الاثنين، 20 يونيو 2022

حكايات مؤلمة حول الغلاء والفقر في مصر

رابط تقرير العربي الجديد

حكايات مؤلمة حول الغلاء والفقر في مصر


بعد لحظات من التفكير على مفترقات سوق التعاون بشارع الأهرامات بالجيزة، هرولت السيدة فجأة، تجاه بائعة الخضار، ومدت يدها لتلتقط حبات من البامية، ثم أعادت حساباتها، لتعيد ما التقطته إلى مكانه، وتتجه إلى ناحية أخرى، كي تأخذ حزمة من الملوخية، رخيصة الثمن.

دفعت المواطنة المصرية سامية السيد 10 جنيهات لنصف كيلوغرام ملوخية، وهي تدقق في ما تبقى من مصروف البيت، قبل أن تسعى من جديد، بين أروقة السوق لتستكمل مشترياتها، مستهدفة إعداد وجبة مناسبة لظروفهم وتكفي أسرتها الصغيرة، بما لا يزيد عن 60 جنيهاً.

فالسيدة التي تعمل بإدارة التربية والتعليم منذ ربع قرن، لا يتعدى دخلها الشهري مع راتب زوجها الموظف 5 آلاف جنيه (الدولار= نحو 18.76 جنيهاً)، تعد في عرف الحكومة والمصريين، من الأسر المتوسطة، التي لطالما حظيت بمكانة اجتماعية، مكنتها من الحصول على مؤهل عال، والتوظف في الدوائر الرسمية، والعيش بمنطقة عُدّت، منذ سنوات، ملاذاً للطبقة الوسطى العليا، من أساتذة الجامعات وكبار الموظفين والعاملين بالفنادق وشركات السياحة.

الآن عجت المنطقة بالباعة الجائلين، فارتضى السكان وجود سويقات شعبية في الشارع وبمداخل العمارات، بعدما اشتدت الأزمات بالجميع.

وأصبحت مختلف الطبقات تبحث عن السلع الرخيصة، التي يوفرها الفقراء القادمون من الأحياء الشعبية والمحافظات القريبة. يتعايش الجميع في ظل عشوائية طاغية، على مضض، فالحاجة دفعت كلّاً منهم إلى الآخر. تشرح سامية السيد، أسباب ترددها في الشراء، بأن الميزانية التي تشمل كل دخل الأسرة، لم تعد تكفي حاجتهم الأساسية، وأصبحت مهمة اختيار عناصر الوجبة الرئيسية مشكلة كبيرة، فترددت أمام دفع مبلغ لا يمكنها تجاوزه، وسلع ارتفعت أسعارها بشكل مخيف.

توضح المواطنة المصرية أنّ أسعار الخضروات انخفضت خلال الأسبوع الماضي، مع ارتفاع حرارة الجو، التي تجبر البائعين على خفض السعر، ليتخلصوا من المخزون اليومي، مع ذلك اختارت الملوخية، ليس لأنها أرخص من البامية فحسب، بل لأنها يمكن أن تطبخها مع قطعة صغيرة من اللحم، وكيلو من الأرز وطبق من سلطة الخضروات. وأضافت: "هذه الوجبة ستكلفني 100 جنيه، بزيادة 40 جنيهاً عن الميزانية المقدرة للغداء فقط، مع ذلك تظل أكلة البامية أعلى من تكلفة وجبة الملوخية بكثير".

وجبات الفقراء

وجبة المواطنة التي تنتمي للشريحة المتوسطة للدخل، التي تضم نحو 60% من السكان، كانت لوقت قريب، الوجبة الشعبية للفقراء، إذ يعيش 30%، من أصل 103 ملايين نسمة تحت خط الفقر، و4.5%، في فقر مدقع، وفقاً لتقارير رسمية، مع ذلك تعد الآن وجبة فاخرة، من الصعب توفيرها في ظل أوضاع دفعت الأسر المتوسطة، إلى أن تناضل يومياً من أجل تحمل أعباء الحياة الأساسية، مثل الغذاء والسكن والملابس.

أصبح العلاج من وسائل الرفاهية والإنفاق على التعليم من العلامات الفارقة، التي تحدد المستوى الاجتماعي للأسر، في وقت اختفت فيه مجانية التعليم، ويواصل الجميع الدراسة عبر الدروس الخصوصية، ويدفع البعض نحو التعليم الخاص. وبات الغذاء يمثل أكبر حصة من نفقات الأسر المعيشية، مع ارتفاع أسعار مكونات الوجبات بصورة شبه يومية. فالغلاء يتزايد بمعدلات قياسية للشهر الرابع على التوالي.

سجل الجهاز المركزي للمحاسبات ارتفاعا في أسعار السلع والخدمات، بنحو 13.5% لشهر مايو/ أيار الماضي، بالنسبة لنفس الشهر من العام الماضي وبزيادة 9 % عن إبريل/ نيسان 2022. ارتفعت الزيوت والدهون 45.9%، والخبز والحبوب 41.7%، والخضروات، 33.5% والألبان والجبن والبيض، 24.5%. كما ارتفعت الملابس والأحذية 7.9%، والسكن 8.5%، والرحلات والخدمات الثقافية 54.1%.

تبحث الأسر عبر وسائط التواصل الاجتماعي، عن التخفيضات التي تقدمها مراكز تسوق حديثة، تحصل على البضائع من المنتج للمستهلك مباشرة، واعتادت بعض المحلات ربط تخفيضاتها، مع صرف الرواتب شهريا. يتابع بعضهم بقلق، استمرار حالة الحرب الروسية في أوكرانيا التي تحملها الحكومة المصرية توابع موجات الغلاء التي تشهدها البلاد، فلاحظوا انخفاضاً ملحوظاً في أسعار الزيوت والسكر والألبان عالمياً، وغلاءها محلياً.

أكد مؤشر منظمة الأغذية والزراعة الدولية "الفاو" الصادر في 3 يونيو/ حزيران الجاري، تراجع أسعار الزيوت والألبان، بنسبة 5.3%، وانخفاض السكر والقمح بمعدلات طفيفة، عن شهر إبريل/ نيسان لماضي، بينما تأتي الأنباء في مصر بما لا تشتهي الأنفس، فقد قفزت الأسعار في نفس الفترة، للخبز والحبوب، والزيوت وغيره.

عجز الريف عن توفير احتياجاته

ظاهرة غلاء الأسعار لم تعد تفرق بين المدن والقري، في بلد ما زال 65% من سكانه يعيشون في المناطق الريفية، وبعض مدنه لا تحسب على الحضر بالمعايير الدولية.

ولم يكن غريباً أن ترصد "العربي الجديد" نمواً في أعداد المراكز التجارية على طرقات مصر - إسكندرية الزراعي، والمنصورة، والعاشر من رمضان، لتصبح أسواقاً تجارية، يقبل عليها أهل القرى، والمناطق الصناعية، الباحثين عن العروض الرخيصة للأطعمة والمشروبات، بعدما أصبح الريف غير قادر على توفير احتياجات سكانه، لارتفاع تكاليف الزراعة وتربية الطيور والحيوانات وندرة الأرض الزراعية.

تستورد مصر نحو 98% من حاجاتها من الزيوت، و65% من الأغذية، واللحوم والأسماك، في وقت ارتفعت فيه الأسعار لمستويات غير مسبوقة منذ عام 1961، كما ذكرت تقارير "الفاو" الأسبوع الماضي.

أصبح المشهد ضبابياً، ليس في الداخل فحسب، بل أصاب العالم بأسره، منذ عام 2020، مع تداعيات وباء كورونا، وزاد حدة بعد اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا.

تأثرت مصر بشدة باضطرابات أسعار الغذاء والبترول، ومع تراجع قيمة الجنيه ارتفعت أسعار العقارات والمأكولات والملابس والرحلات، بنسب تتراوح ما بين 30% إلى 54%.

وأدت قرارات للبنك المركزي، التي تستهدف الحفاظ على الدولار، بوقف الواردات من الخارج وقصرها على السلع الاستراتيجية للدولة إلى توقف آلاف المصانع لعدم قدرتها على توفير مدخلات الإنتاج، والعملة الصعبة، وعدم قدرة الشركات على العمل، في ظل تضخم متواصل بلا سقف.

ويلقي خبراء باللوم على الحكومة في تبديد ميزانية الدولة مع 145.5 مليار دولار قروضاً على مشروعات قومية، غير ضرورية، لا تحقق الأمن الغذائي والاجتماعي، الذي يحتاجه جميع المصريين.

التضخم يلتهم الدخول

يتوقع خبراء مال أن يتراوح التضخم ما بين 15% إلى 17%، نهاية العام الجاري، بينما يأمل صندوق النقد الدولي أن يتوقف عند 7.5%، عام 2022، ليرتفع إلى 11% عام 2023، وفي كلّ حال، هي نسب تلتهم العلاوات الاجتماعية التي قررتها الدولة للموظفين، من أمثال سامية السيد وزوجها، التي طبقتها الحكومة منذ إبريل الماضي.

صرفت وزارة المالية، بدل نقدي على الراتب الأساسي لجميع الموظفين يتراوح ما بين 8-15%، من الراتب، يبدأ من 100 إلى 400 جنيه. ورفعت الحكومة المعاشات التقاعدية، بنسبة 13%.

وأعلن المدير التنفيذي للبنك الدولي، ميرزا حسن، خلال اجتماعه مع أعضاء اللجنة الاقتصادية بمجلس الوزراء في القاهرة الأسبوع الماضي، أن البنك سيعمل على مساعدة مصر على بدء برنامج "فرصة" في أشد 8 محافظات فقرا، لتمكين الأسر شديدة العوز من الحياة، ودمجهم في سوق العمل، مع دعم برامج التنمية بمصر، للسنوات الخمس القادمة.

انتهت الاجتماعات دون تحديد لمبالغ مالية، ستقدمها مؤسسات التمويل الدولية، التي ساعدت مصر بـ 22 مليار دولار، على مدار 5 سنوات، لدعم اقتصاد يعاني من نقص حاد في النقد الأجنبي، وعجز دائم، بين الصادرات والواردات، سيرتفع إلى 45 مليار دولار، بعد إضافة 10 مليارات الشهر الحالي لتدبير فرق الزيادة بأسعار القمح والطاقة خلال العام الحالي.

تقليص الدعم رغم غلاء

تكافح الأسر المصرية للتعايش مع الغلاء المتصاعد، بينما ألغت وزارة التموين بطاقات الدعم عن مئات الآلاف من المصريين خلال الأيام الماضية. ادعت الوزارة أنها تسعى إلى تخفيف فاتورة الدعم الحكومي، عن شرائح اجتماعية قادرة على تحمل النفقات. تأتي تصرفات الحكومة مواكبة لتعليمات صندوق النقد، حيث تسعى إلى الحصول إلى قرض جديد منه بقيمة 3.5 مليارات دولار، لتوظيفه في مواجهة ارتفاع تكاليف استيراد القمح والطاقة.

وأكد مستشار وزير التموين عمر مدكور في تصريحات صحافية، أن حذف البطاقات، سيطبق على نحو 500 ألف من المصريين المسافرين للخارج، لأكثر من 3 أشهر متصلة، أو من يتجاوز راتبه 9600 جنيه (500 دولار)، ومن يملكون سيارة منذ عام 2015، أو يدفع أكثر من 20 ألف جنيه شهرياً لتعليم أولادهم بمدارس خاصة. هذه التصفية في قوائم مستحقي الدعم، الثالثة من نوعها على مدار 5 سنوات، بدأت بحذف ملاك السيارات ومرتفعي الرواتب، وتبعها تقليص لكميات السلع والخبز.

جاء القرار المباغت ليضيف أعباء على ملايين الأسر، التي لم يعد لديها خيار لمواجهة أعباء الحياة، إلا بطلب السفر، والعمل بأجور زهيدة في الخارج، وتعليم أبناءها بمدارس خاصة، مع تدهور التعليم العام، بينما تعمل الحكومة على رفع أسعار كافة الخدمات والسلع التي تنتجها، منذ فترة طويلة.

قررت الحكومة رفع أسعار مياه الشرب، بنسبة تتراوح ما بين 36% إلى 46%، اعتباراً من يوليو/ تموز المقبل. وتعهدت الحكومة بعدم رفع أسعار الكهرباء، للعام الثالث، في وقت تؤكد فيه تقارير وزارة الكهرباء، أن الكهرباء لا تحصل على أي دعم من الموازنة العامة منذ سنوات، وحسب تصريحات سابقة لوزير الكهرباء الدكتور محمد شاكر، ونظام الشرائح المطبق حالياً، فإنّ كبار المستهلكين يدفعون الفرق بين خسائر البيع للمستهلكين من الشرائح الدنيا والتكلفة الفعلية للإنتاج بشركات الكهرباء.

كما تخطط الحكومة لرفع أسعار الوقود، بعد رفعها سعر الغاز، مع استهلاك الشهر الجاري، بما دفع مواطنين إلى تبادل منشورات، عبر صفحات التواصل الاجتماعي يطالبون فيه رئيس الدولة، بأن يشاركهم في حل مشكلتهم في إدارة ميزانية الأسر.

كتبت سيدة مصرية وصفاً تفصيلياً بنفقاتها اليومية، في استغاثتها لرئاسة الجمهورية، تبين فيها أنّها زوجة تدير أسرة بسيطة لموظف ولديها طفلان. تنفق الأسرة 200 جنيه، على فاتورة الكهرباء، و100 جنيه للغاز و100 للمياه، وتنفق 70 جنيهاً تدبر بها 3 وجبات يومياً، ويحصل كلّ فرد على 5 جنيهات فقط كمصروف لليد، منهم رب الأسرة، و15 جنيهاً للمواصلات، بما يعادل 4800 جنيه، لا تقدر الأسرة على توفيرها شهرياً.

تلفت السيدة أنّه إذا توافر المبلغ، للصرف على أساسيات الحياة، فلا بديل آخر للصرف على التعليم، أو الملابس أو السكن أو "لا سمح الله للتنزه ودخول السينما". تنضم السيدة في طلبها إلى صوت ملايين المصريين، بأن ترحم السلطة الغلابة "لأننا تعبنا".

العربي الجديد

سقوط رأس الأفعى الفرنسية فجر اليوم الاثنين

سقوط رأس الأفعى الفرنسية فجر اليوم الاثنين


أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية، فجر اليوم الإثنين، نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في البلاد أمس الأحد. وتناقلت وسائل الاعلام الفرنسية خسارة التحالف الذي يقوده الرئيس الفرنسي الاغلبية، وحصوله على 245 مقعدا في المجلس المؤلف من 577 مقعدا في ختام الدورة الثانية للانتخابات التشريعية. فيما فاز تحالف اليسار بـ 135 مقعدا، والتجمع الوطني اليميني المتطرف بـ 89 مقعدا، بحسب إحصاء لوكالة فرانس برس بناء على النتائج التي نشرتها الوزارة. وجاء عدم تحقيق الأغلبية في البرلمان، ليحول الرئيس الفرنسي، بعد شهرين تقريبا من تحقيقه الفوز بولاية رئاسية ثانية، إلى مقيد في سلطاته الداخلية، بسبب إجباره على تشكيل حكومة يرأسها وزير خارج سلطته.

وفي هذه الحالة أصبح وضع الرئيس الفرنسي الذي ستقتص سلطاته على السياسة الخارجية والدفاع، شبيها بما يطلق على ملك التاج البريطاني بحكم سلطاته المقيدة جدا، بأنه "ملك يسود ولا يحكم". ورغم تصدر تحالف ماكرون نتائج الانتخابات المعلنة، إلى أن انتصاره كان بطعم الهزيمة، إذ لم يستطع تحقيق الـ 289 مقعدا في الجمعية الوطنية، المطلوبة لتحقيق أغلبية مريحة، وتشكيل الحكومة. بل إن تحالف ماكرون وإن فاز بأكبر عدد من مقاعد (245) ظل بعيدا كل البعد عن انتصار عام 2017، ومني بما يمكن أن يسمى هزيمة بانتخابات 2022، إذ فشل على الأقل ثلاثة من وزراء حكومته الحالية في الفوز داخل دوائرهم الانتخابية، وبالتالي سيكونون خارج أي تشكيلة حكومية قادمة. وإذا كان المشهد السياسي بفرنسا الان سوف يجبر ماكرون علي السعي لتشكيل حكومة بتحالفات ضيقة مقابل خضوعه لاشتراطات واجندات من يسعى للتحالف معهم، الا ان خصومه في اليمين واليسار بإمكانهم أيضا السعي علي السعي لتشكيل حكومة بتحالفات ضد ماكرون. وسواء شكل ماكرون حكومة بأغلبية نسبية، وأبقى على رئيسة الحكومة الحالية إليزابيث بورن، أو أبعدته الأحزاب المعارضة وشكلت حكومة أقلية، فسيكون الوضع بالنسبة للرئيس الفرنسي مزعجا في كلا الحالتين واصبحت عليه بالتالى السياسة الفرنسية الداخلية والخارجية تخضع من الآن فصاعدا الى أجندات أحزاب المعارضة الفرنسية.

مهزلة انتخابات عمال مصر.. التضييق الأمني يحسمها بالتزكية

رابط تقرير عربي21

مهزلة انتخابات عمال مصر.. التضييق الأمني يحسمها بالتزكية


من دون ضجيج يذكر، انتهت واحدة من أكبر الانتخابات النقابية في مصر الخاصة بالنقابات العامة في الاتحاد العام للعمال، والتي جرت على مرحلتين منذ بداية شهر أيار/ مايو الماضي وحتى منتصف حزيران/ يونيو، بمشاركة أكثر من 4 ملايين عامل.

أسفرت الانتخابات العمالية، التي تعد الأضخم بعد الانتخابات التشريعية والرئاسية، والتي تضم 29 نقابة عامة من بينها نقابتان مستقلتان فقط هما "النقل والمواصلات" و"الإسعاف"، عن فوز 19 من رؤساء تلك النقابات بالتزكية مقابل 8 رؤساء فقط فازوا عبر الانتخاب، حسبما أعلن عبد الوهاب خضر مدير مركز معلومات وإعلام الاتحاد العام لنقابات عمال مصر.

واحتفظ 18 رئيسا نقابيا بمناصبهم في النقابات العامة، ولم تسفر الانتخابات عن دخول سوى 9 وجوه جديدة فقط، وكان من أبرز المغادرين رئيس اتحاد عمال مصر الحالي جبالي المراغي، الموالي للنظام، وسط توقعات باستقدام إحدى الشخصيات الموالية.

وشهدت عملية الترشح في المراحل السابقة للانتخابات، بحسب باحثين ونشطاء نقابيين، استبعاد عدد كبير من المرشحين على عضوية اللجان النقابية ورؤسائها، والذين تتشكل منهم لاحقًا الجمعيات العمومية للنقابات العامة، التي يحق لأعضائها الترشح على مجلس إدارة النقابات العامة ورئاستها.

واشتكت دار الخدمات النقابية والعمالية (مستقلة) إبان الانتخابات من المضايقات الأمنية، وأصدرت بيانا يضم عشرات الانتهاكات تجاه العمال، تتمثل أغلبها في التدخلات الأمنية وعدم تمكين العمال من استكمال أوراق ترشحهم من المؤسسات التابعين لها.

"التمهيد لمرحلة بيع أصول الدولة"

رأى الباحث بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية بمركز الحق للديمقراطية وحقوق الإنسان، كريم نوبي، أن الفوز بالتزكية يؤكد أن المشهد غير تنافسي، قائلا: "في الحقيقة، الجميع يعرف من أين جاءت التزكية بالانتخابات النقابية، تأتي ورقة من جهة ما بالموافقة على ترشيح أسماء بعينها مثلما حدث في الكثير من النقابات".

مضيفا لـ"عربي21": "أما الأسماء الأخرى الموجودة في قائمة المغضوب عليهم، فهي أسماء لا تدخل الانتخابات مطلقا، أو أنها تنسحب من الترشح بالأمر المباشر، كما حدث مع بعض الحالات، والتي أشارت لها بعض التقارير المعنية بانتخابات العمال"، مشيرا إلى أن "التضييق الإداري والأمني ساهم في ضعف المنافسة، وخروج النتائج بهذا الشكل (أي الفوز بالتزكية في غالبية النقابات العمالية).

وربط نوبي بين الفوز بالتزكية والاحتفاظ بالوجوه القديمة المحسوب بعضها على الحكومة وبين سياستها الجديدة المتمثلة في بيع أصول بعض الشركات الوطنية، وقال: "الحكومة لا ترغب في وجود أشخاص بهذه الشركات وينتسبون للنقابات العمالية يمكن أن يعترضوا أو يعارضوا بيع تلك الشركات أو جزء منها وعرقلة خططهم".

"الديكتاتوريات لا تعرف الانتخابات"

من جهته، قال القيادي العمالي وعضو لجنة القوى العاملة بالبرلمان المصري سابقا، طارق المرسي: "لا شك أن مصر في ماضيها وحاضرها لم تشهد انتخابات نزيهة في أي مرحلة من تاريخها سوى في فترة الثورة وعام حكم الدكتور محمد مرسي، وفيما خلا تلك الفترة القصيرة من عمر مصر، فإن حكومات الاستبداد كانت تتحكم بشكل أو آخر في أي انتخابات، بخصوص الشأن العمالي".

الواقع الحالي يصفه في تصريح لـ"عربي21" بالقول: "مصر تعيش حالة من الفجر السياسي والأمني، ما يجعل معه العملية الانتخابية للنقابات العامة في الاتحاد العام للعمال في مصر تبدو كمهزلة رخيصة ومسرحية شائنة، إن فوز 19 من رؤساء النقابات بالتزكية مقابل 8 فقط بالانتخاب هو شهادة على فجر القبضة الأمنية وفقر القرار السياسي، وافتقاد صاحب القرار السياسي للياقة السياسية وحتى العقلية، لتثمر هكذا واقع".

وأكد المرسي أن "الفوز بالتزكية لهذا العدد لا يعني غياب المنافسة فقط، بل يحول عملية الانتخابات برمتها إلى لعبة مصالح وتوزيع هدايا وترضيات، وربما "فرد" عضلات من الأجهزة الأمنية، والتنافس فيما بينها على إظهار السطوة والسيطرة، وبالتأكيد الحديث عن انتخابات النقابات العامة في الاتحاد العام للعمال لا يمكن فصله تماماً عن الجو العام في مصر، حيث حالة من الانسداد العام وقرار من نظام السيسي بإغلاق الحياة العامة تماماً".

واختتم القيادي العمالي حديثه بالقول: "بقي النظر إلى تلك المجالس في هذا الجو المعتم، حيث تحولت وتحول أعضاؤها إلى سدنة للاستبداد أو متربحين من المال العام ومشاركين في تورتة الفساد التي تصم الواقع في مصر، لذا فهناك حالة من السعي لدى هؤلاء، سواء بالرشى السياسية أو المالية والتزلف للأجهزة الأمنية، للوصول إلى دعم لا محدود يمنحهم مقاعد باردة بالتزكية، ويجعل من انتخابات العمال طبخة نيئة لا طعم لها ولا رائحة".

"لا تعكس إرادة العمال"

اعتبر الباحث في دار الخدمات النقابية والعمالية، حسن المصري، أن نتائج الانتخابات لا تعكس إرادة العمال، مشيرا إلى أن "الكثير من الأدوات الإدارية والأمنية استخدمت في استبعاد المرشحين الذين قد يشكلون خطرًا على رؤساء النقابات الحاليين إذا وصلوا لرئاسة أو عضوية اللجان النقابية، وتمكنوا لاحقًا من الترشح على رئاسة النقابات العامة".

ولفت في تصريحات صحفية إلى أن مثل تلك الإجراءات السابقة "أدت إلى ضعف المنافسة في انتخابات النقابات العامة، ومن أشهر تلك الحالات استبعاد مرشح قوي على رئاسة اللجنة النقابية في إحدى شركات البترول، ما قضى على فرصته لاحقًا في الترشح لرئاسة النقابة العامة للعاملين في البترول، وبالتالي سمح لرئيس النقابة العامة للبترول السابق بالبقاء في منصبه".

عربى21

وقفة تعبيرية فى الذكرى الثالثة لوفاة الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي


نظمت''مؤسسة مرسي للديمقراطية' التى تم انشائها حديثا فى المنفى بالخارج من قبل بعض المعارضين المصريين وقفة تعبيرية فى الذكرى الثالثة لوفاة الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي فى مؤتمر نظمته بالخارج وحضره معارضين مصريين فى المنفى.

وتوفي مرسي داخل معهد أمناء الشرطة الملاصق لسجن طرة فى 17 يونيو 2019، حيث كانت تنعقد جلسة محاكمته فى أحد القضايا السياسية التي كان متهما فيها. 

ورفضت السلطات المصرية قبول طلب أسرته بدفن جثمانه في مقابر عائلته بقرية العدوة بمحافظة الشرقية التى ولد ونشأ فيها وقامت بدفنه سرا تحت الحراسة المشددة فجر تحت جنح الظلام يوم 18 يونيو 2019 في مقبرة بمدينة نصر شرق القاهرة.

الأحد، 19 يونيو 2022

برلمان مصر يخفي زيادة مخصصات نوابه للسنة الجديدة

رابط التقرير

برلمان مصر يخفي زيادة مخصصات نوابه للسنة الجديدة


وافقت اللجنة العامة لمجلس النواب المصري، التي تضم رؤساء اللجان النوعية والهيئات البرلمانية للأحزاب، الأحد، على تقرير لجنة الخطة والموازنة - باعتبارها لجنة حسابات المجلس - بشأن الموازنة التفصيلية له عن السنة المالية الجديدة (2022-2023)، من دون أن تكشف عن حجم الزيادة في مخصصات النواب والعاملين في المجلس، علماً أن آخر موازنة للمجلس بلغت نحو 1.47 مليار جنيه. (الدولار= 18.7418 جنيها).

وأصدر رئيس البرلمان، حنفي جبالي، تعليمات مشددة لجميع أعضاء اللجنة بعدم الكشف عن الزيادة الجديدة في موازنته التفصيلية، وإقرار الزيادات في المبالغ اللازمة لكل نوع من أنواع المصروفات وفقاً للاحتياجات الفعلية، وما تتطلبه القوانين والقرارات، واقتراحات تحسين مستوى الأداء في مختلف القطاعات بالمجلس، مع الأخذ في الاعتبار معدل التضخم في ما يخص بدلات ومكافآت النواب ورواتب العاملين في المجلس.

وضاعف مجلس النواب موازنته السنوية عدة مرات منذ عام 2015، إذ كانت تبلغ 508 ملايين جنيه فقط في موازنة العام المالي 2014-2015، زيدت نحو 92 مليون جنيه في موازنة العام اللاحق، و221 مليون جنيه في موازنة 2016-2017، ونحو 279 مليون جنيه في العام المالي التالي، و300 مليون جنيه في موازنة 2018-2019، و151 مليون جنيه في موازنة 2019-2020، و55 مليون جنيه في موازنة 2020-2021.

ويحظى نواب البرلمان في مصر بالعديد من الامتيازات العينية، بخلاف ما يتقاضونه من بدلات ومكافآت مالية تصل إلى 42 ألف جنيه شهرياً (الحد الأقصى للأجور)، مثل حصولهم على اشتراك سفر مجاني في الدرجة الممتازة في السكك الحديدية، وتذاكر مجانية لرحلات الطيران الداخلية، إلى جانب تحمل موازنة البرلمان تكاليف إقاماتهم في فنادق 5 نجوم طيلة أيام انعقاد الجلسات، وفواتير هواتفهم المحمولة، فضلاً عن تمتعهم، هم وأسرهم، بتأمين طبي شامل.

كذلك وافقت اللجنة العامة للمجلس على تقرير لجنة الخطة والموازنة بشأن مشروع موازنة الدولة وخطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للسنة المالية 2022-2023، والتي بلغ حجم الإيرادات المتوقعة فيها نحو تريليون و517 مليار جنيه، مقابل تريليونين و70 مليار جنيه للمصروفات، بعجز نقدي متوقع بنحو 553 مليار جنيه، وعجز كلي بواقع 558 مليار جنيه.

خالفت الحكومة المواد 18 و19 و21 و23 من الدستور للعام المالي السابع على التوالي، والتي تلزم الدولة بتخصيص نسبة من الإنفاق الحكومي لا تقل عن 3% من الناتج القومي لقطاع الصحة، و4% للتعليم ما قبل الجامعي، و2% للتعليم العالي، و1% للبحث العلمي.

في المقابل، رفعت اعتمادات بند "المصروفات الأخرى"، المخصص لميزانيات وزارة الدفاع وجهازي المخابرات العامة والحربية، وغيرها من جهات الأمن القومي، ومجلسي النواب والشيوخ، من 113 ملياراً و787 مليون جنيه إلى 122 ملياراً و700 مليار جنيه، بزيادة تقدر بنحو 8 مليارات و913 مليون جنيه، وهو البند الذي يدرج "رقماً واحداً" للموافقة عليه جملة واحدة، من دون أي مناقشة تفصيلية لتلك المخصصات داخل البرلمان.

يذكر أن مجلس النواب قد وافق في جلسته العامة، اليوم، على منحة مقدمة من مفوضية الاتحاد الأوروبي إلى "المجلس القومي لحقوق الإنسان" في مصر (حكومي)، وذلك بقيمة 300 ألف يورو تنفيذاً لبعض الفعاليات والأنشطة المتعلقة بمحاور "الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان"، التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي العام الماضي.

وجاءت الموافقة تنفيذاً للمادة 12 من قانون "المجلس القومي لحقوق الإنسان"، التي تشترط موافقة مجلس النواب قبل توقيع المجلس على أي اتفاقية تتعلق بتقديم هبة أو منحة له من جهة أجنبية.

بدء التحقيقات مع 21 من المعارضين المصريين بالمنفى بعد تسلمهم من السودان


بعد تسلم السيسي عيدية العيد الكبير من المجلس العسكري السوداني

بدء التحقيقات مع 21 من المعارضين المصريين بالمنفى بعد تسلمهم من السودان


بدأت التحقيقات مع 21 معارضا مصريا كانوا مقيمين فى المنفى بالسودان بعد تسلم القاهرة لهم بدعوى انتمائهم الى جماعة الاخوان، وكان وفدا أمنيا مصريا قد أشرف على عملية تسليم السودان للمعارضين المصريين فى صفقة بين النظام المصري والنظام العسكري السوداني.

وادعت وسائل إعلام عربية خاضعة للسلطات السعودية نشوب ما اسمته اشتباكات بين المعارضين المقبوض عليهم مع ضباط مخابرات الجيش السوداني في منطقة جبرة جنوب العاصمة السودانية الخرطوم، حين داهمت المخابرات ما اسمته أوكارهم في المنطقة للقبض عليهم وتسليمهم للسلطات المصرية وسقوط قتلى ومصابين.

وأشارت الى اتهام السلطات المصرية لهم بالانتماء الى جماعة ارهابية والقيام بانشطة معادية للنظام المصرى والقيام بأعمال إرهابية وإمداد عناصر الاخوان واسراهم بمعونات مالية جمعت من التبرعات وأموال الزكاة.

وزيرة الداخلية الإسرائيلية تصل غدا الى المغرب لاستقدام مئات العمال المغاربة في مجال البناء الى إسرائيل لاحتياجها إليهم فى بناء المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة

وزيرة الداخلية الإسرائيلية تصل غدا الى المغرب لاستقدام مئات العمال المغاربة في مجال البناء الى إسرائيل لاحتياجها إليهم فى بناء المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة


تصل غدا الاثنين الى الرباط ايليت شاكيد ، وزيرة الداخلية الإسرائيلية ، في زيارة رسمية للمغرب هي الأولى من نوعها منذ تطبيع العلاقات بين البلدين في 10 ديسمبر 2020. وقالت وسائل الاعلام بان زيارة وزيرة الداخلية الإسرائيلية تهدف الى استقدام مئات العمال المغاربة في مجال البناء الى إسرائيل لاحتياجها إليهم فى بناء المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة وكذلك احتياج اسرائيل الى المئات من هيئات التمريض المغربية لدعم المستشفيات الاسرائيلية بطواقم التمريض. وستجري الوزيرة سلسلة من اللقاءات مع نظيرها المغربي عبد الوافي لفتيت ، ووزير الخارجية ناصر بوريطة ، ووزيرة الاقتصاد والمالية نادية فتاح العلوي ، الى جانب مسؤولين مغاربة كبار.