الأحد، 27 ديسمبر 2020

مؤسسة حرية الفكر والتعبير: جمال عبد الحكيم.. سجين بلا جريمة


مؤسسة حرية الفكر والتعبير:

جمال عبد الحكيم.. سجين بلا جريمة


منهجية

 اعتمدت الورقة على التحليل القانوني لأوراق القضية رقم 1692 لسنة 2017 كلي جنوب الزقازيق، والتي صدر على إثرها الحكم بسجن الناشط الطلابي جمال عبد الحكيم. واستندت الورقة إلى ملاحظات محامي مؤسسة حرية الفكر والتعبير بمحافظة الشرقية، الذي حضر جلسات القضية، باﻹضافة إلى بعض التقارير الإعلامية والبيانات الصادرة عن أحزاب سياسية.

مقدمة

يقبع الناشط الطلابي جمال عبد الحكيم في السجن منذ ثلاث سنوات ونصف، فيما يبدو أنه عقابًا له على مشاركته في الأنشطة الطلابية وكونه مهتمًّا بالعمل السياسي، وذلك بعد صدور حكم بسجنه لمدة خمس سنوات، على ذمة القضية رقم 1692 لسنة 2017 كلي جنوب الزقازيق. ووفقًا ﻷوراق القضية، فإن عبد الحكيم “أعد للترويج لارتكاب جرائم إرهابية بالكتابة، بأن حاز محررات تحوي أفكار ومعتقدات داعية لارتكاب عنف على النحو المبين بالتحقيقات”.

تتناول هذه الورقة في قسمها الأول تعريفًا بنشاط جمال عبد الحكيم على المستويين الطلابي والحزبي، وهو نشاط سلمي يحميه الدستور والقانون، إضافة إلى المواثيق الدولية، سواء من حيث الحق في حرية التعبير أو الحق في التجمع السلمي. وتنتقل الورقة في القسم الثاني إلى تفاصيل القضية التي قادت عبد الحكيم إلى السجن، حيث توضح الخط الزمني لسير القضية، وتفنيد الاتهامات الموجهة إلى عبد الحكيم، وقراءة لحيثيات الحكم الصادر ضده.

اعتمدت تحريات جهاز الأمن الوطني على مصادر سرية، لا يمكن للمحكمة أن تناقشها، كما كانت الأحراز المثبتة بالتحقيقات مجرد كتابات، لا جُرم في حيازتها. حُوكم عبد الحكيم بموجب ست مواد من قانون مكافحة الإرهاب رقم 94 لسنة 2015، رغم كونه ناشطًا طلابيًّا معروفًا وأحد مؤسسي حزب العيش والحرية -تحت التأسيس.

وفي القسم الثالث والأخير، تتناول الورقة الوضع القانوني الحالي لعبد الحكيم، وإمكانية خروجه من السجن، إما عن طريق قبول الطعن الذي تقدم به المحامون على الحكم الصادر بحقه من خلال إصدار محكمة النقض حكمًا بتخفيف عقوبته أو تبرئته، وإما عن طريق رئيس الجمهورية، الذي يمكنه إصدار عفو رئاسي يشمل عبد الحكيم، في أقرب فرصة مع الاحتفال بذكرى ثورة 25 يناير وعيد الشرطة، في العام المقبل.

 أولًا: بروفايل: جمال عبد الحكيم “ناشط طلابي بجامعة الزقازيق”:

 جمال عبد الحكيم هو واحد ممن واصلوا نشاطهم الطلابي والسياسي، حتى تم القبض عليه في مايو 2017، رغم عمل السلطة الحالية على غلق المساحات أمام العمل الطلابي والسياسي، منذ صيف 2013.

لعب عبد الحكيم دورًا بارزًا في نشاط الحركة الطلابية، حيث أنه طالِب بكلية التجارة بجامعة الزقازيق، وعمل مع نشطاء من اتحادات طلاب ومجموعات طلابية على صياغة مقترح لائحة طلابية، بهدف تحرير النشاط الطلابي من القيود الإدارية المفروضة عليه.

وبالفعل نجح جمال عبد الحكيم وزملاؤه في صياغة مسودة لائحة أطلقوا عليها اسم “لائحة جامعتنا”، وأخذ عبد الحكيم يروج لها في جامعات أخرى، حتى قدمها وزملاؤه إلى مكتب وزير التعليم العالي والبحث العلمي في عام 2017. ليس ذلك فحسب، بل شارك عبد الحكيم في أنشطة طلابية متنوعة ومناقشات للتفكير في استمرارية الحركة الطلابية في ظل تزايد القيود والملاحقات التي تنتهجها مؤسسات الدولة.

أما الجانب الآخر من نشاط عبد الحكيم، فكان عضويته في حزب العيش والحرية “تحت التأسيس”، حيث انضم عبد الحكيم إلى اللجنة التحضيرية للحزب، وكان عضوًا في مكتب طلاب الحزب. انحاز عبد الحكيم إلى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، واهتم بقضايا المواطنة ومجابهة التمييز الديني وحقوق المرأة، وذلك كله دون أن يغفل اهتمامه الأصيل بتطوير التعليم العالي وحماية الحقوق الطلابية.

جمال عبد الحكيم نموذج لشاب مهتم بالمشاركة السياسية ودعم قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان سواء في نشاطه داخل الجامعة أو خارجها، لكن السلطة الحالية تنزعج من هذه النماذج، وتخشى اتساع المشاركة السياسية، ما قاد عبد الحكيم إلى السجن دون جريمة حقيقية، منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف.

 ثانيًا: عن القضية: تحريات “المصادر السرية” وسجن خمس سنوات مشدد:

تعد قضية الناشط الطلابي جمال عبد الحكيم من أولى القضايا التي وجهت فيها السلطات المصرية اتهامات باﻹرهاب إلى النشطاء المعارضين السلميين، وتتناول الورقة في هذا القسم أوراق القضية والتحريات التي استند إليها الحكم، وسير التحقيقات، كما يلي:

في الثلاثاء 9 مايو 2017، الساعة 6 مساءً، قال ضابط الأمن الوطني، صاحب تقرير التحريات الخاصة بجمال عبد الحكيم، إن معلومات مصادره السرية الموثوق بصحتها وجديتها، تُفيد بأن مجموعة من العناصر الإثارية حرَّضت ضد النظام، وأساءت إلى مؤسسات الدولة، ودعت المواطنين إلى التظاهر وتنظيم وقفات احتجاجية، وإثارة أعمال شغب وعنف خلال المرحلة المقبلة، وذلك لعرقلة خطة الدولة في التنمية والنهوض الاقتصادي.

أضاف الضابط في تحرياته أن الهدف مما قامت به هذه المجموعة هو تصدير مشهد مغلوط عن الأوضاع الداخلية بالبلاد وخلق حالة من السخط الشعبي لدى المواطنين، وذلك لتأليب الرأي العام ضد النظام، وإظهار أن الدولة غير قادرة على السيطرة على الأوضاع الداخلية.

رغم إشارة ضابط أمن الدولة إلى وجود “مجموعة من العناصر الإثارية”، لم يرد في محضر التحريات سوى اسم واحد فقط هو جمال عبد الحكيم، ولم يرد في المحضر أية إشارة إلى الإرهاب، ولا يوجد نص صريح في قانون العقوبات أو قانون مكافحة الإرهاب، يعاقب على الإساءة إلى مؤسسات الدولة. ولم توضح التحريات الطريقة التي لجأ إليها عبد الحكيم في إساءته المزعومة إلى مؤسسات الدولة.

اعتبر ضابط الأمن الوطني أن الدعوة إلى التظاهر وتنظيم وقفات احتجاجية دليلًا على ضرورة إلقاء القبض على عبد الحكيم، وأشار إلى ذلك بوصفه عملًا تقوم به “الجماعات الإثارية”، متجاهلًا المادة (73) من الدستور المصري، والتي تنص على أنه: “للمواطنين حق تنظيم الاجتماعات العامة، والمواكب والتظاهرات، وجميع أشكال الاحتجاجات السلمية”.

لم يحدد ضابط الأمن الوطني إن كانت مصادره أوضحت نوعية أعمال الشغب والعنف التي تمت الدعوة إليها، ولم توضح التحريات إذا ما كان مقصودًا بالمرحلة المقبلة تمرير اتفاقية تيران وصنافير، التي أقرَّها البرلمان المصري في 14 يونيو 2017، [1] بعد حوالي شهر من القبض على جمال عبد الحكيم.

أشارت التحريات إلى حيازة المذكورين _والمقصود هو عبد الحكيم فقط_ بعض المطبوعات التي تتضمن التحريض ضد النظام القائم وإسقاط مؤسسات الدولة، من بينها القوات المسلحة والشرطة والقضاء، إلى جانب أدوات تستخدم في أعمال العنف، دون توضيح ما هي هذه الأدوات.

في الثلاثاء 9 مايو 2017، الساعة 11 ونصف مساءً، أصدرت النيابة إذن ضبط جمال عبد الحكيم وتفتيش مسكنه، رغم خلو محضر التحريات من معلومة صريحة ومباشرة حول الاتهام الموجه إلى عبد الحكيم، فضلًا عن تجهيل المصادر المذكورة في التحريات. وأكدت النيابة أنها مطمئنة إلى جدية هذه التحريات، وتصدق أقوال مُجرِيها.

في الجمعة 12 مايو 2017، الساعة 4 فجرًا، فتح نقيب بقطاع الأمن الوطني محضرًا لإثبات القبض على جمال وتفتيش مسكنه، وأثبت الأحراز التي عثرت عليها المأمورية المكلفة بالضبط والإحضار في غرفة نومه:

خمس مطبوعات مدون عليها عبارات: “جانا الفقر جانا، ثورة الغلابة، ثورة الفقراء، البقاء لله في الفقير”.

ثماني مطبوعات تحت عنوان: “حرر صوتك”.

عشر مطبوعات تحت عنوان: “أفيقوا – راجعين”، مذيَّلة بعبارة ثوار 25 يناير.

تسع مطبوعات مدون عليها: “25 يناير من جديد”.

وذلك بإجمالي 32 مطبوعة، إضافة إلى كتيب الأجور والأسعار والأرباح لكارل ماركس. ولم يُذكر في المحضر أن هناك أجهزة إلكترونية ضمن الأحراز، لكن هناك إشارة إلى ثلاثة أوراق تتضمن صورًا ضوئية “لبعض آراء الإسقاطية ضد النظام القائم لحساب على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك معنون باسم جمال عبد الحكيم”.

وعلى الأرجح، تم إقحام هذه الصور الضوئية ضمن أحراز القضية. فضلًا عن أن التحريات المذكورة لم تُشِر في أي موضع إلى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في ما نسبه ضابط الأمن الوطني إلى المجموعة الإثارية التي تتكون من فرد واحد. وفي نهاية المحضر، أشار ضابط الأمن الوطني إلى أن جمال عبد الحكيم اعترف بحيازته المضبوطات لإعادة طبعها، للترويج والتحريض ضد النظام، وهو الأمر الذي يتعارض مع ما جاء في التحقيقات أمام النيابة العامة.

في الجمعة 12 مايو 2017، في نيابة مركز الزقازيق وخلال أول تحقيق، نفى عبد الحكيم الاتهامات التي وجهها إليه وكيل النيابة، والذي سأله إذا كان شارك في ثورة 25 يناير أو 30 يونيو. سُئل عبد الحكيم كذلك عمَّا إذا كان شارك في الانتخابات، أو اشترك في تظاهرات بالبلاد. ولا تعتبر إجابة هذه الأسئلة سواء كانت بالنفي أو الإيجاب دليلًا على الإدانة، أو اعترافًا بمخالفة القانون. سُئل عبد الحكيم أيضًا عمَّا إذا كان له انتماءات سياسية، وأوضح خلال التحقيق أن له نشاطًا طلابيًّا في إطار دراسته بكلية التجارة بجامعة الزقازيق.

في 20 أغسطس 2017، أُحيل جمال عبد الحكيم إلى محكمة الجنايات،[2] لتبدأ محاكمته استنادًا إلى قانون الإرهاب رقم 94 لسنة 2015. استمرت المحاكمة ثلاثة أشهر، دون الاستماع إلى ضابط الشرطة الذي تعاملت معه النيابة بوصفه شاهد إثبات. كما لم تستدعِ المحكمة أي شهود نفي، ولم تقم بفض أيٍّ من الأحراز، ولم تطلع عليها.

في 22 نوفمبر 2017، حكمت محكمة جنايات الزقازيق بالسجن المشدد 5 سنوات على جمال عبد الحكيم، ومصادرة الأوراق المضبوطة، وإلزامه بالمصاريف الجنائية.

 ثالثًا: الخروج من السجن: بين عفوٍ رئاسي لا يصدر وطعن تنظره محكمة النقض

كما بينت الورقة سابقًا، يقضى جمال عبد الحكيم عقوبة السجن خمس سنوات مشدد، عقابًا له على نشاطه السلمي في الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، لم تستجب السلطات المصرية إلى دعوات إخلاء سبيله. ورغم ذلك، تزداد أهمية إنقاذ عبد الحكيم من البقاء في السجن حتى انتهاء العقوبة بعد عام ونصف.

في نفس الوقت الذي أُلقي خلاله القبض على جمال عبد الحكيم، انضم نشطاء سياسيون من محافظة الشرقية إلى قضايا أخرى باتهامات مشابهة، ومنهم كل من أندرو ناصف، وهو أول مسيحي يحاكم وفق قانون الإرهاب، وإسلام مرعي، أمين تنظيم الحزب المصري الديمقراطي بالشرقية. صدر حكم بسجن ناصف لمدة خمس سنوات، بينما حكم على مرعي بالسجن لمدة 3 سنوات. وفي مايو 2018، تم الإفراج عنهما، تنفيذًا لقرار رئيس الجمهورية بالعفو عن 332 مسجونًا بأحكام نهائية. ولم يكن عبد الحكيم من بين المذكورين في قوائم العفو عن السجناء على مدار السنوات السابقة، رغم تشابه حالته مع كثيرين غيره شملهم هذا العفو.

يمتلك رئيس الجمهورية صلاحية إصدار قرارات بالعفو عن السجناء، وعادة ما يتم ذلك ارتباطًا بالأعياد القومية والرسمية. وفي بعض الأحيان، خصص الرئيس عفوًا للنشطاء الشباب، استجابة للضغوط على المستويين الوطني والدولي، حيث قامت لجنة تضم بعض الشخصيات العامة بإعداد قوائم تشمل نشطاء سلميين، ومن ثم إرسالها إلى رئاسة الجمهورية لكي يتم الإفراج عنهم.

ومن المتوقع في العام المقبل، في 25 يناير، والذي يوافق ذكرى ثورة يناير وعيد الشرطة، أن يصدر عفو رئاسي عن بعض السجناء، وهنا يمكن أن يتم إدراج اسم جمال عبد الحكيم ضمن قرار رئيس الجمهورية.

أما المسار الآخر لخروج جمال عبد الحكيم من السجن فيرتبط بمحكمة النقض، التي تملك تخفيف الحكم أو التبرئة من الاتهام. وخلال شهرين من صدور حكم سجن عبد الحكيم في نوفمبر 2017، أودع محامو عبد الحكيم مذكرتين بالطعن على حكم سجنه لدى محكمة النقض. وجاء بمذكرة الطعن أن إدانة جمال عبد الحكيم شابها قصور في التسبيب وفساد في الاستدلال، وإخلال بحق الدفاع، ما يقضي ببطلان الحكم الصادر ضده.

ذكر المحامون أن الإدانة استندت فقط إلى تحريات الشرطة مُجهَّلة المصدر، ودون وجود دليل آخر، وهو ما يبطل إذن النيابة بالقبض عليه بناءً على تحريات غير جادة، ومعنية بجريمة مستقبلية لم تقع من الأصل. كما دفع المحامون بأن المطبوعات التي اعتبرها ضابط الأمن الوطني أحرازًا لم توضح الأوراق الرسمية مضمونها أو سبب اعتبارها دليلًا على ارتكاب جريمة متصلة بالإرهاب.

يعاقب الناشط الطلابي جمال عبد الحكيم على اتهامه بالتخطيط للترويج لجريمة متصلة بالإرهاب، أي أنه يُعاقب على وجود نية في ارتكاب جريمة، وفق أوراق القضية. ولا يوجد في أوراق القضية سوى شاهد إثبات واحد وهو ضابط شرطة، بينما لم تستمع النيابة العامة لأيٍّ من شهود النفي، إلى جانب أنها لم تعاين مكان الضبط. ولم تستمع محكمة الجنايات التي أصدرت حكم أول درجة إلى أي شهود، كما أغفلت المحكمة الاطلاع على الأحراز، ورغم ذلك أصدرت حكمًا بالسجن المشدد استنادًا إلى تحريات مُجهَّلة المصدر فقط.

وقد ارتأت محكمة النقض أن الطعن الذي قدمه محامو جمال عبد الحكيم صالح للفصل في موضوعه، بعدما رأت أن الحكم الصادر استند إلى المطبوعات الواردة في الأحراز، دون أن تعمل المحكمة على توضيح مواضع مخالفة مضمونها للقانون، فضلًا عن كون هذه المطبوعات مبهمة وغامضة لا تثبت الواقعة التي اقتنعت بها المحكمة.

ما زال جمال عبد الحكيم في انتظار أن تفصل محكمة النقض في الطعن الذي تقدم به منذ ما يقرب من ثلاثة أعوام، إلا أنه تم تأجيل جلسة النقض لدور انعقاد مارس 2021، دون سبب أو مبرر واضح.

خاتمة

 تؤكد مؤسسة حرية الفكر والتعبير على رفضها استخدام مؤسسات الدولة قانونَ الإرهاب كذريعة لمعاقبة المهتمين بالعمل العام والنشطاء السلميين. وتدعو مؤسسة حرية الفكر والتعبير رئاسة الجمهورية إلى وضع اسم جمال عبد الحكيم ضمن أقرب قائمة لقرارات العفو الرئاسي عن السجناء، والتي يتوقع صدورها قبل 25 يناير 2021، في ذكرى ثورة يناير وعيد الشرطة.

وتأمل مؤسسة حرية الفكر والتعبير في أن تفصل محكمة النقض في الربع الأول من العام القادم في الطعن المقدم على حكم سجن جمال عبد الحكيم، سواء بتبرئة عبد الحكيم أو بتخفيف الحكم عنه، بما يسمح بخروجه من السجن، ووقف الانتهاكات التي تعرَّض لها على مدار سنوات.

 وتسعى مؤسسة حرية الفكر والتعبير من خلال نشر هذه الورقة والتحليل القانوني لوقائع قضية جمال عبد الحكيم إلى التضامن مع عبد الحكيم داخل مصر وخارجها، بهدف حث السلطات المصرية على إخراجه من السجن.

أسس انتفاضات الإصلاح الداخلية التي داهمت بعض الأحزاب السياسية


أسس انتفاضات الإصلاح الداخلية التي داهمت بعض الأحزاب السياسية 


تابع الناس باهتمام انتفاضات الاصلاح الداخلية التى داهمت بعض الأحزاب السياسية وبرزت على الساحة السياسية. بين فريق يطالب بالإصلاح عبر تعديل لوائح تلك الأحزاب لمنع تحديد مصير توجهها السياسي بإرادة حفنة انفار يتولون مناصب قيادية فيها قبلوا تدخل السلطات فى تحريكها من خلف الستار حتى لا يتعدى دورها عن أدوار الكومبارس السنيد فى مواكب استئصال الديمقراطية والحريات العامة والتداول السلمى للسلطة بالمخالفة الى مبادئها وبرامجها. من أجل عودتها الى خندق المعارضة الوطنية القوية من جديد والمنافسة على السلطة والوصول للحكم واستعادة الحريات العامة والديمقراطية. وبين شلة انفار تسير خلف بعض أصحاب المصالح من بعض قياداتها التى ترى بأن العين لا تعلى على الحاجب وان دور الحزب الابدى المسطور فى لوح القدر لا يتعدى دور الكومبارس السنيد لحاكم البلاد الاستبدادى فى الباطل وقبلوا تدخل السلطات فى تحريكها من خلف الستار لتسير فى مواكب استئصال الديمقراطية والحريات العامة والتداول السلمى للسلطة وتكريس نظام حكم العسكرة و التمديد والتوريث بالمخالفة الى مبادئها وبرامجها الديمقراطية تحت دعاوى دعم الدولة ومحاربة الإرهاب والتصدى للأعداء وتحقيق الاستقرار والتنمية بحكم الفرد والاستبداد والعسكرة والتوريث و ضرب الجزمة. وحقيقة هذا الانقلاب فى توجهات تلك الأحزاب ليست قديمة الجذور. والى عهد قريب كانت تصول وتجول فى خندق المعارضة من أجل الديمقراطية والحريات العامة والتداول السلمى للسلطة ثم انقلبت خلال عهد السيسى الى عدو مارق للديمقراطية والحريات العامة والتداول السلمى للسلطة. بعد ان تمكن السيسي من احتواء بعض قياداتها وبالتالى احتواء الأحزاب التى يتولون قيادتها. وهو ما يبين أهمية مطالب الإصلاح فيها لمنع تحديد مصير توجهها السياسي بإرادة حفنة انفار يتولون مناصب قيادية فيها. مع كون العديد من أسس ولوائح تلك الأحزاب التي تنظم شئونها تحتاج الى إصلاح وتعديل. فى مقدمتها ضرورة تقليص صلاحيات رئيس الحزب. بأن يكون رئيس الحزب رئيس شرفى. ويمنع تماما من قبول أي منصب سياسي أو وظيفي أو برلماني بالتعيين من رئيس الجمهورية. وأن لا تكون له أو لاحد من اولاده واسرته مصالح منفعة شخصية من اى نوع مع رئيس الجمهورية. وكذلك يمنع تماما من صلاحيات تعيين شلة أعضاء ضمن تشكيل القيادة العليا للحزب او فى اى مناصب حزبية داخل المقر الرئيسى للحزب وفى تشكيلات الحزب بمحافظات الجمهورية. وكلها يجب أن تكون بالانتخاب. ليس داخل نطاق ضيق للحزب و فروع الحزب بالمحافظات. ولكن عبر الجمعية العمومية للحزب. لمنع رئيس الحزب من تكوين لوبى قيادى داخل تشكيل القيادة العليا للحزب وفي فروع الحزب بالمحافظات ينصروه بالباطل فى تدمير الحزب نظير تحقيق مغانم سياسية شخصية. كما يمنع رئيس الحزب. مع تشكيل القيادة العليا للحزب. من الانحراف عن أسس ولوائح ومبادئ الحزب. والانتقال من خندق المعارضة الى خندق رئيس الجمهورية التي يحتاج الانحراف عنها من عدمه الى رأى الجمعية العمومية للحزب. وليس استنادا على تصريحات إنشائية هوائية غوغائية من المنقلبين عن دعم الدولة ومحاربة الإرهاب والتصدي للأعداء وتحقيق الاستقرار والتنمية بحكم الفرد والاستبداد والعسكرة والتوريث و ضرب الجزمة. لكون النزهة والشرف والديمقراطية أسس إقامة ووجود اى حزب. كما يمنع تماما منح تفويض لرئيس الحزب. أو تشكيل القيادة العليا للحزب. بفصل أعضاء فى الحزب. حيث يطرح أمر فصل عضو او مجموعة اعضاء فى الحزب بعد التحقيق معهم فى أقرب اجتماع للجمعية العمومية بعد عرض نسخة من التحقيقات الموجود فيها دفاع المطلوب فصلهم لتتخذ الجمعية العمومية قرارها بعد اطلاعها عليها. لمنع رئيس الحزب. ومنع لوبى يناصره فى تشكيل القيادة العليا للحزب. من فصل المعارضين لانحراف رئيس الحزب عن مبادئ الحزب بعد تحقيقات صورية شكلية. كما يمنع أيضا تفويض رئيس الحزب فى تعيين قيادات صحيفة الحزب او البوابة الالكترونية لها ان وجد ايا منهما. لمنعه من استغلالها فى الدعاية لشخصه و لاباطيلة فى الانحراف عن مسيرة الحزب. ويكون تعيينهم عبر الجمعية العمومية للحزب فى نفس الانتخابات على منصب رئيس وقيادات الحزب وتشكيل القيادة العليا للحزب وتشكيلات فروع الحزب بالمحافظات. لأنه من الغير معقول ان يكون فى يد رئيس الحزب وحدة. مع لوبى يدعمه فى تشكيل القيادة العليا للحزب. تحديد مصير الحزب. وانحرافه عن أسس ولوائح ومبادئ الحزب. وفصل المعارضين لانحرافه عن مبادئ الحزب. وسط طبل وزغاريد صحيفة أو بوابة الحزب ان وجد ايا منهما. وتلك الثغرات الخطيرة الموجودة فى أسس ولوائح العديد من الأحزاب السياسية المصرية. جعلت من رئيس الحزب هو الحاكم الأوحد داخل الحزب. مع لوبى يناصره داخل تشكيل القيادة العليا للحزب وتشكيلات الحزب بالمحافظات. معظمه من المعينين بقرارات من رئيس الحزب. ومن قائمته التي خاض بها انتخابات الحزب. وفى ظل هذا الوضع الخطير. تقوم الأجهزة القمعية والاستخباراتية بالسيطرة فقط على رئيس الحزب. وربما ايضا على الرجل الثانى فى الحزب. لتكون قد سيطرت على الحزب كلة بجميع قياداته وأعضاء جمعيته العمومية. وتوجيه الحزب للسير فى طريق ضلال الحاكم بالمخالفة لمبادئ وقيم وتاريخ وبرامج واسس قيام ووجود الحزب. ومن يعترض من أعضاء الحزب يكون مصيره الفصل بقرار من رئيس الحزب. وفى ظل هذا الوضع الكارثي المعيب انحرفت العديد من الأحزاب السياسية المصرية عن مبادئ وقيم وتاريخ وبرامج واسس قيام ووجود الحزب. و ناهضت الشعب. و دستور الشعب. وقوانين الشعب. ومؤسسات الشعب. و برلمان الشعب. وركعت فى التراب للحاكم الطاغية. و دستور الحاكم الطاغية. وقوانين الحاكم الطاغية. ومؤسسات الحاكم الطاغية. و برلمان الحاكم الطاغية. وتحولت بأفعالها المشينة من أحزاب شعبية الى احزاب كارتونية وانصراف الناس عنها بعد خيانتها لهم. وسيطرت الأجهزة القمعية والاستخباراتية عليها وصارت تديرها من خلف الستار وفق مشيئتها. والمطلوب سد تلك الثغرات الخطيرة لتصحيح مسارها والعودة الى مبادئ وقيم وتاريخ وبرامج واسس قيامها وصفوف الشعب المصرى استنادا على المادة الخامسة من الدستور التى تقضى بالتداول السلمي للسلطة وتؤكد بان نظام الحكم فى مصر برلماني/رئاسي قائم على التعددية السياسية.

أسس شغل النصب والاحتيال على الشعب


أسس شغل النصب والاحتيال على الشعب

يعد التداول السلمى للسلطة من اهم اركان قواعد الحكم البرلماني/الرئاسي فى دول العالم. لذا وضع الشعب بمعرفة جمعية تأسيسية وطنية تمثله في ظل فترة انتقالية و رئيس انتقالي وحكومة انتقالية يحرم عليهم ترشيح أنفسهم فى اى انتخابات عقب وضع الدستور لضمان عدم تفصيل دستور على مقاس ابوهم. مواد صريحة بهذا الخصوص. ولا يمكن بحال قيام رئيس بعد وضع الدستور باصطناع برلمان بقوانين انتخابات مشوبة بالبطلان واستغلال المادة التى تنص على إمكانية قيام البرلمان بتعديل مادة أو مادتين فى الدستور. بدفع صنائعه فى البرلمان لوضع دستور مكمل للدستور الأصلي يتضمن نحو عشرين مادة مابين معدلة ومستحدثة وانتقالية لتمديد وتوريث الحكم لنفسه وعسكرة البلاد وانتهاك استقلال المؤسسات والجمع بين السلطات ونشر حكم القمع والاستبداد. لأسباب عديدة منها أن الدستور الاصلى لم يمنح رئيس الجمهورية وضع دستور مكمل على مقاس ابوة وإلا ما كان قد تم وضع الدستور الاصلى فى ظل فترة انتقالية ورئيس انتقالي وحكومة انتقالية. وإن الدستور الاصلي اذا كان قد أجاز للبرلمان تعديل مادة أو مادتين فى الدستور الا انة لم يمنح البرلمان على الاطلاق استحداث مواد دستورية جديدة لأن هذا شفل جمعية وطنية تأسيسية في ظل فترة انتقالية و رئيس انتقالي وحكومة انتقالية. وان الدستور الاصلي لم يمنح البرلمان وضع مواد انتقالية لأن المواد الانتقالية كما هو مبين من اسمها ''انتقالية'' تضعها جمعية وطنية تأسيسية في ظل فترة انتقالية و رئيس انتقالي وحكومة انتقالية يحرم عليهم ترشيح أنفسهم فى اى انتخابات عقب وضع الدستور لضمان عدم تفصيل دستور على مقاس ابوهم. ولأن الفترة الانتقالية انتهت رسميا بعد انتهاء المدة المحددة لانتهائها وقدرها سنة والتى تم خلالها وضع الدستور الاصلي وانتخاب البرلمان وانتخاب رئيس الجمهورية. ولا يمكن بحال تلاعب رئيس الجمهورية فى الدستور الاصلي لتمديد وتوريث الحكم لنفسه عبر ما يسمى مواد انتقالية بدعوى أنه مع وجود إرهاب وعدم استقرار الدولة تعد ''من وجهة نظرة'' الفترة الانتقالية لا تزال قائمة الى أجل غير مسمى. لأن هذا شغل نصب واحتيال على الشعب غير موجود أساس له لأن الفترة الانتقالية الرسمية كما تابعها الشعب مع العالم كله حددت بسنة واحدة وانتهت قبل انتخاب هذا الرئيس ولم تحدد بمائة سنة.

فيلم وثائقي مدتة نحو خمسين دقيقة عن جورج بليك - من أب مصري.. وفاة آخر جاسوس بريطاني عمل لصالح الاتحاد السوفيتي


فيلم وثائقي مدتة نحو خمسين دقيقة عن جورج بليك - مرفق الرابط

وثائقي | جواسيس مزدوجون - جورج بليك

من أب مصري.. وفاة آخر جاسوس بريطاني عمل لصالح الاتحاد السوفيتي

كان جورج بليك، الذي توفي في روسيا السبت عن 98 عاما، آخر الجواسيس البريطانيين الذين تسبب عملهم السري لصالح الاتحاد السوفيتي، بإذلال كبير للمؤسسة الاستخبارية عندما تم اكتشافه في ذروة الحرب الباردة.

تقول بريطانيا إنه كشف هويات مئات العملاء الغربيين في أنحاء أوروبا الشرقية في خمسينيات القرن الماضي، وقد أُعدم بعضهم نتيجة لخيانته. 

كانت قضيته بين أشهر القضايا في الحرب الباردة، إلى جانب تلك الخاصة بمجموعة من العملاء البريطانيين المزدوجين المعروفين باسم Cambridge Five. 

اكتشف بليك كجاسوس سوفيتي في عام 1961، وحُكم عليه بالسجن 42 عاما في سجن وورموود سكربس بلندن. وفي ما يشبه القصة الخيالية، هرب بليك عام 1966 بمساعدة زملائه الآخرين واثنين من الناشطين في مجال السلام. وتم تهريبه من بريطانيا بسيارة كارافان. 

لقد نجح في اجتياز أوروبا الغربية دون أن يفتضح أمره، وعبر الستار الحديدي إلى برلين الشرقية. 

أمضى بقية حياته في الاتحاد السوفيتي ثم في روسيا، حيث كُرم كبطل. 

متأملا حياته، قال بليك في مقابلة مع رويترز، في موسكو عام 1991، إنه كان يعتقد أن العالم كان يقترب من فجر الشيوعية. 

وقال "لقد كانت فكرة مثالية، كان يمكن أن تتحقق ولكانت تستحق العناء". 

"اعتقدت بإمكانية تحقيق ذلك، وفعلت ما بوسعي للمساعدة في تحقيقه، وبناء مجمتع كهذا. لكن ثبت أن ذلك لم يكن ممكنا. لكنني أعتقد أنها فكرة نبيلة وأعتقد أن البشرية ستعود إليها ". 

في رسالة تعزية نشرها الكرملين، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بليك كان مهنيا ذا حيوية وشجاعة خاصة، وقدم مساهمة لا تقدر بثمن في مجال التوازن الاستراتيجي العالمي والسلام. 

وكتب بوتين "ذكرى هذا الشخص الأسطوري ستبقى في قلوبنا إلى الأبد". 

ولد بليك في روتردام بهولندا في 11 نوفمبر، 1922، لأم هولندية وأب يهودي مصري، حاصل على الجنسية البريطانية. 

هرب من هولندا في الحرب العالمية الثانية بعد انضمامه إلى المقاومة الهولندية كساع، ووصل إلى بريطانيا في يناير 1943. بعد انضمامه إلى البحرية البريطانية ، بدأ العمل في المخابرات البريطانية السرية MI6 عام 1944. 

بعد الحرب، خدم بليك لفترة وجيزة في مدينة هامبورغ الألمانية، ودرس اللغة الروسية في جامعة كامبريدج قبل إرساله في عام 1948 إلى سيول حيث جمع معلومات استخبارية عن كوريا الشمالية الشيوعية، والصين الشيوعية، والشرق الأقصى السوفيتي. 

أُلقي القبض عليه وسُجن عندما استولت القوات الكورية الشمالية على سيول بعد بدء الحرب الكورية في عام 1950. وخلال الفترة التي قضاها في سجن في كوريا الشمالية، أصبح شيوعيا ملتزما، يقرأ أعمال كارل ماركس ويشعر بالغضب من قصف الولايات المتحدة بالأسلحة الثقيلة لكوريا الشمالية. 

بعد إطلاقه في عام 1953، عاد إلى بريطانيا وفي عام 1955 أرسلته المخابرات البريطانية إلى برلين، حيث جمع معلومات عن الجواسيس السوفييت، لكنه نقل أيضا أسرارا إلى موسكو حول العمليات البريطانية والأميركية. 

عام 2012، قال في مقابلة نشرتها صحيفة روسيسكايا غازيتا الحكومية الروسية "كنت ألتقي برفيق سوفيتي مرة في الشهر تقريبا". 

وصف بليك كيف سافر خلال هذه الاجتماعات إلى القطاع الذي يسيطر عليه الاتحاد السوفيتي في برلين على خط سكة حديد يربط بين أجزاء مختلفة من المدينة المقسمة. يكون شخص الاتصال في العادة بانتظاره في سيارة، ثم يذهبان إلى مخبأ آمن.

"كنت أسلم الأفلام ونتجاذب أطراف الحديث. في بعض الأحيان كان لدينا كأس من شمبانيا تسيمليانسك (نبيذ سوفياتي فوار) "، يروي بليك.

في النهاية كشف منشق بولندي بليك، فأعيد إلى بريطانيا، حيث حوكم وسجن. 

عندما هرب من وورمود سكربس، ترك وراءه زوجته، جيليان، وثلاثة أطفال. وبعد أن طلقته جيليان، تزوج بليك من امرأة سوفياتية اسمها إيدا، وأنجب منها ابنا، ميشا. عمل في معهد للشؤون الخارجية قبل أن يتقاعد مع زوجته في منزل ريفي خارج موسكو. 

بليك، الذي يحمل الاسم الروسي جورجي إيفانوفيتش، حصل على ميدالية من بوتين في عام 2007، ورتبة مقدم في جهاز الأمن السوفيتي السابق كي جي بي، والذي حصل منه على معاش تقاعدي. 

قال بليك في مقابلة عام 2012 بمناسبة عيد ميلاده التسعين: "هذه هي أسعد سنوات حياتي، وأكثرها سلمية". بحلول ذلك الوقت، كما قال، كان بصره ضعيفا وكان "أعمى تقريبا". لم يندم على ماضيه. 

وقال "بالنظر إلى حياتي ، كل شيء يبدو منطقيا وطبيعيا"، واصفا نفسه بـ"السعيد" و"المحظوظ". 

على الرغم من أنه عمل بشكل منفصل عن كامبردج 5، وهي حلقة تجسس تكونت من طلاب سابقين في كامبريدج كانوا يمررون معلومات إلى الاتحاد السوفيتي، قال بليك إنه خلال تقاعده تعرف على اثنين منهم، دونالد ماكلين وكيم فيلبي. 

وتذكر شرب المارتيني، وهو الكوكتيل المفضل للجاسوس البريطاني الخيالي جيمس بوند، مع فيلبي، لكنه قال إنه كان أقرب إلى ماكلين. 

وتوفي ماكلين في روسيا عام 1983، وفيلبي عام 1988. وتوفي جاي بيرجس في روسيا عام 1963 وأنتوني بلانت في لندن عام 1983. وتوفي جون كايرنكروس، آخر من تم الكشف عن هويته علنا من قبل الصحفيين الاستقصائيين وضباط المخابرات السوفيتية السابقين، في إنجلترا عام 1995.

رويترز

بيان لحزب النور صاحب المائة وجة حول قرار البرلمان الأوروبي بشأن حقوق الإنسان



حزب السلفيين اصحاب المائة وجه


حزب النور السلفى مطية نظام حكم الإخوان وصاحب التحذير الشهير ضد الشعب قبل 30 يونيو 2013 ''المساس بالرئيس محمد مرسي خط أحمر'' وشريك دستور وقوانين الاخوان وصاحب مشروعات الأمر بالمعروف لضرب الناس بالكرباج فى الشوارع وإلغاء فنون الأوبرا وعودة الحرملك ومطية نظام حكم مبارك فى الاستبداد انتقض ضد قرار البرلمان الاوروبى ضد نظام حكم السيسي الاستبدادى بعد ان اصبح مطية السيسي.


بيان لحزب النور حول قرار البرلمان الأوروبي بشأن حقوق الإنسان: تقرير لحقوق الشواذ وحقوق الخيانة والتآمر على المجتمع المصري


موقع درب / مرفق الرابط


أصدر حزب النور السلفي بيانًا للرد على قرار الاتحاد الأوروبي بشأن أوضاع حقوق الإنسان في مصر، وخلط البيان بين البرلمان الأوروبي والاتحاد الأوروبي، وتعامل مع قرار البرلمان باعتباره تقرير حقوقي.


يذكر أن البرلمان الأوروبي هو مؤسسة برلمانية منتخبة بطريقة مباشرة تتبع الاتحاد الأوروبي. ويشكل البرلمان الاوربي مع مجلس الاتحاد الأوروبي السلطة التشريعية للاتحاد الأوروبي وتوصف بأنها واحدة من أقوى الهيئات التشريعية في العالم البرلمان والمجلس يشكلان أعلى هيئة تشريعية في هيكلية الاتحاد الاوربي.


أما الاتحاد الأوروبي فهو تجمع للدول الأوروبية يضم 27 دولة، أخرهم كانت كرواتيا التي انضمت في 1 يوليو 2013، وتأسس الاتحاد بناء على اتفاقية معروفة باسم معاهدة ماستريخت الموقعة عام 1992، ولكن العديد من أفكاره موجودة منذ خمسينات القرن الماضي. من أهم مبادئ الاتحاد الأوروبي نقل صلاحيات الدول القومية إلى المؤسسات الدولية الأوروبية.


وقال حزب النور في بيانه الذي تعامل مع قرار البرلمان الأوروبي باعتباره تقرير صادر عن الاتحاد الأوروبي ” إن الاتحاد أصدر تقريره الذي يتناول حقوق الإنسان في مصر.


وأضاف: “بالقراءة المتفحصة للتقرير سنكتشف أنه ليس تقريرًا لحقوق الإنسان -كما يزعمون!-، بل هو تقرير لحقوق الشواذ، وحقوق الخيانة والتآمر على المجتمع المصري بقِيَمِه ومبادِئِه، بل حتى العبارات الفضفاضة التي توهِم أنهم يتكلمون عن حقوق الإنسان بمعناها الشامل (حتى عند الأوروبيين أنفسهم)؛ ستفاجئ أن التفصيل لا ينصب إلا على حقوق الشواذ، وعلى الدفاع عما يُسمَّى بالمبادرة المصرية لحقوق الإنسان، وهي مؤسسة لا هَمَّ لها إلا الدفاع عن: الشواذ، والشيعة، والبهائيين، ومنكري السُّنَّة النبوية الذين يُسمُّون أنفسهم زورًا بالقرآنيين!”.


وتابع حزب النور: “هذه بعض الملاحظات التفصيلية؛ لنبيِّن أن الأساس الذي انطلق منه هذا التقرير هو الغزو الفكري، والاحتلال الثقافي، والسعي إلى فرض المفاهيم الغربية المفرطة للشذوذ على المجتمع المصري عن طريق الضغط على الدولة المصرية”.


وقال الحزب: “تضمن التقرير فقرة مرجعية طويلة جدًّا ذُكِرت فيها كل المواثيق والاتفاقيات التي وقَّعَت عليها مصر بشأن حقوق الإنسان، وفي النهاية خُتِمت بذكر الدستور المصري، وخَصَّت بالذكر مواد الحريات فيه.


وتعمد الاتحاد الأوروبي إغفال: أن توقيع مصر على هذه الاتفاقيات كان مشروطًا بما لا يخالف الشريعة الإسلامية، ولا الدستور المصري، وأن الدستور المصري نصَّ على أن مواده كلها وحدة واحدة، وأن المادة الثانية الخاصة بمرجعية الشريعة الإسلامية قد أصبحت مادة فوق دستورية، جَرَى الاستفتاء المتتالي عليها في عدة دساتير، وكانت رسالة الجماهير في كل استفتاء هو عدم المساس بهذه المادة”.


وأضاف: “ويجمل في هذا الصدد أن نقول: إن تصريح الرئيس السيسي في لقائه مع ماكرون، والذي ذَكَر فيه أن القِيَم الدينية أعلى مِن القيم الإنسانية؛ لأن القيم الإنسانية من صنعنا نحن البشر، فنستطيع أن نقيدها أو نفسرها بما لا يخالف القيم الدينية، كان تصريحًا مطابقًا للدستور المصري، ولا شك أن إطلاق هذا التصريح في أوروبا ذاتها، وأمام الرئيس الفرنسي الذي لا يختلف خطابه عن تقرير الاتحاد الأوربي في تجاهل هذه الخصيصة الإسلامية الفارقة، كان ضروريًّا ومهمًّا ومؤكِّدًا على تميُّز هويتنا الثقافة والتشريعية عن النمط الذي تريد أوروبا فرضه علينا”.


وأضاف حزب النور: “مما انتقده التقرير: قيام قوات الأمن بالقبض على ثلاثة مِن نشطاء ما يُسمَّى بالمبادرة المصرية لحقوق الإنسان؛ لأنهم التقوا 13 دبلوماسيًّا أجنبيًّا، ووصف هذا اللقاء بالمشروع، وقيام قوات الأمن بالقبض عليهم بالمتعسف، وطالب بإسقاط التُّهم، وإيقاف تجميد الحسابات البنكية، والإفراج الفوري عنهم، و… وهو نوع جديد من الامتيازات الأجنبية، وصورة من صور المحاكم الأجنبية التي فرضوها على بلادنا في أزمنة الاحتلال، مع فارق أن الأولى كانت تشمل رعاياهم فقط، والآن يريدون بسط حماية قانونية على كل مَن يحمل فكرهم وينشره في بلادنا”.


وقال البيان: “ليس هذا خرصًا أو تخمينًا، بل هذا ما صَرَّح به التقرير في ثنايا استنكاره للقبض على عضو المبادرة المصرية باتريك جورج زكي، وعَرَّفه بأنه باحث في حقوق الجندر gender rights researcher يعنون بالجندر: أن يختار الشخص لنفسه دورًا جنسيًّا أو اجتماعيًّا مختلفًا عن الجنس الذي وُلِد بهَ)، وأنه في منحة لدراسة الماجستير ضمن برنامج إيراسموس في جامعة بولونيا الإيطالية”.


وتابع بيان الحزب السلفي: “ثم قالوا في وصف هذا البرنامج: وحيث إن برنامج إيراسموس يعتبر من أكثر المبادرات نجاحًا في تعزيز القِيَم الأساسية للاتحاد الأوروبي -بالإضافة الى اعتبارهم أن مجرد القبض عليه وهي في زمالة جامعة أوروبية يمثِّل إزعاجًا لهم فقالوا:- في حين أن اعتقال باتريك جورج زكي أثناء زمالة له في أوروبا يشكِّل تهديدًا لهذه القيم، وعلى الاتحاد الأوروبي أن يفعل كل ما في وسعه لإيجاد حلٍّ لهذه القضية”.


وأضاف البيان: “وكمزيدٍ مِن الإمعان في بيان الخلفية الفكرية للتقرير قالوا واصفين المبادرة المصرية لحقوق الإنسان بالوصف التالي: إن المبادرة المصرية للحقوق الشخصية توفِّر خدمة لا تقدَّر بثمن في تعزيز الحقوق والحريات الشخصية والسياسية، والمدنية، والاقتصادية، والاجتماعية في البلد، تكرر كثيرًا في التقرير وصف المضايقات التي يتعرض لها (LGBTI) (وهي كلمة تدل على اللواط والسحاق، وكل صور الشذوذ الجنسي التي ربما ما زال بعضها مستهجنًا في أوروبا ذاتها)، سواء في فقرته الوصفية التي وَصَف بها الأحوال في مصر أو في فقرة المطالبات، والتي كان البند الأول منها ينص على الشجب والتنديد بأشد العبارات الممكنة لقمع أفراد (LGBTI)، وإن كانوا قد ضمنوا بعض الأوصاف الفضفاضة: كالصحفيين والحقوقيين مِن باب: “ذر الرماد في الأعين”.


وقال حزب النور: “رغم أنه حدثت استجابة لضغوط الاتحاد الأوروبي السابقة، وصدر قانون تجريم ختان الإناث مع أن الفقهاء بعضهم يجعله مباحًا  وبعضهم يجعله مشروعًا، ورغم إقرار الأطباء بوجود نسبة (وإن كانت ضئيلة من الإناث) يكون الختان بالنسبة لهن بمثابة تدخل علاجي، وتذرعًا بوجود انحراف في التطبيق كان يمكن علاجه بتعليم الناس السُّنة والطِّب الصحيحين، وهما متفقان -بفضل الله-؛ رغم ذلك صَدَر القانون بالتجريم! “.


وتابع: “إلا أن الاتحاد الأوروبي لا يكتفي بهذا، بل يقول في تقريره: في حين أن السياسات والقوانين القائمة لمكافحة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية ليست مطبَّقة بشكلٍ جيدٍ، وتستمر الممارسة، وتضمن التقرير المطالبة بإلغاء عقوبة الإعدام، وحيث إن المواثيق الدولية التي يشيرون إليها تتيح استعمال الإعدام في حالة الخيانة، وإفشاء أسرار البلاد العسكرية، ولا يبقى جرائم أخرى عقوبتها الإعدام في القانون المصري إلا:


أ- خطف أنثى إذا اقترن بمواقعتها بغير رضاها، وبالتالي: تكون مطالبتهم بإلغاء الإعدام هنا متناقضة مع دعوتهم إلى تشديد عقوبة الاغتصاب.


ب- جرائم تختص بزراعة وجلب وترويج المخدرات.


ج- جرائم القتل العمد، بل يبالغ القانون؛ فيشترط سبق الإصرار والترصد، أو ما يقوم مقامه: كالقتل بالسم أو الإحراق المتعمد للمجني عليه، والصحيح: أن القتل العمد في شريعة الإسلام، بل وفي شرائع الأنبياء السابقين كافٍ للحكم بالقصاص من القاتل، وهذا القيد الزائد هو أحد أسباب بقاء ظاهرة الثأر إلى الآن، ولا شك أنه في حالة تمت الاستجابة إلى طلبهم بإلغاء عقوبة الإعدام تمامًا؛ فهذا مِن شأنه أن يزيد من انتشار الثأر؛ مما يهدد الأمن والاستقرار في معظم قُرَى مصر، وبالطبع هذا الأمر لا يشغل الاتحاد الأوروبي، وإنما يشغله نشر منهجه وثقافته!”.


واختتم بيان حزب النور: “نناشِد كل مسئول أن يكون سعيُنا إلى الإصلاح ذاتيًّا داخليًّا نابعًا مِن مراقبة الله -تعالى-، والحرص على الرقي بأمتنا، وهذا من شأنه أن يفوت الفرصة على كل المنظمات الدولية للتدخل في شئوننا، وعلى كل مريدٍ للإصلاح أن يدرك أن طريق الاستقواء بمثل هذه المنظمات كله ألغام، فهم يبحثون عن دُمًى تتحرك بالريموت كنترول، وببغاوات يرددون ما يُمْلَى عليهم؛ يوظفونهم في خدمة مشاريعهم ثم يدافعون عنهم، وربما ضموا غيرهم ذرًّا للرماد في الأعين، أو طمعًا في كسب مزيدٍ من الدُّمَى”.


يذكر أنه وافق البرلمان الأوروبي، في جلسته العامة، الجمعة قبل الماضية، على قرار عاجل بشأن أوضاع حقوق الإنسان في مصر، بأغلبية الأعضاء بواقع موافقة 434 عضوا، من بين 750 عضوا لهم حق التصويت داخل البرلمان إلى جانب رئيسه الذي يلا يملك حق التصويت.


وكانت جلسة المناقشة السابقة للتصويت، قد شهدت مداخلات من 21 عضو من أعضاء البرلمان الأوروبي ركزت على تنامي القمع في مصر، واستهداف الصحفيين ومدافعي حقوق الإنسان. وقد دعا أعضاء البرلمان الأوروبي إلى الإفراج عن جميعهم. وطالبوا برد أوروبي قوي وموحد، بما في ذلك توقيع عقوبات على المسئولين المصريين الثابت تورطهم في انتهاكات حقوق الإنسان. كما ندد بعض الاعضاء بالمبيعات الأوروبية للأسلحة لمصر، لا سيما من فرنسا، وانتقدوا قرار السلطات الفرنسية مؤخرًا منح الرئيس المصري وسام “جوقة الشرف الفرنسي”.


وتضمن القرار توصيات موجهة لمصر، لضمان تحسين حالة حقوق الإنسان بشكل ملموس، وعلى رأسها إجراء تحقيق مستقل وشفاف في جميع انتهاكات حقوق الإنسان ومحاسبة المسئولين؛ مشددا على ضرورة اتخاذ تدابير تقييدية هادفة من جانب دول الاتحاد الأوربي ضد المسئولين المصريين رفيعي المستوى المسئولين عن أخطر الانتهاكات في البلاد، وأخذ زمام المبادرة في الدورة المقبلة لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة لإنشاء آلية رصد وإبلاغ طال انتظارها بشأن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في مصر. وقد جاء ذلك في إشارة إلى تعمد السلطات المصرية عرقلة التحقيق وكشف الحقيقة حول خطف وتعذيب ومقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني وواقعة وفاة مدرس اللغة الفرنسية إريك لانج في سجنه في 2013، مما حال دون إمكانية محاسبة المسئولين عن ذلك، حسب نص القرار.


وجاءت المناقشة بعنوان “بشأن، تدهور أوضاع حقوق الإنسان في مصر ولا سيما قضية نشطاء المبادرة المصرية” أعرب البرلمان الأوروبي، عن استيائه من “استمرار وتكثيف حملة القمع في مصر ضد الحقوق الأساسية والمدافعين عن حقوق الإنسان والمحامين والمحتجين والصحفيين والمدونين والنقابيين والطلاب والأطفال وحقوق المرأة والناشطين في مجال المساواة بين الجنسين، والمعارضين السياسيين، بما في ذلك أفراد أسرهم ومنظمات المجتمع المدني والأقليات، لممارستهم لحرياتهم الأساسية أو تعبيرهم عن المعارضة من سلطات الدولة وقوات الأمن”.


ودعا البرلمان الأوربي في مشروع بيانه أيضا للإفراج الفوري وغير المشروط عن المحتجزين تعسفياً والمحكوم عليهم بسبب قيامهم بعملهم المشروع والسلمي في مجال حقوق الإنسان، ولا سيما محمد إبراهيم (أكسجين)، ومحمد رمضان، وعبد الرحمن طارق، وعزت غنيم، وهيثم محمدين، وعلاء عبد الفتاح، وإبراهيم متولي حجازي، ماهينور المصري، محمد الباقر، هدى عبد المنعم، أحمد عماشة، إسلام الكلحي، عبد المنعم أبو الفتوح، إسراء عبدالفتاح، رامي كامل، إبراهيم عز الدين، زياد العليمي، حسن بربري، رامي شعث، سناء سيف، سولافة مجدي، حسام الصياد، محمود حسين، وكمال البلشي.


ولفت البيان إلى قضيتين رئيسيتين خلال الفترة الأخيرة وهما الاعتقالات الأخيرة لمسؤولي المبادرة المصرية للحقوق الشخصية جاسر عبد الرازق وكريم عنارة ومحمد بشير، وبيان النيابة الإيطالية حول قضية ريجيني، وكرر دعوته إلى استخدام جميع الأدوات المتاحة من أجل تأمين تقدم ملموس في سجل مصر الحقوقي.


وفيما ابدى البرلمان ارتياحه بالإفراج عن مسئولي المبادرة مشيرا إلى أن القبض عليهم جاء انتقاما من لقائهم الشرعي مع دبلوماسيين أوروبيين في القاهرة، فإنه في الوقت نفسه حث السلطات المصرية على إسقاط جميع التهم الموجهة إليهم، وإنهاء جميع أشكال المضايقة والترهيب ضدهم وضد مؤسس المبادرة المصرية للحقوق الشخصية والمدير بالإنابة حسام بهجت، وإلغاء أي إجراءات تقييدية، بما في ذلك حظر السفر وتجميد الأصول المتخذة ضدهم، والتعامل مع قضيتهم بطريقة شفافة وعادلة وسريعة.


كما أبدى البرلمان الأوروبي أسفه لعدم تمديد قرار الإفراج عن قيادات المبادرة ليشمل باتريك جورج زكي، الذي تم تمديد حبسه 45 يومًا أخرى في 6 ديسمبر 2020. وطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن باتريك جورج زكي وإسقاط جميع التهم الموجهة إليه، واعتبر أن هناك حاجة إلى رد فعل دبلوماسي قوي وسريع ومنسق من الاتحاد الأوروبي على اعتقاله واحتجازه لفترة طويلة.


وفي شأن قضية الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، دعا البيان، الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء إلى حث السلطات المصرية على التعاون الكامل مع السلطات القضائية الإيطالية، ووضع حد لما وصفه برفضها إرسال عناوين الإقامة، وفقًا لما يقتضيه القانون الإيطالي، للمشتبه بهم الأربعة الذين أشار إليهم الادعاء الإيطالي في روما، عند إغلاق التحقيق، من أجل السماح بتوجيه اتهامات رسمية إليهم في محاكمة عادلة في إيطاليا؛ وحذر السلطات المصرية من الانتقام من الشهود أو المفوضية المصرية للحقوق والحريات ومحاميها، والذين يعملون كمحامي لأسرة ريجيني.


وندد البيان بما أسماه، محاولة السلطات المصرية تضليل وتعطيل التقدم في التحقيق في اختطاف وتعذيب وقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني في عام 2016؛ ورفض السلطات المصرية المستمر تزويد السلطات الإيطالية بجميع الوثائق والمعلومات اللازمة لتمكين تحقيق سريع وشفاف وحيادي في مقتل السيد ريجيني وفقًا لالتزامات مصر الدولية.


كما أعرب عن دعمه السياسي والإنساني القوي لأسرة ريجيني؛ مذكرا بأن البحث عن الحقيقة بشأن اختطاف وتعذيب وقتل مواطن أوروبي لا ينتمي إلى الأسرة وحدها، ولكنه واجب حتمي للمؤسسات الوطنية والاتحاد الأوروبي التي تتطلب اتخاذ جميع الإجراءات الدبلوماسية اللازمة.


وشدد على ضرورة إنهاء عمليات التوقيف والاحتجاز المستمرة، التي وصفها بأنها جزء من نمط أوسع لتخويف المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان، فضلاً عن وقف القيود المتزايدة المفروضة على حرية التعبير، سواء على الإنترنت أو خارجها، وتكوين الجمعيات والتجمع السلمي في مصر.


وأبدى البرلمان الأوروبي أسفه لاستمرار مصر في استخدام تشريعات مكافحة الإرهاب، والإضافة التعسفية للمدافعين على قوائم الإرهاب المصرية، والحبس الاحتياطي لاستهداف وتجريم عمل المدافعين عن حقوق الإنسان، وهو ما يتعارض مع سيادة القانون والتزامات مصر بموجب حقوق الإنسان الدولية.


كما طالب السلطات بإغلاق القضية رقم 173/2011 (“قضية التمويل الأجنبي”)، ورفع جميع حالات حظر السفر وتجميد الأصول المفروضة على ما لا يقل عن 31 من المدافعين عن حقوق الإنسان وموظفي المنظمات غير الحكومية المعنية بحقوق الإنسان في إطار القضية، لافتا إلى أن القانون؛ حث السلطات المصرية على تعديل أو إلغاء أي تشريعات مسيئة، لا سيما قانون المنظمات غير الحكومية لعام 2019 وقانون مكافحة الإرهاب.


ودعا أيضا إلى التأكد من توافق معاملة المحتجزين مع الشروط المنصوص عليها في “مجموعة المبادئ المتعلقة بحماية جميع الأشخاص الذين يتعرضون لأي شكل من أشكال الاحتجاز أو السجن”، التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها القرار 43/173 الصادر في 9 ديسمبر 1988، أنه في انتظار الإفراج عنهم، يُسمح لهم بالاتصال الكامل بأسرهم والمحامين الذين يختارونهم والحصول على رعاية طبية مناسبة، وإجراء تحقيقات موثوقة في أي مزاعم تتعلق بسوء المعاملة أو التعذيب.


مصير المحتجزين والسجناء المحتجزين في أماكن مزدحمة في ظروف مزرية، أثناء تفشي جائحة كوفيد -19، كان أيضا مصدر قلق للاتحاد الأوروبي، الذي دعا السلطات إلى تخفيف الازدحام على وجه السرعة في أماكن الاحتجاز، وإتاحة الوصول غير المقيد إلى سجن طرة شديد الحراسة (العقرب) لمنظمة مستقلة من أجل مراقبة ظروف الاحتجاز.


وأدان الاعتقالات التعسفية والمضايقات والقمع التي يتعرض لها العاملون في المجال الطبي والصحفيون بسبب حديثهم علنًا عن حالة فيروس كورونا المستجد أو استجابة الدولة تجاه الأزمة، مشددا على ضرورة وقف هذه الممارسة والإفراج عن أي طاقم طبي لا يزال قيد الاعتقال التعسفي.


واستنكر البيان تزايد الإعدامات في مصر، ودعا السلطات المصرية إلى إعلان وقف تنفيذ العقوبة بهدف إلغائها واتخاذ جميع الخطوات لضمان التقيد الصارم بضمانات الإجراءات القانونية الواجبة وجميع الضمانات الممكنة لضمان المحاكمة العادلة، مع الإفراج الفوري عن جميع الأحداث الذين صدرت بحقهم أحكام بالإعدام، وتعديل المادة 122 من قانون الطفل.


ودعا أيضا إلى اعتماد قانون شامل بشأن العنف ضد المرأة واستراتيجية وطنية لإنفاذ القوانين المعتمدة لمكافحة العنف الجنسي؛ وحث السلطات على استخدام توجيهات الأمم المتحدة المتاحة، مثل دليل الأمم المتحدة للتشريعات المتعلقة بالعنف ضد المرأة، لوضع مكونات لمكافحة العنف ضد المرأة، بما في ذلك حماية الناجيات والشهود من خلال الضباط والمقدمين المدربين.


وطالب السلطات المصرية بوقف أي نوع من الاضطهاد ضد المرأة على أساس “الإخلال بالآداب العامة” ضد المدافعة عن حقوق الإنسان أمل فتحي، مع وضع حد فوري لاعتقال ومقاضاة الأفراد فقط على أساس ميولهم الجنسية الحقيقية أو المتصورة، كما في حالة سيف بدور.


وشدد على أنه يجب ألا يواجه أي مدافع عن حقوق الإنسان قيودًا مالية أو تجريمًا أو حظر سفر أو شروط الكفالة، أو أن يُسجن بسبب عمله المشروع في مجال حقوق الإنسان.


كما شجع البيان ممثلين عن وفد الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء في القاهرة على حضور محاكمات الصحفيين المصريين والأجانب والمدونين والنقابيين والمدافعين عن حقوق الإنسان ونشطاء المجتمع المدني في الدولة، وزيارتهم أثناء الاحتجاز.


كما أكد البرلمان الأوروبي دعمه الشعب المصري في تطلعاته لإقامة دولة حرة ومستقرة ومزدهرة وشاملة وديمقراطية تحترم تشريعاتها الوطنية والدولية عندما يتعلق الأمر بحماية حقوق الإنسان والنهوض بها، مذكرا السلطات المصرية بأن احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية يشكل عنصرا أساسيا في العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، وأن توفير مساحة للمجتمع المدني هو التزام مشترك منصوص عليه في أولويات الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ومصر، على النحو المنصوص عليه في الدستور المصري.


وكرر دعوته لإجراء مراجعة عميقة وشاملة لعلاقات الاتحاد الأوروبي مع مصر؛ معتبرا أن وضع حقوق الإنسان في مصر يتطلب مراجعة جادة لعمليات دعم الميزانية للمفوضية ويتطلب تقييد مساعدات الاتحاد الأوروبي لدعم الجهات الديمقراطية والمجتمع المدني بشكل أساسي؛ ما يتطلب مزيدا من الشفافية بشأن جميع أشكال الدعم المالي أو التدريب الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير وبنك الاستثمار الأوروبي لمصر؛ مذكرا بأن الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه يجب ألا يمنحوا جوائز للقادة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان.


وأكد الاتحاد الأوروبي – بهدف التفاوض على أولويات الشراكة الجديدة – إلى وضع معايير واضحة تجعل المزيد من التعاون حجر الزاوية في العلاقة من أجل تحقيق تقدم في إصلاح المؤسسات الديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان؛ وتعميم الشواغل المتعلقة بحقوق الإنسان في جميع المحادثات مع السلطات المصرية.


وحث على وضع الحاجة إلى إدخال تحسينات ملموسة على حالة حقوق الإنسان، ولا سيما الإفراج عن المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين المحتجزين بشكل تعسفي، في قلب الاجتماع القادم لمجلس الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ومصر، وكرر التأكيد على أن التعاون في مجالات إدارة الهجرة أو مكافحة الإرهاب، ولكن أيضًا في الاعتبارات الجيوسياسية، لا ينبغي أن يأتي على حساب استمرار الضغط من أجل الامتثال لحقوق الإنسان والمساءلة عن انتهاكات حقوق الإنسان.


وكرر دعوته الأخيرة إلى الدول الأعضاء لمتابعة استنتاجات مجلس الشؤون الخارجية الصادرة في 21 أغسطس 2013، التي أعلنت تعليق تراخيص تصدير أي معدات يمكن استخدامها في القمع الداخلي تمشيا مع الموقف المشترك.


كما أدان استمرار عدم امتثال الدول الأعضاء لهذه الالتزامات؛ داعيا إلى وقف جميع صادرات الأسلحة وتكنولوجيا المراقبة وغيرها من المعدات الأمنية إلى مصر التي يمكن أن تسهل الهجمات على المدافعين عن حقوق الإنسان ونشطاء المجتمع المدني، بما في ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك أي نوع آخر من القمع الداخلي؛ ودعا إلى تطبيق ضوابط الاتحاد الأوروبي على الصادرات بالكامل تجاه مصر فيما يتعلق بالسلع التي يمكن استخدامها في القمع أو التعذيب أو عقوبة الإعدام.


وكرر البرلمان دعوته إلى استخدام جميع الأدوات المتاحة من أجل تأمين تقدم ملموس في سجل مصر الحقوقي، وحث الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه على أخذ زمام المبادرة في الدورة القادمة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لإنشاء آلية رصد وإبلاغ طال انتظارها بشأن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في مصر؛ ورحب باعتماد المجلس لنظام عقوبات عالمي على حقوق الإنسان/ قانون ماغنيتسكي الأوروبي، مطالبا بالنظر في اتخاذ تدابير تقييدية مستهدفة ضد المسؤولين المصريين رفيعي المستوى المسؤولين عن أخطر الانتهاكات في البلاد.

الجيش المصري يطرح بعض أسهم عدد من شركاته للبيع في البورصة.. يريد تجنب سمعة “التوحش الاستثماري” وأبوظبي تسعى للاستحواذ عليها


الجيش المصري يطرح بعض أسهم عدد من شركاته للبيع في البورصة.. يريد تجنب سمعة “التوحش الاستثماري” وأبوظبي تسعى للاستحواذ عليها


موقع عربى بوست / مرفق الرابط

تسبب إعلان الحكومة المصرية طرح حصص تصل إلى 100% في شركتين تابعتين لوزارة الدفاع للتداول عليها في البورصة المحلية في حالة من الجدل العنيف بين اقتصاديين وسياسيين حول جدوى هذا الطرح، وجديته وعوائده المحتملة للاقتصاد المصري.


وأعلنت الحكومة في وقت سابق عزمها طرح الشركة الوطنية لتعبئة المياه الطبيعية والزيوت (صافي)، والشركة الوطنية للبترول (توزيع مواد بترولية ومحطات وقود)، وتضم أكثر من 200 محطة وقود منتشرة في محافظات مصر، والشركتان يمتلكهما جهاز الخدمة الوطنية المملوك للقوات المسلحة.


تلك الخطوة اعتبرها البعض انفتاحاً تاريخياً يُسكت الأصوات المنتقدة للاقتصاد الموازي التابع للقوات المسلحة، وسط شائعات متزايدة في السنوات الأخيرة عن بلوغه مرحلة التوحش الاستثماري، حيث يتيح طرح الأسهم في البورصة المجال أمام الكشف عن ميزانيات تلك الشركات بموجب مبدأ الشفافية الضروري للشركات المقيدة في البورصة المصرية.


في المقابل لم يخلُ الأمر من شكوك حول أهلية طرح الشركات العسكرية في البورصة، بسبب ما أحاط بها من ضبابية مالية على مدار عقود مضت، ويخشى بعض الخبراء من أن يكون الموضوع برمته مجرد تجميل "شكلي" لصورة النظام المصري، ونفي شبهة الفساد عن الجيش بسبب عمليات الاستحواذ العشوائية لشركات مدنية ودخول قطاعات استثمارية جديدة دون سابق خبرة فيها.


لكنه وفقاً للمعلومات فمن المقرر طرح ما يصل إلى 100% من أسهم "صافي" للمياه المعدنية، و"الوطنية للبترول" أمام المستثمرين، ما يفتح فرصاً متنوعة ما بين اقتناص حصة المساهم الرئيسي الذي يملك 10% فأكثر من أسهم رأسمال الشركة المطروحة، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، من خلال المجموعات والأطراف المرتبطة. أو رفع النسبة إلى (51%) لتكون حاكمة، ما يمنح صاحبها الفرصة لتولي رئاسة مجلس الإدارة. 


لكن هل سيتمكّن القطاع الخاص والأفراد من المساهمة في رأسمال هذه الشركات وتملّك حصص حاكمة في رأسمالها، أم أن هناك اتفاقات مسبقة لتؤول ملكية تلك الشركات لصالح جهة ما؟


الجيش يخطط لطرح 10 من الشركات التابعة له في البورصة المصرية في الفترة المقبلة

عندما طرح "عربي بوست" السؤال على مصدر حكومي أكد أن الهدف من الطرح فتح الطريق أمام الاستثمار الأجنبي والمحلي لتملك حصة حاكمة من رأسمال هذه الشركات، والمساهمة في إدارتها، ولمح إلى وجود خطة لطرح ثلاث شركات أخرى مملوكة للجيش للبيع في البورصة، بالإضافة إلى هاتين الشركتين، فضلاً عن مباحثات ومشاورات يقوم بها الصندوق السيادي لطرح أصول ما يقرب من 5 شركات أخرى مملوكة للجيش للتداول في البورصة، في النصف الأول من العام المقبل، ليصل عدد الشركات المطروحة للبيع إلى 10 شركات كلها تابعة لجهاز المشروعات الوطنية.


ونفى المصدر أن يكون هناك اتفاق مسبق لإسناد الشركات لجهة بعينها، مؤكداً أن العملية ستتم وفق شروطٍ وضوابط تضمنُ تحقيق أعلى العوائد للدولة المصرية، وأن تخلقَ فرصاً استثمارية حقيقية للقطاعِ الخاص في المرحلة الأولى، وتكونُ كذلك فرصة للمواطنين للاستثمار في أسهم تلك الشركات.


طرح شركات مملوكة للجيش في البورصة أمام المواطنين لم يكن بالأمر السهل، فقد كان ثمة عوائق في طريق تحقيق ذلك، وبسببها تعطل المشروع بعد طرحه منذ أكثر من عام عبر الرئيس المصري بنفسه.


وكان السيسي قد صرّح في نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2019، قائلاً "إحنا شغّالين في الموضوع ده بقالنا ثلاث سنوات، لكن موضوع الطرح في البورصة له إجراءات كثيرة مش عايز أتكلم فيها"، وقال السيسي آنذاك في كلمة بثها التلفزيون المصري: "الشركات التابعة للقوات المسلحة يجب أن تدخل البورصة ويصبح هناك فرصة للمصريين لامتلاك أسهم في هذه الشركات".


وقتها ربط المحللون تلك الدعوة بالتساؤلات المتزايدة حول الدور "السري" للجيش في الاقتصاد المصري، لكن الرئيس أكد أن تدخل الجيش بشركاته في القطاع المدني لا يستهدف الاستحواذ الاقتصادي، لكنه "ضرورة لسد حاجات استراتيجية أو لتخفيض الأسعار"، ولإيجاد فرص عمل سريعة، وحل بعض المشكلات الاقتصادية، وتحقيق التوازن في الأسواق.


وكرر دعوته للقطاع الخاص للمشاركة في هذه الشركات (التي تتبع القوات المسلحة) وغيرها خلال افتتاح مجمع الإنتاج الحيواني في محافظة الفيوم، معرباً عن استعداد الحكومة للسماح للقطاع الخاص بالدخول شريكاً في الشركات الناجحة التي تم تأسيسها قائلاً: "شركات القوات المسلحة هاتنزل البورصة.. يبقى كده أتحنا الفرصة لكل القطاعات".


اتفاقية تعاون بين الصندوق السيادي وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية لتسهيل "مدنيّة" الشركات العسكرية

العائق الأهم في مسألة طرح الشركات التابعة للقوات المسلحة في البورصة كان يتمثل في طبيعتها، حيث لا تتبع القوات المسلحة ولا الشركات التي تملكها الشروط المتبعة في الشركات المدنية العاملة في مصر من حيث الشفافية والحوكمة والرقابة الحكومية، وهي كلها شروط واجبة لأي شركة تطرح أسهمها في البورصة.


وجاء الحل في فبراير/شباط 2020، حينما وقع الصندوق السيادي الذي تأسس وفق القانون الصادر من رئيس الجمهورية عام 2018، ويتمتع باستقلال مالي وإداري وذمة مالية مستقلة عن الدولة، رغم تبعيته لها، ويبلغ رأسماله المدفوع 200 مليار جنيه، ترتفع إلى تريليون جنيه خلال 3 سنوات، وقع الصندوق اتفاقية تعاون مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، أحد الأذرع الاقتصادية لوزارة الدفاع المصرية، بهدف استعانة الجهاز بخبرات الصندوق لتهيئة بعض أصوله لاشتراطات سوق المال، بما يعزز مبدأ الشفافية في الاقتصاد، إلى جانب وضع جدول الطروحات، بما يتناسب مع متطلبات السوق والتوقيت المناسب. 


وبحسب الخبراء فقد سهّل صندوق مصر السيادي المهمة، فملكية الشركات ستؤول له ثم يقوم بهيكلتها وطرحها في البورصة، أو بمعنى آخر أنه سيقوم بـ"مَدْيَنَتِها" أي إضفاء الصبغة المدنية عليها، وهي خطوة تسهل التعامل مع الشركة في البورصة وتعفيها من حساسية تبعيتها لوزارة سيادية.


وكشف مصدر بوزارة الاقتصاد لـ"عربي بوست" أن الصندوق يساعد جهاز "الخدمة الوطنية" على اختيار الأصول التي تُطرح جنباً إلى جنب لجذب الاستثمارات من القطاع الخاص محلياً ودولياً، وتوسيع قاعدة ملكيتها، وربما المشاركة في الاستثمار فيها عن طريق أخذ حصص أقلية. 


كما أن إدارة الصندوق للأصول الاقتصادية العسكرية تتيح أيضاً الالتفاف على قضايا شائكة مثل ملكية الأراضي التابعة لتلك الشركات، إذ إن المعروف أن وزارة الدفاع تضع يدها على الكثير من الأراضي بدعوى أنها مناطق استراتيجية للأمن القومي. 


وتتمثّل المشكلة بالأساس في المكانة القانونية للاستثمارات الواقعة في المناطق الجغرافية المصنفة باعتبارها "استراتيجية" في أنحاء البلاد، حيث يمنع القانون نقل ملكية أراضي الدولة إلى أي جهة أخرى، ويمنح وزارة الدفاع السيطرة على استخدامات الأراضي في هذه المناطق، لكن كيف سيكون الوضع القانوني في حالة طرح الشركة في البورصة وامتلاك أشخاص أو جهات مدنية لأسهمها؟!


من جانبه، أكد أيمن سليمان، الرئيس التنفيذي لصندوق مصر السيادي، أن الصندوق يشرف على إعداد الدراسات الاستثمارية بالتعاون مع مستشارين لتحديد آلية الاستغلال الاستثماري الأمثل للأصول المتفق عليها مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، والتي قد يصل الاستثمار بها من مستثمرين من القطاع الخاص إلى 100%، مع إمكانية قيام الصندوق بالاستثمار في هذه الأصول مع مستثمرين محتملين أو العمل على دعم الجهاز في خلق شراكات في تلك الأصول بشكل مباشر من شأنه أن يعلى من قيمة هذه الأصول.


طرح الشركات العسكرية في البورصة يلزمها بالكشف عن مصادر الاستثمارات والإنفاق ورأس المال، وكذلك ديونها ومستحقاتها ومصير أرباحها 

أحدثت تلك الدعوات وقتها حالة من التفاؤل في أسواق المال المصرية والقطاع الاقتصادي، وكان لها تأثير إيجابي على البورصة، لكن سرعان ما تحول ذلك إلى النقيض بعد الكشف عن أن استيفاء المعايير المطلوبة لطرح هذه الشركات في البورصة قد يستغرق وقتاً طويلاً.


وهو ما أوضحه وزير قطاع الأعمال العام عند تعليقه على تجديد السيسي لمقترح طرح الشركات العسكرية في أحد البرامج. فقال إن "أغلب الشركات التي تؤسس تحتاج إلى بعض الوقت لكي تأخذ حصة سوقية حتى تثبت ربحيتها".


مصدر بهيئة سوق المال كشف لـ"عربي بوست" أن هناك معوقات وقفت أمام إتمام دعوة الرئيس، فالشركات التابعة للجيش لا تخضع لمعايير الشفافية والحوكمة، وهي محددات أساسية للإدراج في البورصة، وطرح نسب حتى لو صغيرة من هذه الشركات يعني مزيداً من الشفافية في الإفصاح، وهي مسألة صعبة، لأن ذلك سيكشف عن مصادر الاستثمارات في شركات جهاز المشروعات ومصادر إنفاقها ورأس مالها الفعليين، وكذلك عن ديونها ومستحقاتها ومصير أرباحها الفصلية والسنوية، سواء بالإجمالي أو صافي الربح. بخلاف الإعلان بالتفصيل عن أي نشاط جديد لها أو مشروع تشارك فيه، فضلاً عن اشتراطات البورصة المصرية فيما يتعلق بالشفافية والكشف عن أعضاء مجالس الإدارات، ورأس المال المصدر والمدفوع، وكل هذه التفاصيل كما يقول المصدر بعيدة تماماً عن الأداء الحالي لتلك الشركات.


وأوضح المصدر أن اللوائح لا تفرق بين شركات تابعة للجيش أو غيرها، وهي تشترط نشر ميزانية الشركة في آخر عامين قبل الإدراج، ومتابعة الوضع القانوني والإداري داخل الشركة، وأن تكون حقوق المساهمين مساوية لرأس المال المدفوع، كاشفاً عن أن الشركات التي ستقوم بهذا الكشف هي فقط الشركات التي سيتم طرحها، وكما يعلم الجميع فإن هذه الشروط لا تنطبق على جهاز مشروعات الخدمة الوطنية.


ويوضح أن مصر تفادت حتى الآن التعرض إلى المراقبة الدولية، ما دامت تنافس الشركات العسكرية للحصول على حصص في أسواق محددة، وعلى التمويل الحكومي، الذي يؤثّر فقط على نظيراتها من الشركات المدنية الوطنية، محذراً من لجوء الحكومة المصرية إلى تعديل قواعد الطرح في البورصة، لأن ذلك سيؤدي إلى بروز المشكلة في الخارج وإلحاق الضرر الشديد بسمعة البورصة المصرية. 


تقارير تؤكد سعي أبوظبي للاستحواذ على شركة وطنية للبترول.. وتعليق غامض من مسؤولي أدنوك

 في غضون الجدل حول طرح أسهم الشركتين التابعتين للقوات المسلحة في البورصة، نشرت وكالة بلومبيرج الاقتصادية خبراً قصيراً صبَّ الزيت على الجدال المشتعل، فقد ذكر أن شركة بترول أبوظبي الوطنية للبترول "أدنوك"، أبرز الساعين للحصول على حصة حاكمة في "الوطنية للبترول"، ونقلت الوكالة عمن وصفته بمصدر مطلع في الشركة الإماراتية قوله إن الاقتراح المقدم من "أدنوك" هو المشاركة مع صندوق مصر السيادي في تملك الشركتين.


"عربي بوست" تواصل مع مسؤولي شركة أدنوك الإماراتية من خلال وسطاء صحفيين عاملين في الإمارات، من أجل الحصول على تعليق على الخبر وتأكيد صحته أو نفيه، لكن بحسب ما تلقاه "عربي بوست" فإن مسؤولي الشركة الإماراتية أبدوا تحفظهم تجاه التعليق على ما تردد، قائلين إن الأمر يجري بالأساس بين كبار المسؤولين السياسيين في البلدين، وأن دخول أدنوك في عملية الاستحواذ على الأسهم من عدمه مرهون برغبة القيادة في أبوظبي وبحسب ما نقلت المصادر حرفياً "نحنا بانتظار التعليمات، شو ما يطلبون منا نسوي راح نسوي، نشتري أسهم في الشركة المصرية أم لا فهذا قرار سياسي ونحنا جهة تنفيذ".


لا يستبعد مصدر سياسي مصري أن تستحوذ الإمارات على نصيب الأسد في الشركتين المعتزم طرحهما في البورصة، مشيراً إلى أن الدولة الخليجية تعد الأولى عربياً بين الدول المستثمرة في مصر. وذلك بإجمالي يقترب من 7 مليارات دولار، إذ يبلغ عدد شركاتها العاملة بمصر نحو 1165 شركة، غالبيتها تعمل في قطاعات العقارات والطاقة وتجارة الجملة والاتصالات. 


ويذكر المصدر أنه في شهر أكتوبر/تشرين الأول من عام 2019، اشترى مستثمر إماراتي 95% من الأسهم التي طرحت لبيع 4.5% من شركة الشرقية للدخان، وبالتالي يسود الاعتقاد بأن حكومة أبوظبي هي من ستشتري أسهم الشركات العسكرية لأكثر من سبب، أولها أن الدولة لا تريد لهذه الشركات أن تخضع لشروط الشفافية والحوكمة، وأن تذهب أسهمها إلى أيدي مدنيين قد يكونون مع الدولة أو ضدها، كما أن أيمن سليمان مدير الصندوق السيادي تحدث عن البحث عن شريك استراتيجي في ملكية هذه الشركات، وهو ما يقود إلى استنتاج بأن المقصود جهة واحدة تملك علاقات متينة مع النظام المصري، وهي مواصفات لا تنطبق إلا على الإمارات والسعودية التي تبدو عالقة في مشاكل اقتصادية متباينة، ما يجعل الأمر مقصوراً على حكومة أبوظبي. 


ووفقاً لتقارير صحفية إماراتية صدرت عام 2014، تمتلك الإمارات 22 شركة حكومية وخاصة، تستثمر في مجال الخدمات البترولية بمصر، وذلك بإجمالي 180 مليون جنيه مصري.


اقتصاديون يستغربون طرح الشركات الناجحة للبيع.. وخبير اقتصادي يرد

تثير "الوطنية للبترول" على وجه التحديد اهتمام المستثمرين، لما تمثله من فرصة واعدة بامتلاكها نحو 200 محطة على مستوى الجمهورية. تخدم ما يفوق 12 مليون سيارة وشاحنة وحافلة. 


وجاءت الشائعات المتزايدة عن قرب استحواذ أبوظبي على أسهم الشركتين لتثير مخاوف قطاع عريض من الاقتصاديين الاشتراكيين الذين طالبوا بأن يكون طرح الشركات للاستثمار مقتصراً فقط على الخاسر منها. وليس كيانات ناجحة مثل شركات جهاز الخدمة الوطنية، خاصة أن "الوطنية للبترول" تقدم خدماتها للمواطنين في 200 موقع بمحافظات مختلفة.


ويشير مصطفى سليم المنتمي لحركة الاشتراكيين الثوريين إلى أن جهاز الخدمة الوطنية معروف بخدمته الاقتصاد المحلي بقوة ومرونة، ووقوفه إلى جانب اقتصاد الدولة في أوقات الأزمات، كالفترة الانتقالية التي شهدت خروج استثمارات محلية للخارج أو رفضها ضخ استثمارات لتنشيط الاقتصاد. 


ويتساءل لماذا لا يتم طرح الشركات الخاسرة العاملة في الصناعة التحويلية التابعة لوزارة الإنتاج الحربي، والتي تبلغ 20 شركة لم تحقق سوى 6 شركات فقط منها أرباحاً في العام 2017، ما يعني أن هناك 14 شركة لا تزال تحقق خسائر، وبالتالي كان الأولى أن تعرض للبيع أو للطرح في البورصة لو كان الهدف هو إعادة الهيكلة وإعادة التمويل للشركات العامة غير الكفؤة بغية تحسين إنتاجيتها وأدائها السوقي. 


لكن هذا الرأي رد عليه أ. ن، الخبير الاقتصادي المصري بالقول إنه مجرد رأي ينطلق من عاطفة صاحبه، دون أن توفر له الدقة أو الإلمام بالأمور الاقتصادية بشكل عام، لأن الأمر ببساطة أن الشركات الخاسرة لا تطرح في البورصة للتخلص منها، لأن أحداً لن يشتري أسهم شركة خاسرة، فالأصل في عمليات البيع والشراء في أي بورصة حول العالم أن تكون الشركة واعدة بتحقيق أرباح لحملة الأسهم، وكلما زادت تنافسية الشركة وقدرتها الربحية ارتفع سعر السهم وزاد الإقبال عليه.


وأضاف قائلاً إن صاحب الرأي السابق اختلط عليه الأمر بين طرح أسهم الشركتين في البورصة، وهي عملية لا يجب أن تحدث إلا مع الشركات الناجحة فقط، وبين عمليات الخصخصة وبيع القطاع العام التي جرت بمعرفة عاطف عبيد في تسعينات القرن الماضي، حين تم بيع المئات من شركات القطاع العام والحكومي بدعوى أنها تخسر، وبيعت وقتها بأبخس الأسعار في واحدة من أكبر عمليات الفساد الاقتصادي التي شهدها تاريخ مصر الحديث!


اختيار الشركتين بسبب الأرباح المضمونة وكذلك للبعد عن الشركات الحساسة التابعة للجيش

اختيار شركتي صافي ووطنية كخطوة أولى لهذا المشروع كان مثار تساؤلات عن سبب اختيارهما، لكن أحمد كامل، الباحث الاقتصادي، أوضح أن الاختيار مدروس بعناية شديدة كون الشركتين تتمتعان بقدرة كبيرة في سرعة دوران رأس المال، وبالتالي زيادة معدلات الربحية، فالأولى تعمل في مجال مياه الشرب المعبأة، وهذا النشاط يتميز بعمليات تسويقية كبيرة، والثانية تعمل في مجال توزيع المنتجات البترولية، وتمتلك محطات تموين سيارات للبنزين والغاز على نطاق واسع، وهو من الأنشطة سريعة السيولة، ما يجعلها في مرمى المستثمرين من الأفراد والمؤسسات في مجال الأوراق المالية.


فالسوق لم يشهد طروحات جديدة منذ فترة، في ظل تراجع نسب الفائدة على الودائع في البنوك، ما يفتح المجال أمام الاستثمار في البورصة بشكل أكبر، فضلاً عن أن هذه القطاعات ليست موجودة في البورصة في الوقت الحالي، لذلك سيكون الإقبال عليها كبيراً، ومن المتوقع أن تحقق تلك الأسهم مكاسب كبيرة فور بداية التداول عليها.


ويشير الباحث إلى أن شركات وزارة الإنتاج الحربي الرابحة لم تنجح، إلا باستخدام نفوذها لمجابهة المنافسين المدنيين وتحوز على عقود التوريد والأشغال الحكومية بدلاً منهم، وحساباتها خارج صلاحية أجهزة الكشف المالي والتدقيق والمحاسبة الحكومية كافة، وغير خاضعة إلى الرقابة البرلمانية، ما يعني ضرورة فتح حسابات شركات جهاز مشروعات الخدمة الوطنية أمام المراقبة المالية التي تخضع إليها الشركات الأخرى المطروحة في البورصة، لكي تكون هي أيضاً صالحة للطرح. 


ويؤكد أنه لكي يكون الطرح إيجابياً لا بد من توافر شرطين وهما الشفافية والمصداقية، لكن عدم ذكر النسب في إعلان الطرح يشير إلى أنه لن يتم التخلي عن الحصة الحاكمة للجيش، حتى تكون له اليد الطولى، وبالتالي تضمن النسبة المتبقية من الطرح حصة حاكمة.


ويحذر من أن عدم تأمين التنافس المتكافئ بين الشركات العسكرية والمدنية يشوه أُسس التنافس في السوق، ويعرّض المستثمرين إلى المخاطر، لأن الطرح سيكون مجرد وسيلة لانتزاع رأس المال من المستثمرين. 


ويلفت إلى الذكاء المتناهي في اختيار هاتين الشركتين تحديداً، فتلك الشركات بعيدة عن القطاعات الحيوية التي تعمل بها بعض الشركات التابعة لوزارة الدفاع، فقطاعات المياه والخدمات البترولية ليست ضمن القطاعات المربحة أو الحساسة، مثل قطاعات مناجم الذهب أو الإسمنت أو الحديد والصلب.


تقرير مشترك لمنظمات حقوقية مصرية ودولية يحرض صندوق النقد ضد الحكومة المصرية بسبب الشركات العسكرية

المتابع لمجريات الأمور يكتشف أن هذه الخطوة ليست بعيدة عن السياسة، فالإعلان عن الطرح جاء بعد تقرير مشترك لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية الدولية، و"مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان"، و"مبادرة الحرية"، في الشهر الماضي، دعت فيه تلك المنظمات صندوق النقد الدولي الذي يعد أحد أهم المقرضين لمصر، إلى عدم صرف الدفعة الجديدة من القرض المتفق عليه مع الحكومة المصرية، قبل قيامها بالإفصاح عن المعلومات المالية حول الشركات المملوكة للجيش، مستنكرةً كون "التعاملات المالية للشركات المملوكة للهيئات العسكرية، والتي تنتج في الأساس سلعاً مدنية، محجوبة تماماً عن الرأي العام".


وقالت إن قائمة الامتيازات لشركات الجيش طويلة، أولها الحق الذي منحه السيسي للهيئات العسكرية باستخدام الأراضي العسكرية لتكون ضمن حصتها من رأس المال في المشاريع التجارية، إلى جانب الصلاحية القانونية أو الفعلية لمنح أو حجب تراخيص استخدام أراضي الدولة لأي شخص أو جهة مدنية، سواء كانت خاصة أم عامة، فضلاً عن أن الشركات العسكرية معفية من دفع ضريبة الدخل أو الضريبة العقارية، والرسوم الجمركية، وغيرها من الرسوم والاقتطاعات الحكومية التي تتكبدها الشركات المدنية.


كما طالبوا صندوق النقد الدولي بمساءلة الحكومة المصرية عن المعلومات المالية الخاصة بعشرات الشركات العملاقة المملوكة لوزارتي الدفاع والإنتاج الحربي، وهما الجهتان الرئيسيتان اللتان تديران مصالح الجيش الاقتصادية التي تنافس القطاع الخاص، وكانت هناك اشتراطات للصندوق من بينها دعم الحياد التنافسي وتمكين "جهاز حماية المنافسة" من تنظيم عمليات الدمج والاستحواذ والتدخل حسب الحاجة لكبح السلوك الاقتصادي غير التنافسي.


وحصلت مصر على قرض قيمته 12 مليار دولار لمساندة برنامجها الإصلاحي، وفق 6 مراجعات دورية، كان آخرها عام 2019.


ومنذ انطلاق برنامج الإصلاح الاقتصادي بمصر، في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، كانت هناك تلميحات مستمرة من جانب صندوق النقد الدولي للحكومة المصرية، لإفساح المجال للقطاع الخاص في مصر، وضرورة وضع نموذج لنمو الاقتصاد أكثر احتواء لجميع الفئات، يقوده القطاع الخاص لاستيعاب الزيادة الكبيرة المتوقعة في القوة العاملة على مدار الأعوام المقبلة، حيث تحتاج القاهرة سنوياً نحو 700 ألف فرصة عمل جديدة على الأقل كي تستوعب أعداد السكان المتزايدة، التي يشكل الشباب نسبة كبيرة منها، ولن يتأتّى لها ذلك إلا من خلال القطاع الخاص.

فنان مصري يدعو للتكاتف فى تدويل نزع الجنرال السيسي الجنسية المصرية عن المعارضين ضد استبداده المقيمين في المنفى بالخارج فى واقعة استبدادية غير مسبوقة فى عالم الطغاة


فنان مصري يدعو للتكاتف فى تدويل نزع الجنرال السيسي الجنسية المصرية عن المعارضين ضد استبداده المقيمين في المنفى بالخارج فى واقعة استبدادية غير مسبوقة فى عالم الطغاة


موقع عربى 21 / مرفق الرابط


دعا الفنان والإعلامي المصري المعارض من تركيا، هشام عبدالله، المعارضة المصرية في الخارج لإقامة دعوى قضائية دولية ضد قرار النظام العسكري الحاكم بإسقاط جنسية الناشطة السياسية غادة نجيب، الخميس الماضي.


عبدالله، قال بحديث خاص مع "عربي21": "أرجو من المعارضة المصرية ومن الإعلام المعارض التنبه لخطورة قرار الانقلاب بسحب جنسية المعارضين، والذي بدأه في إجراء باطل قانونا، مع زوجتي الناشطة غادة نجيب، بحجج واهية".


وأكد أنه يجب "التركيز الآن على رفع قضية دولية باسم غادة نجيب - ليس لشخصها - بل لإنقاذ جميع النشطاء والحقوقيين والمعارضين وكل مَن له موقف ضد النظام في جميع أنحاء العالم؛ وذلك لمخالفته الأعراف والقوانين الدولية الخاصة بنزع الجنسية".


وأضاف أن "ما يسعى إليه النظام بسحب الجنسية من المعارضين هي سابقة تاريخية لم تحدث عبر التاريخ، حتى إن الاحتلال الإنجليزي حينما نفى الزعيم سعد زغلول لم يُسقط عنه الجنسية".


وحذر الفنان المصري المعارض لرأس النظام عبدالفتاح السيسي، من أن "صمت المعارضة على هذا الإجراء قد يتبعه تغول في إسقاط الجنسية عن كل مَن يعلو صوته ويكشف الحقائق للشعب المصري".

 

وحث عبدالله، المعارضة المصرية بكل أطيافها على التكاتف لحماية الجميع وإدانة النظام ورفع قضية أمام الهيئات الدولية، وحث كذلك منظمات المجتمع المدني على الوقوف للنظام المصري، "حتى لا نجد آخرين تسقط عنهم الجنسية".


وأكد أنه "لا يملك رفع قضية في الداخل المصري، لأن ذلك يستلزم عمل توكيل رسمي في القنصلية المصرية بإسطنبول، وهو ما لا يمكن حدوثه وسط تعنت النظام مع معارضيه ومنعهم من استخراج أوراقهم الثبوتية".


ونشرت الجريدة الرسمية المصرية، الخميس، قرار رئيس الوزراء، مصطفى مدبولي، بإسقاط الجنسية عن الناشطة السياسية المصرية المعارضة للنظام العسكري الحاكم والمقيمة في تركيا غادة نجيب، زوجة الفنان والإعلامي المعارض هشام عبدالله، في قرار صادم للمعارضة المصرية.

وكان عبد الله قد أعلن، الجمعة، في تغريدة له على "تويتر"، أنه تم اعتقال أبناء أشقائه الخمسة منذ يوم السبت الماضي، إلا أنه لَم يعرف الخبر إلا أمس الجمعة، لافتا إلى أنهم الآن قيد الاختفاء القسري، لينضموا لأخيه الأكبر وشقيق زوجته المعتقلين منذ عامين.