلى أطبّاء السجن. أغلبية السجون في مصر لا تملك مرفقا طبيا مجهّزا بشكل كافٍ.

المنهجية

على ضوء الظروف المذكورة أعلاه، يصعب تقييم الأمراض الطبية للسجناء بشكل قطعي، بما في ذلك احتمال إصابتهم بفيروس كورونا.
وحدّدت منظمة الصحة العالمية أساليب لمعرفة ما إذا كان شخص "مشتبه" في إصابته بـ كوفيد-19 عند غياب الفحوصات المخبريةPCR ، بما في ذلك إصابته بأعراض مرض تنفسي حادّ وخيم من دون وجود تشخيص بديل. قالت المنظمة أيضا إنّه بإمكان الحكومات تبنّي تعريفات مختلفة لحالات كوفيد-19 المشتبه فيها والمحتملة بحسب السياق. راجعت هيومن رايتس ووتش بيانات وزارة الصحة حيث عدّلت تعريفها للحالات المشتبه فيها والمحتملة منذ مارس/آذار مرّات عدّة، مع تزايد تفشي فيروس كورونا.

واستعملت هيومن رايتس ووتش دليلا حديثا أصدرته الوزارة في 24 يونيو/حزيران وقالت فيه إنّ الإصابات المشتبه بها بالفيروس تشمل الأشخاص الذين لديهم حمى، أو أعراض تنفسية حادة، أو فقدان فجائي في حاسّتي الشمّ والتذوّق، في غياب أسباب ظاهرة أخرى. وذكر البيان أنّ الحالات المحتملة تشمل الحالات المشتبه بها التي تظهر صور الأشعة المقطعية للصدر أو صور الأشعة السينية خصائص مرضية معينة، أو أولئك الذين خالطوا أشخاصا آخرين يحتمل إصابتهم بالفيروس أو توفوا بعد أن ظهرت عليهم أعراض تنفسية حادّة ولم يتم تشخيص حالتهم.  

واستنادا إلى مقابلات مع سبعة أطبّاء، يبدو أن الفحوصات في مصر بشكل عام محدودة للغاية، بما فيها الفحوصات لعامة الجمهور، وأوصت وزارة الصحة الطواقم الطبية أن تعالج وتقبل المرضى بناء على أعراضهم، وصور الأشعة المقطعية أو العادية، وعدد خلايا الدم. لم تفصح الحكومة سوى عن معلومات محدودة عن عدد الفحوصات التي أجرتها منذ فبراير/شباط، عند اكتشاف أوّل حالة إصابة بفيروس كورونا في البلاد. لكنّ صحيفة "الشروق" الخاصة نقلت عن مسؤول في وزارة الصحة قوله إنّ الحكومة رفعت عدد فحوصات الـ PCR إلى 4 آلاف في اليوم. وقال مسؤول آخر في مقابلة تلفزيونية إنّ الحكومة أجرت حوالي 200 ألف فحص بحلول 27 مايو/أيار.

وفيات يشتبه بأن سببها فيروس كورونا

وشاركت كوميتي فور جستس مع هيومن رايتس ووتش أسماء 14 سجينا ماتوا جرّاء ما يشتبه بأنه إصابتهم بفيروس كورونا في خمسة أقسام للشرطة وخمسة سجون في محافظات القاهرة، والشرقية، والدقهلية، والغربية حتى 15 يوليو/تموز. وتوفّي اثنان في مايو/أيار والباقون في يونيو/حزيران وواحد في يوليو/تموز. وأجرت هيومن رايتس ووتش مقابلة مع شخصين من معارف ثلاثة من هؤلاء السجناء. يبدو أنّ السلطات لم تجرِ تحقيقات مستقلّة في حالات الوفاة هذه.

ومن بين السجناء الـ14، توفّي تسعة في المستشفى بعد نقلهم من الاحتجاز. نُقل ثلاثة منهم قبل بضع ساعات من وفاتهم، على ما يبدو عندما ساءت حالتهم لدرجة أنّ التدخل الطبي لم يكُن ليجدي نفعا. كان ثمانية من بين السجناء الـ14 فوق سنّ الـ50.

وفاة في معسكر الأمن المركزي

وتوفي حمدي عبد العال ريان) 58 عاما( في 21 يونيو/حزيران بسجن داخل "معسكر قوات الأمن المركزي" في مدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية، بعد احتجازه دون محاكمة 15 شهرا. قال أحد أقاربه إن السلطات لم تنقله إلى مستشفى إلا عندما كان يموت رغم أن حالته كانت حرجة لعدة أيام، وإن شهادة الوفاة ذكرت سبب الوفاة على أنه "قيد البحث". تستخدم وزارة الداخلية عادة السجون داخل معسكرات الأمن المركزي، وكثير منها غير رسمي وبالتالي هي مواقع احتجاز غير قانونية، وذلك على ما يبدو لأن السجون مكتظة جدا.

وعندما اعتُقل ريان لم يكن قادرا على المشي بسهولة بسبب كسور مركّبة في الفخذين نتيجة لإطلاق النار عليه من قوات الأمن عام 2013. كان ريان أيضا يتبع نظاما دوائيا مضادا للتجلط لمنع تكرار الجلطات الدموية، التي أصابته مرة في ساقه اليمنى، وبالتالي كان أيضا عرضة لنزيف أسهل وأطول من المعتاد. وقال أحد معارف ريان إنه من المرجح أنه كان هناك أكثر من 20 سجينا في زنزانته.

وكان ينبغي للسلطات أن تنظر في الإفراج عنه لأسباب طبية، خاصة وأنه احتُجز بدون محاكمة لأكثر من 15 شهرا. أصيب ريان بالحمى لبضعة أيام وأظهر أعراضا أخرى للإصابة بفيروس كورونا قبل وفاته بفترة وجيزة.

وقال قريبه إن السلطات لم تقدم أي رعاية طبية تقريبا لريان داخل السجن ورفضت تسليم الأدوية حتى يونيو/حزيران، عندما، بحسب اعتقاد قريبه، ظهرت أعراض الإصابة بفيروس كورونا على المزيد من السجناء.  

وأبلِغ عن وفاة ريان أيضا من قبل "مركز الشهاب لحقوق الإنسان"، وهي مجموعة حقوقية أسسها محامون مقربون من "الإخوان المسلمين".

سجن جمصة شديد الحراسة

وقالت كوميتي فور جستس إن سعيد غباشي (58 عاما) توفي في 28 يونيو/حزيران في سجن جمصة شديد الحراسة، حيث ظهرت عليه أعراض الإصابة بفيروس كورونا على ما يبدو وعُزل داخل السجن أسبوعين دون رعاية طبية كافية. قالت إحدى  أقارب نزيل آخر في السجن إن الأسر تخشى على أقاربها المسجونين بسبب قلة الزيارات والتواصل. وقالت إن إدارة السجن لم تسمح للعائلات بتسليم المطهرات أو الكمامات.  وقالت أيضا إنه يُسمح فقط بكمية محدودة من الأدوية، كما أنه في بعض الأحيان لا يُسمح بالمكملات الغذائية مثل فيتامين سي. وقالت إن السجناء المفرج عنهم مؤخرا أخبروها أنه في مارس/آذار، وجاءت مجموعة من أطباء وزارة الصحة لفحص السجناء وعزلوا حوالي تسعة منهم، لكنها لم تبلغهم بما إذا كانوا مصابين بفيروس كورونا.

الاشتباه بوفاة ثلاثة أشخاص بسبب فيروس كورونا في قسم شرطة المحلة

وثّقت كوميتي فور جستس ثلاث وفيات في قسم شرطة أول المحلة الكبرى بمحافظة الغربية. كما أبلغ مركز الشهاب وعديد من المواقع الإخبارية عن الوفيات. توفي السجناء حسن زيادة ومعوض محمد سليمان في 7 و11 يونيو/حزيران، وزياد حسن شلتوت في 24 يونيو/حزيران. حبس السجناء الثلاثة احتياطيا لأسباب سياسية بتهم تتعلق بتورط مزعوم في احتجاجات مناهضة للحكومة وجماعات محظورة. وتوفي الثلاثة في مستشفى المحلة الحكومي، ويبدو أن شلتوت وسليمان نُقلا قبل وفاتهما بيوم أو أقل. وقال ضابط شرطة بحسب باحث في كوميتي فور جستس: "لا أريد أن يموت أي سجين في قسم الشرطة".

وقال أحد أقارب سليمان )65 عاما(، الذي كان مدرس رياضيات متقاعد يعيش خارج مصر، إن الضباط أبلغوا الأسرة أنه مات بسبب نوبة قلبية. في وقت لاحق علمت الأسرة أنه أظهر عوارض كوفيد-19. وقال القريب إن السلطات لم تقدم رعاية طبية كافية: "عندما بدأوا يفكرون في أنه يجب نقله إلى المستشفى، كان يموت بالفعل. كان وضعه صعبا للغاية لمدة أربعة أو خمسة أيام قبل وفاته."

وقال قريب سليمان إن السلطات اعتقلت الأخير في أواخر أبريل/نيسان واحتجزته بمعزل عن العالم الخارجي لمدة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع قبل أن تتمكن عائلته من تحديد مكانه في المحلة. وعلمت الأسرة أن السلطات عرضته في مايو/أيار أمام نيابة أمن الدولة العليا في القاهرة بدون محامين، ولم تقدم السلطات تقارير الطب الشرعي أو الطبي للعائلة بعد وفاته. وقال القريب إن الأسرة تمكنت من توصيل الطعام لكنها لم تستطع رؤية سليمان.

وكان القريب أيضا صديقا لـ حسن زيادة (56 عاما)، وهو مدرس لغة إنجليزية. قال إن السلطات نقلت زيادة إلى مستشفى المحلة الحكومي، وهو أحد المستشفيات التي خصصتها وزارة الصحة لمرضى كوفيد-19، قبل وفاته بأربعة أو خمسة أيام. وقال إن زيادة كان مقيدا إلى السرير بالمستشفى معظم الوقت.

الحالات المشتبه بها في سجن العقرب شديد الحراسة

و "سجن 992 شديد الحراسة" المعروف بـ "سجن العقرب"، وهو جزء من مجمع سجون طرة بالقاهرة، وهو المكان الذي تحتجز فيه السلطات من تزعم أنهم يشكلون خطرا شديدا على الأمن القومي. حتى قبل انتشار فيروس كورونا في مصر، وكانت سلطات العقرب تحظر بانتظام الزيارات لعدة شهور في كل مرة. وسبق لـ هيومن رايتس ووتش توثيق عدة حالات وفاة سجناء في هذا السجن قد يكون نقص الرعاية الطبية سببها.

 وقالت منظمة "نحن نسجل" المستقلة المكونة من نشطاء حقوقيين وسياسيين، ومقرها اسطنبول، في 15 يونيو/حزيران إن السلطات عينت عنبرا واحدا في جناح في مبنى "H4" لعزل حالات فيروس كورونا. كما قالت المنظمة إن السجناء أبلِغوا في 28 يونيو/حزيران بأنه "لا توجد مساحة متبقية" لعزل حالات إضافية. وقالت المجموعة إنها لم تستطع تحديد ما إذا كان جميع المعزولين في العنبر المخصص هم في الأصل سجناء في العقرب. وأفادت وسائل إعلام محلية في 21 يونيو/حزيران، بناء على رسالة مسربة مزعومة للسجناء، أنه كان هناك انتشار كبير للفيروس داخل السجن.

والطبيب النفسي المعروف د. عمرو أبو خليل (58 عاما)، المحبوس احتياطيا في سجن العقرب منذ أكتوبر/تشرين الأول. قال شقيقه هيثم أبو خليل، المذيع في "قناة الشرق" المعارضة ومقرها تركيا، إن أبو خليل كان يعاني من صعوبة في التنفس والحمى والتعب من بين أعراض أخرى في الأسبوعين الأخيرين من يونيو/حزيران وكان يعاني من حالات طبية مزمنة منها مرض السكري، والتهاب الأعصاب الطرفية، والفتق.

وثّقت هيومن رايتس ووتش سابقا اعتقال عمرو أبو خليل في عيادته بالإسكندرية في أكتوبر/تشرين الأول، انتقاما على ما يبدو من عمل هيثم أبو خليل المتعلق بمصر في برنامجه التلفزيوني.

ومددت السلطات اعتقال أبو خليل في 27 يونيو/حزيران دون مراجعة قضائية مناسبة. وقال شقيقه إن السلطات لم تسمح له بأي زيارات منذ اعتقاله.

حالات مشتبه بها في سجون عدة ومنها سجن المنيا شديد الحراسة

و وصفت رسالة مهربة كتبها سجينان باليد في سجن المنيا شديد الحراسة، داخل مجمع سجون المنيا، ظروف احتجاز مروعة مع وجود عدد كبير من السجناء تظهر عليهم أعراض الإصابة بفيروس كورونا وغياب الرعاية الكافية. اثنان منهم في حالة حرجة، نُقلا إلى مستشفى السجن. وجاء في الرسالة أن انقطاع المياه كان مكررا واستمر حتى 20 ساعة في المرة، وأنه لم يكن هناك تهوية كافية.

وحدد كاتبا الرسالة عددا من الضباط الذين عاقبوا بشدة السجناء المعترضين على ظروف احتجازهم، بما يشمل بقائهم في ملابسهم الداخلية فقط، وضربهم بالعصي وأدوات الصعق الكهربائي، وكذلك حبس العديد منهم انفراديا. وأشارت الرسالة إلى حالتين على الأقل من الضرب الجماعي، في ديسمبر/كانون الأول ويونيو/حزيران، وقالت إن 30 سجينا تعرضوا للضرب. حددت الرسالة سجينين حاولا الانتحار.

سجن تحقيق طرة

وحاولت وزارة الداخلية طمس أنباء وفاة أحد العاملين بسجن تحقيق طرة، سيد أحمد حجازي في 29 مايو/أيار، بعد أسبوعين من ظهور الأعراض، وبعد بضعة أيام من إصابته بالفيروس. قال أحد السجناء إن وظيفة حجازي تضمنت توزيع قسائم الشراء في كافتيريا السجن، وهو ما أدى إلى تعامله الواسع مع السجناء وعائلاتهم. وأخبرت عائلة حجازي موقع "مدى مصر" الإخباري المستقل أن وزارة الداخلية لم تقدم له أي مساعدة طبية وأنه ذهب في إجازة طبية في 18 مايو/أيار، بعد أيام قليلة من مرضه.

وقالت عائلة ياسر الباز، وهو مواطن كندي-مصري حبس احتياطيا 16 شهرا وأفرِج عنه في 2 يوليو/تموز، في تصريحات إعلامية إن أعراض كوفيد-19 ظهرت عليه في سجن تحقيق طرة أواخر يونيو/حزيران.

وقال قريب لسجين آخر في طرة تحقيق لكوميتي فور جستس إن أعراض الإصابة بفيروس كورونا ظهرت على قريبه في يونيو/حزيران، منها السعال والحمى الشديدة، لكن ضابط السجن أخبر السجناء وأنه لن يسمح بالنقل إلى المستشفى إلا حالات الصعوبة الشديدة في التنفس. وقال القريب إن السجين يشارك زنزانته مع حوالي 18 آخرين، ظهرت على كثير منهم أعراض الإصابة بالفيروس، وأن إدارة السجن لم تسمح للعائلات بتقديم الطعام والأدوية بشكل مستمر لهذه المجموعة رغم الإعياء الظاهر.

سجن وادي النطرون 440 شديد الحراسة

أحد أقارب السجناء في سجن 440 بمجمع سجن وادي النطرون، في محافظة البحيرة شمال القاهرة، أطلع هيومن رايتس ووتش على رسالة مهربة مكتوبة بخط اليد، وصف فيها السجين معاناته من أعراض حادة للإصابة بفيروس كورونا في يونيو/حزيران، بما فيها الحمى الشديدة، والسعال، وآلام الجسد. وقال الشخص إن قريبه المسجون هو الثالث في زنزانته الذي ظهرت عليه أعراض وإن مسؤولي السجن رفضوا نقلهم إلى المستشفى، قائلين إن هذه مجرد أعراض إنفلونزا وإنهم سيتعافون.

الاحتجاز بمعزل عن العالم الخارجي بحجة كورونا  

ومنذ بدء الحظر على زيارات السجون في 10 مارس/آذار، يُحتجز آلاف السجناء فعليا بمعزل عن العالم مع ندرة الاتصالات بالمحامين وأفراد الأسرة إن وجدت. وتسمح قوانين السجون المصرية بالاتصالات الهاتفية والمكتوبة، لكن السلطات لا تمتثل للقانون في كثير من الأحيان.

وأصبحت العزلة أكثر انتهاكا، حيث تمتنع السلطات بشكل متكرر عن نقل السجناء لجلسات تجديد احتجازهم أمام النيابة العامة والقضاة، مزيلة بذلك المراجعة القضائية الهزيلة المتبقية بشأن أوامر الحبس الاحتياطي. أثر ذلك بشدة على أُسر المحتجزين القلقين على سلامة أحبائهم. غالبا ما تمنع السلطات المحتجزين من تلقي الرسائل، أو الطعام، أو الأدوية من أقاربهم الذين يسافرون في كثير من الحالات لمسافات طويلة، ويقفون في مناطق انتظار غير محمية لساعات طويلة، فقط ليتم إعادتهم دون أخبار عن أحبائهم.

الصحفية سلافة مجدي

وظلت تغريد زهران، والدة الصحفية المسجونة سلافة مجدي، تزور سجن النساء في القناطر كل أربعاء منذ أوائل مارس/آذار على أمل أن يسمح لها ضباط السجن بتلقي رسالة من ابنتها، لكنهم رفضوا. قالت زهران لموقع "درب" الإخباري المستقل إن الأسرة لا تعرف شيئا عما حدث لسلافة منذ حظر الزيارات في 10 مارس/آذار. واعتقلت السلطات سلافة وزوجها المصور الصحفي حسام الصياد في نوفمبر/تشرين الثاني، وحبستهما احتياطيا حتى الآن بتهمة نشر أخبار كاذبة.

إفراجات غير كافية

وفي 3 أبريل/نيسان، حثّت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان مصر على الإفراج عن المدانين بارتكاب جرائم غير عنيفة والمحبوسين احتياطيا والذين يشكلون أقل بقليل من ثلث المسجونين، بحسب البيان. وأشارت المفوضية إلى أن السجون ومراكز الاعتقال في مصر غالبا ما تكون مكتظة، وغير صحية، وتعاني من نقص الموارد، ويُحرم المعتقلون بشكل روتيني من الحصول على رعاية طبية وعلاج ملائمين.

وراجعت هيومن رايتس ووتش سجلات رسمية أظهرت أن السلطات أفرجت عن حوالي 13 ألف سجين مدان في ثماني دفعات منذ أواخر فبراير/شباط بموجب ثلاثة مراسيم رئاسية تأمر وزارة الداخلية بإلغاء الجزء المتبقي من العقوبة لفئات معينة من السجناء. ولم تشمل تلك الإفراجات أي من المدانين في قضايا ذات خلفية سياسية. كما لم تربط أي تصريحات رسمية بين تلك الإفراجات وبين جائحة فيروس كورونا. من بين الـ 13 ألف، هناك 3,175 سجينا من بينهم بعض المدانين بجرائم قتل وجرائم خطيرة أخرى، وردت أسماؤهم في مرسوم رئاسي في 22 مايو/أيار.

ونادرا ما تنشر الحكومات المصرية معلومات عن عدد نزلاء السجون. لكن بيان الأمم المتحدة الصادر في أبريل/نيسان قدّر أنه يصل إلى 114 ألف، وليس من الواضح ما إذا كان هذا التقدير يشمل المعتقلين في أقسام الشرطة. وفقا لأرقام شبه رسمية، تضم السجون 300 % وأقسام الشرطة 160% زيادة عن سعتها.

وأمر أعضاء النيابة والقضاة بشكل منفصل بالإفراج عن عدد صغير من المعتقلين، على الأكثر عشرات، من بين من كانوا رهن الحبس الاحتياطي منذ شهور، وفي بعض الحالات منذ سنوات. من بين المفرج عنهم في مارس/آذار، أستاذ العلوم السياسية حسن نافع، والناشط السياسي شادي الغزالي حرب، و 13 ناشطا آخرين، وفي مايو/أيار ويونيو/حزيران الصحفي حسن البنا، و الكندي-المصري ياسر الباز، والمصري-الأمريكي محمد عماشة.

وخلال تفشي فيروس كورونا، اعتقلت السلطات المنتقدين السلميين، وسجنت عشرات العاملين في الصحة، والصحفيين، والمنتقدين. وتشير تقارير إعلامية إلى أن السلطات اعتقلت في الوقت نفسه آلاف الأشخاص لانتهاكهم حظر التجوال الليلي المتعلق بفيروس كورونا، والذي رُفع أواخر يونيو/حزيران، ولم يتضح كم منهم ظلوا رهن الاعتقال.

ليلة موافقة برلمان السيسى على تقويض استقلال اخر مؤسسات الدولة وسلب أهم صلاحيات مؤسسة الأزهر الشريف فى الأمور الدينية وإسنادها لرئيس الجمهورية وتنصيب السيسي من نفسه مفتى الجمهورية لضمان جعل أباطيله المخالفة للحق والعدل والدين الاسلامى حق والحق باطل وتوجيه الناس بالباطل تحت مظلة الدين الى التمرغ في تراب انحرافه

ليلة موافقة برلمان السيسى على تقويض استقلال اخر مؤسسات الدولة وسلب أهم صلاحيات مؤسسة الأزهر الشريف فى الأمور الدينية وإسنادها لرئيس الجمهورية وتنصيب السيسي من نفسه مفتى الجمهورية لضمان جعل أباطيله المخالفة للحق والعدل والدين الاسلامى حق والحق باطل وتوجيه الناس بالباطل تحت مظلة الدين الى التمرغ في تراب انحرافه

السيسي دهس بالجزمة القديمة على مواد الدستور التى تصون استقلال المؤسسات وتمنع الجمع بين سلطات المؤسسات وترفض تغول سلطة مؤسسة على سلطات باقى المؤسسات

السيسي أصبح بتعديلاته و قوانينه وإجراءاته الباطلة هو رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان ورئيس المحكمة الدستورية العليا ورئيس جميع الهيئات والجهات القضائية والنائب العام وقاضي القضاة ومفتي الجمهورية والجهات والأجهزة الرقابية والصحافة والإعلام والمدارس والجامعات والبوليس والسجن والجلاد عشماوى والحانوتى ولم يبقى سوى المقابر

وهكذا وافق برلمان الرئيس عبدالفتاح السيسى، مساء امس الاحد 19 يوليو 2020، فى ظلام الليل الدامس ومعظم الناس نيام، على مجموع مواد مشروع قانون الرئيس السيسى بتقويض ما تبقى من استقلال مؤسسات الدولة، عبر تقليص صلاحيات مؤسسة الازهر الشريف فى الامور الدينية المنوط بها منذ اكثر من الف سنة، من خلال نزع تبعية دار الافتاء المصرية من مشيخة الازهر الشريف، وجعل تبعيتها للسلطة التنفيذية ممثلة فى مجلس الوزراء، وتمكين الرئيس السيسى نفسة من الهيمنة على مؤسسة دار الافتاء المصرية، وتنصيب السيسى نفسة مفتى الجمهورية الاعلى، القائم على اختيار وتعيين مفتى الجمهورية الفعلى من بين ثلاثة مرشحين، وتمكين رئيس وزراء رئيس الجمهورية بندب من يقوم مقام مفتى الجمهورية عند خلو المنصب، وأحال البرلمان مشروع القانون إلى مجلس الدولة لمراجعته، تمهيدًا للموافقة نهائيا عليه في جلسة لاحقة، وبذلك حقق الرئيس السيسى احلامة الديكتاتورية الطاغوتية الاستبدادية القمعية الجهنمية التى لم يسبقة اليها ديكتاتور من قبل، عبر انتهاك استقلال المؤسسات، والجمع بين سلطات المؤسسات، بالمخالفة للعديد من مواد الدستور التى تصون استقلال المؤسسات، وتمنع الجمع بين سلطات المؤسسات، وترفض تغول سلطة مؤسسة على سلطات باقى مؤسسات الدولة، ومنها المادة الخامسة فى الدستور، وتنصيب السيسى نفسة الرئيس الاعلى لمؤسسة المحكمة الدستورية العليا، ومؤسسات جميع الهيئات القضائية، ومؤسسة النيابة العامة ومنصب النائب العام، ومؤسسة دار الافتاء ومنصب مفتى الجمهورية، ومؤسسة الصحافة والاعلام، ومؤسسة الجهات والاجهزة الرقابية، ومؤسسة الجامعات، وتمكين نفسة من تعيين رؤساء وقيادات كل تلك المؤسسات، والغاء نظام انتخابهم بمعرفة الجمعيات العمومية التابعين لها الذى كان معمولا بة على مدار عقودا من الزمن وصلت الى نحو 80 سنة بالنسبة لمؤسسات القضاء، باستثناء مؤسسة الجهات والاجهزة الرقابية التى كان يتم ترشيح وتعيين قياداتها بمعرفة البرلمان، والمجلس الاعلى للصحافة والاعلام حديث الانشاء، حتى جاء الدور على مؤسسة الازهر الشريف ومؤسسة دار الافتاء المصرية، لضمان عدم قيام المؤسسات الدينية بمناهضة الحاكم عند انحرافة عن السلطة وشرائع الدين الاسلامى الحنيف، بالاضافة الى تطويع مفتى الجمهورية ومؤسسة دار الافتاء المصرية للسير بالباطل فى مواكب رئيس الجمهورية وجعل اباطيل رئيس الجمهورية المخالفة للحق والعدل والدين الاسلامى حق والحق باطل، وجعل السيسى من نفسة بتعديلاتة وقوانية وكلها مشوبة بالبطلان الدستورى، هو رئيس الجمهورية، وهو رئيس الوزراء، وهو رئيس البرلمان بالائتلاف والأحزاب والنواب المحسوبين عليه، وهو رئيس المحكمة الدستورية العليا، وهو رئيس جميع الهيئات والجهات القضائية، وهو النائب العام، وهو قاضى القضاة، وهو مفتى الجمهورية، وهو الجهات والاجهزة الرقابية، وهو الصحافة والاعلام، وهو المدارس والجامعات، وهو البوليس، وهو السجن، وهو الجلاد عشماوى، وهو الحانوتى، ولم يبقى سوى المقابر، ورفض البرلمان جملة وتفصيلا الاخذ بمطالب محتوى خطاب هيئة كبار العلماء برئاسة شيخ الازهر بمؤسسة الازهر الشريف، برفض القانون لمخالفتة نص المادة  (7) من الدستور التي تنص على أنَّ: "الأزهر الشريف هيئة إسلامية علمية مستقلة، يختص دون غيره بالقيام على كافة شئونه، وهو المرجع الأساس في العلوم الدينية والشئون الإسلامية، ويتولى مسئولية الدعوة، ونشر علوم الدين، واللغة العربية في مصر والعالم.". وكذلك مخالفة القانون لمواد باب مقومات الدولة فى الدستور، والتى تؤكد بان: ''أية هيئة دينية إسلامية يتم إنشاؤها، وتعمل على تحقيق رسالته، تُعَدُّ بالضرورة جزءًا لا يتجزأ من رسالة الأزهر، ويراجع الأزهر الشريف أعمالها، ويشرف عليها''.  ورفض الازهر إلغاء دوره فى التنوير الاسلامى والحفاظ على اسس الشريعة الاسلامية وتعاليم اللة سبجانة وتعالى القائم بة منذ نحو الف سنة ونزع اهم صلاحياتة الدينية واسنادها الى السلطة التنفيذية المتمثلة فى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، ورفض الازهر تمكين رئيس الجمهورية نفسة من تعيين مفتى الجمهورية، بدلا من انتخابة بمعرفة الجمعية العمومية لهيئة كبار العلماء بالازهر الشريف، ورفض الازهر تمكين رئيس الوزراء نفسة من ندب من يقوم مقام مفتى الجمهورية عند خلو منصب مفتى الجمهورية، ورفض الازهر تبعيَّةِ الفتوى الدينية الشرعية للسلطة التنفيذية متمثلة فى رئيس الجمهورية بدلا من هيئة كبار العلماء بالازهر الشريف، ورفض الازهر انشاء كيانًا تنفيذيا تابع لرئيس الجمهورية موازيًا للأزهر الشريف، ورفض الازهر انشاء ما يسمى مجلس امناء دار الافتاء، وسلب أهم اختصاصات الأزهر الشريف، ومنها اختصاصات هيئة كبار العلماء بالازهر الشريف، ورفض الازهر إعداد السلطة التنفيذية المفتين وتأهيلهم بمعرفتها السلطوية عبر انشاء السلطة التنفيذية مركز يسمى "مركز إعداد المفتين" برئاسة المفتي المعين من قبل رئيس الجمهورية، لاعداد الكوادر التي تشتغل بالإفتاء، وتأهيلهم داخل مصر وخارجها، وتكون مدة الدراسة ثلاث سنوات، ويمنح المتخرج درجة دبلوم الدراسات التمهيدية للإفتاء، وتعتمد من المجلس الأعلى للجامعات. وهو الامر الذى يمثل عُدوانًا على جامعة الأزهر ودورها فى تاهيل وتخريج المفتين وتغوُّلًا على جامعة الأزهر بالمخالفة للدستور والقانون، واكد الازهر بان المخالفات الدستوريَّة والقانونية التي شابت القانون لا تقتصر أو تقف عند مجرد العدوان على اختصاصات الأزهر الشريف، ومحاولة إنشاء كيان تنفيذى تابع لرئيس الجمهورية موازٍ للأزهر يقوم في موضوعه وغايته على محاولة الحلول محلَّه في رسالته وأغراضه، ولكن الأمر تجاوز حدود النزاع على الاختصاصات، و التشبث بالصلاحيات، و احتكار جهةٍ تنفيذية القيام بدور سلطوى معين فى الشأن الديني، ومنع غيرها من مشاركتها فيه، ولكن خطورة القانون تكمن في تجزئة رسالة الأزهر الشريف، وإهدار استقلاله الذي هو عِمادُ وسطيته واعتداله، فالأزهر ليس مجرد هيئة وأشخاص، وإنما هو رسالة علميَّة لا تحتمل إلا أن تكون مستقلة غير تابعة، وهذا القانون يخلُّ إخلالًا جسيمًا بالدستور، كما يخلُّ بالاستقلالية والحياد الذي ينبغي أن يتمتع بهما منصب مفتي الجمهورية.

وجاء نص خطاب رفض الأزهر بإجماع آراء مجلس كبار العلماء بالأزهر الشريف برئاسة شيخ الأزهر لقانون تنظيم دار الإفتاء المرسل لرئيس مجلس النواب تحت رقم 166 بتاريخ 20 فبراير 2020، بعد 24 ساعة من تقديم مشروع قانون السيسي رسميا الى برلمان السيسى على الوجه التالي حرفيا:
نفيدكم أنه بعد الاطلاع على المشروع المذكور، وبعد المداولة بين هيئات الأزهر الشريف، فإنَّه يطيب لنا إخطاركم برأي هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، والتعديلات المطلوبة على بعض المواد بما يكفل اتِّساقها مع أحكام الدستور، وانضباطها مع القوانين القائمة، التي تكفل اختصاصات الأزهر الشريف، وذلك للأسباب الآتية:
أولًا: تعلمون أن الأزهر الشريف طبقًا لنص الفقرة الأولى من المادة (7) من الدستور التي تنص على أنَّ "الأزهر الشريف هيئة إسلامية علمية مستقلة، يختص دون غيره بالقيام على كافة شئونه، وهو المرجع الأساس في العلوم الدينية والشئون الإسلامية، ويتولى مسئولية الدعوة، ونشر علوم الدين، واللغة العربية في مصر والعالم...".
وتعلمون أيضًا أن الأزهر ليس أشخاصًا، وإنما رسالة عامة وشاملة حدَّدها الدستور في باب مقومات الدولة بصورة واضحة لا لبس فيها، ومن ثَمَّ فإن أية هيئة دينية إسلامية يتم إنشاؤها، وتعمل على تحقيق رسالته، تُعَدُّ بالضرورة جزءًا لا يتجزأ من رسالة الأزهر، ويراجع الأزهر الشريف أعمالها، ويشرف عليها، والقول بغير ذلك يُشكل مخالفة صريحة لنص الدستور.
وإذا كان الأزهر الشريف بنص الدستور هو المرجع الأساس في كل تلك الأمور التي في صدارتها الإفتاء، والبت في كافة الأمور المتعلقة بالشريعة، والرد على الاستفسارات الشرعيَّة من أية جهة، وتقديم الآراء الشرعية في شأن المعاملات المالية المعاصرة، وإجراء الأبحاث الشرعية المتعلقة بالفتوى، والرد على الشبهات المثارة، وغيرها من الأمور الشرعية التي تضمنها مشروع القانون، وأسندها لهيئة تابعة لوزارة العدل، ولا تتبع الأزهر الشريف؛ مما ينطوي على مخالفةٍ دستورية، ومساسٍ باستقلال الأزهر، وجعل رسالته مَشَاعًا لجهات أخرى لا تتبعه؛ حيث إن دار الإفتاء ستصير عندئذٍ كيانًا عضويًّا مُنْبَتَّ الصلة عن الأزهر الشريف، وتمارس عملها بمعزل عن الأزهر.
ومن المعلوم تاريخيًّا أن دار الإفتاء المصرية تأسست في 4 من جمادى الآخرة 1313هـ / 21 من نوفمبر 1895م، وأُلحِقت منذ تأسيسها بوزارة العدل، وانتظمتها لائحةُ إجراءات المحاكم الشرعية الصادرة قبل ذلك في سنة1297هـ/1880م، وأُنيط بالمفتي وظيفتان حكوميتان هما:
الأولى: مفتي الديار لاستطلاع أهلة شهور السنة القمرية، وإعلان بدايتها، ومنها على الأخص هلالُ شهر رمضان، وبداية فريضة الصيام ونهايته، وهو الذي يكشف عن الموقف الرسمي من المسألة الشرعية التي يَتَصَدَّى لها، وهو الذي يتولى القيام بالشعائر الدينية في المناسبات الرسمية بما يُغني عن البحث عمَّن يقوم بهذه الشعائر.
الثانية: أُنيط به وظيفة مفتي الحقانية، ويتولى بموجبها إبداء الرأي غيرِ الملزم في أحكام الإعدام الصادرة من المحاكم، ثم تُوسِّع في دوره للقيام بدور اجتماعي بالرد على طلبات الفتوى المتعلقة بالأحوال الشخصية، والمواريث، والوصايا للمواطنين المصريين من خلال المُستقَر عليه بالإخبار بالحكم الشرعي دون أن يتصدَّى لكافة أمور الفتوى، ولم يُوصَف بهذا الوصف لإصدار الفتاوى بصفة عامة، وإنما الإخبار فقط بالرأي أو الفتوى، وفي داخل الدولة فحسب.
وما ذكر في مقدمة القانون المقترح
-من أن هناك فصلًا بين الإفتاء والأزهر من نحو 700 عام، وأن هناك كيانًا مستقلًّا (دار الإفتاء)- غير صحيح؛ لأن مقر الإفتاء في العصر العثماني كان في الجامع الأزهر، حيث يذهب المستفتي إلى مقر المفتي بالجامع الأزهر فيقدم للمفتي أو أمينه ورقةً كتب فيها الاستفتاء المطلوب إجابته؛ فيقدم له المفتي الفتوى الشرعية عن سؤاله، ثم يحكي هذه الفتوى على أمين الفتوى فيكتبها لاحقة على السؤال، أو يعيد كتابة السؤال مرة أخرى، ويلحق به الإجابة، وفي بعض الأحيان كان المفتي يسمح لأمين فتواه إذا وجد فيه أهلية القيام بالفتوى بالرد على الاستفتاء، وفي جميع الأحوال يقوم المفتي بالتوقيع على الفتوى كمستند رسمي يعتمد عليه المستفتي في إثبات حقوقه.كما أن جميع مناصب الإفتاء في مصر طوال العصر العثماني كانت في يد علماء الأزهر: وأشهرها إفتاء السلطنة – إفتاء القاهرة - إفتاء الأقاليم...ومن هنا يتضح لكم مغالطة ما تضمنه تقرير اللجنة المشتركة بمجلس النواب بأن دار الإفتاء قد نشأت مستقلةً عن الأزهر الشريف منذ 700 سنة!!!! وتاريخ نشأة دار الإفتاء يؤكد ذلك.
كما أنَّ نصَّ القانون رقم 103 لسنة 1961م، وتعديلاته بالمرسوم بقانون رقم 13 لسنة 2012م، أكَّد أنَّ الأزهر هيئة مستقلة تتمتع بشخصية اعتبارية، ويكون مقرها القاهرة، ويجوز أن تنشئ فروعًا لها في عواصم المحافظات في مصر، أو في دول العالم؛ تحقيقًا لأهدافها العالمية السابق الإشارة إليها في هذه المادة، بما في ذلك إنشاء المعاهد والمراكز الإسلامية والبحثية والكليات الجامعية، وتكفل الدولة استقلال الأزهر، كما تكفل الدعم المادي المناسب له ولجامعته وكافَّة هيئاته، ويُمثل الأزهر الشريف المرجع النهائي في كل ما يتعلق بشؤون الإسلام وعلومه وتراثه واجتهاداته الفقهية والفكرية الحديثة".
- ولَمَّا كان مشروع القانون المقترح قد تضمن إنشاء هيئة دينية إسلامية، وأناط بهذه الهيئة الاختصاص بكافة ما يتعلق بالفتوى، فقد أسند إليها إجراء الأبحاث الشرعية المتعلقة بالفتوى، وجعَلَها الجهة القوَّامة على شئون الفتوى، والرد على الشبهات المثارة، وهي المتحدث في كل شئون الشريعة الإسلامية، وإعداد المفتين وتأهيلهم (داخل جمهورية مصر وخارجها)، وترجمة الفتاوى الشرعية إلى اللغات المختلفة ونشرها، وإصدار النشرات والكتب والمجلات، وأية إصدارات ذات الصلة بنشاط دار الإفتاء، وأن ينشأ بدار الإفتاء مركز يسمى "مركز إعداد المفتين" برئاسة المفتي، يهدف إلى إعداد الكوادر العلمية التي تشتغل بالإفتاء، وإكسابهم المهارات اللازمة لذلك، وتأهيلهم داخل مصر وخارجها، وإصدار شهادة دبلوم يُعادلها المجلس الأعلى للجامعات، وهذا ممَّا يُعَدُّ افتئاتًا على جامعة الأزهر، التي تختص بإصدار الشهادات العلمية في العلوم الإسلامية.
ولما كان الاختصاص المسند للهيئة الجديدة في المشروع المقترح يؤدي إلى اعتبارها كيانًا موازيًا للأزهر الشريف، ويسلبه أهم اختصاصاته، ومنها اختصاصات هيئة كبار العلماء، ويتضمن منح اختصاصاتها للهيئة الجديدة بالمشروع، وإلغاء لدورها المنصوص عليه بالمادة 32 مكرر من القانون رقم 103 لسنة 1961 بشأن إعادة تنظيم الأزهر والهيئات التي يشملها، والتي تنص على أن "تنشأ بالأزهر هيئةٌ تسمى هيئة كبار العلماء يرأسها شيخ الأزهر، وتتألف من عددٍ لا يزيد على أربعين عضوًا من كبار علماء الأزهر من جميع المذاهب الفقهية الأربعة
وكذلك المادة 32 مكرر (أ) من ذات القانون والتي حددت اختصاصات هيئة كبار العلماء، ومنها على الأخص نصًّا:- ترشيح مفتي الجمهورية.
- البت في المسائل الدينية والقوانين، والقضايا الاجتماعية ذات الطابع الخلافي التي تُواجه العالم، والمجتمع المصري على أساس شرعي.
- البت في النوازل والمسائل المستجدة التي سبق دراستها، ولكن لا ترجيح فيها لرأي معين، ودراسة التطورات المهمة في مناهج الدراسة الأزهرية الجامعية أو ما دونها، التي تحيلها الجامعة، أو مجمع البحوث الإسلامية، أو المجلس الأعلى للأزهر، أو شيخ الأزهر إلى الهيئة.
وفضلًا عمَّا تقدم فقد تضمَّن مشروع القانون المقترح عُدوانًا على اختصاص هيئة كبار العلماء بالأزهر واستقلالها، وهي التي تختص وحدها بترشيح مفتي الجمهورية، وقد جاء المشروع مُلغيًا للائحة هيئة كبار العلماء التي تكفَّلت بإجراءات ترشيح ثلاثة بواسطة أعضاء هيئة كبار العلماء، والاقتراع وانتخاب أحدهم لشغل المنصب، وجاء المقترح ليلغي ذلك، وينص على "أن المفتي يُعين بقرار من رئيس الجمهورية من بين ثلاثة ترشحهم هيئة كبار العلماء خلال مدة شهرين قبل خلو منصب المفتي، ويبقى في منصبه حتى بلوغه السن القانونية المقررة للتقاعد، ويجوز التجديد له بعد بلوغ هذه السن، دون تحديد مدة، ودون العرض على هيئة كبار العلماء.
وكذلك تَضمَّن المشروع النص على أنه: "في حال خلو منصب المفتي أو قيام مانع لديه يَنْدُبُ وزيرُ العدل بقرار منه مَن يقوم مقامه إلى أن يعيَّن مفتٍ جديد، أو زوال المانع".
ومُؤدَّى هذه النصوص -فضلًا عن سلبها اختصاص هيئة كبار العلماء- جَعْلُ تبعيَّةِ الفتوى الشرعية لأحد السادة وزراء الحكومة، وتخويله سلطة ندب مَن يحلُّ محلَّه عند خلو منصبه؛ بما يُؤكد زوال جميع الضمانات التي كفلها الدستور والقانون لاستقلال الأزهر وهيئاته، وإسناد رسالته لأحد أعضاء الحكومة، رغم أنَّ الأزهر هو مَن يختار المفتي ابتداءً.
كما تضمن مشروع القانون المقترح عُدوانًا على جامعة الأزهر فيما تضمَّنَه من النص على أن "ينشأ بدار الإفتاء مركز يسمى "مركز إعداد المفتين" برئاسة المفتي، يهدف إلى إعداد الكوادر العلمية التي تشتغل بالإفتاء، وإكسابهم المهارات اللازمة لذلك وتأهيلهم داخل مصر وخارجها، ويتألف المركز من عدد من الإدارات، يكون منها إدارة تختص بالتدريب المباشر، وإدارة تختص بالتدريب عن بعد باستخدام وسائل التقنية الحديثة.
وتكون مدة الدراسة بأي منهما ثلاث سنوات، ويمنح المتخرج درجة دبلوم الدراسات التمهيدية للإفتاء، وتعتمد هذه الدرجة من المجلس الأعلى للجامعات. ويصدر المفتي لائحة النظام الأساسي للمركز، ويجوز للمركز الاستعانة بمن يراه من الخبراء والأكاديميين والمتخصصين للقيام بالمهام التعليمية والتدريبية".
• وهذا النص جاء تغوُّلًا على جامعة الأزهر التي حدَّد القانون بالمادة 33 من القانون رقم 103 لسنة 1961 اختصاصاتها التي نصت على أن: "تختص جامعة الأزهر بكل ما يتعلق بالتعليم العالي في الأزهر، وبالبحوث التي تتصل بهذا التعليم أو تترتَّب عليه... وتعمل على تزويد العالم الإسلامي والوطن العربي بالعلماء العاملين الذين يجمعون إلى الإيمان بالله، والثقة بالنفس، وقوة الروح، والتفقه في العقيدة والشريعة، ولغة القرآن، كفاية علمية وعملية ومهنية لتأكيد الصلة بين الدين والحياة، والربط بين العقيدة والسلوك، وتأهيل عالم الدين؛ للمشاركة في كل أنواع النشاط والإنتاج والريادة والقدوة الطيبة".
- ولم يخلُ المشروع من المساس بمجمع البحوث الإسلامية الذي يتألَّف من عددٍ لا يزيد على خمسين عضوًا من كبار علماء الإسلام يُمثلون جميع المذاهب الإسلامية، ويكون من بينهم عددٌ لا يزيد على العشرين من غير مواطني جمهورية مصر العربية، بالمخالفة لنص المادة 15 من القانون رقم 103 لسنة 1961.
كما أنَّ المخالفات الدستوريَّة التي شابت مشروع القانون لا تقتصر أو تقف عند مجرد العدوان على اختصاصات الأزهر الشريف، ومحاولة إنشاء كيان موازٍ للأزهر يقوم في موضوعه وغايته على محاولة الحلول محلَّه في رسالته وأغراضه، فالأمر يتجاوز حدود النزاع على الاختصاصات، أو التشبث بالصلاحيات، أو احتكار جهةٍ للقيام بدور معين، ومنع غيرها من مشاركتها فيه، فالخطورة تكمن في تجزئة رسالة الأزهر الشريف، وإهدار استقلاله الذي هو عِمادُ وسطيته واعتداله، فالأزهر ليس مجرد هيئة وأشخاص، وإنما هو رسالة علميَّة لا تحتمل إلا أن تكون مستقلة غير تابعة، وهذا المشروع المعروض يخلُّ إخلالًا جسيمًا بالدستور، كما يخلُّ بالاستقلالية والحياد الذي ينبغي أن يتمتع بهما منصب مفتي الجمهورية.
كما تلاحظون كذلك أن الهيئة المزمع إنشاؤها بالمشروع المقترح تفتقر إلى كافة المقومات القانونية للهيئات والمؤسسات العامة من وجود مجلس جماعي لإدارة الهيئة من خلال هيئة جماعية تتشكل من كبار المتخصصين والخبراء في المجال الذي تعمل فيه الهيئة وبيان اختصاصاتهم واعتبارهم السلطة العليا التي تهيمن على شؤون الهيئة، في حين أن الهيئة الواردة بالمشروع لا يتوفر لها الحد الأدنى من مقومات الهيئات.
وترتيبًا على ذلك نرى عدم الموافقة على مشروع القانون المعروض بصورته الراهنة للأسباب سالفة البيان، إلا في حالة تعديل مواد المشروع؛ بما يُجنبه المخالفات الدستورية وذلك على النحو التالي:- تعديل المادة الأولى من مواد إصدار المشروع؛ لتكون على النحو الآتي: "دار الإفتاء هيئة ذات طابع ديني ( ) تتبع الأزهر الشريف، وتتمتَّع بالشخصية الاعتبارية، والاستقلال المالي والإداري، يكون مَقرُّها الرئيس بمحافظة القاهرة، ولها أن تُنشئ فروعًا بالمحافظات باعتبارها هيئة دينية تنظيمها قانونًا يتم لأول مرة بعد إصدار الدستور المصري الذي نصَّ على أن الأزهر هو المرجع الأساس في العلوم الدينية والشؤون الإسلامية.
أما في حال الإبقاء على تبعية دار الإفتاء لوزارة العدل فلا بد من حذف عبارة "ذات طابع ديني"؛ لأنه لا يمكن أن تكون ذات طابع ديني وتتبع وزارة العدل؛ حيث إنها سوف تمارس أحد الشؤون الإسلامية والعلوم الدينية، وهذا تنعقد الولاية فيه للأزهر دون غيره.
وتقوم دار الإفتاء بإخبار المواطنين وطالبي الفتوى بالرأي الشرعي المستنبَط من الأحكام الشرعيَّة العملية من أدلتها التفصيلية، وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية، والأصول العلمية المعمول بها في الاجتهاد".
وتختص دار الإفتاء بالإخبار بالرأي الشرعي فيما يُقدَّم إليها من طلبات الفتيا من الأفراد فيما لا يتعارض مع اختصاصات، أو رأي هيئة كبار العلماء، ومجمع البحوث الإسلامية. ولها على الوجه الأخص:
1ـ إبداء الرأي الشرعي في القضايا والمسائل الواردة إليها من المحاكم والنيابات.
2ـ استطلاع أهلة الأشهر العربية، وإصدار البيانات الشرعية بتحديد أول كل شهر عربي.
3ـ حساب تحديد أوقات الصلوات في أنحاء الجمهورية بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للمساحة.
4ـ إبداء الرأي في كيفية حساب الزكاة وإعداد الوصية عن طريق الحساب الشرعي.
5ـ إبداء الرأي في طلبات الفتيا المتعلقة بالأسرة.
6 ـ تيسير علم المواطنين بالفتاوى الصادرة عن الهيئة من خلال وسائل التقنية الحديثة.
7ـ تدريب المفتين وتأهيلهم بالتعاون والتنسيق مع الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف.
وتكون جميع خدمات الهيئة مجانًا ودون مقابل أو رسوم.
ثانيا: لما كان القانون رقم 103 لسنة 1961م بشأن إعادة تنظيم الأزهر والهيئات التي يشملها قد تضمن تنظيمًا متكاملًا لهيئة كبار العلماء، وَمَنَحَها بموجب نص المادة 32 مكررًا منه الاختصاص بترشيح مفتي الجمهورية وفق لائحة الهيئة،
ومن ثَمَّ فإنه ـ واتساقًا مع ما سلف، وتوفيقًا بين النصوص ـ نرى تعديل نص المادة (3) من المشروع لتكون على الوجه التالي:"يُعيَّن المفتي بقرار من رئيس الجمهورية من بين ثلاثةٍ تُرشحهم هيئة كبار العلماء خلال مدة شهرين قبل خلو منصب المفتي، وذلك لمدة أربع سنوات يجوز تجديدها لمدد أخرى، أو لحين بلوغه السن القانونية أيهما أقرب - بناءً على موافقة هيئة كبار العلماء - ويجوز التجديد لمدة سنة أو أكثر بعد بلوغ سن المعاش بقرار من رئيس الجمهورية بناء على موافقة هيئة كبار العلماء".
ويعامل المفتي بذات المعاملة المالية المقررة للوزراء. ويختص مجلس إدارة الإفتاء بالصلاحيات التالية ( ):
1ـ إبداء الرأي الشرعي في القضايا المحكوم فيها بالإعدام المحالة للهيئة من محاكم الجنايات.
2ـ إحالة ما يراه من المسائل الشرعية ذات الأهمية مشفوعًا برأي الهيئة إلى مجمع البحوث الإسلامية أو هيئة كبار العلماء لإبداء الرأي فيها، أو المسائل التي يختص بها مجمع البحوث أو هيئة كبار العلماء، ويكون رأي أيهما نهائيًّا وملزمًا للهيئة.
3ـ تشكيل لجنة فنية من بين أمناء الفتوى بناء على اقتراح المفتي لبحث ما تُكلف به أو يحال إليها من المجلس من مسائل وقضايا شرعية، وتعرض نتيجة عملها على المجلس، ويحدد القرار الصادر بالتشكيل ضوابط عملها ومواعيد انعقادها ( ).
4ـ اعتماد خطط إعداد وتدريب المفتين والكوادر العلمية وإكسابهم المهارات اللازمة لذلك وتأهيلهم بالتعاون والتنسيق مع جامعة الأزهر ووزارة الأوقاف.
5ـ اعتماد الهيكل التنظيمي وجدول الوظائف واللوائح المالية والإدارية واللوائح الداخلية للهيئة بناء على اقتراح المفتي.
6ـ تعيين أمين عام الهيئة بناء على اقتراح المفتي.
7 ـ اعتماد التعيينات والترقيات وإنهاء الخدمة لجميع العاملين بالهيئة.
8 ـ قبول التبرعات واعتماد الميزانية والحساب الختامي للهيئة.
تعديل المادة ( 4 ) لتكون على النحو التالي: "في حال خلو منصب المفتي أو قيام مانع لديه تُرشح هيئة كبار العلماء مَن يقوم مقامَه مؤقتًا، ويُقرّ ذلك من سلطة التعيين الرئيسية إلى أن يُعيَّن مُفتٍ جديد، أو زوال المانع" ( ).
تعديل المادة (6) لتكون على النحو التالي: يكون لدار الإفتاء أمناء للفتوى، ويصدر بتعيينهم قرار من المفتي من بين الباحثين الشرعيين العاملين بدار الإفتاء – المعينين بمؤهل شرعي أزهري – و بما يكلفون به من أعمال، وتحدد اللائحة التي يصدرها المفتي قواعد اختيار أمناء الفتوى وأعمالهم.
تعديل المادة (8) لتكون: للمفتي تشكيل لجنة علمية من بين أمناء الفتوى، ويحدد القرار الصادر بالتشكيل ضوابط عملها ومواعيد انعقادها، وتختص اللجنة ببحث ما يُحال إليها من المفتي من فتاوى الأفراد، وما تنتهي إليه اللجنة، ويعتمد المفتي يكون هو رأي دار الإفتاء المعتمد للفتوى).
تعديل المادة (9) لتكون: ينشأ بدار الإفتاء مركز يسمى "مركز تدريب المفتين وتأهيلهم" برئاسة المفتي، يهدف إلى تدريب الكوادر العلمية التي تشتغل بالإفتاء، وإكسابهم المهارات اللازمة لذلك وتأهيلهم داخل مصر فقط.
ويتألف المركز من عدد من الإدارات يكون منها إدارة تختص بالتدريب المباشر، وإدارة تختص بالتدريب عن بعد باستخدام وسائل التقنية الحديثة وتكون مدة التدريب بأي منهما ثلاث سنوات، ويجوز للمركز الاستعانة بمن يراه من الخبراء والأكاديميين والمتخصصين من أساتذة كليات الشريعة والقانون بجامعة الأزهر للقيام بالمهام التدريبية.
تعديل المادة (10) من المشروع لتكون على الوجه التالي:" تتكون موارد الهيئة مما يلي:
1ـ ما يُخصص لها من اعتمادات في الموازنة العامة للدولة.
2ـ المنح والإعانات والهبات والتبرعات المقدمة من الأفراد والجهات والمؤسسات ويوافق عليها مجلس الإدارة.
3ـ عائد الاستثمار الشرعي لأموال الهيئة.
أخيرًا - أن الهيئة ليس لها ثمَّة موارد ثابتة للإنفاق على نشاطها ورواتب العاملين فيها، فقد تم إلغاء المورد الرئيسي لها وهو الاعتمادات التي تُخصَّص لها من الموازنة العامة، أمَّا التبرعات والهبات فهي مورد احتمالي لا يصح الاعتماد عليه، أمَّا بالنسبة لتقاضي مقابل عمَّا تقدمه من خدمات فهو أمر ظاهر المخالفة وغير مقبول أن يكون الإبلاغ برأي الشريعة بمقابل مالي.

الأحد، 19 يوليو 2020

يوم استشهاد ضابطين وضابط صف و19 جندى وإصابة أربعة اّخرين فى حادث الفرافرة الإرهابى

يوم استشهاد ضابطين وضابط صف و19 جندى وإصابة أربعة اّخرين فى حادث الفرافرة الإرهابى

فى مثل هذا اليوم قبل 6 سنوات, الموافق يوم السبت 19 يوليو 2014, وقع حادث الفرافرة الإرهابى. ونشرت يومها على هذه الصفحة المقال التالى: ''[ أيا كان المسؤول عن الحادث الإرهابى الذى قامت به حفنة من الاوباش, ضد إحدى نقاط حرس الحدود, بالقرب من واحة الفرافرة, بالوادى الجديد, عصر اليوم السبت 19 يوليو 2014, وادى الى استشهاد ضابطين وضابط صف و19 جندى وإصابة أربعة اّخرين, فضلا عن مقتل عدد من العناصر الإرهابية, فان الرد الوحيد المقبول من الشعب المصرى عليه, هو الرد بقوة ولا شيء غير القوة, لأن المجرمين مدعى التكفيرية لايفهمون سواها, ولا يفل الحديد سوى الحديد, دون رحمة أو شفقة مع السفاكين والمرتزقة ومصاصى دماء, وكما هو معروف, فان الارهابيين من تجار الدين, يسجدون أمام مظاهر القوة, عبيدا أذلاء خنوعين, ويتغولون أمام مظاهر الضعف, وتوهموا فى حادث اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات, وفي سلسلة اعمالهم الارهابية بعدها, بان في مقدورهم مناهضة الدولة والشعب, لإقامة حكم الخلافة الطاغوتية, بدعم ورشاوى أعداء مصر واصحاب الاجندات الاجنبية, وتقويض مصر وتقسيمها على الذئاب الضارية, نظير إقامة إمارة اسلامية على رقعة فيها, وردت عليهم الدولة بكل قوة, وتعاظم ارهابهم فى حادث الأقصر, وتعاظم الرد عليهم مع كل عمل ارهابي جديد, حتى ركع المرتزقة في الأوحال, وارتضوا بحكم الدولة والشعب, بعد أن ضجت منهم المقابر, وتكدست بهم السجون, وازدحمت المحاكم بقضاياهم, وعجز عشماوى عن تنفيذ أحكام إعدامهم فى مواعيدها المحددة, نتيجة تزايد قوائم الانتظار لديه, وأعلنوا ما اسموه ''مبادرة نبذ العنف'', وساروا منذ نهاية عام 1999, على الصراط المستقيم, وعاشوا عبيدا أذلاء, ورفضوا أن يندمجوا مع المجتمع, واعتزلوا مع انفسهم, حتى وقعت ثورة 25 يناير 2011, وما تخللها من انفلات امنى بعد قيام ميليشيات حركة حماس, وجماعة الاخوان, بتهريب 36 ألف مجرم من السجون, وحرق وتدمير أقسام الشرطة, لنشاهد بعدها العجائب, ونجد العبيد الأذلاء يتحولون الى ذئاب ضارية, بعد أن فسروا مبادئ ثورة يناير, والحرية, والديمقراطية, بطريقة انتهازية خسيسة تخدم مآربهم, وطغوا وبغوا وعاثوا فى الأرض ارهاب وقتل وترويع وفساد وانحلال, على وهم استغلال الحرية والديمقراطية لنشر الفوضى مثل ما يحدث فى ليبيا والعراق وسوريا, لتقسيم مصر بالفوضى, بعد أن منعهم الشعب من تقسيمها خلال وجودهم فى السلطة واطاح بهم ودهس عليهم بالنعال, ولم يتبقى الآن سوى انتظار الشعب الرد القوي والعنيف من الدولة ضد الإرهاب, دون رحمة او شفقة, بعد أن أهرقوا الدماء أنهارا, الشعب المصرى يطالب بالرد بقوة على الإرهاب, نعم قد يموت البعض منا, ولكننا عن مصر مدافعون, وعن شعبها صامدون, وعلى أعداؤها لمنتصرون.

وزارة الصحة: تسجيل 603 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا و 51 حالة وفاة دفعة واحدة فى مصر اليوم الأحد 19 يوليو.

وزارة الصحة: تسجيل 603 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا و 51 حالة وفاة دفعة واحدة فى مصر اليوم الأحد 19 يوليو.

إجمالي عدد الذين أصيبوا بفيروس كورونا فى مصر حتى اليوم الأحد 19 يوليو هو 87775 حالة. واجمالى عدد الوفيات هو 4302 حالة.

وفق بيانات وزارة الصحة كما هو مبين فى رابط بيان وزارة الصحة المرفق.

وذلك منذ الإعلان رسميا عن وقوع أول حالة إصابة بفيروس كورونا فى مصر يوم 14 فبراير 2020. والإعلان رسميا عن وقوع اول حالة وفاة بفيروس كورونا فى مصر يوم 8 مارس 2020

رابط بيان وزارة الصحة

برلمان السيسي يوافق مبدئيا اليوم الاحد 19 يوليو 2020 على قانون تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسي من نفسه مفتى الجمهورية

القصة الكاملة لانحراف السيسى بمصر نحو طريق الضلال بدل اسس العدل والحق والشريعة الاسلامية
برلمان السيسي يوافق مبدئيا اليوم الاحد 19 يوليو 2020 على قانون تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسي من نفسه مفتى الجمهورية
السيسى انتظر خمسة شهور فرصة حماس شعبى للدفاع عن الوطن ضد الأعداء لفرض القانون مع زيادة مخاطر تركيا فى ليبيا وإثيوبيا فى نهر النيل
السيسي سلب دار الإفتاء المصرية من مشيخة الازهر الشريف والحاقها بوزارة العدل للهيمنة على المفتى الصورى ومجلس الأمناء
القانون بناهض المادة الثانية من الدستور بأن الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع بعد تحويل المفتى ومجلس الأمناء الى مصطبة للسيسى
النص الحرفي الكامل لرسالة رفض مشيخة الازهر الشريف قانون السيسي وتأكيدها أنه باطل دستوريا وقانونيا وشرعيا
تعيين رئيس الجمهورية مفتى الجمهورية عُدوانًا على اختصاص هيئة كبار العلماء بالأزهر واستقلالها فهي التي تختص وحدها بترشيح مفتي الجمهورية
قيام وزير العدل بندب من يحل مكان مفتى الجمهورية عند خلو المنصب مسخرة تشريعية ودينية مخالفةٍ دستوريا ومساسٍ باستقلال الأزهر وجعل رسالته مَشَاعًا لجهات أخرى لا تتبعه حيث إن دار الإفتاء ستصير عندئذٍ كيانًا وظيفيا علمانيا تمارس عملها تحت سطوة رئيس الجمهورية بمعزل عن الأزهر الشريف
سلب اختصاص هيئة كبار العلماء وجَعْلُ تبعيَّةِ الفتوى الشرعية لأحد وزراء الحكومة عُدوانًا على جامعة الأزهر فيما تضمَّنَه من النص على أن "ينشأ بدار الإفتاء مركز يسمى "مركز إعداد المفتين" برئاسة المفتي بدلا من هيئة كبار العلماء

انتظر برلمان السيسى خمسة شهور بالتمام والكمال، دون نقص او زيادة، لحين حلول الفرصة المواتية المتمثلة فى وجود حماس شعبى للدفاع عن الوطن ضد الاعداء الاجانب، للموافقة على قانون تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسى من نفسة مفتى الجمهورية، الرئيس الاعلى لمفتى الجمهورية الفعلى والقائم على تعيينة فى منصبة، بدلا من النظام الذى كان متبعا منذ فجر التاريخ الاسلامى باختيارة بمعرفة الجمعية العمومية لكبار مشايخ الاسلام وعلماء الازهر الشريف، لضمان عدم قيامة بمناهضة الحاكم عند انحرافة عن السلطة وشرائع الدين الاسلامى الحنيف كما حدث من شيخ الازهر الشريف ومفتى الجمهورية ضد الحاكم خلال نظام حكم الاخوان، بالاضافة الى تطويع مفتى الجمهورية للسير بالباطل قى مواكب رئيس الجمهورية وجعل اباطيل رئيس الجمهورية المخالفة للدين الاسلامى حق والحق باطل، منذ تقديم نواب الحزب الحاكم المحسوب على رئيس الجمهورية والذى يحكم البلاد ويشكل الوزرات باسمة مشروع القانون للبرلمان يوم 19 فبراير 2020، وحانت الفرصة المواتية اخيرا، اليوم الاحد 19 يوليو 2020، مع زيادة مخاطر الاعداء الاتراك فى ليبيا ضد مصر وشروعهم فى اجتياح باقى ليبيا وتهديد الامن القومى المصرى، وزيادة مخاطر الاعداء فى اثيوبيا فى نهر النيل ضد مصر وشروعهم فى بسد النهضة الاثيوبى حرمان مصر من حصتها من مياة الشرب والرى فى نهر النيل وتهديد الامن القومى المصرى، مثلما فعل السيسى فى معظم القوانين الاستبدادية التى اصدرها فى نفس يوم وقوع عمليات ارهابية كبرى او فى اليوم التالى مباشرة على الاكثر تقديرا لضمان عدم اعتراض الشعب المصرى فى غمرة حماسة الوطنى، وعقد رئيس الجمهورية، اليوم الاحد 29 يوليو 2020، اجتماع طارئ لمجلس الدفاع الوطنى لوضع خطط الدفاع عن الوطن ضد الاعداء، وانتشار الحماس الوطنى فى كل مكان فى مصر للدفاع عن الوطن مهما كان الثمن والتضحيات، وكان الثمن والتضحيات تنصيب السيسى من نفسة مفتى الجمهورية، والمهيمن على مجلس امناء دار الافتاء بدبلا عن مجلس كبار العلماء بالازهر الشريف، و وافق برلمان السيسى، من حيث المبدأ، فى هذا اليوم الوطنى التاريخى الذى استعد فية كل مواطن لتقديم حياتة للدفاع عن بلدة ووطنة ضد الاعداء الاجانب، على تقرير اللجنة المشتركة من لجان الشئون الدينية والأوقاف، والخطة والموازنة، والشئون الدستورية والتشريعية، عن مشروع القانون المقدم من نواب الائتلاف والحزب الحاكم صاحب المائة وجة، بشأن ما اسموة بوهم تحسين صورة القانون الاستبدادى امام الرائ العام ''تنظيم دار الإفتاء المصرية''.ويتضمن مشروع القانون 23 مادة، تحت ستار ما يسمى منح دار الإفتاء المصرية الشخصية الاعتبارية المستقلة والاستقلال (المالي – الفني – الإداري)، وتحديد آلية عمل المفتي وكيفية اختيار أمناء الفتوى بمعرفة رئيس الجمهورية واتباعه وكل ما يتعلق بالمفتي من حيث: وضعه الوظيفي، وإجراءات تعيينه واختياره، و مدة شغله للمنصب، والتجديد له، وسلطاته، واختصاصاته، ومن ينوب عنه في تسيير شؤون الدار بوجه عام في أحوال معينة، كما يستهدف بيان أوضاع أمناء الفتوى، وتوصيفهم وآلية تعيينهم، وتحديد قاعدة منهجية يسيرون عليها في عملهم، فضلا عن إنشاء لجنة أمناء الفتوى للنظر وإبداء الرأي الشرعي فيما يحال إليها من المفتي وإنشاء مركز لإعداد المفتين بدار الإفتاء لتأهيلهم داخل مصر وخارجها، وإكسابهم المهارات اللازمة لذلك، وتحديد اختصاصاته، وإداراته، ومدة الدراسة فيه، وشهادته المعتمدة وكل عذا تحت إشراف وهيمنة رئيس الجمهورية.

و جاء قانون السيسي على النحو التالى:
•مواد الإصدار
المادة الأولى: أشارت إلى العمل بأحكام القانون والقانون المرافق في شأن تنظيم دار الإفتاء، كما أشارت إلى مفتى جمهورية مصر العربية بلفظ (فضيلة المفتى).
المادة الثانية: حددت إصدار اللائحة التنفيذية للقانون المرافق تكون من خلال المفتى المعين من قبل رئيس الجمهورية، على أن يستمر العمل باللوائح والقرارات المنظمة لشئون العاملين بدار الإفتاء حتى صدور اللائحة الداخلية الجديدة لرئيس الجمهورية.
المادة الثالثة: خاصة بمادة النشر في الجريدة الرسمية، كما قضت بإلغاء أي حكم يخالف هذا القانون.
• مواد مشروع القانون:
المادة (1) أن دار الإفتاء هيئة ذات طابع دينى، تتمتع بالشخصية الاعتبارية، وتتبع وزارة العدل، ويمثلها مفتى الديار المصرية، وتقوم على شئون الإفتاء وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية.
المادة (2) كيفية تعيين المفتي بقرار من رئيس الجمهورية من بين ثلاثة مرشحين، وجواز التجديد له بعد بلوغ السن القانونية المقررة للتقاعد، ومعاملته معاملة الوزراء من الناحية المالية والمراسم والمخصصات.
المادة (3) بأن يكون لدار الإفتاء أمين عام من الدرجة الممتازة يصدر بتعيينه قرار من المفتى المعين بقرار من رئيس الجمهورية.
المادة (4) حالة خلو منصب المفتى أو قيام مانع لديه، يتولى الأمين العام لدار الإفتاء صنيعة مفتى رئيس الجمهورية تسيير شئون العمل بالدار، فيما عدا ما يتعلق بقضايا الإعدام المحالة من المحاكم المختصة.
المادة (5) تعريفاً لأمين الفتوى، وكيفية تعيينه تحت عيمنة رئيس الجمهورية.
المادة (6) بإنشاء كادر خاص لأمناء الفتوى وحددت أوضاعهم الوظيفية.
المادة (7)  شروط تعيين أمناء الفتوى تحت هيمنة رئيس الجمهورية.
المادة (8) التزامات أمناء الفتوى فى أداء عملهم وتبنت معيار (المهنية) وبذل الوسع والتقيد بمعتمد الفتوى قبل إبداء الرأى الشرعى، ومراعاة المعايير المنظمة لعمل أمناء الفتوى الواردة باللائحة الخاصة بهم.
المادة (9) تشكيل لجنة أمناء الفتوى بقرار من المفتى المعين بقرار من رئيس الجمهورية، والتى تعتبر الجهة العلمية العليا فى دار الإفتاء وتلى مفتى رئيس الجمهورية، والرأى الذى تختاره اللجنة ويتم اعتماده من المفتى هو الرأى المعبر عن دار الإفتاء. والذى سيكون حينها وفق سطوة رئيس الجمهورية فى القانون هو رائ رئيس الجمهورية
المادة (10) اختصاصات لجنة أمناء الفتوى. صنيعة رئيس الجمهورية.
المادة (11) السن المقررة لتقاعد أمناء الفتوى وجواز ندبهم كخبراء بالدار لمدة سنة قابلة للتجديد.
المادة (12) الحصانة القانونية لأمناء الفتوى، وعدم اتخاذ أى إجراءات ضدهم إلا بعد الحصول على إذن من المفتى.
المادة (13) اختصاصات دار الإفتاء المصرية.
المادة (14) أن لدار الإفتاء موازنة مالية مستقلة تدرج فى الموازنة العامة للدولة.
 المادة (15) تعريف فضيلة المفتى وبينت سلطاته واختصاصاته.
المادة (16) اللمفتى سلطة اعتماد الهيكل التنظيمى والوظيفى والمالى لدار الإفتاء واللوائح الداخلية لها.
المادة (17) بأن يكون لدار الإفتاء إنشاء حسابات خاصة بالبنك المركزى ضمن حساب الخزانة الموحد تودع فيها مواردها الذاتية.
المادة (18) الموارد المالية لدار الإفتاء.
المادة (19) أجهزة الدولة بمعاونة دار الإفتاء فى أداء مهامها، وتزويدها بما تطلبه من بيانات أو معلومات.
المادة (20) بإعفاء دار الإفتاء المصرية من جميع أنواع الضرائب والرسوم والعوائد والدمغات.
المادة (21) تأديب أمناء الفتوى أمام مجلس تأديب مشكَّل من رئيس لجنة أمناء الفتوى رئيساً، وعضوية أقدم عضوين من أعضاء لجنة أمناء الفتوى، وأحد المستشارين المنتدبين بدار الإفتاء، ومدير إدارة الشئون القانونية. وكلهم خاضعون لهيمنة رئيس الجمهورية.
المادة (22) الجزاءات التى يجوز لمجلس التأديب توقيعها على أمناء الفتوى، والتى تصدر بأغلبية الآراء ويعتمدها المفتى، ويكون الطعن عليها أمام المحكمة التأديبية، والضمانات المقررة لهم.
المادة (23) إإنشاء مركز لإعداد ما يسمى المفتين برئاسة المفتى، بهدف إعداد الكوادر العلمية وإكسابهم المهارات اللازمة لذلك، ويتكون المركز من إدارتين: إحداهما تقوم بالتدريب المباشر، والأخرى تقوم بالتدريب عن بعد، ومدة الدراسة بأى منهما ثلاث سنوات، وتعتمد هذه الدرجة من المجلس الأعلى للجامعات. وكلهم تحت هيمنة رئيس الجمهورية.

وجاء نص خطاب رفض الأزهر بإجماع آراء مجلس كبار العلماء بالأزهر الشريف برئاسة شيخ الأزهر لقانون تنظيم دار الإفتاء المرسل لرئيس مجلس النواب تحت رقم 166 بتاريخ 20 فبراير 2020، بعد 24 ساعة من تقديم مشروع قانون السيسي رسميا الى برلمان السيسىعلى الوجه التالي حرفيا:
نفيدكم أنه بعد الاطلاع على المشروع المذكور، وبعد المداولة بين هيئات الأزهر الشريف، فإنَّه يطيب لنا إخطاركم برأي هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، والتعديلات المطلوبة على بعض المواد بما يكفل اتِّساقها مع أحكام الدستور، وانضباطها مع القوانين القائمة، التي تكفل اختصاصات الأزهر الشريف، وذلك للأسباب الآتية:
أولًا: تعلمون أن الأزهر الشريف طبقًا لنص الفقرة الأولى من المادة (7) من الدستور التي تنص على أنَّ "الأزهر الشريف هيئة إسلامية علمية مستقلة، يختص دون غيره بالقيام على كافة شئونه، وهو المرجع الأساس في العلوم الدينية والشئون الإسلامية، ويتولى مسئولية الدعوة، ونشر علوم الدين، واللغة العربية في مصر والعالم...".
وتعلمون أيضًا أن الأزهر ليس أشخاصًا، وإنما رسالة عامة وشاملة حدَّدها الدستور في باب مقومات الدولة بصورة واضحة لا لبس فيها، ومن ثَمَّ فإن أية هيئة دينية إسلامية يتم إنشاؤها، وتعمل على تحقيق رسالته، تُعَدُّ بالضرورة جزءًا لا يتجزأ من رسالة الأزهر، ويراجع الأزهر الشريف أعمالها، ويشرف عليها، والقول بغير ذلك يُشكل مخالفة صريحة لنص الدستور.
وإذا كان الأزهر الشريف بنص الدستور هو المرجع الأساس في كل تلك الأمور التي في صدارتها الإفتاء، والبت في كافة الأمور المتعلقة بالشريعة، والرد على الاستفسارات الشرعيَّة من أية جهة، وتقديم الآراء الشرعية في شأن المعاملات المالية المعاصرة، وإجراء الأبحاث الشرعية المتعلقة بالفتوى، والرد على الشبهات المثارة، وغيرها من الأمور الشرعية التي تضمنها مشروع القانون، وأسندها لهيئة تابعة لوزارة العدل، ولا تتبع الأزهر الشريف؛ مما ينطوي على مخالفةٍ دستورية، ومساسٍ باستقلال الأزهر، وجعل رسالته مَشَاعًا لجهات أخرى لا تتبعه؛ حيث إن دار الإفتاء ستصير عندئذٍ كيانًا عضويًّا مُنْبَتَّ الصلة عن الأزهر الشريف، وتمارس عملها بمعزل عن الأزهر.
ومن المعلوم تاريخيًّا أن دار الإفتاء المصرية تأسست في 4 من جمادى الآخرة 1313هـ / 21 من نوفمبر 1895م، وأُلحِقت منذ تأسيسها بوزارة العدل، وانتظمتها لائحةُ إجراءات المحاكم الشرعية الصادرة قبل ذلك في سنة1297هـ/1880م، وأُنيط بالمفتي وظيفتان حكوميتان هما:
الأولى: مفتي الديار لاستطلاع أهلة شهور السنة القمرية، وإعلان بدايتها، ومنها على الأخص هلالُ شهر رمضان، وبداية فريضة الصيام ونهايته، وهو الذي يكشف عن الموقف الرسمي من المسألة الشرعية التي يَتَصَدَّى لها، وهو الذي يتولى القيام بالشعائر الدينية في المناسبات الرسمية بما يُغني عن البحث عمَّن يقوم بهذه الشعائر.
الثانية: أُنيط به وظيفة مفتي الحقانية، ويتولى بموجبها إبداء الرأي غيرِ الملزم في أحكام الإعدام الصادرة من المحاكم، ثم تُوسِّع في دوره للقيام بدور اجتماعي بالرد على طلبات الفتوى المتعلقة بالأحوال الشخصية، والمواريث، والوصايا للمواطنين المصريين من خلال المُستقَر عليه بالإخبار بالحكم الشرعي دون أن يتصدَّى لكافة أمور الفتوى، ولم يُوصَف بهذا الوصف لإصدار الفتاوى بصفة عامة، وإنما الإخبار فقط بالرأي أو الفتوى، وفي داخل الدولة فحسب.
وما ذكر في مقدمة القانون المقترح
-من أن هناك فصلًا بين الإفتاء والأزهر من نحو 700 عام، وأن هناك كيانًا مستقلًّا (دار الإفتاء)- غير صحيح؛ لأن مقر الإفتاء في العصر العثماني كان في الجامع الأزهر، حيث يذهب المستفتي إلى مقر المفتي بالجامع الأزهر فيقدم للمفتي أو أمينه ورقةً كتب فيها الاستفتاء المطلوب إجابته؛ فيقدم له المفتي الفتوى الشرعية عن سؤاله، ثم يحكي هذه الفتوى على أمين الفتوى فيكتبها لاحقة على السؤال، أو يعيد كتابة السؤال مرة أخرى، ويلحق به الإجابة، وفي بعض الأحيان كان المفتي يسمح لأمين فتواه إذا وجد فيه أهلية القيام بالفتوى بالرد على الاستفتاء، وفي جميع الأحوال يقوم المفتي بالتوقيع على الفتوى كمستند رسمي يعتمد عليه المستفتي في إثبات حقوقه.كما أن جميع مناصب الإفتاء في مصر طوال العصر العثماني كانت في يد علماء الأزهر: وأشهرها إفتاء السلطنة – إفتاء القاهرة - إفتاء الأقاليم...ومن هنا يتضح لكم مغالطة ما تضمنه تقرير اللجنة المشتركة بمجلس النواب بأن دار الإفتاء قد نشأت مستقلةً عن الأزهر الشريف منذ 700 سنة!!!! وتاريخ نشأة دار الإفتاء يؤكد ذلك.
كما أنَّ نصَّ القانون رقم 103 لسنة 1961م، وتعديلاته بالمرسوم بقانون رقم 13 لسنة 2012م، أكَّد أنَّ الأزهر هيئة مستقلة تتمتع بشخصية اعتبارية، ويكون مقرها القاهرة، ويجوز أن تنشئ فروعًا لها في عواصم المحافظات في مصر، أو في دول العالم؛ تحقيقًا لأهدافها العالمية السابق الإشارة إليها في هذه المادة، بما في ذلك إنشاء المعاهد والمراكز الإسلامية والبحثية والكليات الجامعية، وتكفل الدولة استقلال الأزهر، كما تكفل الدعم المادي المناسب له ولجامعته وكافَّة هيئاته، ويُمثل الأزهر الشريف المرجع النهائي في كل ما يتعلق بشؤون الإسلام وعلومه وتراثه واجتهاداته الفقهية والفكرية الحديثة".
- ولَمَّا كان مشروع القانون المقترح قد تضمن إنشاء هيئة دينية إسلامية، وأناط بهذه الهيئة الاختصاص بكافة ما يتعلق بالفتوى، فقد أسند إليها إجراء الأبحاث الشرعية المتعلقة بالفتوى، وجعَلَها الجهة القوَّامة على شئون الفتوى، والرد على الشبهات المثارة، وهي المتحدث في كل شئون الشريعة الإسلامية، وإعداد المفتين وتأهيلهم (داخل جمهورية مصر وخارجها)، وترجمة الفتاوى الشرعية إلى اللغات المختلفة ونشرها، وإصدار النشرات والكتب والمجلات، وأية إصدارات ذات الصلة بنشاط دار الإفتاء، وأن ينشأ بدار الإفتاء مركز يسمى "مركز إعداد المفتين" برئاسة المفتي، يهدف إلى إعداد الكوادر العلمية التي تشتغل بالإفتاء، وإكسابهم المهارات اللازمة لذلك، وتأهيلهم داخل مصر وخارجها، وإصدار شهادة دبلوم يُعادلها المجلس الأعلى للجامعات، وهذا ممَّا يُعَدُّ افتئاتًا على جامعة الأزهر، التي تختص بإصدار الشهادات العلمية في العلوم الإسلامية.
ولما كان الاختصاص المسند للهيئة الجديدة في المشروع المقترح يؤدي إلى اعتبارها كيانًا موازيًا للأزهر الشريف، ويسلبه أهم اختصاصاته، ومنها اختصاصات هيئة كبار العلماء، ويتضمن منح اختصاصاتها للهيئة الجديدة بالمشروع، وإلغاء لدورها المنصوص عليه بالمادة 32 مكرر من القانون رقم 103 لسنة 1961 بشأن إعادة تنظيم الأزهر والهيئات التي يشملها، والتي تنص على أن "تنشأ بالأزهر هيئةٌ تسمى هيئة كبار العلماء يرأسها شيخ الأزهر، وتتألف من عددٍ لا يزيد على أربعين عضوًا من كبار علماء الأزهر من جميع المذاهب الفقهية الأربعة
وكذلك المادة 32 مكرر (أ) من ذات القانون والتي حددت اختصاصات هيئة كبار العلماء، ومنها على الأخص نصًّا:- ترشيح مفتي الجمهورية.
- البت في المسائل الدينية والقوانين، والقضايا الاجتماعية ذات الطابع الخلافي التي تُواجه العالم، والمجتمع المصري على أساس شرعي.
- البت في النوازل والمسائل المستجدة التي سبق دراستها، ولكن لا ترجيح فيها لرأي معين، ودراسة التطورات المهمة في مناهج الدراسة الأزهرية الجامعية أو ما دونها، التي تحيلها الجامعة، أو مجمع البحوث الإسلامية، أو المجلس الأعلى للأزهر، أو شيخ الأزهر إلى الهيئة.
وفضلًا عمَّا تقدم فقد تضمَّن مشروع القانون المقترح عُدوانًا على اختصاص هيئة كبار العلماء بالأزهر واستقلالها، وهي التي تختص وحدها بترشيح مفتي الجمهورية، وقد جاء المشروع مُلغيًا للائحة هيئة كبار العلماء التي تكفَّلت بإجراءات ترشيح ثلاثة بواسطة أعضاء هيئة كبار العلماء، والاقتراع وانتخاب أحدهم لشغل المنصب، وجاء المقترح ليلغي ذلك، وينص على "أن المفتي يُعين بقرار من رئيس الجمهورية من بين ثلاثة ترشحهم هيئة كبار العلماء خلال مدة شهرين قبل خلو منصب المفتي، ويبقى في منصبه حتى بلوغه السن القانونية المقررة للتقاعد، ويجوز التجديد له بعد بلوغ هذه السن، دون تحديد مدة، ودون العرض على هيئة كبار العلماء.
وكذلك تَضمَّن المشروع النص على أنه: "في حال خلو منصب المفتي أو قيام مانع لديه يَنْدُبُ وزيرُ العدل بقرار منه مَن يقوم مقامه إلى أن يعيَّن مفتٍ جديد، أو زوال المانع".
ومُؤدَّى هذه النصوص -فضلًا عن سلبها اختصاص هيئة كبار العلماء- جَعْلُ تبعيَّةِ الفتوى الشرعية لأحد السادة وزراء الحكومة، وتخويله سلطة ندب مَن يحلُّ محلَّه عند خلو منصبه؛ بما يُؤكد زوال جميع الضمانات التي كفلها الدستور والقانون لاستقلال الأزهر وهيئاته، وإسناد رسالته لأحد أعضاء الحكومة، رغم أنَّ الأزهر هو مَن يختار المفتي ابتداءً.
كما تضمن مشروع القانون المقترح عُدوانًا على جامعة الأزهر فيما تضمَّنَه من النص على أن "ينشأ بدار الإفتاء مركز يسمى "مركز إعداد المفتين" برئاسة المفتي، يهدف إلى إعداد الكوادر العلمية التي تشتغل بالإفتاء، وإكسابهم المهارات اللازمة لذلك وتأهيلهم داخل مصر وخارجها، ويتألف المركز من عدد من الإدارات، يكون منها إدارة تختص بالتدريب المباشر، وإدارة تختص بالتدريب عن بعد باستخدام وسائل التقنية الحديثة.
وتكون مدة الدراسة بأي منهما ثلاث سنوات، ويمنح المتخرج درجة دبلوم الدراسات التمهيدية للإفتاء، وتعتمد هذه الدرجة من المجلس الأعلى للجامعات. ويصدر المفتي لائحة النظام الأساسي للمركز، ويجوز للمركز الاستعانة بمن يراه من الخبراء والأكاديميين والمتخصصين للقيام بالمهام التعليمية والتدريبية".
• وهذا النص جاء تغوُّلًا على جامعة الأزهر التي حدَّد القانون بالمادة 33 من القانون رقم 103 لسنة 1961 اختصاصاتها التي نصت على أن: "تختص جامعة الأزهر بكل ما يتعلق بالتعليم العالي في الأزهر، وبالبحوث التي تتصل بهذا التعليم أو تترتَّب عليه... وتعمل على تزويد العالم الإسلامي والوطن العربي بالعلماء العاملين الذين يجمعون إلى الإيمان بالله، والثقة بالنفس، وقوة الروح، والتفقه في العقيدة والشريعة، ولغة القرآن، كفاية علمية وعملية ومهنية لتأكيد الصلة بين الدين والحياة، والربط بين العقيدة والسلوك، وتأهيل عالم الدين؛ للمشاركة في كل أنواع النشاط والإنتاج والريادة والقدوة الطيبة".
- ولم يخلُ المشروع من المساس بمجمع البحوث الإسلامية الذي يتألَّف من عددٍ لا يزيد على خمسين عضوًا من كبار علماء الإسلام يُمثلون جميع المذاهب الإسلامية، ويكون من بينهم عددٌ لا يزيد على العشرين من غير مواطني جمهورية مصر العربية، بالمخالفة لنص المادة 15 من القانون رقم 103 لسنة 1961.
كما أنَّ المخالفات الدستوريَّة التي شابت مشروع القانون لا تقتصر أو تقف عند مجرد العدوان على اختصاصات الأزهر الشريف، ومحاولة إنشاء كيان موازٍ للأزهر يقوم في موضوعه وغايته على محاولة الحلول محلَّه في رسالته وأغراضه، فالأمر يتجاوز حدود النزاع على الاختصاصات، أو التشبث بالصلاحيات، أو احتكار جهةٍ للقيام بدور معين، ومنع غيرها من مشاركتها فيه، فالخطورة تكمن في تجزئة رسالة الأزهر الشريف، وإهدار استقلاله الذي هو عِمادُ وسطيته واعتداله، فالأزهر ليس مجرد هيئة وأشخاص، وإنما هو رسالة علميَّة لا تحتمل إلا أن تكون مستقلة غير تابعة، وهذا المشروع المعروض يخلُّ إخلالًا جسيمًا بالدستور، كما يخلُّ بالاستقلالية والحياد الذي ينبغي أن يتمتع بهما منصب مفتي الجمهورية.
كما تلاحظون كذلك أن الهيئة المزمع إنشاؤها بالمشروع المقترح تفتقر إلى كافة المقومات القانونية للهيئات والمؤسسات العامة من وجود مجلس جماعي لإدارة الهيئة من خلال هيئة جماعية تتشكل من كبار المتخصصين والخبراء في المجال الذي تعمل فيه الهيئة وبيان اختصاصاتهم واعتبارهم السلطة العليا التي تهيمن على شؤون الهيئة، في حين أن الهيئة الواردة بالمشروع لا يتوفر لها الحد الأدنى من مقومات الهيئات.
وترتيبًا على ذلك نرى عدم الموافقة على مشروع القانون المعروض بصورته الراهنة للأسباب سالفة البيان، إلا في حالة تعديل مواد المشروع؛ بما يُجنبه المخالفات الدستورية وذلك على النحو التالي:- تعديل المادة الأولى من مواد إصدار المشروع؛ لتكون على النحو الآتي: "دار الإفتاء هيئة ذات طابع ديني ( ) تتبع الأزهر الشريف، وتتمتَّع بالشخصية الاعتبارية، والاستقلال المالي والإداري، يكون مَقرُّها الرئيس بمحافظة القاهرة، ولها أن تُنشئ فروعًا بالمحافظات باعتبارها هيئة دينية تنظيمها قانونًا يتم لأول مرة بعد إصدار الدستور المصري الذي نصَّ على أن الأزهر هو المرجع الأساس في العلوم الدينية والشؤون الإسلامية.
أما في حال الإبقاء على تبعية دار الإفتاء لوزارة العدل فلا بد من حذف عبارة "ذات طابع ديني"؛ لأنه لا يمكن أن تكون ذات طابع ديني وتتبع وزارة العدل؛ حيث إنها سوف تمارس أحد الشؤون الإسلامية والعلوم الدينية، وهذا تنعقد الولاية فيه للأزهر دون غيره.
وتقوم دار الإفتاء بإخبار المواطنين وطالبي الفتوى بالرأي الشرعي المستنبَط من الأحكام الشرعيَّة العملية من أدلتها التفصيلية، وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية، والأصول العلمية المعمول بها في الاجتهاد".
وتختص دار الإفتاء بالإخبار بالرأي الشرعي فيما يُقدَّم إليها من طلبات الفتيا من الأفراد فيما لا يتعارض مع اختصاصات، أو رأي هيئة كبار العلماء، ومجمع البحوث الإسلامية. ولها على الوجه الأخص:
1ـ إبداء الرأي الشرعي في القضايا والمسائل الواردة إليها من المحاكم والنيابات.
2ـ استطلاع أهلة الأشهر العربية، وإصدار البيانات الشرعية بتحديد أول كل شهر عربي.
3ـ حساب تحديد أوقات الصلوات في أنحاء الجمهورية بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للمساحة.
4ـ إبداء الرأي في كيفية حساب الزكاة وإعداد الوصية عن طريق الحساب الشرعي.
5ـ إبداء الرأي في طلبات الفتيا المتعلقة بالأسرة.
6 ـ تيسير علم المواطنين بالفتاوى الصادرة عن الهيئة من خلال وسائل التقنية الحديثة.
7ـ تدريب المفتين وتأهيلهم بالتعاون والتنسيق مع الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف.
وتكون جميع خدمات الهيئة مجانًا ودون مقابل أو رسوم.
ثانيا: لما كان القانون رقم 103 لسنة 1961م بشأن إعادة تنظيم الأزهر والهيئات التي يشملها قد تضمن تنظيمًا متكاملًا لهيئة كبار العلماء، وَمَنَحَها بموجب نص المادة 32 مكررًا منه الاختصاص بترشيح مفتي الجمهورية وفق لائحة الهيئة،
ومن ثَمَّ فإنه ـ واتساقًا مع ما سلف، وتوفيقًا بين النصوص ـ نرى تعديل نص المادة (3) من المشروع لتكون على الوجه التالي:"يُعيَّن المفتي بقرار من رئيس الجمهورية من بين ثلاثةٍ تُرشحهم هيئة كبار العلماء خلال مدة شهرين قبل خلو منصب المفتي، وذلك لمدة أربع سنوات يجوز تجديدها لمدد أخرى، أو لحين بلوغه السن القانونية أيهما أقرب - بناءً على موافقة هيئة كبار العلماء - ويجوز التجديد لمدة سنة أو أكثر بعد بلوغ سن المعاش بقرار من رئيس الجمهورية بناء على موافقة هيئة كبار العلماء".
ويعامل المفتي بذات المعاملة المالية المقررة للوزراء. ويختص مجلس إدارة الإفتاء بالصلاحيات التالية ( ):
1ـ إبداء الرأي الشرعي في القضايا المحكوم فيها بالإعدام المحالة للهيئة من محاكم الجنايات.
2ـ إحالة ما يراه من المسائل الشرعية ذات الأهمية مشفوعًا برأي الهيئة إلى مجمع البحوث الإسلامية أو هيئة كبار العلماء لإبداء الرأي فيها، أو المسائل التي يختص بها مجمع البحوث أو هيئة كبار العلماء، ويكون رأي أيهما نهائيًّا وملزمًا للهيئة.
3ـ تشكيل لجنة فنية من بين أمناء الفتوى بناء على اقتراح المفتي لبحث ما تُكلف به أو يحال إليها من المجلس من مسائل وقضايا شرعية، وتعرض نتيجة عملها على المجلس، ويحدد القرار الصادر بالتشكيل ضوابط عملها ومواعيد انعقادها ( ).
4ـ اعتماد خطط إعداد وتدريب المفتين والكوادر العلمية وإكسابهم المهارات اللازمة لذلك وتأهيلهم بالتعاون والتنسيق مع جامعة الأزهر ووزارة الأوقاف.
5ـ اعتماد الهيكل التنظيمي وجدول الوظائف واللوائح المالية والإدارية واللوائح الداخلية للهيئة بناء على اقتراح المفتي.
6ـ تعيين أمين عام الهيئة بناء على اقتراح المفتي.
7 ـ اعتماد التعيينات والترقيات وإنهاء الخدمة لجميع العاملين بالهيئة.
8 ـ قبول التبرعات واعتماد الميزانية والحساب الختامي للهيئة.
تعديل المادة ( 4 ) لتكون على النحو التالي: "في حال خلو منصب المفتي أو قيام مانع لديه تُرشح هيئة كبار العلماء مَن يقوم مقامَه مؤقتًا، ويُقرّ ذلك من سلطة التعيين الرئيسية إلى أن يُعيَّن مُفتٍ جديد، أو زوال المانع" ( ).
تعديل المادة (6) لتكون على النحو التالي: يكون لدار الإفتاء أمناء للفتوى، ويصدر بتعيينهم قرار من المفتي من بين الباحثين الشرعيين العاملين بدار الإفتاء – المعينين بمؤهل شرعي أزهري – و بما يكلفون به من أعمال، وتحدد اللائحة التي يصدرها المفتي قواعد اختيار أمناء الفتوى وأعمالهم.
تعديل المادة (8) لتكون: للمفتي تشكيل لجنة علمية من بين أمناء الفتوى، ويحدد القرار الصادر بالتشكيل ضوابط عملها ومواعيد انعقادها، وتختص اللجنة ببحث ما يُحال إليها من المفتي من فتاوى الأفراد، وما تنتهي إليه اللجنة، ويعتمد المفتي يكون هو رأي دار الإفتاء المعتمد للفتوى).
تعديل المادة (9) لتكون: ينشأ بدار الإفتاء مركز يسمى "مركز تدريب المفتين وتأهيلهم" برئاسة المفتي، يهدف إلى تدريب الكوادر العلمية التي تشتغل بالإفتاء، وإكسابهم المهارات اللازمة لذلك وتأهيلهم داخل مصر فقط.
ويتألف المركز من عدد من الإدارات يكون منها إدارة تختص بالتدريب المباشر، وإدارة تختص بالتدريب عن بعد باستخدام وسائل التقنية الحديثة وتكون مدة التدريب بأي منهما ثلاث سنوات، ويجوز للمركز الاستعانة بمن يراه من الخبراء والأكاديميين والمتخصصين من أساتذة كليات الشريعة والقانون بجامعة الأزهر للقيام بالمهام التدريبية.
تعديل المادة (10) من المشروع لتكون على الوجه التالي:" تتكون موارد الهيئة مما يلي:
1ـ ما يُخصص لها من اعتمادات في الموازنة العامة للدولة.
2ـ المنح والإعانات والهبات والتبرعات المقدمة من الأفراد والجهات والمؤسسات ويوافق عليها مجلس الإدارة.
3ـ عائد الاستثمار الشرعي لأموال الهيئة.
أخيرًا - أن الهيئة ليس لها ثمَّة موارد ثابتة للإنفاق على نشاطها ورواتب العاملين فيها، فقد تم إلغاء المورد الرئيسي لها وهو الاعتمادات التي تُخصَّص لها من الموازنة العامة، أمَّا التبرعات والهبات فهي مورد احتمالي لا يصح الاعتماد عليه، أمَّا بالنسبة لتقاضي مقابل عمَّا تقدمه من خدمات فهو أمر ظاهر المخالفة وغير مقبول أن يكون الإبلاغ برأي الشريعة بمقابل مالي.

واخيرا اندلعت المعركة الحربية.. افتعال حرب كبرى فى الساحة الفنية لاشغال الناس عن مطالبهم بالحرب الفعلية ضد تركيا فى ليبيا وإثيوبيا فى نهر النيل.. فنانتان مصريتان تهاجمان الممثل عبد الرحمن أبو زهرة بدعوى "التنمر" وتشغل الرائ العام.. والنقابة تتدخل

واخيرا اندلعت المعركة الحربية

افتعال حرب كبرى فى الساحة الفنية لاشغال الناس عن مطالبهم بالحرب الفعلية ضد تركيا فى ليبيا وإثيوبيا فى نهر النيل

فنانتان مصريتان تهاجمان الممثل عبد الرحمن أبو زهرة بدعوى "التنمر" وتشغل الرائ العام.. والنقابة تتدخل

دافعت نقابة المهن التمثيلية المصرية، اليوم الأحد، عن الفنان عبد الرحمن أبو زهرة بعد أن طالته اتهامات بالتنمر، أطلقتها الفنانة عفاف مصطفى وغيرها من بعض الفنانين نص كم.

جاء هذا فى الوقت المشغول فيه الشعب المصرى بترقب اندلاع حرب فعلية ضد تركيا فى ليبيا وإثيوبيا فى نهر النيل دفاعا عن أمن مصر القومى. الا انهم وجدوا اندلاع معارك طاحنة من نوع غريب انشغلت بتغطيتها وسائل الإعلام الحكومية بدلا من تغطية الحروب الحقيقية المطلوبة

ووصفت النقابة أبو زهرة أنه "أحد رموز فن التمثيل العربي، الذي أبدع في تقديم أصعب وأروع وأمتع وأعمق الأدوار التمثيلية في أعماله الفنية على مدار مشواره الفني الطويل سواء في المسرح بيته الأول أو السينما أو التليفزيون بما يجعلة قيمة كبيرة في الفنية تعلمنا ومازلنا نتعلم منها قيم الإبداع الراقي".

وكان أبو زهرة قد كشف في تصريحات تلفزيونية الخميس أنه يعاني من الاكتئاب الشديد بسبب تعمد إهمال المخرجين لجيل الكبار من الممثلين "وأنا لو مشتغلتش في التمثيل ممكن أموت".

لكن الفنانة المصرية عفاف مصطفى علقت على التصريحات باتهام أبوزهرة بأنه يتعامل بشكل سيء سواء مع المخرجين أو زملاءه من الممثلات خاصة صغيرات السن.

وزعمت عفاف مصطفى بأنها تعمل في مجال التمثيل من أجل شغفها به وليس من أجل الشهرة.

وبعد بيان النقابة نشرت الفنانة معتزة صلاح عبد الصبور منشورا آخر كشفت فيه عن تجربة لها مع الفنان أبو زهرة حيث اتهمته بممارسة التنمر ضدها، لكنها حذفت المنشور لاحقا. واعتبر البعض الأمر "إرهابا فكريا

كالعادة شربها الشعب سادة.. بيان مائع للرئاسة المصرية تحت دعاوى السلام بشأن اجتماع مجلس الدفاع الوطنى اليوم الاحد حول أزمتي ليبيا وسد النهضة


بيان مائع للرئاسة المصرية تحت دعاوى السلام بشأن اجتماع مجلس الدفاع الوطنى اليوم الاحد حول أزمتي ليبيا وسد النهضة

أكد مجلس الدفاع الوطني المصري، الأحد، التزامه بوضع حد للتدخلات الخارجية غير المشروعة في ليبيا، والقضاء على الإرهاب، ومنع فوضى الميليشيات المسلحة المتطرفة. كما ناقش تطورات ملف أزمة سد النهضة الإثيوبي.

وأعلن المجلس، الذي عقد برئاسة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، التزامه بالحل السياسي كسبيل لإنهاء الأزمة الليبية، وبما يحقق الحفاظ على سيادتها ووحدتها الوطنية.

وشدد، في بيان صادر عن رئاسة الجمهورية، على أن التدخلات الخارجية في ليبيا تفاقم الأوضاع الأمنية وتهدد دول الجوار والسلم والأمن الدوليين. وأن الأمن الليبي يشكل جزءا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري والعربي.

وأشار المجلس إلى أن الملف الليبي يعتبر أحد الأولويات القصوى للسياسة الخارجية المصرية.

ويأتي الاجتماع في ظل أنباء عن تحرك قوات حكومة الوفاق الوطني باتجاه سرت التي تسيطر عليها قوات خليفة حفتر، حيث كانت القاهرة قد أكدت أن دخول قوات الوفاق المدعومة من تركيا سرت يمثل تجاوزا للخطوط الحمراء وأنها لن تسمح بذلك. 

ومجلس الدفاع الوطني، هو المكلف بالنظر في الشؤون الخاصة بوسائل تأمين البلاد، ويتكون من رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس النواب ووزير الدفاع ووزير الخارجية وقادة الفروع الرئيسية للقوات المسلحة ويترأسه رئيس الجمهورية. 

ويتوجب على رئيس البلاد أخذر رأي مجلس الدفاع الوطني وموافقة البرلمان قبل التدخل العسكري في أي بلد أجنبي أو إعلان الحرب.  

وحذر السيسي الشهر الماضي من أن الجيش المصري قد يدخل ليبيا إذا عاودت حكومة طرابلس وحلفاؤها الأتراك الهجوم على خط المواجهة سرت-الجفرة، الذي ينظر إليه على أنه بوابة مرافئ تصدير النفط الرئيسية في ليبيا. وتخضع الجفرة وسرت لسيطرة الجيش الوطني الليبي.

وشهدت الأسابيع الماضية تقدما عسكريا كبيرا للقوات الموالية لحكومة الوفاق التي تمكنت بدعم تركي كبير من صد هجوم الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر الذي كان يهدف للسيطرة على العاصمة طرابلس.

ودعا نواب في برلمان شرق ليبيا هذا الأسبوع مصر للتدخل في الصراع. والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الخميس مع شيوخ قبائل من شرق ليبيا، وقال إن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة أي تهديد مباشر للأمن القومي المصري والليبي.

وأعلن عضو مجلس النواب المصري، مصطفى بكري، الأحد أن البرلمان سيناقش تفويض الرئيس عبد الفتاح السيسي في قرار إرسال قوات إلى ليبيا لمساندة قوات حفتر. 

وتنص المادة 152 من الدستور المصري، على أن "رئيس الجمهورية لا يعلن الحرب، ولا يرسل القوات المسلحة في مهمة قتالية إلى خارج حدود الدولة، إلا بعد أخذ رأي مجلس الدفاع الوطني، وموافقة مجلس النواب بأغلبية ثلثي الأعضاء". 

سد النهضة
وناقش مجلس الدفاع الوطني المصري في اجتماعه أيضا، "مستجدات ملف سد النهضة والمسار التفاوضي الثلاثي الراهن، والجهود الرامية لبلورة اتفاق شامل يلبي طموحات ومطالب مصر والسودان وإثيوبيا في التنمية والحفاظ على الحقوق المائية بشكل عادل ومتوازن"، بحسب بيان رئاسة الجمهورية. 

وأكد المجلس على "استمرار مصر في العمل على التوصل إلى اتفاق شامل بشأن المسائل العالقة في قضية سد النهضة، وأهمها القواعد الحاكمة لملء وتشغيل السد، وذلك على النحو الذي يؤمن للدول الثلاث مصالحها المائية والتنموية، ويحافظ علي الامن والاستقرار الاقليمي". 

ومن المنتظر عقد قمة أفريقية مصغرة الثلاثاء القادم لبحث ملف سد النهضة. 

وانتهت جولة مفاوضات سد النهضة بين مصر وإثيوبيا والسودان التي استمرت 11 يوما بدون اتفاق الثلاثاء الماضي. 

وتقول أثيوبيا إن الكهرباء المتوقع توليدها من سد النهضة لها أهمية حيوية من أجل الدفع بمشاريع تنموية في البلد الفقير البالغ عدد سكانه أكثر من 100 مليون نسمة.

لكن مصر تقول إن السد يهدد تدفق مياه النيل التي ينبع معظمها من النيل الأزرق حيث بني السد، وقد تكون تداعياته مدمرة على اقتصادها ومواردها المائية والغذائية. وتستقي مصر 97 في المئة من حاجتها من مياه النيل.

وقالت إثيوبيا مرارا إنها ترغب في ملء خزان السد هذا الشهر، في منتصف موسم الأمطار الموسمية في البلاد، لكن مصر والسودان يدفعان للتوصل لاتفاق أولا حول كيفية تشغيل السد العملاق.