الجمعة، 22 يناير 2021

فيديو عبر اليوتيوب.. مرفق الرابط.. بهي الدين حسن رئيس مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان: التذمر والغضب والجوع لا يكفي وحده لصناعة ثورة.. لكن عزل السيسي لا يشترط اندلاع ثورة

فيديو عبر اليوتيوب.. مرفق الرابط

بهي الدين حسن رئيس مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان: •التذمر والغضب والجوع لا يكفي وحده لصناعة ثورة.. لكن عزل السيسي لا يشترط اندلاع ثورة •كيف أفلت السيسى من المصير الذى توقعه لة البرلماني والكاتب الصحفي عبد العليم داوود بإنه "لولا ثورة يناير لكان السيسي يؤدي اليمين أمام جمال مبارك محافظا لبني سويف" •ثورة يناير أخفقت لأن الجماعات والأحزاب السياسية لم تكن بمستوى إلهام الثورة ولا بمستوى تضحيات المصريين •الأحزاب والجماعات السياسية مستعدة للمعارضة لكنها غير مؤهلة بعد لتولي حكم مصر •المجلس العسكري قام في فبراير 2011 بانقلاب عسكري ناعم بهدف قطع الطريق على أي رئيس مدني •الجيش هو المستفيد الأول من اندلاع ثورة يناير لحماية مصالحه الاقتصادية الهائلة واستغل الثورة ليمرر انقلابه •هناك تغيرات داخلية وإقليمية ودولية سيكون لها تأثيرات محدودة على الأوضاع بمصر •أتوقع حدوث أزمة اقتصادية كبيرة تمتزج بتفاقم أزمة الثقة في نظام السيسي حتى من داخل النظام نفسه •قد نشهد احتجاجات شبيهة بما حدث في سبتمبر 2019 أو انتفاضات جوع مشابهة لانتفاضات يناير عام 1975 و1979 •نزيف الثقة بالسيسي قد يطيح به •يصعب تصور حدوث مساندة دولية جادة لأي عمل احتجاجي دون أن يكون هناك مشروع بديل واضح •قوى المعارضة الآن أضعف كثيرا مما كانت عليه في يناير 2011 والفجوة بينها لن تسدها "مصالحات ورقية" •هناك توتر متزايد في العلاقة بين مصر وأوروبا.. وقضية "ريجيني" مفتوحة على كل الاحتمالات •موقف حكومات الغرب تغير كثيرا تجاه الربيع العربي بعد انزلاقه إلى صراعات مسلحة وحروب أهلية •المطلوب من بايدن ترجمة تعهده بوقف دعم الممارسات الديكتاتورية للسيسي إلى أفعال ملموسة



في الذكرى العاشرة لثورة 25 يناير.. أين تقف تلك الثورة الآن؟ وما الذي تبقى منها؟ ولماذا أخفقت كما يرى كثيرون؟ ما تبقى من ثورة يناير هو الحلم والإلهام الذي بعثته ثورة يناير، والأعمال التحضيرية لها، ولكن – مع الأسف الشديد - ثورة يناير أخفقت، لأن الجماعات والأحزاب السياسية لم تكن بمستوى هذا الإلهام ولا بمستوى تضحيات المصريين التي تكبدوها في سياق الثورة وخلال السنوات العشر السابقة. الأحزاب والجماعات السياسية - وأنا هنا لا أتحدث عن أفراد وإنما عن جماعات - هي بطبيعتها مستعدة دائما للمعارضة، ويصعب القول إنها كانت في 11 شباط/ فبراير 2011 - بعد تنحي مبارك - مستعدة أو مهيأة، ولديها الخطط المناسبة لتولي حكم مصر، كما لا أظن أن جماعة الإخوان المسلمين كانت مستعدة في تموز/ يوليو 2012 لتولي حكم مصر. وأيضا لا أظن أيضا أن جبهة الإنقاذ كانت مستعدة لذلك في 30 حزيران/ يونيو 2013. للأسف جماعات وأحزاب المعارضة في مصر مستعدة دائما للمعارضة فقط، لكنها لم تتخذ بعد الخطوة الأولى، أي أن تتخيل أنها ستكون غدا في مقعد حكم مصر. عندما تتعامل المعارضة مع نفسها باعتبارها كذلك فإنها بالتأكيد ستطرح على نفسها أسئلة ربما لم تطرحها منذ تموز/ يوليو 1952. الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قال في مذكراته "أرض موعودة" إن ضغوطه ربما نجحت في إقناع قادة الجيش المصري بالتخلّي عن مبارك، ولا يزال هناك جدل وأحاديث مختلفة حول حقيقة ما جرى في 11 شباط/فبراير 2011.. هل كان "انقلابا ناعما" أم ثورة حقيقية؟ من وجهة نظري الشخصية – وهو ما طرحته في إحدى مقالاتي بالصحف المصرية عام 2012 – أن المجلس العسكري قام في شباط/ فبراير 2011 بانقلاب عسكري ناعم، وأن هذا الانقلاب كان سيمضي في طريقه حتى وإن اعترض أوباما أو المجتمع الدولي؛ لأن الهدف الرئيس للجيش في مصر لم يكن ثورة يناير بحد ذاتها، أو قمع جماعات وأحزاب يناير، بل كان هدفه الرئيس هو قطع الطريق على أي رئيس مدني سواء جاء من قلب يناير أو من أبناء حسني مبارك. البرلماني والكاتب الصحفي عبد العليم داوود قال سابقا إنه "لولا ثورة يناير لكان السيسي يؤدي اليمين أمام جمال مبارك محافظا لبني سويف"، فمَن هم أكثر المستفيدين من اندلاع ثورة يناير برأيك؟ بالتأكيد الجيش في مصر هو المستفيد الأول والرئيسي من اندلاع ثورة يناير؛ فالجيش المصري له مصالح اقتصادية هائلة لا يتخلى عنها، بل يتوسع فيها يوما بعد يوم على حساب رفاهية مصر والمصريين، بل يظن الجيش أنه يحتاج لحكم مصر كي يحمي هذه المصالح، ليس في مواجهة أنصار يناير فحسب، بل ومن قبل ذلك في مواجهة جمال مبارك، لذا أعتقد أن الجيش كان يحتاج لثورة يناير ليمرر انقلابه. هل الموقف الغربي من ثورة 25 يناير تغير إلى حد كبير بعدما أشادوا بها كثيرا في أعقاب اندلاعها؟ ولماذا؟ لو تحدثنا عن موقف حكومات الغرب، فقد تغير هذا الموقف كثيرا، ليس فقط تجاه ثورة يناير ولكن تجاه الربيع العربي كاملا، بعد انزلاق الربيع العربي في صراعات مسلحة وحروب أهلية، وظهور منظمات إرهابية مثل "داعش"، لكن على الجانب الآخر موقف منظمات المجتمع المدني في الغرب، وبعض الأحزاب السياسية، ومراكز التفكير، ووسائل الإعلام، لم يتغير سواء تجاه ثورة يناير أو الربيع العربي. هل مسيرة وتحولات ثورة يناير ستكون مختلفة خلال العام 2021 خاصة أن موازين القوى الداخلية والإقليمية والدولية آخذة في التغير؟ بالتأكيد هناك تغيرات تحدث في الساحة الداخلية في مصر، وأخرى في المجتمع الدولي، وبشكل خاص تولي إدارة أمريكية مختلفة عن إدارة ترامب، وهو ما سيكون له تأثيره على سلوك الولايات المتحدة، وبالتالي الموقف في أوروبا. وإذا تحدثنا عن الوضع في مصر، فأتوقع أن التأثيرات ستكون محدودة، حيث أنني أتوقع حدوث أزمة اقتصادية كبيرة تمتزج بتفاقم أزمة الثقة في نظام عبد الفتاح السيسي حتى من داخل النظام نفسه، ومن داخل المجتمع الدولي أيضا، وقد تحدث بعض الأعمال الاحتجاجية شبيهة بما حدث في أيلول/ سبتمبر 2019 أو انتفاضات جوع مشابهة لانتفاضات كانون الثاني/ يناير عام 1975 و1979، لكن التذمر والغضب والجوع لا يكفي وحده لصناعة ثورة. ومن الضروري أن نلاحظ أن القوى السياسية المعارضة في مصر الآن أضعف كثيرا مما كانت عليه في كانون الثاني/ يناير 2011، بل إن الفجوة بينها أكبر، وهي فجوة لن تردمها "مصالحات ورقية" مهما بدا من حسن نوايا أصحاب هذه المصالحات. أما على الصعيد الدولي؛ فأظن أن العالم – بعد تجربته السلبية مع الربيع العربي - صار أقل استعدادا للسير وراء أحلام وشعارات رومانسية – رغم مشروعية تلك الأحلام والشعارات – كما أظن أن المجتمع المصري والمجتمع الدولي يتفقان أيضا حول هذه النقطة، بمعنى صعوبة تصور حدوث مساندة جادة لأي عمل احتجاجي دون أن يكون له مشروع بديل واضح، وبرامج مدروسة ومقنعة. هل تتوقع أن يظل عبد الفتاح السيسي في منصبه حتى عام 2024؟ استمرار السيسي في الحكم من عدمه لا يتوقف فقط على مسألة حدوث ثورة أو لا، ولكن يتوقف على مدى توافر الثقة فيه من داخل نظام الحكم ذاته، وخاصة من داخل الجيش، ومن داخل الأجهزة الأمنية الكبرى أعني المخابرات العامة والحربية. وكما ذكرت من قبل أن هناك أزمة ثقة في عبد الفتاح السيسي، وهذه الأزمة مرشحة للتفاقم، خاصة هذا العام، لكن هل ستؤدي إلى الإطاحة به من داخل النظام؟ أمر محتمل، ولكن لا يستطيع أي شخص أن يجزم بذلك. أما الشيء المؤكد والحقيقة المؤكدة أن شعبية السيسي - على المستوى الشعبي - أقل بشكل هائل مما كانت عليه في عام 2013. كما أعتقد أن قوة مركزه داخل نظام الحكم وداخل الجيش أقل كثيرا مما كانت عليه في 2013. وزير الخارجية سامح شكري قال إن مصر على وشك أن تصدر "الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان".. فهل لديكم تفاصيل عن هذه الاستراتيجية؟ ليست لدي تفاصيل، ولكن يمكن استنتاجها، وعلينا أن نلاحظ أن الدول التي تستحق أن توصف بأنها دول حقيقية تُوضع فيها الخطط الوطنية بواسطة مؤسسات معنية بالشأن الداخلي، ويمكن المشاركة في وضع هذه الخطة الوطنية من خلال مُمثل أو أكثر من وزارة الخارجية، أما في الدول التي لا تستحق أن تحمل اسم دولة، تُوضع الخطط الوطنية عن طريق وزارة الخارجية بهدف إجراء مناورة لخداع المجتمع الدولي فيما يتعلق بأوضاع حقوق الإنسان في مصر. ومع الأسف ليس هناك مؤشر على جدية هذا التوجه - بصرف النظر عن أنه من المحتمل أن تكون هناك كثير من حسن النوايا لدى بعض الدبلوماسيين في وزارة الخارجية المصرية- لأن القرار ليس بيد الدبلوماسيين، ولا حتى بيد وزير الخارجية نفسه. لكن هناك بعض الأنباء التي تشير إلى احتمالية الإفراج عن بعض المعتقلين السياسيين من بينهم صحفيون ونشطاء.. ما صحة هذه الأنباء؟ هذه المعلومات صحيحة على الأرجح، ولكن هذا لا علاقة له بما تُسمى بالاستراتيجية الوطنية الخاصة لحقوق الإنسان، وإنما له علاقة بوجود إدارة أمريكية جديدة أعلنت بشكل واضح أنه سيكون لها اهتمام كبير بقضايا بحقوق الإنسان في العالم، وبشكل خاص في مصر والسعودية؛ فهذه الإفراجات - مع الأسف الشديد- لا ترتبط بالتطور السياسي داخل مصر، وإنما استجابة لتغيرات في الساحة الدولية؛ فالسيسي يتعامل مع سجناء الرأي والسياسيين في مصر باعتبارهم "رهائن" ليقايض عليهم الأطراف الدولية. برأيك، هل ستكون تلك الإفراجات محدودة أم واسعة؟ حسب معلوماتي، كان هناك اتجاهان داخل إدارة عبد الفتاح السيسي؛ الفريق الأول كان يقول بضرورة إبداء حسن النية مبكرا مع الإدارة الأمريكية الجديدة، وبالتالي كان يجب الإفراج عن عدد كبير من المعتقلين قبل تولي بايدن الحكم في أمريكا، والأهم من العدد الكبير هو أن يشتمل هذا الإفراج على عدد من الأسماء المعروفة لدى الرأي العام المصري والخارجي. بينما كان هناك اتجاه آخر - وأظن هو ما أؤخذ برأيه - يعتبر ملف المعتقلين السياسيين ورقة ضمن أوراق التفاوض مع إدارة بايدن، ويرى بعدم الإفراج عن كثيرين بدعوى أن ذلك سيُفقد النظام "أوراق الضغط" التي يمكن استخدامها على مائدة التفاوض مع إدارة بايدن في مقابل تنازلات أو امتيازات تطلبها إدارة السيسي من إدارة بايدن، وبالفعل رجح أصحاب الاتجاه الثاني، بألا يكون عدد المُفرج عنهم كبيرا، وأن يتم تأجيل تلك الخطوة لما بعد تنصيب بايدن. القضاء المصري تعرض طوال فترة حكم السيسي لضربات متتالية.. فما هي الخطة اللازمة لإصلاح القضاء والعمل على استقلاله؟ لسنا في حاجة "لاختراع العجلة من جديد"؛ فنادي القضاة في عهده الذهبي - قبل عام 2011 – تحت رئاسة المستشار زكريا عبد العزيز كان له تصور مفصل ورائع لإصلاح منظومة القضاء المصري، وأرى أن أي خطوة تجاه إصلاح المؤسسة القضائية في مصر عليها أن تبدأ من التوصيات التي قدمها نادي القضاة في ذلك الوقت لماذا لم نشهد تفعيلا ملموسا على أرض الواقع لقرار البرلمان الأوروبي الصادر في 18 كانون الأول/ ديسمبر 2020 حول أوضاع حقوق الإنسان في مصر؟ قرار البرلمان الأوروبي حول أوضاع حقوق الإنسان في مصر شأنه شأن باقي قرارات البرلمان الأوروبي. فهو ليس بتشريع، بل هو مجموعة توصيات مقدمة إلى حكومات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لكي تتخذ ما يناسبها من قرارات. تطور الأمور المتعلقة بتحسين ملف حقوق الإنسان في أي دولة من الدول لا يحدث "بالضربة القاضية"، وإنما يحدث بشكل تراكمي مثل كل عمل إنساني، مثل العلم، ومثل اكتشاف "فاكسين" لعلاج كورونا؛ فهذا لا يتم في يوم وليلة، وإنما عن طريق عمل تراكمي يتم في هذا الاتجاه. وكما أوضحت في مقال نشرته مؤخرا أن القرارات الأخيرة التي أصدرها البرلمان الأوروبي بشأن الملف المصري هي من أهم القرارات التي أصدرها البرلمان خلال السنوات السبع الأخيرة، وهي خطوة مهمة في الاتجاه التراكمي الذي أتحدث عنه. هل علاقة مصر بأوروبا ستسوء بعد انتقاد البرلمان الأوروبي أوضاع حقوق الإنسان في مصر؟ العلاقة بين مصر وأوروبا خلال السنوات الأخيرة علاقة "شد وجذب"، وذلك بالرغم مما نراه دائما من عبد الفتاح السيسي، وهو يسعى لشراء صمت الدول المهمة في أوروبا مثل: فرنسا وألمانيا وإيطاليا، وشراء هذا الصمت عن طريق عقد صفقات أسلحة لا تحتاجها مصر ولا يحتاجها الجيش المصري، ولكن هي بمثابة "رشوة" لتلك الدول لشراء صمتها تجاه ما يحدث في مصر. أقول بأن هناك توترا متزايدا، لأن هناك - من ناحية أخرى – ضغوطا متصاعدة من داخل الرأي العام في أوروبا ومن داخل البرلمانات، وحتى من داخل أحزاب الأغلبية الحاكمة في هذه الدول. وقرار البرلمان الأوروبي هو انعكاس لتصاعد التوتر، ليس فقط بين البرلمان الأوروبي وحكومة السيسي، وإنما أيضا بين الحكومات وأحزاب الأغلبية الحاكمة المُمثلة في هذا البرلمان الأوروبي. لماذا قامت إيطاليا بإرسال المزيد من الأسلحة إلى نظام السيسي رغم إعادة طرح قضية ريجيني بشكل قوي نسبيا؟ الحكومة الإيطالية كغيرها من الحكومات في كل دول العالم - بما في ذلك الحكومات العربية والإسلامية – ليسوا ملائكة، بل سياسيون عليهم أن يوازنوا بين مصالح قد تبدو متناقضة، وبالتالي هناك مصالح تتعلق بالحصول على أموال لتحسين موارد هذه الدول – وأتحدث تحديدا عن إيطاليا - وهناك أيضا اعتبارات خاصة بحقوق الإنسان فيما يتعلق بمواطن إيطالي جرى إخفاؤه وتعذيبه وقتله بواسطة الحكومة التي تطلب استيراد هذا السلاح. وأنا شخصيا أتضامن مع الدعوة القضائية التي رفعتها عائلة جوليو ريجيني ضد الحكومة الإيطالية فيما يتعلق بهذا الشأن. برأيك، بماذا ستنتهي قضية "جوليو ريجيني"؟ بالطبع الاحتمالات متعددة ولا أستطيع أن أجزم بشيء، ولكن الأمر المهم قد حدث، وهو أن القضية الآن لم تعد متوقفة على قرار الحكومة المصرية، بمعنى الإطالة والتسويف في تقديم معلومات، أو في التعاون مع الأجهزة القضائية في إيطاليا، أو الاعتراف بالجريمة نفسها، ومسؤولية الحكومة وأجهزة الأمن المصرية. وكما يقال "الكرة الآن في ملعب الطرف الآخر"، وستكون هناك محاولة للتأثير السياسي ليس فقط من الحكومة المصرية، وإنما أيضا من مؤسسات الأعمال الإيطالية التي تستفيد من الاستثمار في مصر، ومن مبيعات السلاح؛ فبالتالي الاحتمالات مفتوحة، ولأننا لا نتحدث عن دولة من العالم الثالث مثل مصر؛ ففرص التأثير في قرار القضاء هناك أقل كثيرا مما يحدث بدول العالم الثالث. ما انعكاسات المصالحة الخليجية وفوز جو بايدن برئاسة أمريكا على أوضاع مصر وملف حقوق الإنسان؟ بالنسبة لي شخصيا، وبالنسبة لكثير من المراقبين سواء الأكاديميين أو السياسيين أو الصحفيين، ليس واضحا بما يكفي بعد، ما هي دوافع المصالحة الخليجية؟ وما هي نتائجها؟ وحتى الآن تبدو كأنها مصالحة قطرية – سعودية أكثر من كونها مصالحة خليجية شاملة، وما زلنا بحاجة لمزيد من الوقت حتى تتكشف المعلومات الحقيقية. أما عن الإدارة الأمريكية الجديدة، فأظن أن أهم تطور إيجابي هو رحيل ترامب، لكونه الداعم الأكبر في العالم لديكتاتورية عبد الفتاح السيسي في مصر، وسيظل ذلك أهم تطور إلى أن يتخذ جو بايدن موقفا مُعلنا كرئيس من ملف حقوق الإنسان في مصر، وعلينا الانتظار لنرى ما الذي ستفعله الإدارة الأمريكية الجديدة. هل أنتم على تواصل مع الإدارة الأمريكية الجديدة؟ وهل تتوقع أن تأخذ موقفا مُعلنا من ملف حقوق الإنسان في مصر؟ الإدارة الجديدة لم تتسلم مكاتبها بعد، كما لم تتم جميع التعيينات في هذه الإدارة بشكل كامل، فعلى سبيل المثال لم يتم حتى الآن تعيين الشخص المسؤول عن ملف الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأمريكية، والتي إحدى مسؤولياته ما يتعلق بالوضع في مصر، كما لم يُعيّن بعد المسؤول عن ملف حقوق الإنسان في الخارجية الأمريكية، لذا فلعينا أن ننتظر بعض الوقت حتى تتم تلك التعيينات. ما الذي تطلبونه من الإدارة الأمريكية الجديدة؟ أهم وأول مطلب لنا من الإدارة الجديدة هو أن يفي الرئيس جو بايدن بالوعد الذي قطعه على نفسه قبل انتخابه عندما، حينما قال: "لا شيكات على بياض بعد الآن للإنفاق على ممارسة السيسي ديكتاتوريته على المصريين"، هذا هو المطلب، ولا نطلب شيئا إضافيا، وأن يحوّل الرئيس الأمريكي هذا التعهد إلى خطوات عملية ومدروسة. أيهما أكثر دعما لملف حقوق الإنسان في مصر الجانب الأوروبي أم الأمريكي؟ أعتقد أن الولايات المتحدة أكثر دعما لملف حقوق الإنسان في مصر وفي غيرها من الدول، والسبب ببساطة يتعلق بطبيعة النظام السياسي في أمريكا المنفتح على المجتمع، بالرغم من أن النظم في أوروبا نظم ديمقراطية، ولكن هناك عشرات الطرق لتجسيد النظام الديمقراطي. كما أعتقد أن أكثر النظم السياسية في العالم انفتاحا على مجتمعها هو النظام الأمريكي، وفي إطار هذا الانفتاح على المجتمع فإن حلفاء حقوق الإنسان في المجتمع الأمريكي (سواء المجتمع المدني أو من مراكز التفكير أو وسائل الإعلام) يمكنهم ويمكن لحقوقيين من مصر ومن خارج مصر التأثير على عملية صنع القرار في الإدارة الأمريكية بطرق قصيرة، وبوسائل مباشرة، وهو غير متاح بنفس الانفتاح في النظم السياسية السائدة في أوروبا. بالطبع، ليس هناك وجه للمقارنة على الإطلاق بين انفتاح الحكومات في أوروبا أو أمريكا على مجتمعاتها أو المجتمعات الخارجية وبين الطابع المغلق الأوتوقراطي والتسلطي والمتعالي من حكومات مصر والدول العربية إزاء مجتمعاتها

مقتل وإصابة 4 من أفراد الشرطة المصرية في تفجير لداعش بسيناء


مقتل وإصابة 4 من أفراد الشرطة المصرية في تفجير لداعش بسيناء


قال مسؤولون طبيون وأمنيون في وقت متأخر من يوم الخميس، إن تنظيم داعش فجر قنبلة على جانب طريق في شمال شبه جزيرة سيناء، ما أسفر عن مقتل أحد أفراد قوات الأمن المصرية وإصابة ثلاثة آخرين.

وقع الانفجار فجر اليوم الخميس، نتيجة عبوة ناسفة استهدفت عربة مصفحة. قال المسؤولون، الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم لأنهم غير مخولين بإطلاع وسائل الإعلام، إنها كانت تنقل قوات في دورية على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط في بلدة الشيخ زويد.

ونشر التنظيم بيانا على موقع إلكتروني مرتبط بالمتشددين أعلن فيه مسؤوليته عن الهجوم.

وتخوض مصر حربا ضد داعش في سيناء منذ نحو 10 سنوات، اشتدت بعد أن أطاح الجيش برئيس إسلامي عام 2013. ونفذ المتشددون عشرات الهجمات استهدفت بشكل أساسي قوات الأمن والأقليات المسيحية.

اوندلع الصراع في سيناء إلى حد كبير بعيدًا عن الرأي العام، مع منع الصحفيين والمراقبين الخارجيين من دخول المنطقة. ولم يمتد القتال حتى الآن إلى الطرف الجنوبي لشبه الجزيرة حيث توجد منتجعات سياحية شهيرة في البحر الأحمر.

وفي فبراير 2018، شن الجيش عملية واسعة النطاق في سيناء شملت أيضًا أجزاء من دلتا النيل والصحاري على طول الحدود الغربية للبلاد مع ليبيا. منذ ذلك الحين، تراجعت وتيرة هجمات تنظيم الدولة الإسلامية في شمال سيناء

يوم مشاجرة سفير سويسرا لدى طهران مع ملالي إيران


يوم مشاجرة سفير سويسرا لدى طهران مع ملالي إيران


وقّع الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس الخميس 21 يناير 2021، أمراً تنفيذياً برفع حظر السفر المفروض على بعض الدول ذات الأغلبية المسلمة، وهو الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب عام 2017 ويمنع دخول مواطني 7 دول إلى الولايات المتحدة هي سوريا وإيران والعراق وليبيا والصومال والسودان واليمن.

وفى مثل هذة الفترة قبل 4 سنوات، وبالتحديد يوم الأحد 29 يناير 2017، نشرت على هذه الصفحة مقال استعرضت فية مشاجرة سفير سويسرا لدى طهران مع ملالي إيران بسبب قرار ترامب، وجاء المقال على الوجه التالى: '' [ جلس سفير سويسرا لدى طهران، فى مقر وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الأحد 29 يناير 2017، صبورا يحاول التماسك، خلال قيام وزير الخارجية الإيرانى وعددا من المسؤولين الإيرانيين بالتشاجر معة وأداء وصلة ردح بالصوت العالى ضدة، ورغم أن السفير السويسري فى طهران معروف عنه دماثة الخلق، الا انه كاد ان يخرج عن طوره ويتبادل مع وزير الخارجية الإيرانى وباقي المسؤولين الإيرانيين الردح و اللكمات والضرب بالشلاليت، بسبب مغالاة المسؤولين الإيرانيين فى التشاجر معة وأداء وصلة ردح بالصوت العالى ضدة، ليس بسبب تفاقم أزمة دبلوماسية عارمة بين إيران وسويسرا، ولكن جاء تهجم المسؤولين الإيرانيين على سفير سويسرا لدى طهران، بصفته ممثلا للمصالح الأميركية في إيران، لأن واشنطن وإيران ليست بينهما علاقات دبلوماسية، خلال تقديم وزير الخارجية الإيرانى إليه احتجاج إيراني شديد اللهجة ضد الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بحظر سفر المواطنين الإيرانيين مع مواطني ست دول إسلامية أخرى إلى أمريكا، وتابعت وسائل الإعلام انصراف السفير السويسرى من مقر وزارة الخارجية الايرانية ساخطا غاضبا محتدما بعد مشاجرة وزير خارجية إيران معه وهو ''يبرطم''، كأنما يردد «مقدروش يتشطروا على الحمار فاتشطروا على البردعه» ]''.

بهي الدين حسن رئيس مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان: التذمر والغضب والجوع لا يكفي وحده لصناعة ثورة.. لكن عزل السيسي لا يشترط اندلاع ثورة


بهي الدين حسن رئيس مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان:

التذمر والغضب والجوع لا يكفي وحده لصناعة ثورة.. لكن عزل السيسي لا يشترط اندلاع ثورة

•كيف أفلت السيسى من المصير الذى توقعه لة البرلماني والكاتب الصحفي عبد العليم داوود بإنه "لولا ثورة يناير لكان السيسي يؤدي اليمين أمام جمال مبارك محافظا لبني سويف"

•ثورة يناير أخفقت لأن الجماعات والأحزاب السياسية لم تكن بمستوى إلهام الثورة ولا بمستوى تضحيات المصريين

•الأحزاب والجماعات السياسية مستعدة للمعارضة لكنها غير مؤهلة بعد لتولي حكم مصر

•المجلس العسكري قام في فبراير 2011 بانقلاب عسكري ناعم بهدف قطع الطريق على أي رئيس مدني

•الجيش هو المستفيد الأول من اندلاع ثورة يناير لحماية مصالحه الاقتصادية الهائلة واستغل الثورة ليمرر انقلابه

•هناك تغيرات داخلية وإقليمية ودولية سيكون لها تأثيرات محدودة على الأوضاع بمصر

•أتوقع حدوث أزمة اقتصادية كبيرة تمتزج بتفاقم أزمة الثقة في نظام السيسي حتى من داخل النظام نفسه

•قد نشهد احتجاجات شبيهة بما حدث في سبتمبر 2019 أو انتفاضات جوع مشابهة لانتفاضات يناير عام 1975 و1979

نزيف الثقة بالسيسي قد يطيح به

•يصعب تصور حدوث مساندة دولية جادة لأي عمل احتجاجي دون أن يكون هناك مشروع بديل واضح

•قوى المعارضة الآن أضعف كثيرا مما كانت عليه في يناير 2011 والفجوة بينها لن تسدها "مصالحات ورقية"

•هناك توتر متزايد في العلاقة بين مصر وأوروبا.. وقضية "ريجيني" مفتوحة على كل الاحتمالات

•موقف حكومات الغرب تغير كثيرا تجاه الربيع العربي بعد انزلاقه إلى صراعات مسلحة وحروب أهلية

•المطلوب من بايدن ترجمة تعهده بوقف دعم الممارسات الديكتاتورية للسيسي إلى أفعال ملموسة


في الذكرى العاشرة لثورة 25 يناير.. أين تقف تلك الثورة الآن؟ وما الذي تبقى منها؟ ولماذا أخفقت كما يرى كثيرون؟

ما تبقى من ثورة يناير هو الحلم والإلهام الذي بعثته ثورة يناير، والأعمال التحضيرية لها، ولكن – مع الأسف الشديد - ثورة يناير أخفقت، لأن الجماعات والأحزاب السياسية لم تكن بمستوى هذا الإلهام ولا بمستوى تضحيات المصريين التي تكبدوها في سياق الثورة وخلال السنوات العشر السابقة.

الأحزاب والجماعات السياسية - وأنا هنا لا أتحدث عن أفراد وإنما عن جماعات - هي بطبيعتها مستعدة دائما للمعارضة، ويصعب القول إنها كانت في 11 شباط/ فبراير 2011 - بعد تنحي مبارك - مستعدة أو مهيأة، ولديها الخطط المناسبة لتولي حكم مصر، كما لا أظن أن جماعة الإخوان المسلمين كانت مستعدة في تموز/ يوليو 2012 لتولي حكم مصر. وأيضا لا أظن أيضا أن جبهة الإنقاذ كانت مستعدة لذلك في 30 حزيران/ يونيو 2013.

للأسف جماعات وأحزاب المعارضة في مصر مستعدة دائما للمعارضة فقط، لكنها لم تتخذ بعد الخطوة الأولى، أي أن تتخيل أنها ستكون غدا في مقعد حكم مصر. عندما تتعامل المعارضة مع نفسها باعتبارها كذلك فإنها بالتأكيد ستطرح على نفسها أسئلة ربما لم تطرحها منذ تموز/ يوليو 1952.

الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قال في مذكراته "أرض موعودة" إن ضغوطه ربما نجحت في إقناع قادة الجيش المصري بالتخلّي عن مبارك، ولا يزال هناك جدل وأحاديث مختلفة حول حقيقة ما جرى في 11 شباط/فبراير 2011.. هل كان "انقلابا ناعما" أم ثورة حقيقية؟

من وجهة نظري الشخصية – وهو ما طرحته في إحدى مقالاتي بالصحف المصرية عام 2012 – أن المجلس العسكري قام في شباط/ فبراير 2011 بانقلاب عسكري ناعم، وأن هذا الانقلاب كان سيمضي في طريقه حتى وإن اعترض أوباما أو المجتمع الدولي؛ لأن الهدف الرئيس للجيش في مصر لم يكن ثورة يناير بحد ذاتها، أو قمع جماعات وأحزاب يناير، بل كان هدفه الرئيس هو قطع الطريق على أي رئيس مدني سواء جاء من قلب يناير أو من أبناء حسني مبارك.

البرلماني والكاتب الصحفي عبد العليم داوود قال سابقا إنه "لولا ثورة يناير لكان السيسي يؤدي اليمين أمام جمال مبارك محافظا لبني سويف"، فمَن هم أكثر المستفيدين من اندلاع ثورة يناير برأيك؟

بالتأكيد الجيش في مصر هو المستفيد الأول والرئيسي من اندلاع ثورة يناير؛ فالجيش المصري له مصالح اقتصادية هائلة لا يتخلى عنها، بل يتوسع فيها يوما بعد يوم على حساب رفاهية مصر والمصريين، بل يظن الجيش أنه يحتاج لحكم مصر كي يحمي هذه المصالح، ليس في مواجهة أنصار يناير فحسب، بل ومن قبل ذلك في مواجهة جمال مبارك، لذا أعتقد أن الجيش كان يحتاج لثورة يناير ليمرر انقلابه.

هل الموقف الغربي من ثورة 25 يناير تغير إلى حد كبير بعدما أشادوا بها كثيرا في أعقاب اندلاعها؟ ولماذا؟

 لو تحدثنا عن موقف حكومات الغرب، فقد تغير هذا الموقف كثيرا، ليس فقط تجاه ثورة يناير ولكن تجاه الربيع العربي كاملا، بعد انزلاق الربيع العربي في صراعات مسلحة وحروب أهلية، وظهور منظمات إرهابية مثل "داعش"، لكن على الجانب الآخر موقف منظمات المجتمع المدني في الغرب، وبعض الأحزاب السياسية، ومراكز التفكير، ووسائل الإعلام، لم يتغير سواء تجاه ثورة يناير أو الربيع العربي.

 هل مسيرة وتحولات ثورة يناير ستكون مختلفة خلال العام 2021 خاصة أن موازين القوى الداخلية والإقليمية والدولية آخذة في التغير؟

بالتأكيد هناك تغيرات تحدث في الساحة الداخلية في مصر، وأخرى في المجتمع الدولي، وبشكل خاص تولي إدارة أمريكية مختلفة عن إدارة ترامب، وهو ما سيكون له تأثيره على سلوك الولايات المتحدة، وبالتالي الموقف في أوروبا.

وإذا تحدثنا عن الوضع في مصر، فأتوقع أن التأثيرات ستكون محدودة، حيث أنني أتوقع حدوث أزمة اقتصادية كبيرة تمتزج بتفاقم أزمة الثقة في نظام عبد الفتاح السيسي حتى من داخل النظام نفسه، ومن داخل المجتمع الدولي أيضا، وقد تحدث بعض الأعمال الاحتجاجية شبيهة بما حدث في أيلول/ سبتمبر 2019 أو انتفاضات جوع مشابهة لانتفاضات كانون الثاني/ يناير عام 1975 و1979، لكن التذمر والغضب والجوع لا يكفي وحده لصناعة ثورة.

ومن الضروري أن نلاحظ أن القوى السياسية المعارضة في مصر الآن أضعف كثيرا مما كانت عليه في كانون الثاني/ يناير 2011، بل إن الفجوة بينها أكبر، وهي فجوة لن تردمها "مصالحات ورقية" مهما بدا من حسن نوايا أصحاب هذه المصالحات.

أما على الصعيد الدولي؛ فأظن أن العالم – بعد تجربته السلبية مع الربيع العربي - صار أقل استعدادا للسير وراء أحلام وشعارات رومانسية – رغم مشروعية تلك الأحلام والشعارات – كما أظن أن المجتمع المصري والمجتمع الدولي يتفقان أيضا حول هذه النقطة، بمعنى صعوبة تصور حدوث مساندة جادة لأي عمل احتجاجي دون أن يكون له مشروع بديل واضح، وبرامج مدروسة ومقنعة.

هل تتوقع أن يظل عبد الفتاح السيسي في منصبه حتى عام 2024؟

استمرار السيسي في الحكم من عدمه لا يتوقف فقط على مسألة حدوث ثورة أو لا، ولكن يتوقف على مدى توافر الثقة فيه من داخل نظام الحكم ذاته، وخاصة من داخل الجيش، ومن داخل الأجهزة الأمنية الكبرى أعني المخابرات العامة والحربية.

وكما ذكرت من قبل أن هناك أزمة ثقة في عبد الفتاح السيسي، وهذه الأزمة مرشحة للتفاقم، خاصة هذا العام، لكن هل ستؤدي إلى الإطاحة به من داخل النظام؟ أمر محتمل، ولكن لا يستطيع أي شخص أن يجزم بذلك.

أما الشيء المؤكد والحقيقة المؤكدة أن شعبية السيسي - على المستوى الشعبي - أقل بشكل هائل مما كانت عليه في عام 2013.

كما أعتقد أن قوة مركزه داخل نظام الحكم وداخل الجيش أقل كثيرا مما كانت عليه في 2013.

وزير الخارجية سامح شكري قال إن مصر على وشك أن تصدر "الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان".. فهل لديكم تفاصيل عن هذه الاستراتيجية؟

ليست لدي تفاصيل، ولكن يمكن استنتاجها، وعلينا أن نلاحظ أن الدول التي تستحق أن توصف بأنها دول حقيقية تُوضع فيها الخطط الوطنية بواسطة مؤسسات معنية بالشأن  الداخلي، ويمكن المشاركة في وضع هذه الخطة الوطنية من خلال مُمثل أو أكثر من وزارة الخارجية، أما في الدول التي لا تستحق أن تحمل اسم دولة، تُوضع الخطط الوطنية عن طريق وزارة الخارجية بهدف إجراء مناورة لخداع المجتمع الدولي فيما يتعلق بأوضاع حقوق الإنسان في مصر.

ومع الأسف ليس هناك مؤشر على جدية هذا التوجه - بصرف النظر عن أنه من المحتمل أن تكون هناك كثير من حسن النوايا لدى بعض الدبلوماسيين في وزارة الخارجية المصرية- لأن القرار ليس بيد الدبلوماسيين، ولا حتى بيد وزير الخارجية نفسه.

لكن هناك بعض الأنباء التي تشير إلى احتمالية الإفراج عن بعض المعتقلين السياسيين من بينهم صحفيون ونشطاء.. ما صحة هذه الأنباء؟

هذه المعلومات صحيحة على الأرجح، ولكن هذا لا علاقة له بما تُسمى بالاستراتيجية الوطنية الخاصة لحقوق الإنسان، وإنما له علاقة بوجود إدارة أمريكية جديدة أعلنت بشكل واضح أنه سيكون لها اهتمام كبير بقضايا بحقوق الإنسان في العالم، وبشكل خاص في مصر والسعودية؛ فهذه الإفراجات - مع الأسف الشديد- لا ترتبط بالتطور السياسي داخل مصر، وإنما استجابة لتغيرات في الساحة الدولية؛ فالسيسي يتعامل مع سجناء الرأي والسياسيين في مصر باعتبارهم "رهائن" ليقايض عليهم الأطراف الدولية.

برأيك، هل ستكون تلك الإفراجات محدودة أم واسعة؟

حسب معلوماتي، كان هناك اتجاهان داخل إدارة عبد الفتاح السيسي؛ الفريق الأول كان يقول بضرورة إبداء حسن النية مبكرا مع الإدارة الأمريكية الجديدة، وبالتالي كان يجب الإفراج عن عدد كبير من المعتقلين قبل تولي بايدن الحكم في أمريكا، والأهم من العدد الكبير هو أن يشتمل هذا الإفراج على عدد من الأسماء المعروفة لدى الرأي العام المصري والخارجي.

بينما كان هناك اتجاه آخر - وأظن هو ما أؤخذ برأيه - يعتبر ملف المعتقلين السياسيين ورقة ضمن أوراق التفاوض مع إدارة بايدن، ويرى بعدم الإفراج عن كثيرين بدعوى أن ذلك سيُفقد النظام "أوراق الضغط" التي يمكن استخدامها على مائدة التفاوض مع إدارة بايدن في مقابل تنازلات أو امتيازات تطلبها إدارة السيسي من إدارة بايدن، وبالفعل رجح أصحاب الاتجاه الثاني، بألا يكون عدد المُفرج عنهم كبيرا، وأن يتم تأجيل تلك الخطوة لما بعد تنصيب بايدن.

 القضاء المصري تعرض طوال فترة حكم السيسي لضربات متتالية.. فما هي الخطة اللازمة لإصلاح القضاء والعمل على استقلاله؟

لسنا في حاجة "لاختراع العجلة من جديد"؛ فنادي القضاة في عهده الذهبي - قبل عام 2011 – تحت رئاسة المستشار زكريا عبد العزيز كان له تصور مفصل ورائع لإصلاح منظومة القضاء المصري، وأرى أن أي خطوة تجاه إصلاح المؤسسة القضائية في مصر عليها أن تبدأ من التوصيات التي قدمها نادي القضاة في ذلك الوقت

لماذا لم نشهد تفعيلا ملموسا على أرض الواقع لقرار البرلمان الأوروبي الصادر في 18 كانون الأول/ ديسمبر 2020 حول أوضاع حقوق الإنسان في مصر؟

قرار البرلمان الأوروبي حول أوضاع حقوق الإنسان في مصر شأنه شأن باقي قرارات البرلمان الأوروبي. فهو ليس بتشريع، بل هو مجموعة توصيات مقدمة إلى حكومات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لكي تتخذ ما يناسبها من قرارات.

تطور الأمور المتعلقة بتحسين ملف حقوق الإنسان في أي دولة من الدول لا يحدث "بالضربة القاضية"، وإنما يحدث بشكل تراكمي مثل كل عمل إنساني، مثل العلم، ومثل اكتشاف "فاكسين" لعلاج كورونا؛ فهذا لا يتم في يوم وليلة، وإنما عن طريق عمل تراكمي يتم في هذا الاتجاه.

وكما أوضحت في مقال نشرته مؤخرا أن القرارات الأخيرة التي أصدرها البرلمان الأوروبي بشأن الملف المصري هي من أهم القرارات التي أصدرها البرلمان خلال السنوات السبع الأخيرة، وهي خطوة مهمة في الاتجاه التراكمي الذي أتحدث عنه.

هل علاقة مصر بأوروبا ستسوء بعد انتقاد البرلمان الأوروبي أوضاع حقوق الإنسان في مصر؟

العلاقة بين مصر وأوروبا خلال السنوات الأخيرة علاقة "شد وجذب"، وذلك بالرغم مما نراه دائما من عبد الفتاح السيسي، وهو يسعى لشراء صمت الدول المهمة في أوروبا مثل: فرنسا وألمانيا وإيطاليا، وشراء هذا الصمت عن طريق عقد صفقات أسلحة لا تحتاجها مصر ولا يحتاجها الجيش المصري، ولكن هي بمثابة "رشوة" لتلك الدول لشراء صمتها تجاه ما يحدث في مصر.

أقول بأن هناك توترا متزايدا، لأن هناك - من ناحية أخرى – ضغوطا متصاعدة من داخل الرأي العام في أوروبا ومن داخل البرلمانات، وحتى من داخل أحزاب الأغلبية الحاكمة في هذه الدول. وقرار البرلمان الأوروبي هو انعكاس لتصاعد التوتر، ليس فقط بين البرلمان الأوروبي وحكومة السيسي، وإنما أيضا بين الحكومات وأحزاب الأغلبية الحاكمة المُمثلة في هذا البرلمان الأوروبي.

لماذا قامت إيطاليا بإرسال المزيد من الأسلحة إلى نظام السيسي رغم إعادة طرح قضية ريجيني بشكل قوي نسبيا؟

الحكومة الإيطالية كغيرها من الحكومات في كل دول العالم - بما في ذلك الحكومات العربية والإسلامية – ليسوا ملائكة، بل سياسيون عليهم أن يوازنوا بين مصالح قد تبدو متناقضة، وبالتالي هناك مصالح تتعلق بالحصول على أموال لتحسين موارد هذه الدول – وأتحدث تحديدا عن إيطاليا - وهناك أيضا اعتبارات خاصة بحقوق الإنسان فيما يتعلق بمواطن إيطالي جرى إخفاؤه وتعذيبه وقتله بواسطة الحكومة التي تطلب استيراد هذا السلاح. وأنا شخصيا أتضامن مع الدعوة القضائية التي رفعتها عائلة جوليو ريجيني ضد الحكومة الإيطالية فيما يتعلق بهذا الشأن.

برأيك، بماذا ستنتهي قضية "جوليو ريجيني"؟

بالطبع الاحتمالات متعددة ولا أستطيع أن أجزم بشيء، ولكن الأمر المهم قد حدث، وهو أن القضية الآن لم تعد متوقفة على قرار الحكومة المصرية، بمعنى الإطالة والتسويف في تقديم معلومات، أو في التعاون مع الأجهزة القضائية في إيطاليا، أو الاعتراف بالجريمة نفسها، ومسؤولية الحكومة وأجهزة الأمن المصرية.

وكما يقال "الكرة الآن في ملعب الطرف الآخر"، وستكون هناك محاولة للتأثير السياسي ليس فقط من الحكومة المصرية، وإنما أيضا من مؤسسات الأعمال الإيطالية التي تستفيد من الاستثمار في مصر، ومن مبيعات السلاح؛ فبالتالي الاحتمالات مفتوحة، ولأننا لا نتحدث عن دولة من العالم الثالث مثل مصر؛ ففرص التأثير في قرار القضاء هناك أقل كثيرا مما يحدث بدول العالم الثالث.

ما انعكاسات المصالحة الخليجية وفوز جو بايدن برئاسة أمريكا على أوضاع مصر وملف حقوق الإنسان؟

بالنسبة لي شخصيا، وبالنسبة لكثير من المراقبين سواء الأكاديميين أو السياسيين أو الصحفيين، ليس واضحا بما يكفي بعد، ما هي دوافع المصالحة الخليجية؟ وما هي نتائجها؟ وحتى الآن تبدو كأنها مصالحة قطرية – سعودية أكثر من كونها مصالحة خليجية شاملة، وما زلنا بحاجة لمزيد من الوقت حتى تتكشف المعلومات الحقيقية.

أما عن الإدارة الأمريكية الجديدة، فأظن أن أهم تطور إيجابي هو رحيل ترامب، لكونه الداعم الأكبر في العالم لديكتاتورية عبد الفتاح السيسي في مصر، وسيظل ذلك أهم تطور إلى أن يتخذ جو بايدن موقفا مُعلنا كرئيس من ملف حقوق الإنسان في مصر، وعلينا الانتظار لنرى ما الذي ستفعله الإدارة الأمريكية الجديدة.

هل أنتم على تواصل مع الإدارة الأمريكية الجديدة؟ وهل تتوقع أن تأخذ موقفا مُعلنا من ملف حقوق الإنسان في مصر؟

الإدارة الجديدة لم تتسلم مكاتبها بعد، كما لم تتم جميع التعيينات في هذه الإدارة بشكل كامل، فعلى سبيل المثال لم يتم حتى الآن تعيين الشخص المسؤول عن ملف الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأمريكية، والتي إحدى مسؤولياته ما يتعلق بالوضع في مصر، كما لم يُعيّن بعد المسؤول عن ملف حقوق الإنسان في الخارجية الأمريكية، لذا فلعينا أن ننتظر بعض الوقت حتى تتم تلك التعيينات.

ما الذي تطلبونه من الإدارة الأمريكية الجديدة؟

أهم وأول مطلب لنا من الإدارة الجديدة هو أن يفي الرئيس جو بايدن بالوعد الذي قطعه على نفسه قبل انتخابه عندما، حينما قال: "لا شيكات على بياض بعد الآن للإنفاق على  ممارسة السيسي ديكتاتوريته على المصريين"، هذا هو المطلب، ولا نطلب شيئا إضافيا، وأن يحوّل الرئيس الأمريكي هذا التعهد إلى خطوات عملية ومدروسة.

أيهما أكثر دعما لملف حقوق الإنسان في مصر الجانب الأوروبي أم الأمريكي؟

أعتقد أن الولايات المتحدة أكثر دعما لملف حقوق الإنسان في مصر وفي غيرها من الدول، والسبب ببساطة يتعلق بطبيعة النظام السياسي في أمريكا المنفتح على المجتمع، بالرغم من أن النظم في أوروبا نظم ديمقراطية، ولكن هناك عشرات الطرق لتجسيد النظام الديمقراطي.

كما أعتقد أن أكثر النظم السياسية في العالم انفتاحا على مجتمعها هو النظام الأمريكي، وفي إطار هذا الانفتاح على المجتمع فإن حلفاء حقوق الإنسان في المجتمع الأمريكي (سواء المجتمع المدني أو من مراكز التفكير أو وسائل الإعلام) يمكنهم ويمكن لحقوقيين من مصر ومن خارج مصر التأثير على عملية صنع القرار في الإدارة الأمريكية بطرق قصيرة، وبوسائل مباشرة، وهو غير متاح  بنفس الانفتاح في النظم السياسية السائدة في أوروبا.

بالطبع، ليس هناك وجه للمقارنة على الإطلاق بين انفتاح الحكومات في أوروبا أو أمريكا على مجتمعاتها أو المجتمعات الخارجية وبين الطابع المغلق الأوتوقراطي والتسلطي والمتعالي من حكومات  مصر والدول العربية إزاء مجتمعاتها

قيام الجستابو باستدعاء اللواء منصور عيسوي من على قهوة أصحاب المعاشات لاهانة ثورة 25 يناير لن يحسب اجتهادًا صحافيًا من مجلة أسبوعية حكومية بل هو تكليف من أولئك القابعين خلف الستار من مخالب الجستابو لخدمة مأرب شيطانهم الأعلى


لن يركع الشعب لخادم أتى به لخدمته وفوجئ بقيامه بسرقة وطنه ودستوره ومؤسساته واعتلاء ظهرة بالغدر و ضرب الجزمة


 قيام الجستابو باستدعاء اللواء منصور عيسوي من على قهوة أصحاب المعاشات لاهانة ثورة 25 يناير لن يحسب اجتهادًا صحافيًا من مجلة أسبوعية حكومية بل هو تكليف من أولئك القابعين خلف الستار من مخالب الجستابو لخدمة مأرب شيطانهم الأعلى


في استقبال ذكرى ثورة يناير، يتم استدعاء اللواء منصور عيسوي، على صفحات مجلة مصرية حكومية، ليقول إن 25 يناير في 2011 لم تكن ثورة، بل مؤامرة على مصر.

حمل منصور عيسوي حقيبة الداخلية المصرية تسعة أشهر بالتمام والكامل، امتدت من مارس/ آذار  وانتهت في ديسمبر/ كانون الأول، حيث كان يقبع في أدراج النسيان، حتى انتشلته الثورة ونفضت من عليه الغبار، وجرى تقديمه في حكومة عصام شرف باعتباره من مظاليم زمن حسني مبارك، ووجهًا بوليسيًا معبرًا عن التغيير .. وذلك كان من الأخطاء الساذجة التي وقعنا فيها جميعًا، مثل خطأ اعتبار عصام شرف اختيارًا ثوريًا.

كان منصور عيسوي نجم غلاف مجلة آخر ساعة، الحكومية، لمناسبة ذكرى الخامس والعشرين من يناير، ليطل تحت عنوان "25 يناير كانت مؤامرة والمشير أنقذ مصر". مشكلته، في ظني، أن ثورة يناير أظهرت بلادته وفشله في منصبه، وكشفت أنه لا يختلف عن حبيب العادلي أو غيره من وزراء الداخلية، ففي شهور حمله المسؤولية، وقعت عملية اقتحام مقارّ أمن الدولة، أو بالأحرى عملية فتح بطن مصر، بمعرفة أصحاب السلطة في ذلك الوقت، لإغراق المجتمع في مستنقعٍ من الملفات، الملفقة منها والحقيقية، ووضع الجميع على مذبح الفضائح والأسرار، وهي الخطوة التي تم استخدام حصيلتها لاحقًا، قبل يونيو/ حزيران 2013 وبعده في عمليات الإخضاع والكسر والسيطرة على كل من يتردّد في أن يكون بخدمة الانقلاب العسكري.

منصور عيسوي، كذلك هو صاحب النكتة الشهيرة "ما عندناش قناصة"، حين كانت أجهزة الأمن تصطاد الثوار كالعصافير بالرصاص الحي في انتفاضتي محمد محمود ومجلس الوزراء في العام الأول من الثورة، ليظهر الوجه الحقيقي للنظام العسكري الحاكم، نسخة أكثر شراسة وخطورة من وجه نظام مبارك.

لكل ما سبق، لم يكن مفاجئًا وجود اللواء منصور عيسوي في صدارة الفوج الأول من رموز الثورة المضادّة الذين اقتحموا ميدان التحرير يوم الثلاثين من يونيو/ حزيران 2013، لتدور عجلة الانتقام من ثورة يناير من دون أن تتوقف حتى اليوم.

استدعاء منصور عيسوي لإهانة ثورة يناير ليس اجتهادًا صحافيًا من مجلة أسبوعية حكومية، بل هو تكليف من أولئك القابعين خلف الستار، يمسكون بكل الخيوط، ويحرّكون كل العرائس ويديرون كل شيء من التحرير إلى النشر والتوزيع والمصادرة، إلى الحد الذي لن تكون مبالغًا فيه لو قلت إن عبد الفتاح السيسي وولده وشركاه هم هيئة تحرير الصحافة المصرية.

قبل أقل من أسبوع، كتبت عن غلاف عدد مجلة الهلال في عدد يناير، ليكون احتفالية بالثورة المضادّة في ذكرى ثورة الشعب المصري الحقيقية، وكنت أظن أنه مبالغة في القائمين على تحرير المجلة، لإظهار الولاء المطلق للجنرالات والاستبسال في الحرب على ثورة يناير، غير أن الأمر ليس بهذه البساطة، إذ اتضح أن قرارات التحرير والنشر لم تعد بعهدة إدارات تحرير الصحف، بل تتحكّم فيها خمس جهات أمنية ورسمية على الأقل، تُعرَض عليها أغلفة أعداد المطبوعات الأسبوعية والشهرية ومحتوياتها، للبت في قرار نشرها.

وما حدث في العدد الخاص بالاحتفال بيونيو في شهر يناير أن الملفّ المنشور جرى تحريره وإخراجه وتجهيزه لمناسبة ذكرى الثلاثين من يونيو، ثم إرساله إلى الجهات الخمس صاحبة قرار النشر، لكنها لم تعط الموافقة عليه في حينه، واحتفظت به لديها، حتى أفرجت عنه في يناير، في سياق اغتيال الذكرى، والإمعان في تكريس الأكاذيب الخاصة بالثورة التي يعاديها النظام الحاكم، إعمالًا للقاعدة البونابرتية التي تقول "التاريخ هو ما تم الاتفاق عليه من أكاذيب".

وعلى ذلك، من المهم أن تتعاطى مع كل ما يحاصرونك به من أكاذيب وروايات ملفقة وشهادات مزوّرة، ملفوفة في أغلفة أنيقة على أنه "متفق عليه" بين الجهات الخمس الحاكمة للصحافة، والتي ليس من بينها نقابة الصحافيين أو هيئة الصحافة، يستوي في ذلك ما تقرأه من شهادات السرد الانتقامي من الثورة، أو ما يتم توزيعه على الصحف والفضائيات في "سكريبت" موحد يتحدّث عن روعة الحياة داخل سجون النظام ومعتقلاته، ووضع شهادات الإشادة والسادة عنوًة وقسرًا على ألسنة الأسرى والمساجين، من دون أن تهتز ضمائر ناشري ما تم الاتفاق عليه من أكاذيب.

"السيسى استغل كورونا لمزيد من القمع".. 12 منظمة حقوقية تبعث رسالة للاتحاد الأوروبي


"السيسى استغل كورونا لمزيد من القمع".. 12 منظمة حقوقية تبعث رسالة للاتحاد الأوروبي


أرسلت 12 منظمة من المنظمات الحقوقية في مصر والعالم رسالة مفتوحة للاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه بشأن حقوق الإنسان في مصر، قبل المناقشة المرتقبة لمجلس الشئون الخارجية حول مصر، والمقرر لها في 25 يناير الجاري.

وحثت المنظمات الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء على اتخاذ الخطوات، التي طال انتظارها، الخاصة بإعلان عدم التسامح مع تجاهل مصر لحقوق الإنسان، مشيرة إلى أنه بالرغم من مرور 10 سنوات من ثورة 25 يناير، لازال القمع الوحشي والمستمر ضد كل أشكال المعارضة، مما حطم آمال المصريين في الحرية والإصلاح.

ومن أبرز الموقعين على هذه الرسالة منظمة هيومن رايتس ووتش ومراسلون بلا حدود ومنظمة العفو الدولية ومركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان وجلوبال فوكس.

وأكدت هذه المنظمات أنه على مدار العام الماضي، استخدمت السلطات المصرية جائحة كوفيد-19 كذريعة لمنح مزيد من السلطات التعسفية للرئيس، وتعميق القيود المفروضة على الحقوق والحريات. كما استمرت السلطات في سياسة الاعتقال التعسفي للمدافعين عن حقوق الإنسان والنشطاء السلميين والسياسيين والصحفيين.

وقالت في رسالتها: "بكل وحشية، سحقت السلطات المظاهرات السلمية في سبتمبر 2019 وسبتمبر 2020؛ واحتجزت الأطباء، والعاملين في القطاع الصحي، والمدونين والصحفيين لانتقادهم طريقة التعامل مع الوباء"، وتابعت "كما احتجزت السلطات المصرية وحاكمت نساء بتهم تتعلق بالأخلاق، وكان بعضهن شهود وضحايا اغتصاب. كما أخضعت المعتقلين والسجناء لظروف احتجاز غير إنسانية، وإهمال طبي، وحرمان متعمد من الرعاية الصحية، ما يؤدي أو يساهم في موت العشرات، إن لم يكن المئات منهم في أماكن الاحتجاز".

وأشارت إلى أن "السلطات المصرية مستمرة في اعتقال أعضاء مجتمع الميم بسبب ميولهم الجنسية وأخضعتهم قسرًا للتعذيب والمعاملة المهينة بما في ذلك "الاختبارات الشرجية" و"اختبارات تحديد الجنس"؛ بالإضافة إلى اعتقال ومحاكمة أعضاء الأقليات الدينية بتهم التجديف.

وبحسب رسالة المنظمات، شهد عام 2020 ارتفاعًا غير مسبوق في صدور الأحكام القضائية بالإعدام، إذ واصلت المحاكم إصدار هذه الأحكام في محاكمات لم تفي بالمعايير الدولية الأساسية للمحاكمة العادلة، بما في ذلك المحاكمات الجماعية. وبسبب ثغرة في قانون الطفل المصري، يسمح القانون بمحاكمة الأطفال أمام محاكم البالغين، ويُحاكم الأطفال أحيانًا في هذه المحاكمات الجماعية ويُحكم عليهم بالإعدام.

وقف تصدير الأسلحة

وأضافت رسالة المنظمات: "أنتم على دراية كاملة بخطورة أزمة حقوق الإنسان في مصر، كما يتضح من بيان البند 4 في الجلسة الـ 45 لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة. ومع ذلك، فشل الاتحاد الأوروبي في اتخاذ أية إجراءات هادفة ومستدامة وجماعية لمعالجة الوضع، مؤكدة أن قادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي دعم الحكومة المصرية القمعية من خلال بيع الأسلحة، وتعزيز التعاون، وحتى منح الجوائز المرموقة للرئيس عبد الفتاح السيسي.

وطالبت الإدانة الصارمة والقاطعة لقمع أي شكل من أشكال المعارضة، إذ تبقى البيانات العامة التي تثير القلق بشأن الانتهاكات في مصر نادرة ومتواضعة للغاية ومقتصرة على مستوى المتحدثين الرسميين، ووضع معايير واضحة للتفاوض بشأن أولويات الشراكة الجديدة مع مصر، ووضع التقدم في مجال حقوق الإنسان وسيادة القانون شرطًا لتعاون الاتحاد الأوروبي مع مصر.

كما طالبوا الاتحاد الأوروبي بضرورة حث مصر على الإفراج السلمي والفوري ودون قيد أو شرط عن النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان والسياسيين، وإلغاء حظر السفر التعسفي وقرارات تجميد الأصول الصادرة ضد المدافعين المصريين عن حقوق الإنسان.

وحثت المنظمات أيضا الاتحاد على إرسال إشعار للمسئولين المصريين رفيعي المستوى بأن الاتحاد الأوروبي على استعداد للنظر في جميع الأدوات المتاحة له لتعزيز المساءلة عن الانتهاكات الجسيمة والمنهجية لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى تعليق تراخيص التصدير لأي معدات يمكن استخدامها للقمع الداخلي، ووقف جميع صادرات الأسلحة وتكنولوجيا المراقبة وغيرها من المعدات الأمنية إلى مصر، والتي يمكن أن تسهل القمع والهجمات على المدافعين عن حقوق الإنسان وغيرهم.

كما طالبت بالضغط على السلطات المصرية للسماح بوصول الصحفيين إلى شمال سيناء دون عوائق لتغطية الوضع هناك، وتعويض جميع السكان الذين هُدمت منازلهم منذ 2013.

الحرة 

الخميس، 21 يناير 2021

القضاء الإداري يبطل قرار غلق وتشميع مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب


القضاء الإداري يبطل قرار غلق وتشميع مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب


قضت محكمة القضاء الإداري، برئاسة المستشار محمد عبدالعليم أبو الروس، نائب رئيس مجلس الدولة، بإلغاء قرار محافظ القاهرة، بإغلاق مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب.

وسبق لهيئة مفوضي الدولة بالمحكمة إصدار تقرير أعده المستشار محمد عبدالمحسن العش، نائب رئيس مجلس الدولة، أوصت فيه بإلغاء القرار، استناداً إلى أن قرار الغلق الإداري رقم 30 لسنة 2016، من حي الأزبكية؛ خالف شروط الترخيص المحددة بالقانون رقم 51 لسنة 1982، والمستبدل بالقانون رقم 153 لسنة 2004، بتنظيم المنشآت الطبية.

وأكد التقرير، أن محافظة القاهرة لم تخطر مدير المنشأة «مركز النديم» بوجود مخالفات يجب إزالتها خلال المهلة المحدد، وكذلك لم تخطره بوجود مخالفات جسيمة تستوجب الغلق الإدارى لمدة معينة؛ لأن ذلك يسلتزم تفتيش بشكل رسمي على المنشأة يثبت حالتها، ومدى وجود مخالفات من عدمه.

وأشار إلى أن المحافظة لم تبين ماهية شروط الترخيص التي زعمت مخالفة العيادة «المنشاة الطبية» -موضوع الدعوى- لها، مؤكدا أن تلك مخالفة جسيمة صدر على إثرها قرارًا فاقد لركن السبب ومخالف لصحيح أحكام القانون مما يجب إلغاءه ما يترتب على ذلك من آثار.

وكان مركز النديم للعلاج والتأهيل النفسي لضحايا العنف، أعلن في 17 فبرابر 2017، ما يفيد بأن أمين شرطة ومهندسا من حي الأزبكية ذهبا لمقرهم ومعهم أمر بإغلاق المركز بالشمع الأحمر، بتكليف من إدارة الطب الحر في وزارة الصحة؛ نظرًا لوجود «مخالفات» لم يتم الإفصاح عنها.