استمرار الاختفاء القسري للكاتب الصحفي المعارض جمال الجمل بعد عودته من المنفى لليوم السادس على التوالى
اختطافه في مطار القاهرة فور نزوله من الطائرة قادما من المنفى دون الإعلان رسميا عن اعتقاله
اختفى الكاتب الصحفي جمال الجمل الذي احتجزته السلطات المصرية من مطار القاهرة فور عودته إلى مصر من تركيا يوم الاثنين الماضي 22 فبراير، دون أن تعلن رسميًا القبض عليه أو توضح طبيعة الاتهامات التي يواجهها، فيما يواصل محامو الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان البحث عنه في القضايا التي تنظرها نيابة أمن الدولة العليا.
وعُرف الجمل بمقالاته التي تنتقد مشكلات سياسية ومجتمعية، وسبق له أن تلقّى مكالمة هاتفية من الرئيس عبد الفتاح السيسي في سبتمبر/ أيلول 2014، عاتبه فيها الأخير على "مقالاته عن أن البلد لا توفر الخدمات الأساسية للمواطنين". وفي 2015 أوقفت المصري اليوم، التي عمل في السابق مشرفًا على ملاحقها، نشر عموده الأسبوعي بداعي التمهيد لـ"نقطة نظام لضبط السياسة التحريرية للصحيفة"، ليلتحق منذ 2017 بموقع عربي 21 حتى قرر العودة إلى مصر.
وقال مصدر مُقرّب من الجمل إن عودته "كانت مفاجئة حتى للمقرّبين منه، وبينهم ابنه الذي لم يعلم بالأمر سوى يوم عودته من اسطنبول الاثنين الماضي، وقد اتخذ هذا القرار لأنه منذ فترة طويلة كان يرغب في العودة على الرغم مما كان يرواده أحيانًا من مخاوف".
وأضاف المصدر، الذي طلب من المنصّة عدم ذكر اسمه، فيما حدث بعد العلم بأمر توقيف السلطات للكاتب "من المفترض أن كل من يعود من تركيا يتم استجوابه من السلطات الأمنية في المطار، فاعتقدنا أن هذا ما سيحدث مع جمال، إذ سيتم استجوابه لساعات أو أيام وسيخرج".
إلى ذلك، قالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان إنها تتابع عن كثب قضية الكاتب الصحفي الذي مرت ستة أيام على إخفائه قسرًا.
وأوضح مدير الشبكة جمال عيد في تصريحات إلى المنصة "قرأنا أمس كغيرنا خبر القبض على جمال، وبلغنا من البعض أنه تم عرضه على النيابة بتهم إهانة القضاء، لكن دون اي تأكيدات رسمية أو أدلة على هذا الحديث".
وأضاف المحامي "ومنذ صباح اليوم، يبحث أحد محامينا في نيابة أمن الدولة عنه، ويبلغنا كل فترة أنه لم يراه ضمن المعروضين، وما يزال الوضع على ما هو عليه حتى الآن".
واحتلت مصر المركز رقم 166 عالميًا، في التصنيف العالمي لحرية الصحافة الذي تصدره منظمة مراسلون بلا حدود.
وتحدثت منظمة العفو الدولية عن "زيادة غير مسبوقة" في حالات الاختفاء القسري لناشطين منذ بداية العام 2015 لسحق المعارضة، مشيرة إلى "تواطؤ بين أجهزة الأمن والسلطات القضائية" في هذا الشأن. ووثقت المنظمة 710 حالات اختفاء قسري خارج إطار القانون جرت في عام 2019.
ولا تخفي عائلة الجمل مخاوفها بشأن حالته الصحية، حيث أشار المصدر إلى أنه يعاني من مشاكل في الضغط والسكر والكوليسترول.
واختتم المصدر بتعليقه على ما وقع للكاتب الصحفي بالقول "لا أحد لا يريد هدم مصر أو تخريبها، ومَن ينتقد يفعل ذلك بهدف لفت نظر للجزء السيئ من أجل إصلاحه. ولو جمال بيكره البلد دي، رجع لها ليه؟ ما هو كان عايش برّه كويس، وكان ممكن يكمّل هناك. الدولة لو عايزة استقرار حقيقي في الفترة المقبلة، فلابد من التفريق بين اللي بينتقد علشان مصلحتها وبين الراغب في التخريب أو السلطة".