الثلاثاء، 30 أغسطس 2022

اليوم الثلاثاء 30 أغسطس الأمم المتحدة تحتفل باليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري

اليوم الثلاثاء 30 أغسطس الأمم المتحدة تحتفل باليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري

النصوص الحرفية الكاملة لحيثيات حكمين صدرا ضد عصابة الاختفاء القسري الشيطانية فى مصر 

تأتي احتفالات هيئة الأمم المتحدة باليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري، اليوم الثلاثاء 30 أغسطس 2022، فى ظلال حكمين تاريخيين صدرا لصالح الشعب المصرى من محكمة القضاء الادارى ضد عصابة الاختفاء القسرى أحدهم صدر يوم الأربعاء 19 أغسطس 2020، أذا قضت محكمة القضاء الإدارى بالقاهرة “بأنه ينبغي على المسؤولين بوزارة الداخلية الامتثال لحكم القضاء الإداري وأن تقوم بدورها المحدد دستوريا وقانونيا وتأديته على الوجه اﻷكمل ومن أهم تلك الواجبات العلم بمكان تواجد أي مواطن وإقامته ما دام حيا وأن تقوم بما تملكه من أجهزة بالبحث والتحري عن مكان أي مواطن يختفي وأن تحدد مكانه أو تبين مصيره ولا يجوز لها اﻷكتفاء بذكر أن المواطن غير موجود بالسجون وإلا اختل اﻷمن والنظام في المجتمع وسادت الفوضى والاضطرابات وأضحي التزام وزارة الداخلية وواجبها في المحافظة على أرواح المواطنين ليس الا تسجيلا في سطور ومداد على ورق دون أدنى فائدة ترجى منه”.

وكانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان قد أقامت الدعوى رقم 14612 لسنة 74 قضائية وطالبت فيها الحكم بإلزام وزير الداخلية بالكشف عن مصير المواطن “عاطف محمد راسم فرج” والذي قامت قوة أمنية بالقبض عليه بتاريخ الثاني من أكتوبر عام 2018 ورغم إبلاغ وزير الداخلية والنائب العام إلا أن مصيره مازال مجهولا وقد أصدرت الدائرة اﻷولي بمحكمة القضاء اﻷداري حكمها المشار إليه في الشق العاجل من الدعوى.

وقد صدر الحكم في الشق العاجل عن محكمة القضاء الإدارى بالقاهرة ، بتاريخ : الأربعاء 19 أغسطس 2020 ، مشيرا إلى أن اكتفاء وزارة الداخلية بإعلان عدم تواجده بكشوف النزلاء في السجون ، دون إعلان إجراءات  البحث والتحري عن مصيره التي اتخذتها ، يتعارض مع واجباتها الدستورية والتزاماتها القانونية بالمحافظة على حياة المواطن وكفالة الطمأنينة والأمن لدى المواطنين باعتبارها تملك أجهزة البحث والتحري.

وطالبت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان عقب صدور الحكم من وزارة الداخلية وسائر سلطات الدولة باحترام القانون وقواعده كون سيادة القانون يجب أن تكون أساس الحكم في الدولة والتعامل بجدية ومسؤولية في ملف اﻷختفاء القسري وعدم الاكتفاء بإعلان عدم وجوده بالسجون ، ثم عدم إبداء أي حراك منها لإجلاء مصير المختفين.

فى حين جاء الحكم الثانى يوم الاثنين 3 يوليو 2017 لصالح احد اسر ضحايا الاختفاء القسري كأول حكم مصري يصدر من نوعه ضد الاختفاء القسري، تصدت فيه المحكمة للاختفاء القسري، ونددت بأعماله وأهدافه الإجرامية، وحملت وزارة الداخلية المصرية مسئولية الكشف عن مصير ضحايا الاختفاء القسري الغامض التى وقعت فى مصر، في حين أكدت هيئة الأمم المتحدة، بمناسبة قدوم احتفالية ضحايا الاختفاء القسري: ''استخدام الأنظمة الديكتاتورية الاختفاء القسري أسلوبا استراتيجيا لبث الرعب داخل المجتمعات''، وأشارت: ''أنه بعدما كانت ظاهرة الاختفاء القسري في وقت مضى نتاج دكتاتوريات عسكرية أساساً، أصبح الاختفاء القسري اليوم يُستخدم وسيلة للضغط السياسي على الخصوم، والمدافعين عن حقوق الإنسان، وأقارب الضحايا، والشهود، والمحامون الذين يعنون بقضايا الاختفاء القسري، واستغلال الدول الشمولية أنشطة مكافحة الإرهاب كذريعة لانتهاك التزاماتها نحو حقوق الإنسان، بما في ذلك الاعتقال والاحتجاز والاختطاف، واستمرار مرتكبو أعمال الاختفاء القسري في الإفلات من العقاب على نطاق واسع، رغم اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة اتفاقية دولية لحماية الأشخاص من الاختفاء القسري''، وقد استند حكم وحيثيات المحكمة الإدارية العليا، الذي تناقلته وسائل الإعلام في حينه، يوم الاثنين 3 يوليو 2017، الي حد كبير، على بنود الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري، وقضي يومها حكم وحيثيات المحكمة الإدارية العليا الذي يستحق النشر كل يوم: ''بإلزام وزارة الداخلية بالإفصاح عن مكان اختفاء الطبيبة أسماء خلف شنديد عبد المجيد بمستشفى صحة المرأة بأسيوط ونائب مقيم بمستشفى جامعة أسيوط منذ يوم 18 أبريل عام 2014، أثناء عودتها إلى منزلها بسوهاج، إثر قيام قوات الشرطة بالقبض عليها – وهو ما لم تنكره الجهة الإدارية - وتم تحرير المحضر رقم 2536 لسنة 2014 إدارى أول أسيوط بذلك ولم يعثر لها على أثر في السجون المصرية – بحسب رد الجهة الإدارية - واكتفت وزارة الداخلية في ردها على كلمة موجزة بأنه لم يستدل على الطبيبة بقاعدة بيانات نزلاء السجون''، وأكدت المحكمة: ''بان من أهم واجبات الداخلية الافصاح عن مكان المختفين''، كما أكدت: ''أن الاختفاء القسري للأشخاص خرق لمبادئ حقوق الإنسان وتجريد الناس من صفاتهم الإنسانية''، ''وأن مصر وضعت ضمانة هامة في دستورها ضد ظاهرة الاختفاء القسري''، ''وإن الحياة الآمنة حق لكل إنسان، وتلتزم الدولة بتوفير الأمن والطمأنينة لمواطنيها، ولكل مقيم على أراضيها''، ''وأن هيئة الشرطة بقياداتها ورجالاتها هي الحارس الأمين على أمن الوطن والمواطن بما يكفل الأمن والطمأنينة ويحقق الاستقرار والرخاء، ومرد ذلك أن وزارة الداخلية بحسبانها القوامة على مرفق هيئة الشرطة يقع على كاهلها الالتزام بتنفيذ الدور المحدد لها دستوريا وقانونيا وتأديته على الوجه الأكمل خدمة للشعب من خلال المحافظة على أرواح المواطنين وحماية أعراضهم وممتلكاتهم من أي عبث أو اعتداء، والسهر على حفظ النظام والأمن والآداب العامة، كل ذلك في إطار خضوع وزارة الداخلية وسائر سلطات الدولة المختلفة للقانون واحترام قواعده وأحكامه والعمل على تنفيذ ما يفرضه عليها من واجبات ومسئوليات، وإلا أضحت تصرفاتها وما يصدر عنها من قرارات مشوبة بعدم المشروعية''، ''وأن من أهم الواجبات الملقاة على عاتق وزارة الداخلية وأولى الالتزامات التي تضطلع بها الالتزام بالمحافظة على حياة المواطن ومنع ما قد يتعرض له من جرائم وضبطها حال وقوعها، والقيام بواجبها في التحري والكشف عن مكان تواجد أي مواطن سواء كان حيا أو ميتا في حال تقديم أي بلاغ بشأن اختفائه وعدم العثور عليه، وإثبات ذلك في وثائقها ومستنداتها للرجوع إليها عند اللزوم، وإلا اختل الأمن والنظام في المجتمع وسادت الفوضى والاضطرابات وأضحى التزام وزارة الداخلية وواجبها في المحافظة على أرواح الموطنين ليس إلا تسجيلا في سطور ومدادا على ورق بغير حياة دون أدني فائدة تُرجى أو أمل يُؤتي أو حق يُستأدى''، واكدت المحكمة: ''أن الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بقرارها رقم 61/177 في الأول من ديسمبر 2006 ورد بها إن الجمعية العامة إذ تحيط علماً بقرار مجلس حقوق الإنسان 1/1 المؤرخ 29 يونيه 2006 الذى اعتمد المجلس بموجبه الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسرى ورد بها أنه لا يجوز تعريض أي شخص للاختفاء القسري وأنه لا يجوز التذرع بأي ظرف استثنائي كان، سواء تعلق الأمر بحالة حرب أو التهديد باندلاع حرب، أو بانعدام الاستقرار السياسي الداخلي، أو بأية حالة استثناء أخرى، لتبرير الاختفاء القسري والزم أن تتخذ كل دولة طرف التدابير الملائمة للتحقيق في التصرفات المحددة عن الاختفاء القسرى التي يقوم بها أشخاص أو مجموعات من الأفراد يتصرفون دون إذن أو دعم أو موافقة من الدولة، ولتقديم المسؤولين إلى المحاكمة وأن تتخذ كل دولة طرف التدابير اللازمة لكي يشكل الاختفاء القسري جريمة في قانونها الجنائي واعتبرت ممارسة الاختفاء القسري العامة أو المنهجية تشكل جريمة ضد الإنسانية كما تم تعريفها في القانون الدولي المطبق وتستتبع العواقب المنصوص عليها في ذلك القانون بل أنه بموجب تلك الاتفاقية تتخذ كل دولة طرف التدابير اللازمة لتحميل المسئولية الجنائية على أقل تقدير : لكل من يرتكب جريمة الاختفاء القسري، أو يأمر أو يوصي بارتكابها أو يحاول ارتكابها، أو يكون متواطئا أو يشترك في ارتكابها وأنه لا يجوز التذرع بأي أمر أو تعليمات صادرة من سلطة عامة أو مدنية أو عسكرية أو غيرها لتبرير جريمة الاختفاء القسري''، وأشارت المحكمة: ''إلى أنه ولإن كانت مصر من الدول القليلة على مستوى العالم التي لم توقع على اتفاقية منع الاختفاء القسري بالأمم المتحدة، برغم توقيع 141 دولة عليها إلا أن هذا الأمر لا يعنى التحلل من ربقة الالتزام بهذه الاتفاقية بموجب الدستور المصرى ذاته الذى الزمت به مصر نفسها في المادة (93) منه التى تنص على أنه : " تلتزم الدولة بالاتفاقيات والعهود والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان التي تصدق عليها مصر، وتصبح لها قوة القانون بعد نشرها وفقاً للأوضاع المقررة." مما يجعل التزاماتها الدولية فيما يتعلق بحقوق الإنسان في الاتفاقيات التى صدقت عليها تتمتع بقوة الإلزام القانوني، بينما فيما يتعلق بتلك التي لم تصدق عليها بقوة الإلزام الأدبى الدولي الذي يرقى إلى الالتزام القانونى الداخلى''، وأوضحت المحكمة: ''أن ظاهرة الاختفاء القسري للأشخاص تشكل خرقاً لكافة مبادئ حقوق الإنسان وتشكل الظاهرة نوعاً من العذاب لضحاياه الذين يظلون على جهل بمصيرهم، كما أن فرص حضور من يمد لهم يد المساعدة ضئيلة فهم بعد إقصائهم عن دائرة حماية القانون واختفائهم من المجتمع مما يترتب عليه كثير من الآثار النفسية المترتبة على هذا الشكل من أشكال تجريد الناس من صفاتهم الإنسانية، فضلا عما تعانيه أفراد أسرة المختفي التي تتأرجح أحاسيسهم بين الأمل واليأس لعدم علمهم بما إذا كان المختفى على قيد الحياة أم لا''، .وأضافت المحكمة: ''أنه لا ريب أن مصر – وهى في قلب العالم النابض – قد وضعت ضمانة هامة في دستورها السارى تعتبر من أهم الضمانات ضد ظاهرة الاختفاء القسري فوفقاً للمادة (54) الحرية الشخصية حق طبيعى، وهى مصونة لا تُمس، وفيما عدا حالة التلبس، لا يجوز القبض على أحد، أو تفتيشه، أو حبسه، أو تقييد حريته بأى قيد إلا بأمر قضائى مسبب يستلزمه التحقيق، ويجب أن يُبلغ فوراً كل من تقيد حريته بأسباب ذلك، ويحاط بحقوقه كتابة، ويُمكٌن من الاتصال بذويه و بمحاميه فوراً، وأن يقدم إلى سلطة التحقيق خلال أربع وعشرين ساعة من وقت تقييد حريته، ومن ثم صارت مصر وهى الدولة الضاربة بحضارتها التليدة فى أعماق التاريخ قد ضمنت دستورها على مدار الوثائق الدستورية السابقة اعلاء شأن الانسان والحفاظ على كرامته وحفظ امنه واستقراره على نحو ما تضمنته، كذلك المادة (51) من هذا الدستور الذى الزم الدولة بعدم المساس بكرامة الإنسان بل واحترامها وحمايتها''، واكدت المحكمة: ''بأن امتناع وزارة الداخلية عن الإرشاد عن مكان الطبيبة ومعرفة مصيرها وكشف حالة الغموض المحيطة بها يتصادم مع واجبات وزارة الداخلية الدستورية والتزاماتها وواجباتها القانونية ويتعارض مع كرامة الفرد التي هي انعكاس طبيعي لكرامة الوطن إذ إنه بقدر كرامة الفرد تكون مكانة الوطن وقوته وهيبته، ويجافى الالتزام الدولى في حظر الاختفاء القسرى، أخذاً في الاعتبار أن الفتاة في مصر والعالم العربى هى حرمة الرجل وشرفه وتبلغ ذروتها في محافظات الصعيد لتقاليده الموروثة التى يضحى فيها البيان عاجزاً عن التبيان لمرارة الألم التى تعيشها أسرتها لاختفائها وعدم العثور عليها، و لما كان هذا الامتناع يشكل قراراً سلبياً مخالفاً للدستور والقانون فمن ثم يتعين القضاء بإلغائه مع ما يترتب على ذلك من آثار''.

منظمة هيومن رايتس ووتش: فيديوهات جديدة لإعدامات في شمال سيناء ..يجب ردع الميليشيات الموالية للجيش ومحاسبة المسؤولين

رابط التقرير
منظمة هيومن رايتس ووتش: فيديوهات جديدة لإعدامات في شمال سيناء ..يجب ردع الميليشيات الموالية للجيش ومحاسبة المسؤولين

تحذير: يحتوي هذا البيان الصحفي تفاصيل وأدلة صادمة تصف العنف

تقرير صادر بتاريخ اليوم الثلاثاء 30 أغسطس 2022 


– قالت "هيومن رايتس ووتش" اليوم إن القوات المسلحة المصرية الميليشيات الموالية للجيش، التي تقاتل فرع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في شمال سيناء في مصر، ارتكبت على ما يبدو خلال مواجهات حديثة إعدامات جديدة غير قانونية وخارج القضاء بحق مسلحين مشتبه بهم.

تُظهر فيديوهات وصور، يتم تداولها بشكل رئيسي في مجموعات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالميليشيات التابعة للجيش في يوليو/تموز وأغسطس/آب 2022، ثلاثة إعدامات غير قانونية بحق رجال مقيدين أو جرحى محتجزين، بما ينتهك القانون الإنساني الدولي ويرقى إلى مصاف جرائم الحرب.

قال آدم كوغل، نائب مديرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "تنشر الميليشيات التابعة للجيش في شمال سيناء المصرية الفيديوهات للتفاخر على ما يبدو بإعدام رجال مقيدين في الأسر. الإفلات المتفشي من المساءلة طوال العقد الماضي عن العمليات العسكرية في شمال سيناء، وهي بمجملها غير قانونية، شجع مثل هذه الفظائع."

ينبغي للسلطات المصرية فتح تحقيق شفاف ونزيه فورا في الانتهاكات المزعومة، ومعاقبة المسؤولين عنها بالشكل المناسب. نظرا لغياب المساءلة من طرف الحكومة المصرية على هذه الانتهاكات الجسيمة لسنوات عديدة، ينبغي لشركاء مصر تعليق مساعداتهم الأمنية والعسكرية إلى أن تنتهي مثل هذه الانتهاكات ويُحاسَب الجناة.

حللت هيومن رايتس ووتش ثلاثة فيديوهات تتعلق بحادثتَي قتل نُشرت على صفحات "فيسبوك" و"تيك توك" تابعة لميليشيات موالية للجيش وأعضائها، بالإضافة إلى فيديو رابع وثلاث صور مرتبطة بعملية القتل الثالثة قدمتها منظمة "مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان" الحقوقية المحلية. تحققت هيومن رايتس ووتش من صحة الفيديوهات، التي تشير إلى أن عناصر من الميليشيات والجيش مسؤولون عن عمليات القتل.

يبدو أن الفيديوهات حديثة لكن لم تتمكن هيومن رايتس ووتش من التحقق من التوقيت الدقيق ومواقع القتل. ظهرت الفيديوهات على الإنترنت لأول مرة بين 1 يوليو/تموز و19 أغسطس/آب، وحددت مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان ثلاث مناطق في شمال ووسط شمال سيناء ربما وقعت فيها أعمال القتل.

كما راجعت هيومن رايتس ووتش وحللت عشرات الصور والفيديوهات التي نشرتها نفس الجماعات المسلحة وغيرها من العناصر الذين يدّعون أنهم عناصر في هذه الجماعات على فيسبوك  و"إنستاغرام" و"تيليغرام" و"تويتر" وتيك توك. تُظهر عديد من الفيديوهات والصور عناصر الميليشيات المسلحين وهم في طريقهم إلى مواقع المعارك أو أثناء القتال. حددت هيومن رايتس ووتش الموقعين الجغرافيين اللذين يظهران في الفيديوهات على صلة بمواجهات جرت مؤخرا أُبلغ عنها في أغسطس/آب على أنهما أقرب إلى قناة السويس. كان المقاتلون الموالون للجيش يرتدون ملابس مدنية أو ملابس مختلطة مموهة ومدنية، وعديد منهم يستخدمون مركبات وسيارات دفع رباعي، وهي محظورة في معظم أنحاء سيناء دون إذن من الجيش بموجب مرسومين من رئاسة الوزراء عامي 2015 و2016. يظهر على بعض هذه المركبات شعارات تلك الميليشيات مطبوعة على غطاء محركها.

في عديد من هذه الفيديوهات، يبدو أن الميليشيات كانت مصحوبة بمركبة أو مروحية عسكرية واحدة أو أكثر وجنود وضباط بالزي الرسمي. رافقت بعض اللقطات عبارة "سُمح بالنشر". تُظهر بعض الصور جثثا، يُفترض أنها لمقاتلي داعش، مع عناصر من المليشيات يقفون بجانبها. قالت هيومن رايتس ووتش إنه نظرا إلى انهيار سيادة القانون بشكل واسع في شمال سيناء وسنوات من الانتهاكات، تثير هذه الصور تساؤلات خطيرة حول ما إذا كانت الجثث لرجال قُتلوا في إعدامات غير قانونية محتملة.

فيديوهات القتل

نُشر فيديو مدته 18 ثانية لإحدى عمليات القتل في 19 أغسطس/آب على صفحة فيسبوك بعنوان "المريّح انيوز"، تشير على ما يبدو إلى قرية المريّح في بئر العبد وسط شمال سيناء. يقول النص الوحيد "النصر قريبا إن شاء الله". في الفيديو، يركع شاب يرتدي ثوبا تقليديا أبيض وبنطالا داكنا في منطقة صحراوية ويداه مقيدتان خلف ظهره.

يتكلم بلهجة سيناوية مع جلاديه، الذين يمكن سماعهم لكن لا يظهرون في الفيديو. يقول: "ارحموني برحمتكم. يا رحيم". يقول له الجلادون: "بص الناحية التانية" (انظر للجهة الأخرى)، ويطلقون النار عليه مباشرة. يقول أحدهم: "لسه مخلصش (لم يمت بعد)، بينما كان الشاب ملقى على الأرض ورجلاه ترتجفان بشكل لاإرادي. أعقب ذلك جولة أخرى من الرصاص، وأمر أحد الجلادين: "فك إيديه".

نشرت نفس الصفحة على فيسبوك فيديو آخر مدته 32 ثانية في 17 أغسطس/آب بعنوان "تصفية تكفيري"، وهو مصطلح يستخم لازدراء عناصر داعش. كما زودت مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان هيومن رايتس ووتش بالفيديو نفسه، بدون الأغنية المضمنة في نسخة فيسبوك، وقالت إن النسخة انتشرت في مجموعة "واتساب" يديرها مقاتلون من الميليشيات في 16 أغسطس/آب.

يُظهر الفيديو شابا، قد يكون مراهقا، ملقى على الأرض في منطقة صخرية في حالة شبه واعية. يبدو ملطخا بالدماء وفاقدا ذراعه اليمنى، على ما يبدو نتيجة قتال حديث. يستجوبه الجلاد الذي لا يظهر وجهه في الفيديو. يقول إن اسمه أنس وإنه من قبيلة التياها. بعد ذلك، أطلق الجلاد رصاصة من بندقية "كلاشنيكوف" حربية، ما أدى إلى مقتله فورا على ما يبدو.

في نهاية الفيديو، تظهر قدم وساق الجلاد لفترة وجيزة، ويظهر حذاءً عسكريا وسروالا مموها. يبدو أن الجلاد أثناء استجوابه للمحتجز يتحدث بلهجة مصرية ليست من سيناء. آخرون من حوله، لا يظهرون في الفيديو، ينادونه بـ "باشا"، وهو مصطلح يُستخدم عادة لمخاطبة ضباط الجيش. كل هذا يشير بقوة إلى أن ضابطا في الجيش نفّذ القتل غير القانوني.

بعد إطلاق النار، يقول الجلاد للآخرين: "اخلوا فورا"، ثم يكرر: "السلاح، السلاح، السلاح". يرشد صوت آخر الآخرين إلى جمع سلاح لا يظهر في الفيديو، مشيرا إلى أن المجموعة ضمت ثلاثة رجال أو أكثر.

كما ظهرت فيديوهات خاصة بالإعدامات على شكل مقاطع في فيديو دعائي آخر أطول للميليشيات على صفحة أخرى موالية للجيش على فيسبوك تسمى "شبانة اليوم" في 19 أغسطس/آب.

سُجلت جريمة القتل الثالثة غير القانونية في فيديو وصور فوتوغرافية لحقته. يُظهر الفيديو رجلا أسيرا يجلس في مركبة عسكرية ويتحدث إلى مجموعة من عناصر الميليشيات وجنود الجيش خارج السيارة، بعضهم يستخدمون هواتفهم لتصويره. أرسلت مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان إلى هيومن رايتس ووتش نسخة من الفيديو وقالت إنه نُشر لأول مرة في 1 يوليو/تموز من قبل "اتحاد قبائل سيناء"، أحد أكبر الميليشيات المتحالفة مع الجيش في شمال سيناء، لكنه حُذف فيما بعد. وجدت هيومن رايتس ووتش أيضا فيديو مدته 90 ثانية يظهر فيه اسم القبيلة على تويتر، وأعيد نشره في 1 يوليو/تموز على مجموعة تيليغرام تدعم داعش. قرب نهاية جداله مع رجال المليشيا، يقول الأسير: "إذا أردت قتلي، اقتلني!" ورد أحد أعضاء الميليشيا: "من قال إننا سنقتلك؟"

يظهر الأسير نفسه ميتا، ملطخا بالدماء الجافة، على الأرض في منطقة صحراوية في صورتين نُشرتا في نفس اليوم من قبل مجموعتين على فيسبوك تظهران اسم المجموعتين: "اتحاد بئر العبد الرسمية"، و"شؤون القبائل الرسمية" التي يشير اسمها إلى ميليشيا متحالفة مع الجيش تعمل مع مكتب شؤون القبائل في "إدارة المخابرات العسكرية والاستطلاع". تصف جماعة بئر العبد نفسها على فيسبوك بأنها "فرقة قبلية قِتالية تعمل لتطهير سيناء من المتطرفين". حُذفت الصور لاحقا من المجموعتين على فيسبوك.

منذ تموز/يوليو 2013، تصاعدت العمليات العسكرية المصرية في شمال سيناء ضد "ولاية سيناء"، الجماعة التي بايعت تنظيم الدولة الإسلامية. أصبحت المنطقة فعليا منطقة عسكرية مغلقة حيث يُحظر تقديم التقارير المستقلة المتعلقة بها. منذ منتصف العام 2020، فقد تنظيم داعش على ما يبدو جزءا كبيرا من معقله في شمال سيناء، وتصاعدت عمليات الميليشيات التي يشرف عليها ويدعمها الجيش المصري في المناطق الصحراوية والجبلية للقضاء على مسلحي داعش المتبقين في مخابئهم. وثّقت هيومن رايتس ووتش أن هذه المجموعات تتكون من زعماء عشائر ورجال محليين، بعضهم كان يعمل إلى جانب الجيش لسنوات دون أن يشارك في عمليات قتالية من قبل. لم تعلن الحكومة المصرية رسميا قط عن مشاركة الميليشيات المحلية في عملياتها رغم الاحتفاء بهذه المشاركة أحيانا في البرامج الحوارية والمسلسلات التي تحظى بشعبية، وكذلك المنشورات غير الرسمية التي يوزعها الجيش على ما يبدو في شمال سيناء. تكاثرت أيضا حسابات وسائل التواصل الاجتماعي التي تمثل هذه المجموعات.

وثّقت هيومن رايتس ووتش سابقا أن الأعمال العدائية في شمال سيناء، مع استمرار القتال بين قوات منظمة، ارتقت إلى مستوى النزاع المسلح غير الدولي، ووثقت أيضا أن الأطراف المتحاربة خرقت قوانين الحرب وارتكبت انتهاكات لحقوق الإنسان. كما وثّقت هيومن رايتس ووتش أنه، في البر المصري، قتلت قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية في السنوات الأخيرة عشرات الإرهابيين المزعومين في إعدامات غير قانونية.

الحق في الحياة حق إنساني متأصل لا يمكن المساومة عليه، حتى في أوقات النزاع المسلح أو حالات الطوارئ. الإعدامات بإجراءات موجزة، أو غير القانونية، أو التعسفية ممنوعة بموجب نصوص القانون الدولي، بما فيها "العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية"، و"الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب"، والمادة 3 المشتركة بين "اتفاقيات جنيف 1949". مصر دولة طرف في هذه الصكوك والاتفاقيات جميعها.

قال كوغل: "على شركاء مصر الدوليين أن يربطوا بيع الأسلحة لمصر بالمساءلة وإنهاء الانتهاكات. عدم حديثهم علنا عن الفظائع المستمرة أو عدم اتخاذهم إجراءات ضدها يشجع بلا شك القوات الحكومية المصرية على ارتكاب جرائم حرب دون اكتراث".

سر تفاخر ترامب بأن لديه `` معلومات استخباراتية '' عن الحياة الجنسية لماكرون

رابط تقرير المجلة
بالنص حرفيا تقرير مجلة رولينغ ستون الأمريكية عن المجلة نفسها الذى كشفت فية العثور في منزل ترامب على وثائق سرية للاستخبارات الامريكية ترصد فيها بالصور والفيديو والوثائق "الحياة الجنسية السرية بعيدا عن إطار الزوجية" لرئيس فرنسا إيمانويل ماكرون

سر تفاخر ترامب بأن لديه `` معلومات استخباراتية '' عن الحياة الجنسية لماكرون

صادر مكتب التحقيقات الفدرالي وثيقة تحتوي على "معلومات" عن الرئيس الفرنسي خلال غارة مار الاغو ، وكان المسؤولون في كلا البلدين يبحثون عن إجابات.

في قائمة FBI للوثائق التي تم الاستيلاء عليها من ملكية دونالد ترامب Mar-a-Lago ، تم إدراج العنصر 1 أ فقط باسم "info re: President of France". بالنسبة لترامب ، كان هذا موضوع اهتمام مكثف - ومتقلب - لسنوات.

على وجه التحديد ، تفاخر ترامب أمام بعض أقرب مساعديه - خلال فترة وجوده في البيت الأبيض وبعدها - بأنه يعرف تفاصيل غير مشروعة عن الحياة العاطفية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، وهما شخصان على دراية بالموضوع أخبر رولينج ستون . وتقول هذه المصادر إن الرئيس السابق زعم أنه علم ببعض هذه الأوساخ من خلال "المخابرات" التي رآها أو اطلع عليها.  

ليس من الواضح ما إذا كانت الوثيقة المتعلقة بماكرون التي صادرها مكتب التحقيقات الفيدرالي مدعمة بالصور والوثائق أثناء الغارة لها أي علاقة على الإطلاق بالحياة الشخصية للرئيس الفرنسي. كما أنه ليس من الواضح ما إذا كانت المعلومات المتعلقة بماكرون التي تم الاستيلاء عليها من Mar-a-Lago مستمدة من مجموعة استخبارات أمريكية أم أنها سرية. 

لكن مجرد الكشف عن وجودها أثار حالة من الهلع عبر المحيط الأطلسي ، وفقًا لمصدرين آخرين مطلعين على الوضع. كما أن حديث ترامب السابق عن طرق ماكرون المزعومة "الشقية" والتي "لا يعرفها الكثير من الناس" زادت من حدة تلك المخاوف. وقالت المصادر إن المسؤولين الفرنسيين والأمريكيين عملوا على تحديد ما لدى ترامب على وجه التحديد بشأن ماكرون وحكومة فرنسا ، وما إذا كان أي منهما حساسًا بطبيعته. أراد المسؤولون في كلا البلدين معرفة ما إذا كان هذا الاكتشاف يدل على نوع من الخرق للأمن القومي - أو إذا كان بمثابة تذكار تافه ، ولكنه مسروق.

وقال متحدث باسم السفارة الفرنسية لموقع رولينج ستون إن تحقيقهم لم يشمل مطالبة إدارة بايدن بمعلومات عن الوثائق التي تم استردادها من مار-إيه-لاغو. 

وفقًا للمصادر ، في تفكيره في تصرفات ماكرون المزعومة ، كان ترامب خفيفًا في التفاصيل والتفاصيل. وباعتباره بائعًا متجولًا للنميمة سيئ السمعة لعقود من الزمان ، من الصعب معرفة ما إذا كان أي مما يقوله قائمًا على الواقع. يقول أحد المصادر: "غالبًا ما يكون من الصعب معرفة ما إذا كان هراءًا أم لا".

لم يرد متحدث باسم ترامب على أسئلة من رولينج ستون .

غالبًا ما كانت علاقة ترامب مع ماكرون متقلبة ، حيث وصف الرئيس الأمريكي ذات مرة نظيره الفرنسي بأنه "رجلي" قبل أن ينفصل الاثنان خلال فترة وجود ترامب في البيت الأبيض.

أشار ترامب في البداية إلى دعمه لمنافس ماكرون الرئاسي لعام 2017 ، ودعا القومي اليميني المتطرف مارين ليبان إلى برج ترامب وأشاد بها في المقابلات. لكن ماكرون تجاهل المغازلة مع منافسه ودعا ترامب كضيف شرف في موكب يوم الباستيل في عام 2017. وقد انجذب ترامب إلى العرض العسكري المتقن الذي تم عرضه لدرجة أنه ألهمه لطلب عرض عسكري خاص به . 

بحلول عام 2019 ، انفجرت التوترات بين الرجلين ونظرتهما للعالم إلى العلن. بعد الخلافات بين الزعيمين حول إيران وسوريا وحلف شمال الأطلسي ، يمكن سماع ترامب ينتقد ماكرون باعتباره " ألمًا في المؤخرة " في اجتماع البيت الأبيض للسفراء الدوليين لدى الأمم المتحدة. كما كتبت السكرتيرة الصحفية السابقة للبيت الأبيض في عهد ترامب ، ستيفاني جريشام ، في مذكراتها أن ترامب وصف ماكرون بشكل خاص بأنه "رجل وسيم" و "مائة وعشرون جنيهاً من الغضب".

والحادثة الأخيرة ليست المرة الأولى التي يركز فيها ترامب على ثرثرة بذيئة حول الحياة الخاصة للقادة الأجانب ، والمرشدين ، والمتعاطفين. 

في الوقت الذي تنافس فيه المنافسان الجمهوريان جي دي فانس وجوش ماندل على تأييده في الانتخابات التمهيدية لمجلس الشيوخ في أوهايو الجمهوري ، نشر ترامب شخصيًا شائعات سمعها عن حياة ماندل الجنسية ووصف المرشح بأنه " غريب جدًا ". جاء قرار ترامب بتأييد فانس مدفوعاً بشائعات سمعها ترامب من نجم قناة فوكس نيوز تاكر كارلسون حول عادة جنسية "مزمنة" لأحد مؤيدي ماندل البارزين . 

خلال المسابقة الرئاسية لعام 2016 ، انغمس ترامب لفترة وجيزة في "غرفة الحرب" في حملته الانتخابية وأثار استفزاز الموظفين من المستوى المتوسط ​​ببعض المعلومات المزعومة - على اثنين من مضيفي MSNBC الذين لم يعلنا بعد عن علاقتهما الرومانسية. "كما تعلم ، لا أحد يعرف ذلك ، لكني أعرف عن شقة جو وميكا الصغيرة في أبر إيست سايد" ، قال ثرثرة ، مشيرًا إلى ميكا بريجنسكي وجو سكاربورو ، اللذين ستنشر علاقتهما طويلة الأمد قريبًا . "ذات يوم ، سأخبركم كل شيء عن ذلك." لم يكن ترامب يعرف حتى أسماء العاملين في حملته ، لكنه شعر بالراحة عند إرسال هذا إليهم .

امتدت اهتمامات ترامب إلى عائلات القادة الأجانب أيضًا. كتبت جريشام في مذكراتها أنه بعد رؤية رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو على شاشة التلفزيون على متن الطائرة الرئاسية ، سحبها ترامب جانبًا وألقى تأكيدًا فظًا حول الحياة الجنسية لوالدة رئيس الوزراء الكندي - وهو تأكيد ترك جريشام في حيرة من أمره.

في محادثاته مع شركائه ، لم يقدم ترامب تفسيرًا لكيفية حصول الجواسيس الأمريكيين على وسخ ماكرون المفترض الذي يدعي أنه شاهده. لكن أجهزة الاستخبارات الأمريكية أصبحت أكثر حذراً بشأن التجسس على الحلفاء المقربين خلال العقد الماضي. 

دفع الكشف عن التنصت الأمريكي على المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل إدارة أوباما إلى تقييد جمع المعلومات الاستخبارية بشدة عن رؤساء الدول الحليفة. بموجب توجيه عام 2014 المعروف باسم PPD-28 ، حظرت إدارة أوباما التنصت على قيادة "الأصدقاء المقربين والحلفاء" في غياب "غرض الأمن القومي المقنع". بعد مراجعة الأمر في عام 2017 ، أعلنت إدارة ترامب أنها ستستمر في الالتزام بأوامر عهد أوباما.

ومع ذلك ، لا يزال من الممكن إخفاء المعلومات الاستخبارية حول الحلفاء الأجانب في مجموعة واسعة من الأسرار الخاصة بمجتمع الاستخبارات من خلال المزيد من الطرق العرضية.

"في حين أن PPD-28 قيد بالتأكيد الدرجة التي ستجمع بها الولايات المتحدة عن قصد ومباشرة بعض رؤساء الدول المتحالفة ، هناك سيناريوهات معقولة يمكن من خلالها الحصول على رؤى عنهم بشكل غير مباشر من خلال الجمع ضد الخصوم وشبكاتهم ، البشرية أو التقنية ، قال مسؤول سابق في البيت الأبيض في ترامب لصحيفة رولينج ستون .

نقلا حرفيا عن مجلة رولينغ ستون الأمريكية المرفق الرابط الخاص بتقريرها

الاثنين، 29 أغسطس 2022

رئيس بدرجة قاض: استخدام محاكم أمن الدولة طوارئ في الملاحقة القضائية لنشطاء سياسيين ومدافعين عن حقوق الإنسان

رابط التقرير كاملا
رئيس بدرجة قاض: استخدام محاكم أمن الدولة طوارئ في الملاحقة القضائية لنشطاء سياسيين ومدافعين عن حقوق الإنسان


نشرت الجبهة المصرية لحقوق الانسان تقريرًا بعنوان: “رئيس بدرجة قاض” حول استخدام محاكم أمن الدولة طوارئ في الملاحقة القضائية لنشطاء سياسيين ومدافعين عن حقوق الإنسان، وكيف قامت السلطات بتطوير أدواتها فى قمع المعارضين والمنتقدين السلميين بغرض الإبقاء عليهم أطول فترة ممكنة قيد الاحتجاز باستخدام أداة محاكم أمن الدولة في طوارىء، المشكوك في عدالتها، واستمرار عملها على القضايا المحالة إليها قبل إلغاء الرئيس قانون الطوارىء في أكتوبر 2021.

كانت السلطات قد استغلت حالة الطوارئ المعلنة في البلاد وقامت بإحالة المعتقلين على ذمة قضايا رأي، بعد تجاوزهم مدة الحبس الاحتياطى المنصوص عليها قانونا، إلى محاكم أمن الدولة طوارئ المنصوص عليها فى القانون رقم 162 لسنة 1958 بشأن حالة الطوارئ، مما ترتب عليه حرمان الأفراد من المحاكمة أمام قاضيهم الطبيعى والمحاكمة أمام قضاء استثنائي عادة لا يتمتع هؤلاء الأفراد فيه بمحاكمات عادلة. قامت نيابة أمن الدولة العليا بإحالة هؤلاء الأفراد إلى المحاكمة سواء عن طريق نسخ صورة من القضايا إلى محكمة جنح أمن الدولة طوارئ، أو إحالة القضايا إلى محكمة جنايات أمن الدولة طوارئ.

شهد عام 2021 توسع في استخدام قانون الطوارئ في مواجهة النشطاء السياسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان، حيث أحالت نيابة أمن الدولة خلال النصف الثاني منه 5 قضايا رأي إلى محاكم أمن الدولة طوارئ.

كانت أولى القضايا المحالة لمحاكمات أمن الدولة طوارئ هي قضية الباحث أحمد سمير الذى أحالته نيابة أمن الدولة للمحاكمة أمام محكمة أمن دولة طوارئ في مايو 2021 بقضية منسوخة حملت رقم 877 لسنة 2021. ثم تبعت ذلك في 14 يوليو 2021 بإحالة المحامي الحقوقي وعضو البرلمان السابق زياد العليمي والصحفي حسام مؤنس القيادي العمالي هشام فؤاد وآخرين بقضية منسوخة تحمل رقم 957 لسنة 2021 إلى محكمة أمن دولة طوارئ. وفى أغسطس من نفس العام أحالت نيابة أمن الدولة العليا قضية التنسيقية المصرية للحقوق والحريات والمحبوس فيها المحامية الحقوقية وعضوة مجلس حقوق الإنسان السابقة هدى عبدالمنعم والمحامى الحقوقى عزت غنيم وآخرين إلى محكمة جنايات أمن الدولة طوارئ بالقضية رقم 1552 لسنة 2018 بعد ما يقارب الثلاث سنوات حبس احتياطي.

وفي سبتمبر 2021 أحالت نيابة أمن الدولة العليا الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية ونائبه محمد القصاص و23 آخرين إلى محكمة جنايات أمن الدولة طوارئ فى القضية رقم 440 لسنة 2018. وقبل إلغاء حالة الطوارئ بأيام أحالت نيابة أمن الدولة العليا المحامى الحقوقى محمد الباقر والمدون علاء عبدالفتاح والصحفي محمد أكسجين المحكمة جنح أمن الدولة طوارئ بقضية منسوخة تحمل رقم 1228 لسنة 2021.

اعتمدت الجبهة المصرية لحقوق الإنسان فى كتابة هذا التقرير على تسع محادثات صوتية، تمت كلها عبر الانترنت، مع تسعة محامين قاموا بالدفاع عن معتقلين أمام محاكم أمن الدولة طوارئ فى تسعة قضايا، محبوس على ذمتها عدد من المعارضين السياسيين، والمدافعين عن حقوق الإنسان، وذلك فى الفترة من بداية عام 2021 وحتى تاريخ كتابة هذا التقرير. أجريت كافة المحادثات، فى الفترة من منتصف أبريل وحتى أول يونيو 2022، وتطرقت إلى سؤالهم عن التكييف القانوني لإحالة موكليهم للمحاكمة أمام محاكم أمن الدولة طوارئ، ومدى دستورية بعض النصوص القانونية ذات الصلة، وانتهاكات ضمانات المحاكمة العادلة التي تمارسها هذه المحاكم، والدفوع القانونية التي قدموها، والأحكام الصادرة ضد موكليهم.

يستند التقرير أيضًا على فحص وتحليل الأوراق الرسمية لـ 5 قضايا، قامت نيابة أمن الدولة العليا بإحالتها إلى محاكم أمن الدولة طوارئ في الفترة الزمنية من منتصف عام 2021 إلى ما قبل إلغاء حالة الطوارئ فى 25 أكتوبر 2021.كما يستند التقرير على مطالعة ثلاث مذكرات دفاع أودعها المحامون أمام دوائر جنح أمن دولة طوارئ أثناء تقديمهم للمرافعات.

بالإضافة إلى ذلك يستند التقرير على دراسة بعض نصوص الدستور المصري، وقانون الطوارئ، وقانون الإجراءات الجنائية، وقانون العقوبات، وقانون مكافحة الإرهاب، وذلك لبحث إشكاليات نصوص قانون الطوارئ والاتهامات الموجهة للمعارضين السياسيين المحالين إلى أمام محاكم أمن الدولة طوارئ، والإجراءات القانونية المنصوص عليها فى قانون الإجراءات الجنائية، ومدى توافقها مع قانون الطوارئ.

للاطلاع على التقرير كاملا مكون من عدد 45 صفحة اتبع الرابط ادناه

https://lnkd.in/dKXCjuew

الأحد، 28 أغسطس 2022

عقيدة الاغبياء

عقيدة الاغبياء


نضج المحصول واقترب موسم الحصاد. وسارعوا بالدفع بـ محتال نصاب اشاع بان هناك اعداء يقفون وراء مساعي الحصاد. مثلما أشاعوا نفس هذا القول الباطل بالمسطرة فى موسم الحصاد الكبير السابق. ولم يهضم أصحاب المحصول هذا الادعاء الباطل مع اقتراب موسم الحصاد الكبير الجديد. مثلما لم يهضموا هذا الادعاء الباطل فى موسم الحصاد الكبير السابق. لسبب جوهرى فى غاية البساطة وهو ان كل أعمالهم الشيطانية التى أضرت بأصحاب المحصول هم الذين قاموا بها ولم يقوم بها الأعداء. وأن ادعاء وقوفهم فى السابق مع حقوق أصحاب المحصول غير صحيح على الإطلاق. لأنهم انقلبوا على حقوق أصحاب المحصول واستولوا علية ولم يستولى عليه الأعداء.

السبت، 27 أغسطس 2022

جريمة خيانة عظمى مصرية

جريمة خيانة عظمى مصرية

جاريد كوشنر يكشف عن فضيحة سياسية إجرامية تصنف من قبيل الخيانة العظمى ارتكبها السيسى .. السيسى تزعم اصدار قرار للدول العربية داعم لـ فلسطين فى الامم المتحدة قبل تولي ترمب السلطة بعد فوزة بالرئاسة الامريكية

كوشنر يقول بان السيسى فور ان علم بنشر ترامب تغريدة على تويتر أعرب فيها عن غضبه من شروع الامم المتحدة فى اعتماد قرار مصر والدول العربية ضد إسرائيل فى ظل امتناع إدارة أوباما عن استخدام الفيتو ضد القرار سارع السيسي بالاتصال بكوشنر طالبا منة اخبار ترامب انه اصدر تعليماته الى وفد مصر بالامم المتحدة بالغاء القرار واقناع الدول العربية بعدم إصداره ومنع الامم المتحدة من اعتمادة مجاملة لترامب واسرائيل قبل تولي ترامب السلطة 


نشر جاريد كوشنر، صهر ومستشار الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، مذكرات بعنوان «Breaking History»، تطرق فيها لمكالمة من عبد الفتاح السيسي، قبيل تولي ترمب زمام الأمور في البيت الأبيض، تراجع فيها السيسي عن قرار داعم لـ فلسطين بالأمم المتحدة

القرار

قال كوشنر في مذكراته إن سفير اسرائيل لدى واشنطن، «رون ديرمر»، أخبره باستعداد عدة دول بقيادة مصر، لتقديم قرار للتنديد ببناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية باعتبارها بلا شرعية قانونية

القلق الإسرائيلي

عبر «ديرمر» في المكالمة عن قلقه من الصمت الأميركي، وأخبر كوشنر أن إدارة أوباما تعتزم الامتناع عن التصويت، مشيرا إلى أن ذلك سيعد تخليا غير مسبوق عن «إسرائيل»

كسر البروتوكول

تابع كوشنر في مذكراته قائلا: «رغم أنه من النادر أن يعلق الرئيس المنتخب على سياسة الرئيس المنتهية ولايته، إلا أن ترامب وافق على توضيح معارضته للقرار، معتبرا أن الأمر يستحق كسر البروتوكول في قضية بهذه الأهمية»

تغريدة ترمب

وبحسب المذكرات فإنه قد تم صياغة بيان، ونشره ترمب على تويتر وفيسبوك بعدما قام بتعديله، تحدث فيه عن خطورة فرض شروط على إسرائيل من قبل الأمم المتحدة

تراجع السيسي

تراجع السيسي في اليوم التالي لنشر تغريدة ترمب، وبحسب كوشنر، فإن السيسي قد تواصل معهم لإبلاغهم أن الوفد المصري بالأمم المتحدة لم يكن يعمل تحت إشرافه، مؤكدا له أن مصر سوف تلغي القرار

https://lnkd.in/dG5PRQ7v

لعبة الديون: ما فشلت فيه سيريلانكا ويهدد مصر

رابط تقرير مدى مصر

لعبة الديون: ما فشلت فيه سيريلانكا ويهدد مصر


بدأ الأمر بصورة الثوار السريلانكيين يسبحون في مسبح الرئيس الهارب، ويجولون في قصره حتى غرفة نومه الفاخرة، في خضم احتجاجات شعبية واسعة على خلفية أزمة طاحنة من شح النقد الأجنبي عجزت معه الدولة الآسيوية الصغيرة عن سداد مديونيات خارجية والوفاء باحتياجاتها من الواردات. وسرعان ما أصبحت سيريلانكا بعدها أشهر نموذج على موجة من العجز عن سداد المديونيات الخارجية في عدد من الدول، ما انتشرت معه التكهنات بشأن من قد يلحق بها في قائمة طويلة من الدول من ضمنها مصر.

كان القلق من التخلف عن السداد مبعثًا لتخلص المستثمرين الأجانب من السندات المصرية في السوق الثانوي بأسعار زهيدة، وصلت إلى نصف سعر شرائها في بعض الأحيان، بحسب شريف عثمان، النائب السابق لبنك المؤسسة العربية المصرفية.

ومع المشاهد القادمة من سريلانكا، والأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها مصر بسبب نقص الدولار وصعوبات الاستمرار في الاقتراض، تساءل البعض عن احتمالية أن تواجه مصر مصيرًا مماثلًا. وعلى الرغم من أن أزمة الديون المصرية لم تكن بهذا السوء من قبل، إلا أن اختلافات في طبيعة هيكل الديون بين مصر وسريلانكا يجعله غير مرجح.

المثال السيريلانكي، كأبرز حالة من حالات التخلف عن السداد وصولًا حتى للعجز عن الاستيراد بسبب شح العملة الأجنبية، يكشف الكثير في المقابل حول الوضع في مصر. ثمة مفارقة واضحة، فبعكس ما قد يبدو لأول وهلة، كان النمو في الدين الخارجي السيريلانكي خلال عشر سنوات بطيئًا ويميل للاستقرار عمومًا بعكس الحالة في مصر، التي نما دينها الخارجي بنسبة تتخطى 450% في نفس الفترة -من 2012 وحتى 2022

.وفي نفس الوقت، عانى البلدان، وإن كان على نحو متفاوت، من ارتفاع الدين الخارجي بشكل متسارع كنسبة إلى احتياطي النقد الأجنبي. كما أن البلدين متقاربان على نحو كبير من حيث حجم الدين الخارجي بالنسبة إلى الصادرات، باعتبارها أبرز موارد الدول المستدامة من النقد الأجنبي. ففي الحالتين، تشير البيانات المتوفرة لدى البنك الدولي إلى ارتفاع كبير للغاية في الدين الخارجي إلى الصادرات، بحيث تعد الدولتان ضمن أسوأ النماذج عالميًا في هذا السياق، إذ تبلغ تلك النسبة في مصر 228%، فيما تبلغ في سريلانكا 278.6%.

البيانات التاريخية المتوفرة من البنك الدولي تشير إلى مفارقة ملفتة للنظر. فقد واصل احتياطي النقد الأجنبي إلى إجمالي الدين الخارجي في مصر وسريلانكا على السواء مسار التراجع بدءًا من العام 2017، بالرغم من الفارق بين البلدين في هذه النسبة عمومًا.

تراجع الاحتياطي إلى إجمالي الدين الخارجي في مصر من 43% في عام 2017 إلى 29.6% عام 2020، وهو أسوأ مستوى له منذ العام 1991. وفي المقابل، شهد الاحتياطي النقدي الأجنبي إلى الدين الخارجي في سريلانكا تراجعًا من 15.7% إلى 10.1% في نفس الفترة.

لكن، كل هذا لم يكن الفيصل في أزمة سيريلانكا، ولم يكن سببًا كافيًا في اقتراب مصر من حافة الخطر. «فحجم الاحتياطي إلى إجمالي الدين الخارجي قد لا يعني الكثير في حال كانت استحقاقات الدين في الأجل القريب لا تمثل عبئًا كبيرًا، وكان معظم الدين الخارجي يستحق في مراحل زمنية أبعد قد يكون الاحتياطي وقتها قادرًا على الوفاء بها»، حسبما يقول لـ«مدى مصر» مسؤول بارز سابق في البنك المركزي.

وفي المقابل، كان أسوأ ما واجه سيريلانكا، وما استطاعت مصر تجنبه حتى الآن، هو الدين قصير الأجل كنسبة من الاحتياطي. إذ تشير البيانات التي جمعها «مدى مصر» إلى ارتفاع كبير للغاية في الدين قصير الأجل إلى احتياطي النقد الأجنبي.

على المدى الأقصر، تشير البيانات المتوفرة من البنك المركزي السريلانكي، إلى تفاقم كبير للغاية في أزمة الدين الخارجي قصير الأجل في سيريلانكا. بنهاية الربع الأول من العام الحالي -نهاية مارس 2022- قبيل انفجار الأزمة، كان الدين الخارجي قصير الأجل إلى الاحتياطي النقدي الأجنبي قد بلغ 467% مقابل 200% في الربع المناظر من العام الماضي.

وتمثل الديون قصيرة الأجل، تلك التي يقل أجل سدادها عن سنة واحدة، بحسب تعريف البنك الدولي. وهو أكثر خطورة من الديون طويل الأجل، وخاصة فيما يتعلق بالدين الخارجي.

وبصورة عامة، توضح بيانات الدين الخارجي السيريلانكي الأبعد مدى تاريخيًا، أن الدين قصير الأجل إلى احتياطي النقدي الأجنبي كان على الدوام جانبًا من جوانب الضعف الشديد في علاقة سيريلانكا مع العالم الخارجي. فخلال عشر سنوات كاملة، من العام 2012 وحتى العام الحالي، كانت أفضل نسبة للدين الخارجي قصير الأجل إلى الاحتياطي النقدي الأجنبي تتجاوز 80%.

ما حدث في سريلانكا أن «ارتفاع الدين قصير الأجل عمومًا عن حد معين قد أدى إلى في ارتفاع مخاطر الديون، وهو ما ساهم مجددًا في عرقلة قدرتها على الاقتراض أكثر فأكثر»، كما يقول عمرو عادلي، أستاذ الاقتصاد السياسي المساعد في الجامعة الأمريكية. ما تعنيه صعوبة الاقتراض في هذه الحالة هو صعوبة في زيادة حجم الاحتياطي من النقد الأجنبي، وهو ما أمكن رصده في حالة سيريلانكا خلال السنوات القليلة الماضية بوضوح. ويؤدي انخفاض الاحتياطي من النقد الأجنبي في حد ذاته إلى ارتفاع نسبة الدين قصير الأجل إلى الاحتياطي، وهو ما يعني زيادة جديدة في مخاطر الدين الخارجي، كما لو كان الأمر حلقة مغلقة. 

وبحسب عادلي فـ«من المهم هنا أن نتذكر أن السياسة كانت جزءًا من الصورة، ففي أوقات شح العملة الأجنبية -كما هو الحال في خروج الأموال الساخنة- بما يعنيه من ضغوط على الاحتياطي، تدخل الخليج لسد هذا الفراغ، وهو ما حدث في حالة سريلانكا أيضًا في أوقات سابقة حين تلقت دعمًا من الهند، ولكن على نحو لم يكن كافيًا».

يختلف الأمر بوضوح في الحالة المصرية، فبالرغم من أن الدين الخارجي قصير الأجل إلى الاحتياطي النقدي الأجنبي يعد مرتفعًا بصورة عامة حاليًا قياسًا إلى العقد الأول من القرن الحالي، إلا أن مسار الدين الخارجي قصير الأجل خلال السنوات القليلة الماضية يعبر بوضوح عن التوجه المعلن بخفض هذه النسبة. تراجع الدين الخارجي قصير الأجل من 50.5% من الاحتياطي النقدي الأجنبي عام 2016 بشكل متواصل ليصل إلى حوالي 30% من الاحتياطي النقدي الأجنبي في العام 2020، تبعًا لأحدث بيانات متوفرة من البنك الدولي، قبل أن ترتفع قليلًا إلى 31% تقريبًا في 2021.

ظلت مصر إذن تعمل بشكل حثيث على خفض تلك النسبة، وساهم في ذلك التوسع في الاستدانة الخارجية التي راكمت المزيد من العملة الأجنبية في الاحتياطي، ما ساهم في خفض نسبة الدين الخارجي إلى الاحتياطي. أي أن مصر كانت تحاول الاستدانة بآجال أطول، ما يزيد إجمالي الدين الخارجي من ناحية، لكن يحافظ على الاحتياطي عند مستويات عالية من ناحية أخرى، وهو ما يخفض من نسبة الدين الخارجي قصير الأجل عند مستويات أقل، وهذا ما لم يحدث في الحالة السريلانكية. وبعبارة أخرى، تمكنت مصر من الاستدانة بشكل ضخم على نحو استطاعت معه على الدوام -حتى الآن على الأقل- تأجيل الأزمة، وهو ما لم تتمكن منه سيريلانكا.

وتواصل «نجاح» مصر في الاستدانة لخفض الدين قصير الأجل إلى إجمالي الاحتياطي، حتى خرج الأمر عن السيطرة لأول مرة منذ خمس سنوات تقريبًا. ففي مارس الماضي، قفز الدين قصير الأجل قياسًا إلى ديسمبر الماضي بشكل كبير ما أدى إلى ارتفاع الدين قصير الأجل إلى الاحتياطي ليتجاوز 70% لأول مرة، بالرغم من أن هذا المستوى يعد بعيدًا جدًا طبعًا عن الوضع في سريلانكا.

وبحسب المسؤول السابق في البنك المركزي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، يمثل الدين قصير الأجل كنسبة من الاحتياطي أبرز المعايير التي يمكن الاستناد إليها في تقييم التصنيف الائتماني، لأنه يمثل ما هو مطلوب سداده في فترة قصيرة كديون خارجية، ما يمكن بسهولة مقارنته مع حجم الاحتياطي. وفي هذا السياق، يعترف المصدر بأن ارتفاع الدين قصير إلى احتياطي النقد الأجنبي في مصر في نهاية مارس الماضي إلى مستوى تجاوز 70% كما يتضح من الشكل السابق، يعد «أمرًا مقلقًا بالطبع ومستوى مرتفع للغاية»، على حد قوله.

وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن مستوى الدين قصير الأجل إلى الاحتياطي النقدي في مارس الماضي (71.3%) يمثل أعلى مستوى للدين قصير الأجل إلى الاحتياطي النقدي منذ العام منذ 1990، وهو العام الذي شهد ترتيبات إلغاء جانب من الديون المصرية على خلفية أزمة الديون الخارجية المصرية وقتها، حين اقتربت مصر من التعثر في السداد، وهي ترتيبات ارتبطت بدورها بالدور الذي لعبته مصر في حرب الخليج الثانية -الحرب على العراق تحت قيادة الولايات المتحدة.

بالرغم من اختلاف الكثير من المؤشرات بين مصر وسيرلانكا، إلا أن «أبرز الفوارق التي جنبت الديون المصرية مصير الديون السيريلانكية هو حجم المديونية قصيرة الأجل إلى إجمالي الدين الخارجي وإلى الاحتياطي النقدي الأجنبي»، حسبما يقول عادلي، مضيفًا أنه «كلما زاد الدين الخارجي قصير الأجل إلى الاحتياطي النقدي كلما كان ذلك يعني ببساطة تعريض الدول، التي تواجه مشاكل في توليد العملة الصعبة، لمخاطر التخلف عن الوفاء بالتزاماتها [الخارجية]».

سياسة مصر فيما يخص الديون قصيرة الأجل، من وجهة نظر عادلي، لا تنفي وجود خلل هيكلي في الدخل من العملة الأجنبية كانت السبب الدائم في اللجوء للمزيد من الاستدانة، ولكن كل ما حدث هو إعادة هيكلة للدين بحيث جرى تكييف الالتزامات بمهارة بما يتناسب مع الدخل الدولاري، بحيث تُظهر مؤشرات الدين وضعًا جيدًا يفيد قدرة البلد على خدمة الدين، ما يسمح باستمرار القدرة على الاقتراض.

هذا «التكييف» الذي  يشير إليه عادلي، قد يبدو واضحًا فيما أسمته الحكومة والبنك المركزي بـ«إطالة متوسط عمر الدين»، وهو ما يعني باختصار أن الالتزامات على المدى القصير تصبح أخف عبئًا عمومًا مقارنة بالموارد المتوفرة بالعملة الأجنبية. على سبيل المثال، وصلت آجال بعض شرائح طروحات للسندات المصرية إلى 40 عامًا، في عامي 2019 و2021. وسمح هذا التوجه لمصر بابقاء الدين الخارجي قصير الأجل عند مستوى مستقر ما بين نهاية 2019 و2021، بحيث لم تتجاوز الزيادة فيه مليار دولار تقريبًا، بينما تجاوزت الزيادة في الدين طويل الأجل 20 مليار دولار.

من وجهة نظر سلمى حسين، الباحثة في مكتب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مؤسسة فريدريش إيبرت، تلعب الصورة التي يختلقها مستوى منخفض من الديون قصيرة الأجل للاحتياطي دورًا في تشجيع المستثمرين الأجانب في أدوات الدين المصرية التي تطرح محليًا، والتي لا يشملها الدين الخارجي، لكنها تشكل مع ذلك التزامات خارجية كونها التزامات يجب سدادها بالعملة الأجنبية مثلها مثل الديون الخارجية. «يمكن القول إنها عملية واعية تمامًا لتجميل صورة مؤشرات الدين الخارجي»، تقول حسين، مضيفة: «نظريًا يعد هذا النوع من الديون جزءًا من المديونية المحلية، لكن عمليًا هذه الديون تعد ديونًا خارجية متخفية في صورة دين محلي».

وتقول حسين إن الحكومة المصرية تنظر لهذا النوع من القروض باعتبارها «أداة سهلة للتمويل، لأن المعتاد أن الأجانب لا يتخارجون من هذا السوق بعد نهاية أجل الدين ويعيدون استثمار أموالهم في أذون خزانة جديدة» لكن «الأمر ليس بهذه البساطة»، لأن استثمارات الأجانب في هذا الدين الخارجي المتخفي هو قصير الأجل بالتعريف لأن أقصى أجل لهذه الأوراق المالية لا يزيد عن تسعة أشهر بحد أقصى. و«يمكنهم أن يقرروا التخارج من السوق بدلًا من إعادة استثماره لأي سبب، مثلما حدث بالفعل خلال الشهور القليلة الماضية».

وفضلًا عن ذلك، فسياسة إدارة الدين الخارجي على هذا النحو، بحيث تمتد آجاله قدر الإمكان، وبحيث تجري الاستدانة للحفاظ على الاحتياطي النقدي عند مستوى عالٍ نسبيًا، يسمح على الدوام بأن يبقى الدين الخارجي قصير الأجل منخفضًا كنسبة لهذا الاحتياطي، «هي سياسة ذات كلفة عالية في المقابل على مستوى الفوائد نفسها لأن الآجال الطويلة للديون تقابلها بطبيعة الحال فوائد مرتفعة»، كما يقول شريف عثمان.

بصورة عامة، يستند الخطاب الرسمي المصري الموجه للرأي العام فيما يتعلق بالدين الخارجي المصري وقدرته على الصمود أو «استدامته» -بعبارة أخرى- على معيار الدين الخارجي كنسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي، كما يقول رئيس الوزراء، مصطفى مدبولي، مثلًا. وفي هذا السياق، يقارن هذا الخطاب بين هذه النسبة في مصر والعالم للوصول لاستخلاص مفاده أن هذه النسبة في مصر تعد في الحدود الآمنة. فتبعًا لتقرير الوضع الخارجي المصري، لم تتعدَ تلك النسبة بنهاية العام الماضي 33.2%، مقابل 51.8% كمتوسط في منطقة الكاريبي وأمريكا اللاتينية و42.4% كمتوسط في الشرق الأوسط ومنطقة وسط آسيا. 

«لكن في واقع الأمر لابد من الاعتراف أن هذا المعيار يعد أضعف معيار في تقييم قوة الدين الخارجي من عدمه»، يقول المسؤول السابق في البنك المركزي، «الناتج المحلي الإجمالي يعبر عن حجم الإنتاج في الدولة في لحظة ما مقومًا بالعملة المحلية، ولا يعني ذلك بحال من الأحوال توفر العملة الأجنبية بما يكفي لسداد المديونية الخارجية»، مضيفًا: «قد نجد مثلًا أن الدين الخارجي في بعض الدول المتقدمة مرتفع للغاية كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي، لكن لا يجب أبدًا أن تطرح دولة من تلك كنموذج للمقارنة لأن تلك الدول هي دول مصدرة لعملات دولية يمكن أن تكون عملة لسداد الالتزامات الدولية، ومثال على ذلك اليابان مثلًا التي يبلغ دينها الخارجي إلى الناتج المحلي مستوى مرتفع للغاية، لكن يمكنها طباعة الين واستخدامه في السداد، وهو ما لا يمكن مقارنته بمصر طبعًا».

وفضلًا عن ذلك، «فالناتج المحلي الإجمالي يمثل حجم الاقتصاد في لحظة ما، بما لا يحمل مؤشرًا يذكر حول علاقة ذلك بمجمل الدين الخارجي الذي قد تستحق أقساطه مثلًا في لحظة زمنية مختلفة»، كما يضيف المسؤول السابق في البنك المركزي. 

شيرين الشواربي، أستاذة الاقتصاد في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة، ترى أن مقارنة مصر بالعالم على مستوى الدين الخارجي إلى الناتج المحلي لا تعني الكثير على مستوى استدامة الدين الخارجي، مضيفة: «يمكن استخدام مؤشر أكثر دقة، وهو: هل تميل نسبة الدين الخارجي إلى الناتج المحلي الإجمالي إلى التراجع بشكل متصل من عدمه».

ولم يسجل الدين الخارجي إلى الناتج المحلي في مصر تراجعًا لسنتين متواصلتين منذ العام 2017 وحتى الآن، وواصل تذبذبه على نحو لم يقل فيه أبدًا منذ ذلك الحين عن مستوى 30%. 

وفي المقابل، تضيف الشواربي بعدًا آخر لمخاطر الدين الخارجي، «فبغض النظر عن آجال الدين، يعد الاعتماد على الودائع أمرًا خطرًا بعض الشيء، لأن الودائع ليست قروضًا بالمعنى المتعارف عليه، بل يمكن سحبها في أي وقت ولو نظريًا، ما يسمح للبعد السياسي بالتأثير على استدامة الدين الخارجي».

بالرغم مما يمثله الارتفاع الكبير في الدين قصير الأجل إلى الاحتياطي النقدي الأجنبي في مصر من مخاطر، وهو ما يسهل الربط بينه طبعًا وبين الأزمات التي واجهتها مصر على خلفية أوضاع أسواق الدين عمومًا على مستوى ارتفاع الفائدة وهروب الأموال الساخنة، «إلا أن مؤشرات الديون قصيرة الأجل تبقى بعيدة طبعًا عن الحالة في سيريلانكا»، كما يشير عادلي.

يعني ذلك أن الفارق الأكبر بين البلدين في هذا السياق، يبقى في «لعبة الديون»، إذا جاز التعبير، وكيفية تأجيل أزماتها قدر الإمكان، وهي إمكانيات تتقاطع مع العلاقات السياسية بالطبع. فحين تبخرت تلك الإمكانيات في حالة سيريلانكا كانت النتيجة لا مجرد أزمة مالية طاحنة، وإنما انتفاضة انتهت بالثوار في مسبح الرئيس.

مدى مصر