الاثنين، 11 أبريل 2022

حصول المدون والناشط الحقوقي المصرى المعتقل علاء عبدالفتاح مع شقيقتيه منى وسناء على الجنسية البريطانية

رابط تقرير الصحيفة البريطانية

صحيفة الجارديان البريطانية اليوم الإثنين 11 أبريل 2022:

حصول المدون والناشط الحقوقي المصرى المعتقل علاء عبدالفتاح مع شقيقتيه منى وسناء على الجنسية البريطانية

هل يعني حصول علاء عبدالفتاح على الجنسية البريطانية أنه يمهد لإجراء صفقة لاطلاق سراحه نظير تنازله عن جنسيته المصرية وطرده خارج البلاد وفق مرسوم السيسي الجمهورى بهذا الخصوص الذى استغلاله رغم شبهات بطلانه فى مساومة طوابير من المعتقلين السياسيين من مزدوجي الجنسية على إطلاق سراحهم نظير للتخلي عن جنسيتهم المصرية


الجارديان - الإثنين 11 أبريل 2022  - الساعة 18.07 بتوقيت جرينتش 

حصل الناشط المصري علاء عبد الفتاح ، وهو شخصية رئيسية في ثورة 2011 في البلاد ، على الجنسية البريطانية من داخل السجن ، حيث يقضي عقوبة بالسجن لمدة ثلاث سنوات ، وناشدت عائلته السلطات البريطانية لطلب الوصول إلى القنصلية لزيارته في سجن.

حصل عبد الفتاح مع شقيقتيه منى وسناء على الجنسية البريطانية عن طريق والدتهما أستاذة الرياضيات ليلى سويف التي ولدت في لندن عام 1956.

كمواطن بريطاني ، طلب عبد الفتاح السماح له بالتواصل مع محامي العائلة في المملكة المتحدة "حتى يتمكنوا من اتخاذ جميع الإجراءات القانونية الممكنة ليس فقط فيما يتعلق بالانتهاكات التي تعرض لها ، ولكن جميع الجرائم ضد الإنسانية التي تعرض لها. شهد خلال فترة سجنه "، بحسب بيان صادر عن شقيقات عبد الفتاح.

وتأتي هذه الأنباء بعد 10 أيام من إضراب عن الطعام بدأه عبد الفتاح في 2 أبريل 2022 ، أول أيام رمضان ، احتجاجًا على ظروف سجنه ، بحسب شقيقته منى سيف.

"لمدة عامين ونصف ، ظل محتجزًا في زنزانة خالية من أشعة الشمس ، ولا كتب ولا تمارين. وقال البيان إن زياراته تقطع عن أحد أفراد أسرته لمدة 20 دقيقة في الشهر من خلال الزجاج دون أي لحظة للخصوصية أو الاتصال.

قال دانييل فورنر ، أحد محامي الأسرة ، لوكالة أسوشيتيد برس: "هذا مواطن بريطاني محتجز بشكل غير قانوني ، في ظروف مروعة ، لمجرد ممارسته حقوقه الأساسية في التعبير السلمي وتكوين الجمعيات".

ولم ترد وزارة الخارجية البريطانية على الفور على طلب للتعليق.

قد يكون الحصول على جواز سفر غربي وسيلة لإطلاق سراح عبد الفتاح. اضطر عدد قليل من النشطاء مزدوجي الجنسية للتخلي عن جنسيتهم المصرية في السنوات الأخيرة كشرط للإفراج عنهم ، وهي مناورة قانونية تسمح للسلطات بترحيل الأجانب المتهمين بارتكاب جرائم.

اعتُقل عبد الفتاح عدة مرات من قبل ، في ظل حكومات مختلفة ، بسبب الضغط من أجل الحقوق المدنية على وسائل التواصل الاجتماعي وفي الأماكن العامة. مدون مؤثر ، ينحدر من عائلة من النشطاء السياسيين والمحامين والكتاب. كان والده الراحل أحد أكثر المحامين المصريين الذين لا يكلون في مجال حقوق الإنسان. شقيقاته أيضا ناشطات سياسيات وخالته هي الروائية الحائزة على جوائز أهداف سويف.

وكان عبد الفتاح قد حُكم عليه في ديسمبر / كانون الأول بالسجن خمس سنوات بعد إدانته مع اثنين آخرين "ببث أخبار كاذبة".

وكان بالفعل محتجزًا على ذمة المحاكمة في سجن طرة بالقاهرة منذ سبتمبر / أيلول 2019.

قضى عبد الفتاح معظم العقد الماضي خلف القضبان ، بعد أن تم اعتقاله أيضًا في عهد الرئيس السابق حسني مبارك ، الذي أطيح به في الثورة ، ومحمد مرسي.

وتقول جماعات حقوقية إن مصر تحتجز نحو 60 ألف سجين سياسي يواجه العديد منهم ظروفا قاسية و زنازين مكتظة .

الطريق الى مستشفى المجانين

الطريق الى مستشفى المجانين

قصة قصيرة من 6 فصول .. تأليف عبدالله ضيف

الحلقة الاولى..

نظر النزيل الجديد فى مستشفى المجانين. الى القضبان الحديدية الموجودة فى نوافذ غرفته وهو مذهول. وتساءل بحيرة هل هو حقا مجنون. نعم انه يتذكر جيدا اللحظات الاخيرة فى حياته العادية. قبل القبض عليه واقتياده فى ملابس بدون أكمام الى مستشفى المجانين وإيداعه غرفة ذات نوافذ عليها قضبان حديدية ضخمة فى عنبر المجانين الخطرين. نعم انه يتذكر جيدا مغادرته منزله بعد وداع زوجته وأطفاله وهو يحمل عصا خشبية تتوسطها لافتة تحمل عبارة ''ارحل'' وتحتها بخط اصغر عبارة ''يسقط رئيس الجمهورية''. وتأكيده لهم بأنه سيتوجه الى القصر الجمهورى لتنظيم وقفة احتجاجية سلمية من نفسه وحدة أمام مقر إقامة رئيس الجمهورية. بعد أن انتظر كثيرا الخلاص دون جدوى. نعم انه يتذكر جيدا بمجرد وقوفه أمام القصر الجمهورى ورفع لافتة الاحتجاج السلمى بسيارة تقف امامة يهبط منها أشخاص مسلحين مقنعين يرتدون ملابس سوداء قاموا بالقبض عليه وعصب عينيه واقتياده لمكان مجهول تعرض فية للاستجواب. نعم انه يتذكر جيدا اسئلة واستجواب المحقق وإجاباته عليها وقد جاءت على الوجه التالى:

- هو انت ايه حكايتك بالظبط

- لا حكاية ولا رواية انا نظمت من نفسى وحدى وقفة احتجاجية سلمية ضد رئيس الجمهورية وفق أحكام الدستور.

- اى دستور

- دستور الشعب

- اى شعب

- شعب البلد

- لية

- احتجاجا على قيامة بدعس دستور الشعب الذى أقسم على احترامه والالتزام بأحكامه وعسكرة البلاد وتمديد وتوريث الحكم لنفسه ومنعه التداول السلمى للسلطة وانتهاكه استقلال المؤسسات والجمع بين السلطات التنفيذية و القضائية والمحاكم العليا والصغرى والنيابة العامة والإدارية والإعلامية والرقابية والجامعية وحتى الدينية فى قانون تنصيب نفسه مفتى الجمهورية. وكادت ان تكون ايضا والرياضية لولا رفض الفيفا تنصيب نفسه رئيسا لاتحاد كرة القدم. واصطناعة المجالس والبرلمانات والمؤسسات. وفرض قوانين الظلم والاستبداد والطوارئ والإرهاب والانترنت التى وصلت الى حد منح الجيش سلطة القبض على المدنيين والتحقيق معهم ومحاكمتهم عسكريا فى القضايا المدنية وعزل مدن ومنع تجمعات دون تحديد الأسباب والمدة وتكديس السجون بعشرات آلاف المعتقلين ونشر حكم القمع والإرهاب وتقويض الديمقراطية ومنع التداول السلمى للسلطة وتحويل البرلمان بقوانين انتخابات مسخرة وهيمنة سلطوية الى مجلس نواب رئيس الجمهورية وليس نواب الشعب واستئصال كلمة أحزاب معارضة وزعيم المعارضة من البرلمان على مدار 8 سنوات حتى الان لأول مرة منذ حوالى 45 سنة وتحويل البرلمان كلة الى برلمان رئيس الجمهورية وقانون منح الحصانة الرئاسية من الملاحقة القضائية الى كبار أعوان رئيس الجمهورية وكذلك قانون العفو الرئاسى عن كبار الإرهابيين الذين يحملون جنسيات اجنبية وإغراق مصر فى قروض اجنبية بعشرات مليارات الدولارات منها عشرين مليار دولار لصندوق النقد وحدة وإهدار معظم تلك القروض فى مشروعات كبرى فاشلة ومنها تفريعة القناة والمدينة الادارية ونشر الفقر والخراب والأوبئة والأمراض ومنها فيروس كورونا الذى يحصد الشعب كل يوم بالمئات ما بين قتلى ومصابين والتنازل عن جزيرتين فى البلد لدولة أخرى والتفريط فى أمن البلد القومى واراضى الدول الشقيقة المجاورة ومياه الشرب والرى للأعداء.

- نعم انه يتذكر جيدا المحقق وهو يدون فى نهاية التحقيق قائلا: ''يتم وضعه تحت الملاحظة الطبية فى عنبر الخطرين بمستشفى المجانين لمدة 45 يوما مع رفضه ما أجمع الشعب كله على قبوله والإذعان له وفق إرادة رئيس الجمهورية ونتائج الانتخابات والاستفتاءات الرسمية النزيهة الكاسحة التي نظمت بمعرفة رئيس الجمهورية''.

الحلقة الثانية

فتح باب غرفة النزيل الجديد فى مستشفى المجانين ودخل منه طبيب ومعه ممرضان قويان مفتولي العضلات.

وسأل الطبيب النزيل الجديد:

- انت اسمك ايه

- عادل

- شغال ايه

- فى معرض موبيليات بالعتبة

- ساكن فين

- كنت ساكن فى بولاق الدكرور ودلوقتى فى مستشفى المجانين

- عندك عربية

- لا كنت بستخدم أتوبيس رقم 166 بشرطة خط العتبة/بولاق الدكرور

- عال قوى انت من النهاردة اسمك ''166 بشرطة'' وتنسى اسمك الاولانى خالص فاهم

- فاهم يافندم

- كويس قوى هناك تقدم فى حالتك لانة من خلال تذكيرك دائما بالأتوبيس الذى كانت تستخدمه فى التوجة الى بيتك وعملك سيكون أمامك حافز فى سرعة الشفاء للعودة الى بيتك وعملك

- حاضر يافندم

- طيب اية رايك فى سياسة رئيس الجمهورية العامة الداخلية والخارجية

- غلط وعشان كدة وقفت وقفة احتجاجية لوحدى أمام القصر الجمهورى ضده مسكونى وجابونى هنا

- غلط فى اية

- دعس دستور الشعب الذى أقسم على احترامه والالتزام بأحكامه وعسكرة البلاد وتمديد وتوريث الحكم لنفسه ومنعه التداول السلمى للسلطة وانتهاكه استقلال المؤسسات والجمع بين السلطات التنفيذية و القضائية والمحاكم العليا والصغرى والنيابة العامة والإدارية والإعلامية والرقابية والجامعية وحتى الدينية فى مشروع قانون تنصيب نفسه مفتى الجمهورية. وكادت ان تكون ايضا والرياضية لولا رفض الفيفا تنصيب نفسه رئيسا لاتحاد كرة القدم. واصطناعة المجالس والبرلمانات والمؤسسات. وفرض قوانين الظلم والاستبداد والطوارئ والإرهاب والانترنت التى وصلت الى حد منح الجيش سلطة القبض على المدنيين والتحقيق معهم ومحاكمتهم عسكريا فى القضايا المدنية وعزل مدن ومنع تجمعات دون تحديد الأسباب والمدة وتكديس السجون بعشرات آلاف المعتقلين ونشر حكم القمع والإرهاب وتقويض الديمقراطية ومنع التداول السلمى للسلطة وتحويل البرلمان بقوانين انتخابات مسخرة وهيمنة سلطوية الى مجلس نواب رئيس الجمهورية وليس نواب الشعب واستئصال كلمة أحزاب معارضة وزعيم المعارضة من البرلمان على مدار 8 سنوات حتى الان لأول مرة منذ حوالى 45 سنة وتحويل البرلمان كلة الى برلمان رئيس الجمهورية وقانون منح الحصانة الرئاسية من الملاحقة القضائية الى كبار أعوان رئيس الجمهورية وكذلك قانون العفو الرئاسى عن كبار الإرهابيين الذين يحملون جنسيات اجنبية وإغراق مصر فى قروض اجنبية بعشرات مليارات الدولارات منها عشرين مليار دولار لصندوق النقد وحدة وإهدار معظم تلك القروض فى مشروعات كبرى فاشلة ومنها تفريعة القناة والمدينة الادارية ونشر الفقر والخراب والأوبئة والأمراض ومنها فيروس كورونا الذى يحصد الشعب كل يوم بالمئات ما بين قتلى ومصابين والتنازل عن جزيرتين فى البلد لدولة أخرى والتفريط فى أمن البلد القومى واراضى الدول الشقيقة المجاورة ومياه الشرب والرى للأعداء.

- ده انت باين عليك فعلا حالتك خطيرة جدا كما جاء فى تقرير ايداعك مستشفى المجانين.

ونظر الطبيب الى الممرضان القويان مفتولي العضلات اللذان أمسكا بالنزيل ''166 بشرطة'' وقاما بجرة خارج الحجرة والذي صرخ قائلا وهو يحاول مقاومتهم والتملص منهم

- أنتم رايحين فين

ورد الطبيب

- الى أول جلسة من جلسات علاجك

وصرخ ''166 بشرطة'' وضاع صوته بين ردهات مستشفى المجانين.

الحلقة الثالثة

رقد النزيل''166 بشرطة'' صاحيا على سرير غرفته فى عنبر الخطرين بمستشفى المجانين يحملق فى سقف الغرفة فترة طويلة دون ان يتحرك. وكان قد مضى علية فى المستشفى قرابة شهر تعرض خلالها الى جلستين علاج بالكهرباء أسبوعيا.

وأخذ يستعرض فصول حياته مع زوجته واطفالة وبيتة وعمله واقاربه واصدقائه واحبابة. حتى وصل الى يوم قيامه بتنظيم وقفة احتجاجية لوحدة أمام القصر الجمهورى ضد استبداد رئيس الجمهورية وإلقاء القبض عليه وايداعه فى عنبر الخطرين بمستشفى المجانين.

وتنبه الى حركة فى مزلاج الباب ودخول ممرض ضخم الجثة يخطره بموافقة الطبيب المعالج على أول زيارة له منذ إيداعه مستشفى المجانين كنوع من العلاج بعد أن كان الطبيب قد رفض فى السابق كافة الزيارات الية. واقتياده الى مكان الزيارة وهو يسير بجانب الممرض مثل الانسان الالى بدون ان ينطق بحرف.

ووجد أمامه أمه العجوز وزوجته وأطفاله الثلاثة بنت وولدين ما بين الخمس والعشر سنوات. واحتضنه الجميع وهم يبكون.

وقالت امة.

- ياما قلتلك با عادل سيبك من معارضة رئيس الجمهورية دة راجل ظالم ومفترى محناش قدة ومفيش حد قادر يقف قدامة ومفيش معارضة فى البلد عشان توقفه عند حده بل ساعدته حتى وصل للجبروت اللى هو فية دة و قاموا بتمليك البلد باللى فيها آلية. اخد ابن الست فكيهة الوحيد من 3 سنين واتهمه بأنه إرهابى علشان كتب يقوله على الفيسبوك ''ارحل''. فاسمع كلام امك يابنى و ابعد عن الراجل ده. ما اهوه الناس كلها فى البلد ساكتة محدش فيهم قادر يفتح بقه بكلمة واحدة ضدة وإذا اتكلم حد عشان يهتف بحياتة اشمعنى انت اللى مقصوف من لسانك مش عاجبك فيه اللى الناس كلها ساكتة علية عشان تبعد عن شرة.

وظل ''166 بشرطة'' صامتا حتى جاء الممرض يعلن انتهاء الزيارة ويصطحبه وسط بكاء امه وزوجته واطفاله الى غرفتة فى عنبر الخطرين بمستشفى المجانين

الحلقة الرابعة

جلس النزيل ''166 بشرطة'' المحتجز فى عنبر الخطرين بمستشفى المجانين. خلال فترة نزهة قصيرة يسمحون فيها لبعض نزلاء المستشفى بالخروج والتريض فى حديقة المستشفى المحيطة بأسوار حديدية. على مقعد حجري عريض يتسع لاربعة اشخاص. وكان قد حرص منذ إيداعه مستشفى المجانين قبل شهر على عدم الاختلاط بأحد من نزلاء المستشفى. وأخذ يفكر فى اهلة. وشعر بأن الزيارة التي قامت بها أمه وزوجته وأطفاله إليه فى مستشفى المجانين لم تسعده بل تسببت فى ايلامة. فقد شعر معها بفداحة سجنه واحتجازه بعيدا عن اهله واحبابه وناسة. ولكن كيف اصلا يعتبرونه مجنونا ويحتجزونه فى مستشفى المجانين بدعوى ان ما يرفضه من استبداد رئيس الجمهورية ارتضت به أركان المجتمع ولم تفتح بقها بكلمة. وهل رفض ما خضع الية أركان المجتمع يعتبر جنون. وأفاق من تأملاته على شخص فى نحو الستين من عمره يجلس على المقعد بجواره ويلقى عليه السلام ويسترسل قائلا:

- اسمي خالد وجدى ومعروف هنا باسم ''طشت الغسيل''

- اهلا وسهلا تشرفت. وانا اسمى عادل عبد الظاهر ومعروف هنا باسم ''166 بشرطة''

- يا اهلا وسهلا. حقيقة انا شغال مهندس معماري. وكنت أعيش مع زوجتي وفي محيط أولادى الاثنين ولد وبنت واحفادى الخمسة منهما حياة سعيدة لم يكن يعكرها سوى انقلاب الحزب السياسي الليبرالي الذي كان معارضا وكنت أنتمي إليه بزاوية 180 درجة عن مبادئه السياسية لمسايرة رئيس الجمهورية وأحزابه الكرتونية الاستخباراتية وأتباعه من الفلول وتجار السياسة والانتهازيين فى استبداده وعسكرة البلاد وانتهاك استقلال المؤسسات والجمع بين السلطات ونشر حكم القمع والإرهاب وتمديد وتوريث الحكم لرئيس الجمهورية ومنع التداول السلمى للسلطة. بذريعة دعم الدولة بعد ان اعتبر الحزب رئيس الجمهورية هو الدولة والشعب رعايا دولة رئيس الجمهورية. ورفضت بالطبع هذا الفساد السياسى لان الولاء كان لمبادئ الحزب وتاريخ الحزب و استقلت من الحزب بعد ان باع مبادئه الوطنية الشريفة و تاريخه الوطنى العريق فى سوق نخاسة رئيس الجمهورية. و كتبت سلسلة مقالات على مواقع التواصل الاجتماعى اطالب فيها بتنظيف الحياة السياسية من الفساد السياسي أولا من أجل تطهير منصب رئيس الجمهورية من القذارة السياسية. وتم ضبطى وايداعى مستشفى المجانين ومنحونى اسم ''طشت الغسيل'' بدعوى تذكيري بسلسلة المقالات التى كتبتها وطالبت فيها بتنظيف الحياة السياسية وتطهير منصب رئيس الجمهورية ليكون لدى حافز فى سرعة الشفاء للعودة الى بيتي وزوجتي وأبنائي واحفادى. وانت ايه حكايتك.

- رفضت دعس دستور الشعب الذى أقسم على احترامه والالتزام بأحكامه وعسكرة البلاد وتمديد وتوريث الحكم لنفسه ومنعه التداول السلمى للسلطة وانتهاكه استقلال المؤسسات والجمع بين السلطات التنفيذية و القضائية والمحاكم العليا والصغرى والنيابة العامة والإدارية والإعلامية والرقابية والجامعية وحتى الدينية فى مشروع قانون تنصيب نفسه مفتى الجمهورية. وكادت ان تكون ايضا والرياضية لولا رفض الفيفا تنصيب نفسه رئيسا لاتحاد كرة القدم. واصطناعة المجالس والبرلمانات والمؤسسات. وفرض قوانين الظلم والاستبداد والطوارئ والإرهاب والانترنت التى وصلت الى حد منح الجيش سلطة القبض على المدنيين والتحقيق معهم ومحاكمتهم عسكريا فى القضايا المدنية وعزل مدن ومنع تجمعات دون تحديد الأسباب والمدة وتكديس السجون بعشرات آلاف المعتقلين ونشر حكم القمع والإرهاب وتقويض الديمقراطية ومنع التداول السلمى للسلطة وتحويل البرلمان بقوانين انتخابات مسخرة وهيمنة سلطوية الى مجلس نواب رئيس الجمهورية وليس نواب الشعب واستئصال كلمة أحزاب معارضة وزعيم المعارضة من البرلمان على مدار 8 سنوات حتى الان لأول مرة منذ حوالى 45 سنة وتحويل البرلمان كلة الى برلمان رئيس الجمهورية وقانون منح الحصانة الرئاسية من الملاحقة القضائية الى كبار أعوان رئيس الجمهورية وكذلك قانون العفو الرئاسى عن كبار الإرهابيين الذين يحملون جنسيات اجنبية وإغراق مصر فى قروض اجنبية بعشرات مليارات الدولارات منها عشرين مليار دولار لصندوق النقد وحدة وإهدار معظم تلك القروض فى مشروعات كبرى فاشلة ومنها تفريعة القناة والمدينة الادارية ونشر الفقر والخراب والأوبئة والأمراض ومنها فيروس كورونا الذى يحصد الشعب كل يوم بالمئات ما بين قتلى ومصابين والتنازل عن جزيرتين فى البلد لدولة أخرى والتفريط فى أمن البلد القومى واراضى الدول الشقيقة المجاورة ومياه الشرب والرى للأعداء. ووقفت وقفة احتجاجية لوحدى أمام القصر الجمهورى ضد رئيس الجمهورية مسكونى وجابونى هنا ومنحونى اسم ''166 بشرطة'' بدعوى تذكيري برقم الأتوبيس الذى كنت استخدمه ما بين مقر سكنى وزوجتي وأطفالي الثلاثة فى بولاق الدكرور ومقر عملي فى معرض موبيليات فى العتبة ليكون لدى حافز فى سرعة الشفاء للعودة الى بيتي وعملي.

الحلقة الخامسة

خرج النزيل ''166 بشرطة'' الى حديقة المستشفى المحاطة بالأسوار الحديدية خلال فترة التريض القصيرة وكأنه شبح فر من القبر وليس إنسان خرج الى التريض برهة قصيرة فى مستشفى المجانين! وكان قد مضى عليه فى المستشفى خمسة أسابيع تعرض خلالها الى جلسات كهرباء مرتين أسبوعيا بحيث كاد ان يفقد عقله بالفعل. وأخذ يبحث بعينه عن صديقة الجديد ''طشت الغسيل''. وكان قد اعتزم الهرب من مستشفى المجانين مهما كانت العواقب وأراد استشارة ''طشت الغسيل'' ربما يساعده فى الهرب او قد يشاركه الهرب معه. لأنه وجد أنه اذا استمر فى مستشفى المجانين يتعرض الى جلسات كهرباء ويعطونة حقن وأدوية خاصة بمرضى الأمراض العقلية لتحول لا محالة الى مجنون بالفعل! وكان قد اعتاد إلقاء أقراص الأدوية التى يعطونها الية فى دورة المياة ولكنه عجز عن منعهم من اعطائة الحقن وتعريضة الى جلسات الكهرباء. وخلال بحثه عن ''طشت الغسيل'' وجد رجل يقترب منه وبادره قائلا:

- هل تبحث عن شئ؟

- نعم ''طشت الغسيل''!

- انة لم يخرج من غرفتة اليوم. من انت؟ لقد شاهدتك مرتين او ثلاث ولكنى لم اتعرف بك.

- اسمى عادل عبدالظاهر. 40 سنة. ومعروف هنا باسم ''166 بشرطة''.

- يا مرحبا. وانا اسمى أشرف عبدالغفار. 50 سنة. ومعروف هنا باسم ''البوسطجي''.

- ولكن كيف جئت الى هنا ايها ''البوسطجي''؟ فإنك لا يبدو عليك أنك مجنون!

- وهل هناك فى هذه المستشفى احد مجنون بالفعل سوى بضع أفراد قلائل! أنني سجنت هنا قبل نحو 7 سنوات بعد شهور معدودة من اعتلاء الجنرال الحاكم منصب رئيس الجمهورية. بعد ان توقعت قبل ان يتسلق السلطة. فى غمرة حماس الناس بحسن نية لانتخابه رئيسا للجمهورية. بالخطة الاستبدادية التى سوف يسير عليها فور اعتلائه السلطة. مدعوما من قوى ظلامية خفية جهنمية. وأحزاب سياسية باعت الشعب مع القضية الوطنية. وأخذت فى تحذير الناس منه والقوى الظلامية والأحزاب السياسية. عبر سلسلة رسائل نشرتها فى بعض وسائل الإعلام الحرة المستقلة. بعد ان كشف الجنرال بنفسه عن مكمنه الاستبدادى. بعد ان رفض خلال فترة ترشحه على منصب رئيس الجمهورية ان يطرح برنامج انتخابي وطلب من الناس انتخابه بدون ان يلتزم ببرنامج انتخابي. وبعد ان قامت أجهزة استخباراتية بصناعة ائتلاف استخباراتى وحزب استخباراتى حتى يكونوا مطية للجنرال فى هدم دستور وقوانين ومؤسسات الشعب. وإقامة دستور وقوانين ومؤسسات الجنرال. و تمديد وتوريث الحكم للجنرال. ومنع التداول السلمى للسلطة. وعسكرة البلاد. وانتهاك استقلال المؤسسات. والجمع بين السلطات. وتقويض الديمقراطية. ونشر حكم الحديد والنار. وتكديس السجون بالاحرار. وهو ما يبين بأن القوى الظلامية الخفية الجهنمية التي دفعت الأجهزة الاستخباراتية لإنشاء ائتلاف صورى وحزب وهمى من العدم وحشدهم بالفلول وتجار السياسة والانتهازيين. حتى قبل ان يتولى الجنرال السلطة. يهمها ان تسيطر على منصب رئيس الجمهورية الى الأبد. بغض النظر عن اسم من وقع عليه الاختيار لشغل منصب رئيس الجمهورية. المهم ان يكون صنيعتها. وتوفير الأدوات البشرية اللازمة وتطويعها له لتحقيق أهدافه التي هي أهدافها الشيطانية. وجعل القوى الظلامية من نفسها دولة داخل الدولة. وبعد ان رفض الجنرال خلال فترة ترشحه فى الانتخابات الرئاسية أثناء اجتماعه مع الأحزاب السياسية ان يستجيب الى طلب الأحزاب السياسية بأن يقوموا مع باقي أركان المجتمع المدني بوضع قوانين انتخابات البرلمان بحكم كونها من القوانين المكملة للدستور حتى يتمكن هو من وضعها بمعرفته على مقاسه ومقاس الائتلاف الاستخباراتى والحزب الاستخباراتي و صنائعه من الخدم والحشم والأحزاب المهادنة بالمخالفة للدستور. وحتى يقوم الائتلاف الاستخباراتى والحزب الاستخباراتي و صنائعه والأحزاب المهادنة التي تسير فى ركابه داخل البرلمان من وضع قوانين انتخابات كل المجالس النيابية والمحلية التالية. حتى يضمن مع القوى الظلامية الحفاظ على التمديد والتوريث والعسكرة والاستبداد الى الابد. واردت تحذير الشعب من حصان طروادة المتمثل فى الأحزاب السياسية التي مثل خضوعها أمام الجنرال رغم انة كان حينها مجرد مرشح فى الانتخابات الرئاسية. بأنها باعت قضية الشعب والوطنية نظير حصولها على حفنة مقاعد فى البرلمان. وبدلا من ان تناهض حرامى مستحقات ودستور وقوانين ومؤسسات الشعب. تعمل داخل البرلمان وخارجه على تمكينه من هدم مستحقات ودستور وقوانين ومؤسسات الشعب وإقامة دستور وقوانين ومؤسسات الجنرال والقوى الظلامية الجهنمية التي تقف خلفه ضد الشعب والوطن. وتم ضبطى وجاؤوا بي الى هنا وأطلقوا على اسم ''البوسطجي'' للتذكير برسائل التحذير التى أطلقتها للشعب بدعوى أنها حافز يمكننى من الشفاء والعودة الى بيتى وزوجى وابنائى الإثنين بنت وولد في الجامعة وعملى كباحث فى احدى الاكاديميات البحثية. والآن ضاع الوطن الى الابد وفشلت كل محاولة فى سبيل انقاذه. وأطرق رأسه الى الأرض وطفق يبكي بحرارة.

ووجد ''166 بشرطة'' بأن هناك من يضحى بحياته ومستقبله فى سبيل اسمى الأغراض السياسية السلمية من أجل الوطن.

الحلقة السادسة والاخيرة

جلس النزيل ''166 بشرطة'' على حافة سريره فى عنبر الخطرين بمستشفى المجانين يتأهب لموعد حضور الطبيب لاصطحابه الى جلسة العلاج بالكهرباء. التي يراها بانها معركة محاولة تطويعه حتى ينصر الباطل ويدهس الحق مع كونها من أساسيات أولى علامات الشفاء فى طريق خروجه من المستشفى الى بيته وعمله.

وكان قد التقى مع صديقه ''طشت الغسيل'' بعد أن عجز عن لقائه على مدار يومين. وتبين انة أخذ يقلل من خروجه الى لحظات التريض فى ظل انتشار فيروس كورونا فى البلد بصفة عامة.

ووجدة يعارض فكرته فى الهروب من مستشفى المجانين. ورغم اقتناعه بأن معتقل مجنون هارب أفضل للمجتمع من معتقل إرهابي هارب. إلا أنه رفض فكرة هروبه. خاصة مع عدم قدرته على تأمين وسائل اختبائه.

ولم يجد النزيل ''166 بشرطة'' أمامه سوى معركته الفاصلة مع أعدائه. المتمثلة فى جلسة الكهرباء التي يتأهب لموعد حضور الطبيب لاصطحابه إليها.

مع كون هذه الجلسة خصيصا تمثل ختام اليوم 45 الموجود فيه بالمستشفى. وفق قرار جهات التحقيق التى كانت قد أمرت بإيداعه تحت الملاحظة الطبية فترة 45 يوم فى مستشفى المجانين. ومن المفترض بعد جلسة اليوم جلوس الطبيب المختص ومعاونيه لكتابة تقرير عن حالته وإرسال التقرير لجهات التحقيق. ومن محتواه يتحدد مصيره سواء بالخروج من مستشفى المجانين الى بيته. أو بقائه فى مستشفى المجانين الى الابد.

نعم انه سيقول كلمته الاخيرة وهو مكبل بالأصفاد على الكرسى الكهربائى. قبل لحظات من اصدار التقرير الرهيب الذى سوف يمثل حياته او موته.

وجاءت اللحظة الحاسمة وجاء الطبيب ومعه ممرضين قويان. واقتياده الى ''الكرسى الكهربائى'' فى غرفة الاعدام. المسمى ''الكرسي العلاجى'' فى غرفة التأهيل.

لم يقاومهم. ورغم كل صراخاته وتعاظم عذابه. زادت الصدمات الكهربائية من عزيمته وقوة إرادته. وجاء الوقت الذى يقول لهم كلمته الأخيرة ضد نظام حكم المقصلة.

- ايه راي ''166 بشرطة'' دلوقتى؟.

- في ايه يا حضرة الطبيب؟.

- فى سياسة رئيس الجمهورية العامة الداخلية والخارجية

- اولا ليس اسمى ''166 بشرطة''. ولكن اسمى عادل عبدالظاهر. وانا موجود هنا عشان وقفت وقفة احتجاجية لوحدى أمام القصر الجمهورى ضد رئيس الجمهورية. نتيجة رفض سياسة رئيس الجمهورية العامة الداخلية والخارجية. بعد أن دعس دستور الشعب الذى أقسم على احترامه والالتزام بأحكامه وعسكرة البلاد وتمديد وتوريث الحكم لنفسه ومنعه التداول السلمى للسلطة وانتهاكه استقلال المؤسسات والجمع بين السلطات التنفيذية و القضائية والمحاكم العليا والصغرى والنيابة العامة والإدارية والإعلامية والرقابية والجامعية وحتى الدينية فى مشروع قانون تنصيب نفسه مفتى الجمهورية. وكادت ان تكون ايضا والرياضية لولا رفض الفيفا تنصيب نفسه رئيسا لاتحاد كرة القدم. واصطناعة المجالس والبرلمانات والمؤسسات. وفرض قوانين الظلم والاستبداد والطوارئ والإرهاب والانترنت التى وصلت الى حد منح الجيش سلطة القبض على المدنيين والتحقيق معهم ومحاكمتهم عسكريا فى القضايا المدنية وعزل مدن ومنع تجمعات دون تحديد الأسباب والمدة وتكديس السجون بعشرات آلاف المعتقلين ونشر حكم القمع والإرهاب وتقويض الديمقراطية ومنع التداول السلمى للسلطة وتحويل البرلمان بقوانين انتخابات مسخرة وهيمنة سلطوية الى مجلس نواب رئيس الجمهورية وليس نواب الشعب واستئصال كلمة أحزاب معارضة وزعيم المعارضة من البرلمان على مدار 8 سنوات حتى الان لأول مرة منذ حوالى 45 سنة وتحويل البرلمان كلة الى برلمان رئيس الجمهورية وقانون منح الحصانة الرئاسية من الملاحقة القضائية الى كبار أعوان رئيس الجمهورية وكذلك قانون العفو الرئاسى عن كبار الإرهابيين الذين يحملون جنسيات اجنبية وإغراق مصر فى قروض اجنبية بعشرات مليارات الدولارات منها عشرين مليار دولار لصندوق النقد وحدة وإهدار معظم تلك القروض فى مشروعات كبرى فاشلة ومنها تفريعة القناة والمدينة الادارية ونشر الفقر والخراب والأوبئة والأمراض ومنها فيروس كورونا الذى يحصد الشعب كل يوم بالمئات ما بين قتلى ومصابين والتنازل عن جزيرتين فى البلد لدولة أخرى والتفريط فى أمن البلد القومى واراضى الدول الشقيقة المجاورة ومياه الشرب والرى للأعداء

- ده انت باين عليك مجنون فعلا؟!. دا انا هخرب بيتك!. دا انا هوديك فى ستين الف داهية!. دا انا هحولك بجلسات الكهرباء الى هيكل عظمى!. انت دلوقتى اصبحت مجنون رسمى!. وسوف احسم الان في تقرير مستشفى المجانين النهائى عن حالتك الى جهات التحقيق بأنك اصبحت ''مجنون رسمى'' سوف تصبح بعدها في عهدة مستشفى المجانين؟!.

تمت

اتهامات بتورط جهاز الأمن الوطني ومستشفى المجانين بالعباسية في إخفاء أيمن هدهود قسريًا حتى الموت

رابط التقرير
 اتهامات بتورط جهاز الأمن الوطني ومستشفى المجانين بالعباسية في إخفاء أيمن هدهود قسريًا حتى الموت


تتابع الجبهة المصرية لحقوق الانسان عن كثب ملابسات وفاة الاقتصادي أيمن هدهود بعد أكثر من شهرين (63 يومًا) من اختفاءه بعد آخر ظهور له في 5 فبراير 2022، وبعد معلومات وردت لأسرته فيما بعد بشكل رسمي وغير رسمي باحتجازه في قسم شرطة الأميرية، ثم مستشفى الصحة النفسية في منطقة العباسية، وحتى إبلاغ أسرته أمس في 9 أبريل بوفاته في مستشفى العباسية، وطلب ذهابهم لاستلام جثمان أيمن منها، وذلك في ظل تضارب واضح في الروايات الرسمية حول سبب القبض عليه ومتابعة النيابة للقضية وعملية دفنه.

وفقًا لشقيق أيمن، كان أخر مرة شاهده فيها هو مساء 5 فبراير، قبل أن ينقطع التواصل معه وتبدأ رحلة إخفاءه من قبل جهاز الأمن الوطني. فوفقًا لشقيقه، والذي أكد لمصادر صحفية، بأنه بعد أيام من اختفاء أيمن، ذهب رجال أمن تابعين لقسم مدينة نصر إلي منزل شقيقيه وقالوا لهم بأن أيمن في مقر جهاز الأمن الوطني في قسم الأميرية، واصطحبوهم للقسم وأخذوا بعض المعلومات منهم عن أيمن، لكن رفضوا تسليمه إياهم، وقالوا بأنه سيخرج في غضون أيام. إلا أنه لم يخرج، وبدأت أسرته من جانبهم في اللجوء لمعارف وأشخاص لهم علاقات بأجهزة أمنية لمساعدتهم في الوصول إلي معلومات عن أيمن، والذين أخبروهم في16 فبراير بأن أيمن تم نقله إلي مستشفى الصحة النفسية في منطقة العباسية (وسط القاهرة).

بعد وصول أسرته لهذه المعلومة (غير الرسمية) توجهوا في اليوم التالي 17 فبراير للمستشفى وسألوا عنه، إلا أنهم لم يجدوا اسمه في أي من الكشوفات الرسمية أو حتى أسماء الجثامين بثلاجة المستشفى. وذلك بالرغم من تسرب معلومة لأسرته من داخل المستشفى نهاية مارس بأن أيمن متوفي منذ شهر!

وبعد فترة من الرحلات المكوكية لشقيقه بين السلطات القضائية ومستشفي الصحة النفسية، قال أحد الأطباء في المستشفى بأن أيمن كان قد جاء من قبل جهة أمنية، ومودع تحت الملاحظة لمدة 45 يوم. ووفقًا لشقيقه، فأثناء سعيه للحصول على تصريح من النيابة العامة للكشف عن وضعية أيمن داخل المستشفى وزيارته، رد عليه موظفون في النيابة، بأنه لا توجد قضية باسمه.

وبعد مهاتفه قسم مدينة نصر لأسرته أمس 9 أبريل، والذي يطلب منه الذهاب لاستلام الجثمان، فوجئ شقيق أيمن أثناء استخراج تصريح استلام الجثمان من نيابة مدينة نصر، بوجود تصريح بتاريخ سابق من النيابة لدفنه في مقابر الصدقة، باعتباره مجهول الهوية، وهو ما رفضه شقيقه، وأكد للنيابة أنه كان محتجزًا لدي الأمن الوطني، وقررت نيابة مدينة نصر ثان تشريح الجثمان غدًا 11 أبريل.

التضارب الشديد بين الروايات الرسمية بينها وبين بعضها، ومع رواية الأسرة، يثير موجة من الشكوك الكبيرة حول تورط الأجهزة الأمنية ومستشفى الصحة النفسية في العباسية في إخفاءه ومن ثم موته. فبالرغم من إصدار وزارة الداخلية بيانًا اليوم 10أبريل (على لسان مصدر أمني) نفت تعرض هدهود للإخفاء القسري، وقالت أنه ألقي القبض عليه في 6 فبراير أثناء محاولته كسر باب إحدي الشقق في منطقة الزمالك (في تضارب مع رواية المستشفى أثناء تسليم الجثمان ونيابة مدينة نصر والتى قالت لشقيقه بأنه متهم بسرقة سيارة في مركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية)، وأكمل بيان الداخلية، بأنه بسبب إتيانه بتصرفات غير مسؤولة تم إحالته لمستشفى الأمراض النفسية، بقرار من النيابة (التي أكد موظفوها لشقيقه سابقًا، بعدم وجود قضية له في النيابة من الأساس).

أيمن هدهود 42 عام، اقتصادي، تخرج من كلية إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية، وشغل منصب المراقب المالي في الجامعة الأمريكية حتى وفاته، كما عمل لفترة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. أيمن أيضًا هو عضو حزب الإصلاح والتنمية برئاسة عضو مجلس حقوق الانسان والسياسي البارز منذ أكثر من عام في عملية التوسط لدي الأجهزة الأمنية بخصوص المعتقلين السياسيين محمد أنور السادات.

موقع صحيح مصر: اسرة الباحث الأكاديمي والخبير الاقتصادى المصرى أيمن هدهود تكشف أكاذيب وزارة الداخلية .. بيان استخفاف وزارة الداخلية بعقلية الناس

رابط تقرير موقع صيح مصر

ايه اللى بيحصل فى البلد بالضبط..

بعد مصرع الباحث الأكاديمي والخبير الاقتصادى المصرى أيمن هدهود داخل مستشفى المجانين فى ظروف غامضة بعد شهرين من اعتقاله واختفائه قسريا .. واعتراف وزارة الداخلية فى بيانها أمس الاحد 10 أبريل 2022 باعتقاله وزعمها قيامها بإيداعه مستشفى المجانين بناء على قرار للنائب العام

موقع صحيح مصر: اسرة الباحث الأكاديمي والخبير الاقتصادى المصرى أيمن هدهود تكشف أكاذيب وزارة الداخلية


نفت وزارة الداخلية في بيان رسمي، اختفاء الباحث الاقتصادي أيمن هدهود قسريًا، قبل العثور على جثمانه في مستشفى الصحة النفسية في العباسية. وزعمت الوزارة أنها ألقت القبض على "هدهود" بناء على بلاغ من حارس أحد العقارات في الزمالك، بعد محاولته كسر باب إحدى الشقق، وأنها "اتخذت الإجراءات القانونية في حينها بإيداعه في أحد مستشفيات الأمراض النفسية بناء على قرار النيابة". لكن أمام مزاعم وزارة الداخلية رواية عائلته التي قضت ما يربو من شهرين في البحث عنه في أقسام الشرطة والمستشفيات، تواصلت صحيح مصر مع عمر هدهود، شقيق "أيمن" لمعرفة رده على بيان وزارة الداخلية.  في البداية نفى عمر هدهود رواية الداخلية بالقبض على شقيقه من منطقة الزمالك، وقال إن يوم 5 فبراير الماضي، أُلقي القبض على شقيقه "أيمن" من منطقة الأميرية بالزيتون بدون معرفة الجهة الأمنية المنفذة تحديدًا، ولكنه يرجح أنها قوات من الأمن الوطني. ويفند "عمر" مزاعم الداخلية، بالتواريخ أنه في يوم يوم 8 فبراير، بعد ثلاثة أيام من القبض عليه، جاء لأسرة أيمن مندوب شرطة تابع لقسم الأميرية، وأبلغهم أن شقيقه مقبوض عليه، "إحنا وقتها عرفنا أنه مع الداخلية.. وبالتالي بدأنا بحثنا عنه من قسم الأميرية التابع له المندوب". يوم 16 فبراير، وبعد عشرة أيام من البحث المضني، علمت أسرة "أيمن" بنقله من قسم الأميرية إلى مستشفى الأمراض العقلية، وعليه ذهب عمر إلى المستشفى التي أنكرت وجوده أكثر من مرة. بعد إلحاح الأسرة وتدخل وسطاء ذوي نفوذ، أبلغوا أسرته بوجوده بالمستشفى، لكنه محتجز في قسم "الطب الشرعي" وهو مخصص للمتهمين على ذمة قضايا جنايات، و"هو قسم لا علاقة له بإدارة المستشفى، وله دفاتره الخاصة بعيدا عن دفاترها"، وممنوع الإطلاع عليها إلا بأمر النائب العام. توجه "عمر" إلى النائب العام في محاولة للحصول على تصريح للإطلاع على أسماء المحتجزين في قسم الطب الشرعي في مستشفى الأمراض العقلية، ولكن كان الرد أن "مفيش قضية من الأساس باسم أيمن". يوضح عمر: "هناك عشان يعطيك تصريح بالاطلاع على دفاتر القسم الطب الشرعي لازم يكون فيه قضية معروضة أمام النيابة، وليها رقم، ولأنه مفيش قضية معرفناش ندخل أو نطلع على هذه الدفاتر". وهو ما يدحض ادعاء الداخلية أنها أودعت أيمن هدهود في مستشفى الأمراض النفسية بناء على قرار من النائب العام. وعن احتجازه بمستشفى الأمراض النفسية بدون وجود قضية أو حتى معرفة أسرته بالمخالفة لقانون الاحتجاز في المستشفيات النفسية، يقول عمر: "ده كلام يُسأل فيه اللي احتجزوا أيمن سواء في قسم الشرطة أو في الأمن الوطني". يوم 9 أبريل، هاتف عمر شخص -يتحفظ على ذكر اسمه- وأخبره بوفاته شقيقه ايمن هدهود، وطالبه بالذهاب لاستلام جثته من مستشفى العباسية يوم 10 أبريل. ويُشير عمر إلى تضارب روايات وزارة الداخلية حول احتجاز أيمن قائلاً: "في البداية وعبر أحد الوسايط، أخبرتنا الداخلية أن أيمن احتجز على ذمة قضية سرقة سيارة بقسم قصر النيل، واتحاكم في محكمة المعادي، وأن القاضي قرر ينقله مستشفى الأمراض العقلية بسبب سلوكه". ويقول عمر عن هذه الملابسات :"لما روحنا عشان نستلم جثته، ورد في تقرير النيابة العامة أن الوفاة حدثت يوم 5 مارس الماضي، أي قبل أكثر من 35 يومًا من إعلامنا". ويقول عمر: "يعني إحنا طول المدة دي كنا بندور عن أيمن وهو متوفي وموجود في أحد ثلاجات مستشفى العباسية". ويُشير عمر إلى تضارب روايات وزارة الداخلية حول احتجاز أيمن قائلاً: "في البداية وعبر أحد الوسايط، أخبرتنا الداخلية أن أيمن احتجز على ذمة قضية سرقة سيارة بقسم قصر النيل، واتحاكم في محكمة المعادي، وأن القاضي قرر ينقله مستشفى الأمراض العقلية بسبب سلوكه". ثم تذكر وزارة الداخلية فى بيانها أنه تم احتجازه يوم 6 فبراير، بعد بلاغ بمحاولته كسر باب إحدى الشقق السكنية بمنطقة الزمالك، وأن تصرفات كانت غير مسئولة، وبناء عليه تم إيداعه مستشفى الأمراض النفسية. وقبلها أبلغت وزارة الداخلية شفهيًا -حسب عمر- أن "أخوكم أيمن احتجز بسبب سرقته سيارة بمنطقة السنبلاوين التابعة لمحافظة الدقهلية". عمر بيقول إن "الروايات الثلاث للداخلية أجمعت أن تاريخ الحوادث الثلاثة والمحاكمة في المعادي تمت في ثلاثة أيام فقط من 5 إلى 8 فبراير"، وهو نفس التوقيت اللي كان فيه أيمن هدهود محتجزًا في قسم الأميرية، وفقًا لما أخبرهم به مندوب شرطة.  والأغرب -حسب حديث عمر- إنه لما راح عشان يستلم جثة شقيقه، فوجئ بأن النيابة أصدرت تصريح بدفن شقيقه بمقابر الصدقة باعتباره مجهول الهوية في مارس اللي فات، وهو ما لم يمكنه من الإطلاع على سبب الوفاة الصادر في التصريح. طالب عمر وأسرته بتعديل التصريح لدفنه في مقابر الأسرة، أو إصدار تصريح جديد، عادل شقيقه الثالث أدلى في النيابة وقت الحصول على التصريح الجديد إن في فترة اختفاء أيمن كان محتجزًا في الأمن الوطني، وبناء عليه صدر قرار بتشريح الجثمان. وتنتظر الأسرة تقرير الطب الشرعي عقب تشريح جثمان أيمن هدهود لمعرفة سبب الوفاة.

رابط بيان وزارة الداخلية

بيان استخفاف وزارة الداخلية بعقلية الناس


نرفض الاستخفاف بعقلية الناس فى بيان وزارة الداخلية الصادر مساء أمس الاحد 10 أبريل 2022. بعد ان نسبت وزارة الداخلية فية تساؤلات الرأي العام المصرى على مدار الساعات الماضية حول غموض ملابسات اعتقال الباحث الأكاديمي والخبير الاقتصادى المصرى أيمن هدهود. ثم مصرعه داخل مستشفى المجانين في العباسية بعد شهرين من اعتقاله و اختفائه قسريا. إنها تساؤلات صادرة عن ما أسمته وزارة الداخلية فى بيانها ''الصفحات التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية على مواقع التواصل الاجتماعى''. وكأنما أصبحت مطالب الناس بالشفافية وكشف الحقيقة وتساؤلات الراي العام المصرى حول غموض ملابسات اعتقال للباحث الأكاديمي والخبير الاقتصادى أيمن هدهود ثم مصرعه داخل مستشفى المجانين في العباسية بعد شهرين من اعتقاله و اختفائه قسريا. جريمة ارهابية صادرة عن الصفحات التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية على مواقع التواصل الاجتماعى فى نظر ومفهوم وفكر وزارة الداخلية. وقد يكون الأمر ليس عن جهل وغباء. ولكن فى إطار مفهوم معشعش لدى إدارة وزارة الداخلية فى الدفاع والاحتواء وتبرير الانتهاكات عبر توجيهها الى مزاعم محاربة الارهاب والدفاع عن الوطن فى ظل نظام حكم عسكر فردي قائم أصلا على سيل من المواد والقوانين و المجالس والبرلمانات الاستبدادية المصطنعة. وايا كان الامر فمن غير المقبول ان تصل الأمور حد الاستخفاف بعقلية الناس.
وقال بيان وزارة الداخلية بالنص حرفيا: ''نفى مصدر أمني صحة ما تداولته بعض الصفحات التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية على مواقع التواصل الاجتماعى بشأن الزعم باختفاء المواطن / أيمن هدهود قسرياً وأكد المصدر أنه بتاريخ 6 فبراير 2022 تبلغ من حارس أحد العقارات بمنطقة الزمالك بالقاهرة بتواجد المذكور داخل العقار و محاولته كسر باب إحدى الشقق وإتيانه بتصرفات غير مسئولة .. وقد تم إتخاذ الإجراءات القانونية فى حينه وإيداعه بإحدى مستشفيات الأمراض النفسية بناءً على قرار النيابة العامة''.




موقع المنصة: "ثلاجة" قطاع الأمن الوطني ''جهاز مباحث امن الدولة سابقا'': أنظروا الى ما يحدث بعد ركوب الناس ميكروباص الشرطة

رابط التقرير

موقع المنصة:

"ثلاجة" قطاع الأمن الوطني ''جهاز مباحث امن الدولة سابقا'': أنظروا الى ما يحدث بعد ركوب الناس ميكروباص الشرطة


لم يشعر حسام* بمرور الوقت، فلم يعد يعرف عدد الساعات التي مرت عليه وعيناه معصوبتان، ويداه مقيدتان للخلف، بعد تناوله وجبة بسلة وأرز ولحم. قطع الصمت المطبق صوت صرير باب غرفة الاحتجاز وهو يُفتح، تبعه صوت أحدهم يقول يقول "يالا علشان هتمشي".

كان حسام أحمد في منزله بمنطقة السيوف بالإسكندرية يوم 5 مايو/ أيار 2017 عندما ألقي القبض عليه . كان عمره 34 سنة عندما طرقت قوة أمنية بملابس مدنية بابه في الثانية صباحًا وهو يجلس مع زوجته وابنه. طُلب منه التوجه للخارج دون أسئلة، ومُنعت زوجته من محاولة اللحاق به. وبعد اختفائه بحث عنه زوجته ووالدته وشقيقاه، في قسم الشرطة التابع لمحل سكنه، لكن القسم أنكر وجوده.

تجربة حسام تشبه تجارب آخرين قُبض عليهم واختفوا فترة، قد تكون يومًا أو اثنين أو عدة أسابيع، قبل ظهورهم في النيابة، دون أن يعلم ذووهم أي معلومات عن مكان اختفائهم أو سببه.

بعد مداهمة منزل حسام، وهو أحد أعضاء حزب الدستور السابقين، اقتاده رجال الأمن لسيارة ميكروباص وعصبوا عينيه قبل أن تتحرك السيارة التي توقفت أمام مكان ما، لينزل منها ويصطحبه الرجال لمكان لا يعرف شكله أو تفاصيله. يقول أنهم ألقوا به في حجرة لمست يده بها مقعد جلدي "حسيت إنه مكتب طالما فيه كرسي جلد. محدش بيرد عليا، وبسأل أنا فين وعاوزين مني ايه، مفيش أي صوت سامعه".

ظل حسام ساعات طويلة في تلك الغرفة، التي حاول تخمين مساحتها أو محتوياتها وفشل، حتى سمع صوت فتح الباب، ليدخل عليه أحدهم ويسأله "أكلت؟"، فيرد "لأ". عاد الرجل بعد فترة من الوقت ووضع أمامه طعامًا وساعده في الأكل لأن عينيه كانتا معصوبتين "أنا لما سمعت صوت الراجل ده بدأت أعرف أنا فين، أنا في أمن الدولة، مقر أمن الدولة، المكان اللي زرته كذا مرة من 2010 لما كانوا بيطلبوني، وكنت بدخل لحد الباب وبعدين يغموني وأروح لنفس الضابط، عرفته من صوته".

رغم أن حسام كان يرغب في معرفة أين هو للاطمئنان، زاد خوفه بعد علمه بالمكان، لأن "أمن الدولة ميطمنش خالص"، فتناول طعامه، ودخَّن سيجارة أعطاه إياها الضابط، ليسأله "عايز حاجة تانية؟"، ليرد "هو أنا همشي ولا هفضل هنا؟"، فقال الضابط "هتروّح".

مرَّ يوم كامل قبل أن يُفتح الباب من جديد ، وجاء أحدهم ليقتاد حسام، فظن أنه سيذهب لمنزله كما وعده الضابط، ولكنه وجد نفسه في نيابة أمن الدولة، يخضع للتحقيق على ذمة قضية سياسية متهم فيها بنشر أخبار كاذبة والانضمام لجماعة إرهابية.

بينما كان حسام يتناول وجبه الطعام في أحد مكاتب الأمن الوطني بالإسكندرية، أرسلت أسرته تلغرافات للنائب العام ووزارة الداخلية تفيد باختفائه بعد القبض عليه وتطلب الكشف عن مكانه، ولكن محضر ضبطه لم يُحرر إلا في اليوم التالي من القبض عليه. وقال حسام أمام وكيل النيابة الذي حقق معه إنه قضى يومًا كاملًا في مقر الأمن الوطني، ودُّونت أقواله بالمحضر.

ما تم مع حسام وغيره يخالف المادة 54 من الدستور، والتي تنص على أنه لا يجوز القبض على أحد، أو تفتيشه، أو حبسه، أو تقييد حريته بأى قيد إلا بأمر قضائي مسبب يستلزمه التحقيق، كما تتضمن أيضًا أن يُبلغ فورًا كل من تقيد حريته، ويُمكّن من الاتصال بذويه وبمحاميه فورًا، وأن يقدم إلى سلطة التحقيق خلال أربع وعشرين ساعة.

المحامي نبيه الجنادي، قال إن هذا الأسلوب متبع ومكرر مع المقبوض عليهم، لا يذهبون مباشرة للنيابة، ولكن يتجهون أولًا لأحد مقار الأمن الوطني "الحقيقة إن ده بيكون ليه أسباب كتير، أولها إنه ساعات بيتم مناقشة الشخص علشان أخذ معلومات أكتر منه، وبعدين يتعمل محضر تحريات بناء على المعلومات دي، ثم البحث عن قضية لوضع الشخص بها".

عودة للوراء

يصف الجنادي القبض على الشخص ووضعه على ذمة أحد القضايا بـ "الدائرة"، ولكنها تبدأ من نقطة نهايتها، فيروي للمنصّة "البداية المفروض تكون بمحضر من الأمن الوطني، وبعدين النيابة تشوف المحضر وتعمل التحريات، وتشوف هل الشخص ده فعلًا المفروض يتقبض عليه ولا لأ، وبعدين يطلع أمر الضبط، ولكن اللي بيحصل إن الدايرة دي بتبدأ من آخر خطوة، نقبض الأول على الشخص وبعدين نعمل التحريات وأمر الضبط".

الدائرة التي تدور للوراء، حاول حسام إثباتها، ومع أن أقواله سجلت في المحضر، لم يؤخذ بها، وهو ما تكرر مع أحمد الرديني الذي كان أقل حظًا من حسام، فألقي القبض عليه من الشارع، بالقرب من ميدان التحرير في 27 فبراير/ شباط 2020 أثناء مشاركته بتظاهرة لمناصرة أسر ضحايا حريق قطار رمسيس، وتم اقتياده لقسم قصر النيل.

ورغم أن أسرة الرديني ذهبت للقسم للسؤال عنه، أنكر الضباط وجوده، وبعد ساعات لا يعرف عددها كُبلت يداه، وعُصبت عيناه، وتوجه لمكان جديد لا يعرفه "عرفت من العساكر اللي بتدخل لي الأكل وتطلعني الحمام مرة في اليوم، إننا في أمن الدولة، مكانوش بيجاوبوا عليا أكتر من كده، وخلال الفترة اللي قعدتها اللي عرفت بعد كده إنها 5 أيام، كانوا بيحركوني من مكان لمكان ماشي على رجلي وأقعد قدام حد يستجوبني".

صمت قطع صوت أحمد أثناء حكيه، قبل أن يعود للحديث "أسئلة من نوعية انت تبع الإخوان ولا لأ؟ وكنت نازل ليه؟ وتاريخ حياتي كله بتسأل عليه من يوم ولادتي"، لا يتذكر أحمد عدد المرات التي تم استجوابه بها، ولم يكن يعرف عدد الأيام التي اختفى فيها، حتى ظهر في النيابة بعد ذلك في 4 مارس/ آذار، لتتكرر الدائرة التي تعود للخلف مع أحمد، وحررت أسرته بلاغات بشأن اختفائه لم يحقّق بها.

"أخبار كاذبة"

لم يختلف وضع ريهام أحمد* عمن سبقوها، فبعد القبض عليها من منزلها في مدينة نصر في 21 أبريل/ نيسان 2020 في الواحدة والنصف صباحًا، تم اقتيادها لجهاز أمن الدولة بنفس المنطقة، الذي ظلت به 15 يومًا، لا تعلم عنها أسرتها شيئًا، حتى ظهرت في النيابة التي وجهت لها اتهامات في قضية تختلف عن القضايا السابقة، وإن كانت متشابهة، فهي "نشر أخبار كاذبة والانضمام لجماعة إرهابية".

طليق ريهام وأبو ابنتها روى ما قالته لمحاميها "قالت إنها فضلت أسبوعين في مكتب جوه الجهاز، والأكل قليل اللي كان بيدخل لها، وطبعًا المحامي أثبت ده في التحقيق، ومتمش التحقيق فيه، ولا في البلاغات اللي قدمتها الأسرة في فترة غيابها".

اهتمام الأب كان بمعرفة موعد خروج والدة ابنتهما التي لم تتجاوز الثلاثة أعوام، كان الأهم بالنسبة له من معرفة نوعية الطعام الذي كانت تتناوله أثناء فترة الاختفاء، أو كم مرة كانت تذهب فيها لدورة المياه، فكان يتخيل أن المدة التي ستقضيها زوجته خلف الجدران في التحقيقات بعد ظهورها امام النيابة لن تتعدى ستة أشهر كمال قال له المحامون حينها، إلا أنه وحتى الآن، وبعد مرور ما يقرب من سنتين، لا تزال الأم يجدد حبسها على ذمة القضية، دون حساب للفترة التي قضتها في مقر الأمن الوطني.

في "التلاجة"

الجنادي يقول إن أماكن الاحتجاز تختلف من شخص لآخر "مثلًا لو الشخص المقبوض عليه وفي قسم قريب منه، يختفي في أوضه اسمها التلاجة، وهي تابعة للأمن الوطني داخل القسم، وده اللي بيبرره القسم لما المحامي أو أسرة الشخص بيروح يسأل عليه فالقسم بينفي وجوده، لأنه يعتبر إن الأوضة دي مش تبع القسم، هي تبع الأمن الوطني، وبالتالي فالشخص مش على قوة القسم، أما لو الشخص اتقبض عليه من مكان مش قريب من قسم، فبيروح أحد مقرات الأمن الوطني، وممكن يروح القسم فترة وبعدين يروح الأمن الوطني".

القاعدة هي أنها لا توجد قاعدة كما روى الجنادي للمنصة، ولكن على الرغم من أن تلك الممارسات تتم خارج ما رسمه القانون، دون قاعدة موحدة، فإنها أصبحت فيما بعد قاعدة "الاختفاء قبل الظهور في النيابة بقى قاعدة، أو نموذج مكرر في حالات مكررة".

ويتفق المحامي جمال عيد، المحامي الحقوقي ومؤسس الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، مع حديث الجنادي، ويرى أن تلك الممارسات ليست حديثة، ولكنها بدأت كظاهرة وانتهت بممارسة منهجية "يمكن أن نتذكر واقعة احتجاز وإخفاء وائل غنيم خلال ثورة يناير في مقر أمن الدولة ، ثم ظهوره بصحبة حسام بدراوي مع الإعلامية منى الشاذلي، ورغم أن واقعة اختطافه وإخفائه واضحة أمام الملايين، فالنائب العام وقتها، عبد المجيد محمود، لم يحرك ساكنًا ولم يُجرِ أي تحقيق مع رئيس الجهاز".

"تكررت الوقائع حتى أصبحت منهجية فيقبض على المواطن ثم يتم إخفائه في أحد مقار الأمن الوطني غالبًا، ويظهر بعدها بأيام أو أسابيع، وقد تصل لشهور، دون أن تبدي النيابة أي اهتمام، ولو حتى بما نص عليه الدستور من ضرورة أن يبلغ المحتجز أيا كان المنسوب إليه ويجري اتصال تليفوني ويحضر معه محام، لكن النيابة تهدر الدستور وتباشر التحقيق"، يتابع عيد.

ويصف المحامي الحقوقي تجاهل النيابة للبلاغات التي تقدم من الأسر بـ"المخالفة التي ترقى لدرجة الجريمة"، وتحول النيابة إلى خصم وليس جهة قضائية تنوب عن المجتمع، لتعطي النيابة بذلك الضوء الاخضر لمخالفة القانون وإهدار حرية المواطنين، وفقًا لحديثه للمنصة.

ما حدث مع حسام وأحمد، تكرر مع عضو حزب الدستور السابق، هيثم البنا، الذي حضر معه الجنادي التحقيق، واختفى لمدة 10 أيام تنقل خلالها ما بين قسمي مصر القديمة والمقطم، وسألت أسرته عنه في قسم مصر القديمة التابع لمحل سكنه وأنكر وجوده، وأرسلت تلغراف للنائب العام، أثبته المحامي في جلسة التحقيق، وطلب الجنادي خلال الجلسة التحقيق في واقعة اختفائه، وهو ما رد عليه وكيل النيابة بالقبول، ولكنه قبول شكلي فقط، وفقًا لما أكده الجنادي.

10 مختفين كل أسبوع

عبارات الاختفاء القسري تحاصر الدولة دومًا، والتي كان آخرها بمنتدى شباب العالم 2022، ليقابل الرئيس عبد الفتاح السيسي سؤالا من أحد الصحفيين الأجانب حول أعداد المعتقلين السياسيين، والمختفين قسرًا، ليرد السيسي "أنت مصر يا أستاذ طارق على السؤال ده وعلى الموضوع ده، وقلت طبعا بداية إن الموضوع ده يبقى من ضمن الموضوعات اللي احنا غطيناها، لكن أنا هطرح عليكوا طرح على الشباب المصري اللي موجود هنا، ولو في حد من الشباب الآخرين، مستعد إن هو ياخد كل البيانات اللي بتطرح وبيتم تداولها في الخارج عن العدد وعن السياسيين، وعن الاحتجاز وعن الاختفاء القسري، ويتم خلال أسبوع اتنين، شهر اتنين تلاتة، يتم الوقوف على حقيقة ذلك، ولما اللجنة دي تطلع بنتايجها نعلنها للناس، ونشوف الكلام ده حقيقي ولا لأ، هل النهاردة في الأرقام اللي بتتقال دي هل ده حقيقي ولا لأ".

وتابع الرئيس موجهًا حديثه للمراسل "أحيانًا بتكون البيانات اللي بتم اللي حصلوا عليها مش حقيقة، ساعات الموضوعات اللي بيتم طرحها مبتبقاش موضوعات كاملة (....) الكلام ده عملناه قبل كده، عملناه قبل كده وكان في لجنة اتشكلت في أول مؤتمر شباب، وخلينا لجنة تشوف الموضوع ده، وأي إجراء خاطئ مستعدين إيه، نصوبه (...) يا طارق انتوا خايفين على ابننا أكتر مننا؟ احنا بلادنا مش لاقيه تاكل مستعدين تساعدونا؟".

في المقابل رصدت منظمة كوميتي فور جستس في تقرير لها خلال عام 2020، ضمن مشروعها لمراقبة أماكن الاحتجاز في مصر، 1917 واقعة اختفاء قسري، تم توثيق 155 واقعة منها، وتصدر شهر سبتمبر/ أيلول 2020، والذي شهد مظاهرات ضد النظام في مصر، قائمة الانتهاكات بما يمثل 23% تقريبًا من إجمالي الانتهاكات (451/1917)، في إشارة إلى استخدام السلطات المصرية الاختفاء القسري كوسيلة لإخفاء الانتهاكات التي تمارسها ضد خصومها السياسيين، كما رصدت المنظمة في تقرير خلال النصف الأول (يناير- يونيو) من عام 2021 فقط، 807 واقعة اختفاء قسري، تم توثيق 114 واقعة منهم بالفعل.

وفي أغسطس 2021 أصدرت المفوضية المصرية للحقوق والحريات، تقريرًا تزامن مع اليوم العالمي لضحايا الاختفاء القسري، ذكرت خلاله أن المفوضية وثقت خلال خمس سنوات بداية من 2015 وحتى 2020 حالات اختفاء قسري وصلت لـ2723 حالة، أي ما يعادل عشرة مختفين كل أسبوع، إلى جانب 306 حالات وثقتها خلال العام 2021.

سُئل هيثم البنا خلال فترة اختفائه عن تدويناته على السوشيال ميديا، وعن حياته، كما هو متبع بتلك المقرات، ولكن تلك الأحاديث التي يُطلق عليها المحامي "استجوابات"، لا توضع في التحقيقات. رسميا، تبدأ التحقيقات فقط أمام النيابة عندما يظهر الشخص للمرة الأولى.

فترات الاختفاء التي تتراوح ما بين أيام لأسابيع، يقابلها دعاوى يرفعها المحامون بالقضاء الإداري، ولكن في أغلب الأحوال يظهر الشخص قبل الوقت المقرر لتحرك الدعوى في المحكمة "الدعوى بتتحرك في المحكمة بعد 6 شهور تقريبًا من إجراءات روتينية، ووقتها بيكون الشخص خلاص ظهر، ولو حصل واختفى عن كده، فاللي بيحصل إن المحكمة بتطلع حكم بإلزام الداخلية بالإفصاح عن مكان الشخص وبس وبينتهي الموقف عند كده، زي ما حصل مع مصطفى النجار الحكم طلع من سنتين وبرضه لسه الشخص مصيره مش متحدد"، وفقا للمحامي نبيه الجنادي.

قضى حسام سنتين ونصف محبوسًا، بينما قضى أحمد ما يقرب من عام ونصف، أما البنا فما زال محبوسا، تختلف القضايا ولكن تتشابه البدايات. يتذكر حسام بداية قصته وهو يحتسي كوبًا من الشاي بينما يشاهد الجزء الثالث من مسلسل الاختيار، الذي يؤدي به كريم عبد العزيز دور أحد ضباط الأمن الوطني. يذكره الممثل بالضابط الذي لا يزال على اتصال به حتى الآن، لا يراه ولا يعرف رقمه، يحادثه من رقم "برايفت" من حين لآخر، ويرسم له حسام في ذاكرته صورة تجمع نصفي وجه "الطيب" الذي يساعده في تناول الطعام وهو معصوب العينان، و"الشرير" الذي تسبب في حبسه، كما يراه.

الأحد، 10 أبريل 2022

النيابة تأمر بتشريح جثمان الباحث والأكاديمي والخبير الاقتصادي المصري أيمن هدهود بعد أن لقى مصرعه فى ريعان شبابة فى ظروف غامضة داخل مستشفى المجانين

النيابة تأمر بتشريح جثمان الباحث والأكاديمي والخبير الاقتصادي المصري أيمن هدهود بعد أن لقى مصرعه فى ريعان شبابة فى ظروف غامضة داخل مستشفى المجانين

اختطف و اختفى قسريا منذ شهرين حتى تلقت أسرته اتصالًا هاتفيا أمس السبت 9 أبريل 2022 من أحد ضباط الشرطة بقسم مدينة نصر يفيد أن أيمن هدهود توفي منذ عدة أيام وأن عليهم تسلم جثته من مستشفى العباسية للأمراض النفسية

أصدرت نيابة مدينة نصر، اليوم الأحد، قرارًا بتشريح جثمان الباحث والخبير الاقتصادي أيمن هدهود، لمعرفة سبب الوفاة، بعد اختفائه لأكثر من شهرين في مكان غير معلوم.

وكان هدهود قد اختفى منذ 5 فبراير الماضي، لتتلقى أسرته أمس اتصالًا من أحد ضباط الشرطة بقسم مدينة نصر أنه توفي منذ عدة أيام وأن عليهم تسلم جثته من مستشفى العباسية للأمراض النفسية.

عمر هدهود شقيق أيمن، قال للمنصة إنه في اليوم الرابع لاختفاء شقيقه، حضر أحد رجال الأمن لمنزل الأسرة ليخبرهم بوجود أيمن في مقر الأمن الوطني بالأميرية، وعليهم الذهاب لاستلامه "بعد الذهاب للمقر استجوب الأمن الوطني شقيقي عادل وأخبروه أن أيمن سيظهر خلال أيام".

وتابع عمر "بعد أيام وصل إلينا من مصادر غير رسمية نقل أيمن لمستشفى العباسية لمعاناته من اضطرابات نفسية، ليصل إلينا خبر وفاته بالأمس".

وفي صباح اليوم، ذهب عمر لمستشفى العباسية لتسلم جثمان، بينما اتجه شقيقهما الثالث عادل لنيابة مدينة نصر للحصول على تصريح الدفن "صدر التصريح بدفن الجثمان في مقابر الصدقة باعتباره مجهول الهوية فرفض عادل استلامه وقال إن أيمن كان محتجزًا في الأمن الوطني ..

ليصدر قرار النيابة بتشريح الجثمان لمعرفة سبب الوفاة".

تخرج أيمن، الذي توفي عن عمر 42 سنة، في كلية إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية، ثم حصل على ماجستير إدارة الأعمال من نفس الجامعة، وكان يعمل مراقب مالي في الجامعة الأمريكية، وعمل أيضًا ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لمساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة لمحاربة الفساد والرشوة.

وانضم أيمن لحزب الإصلاح والتنمية برئاسة البرلماني السابق وعضو المجلس القومي لمجلس حقوق الإنسان محمد أنور السادات، ليصبح واحدًا من مؤسسي الحزب، وقرر خوض انتخابات البرلمان في 2010 بدائرة الزيتون أمام زكريا عزمي، التي انتهت بخسارته، وكان مهتمًا بالتحليل الاقتصادي.

رابط التقرير على موقع المنصة

https://twitter.com/Almanassa_AR/status/1513144499140239361/photo/1

لا أيها الناس.. ليس لكم ذنب

 

لا أيها الناس.. ليس لكم ذنب 


فى مثل هذا اليوم قبل 3 سنوات، الموافق يوم الأربعاء 10 أبريل 2019، نشرت مقال على هذه الصفحة. استعرضت فيه كيف تمكن السيسي وشلته من نصب فخ طاغوتي للشعب المصرى فى جلسة إعلان خارطة الطريق بعد ثورة 30 يونيو 2013 حولها من ثورة الى انقلاب عسكري تم فيه إعادة نظام حكم الدعارة السياسية والعسكرة و التمديد والتوريث الى مصر مجددا عبر حيلة شيطانية جهنمية ابليسية تم فيها تحويل انتفاضات الشعب المصرى الوطنية خلال ثورتين 25 يناير 2011 و 30 يونيو 2013 لتحقيق العدالة السياسية والقضائية والاقتصادية والاجتماعية والحريات العامة والديمقراطية. الى اعادة اقامة نظام حكم عسكري على أنقاض مطالب الشعب فى الحريات العامة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وجاء المقال على الوجه التالى: ''[ لا أيها الناس. لم يكن لكم ذنب فيما ترتب عليه نتائج تضحياتكم الوطنية العظيمة خلال ثورتى 25 يناير 2011 و 30 يونيو 2013 من أجل مصر وشعبها وتحقيق مبادئ ''عيش - حرية - ديمقراطية - عدالة اجتماعية''. والتي قامت بترجمتها عنكم لجنة تاسيسية بمثابة جمعية وطنية تأسيسية. فى مواد دستور 2014. وللاسف الشديد. ناهض الكثير منها الرئيس عبدالفتاح السيسي. منذ توليه السلطة. بسيل من القوانين الاستبدادية الجائرة المشوبة بالبطلان. مثل قوانين القضاء. والصحافة والإعلام. والانترنت. والطوارئ. والإرهاب. والكيانات الإرهابية. ومنح الحصانة الرئاسية من الملاحقة القضائية لبعض كبار الشخصيات. والصندوق السيادي. والانتخابات. والجهات الرقابية. والجامعات. وغيرها. حتى وصلنا الى مرحلة شرعنة القضاء على دولة المؤسسات وتوريث الحكم للحاكم عبر دستور السيسى 2019 الباطل. لا أيها الناس. لم يكن لكم ذنب. لأن الذنب ذنب من ارتضى بترتيب خارطة الطريق الذى اعلنة عبدالفتاح السيسي. رئيس المجلس العسكرى و وزير الدفاع حينها. يوم 3 يوليو 2013. بعد انتصار ثورة الشعب المصرى يوم 30 يونيو 2013. وكان الفخ المنصوب معد على أساس وضع الدستور اولا حتى يطمئن الناس. وبعدها انتخابات رئيس الجمهورية. وبعدها انتخابات مجلس النواب. وكان هذا هو الشرك القاتل لارادة الشعب المصرى. حيث كان يجب أن يكون الترتيب قائما على أساس وضع الدستور أولا. لضمان عدم وجود رئيس جمهورية ومجلس نواب بأغلبية صورية يهيمنون على وضع الدستور. ثم انتخابات مجلس نواب. وبعدها انتخابات رئيس الجمهورية. الا انه تم اجراء انتخابات رئيس الجمهورية بعد وضع دستور 2014 وفاز بها السيسي وبعدها جرت انتخابات مجلس النواب. مما مكن السيسي. من الهيمنة على انتخابات مجلس النواب. وتفصيل قوانين انتخابات بمعرفته مع مساعديه حسب مقاس ائتلاف دعم مصر وحزب مستقبل وطن المحسوبين عليه اللذان تم تأسيسهما في سرداب جهة سيادية ليكون جواز قوانين ودساتير السيسي عبر مجلس النواب. وفاز الائتلاف والحزب المحسوبين على السيسى مع أحزاب ورقية سنيدة من أذنابه بأغلبية مقاعد مجلس النواب بعد أسابيع معدودات من إشهار تأسيس الائتلاف والحزب الاستخباراتى من العدم. وأصبح الطريق مفتوح على مصراعيه أمام استبداد السيسي تحت دعاوى محاربة الإرهاب. رغم ان العالم كله فيه ارهاب. وانهالت على الناس القوانين الاستبدادية تباعا المخالفة اصلا للدستور. وقبل أن تنظر المحكمة الدستورية العليا فى بطلان سيل قوانين السيسى. نصب الرئيس عبدالفتاح السيسي من نفسه رئيس أعلى للمحكمة الدستورية العليا والقائم على تعيين قيادتها. فى مشروع دستور السيسى. لمحاولة منعها من إصدار أحكام البطلان ضد القوانين والتعديلات الدستورية الاستبدادية التي فرضها ومنها العسكرة والتوريث. وترسيخ هدم أهم أركان دستور الشعب ومبادئ الشعب ''عيش - حرية - ديمقراطية - عدالة اجتماعية''. لا أيها الناس. لم يكن لكم ذنب. فى تلك الحيل الميكافيلية للسيسى التي تقوض أهداف ثورتى 25 يناير و 30 يونيو وضياع تضحيات شهداء مصر هباء وتريد أن ترجع بمصر بمائة سنة وعشرين سنة وراء وعهد أسوأ من عهد الرئيس المخلوع مبارك. لا أيها الناس. لم يكن لكم ذنب. ]''.