الاثنين، 29 أغسطس 2022

رئيس بدرجة قاض: استخدام محاكم أمن الدولة طوارئ في الملاحقة القضائية لنشطاء سياسيين ومدافعين عن حقوق الإنسان

رابط التقرير كاملا
رئيس بدرجة قاض: استخدام محاكم أمن الدولة طوارئ في الملاحقة القضائية لنشطاء سياسيين ومدافعين عن حقوق الإنسان


نشرت الجبهة المصرية لحقوق الانسان تقريرًا بعنوان: “رئيس بدرجة قاض” حول استخدام محاكم أمن الدولة طوارئ في الملاحقة القضائية لنشطاء سياسيين ومدافعين عن حقوق الإنسان، وكيف قامت السلطات بتطوير أدواتها فى قمع المعارضين والمنتقدين السلميين بغرض الإبقاء عليهم أطول فترة ممكنة قيد الاحتجاز باستخدام أداة محاكم أمن الدولة في طوارىء، المشكوك في عدالتها، واستمرار عملها على القضايا المحالة إليها قبل إلغاء الرئيس قانون الطوارىء في أكتوبر 2021.

كانت السلطات قد استغلت حالة الطوارئ المعلنة في البلاد وقامت بإحالة المعتقلين على ذمة قضايا رأي، بعد تجاوزهم مدة الحبس الاحتياطى المنصوص عليها قانونا، إلى محاكم أمن الدولة طوارئ المنصوص عليها فى القانون رقم 162 لسنة 1958 بشأن حالة الطوارئ، مما ترتب عليه حرمان الأفراد من المحاكمة أمام قاضيهم الطبيعى والمحاكمة أمام قضاء استثنائي عادة لا يتمتع هؤلاء الأفراد فيه بمحاكمات عادلة. قامت نيابة أمن الدولة العليا بإحالة هؤلاء الأفراد إلى المحاكمة سواء عن طريق نسخ صورة من القضايا إلى محكمة جنح أمن الدولة طوارئ، أو إحالة القضايا إلى محكمة جنايات أمن الدولة طوارئ.

شهد عام 2021 توسع في استخدام قانون الطوارئ في مواجهة النشطاء السياسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان، حيث أحالت نيابة أمن الدولة خلال النصف الثاني منه 5 قضايا رأي إلى محاكم أمن الدولة طوارئ.

كانت أولى القضايا المحالة لمحاكمات أمن الدولة طوارئ هي قضية الباحث أحمد سمير الذى أحالته نيابة أمن الدولة للمحاكمة أمام محكمة أمن دولة طوارئ في مايو 2021 بقضية منسوخة حملت رقم 877 لسنة 2021. ثم تبعت ذلك في 14 يوليو 2021 بإحالة المحامي الحقوقي وعضو البرلمان السابق زياد العليمي والصحفي حسام مؤنس القيادي العمالي هشام فؤاد وآخرين بقضية منسوخة تحمل رقم 957 لسنة 2021 إلى محكمة أمن دولة طوارئ. وفى أغسطس من نفس العام أحالت نيابة أمن الدولة العليا قضية التنسيقية المصرية للحقوق والحريات والمحبوس فيها المحامية الحقوقية وعضوة مجلس حقوق الإنسان السابقة هدى عبدالمنعم والمحامى الحقوقى عزت غنيم وآخرين إلى محكمة جنايات أمن الدولة طوارئ بالقضية رقم 1552 لسنة 2018 بعد ما يقارب الثلاث سنوات حبس احتياطي.

وفي سبتمبر 2021 أحالت نيابة أمن الدولة العليا الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية ونائبه محمد القصاص و23 آخرين إلى محكمة جنايات أمن الدولة طوارئ فى القضية رقم 440 لسنة 2018. وقبل إلغاء حالة الطوارئ بأيام أحالت نيابة أمن الدولة العليا المحامى الحقوقى محمد الباقر والمدون علاء عبدالفتاح والصحفي محمد أكسجين المحكمة جنح أمن الدولة طوارئ بقضية منسوخة تحمل رقم 1228 لسنة 2021.

اعتمدت الجبهة المصرية لحقوق الإنسان فى كتابة هذا التقرير على تسع محادثات صوتية، تمت كلها عبر الانترنت، مع تسعة محامين قاموا بالدفاع عن معتقلين أمام محاكم أمن الدولة طوارئ فى تسعة قضايا، محبوس على ذمتها عدد من المعارضين السياسيين، والمدافعين عن حقوق الإنسان، وذلك فى الفترة من بداية عام 2021 وحتى تاريخ كتابة هذا التقرير. أجريت كافة المحادثات، فى الفترة من منتصف أبريل وحتى أول يونيو 2022، وتطرقت إلى سؤالهم عن التكييف القانوني لإحالة موكليهم للمحاكمة أمام محاكم أمن الدولة طوارئ، ومدى دستورية بعض النصوص القانونية ذات الصلة، وانتهاكات ضمانات المحاكمة العادلة التي تمارسها هذه المحاكم، والدفوع القانونية التي قدموها، والأحكام الصادرة ضد موكليهم.

يستند التقرير أيضًا على فحص وتحليل الأوراق الرسمية لـ 5 قضايا، قامت نيابة أمن الدولة العليا بإحالتها إلى محاكم أمن الدولة طوارئ في الفترة الزمنية من منتصف عام 2021 إلى ما قبل إلغاء حالة الطوارئ فى 25 أكتوبر 2021.كما يستند التقرير على مطالعة ثلاث مذكرات دفاع أودعها المحامون أمام دوائر جنح أمن دولة طوارئ أثناء تقديمهم للمرافعات.

بالإضافة إلى ذلك يستند التقرير على دراسة بعض نصوص الدستور المصري، وقانون الطوارئ، وقانون الإجراءات الجنائية، وقانون العقوبات، وقانون مكافحة الإرهاب، وذلك لبحث إشكاليات نصوص قانون الطوارئ والاتهامات الموجهة للمعارضين السياسيين المحالين إلى أمام محاكم أمن الدولة طوارئ، والإجراءات القانونية المنصوص عليها فى قانون الإجراءات الجنائية، ومدى توافقها مع قانون الطوارئ.

للاطلاع على التقرير كاملا مكون من عدد 45 صفحة اتبع الرابط ادناه

https://lnkd.in/dKXCjuew

الأحد، 28 أغسطس 2022

عقيدة الاغبياء

عقيدة الاغبياء


نضج المحصول واقترب موسم الحصاد. وسارعوا بالدفع بـ محتال نصاب اشاع بان هناك اعداء يقفون وراء مساعي الحصاد. مثلما أشاعوا نفس هذا القول الباطل بالمسطرة فى موسم الحصاد الكبير السابق. ولم يهضم أصحاب المحصول هذا الادعاء الباطل مع اقتراب موسم الحصاد الكبير الجديد. مثلما لم يهضموا هذا الادعاء الباطل فى موسم الحصاد الكبير السابق. لسبب جوهرى فى غاية البساطة وهو ان كل أعمالهم الشيطانية التى أضرت بأصحاب المحصول هم الذين قاموا بها ولم يقوم بها الأعداء. وأن ادعاء وقوفهم فى السابق مع حقوق أصحاب المحصول غير صحيح على الإطلاق. لأنهم انقلبوا على حقوق أصحاب المحصول واستولوا علية ولم يستولى عليه الأعداء.

السبت، 27 أغسطس 2022

جريمة خيانة عظمى مصرية

جريمة خيانة عظمى مصرية

جاريد كوشنر يكشف عن فضيحة سياسية إجرامية تصنف من قبيل الخيانة العظمى ارتكبها السيسى .. السيسى تزعم اصدار قرار للدول العربية داعم لـ فلسطين فى الامم المتحدة قبل تولي ترمب السلطة بعد فوزة بالرئاسة الامريكية

كوشنر يقول بان السيسى فور ان علم بنشر ترامب تغريدة على تويتر أعرب فيها عن غضبه من شروع الامم المتحدة فى اعتماد قرار مصر والدول العربية ضد إسرائيل فى ظل امتناع إدارة أوباما عن استخدام الفيتو ضد القرار سارع السيسي بالاتصال بكوشنر طالبا منة اخبار ترامب انه اصدر تعليماته الى وفد مصر بالامم المتحدة بالغاء القرار واقناع الدول العربية بعدم إصداره ومنع الامم المتحدة من اعتمادة مجاملة لترامب واسرائيل قبل تولي ترامب السلطة 


نشر جاريد كوشنر، صهر ومستشار الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، مذكرات بعنوان «Breaking History»، تطرق فيها لمكالمة من عبد الفتاح السيسي، قبيل تولي ترمب زمام الأمور في البيت الأبيض، تراجع فيها السيسي عن قرار داعم لـ فلسطين بالأمم المتحدة

القرار

قال كوشنر في مذكراته إن سفير اسرائيل لدى واشنطن، «رون ديرمر»، أخبره باستعداد عدة دول بقيادة مصر، لتقديم قرار للتنديد ببناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية باعتبارها بلا شرعية قانونية

القلق الإسرائيلي

عبر «ديرمر» في المكالمة عن قلقه من الصمت الأميركي، وأخبر كوشنر أن إدارة أوباما تعتزم الامتناع عن التصويت، مشيرا إلى أن ذلك سيعد تخليا غير مسبوق عن «إسرائيل»

كسر البروتوكول

تابع كوشنر في مذكراته قائلا: «رغم أنه من النادر أن يعلق الرئيس المنتخب على سياسة الرئيس المنتهية ولايته، إلا أن ترامب وافق على توضيح معارضته للقرار، معتبرا أن الأمر يستحق كسر البروتوكول في قضية بهذه الأهمية»

تغريدة ترمب

وبحسب المذكرات فإنه قد تم صياغة بيان، ونشره ترمب على تويتر وفيسبوك بعدما قام بتعديله، تحدث فيه عن خطورة فرض شروط على إسرائيل من قبل الأمم المتحدة

تراجع السيسي

تراجع السيسي في اليوم التالي لنشر تغريدة ترمب، وبحسب كوشنر، فإن السيسي قد تواصل معهم لإبلاغهم أن الوفد المصري بالأمم المتحدة لم يكن يعمل تحت إشرافه، مؤكدا له أن مصر سوف تلغي القرار

https://lnkd.in/dG5PRQ7v

لعبة الديون: ما فشلت فيه سيريلانكا ويهدد مصر

رابط تقرير مدى مصر

لعبة الديون: ما فشلت فيه سيريلانكا ويهدد مصر


بدأ الأمر بصورة الثوار السريلانكيين يسبحون في مسبح الرئيس الهارب، ويجولون في قصره حتى غرفة نومه الفاخرة، في خضم احتجاجات شعبية واسعة على خلفية أزمة طاحنة من شح النقد الأجنبي عجزت معه الدولة الآسيوية الصغيرة عن سداد مديونيات خارجية والوفاء باحتياجاتها من الواردات. وسرعان ما أصبحت سيريلانكا بعدها أشهر نموذج على موجة من العجز عن سداد المديونيات الخارجية في عدد من الدول، ما انتشرت معه التكهنات بشأن من قد يلحق بها في قائمة طويلة من الدول من ضمنها مصر.

كان القلق من التخلف عن السداد مبعثًا لتخلص المستثمرين الأجانب من السندات المصرية في السوق الثانوي بأسعار زهيدة، وصلت إلى نصف سعر شرائها في بعض الأحيان، بحسب شريف عثمان، النائب السابق لبنك المؤسسة العربية المصرفية.

ومع المشاهد القادمة من سريلانكا، والأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها مصر بسبب نقص الدولار وصعوبات الاستمرار في الاقتراض، تساءل البعض عن احتمالية أن تواجه مصر مصيرًا مماثلًا. وعلى الرغم من أن أزمة الديون المصرية لم تكن بهذا السوء من قبل، إلا أن اختلافات في طبيعة هيكل الديون بين مصر وسريلانكا يجعله غير مرجح.

المثال السيريلانكي، كأبرز حالة من حالات التخلف عن السداد وصولًا حتى للعجز عن الاستيراد بسبب شح العملة الأجنبية، يكشف الكثير في المقابل حول الوضع في مصر. ثمة مفارقة واضحة، فبعكس ما قد يبدو لأول وهلة، كان النمو في الدين الخارجي السيريلانكي خلال عشر سنوات بطيئًا ويميل للاستقرار عمومًا بعكس الحالة في مصر، التي نما دينها الخارجي بنسبة تتخطى 450% في نفس الفترة -من 2012 وحتى 2022

.وفي نفس الوقت، عانى البلدان، وإن كان على نحو متفاوت، من ارتفاع الدين الخارجي بشكل متسارع كنسبة إلى احتياطي النقد الأجنبي. كما أن البلدين متقاربان على نحو كبير من حيث حجم الدين الخارجي بالنسبة إلى الصادرات، باعتبارها أبرز موارد الدول المستدامة من النقد الأجنبي. ففي الحالتين، تشير البيانات المتوفرة لدى البنك الدولي إلى ارتفاع كبير للغاية في الدين الخارجي إلى الصادرات، بحيث تعد الدولتان ضمن أسوأ النماذج عالميًا في هذا السياق، إذ تبلغ تلك النسبة في مصر 228%، فيما تبلغ في سريلانكا 278.6%.

البيانات التاريخية المتوفرة من البنك الدولي تشير إلى مفارقة ملفتة للنظر. فقد واصل احتياطي النقد الأجنبي إلى إجمالي الدين الخارجي في مصر وسريلانكا على السواء مسار التراجع بدءًا من العام 2017، بالرغم من الفارق بين البلدين في هذه النسبة عمومًا.

تراجع الاحتياطي إلى إجمالي الدين الخارجي في مصر من 43% في عام 2017 إلى 29.6% عام 2020، وهو أسوأ مستوى له منذ العام 1991. وفي المقابل، شهد الاحتياطي النقدي الأجنبي إلى الدين الخارجي في سريلانكا تراجعًا من 15.7% إلى 10.1% في نفس الفترة.

لكن، كل هذا لم يكن الفيصل في أزمة سيريلانكا، ولم يكن سببًا كافيًا في اقتراب مصر من حافة الخطر. «فحجم الاحتياطي إلى إجمالي الدين الخارجي قد لا يعني الكثير في حال كانت استحقاقات الدين في الأجل القريب لا تمثل عبئًا كبيرًا، وكان معظم الدين الخارجي يستحق في مراحل زمنية أبعد قد يكون الاحتياطي وقتها قادرًا على الوفاء بها»، حسبما يقول لـ«مدى مصر» مسؤول بارز سابق في البنك المركزي.

وفي المقابل، كان أسوأ ما واجه سيريلانكا، وما استطاعت مصر تجنبه حتى الآن، هو الدين قصير الأجل كنسبة من الاحتياطي. إذ تشير البيانات التي جمعها «مدى مصر» إلى ارتفاع كبير للغاية في الدين قصير الأجل إلى احتياطي النقد الأجنبي.

على المدى الأقصر، تشير البيانات المتوفرة من البنك المركزي السريلانكي، إلى تفاقم كبير للغاية في أزمة الدين الخارجي قصير الأجل في سيريلانكا. بنهاية الربع الأول من العام الحالي -نهاية مارس 2022- قبيل انفجار الأزمة، كان الدين الخارجي قصير الأجل إلى الاحتياطي النقدي الأجنبي قد بلغ 467% مقابل 200% في الربع المناظر من العام الماضي.

وتمثل الديون قصيرة الأجل، تلك التي يقل أجل سدادها عن سنة واحدة، بحسب تعريف البنك الدولي. وهو أكثر خطورة من الديون طويل الأجل، وخاصة فيما يتعلق بالدين الخارجي.

وبصورة عامة، توضح بيانات الدين الخارجي السيريلانكي الأبعد مدى تاريخيًا، أن الدين قصير الأجل إلى احتياطي النقدي الأجنبي كان على الدوام جانبًا من جوانب الضعف الشديد في علاقة سيريلانكا مع العالم الخارجي. فخلال عشر سنوات كاملة، من العام 2012 وحتى العام الحالي، كانت أفضل نسبة للدين الخارجي قصير الأجل إلى الاحتياطي النقدي الأجنبي تتجاوز 80%.

ما حدث في سريلانكا أن «ارتفاع الدين قصير الأجل عمومًا عن حد معين قد أدى إلى في ارتفاع مخاطر الديون، وهو ما ساهم مجددًا في عرقلة قدرتها على الاقتراض أكثر فأكثر»، كما يقول عمرو عادلي، أستاذ الاقتصاد السياسي المساعد في الجامعة الأمريكية. ما تعنيه صعوبة الاقتراض في هذه الحالة هو صعوبة في زيادة حجم الاحتياطي من النقد الأجنبي، وهو ما أمكن رصده في حالة سيريلانكا خلال السنوات القليلة الماضية بوضوح. ويؤدي انخفاض الاحتياطي من النقد الأجنبي في حد ذاته إلى ارتفاع نسبة الدين قصير الأجل إلى الاحتياطي، وهو ما يعني زيادة جديدة في مخاطر الدين الخارجي، كما لو كان الأمر حلقة مغلقة. 

وبحسب عادلي فـ«من المهم هنا أن نتذكر أن السياسة كانت جزءًا من الصورة، ففي أوقات شح العملة الأجنبية -كما هو الحال في خروج الأموال الساخنة- بما يعنيه من ضغوط على الاحتياطي، تدخل الخليج لسد هذا الفراغ، وهو ما حدث في حالة سريلانكا أيضًا في أوقات سابقة حين تلقت دعمًا من الهند، ولكن على نحو لم يكن كافيًا».

يختلف الأمر بوضوح في الحالة المصرية، فبالرغم من أن الدين الخارجي قصير الأجل إلى الاحتياطي النقدي الأجنبي يعد مرتفعًا بصورة عامة حاليًا قياسًا إلى العقد الأول من القرن الحالي، إلا أن مسار الدين الخارجي قصير الأجل خلال السنوات القليلة الماضية يعبر بوضوح عن التوجه المعلن بخفض هذه النسبة. تراجع الدين الخارجي قصير الأجل من 50.5% من الاحتياطي النقدي الأجنبي عام 2016 بشكل متواصل ليصل إلى حوالي 30% من الاحتياطي النقدي الأجنبي في العام 2020، تبعًا لأحدث بيانات متوفرة من البنك الدولي، قبل أن ترتفع قليلًا إلى 31% تقريبًا في 2021.

ظلت مصر إذن تعمل بشكل حثيث على خفض تلك النسبة، وساهم في ذلك التوسع في الاستدانة الخارجية التي راكمت المزيد من العملة الأجنبية في الاحتياطي، ما ساهم في خفض نسبة الدين الخارجي إلى الاحتياطي. أي أن مصر كانت تحاول الاستدانة بآجال أطول، ما يزيد إجمالي الدين الخارجي من ناحية، لكن يحافظ على الاحتياطي عند مستويات عالية من ناحية أخرى، وهو ما يخفض من نسبة الدين الخارجي قصير الأجل عند مستويات أقل، وهذا ما لم يحدث في الحالة السريلانكية. وبعبارة أخرى، تمكنت مصر من الاستدانة بشكل ضخم على نحو استطاعت معه على الدوام -حتى الآن على الأقل- تأجيل الأزمة، وهو ما لم تتمكن منه سيريلانكا.

وتواصل «نجاح» مصر في الاستدانة لخفض الدين قصير الأجل إلى إجمالي الاحتياطي، حتى خرج الأمر عن السيطرة لأول مرة منذ خمس سنوات تقريبًا. ففي مارس الماضي، قفز الدين قصير الأجل قياسًا إلى ديسمبر الماضي بشكل كبير ما أدى إلى ارتفاع الدين قصير الأجل إلى الاحتياطي ليتجاوز 70% لأول مرة، بالرغم من أن هذا المستوى يعد بعيدًا جدًا طبعًا عن الوضع في سريلانكا.

وبحسب المسؤول السابق في البنك المركزي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، يمثل الدين قصير الأجل كنسبة من الاحتياطي أبرز المعايير التي يمكن الاستناد إليها في تقييم التصنيف الائتماني، لأنه يمثل ما هو مطلوب سداده في فترة قصيرة كديون خارجية، ما يمكن بسهولة مقارنته مع حجم الاحتياطي. وفي هذا السياق، يعترف المصدر بأن ارتفاع الدين قصير إلى احتياطي النقد الأجنبي في مصر في نهاية مارس الماضي إلى مستوى تجاوز 70% كما يتضح من الشكل السابق، يعد «أمرًا مقلقًا بالطبع ومستوى مرتفع للغاية»، على حد قوله.

وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن مستوى الدين قصير الأجل إلى الاحتياطي النقدي في مارس الماضي (71.3%) يمثل أعلى مستوى للدين قصير الأجل إلى الاحتياطي النقدي منذ العام منذ 1990، وهو العام الذي شهد ترتيبات إلغاء جانب من الديون المصرية على خلفية أزمة الديون الخارجية المصرية وقتها، حين اقتربت مصر من التعثر في السداد، وهي ترتيبات ارتبطت بدورها بالدور الذي لعبته مصر في حرب الخليج الثانية -الحرب على العراق تحت قيادة الولايات المتحدة.

بالرغم من اختلاف الكثير من المؤشرات بين مصر وسيرلانكا، إلا أن «أبرز الفوارق التي جنبت الديون المصرية مصير الديون السيريلانكية هو حجم المديونية قصيرة الأجل إلى إجمالي الدين الخارجي وإلى الاحتياطي النقدي الأجنبي»، حسبما يقول عادلي، مضيفًا أنه «كلما زاد الدين الخارجي قصير الأجل إلى الاحتياطي النقدي كلما كان ذلك يعني ببساطة تعريض الدول، التي تواجه مشاكل في توليد العملة الصعبة، لمخاطر التخلف عن الوفاء بالتزاماتها [الخارجية]».

سياسة مصر فيما يخص الديون قصيرة الأجل، من وجهة نظر عادلي، لا تنفي وجود خلل هيكلي في الدخل من العملة الأجنبية كانت السبب الدائم في اللجوء للمزيد من الاستدانة، ولكن كل ما حدث هو إعادة هيكلة للدين بحيث جرى تكييف الالتزامات بمهارة بما يتناسب مع الدخل الدولاري، بحيث تُظهر مؤشرات الدين وضعًا جيدًا يفيد قدرة البلد على خدمة الدين، ما يسمح باستمرار القدرة على الاقتراض.

هذا «التكييف» الذي  يشير إليه عادلي، قد يبدو واضحًا فيما أسمته الحكومة والبنك المركزي بـ«إطالة متوسط عمر الدين»، وهو ما يعني باختصار أن الالتزامات على المدى القصير تصبح أخف عبئًا عمومًا مقارنة بالموارد المتوفرة بالعملة الأجنبية. على سبيل المثال، وصلت آجال بعض شرائح طروحات للسندات المصرية إلى 40 عامًا، في عامي 2019 و2021. وسمح هذا التوجه لمصر بابقاء الدين الخارجي قصير الأجل عند مستوى مستقر ما بين نهاية 2019 و2021، بحيث لم تتجاوز الزيادة فيه مليار دولار تقريبًا، بينما تجاوزت الزيادة في الدين طويل الأجل 20 مليار دولار.

من وجهة نظر سلمى حسين، الباحثة في مكتب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مؤسسة فريدريش إيبرت، تلعب الصورة التي يختلقها مستوى منخفض من الديون قصيرة الأجل للاحتياطي دورًا في تشجيع المستثمرين الأجانب في أدوات الدين المصرية التي تطرح محليًا، والتي لا يشملها الدين الخارجي، لكنها تشكل مع ذلك التزامات خارجية كونها التزامات يجب سدادها بالعملة الأجنبية مثلها مثل الديون الخارجية. «يمكن القول إنها عملية واعية تمامًا لتجميل صورة مؤشرات الدين الخارجي»، تقول حسين، مضيفة: «نظريًا يعد هذا النوع من الديون جزءًا من المديونية المحلية، لكن عمليًا هذه الديون تعد ديونًا خارجية متخفية في صورة دين محلي».

وتقول حسين إن الحكومة المصرية تنظر لهذا النوع من القروض باعتبارها «أداة سهلة للتمويل، لأن المعتاد أن الأجانب لا يتخارجون من هذا السوق بعد نهاية أجل الدين ويعيدون استثمار أموالهم في أذون خزانة جديدة» لكن «الأمر ليس بهذه البساطة»، لأن استثمارات الأجانب في هذا الدين الخارجي المتخفي هو قصير الأجل بالتعريف لأن أقصى أجل لهذه الأوراق المالية لا يزيد عن تسعة أشهر بحد أقصى. و«يمكنهم أن يقرروا التخارج من السوق بدلًا من إعادة استثماره لأي سبب، مثلما حدث بالفعل خلال الشهور القليلة الماضية».

وفضلًا عن ذلك، فسياسة إدارة الدين الخارجي على هذا النحو، بحيث تمتد آجاله قدر الإمكان، وبحيث تجري الاستدانة للحفاظ على الاحتياطي النقدي عند مستوى عالٍ نسبيًا، يسمح على الدوام بأن يبقى الدين الخارجي قصير الأجل منخفضًا كنسبة لهذا الاحتياطي، «هي سياسة ذات كلفة عالية في المقابل على مستوى الفوائد نفسها لأن الآجال الطويلة للديون تقابلها بطبيعة الحال فوائد مرتفعة»، كما يقول شريف عثمان.

بصورة عامة، يستند الخطاب الرسمي المصري الموجه للرأي العام فيما يتعلق بالدين الخارجي المصري وقدرته على الصمود أو «استدامته» -بعبارة أخرى- على معيار الدين الخارجي كنسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي، كما يقول رئيس الوزراء، مصطفى مدبولي، مثلًا. وفي هذا السياق، يقارن هذا الخطاب بين هذه النسبة في مصر والعالم للوصول لاستخلاص مفاده أن هذه النسبة في مصر تعد في الحدود الآمنة. فتبعًا لتقرير الوضع الخارجي المصري، لم تتعدَ تلك النسبة بنهاية العام الماضي 33.2%، مقابل 51.8% كمتوسط في منطقة الكاريبي وأمريكا اللاتينية و42.4% كمتوسط في الشرق الأوسط ومنطقة وسط آسيا. 

«لكن في واقع الأمر لابد من الاعتراف أن هذا المعيار يعد أضعف معيار في تقييم قوة الدين الخارجي من عدمه»، يقول المسؤول السابق في البنك المركزي، «الناتج المحلي الإجمالي يعبر عن حجم الإنتاج في الدولة في لحظة ما مقومًا بالعملة المحلية، ولا يعني ذلك بحال من الأحوال توفر العملة الأجنبية بما يكفي لسداد المديونية الخارجية»، مضيفًا: «قد نجد مثلًا أن الدين الخارجي في بعض الدول المتقدمة مرتفع للغاية كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي، لكن لا يجب أبدًا أن تطرح دولة من تلك كنموذج للمقارنة لأن تلك الدول هي دول مصدرة لعملات دولية يمكن أن تكون عملة لسداد الالتزامات الدولية، ومثال على ذلك اليابان مثلًا التي يبلغ دينها الخارجي إلى الناتج المحلي مستوى مرتفع للغاية، لكن يمكنها طباعة الين واستخدامه في السداد، وهو ما لا يمكن مقارنته بمصر طبعًا».

وفضلًا عن ذلك، «فالناتج المحلي الإجمالي يمثل حجم الاقتصاد في لحظة ما، بما لا يحمل مؤشرًا يذكر حول علاقة ذلك بمجمل الدين الخارجي الذي قد تستحق أقساطه مثلًا في لحظة زمنية مختلفة»، كما يضيف المسؤول السابق في البنك المركزي. 

شيرين الشواربي، أستاذة الاقتصاد في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة، ترى أن مقارنة مصر بالعالم على مستوى الدين الخارجي إلى الناتج المحلي لا تعني الكثير على مستوى استدامة الدين الخارجي، مضيفة: «يمكن استخدام مؤشر أكثر دقة، وهو: هل تميل نسبة الدين الخارجي إلى الناتج المحلي الإجمالي إلى التراجع بشكل متصل من عدمه».

ولم يسجل الدين الخارجي إلى الناتج المحلي في مصر تراجعًا لسنتين متواصلتين منذ العام 2017 وحتى الآن، وواصل تذبذبه على نحو لم يقل فيه أبدًا منذ ذلك الحين عن مستوى 30%. 

وفي المقابل، تضيف الشواربي بعدًا آخر لمخاطر الدين الخارجي، «فبغض النظر عن آجال الدين، يعد الاعتماد على الودائع أمرًا خطرًا بعض الشيء، لأن الودائع ليست قروضًا بالمعنى المتعارف عليه، بل يمكن سحبها في أي وقت ولو نظريًا، ما يسمح للبعد السياسي بالتأثير على استدامة الدين الخارجي».

بالرغم مما يمثله الارتفاع الكبير في الدين قصير الأجل إلى الاحتياطي النقدي الأجنبي في مصر من مخاطر، وهو ما يسهل الربط بينه طبعًا وبين الأزمات التي واجهتها مصر على خلفية أوضاع أسواق الدين عمومًا على مستوى ارتفاع الفائدة وهروب الأموال الساخنة، «إلا أن مؤشرات الديون قصيرة الأجل تبقى بعيدة طبعًا عن الحالة في سيريلانكا»، كما يشير عادلي.

يعني ذلك أن الفارق الأكبر بين البلدين في هذا السياق، يبقى في «لعبة الديون»، إذا جاز التعبير، وكيفية تأجيل أزماتها قدر الإمكان، وهي إمكانيات تتقاطع مع العلاقات السياسية بالطبع. فحين تبخرت تلك الإمكانيات في حالة سيريلانكا كانت النتيجة لا مجرد أزمة مالية طاحنة، وإنما انتفاضة انتهت بالثوار في مسبح الرئيس.

مدى مصر

احدث فيلم وثائقي نشرته مجلة إيكونوميست البريطانية قبل ساعات معدودة .. قصة صعود سفاح السعودية المجنون محمد بن سلمان​ الى ولاية العهد

رابط فيديو المجلة
https://www.youtube.com/watch?v=tK1OTQzyiX8
احدث فيلم وثائقي نشرته مجلة إيكونوميست البريطانية قبل ساعات معدودة .. قصة صعود سفاح السعودية المجنون محمد بن سلمان​ الى ولاية العهد
رابط تقرير المجلة
شاهد بالفيديو .. الفيلم الوثائقي الذى نشرته مجلة إيكونوميست البريطانية على اليوتيوب حوالى الساعة التاسعة مساء امس الجمعة 26 اغسطس 2022 بتوقيت القاهرة​ تناولت فية ​قصة صعود السفاح المجنون  محمد بن سلمان​ الى ولاية عهد السعودية​ ومغامراته السياسية فى السعودية والعالم و​كشفت فية عن مضمون الرسائل السرية التى أرسلها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يدعو فيها سعد الجبري مسئول الاستخبارات السعودية السابق اللاجئ السياسى حاليا فى كندا للعودة للسعودية " نظير فك اسر أولاده المحتجزين فى السعودية.
وجاء وصف مجلة إيكونوميست للفيديو قائلا: ''محمد بن سلمان ، المعروف أيضًا باسم MBS ، هو ولي عهد المملكة العربية السعودية والحاكم الفعلي. كان محمد بن سلمان ، الذي تم تكريمه في السابق كزعيم يحول المملكة الصحراوية ذات التقاليد التقليدية إلى واحة حديثة ، محل حظوة دولية بعد مقتل جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول. لكن الآن ، مع تعطل الحرب في أوكرانيا لإمدادات الطاقة ، يبدو أنه أقوى من أي وقت مضى. سافر الرئيس بايدن ، الذي وعد ذات مرة بجعل المملكة العربية السعودية دولة منبوذة ، إلى المملكة لمقابلته. إذن ، ما مدى قلق الغرب بشأن هذا الأمير الشاب؟''.
مرفق رابط الفيلم التسجيلي القصير على اليوتيوب و مدتة حوالى ربع ساعة ويصاحب الفيديو خاصية الترجمة الفورية من الانجليزية للعربية للراغبين فى الترجمة


الخميس، 25 أغسطس 2022

المحكمة الجزائية بالرياض تعقد جلسة يوم 31 أغسطس الجارى للحكم على 10 نوبيين مصريين بتهمة عدم وضع صورة السيسى ضمن ابطال حرب اكتوبر على بطاقات دعوة لاحتفالية عن حرب اكتوبر رغم ان السيسى كان طفلا خلال الحرب

المحكمة الجزائية بالرياض تعقد جلسة يوم 31 أغسطس الجارى للحكم على 10 نوبيين مصريين بتهمة عدم وضع صورة السيسى ضمن ابطال حرب اكتوبر على بطاقات دعوة لاحتفالية عن حرب اكتوبر رغم ان السيسى كان طفلا خلال الحرب

وكانت السلطات السعودية قد ألقت القبض على النوبيين المصريين العشرة وهم رؤساء وأعضاء 4 جمعيات نوبية يوم 25 أكتوبر 2019، صبيحة احتفالية نظمتها مجموعة من الجمعيات النوبية في السعودية تخليدًا لأبطال النوبة في حرب أكتوبر 73. وقد انصب التحقيق مع النوبيين المصريين العشرة بعد اعتقالهم على عدم قيامهم بوضع صورة الجنرال المصرى الحاكم عبد الفتاح السيسي في الصور المرفوعة و بطاقات دعوات الاحتفالية، واقتصرت الصور على أبطال الحرب من مناطق النوبة كنوع من الاحتفاء بهم. على الرغم من أن الجنرال عبد الفتاح السيسي لم يشارك في حرب أكتوبر 73 بقشرة بصلة حيث كان وقتها طفلا صبيا لم يبلغ سن الرشد. واستمرت السلطات السعودية تعتقل النوبيين العشرة للعام الثالث على التوالى وشرعت فى محاكمتهم أمام المحكمة الجزائية السعودية المتخصصة فى الوقت الذى تنصلت فية السفارة والقنصلية المصرية فى السعودية منهم بدعوى أنهم خالفوا انظمة وإجراءات السلطات السعودية وسط انتقادات للمدونين على مواقع التواصل الاجتماعى الذين أعربوا عن مخاوفهم من ان تكون اعتقالات السلطات السعودية للنوبيين العشرة قد تمت بناء على شكوى ضدهم من نظام السيسى نفسه عقابا و تأديبا لهم وعبرة لغيرهم.

والنوبيين المصريين العشرة المعتقلين منذ 3 سنوات بسبب صورة السيسى هم:

عادل سيد إبراهيم فقير ، الرئيس الحالي للمجتمع النوبي في الرياض.

الدكتور فرج الله أحمد يوسف ، الرئيس السابق للمجتمع النوبي في الرياض.

جمال عبدالله المصري رئيس جمعية قرية ضميت النوبية بالرياض.

محمد فتح الله جمعة عضو جمعية قرية دهميت النوبية بالرياض.

هاشم شاطر عضو جمعية قرية دهميت النوبية بالرياض.

علي جمعة علي عضو جمعية قرية ضميت النوبية بالرياض.

صالح جمعة أحمد عضو جمعية قرية ضميت النوبية بالرياض.

عبدالسلام جمعة علي عضو جمعية قرية دهميت النوبية بالرياض.

عبدالله جمعة علي رئيس جمعية قرية دهميت النوبية بالرياض.

وائل أحمد حسن رئيس جمعية قرية توماس النوبيين بالرياض.


https://lnkd.in/gzzcSKTc

حين يغضب الكفيل السعودي من مصر


حين يغضب الكفيل السعودي من مصر


كتب أحد المصريين الذين أتخمهم الأرز السعودي منذ عرفوا مذاقه وهم في مصر عند نهاية السبعينيات، وعرفوا متى يمكنهم إغضاب وإرضاء الحاكم في القاهرة، مهما تقارب معهم، طالما كانت هذه إرادة حاكم الرياض؛ يُعدد الأسباب التي تطيح بالأنظمة العربية، ويندب حظ العرب لعدم وجود انتقال سلمي للسلطة عندهم مقارنة بالغرب.

كلمة حق لكنّها تعبر عن انفصام شخصية ذلك الكاتب، رجل الأعمال الذي يقرأ ما تنشره وتفعله لندن وواشنطن بينما يرتزق من ممارسات القاهرة والرياض، اللتان لولا ما بهما من فساد وتفضيل لأهل الثقة والولاء على أهل المعرفة والخبرة (وهي من أسباب الفشل التي يعددها)، لما كان له نفسه أي حظ فيما أنجز وحقق وكسب وكنز في ذلك الرَّبع العربي البائس.

لكن من حسن حظه كالعادة غباء منافسيه من متملقي ومرتزقة فتات الحاكم المصري، الذين روجوا لمقال التابع بهجومهم عليه وردهم دفاعًا عن حاكمهم رغم أن الكاتب، تابع الكفيل، لم يذكر في كل مقاله لا اسم الحاكم ولا اسم أي بلد عربي يتحدث عنه ويتوقع أن يسقط نظامه منتصف العام المقبل لثقل أوزاره.

حتى لو كانت "منافذ الإخوان" وأنصارهم، كما يزعم متملقو النظام، هم الذين روجوا للمقال باعتباره نيرانًا صديقة، فإن رد أولئك المتملقين عليه وعلى صاحبه من أتباع السامسونج وبكباشي الإعلام المصري هو الذي أعطى مصداقيةً وأهميةً لمقال التابع-الكفيل، ولفت اهتمام الجادين واستغرابهم إلى غباء من أكدوا أن حاكمهم المقصود، وتصرفوا بمبدأ المثل الشعبي القائل "اللي على راسه بطحة بيحسّس عليها".

تزامن المقال سعودي التمويل مع غياب الكفيل السعودي عن حضور قمة العلمين المصرية، التي استضافت زعماء أربع دول عربية هي الإمارات والبحرين والعراق والأردن. لم نعرف شيئا مفيدًا عن اللقاء من إعلام المضيف المصري سوى أنه "لقاء أخوي" مع بث مراسم وموسيقى وتشريفات وصول الزعماء في النهار وعروض الألعاب النارية لتسليتهم بالليل. وابتلع الإعلام المصري نفسه ما قاله قبل أسبوع عن تلك القمة المنتظرة بأن السعودية من أبرز المشاركين فيها.. واكتفوا بالصمت دون تعليق.

يفترض أن تكون هذه القمة ناقشت قضايا عدّة مثل قرب التوصل لاتفاق نووي بين الولايات المتحدة وإيران، كذلك التنسيق لقمة الجامعة العربية المقررة في الجزائر بمطلع شهر نوفمبر/ تشرين الثاني. وهي قمة يُفترض أن تبحث أو تشهد عودة سوريا إلى الجامعة العربية وفعاليتها بعد مقاطعتها منذ 11 سنة.

لكن السعودية وقطر ما زالتا عند موقفيهما ضد عودة سوريا للجامعة العربية طالما ظلّ نظام الأسد هو من يمثلها. والمفارقة، أن هذا ما اتفق عليه البلدان قبل وبعد مقاطعة قطر وحصارها السعودي بالتحالف مع الإمارات ومصر لثلاث سنوات. كما أن مصر متفقة مع الإمارات في عودة سوريا الأسد إلى الصف العربي.. وهو موقف لم يتغير لكنه يتوارى كلما زاد الضغط السعودي رافضًا له ولأي تقارب مع إيران.

الكفيل السعودي بقيادته الشابة الجديدة لا يعرف تقبيل أو "بوس اللحى" عند أي خلاف مع أي حليف أو تابع، فطالما كان لديه أرز يملك منحه أو منعه، فهو لا يتردد في قطع الأرزاق وربما حتى الأعناق، إن لم يحصل على تبعية كاملة.

فحتى عندما كان الشاب محمد بن سلمان ولي ولي العهد، قبل الإطاحة بابن عمه محمد بن نايف واعتقاله، كان الرد السعودي في عهده على مصر جادًا وقاطعًا حين تأخر تسليم جزيرتي تيران وصنافير بعد توقيع رئيس الوزراء على تسليمهما، لكن عطّلته المعارضة الشعبية والقضاء الإداري، فقرر قطع إمدادات البترول السعودي، عن طريق شركة أرامكو، إلى مصر ولستة أشهر، من أول أكتوبر/ تشرين الأول 2016 إلى أول أبريل/ نيسان 2017. ولم يستأنف ضخ البترول إلى مصر إلا بعد التزام رئيسها بتسليم الجزيرتين رغم معارضة الشعب ومجلس الدولة. 

في فترة القطيعة هذه، لم تتردد السعودية في التصدي لأي تقارب مصري سوري أو إيراني والتنديد بمصر عن طريق كتابها وإعلامييها السعوديين، وكان من بينهم الراحل جمال خاشقجي، ومعهم في صف واحد وقتها الإعلام القطري.

فحين صوتت مصر بمندوبها غير الدائم في مجلس الأمن الدولي في 9 أكتوبر 2016 بتأييد مشروع تقدمت به روسيا بشأن وضع مدينة حلب، وهو مشروع قرار لم يرَ النور إذ لم يحصل سوى على أربعة أصوات في مجلس الأمن، شجب المندوب السعودي في الأمم المتحدة الموقف المصري، واعتبر أنه لا يعبر عن الموقف العربي، وأعرب عن حزنه "أن يقف معنا في مجلس الأمن غير العرب كالسنغال وماليزيا وليست مصر العربية".

هل عادت السعودية في أغسطس/ آب 2022 تستخدم أقلام تابعيها لتهديد الموقف المصري وهو يحاول من جديد التقارب مع سوريا لإعادتها إلى الجامعة العربية أو إيصال الكهرباء إلى لبنان عبر سوريا والأردن؟ أم أن المستثمر السعودي، بعقلية الشباب الجديدة غير المتأثرة بشعارات الماضي عن "مكانة مصر الكنانة" لا يجد في العلاقة إلا صفقة.

هل يتصرف الكفيل السعودي بأنه غير مستعد لمواصلة تمويل المشروع المصري، وأنه حان وقت دعوة القائم عليه إلى قهوة المصارحة والانصراف؟

فبعد أن حصل المستثمر السعودي على ما أراد من مصر باستلام الجزر وإجهاض الربيع العربي، لم يعد لديه استعداد لضخ أموال بلا طائل في "قربة مقطوعة" أو لتمويل "زعامة إقليمية" أو "جمهورية جديدة" تريد بناء عاصمة جديدة وعلمين جديدة وترسانات أسلحة بقروض لا نهائية أو مقابل استحواذات على مشروعات غير مجدية.

عوّدنا ولي العهد السعودي بمجرد أن يجد الفرصة سانحة بأن ينهي العلاقة مع أي شخص بلا رحمة. نحن لا نتحدث فقط عن مصير الصحفي جمال خاشقجي بل كذلك دعوة محمد بن نايف للقاء على فنجان قهوة مع ابن عمه الصغير ابن الملك سلمان، لينتهي لقاء المحمدين بعد ساعات من التهديد بتوقيع ابن نايف على وثيقة تنازله عن ولاية العهد لابن سلمان، وبعد أن حرص الأخير على تصوير نفسه وهو يقبّل يديَّ ابن عمه الكبير، المعتقل، تأكيدًا على الامتنان والولاء واحترام قيم العائلة.

المسألة لم تتوقف عند السعوديين بل امتدت الى إجبار زعيمي دولتين عربيتين على الاستقالة بعد دعوتهما لفنجان قهوة وتهديدهما أو اعتقالهما وإجبارهما على تسجيل فيديو استقالة يتضمن تأكيدًا على حسن معاملة الضيافة الملكية، بمجرد أن شعر الكفيل السعودي أن الرجلين أصبحا مكلفين ويتعين تبديلهما.

هذا ما حدث مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري حين وصلت طائرته إلى الرياض في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني 2017 بدعوة ملكية فلم يجد تشريفة ولا استقبالًا رسميًا في المطار بل اقتادوه بعد تجريده من هاتفه المحمول، إلى محبسه في فندق فخم، وفي اليوم التالي أُجبر على الاستقالة في فيديو مسجل، ولم تفته الإشادة بحسن الضيافة الملكية.

وفي السابع من أبريل الماضي وبدعوة ملكية إلى الرياض، وجد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي نفسه مضطرًا بعد عملية إقناع سريعة بالتنحي عن منصبه، بعد أن عزل نائبه أولًا حتى لا يأخذ منصبه، وقرر، أو قرروا له في الرياض، تشكيل مجلس رئاسي برئاسة رشاد العليمي، الذي وصفته على الفور وكالة أنباء سبأ بـ "فخامة الرئيس" بينما وصفت هادي بـ "الرئيس السابق"، وهو ما رحب به فورًا الحوثيون، الذين دخلوا في هدنة مع السعودية والإمارات بوقف ضرب منشآتهما بالصواريخ وطائرات الدرونز المُسيّرة. أي أن الكفيل السعودي قرر سحب البساط من الرئيس التابع واختيار فخامة جديدة لليمن السعيد.

من هذه الخلفية لشراسة سلوك الكفيل السعودي الجديد وسرعة تغييره لمن يصبح عبئًا سياسيًا أو اقتصاديًا ثقيلًا عليه، تأتي أهمية توقيت مقال التحذير من أسباب سقوط الحكام والأنظمة. فقد تزامن المقال في الأسبوع نفسه، مع مقال أمريكي في مجلة فورين بوليسي للباحث ستيفن كوك بمجلس العلاقات الخارجية في نيويورك. المقال الموجه لصانع القرار الأمريكي والدولي، وربما الخليجي بالمثل، بعنوان "توقفوا عن تمويل بيت السيسي المصنوع من ورق الكوتشينة".

يوضح الكاتب أن مصر أصبحت في عهد السيسي من أكثر دول العالم الغارقة في الديون، ويرجع ذلك إلى المشاريع الضخمة الوهمية أو الأقرب لما يصفه بـ "الفانتازيا"؛ كعاصمة جديدة وقبلها تفريعة لقناة السويس ومشتريات أسلحة ضخمة ومكلفة.

ويقول إن النتيجة هي أن الحكومة المصرية أصبحت تعيش على القروض من أجل دفع فوائد قروض سابقة بينما يزداد العبء على عامة المصريين من الغالبية الفقيرة أو الطبقة المتوسطة. وهو يراهن على أن تهديد النظام للممولين الدوليين بتبعات عدم الاستقرار والهجرة غير الشرعية من المصريين، لو توقف المتبرعون والمقرضون عن دعمه وتلبية احتياجاته المالية بمزيد من القروض، هو تصور خاطئ في التعامل مع هذا النظام.

ويخلص الكاتب الأمريكي في نهاية مقاله إلى القول إن "أفضل ما يمكن عمله من جانب السعوديين والإماراتيين والقطريين والأمريكيين ومسؤولي صندوق النقد الدولي هو أن يرفضوا المبدأ القائل بأن [مصر كبيرة جدًا لدرجة لا يمكن تحمل فشلها]. ربما يكون هذا صحيحًا، لكن مواصلة إنقاذ السيسي ماليًا بأموال سهلة وقروض مُيسرَّة من الصندوق لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد أزمة مصر. بل من الغباء مواصلة تمويل مشروعاته وشطحاته ومدينة الزمرد التي ينشئها. فلن يقود ذلك المسار إلا لمزيد من المصائب".

تُرى، هل يتصرف الكفيل السعودي بناءً على هذه النصيحة بأنه غير مستعد لمواصلة تمويل المشروع المصري، وأنه حان وقت دعوة القائم عليه إلى قهوة المصارحة والانصراف؟ أم أن ما يمكن أن يحدث مع زعيم لليمن أو لبنان لايمكن فعله مع مصر لأنها أكبر من أن يسقط حاكمها نتيجة فيديو أو مقال أو فنجان قهوة مع كفيل غاضب ومتهور، يريد إنهاء اللعبة والاستثمار في مشروع شخص آخر؟

المنصة