السبت، 5 نوفمبر 2022

سلطة التحقيق وسلطة الاتهام

سلطة التحقيق وسلطة الاتهام


من المفترض انتداب لجنة تحقيق من قضاة محكمة النقض لاستبيان حقيقة ما حدث بالضبط امام قسم شرطة المنيرة بعد اعلان مقتل شخص بعد إطلاق الشرطة النار عليه بسبب ما قالت إنه محاولة إلقاء زجاجات "مولوتوف" على سيارة شرطة والاعتداء على ضابط. وسبب ضرورة انتداب لجنة تحقيق من محكمة النقض لان ظروف الحادث تتطلب ذلك بسبب ما صاحبها من غرائب ومنها وجود أشخاص عديدون كأنهم كانوا ينتظرون فى المكان بأوراقهم واجندتهم واقلامهم و كاميراتهم وقاموا بتصوير الأحداث. وكذلك كون أحد أطرافها وزارة الداخلية فى حكومة السيسى الرئاسية المشكلة ومعينة منه بمرسوم جمهوري. وعدم فصل سلطة التحقيق عن سلطة الاتهام فى قانون الإجراءات الجنائية كما كان الأمر متبع فى مصر حيث كان هناك قضاة تحقيق يتولون الفصل فى القضايا ونيابة عامة توجه الاتهامات فى القضايا. وكما هو الأمر متبع فى جميع الدول الديمقراطية. قبل ان يتولى العسكر السلطة ويقومون بالجمع بين سلطة التحقيق وسلطة الاتهام فى مؤسسة واحدة. وانتهاك الحاكم بالمخالفة للدستور استقلال القضاء وتنصيب نفسة كسلطة تنفيذية الرئيس الأعلى للمحكمة الدستورية العليا وجميع الجهات القضائية والنائب العام القائم على تعيين رؤساء وقيادات كل تلك المؤسسات القضائية بدلا من النظام الذى كان متبعا قبل تولي السيسى السلطة فى انتخاب رئيس وقيادات المحكمة الدستورية العليا ورؤساء جميع الجهات القضائية بمعرفة جمعيتهم العمومية وانتخاب النائب العام بمعرفة المجلس الأعلى للقضاء. وإدراج السيسي تلك الصلاحيات في انتهاك استقلال القضاء ضمن مواد دستور السيسى فى نفس الوقت لم يقوم بالغاء المواد الدستورية التى تناقضها وتصون استقلال القضاء فى دستور 2014 واصبح هناك دستورين احدهم يناقض الاخر فى العديد من المواد. وعندما تم فى عز صولجان الرئيس الراحل محمد مرسى انتداب قضاة تحقيق متمثلا فى هيئة محكمة جنح مستأنف الإسماعيلية للتحقيق فى قضية هروب المساجين الكبير من احد كبريات السجون المصرية خلال ثورة 25 يناير وفى مقدمتهم الرئيس الراحل محمد مرسى. لم يستطيع احد ان يمنع انتداب قضاة محكمة النقض حتى مرسى نفسه رغم اعتراضه وتواصلت القضية حتى دخل مرسى فى النهاية السجن بسببها.  

الأربعاء، 2 نوفمبر 2022

مصر: منظمات حقوقية تدين حملات القمع والاعتقال الموسعة على خلفية دعوات التظاهر بالتزامن مع قمة المناخ «COP 27»

رابط البيان

مصر: منظمات حقوقية تدين حملات القمع والاعتقال الموسعة على خلفية دعوات التظاهر بالتزامن مع قمة المناخ «COP 27»


تدين المنظمات الحقوقية الموقعة أدناه الإجراءات الاستثنائية وحملات القمع والاعتقال التي تشنها السلطات المصرية بحق عشرات المواطنين السلميين، في عدة محافظات، على خلفيات دعوات للتظاهر في 11 نوفمبر 2022، بالتزامن مع مؤتمر المناخ «COP 27» المنعقد في مدينة شرم الشيخ. 

باشرت السلطات المصرية مؤخرًا حملات اعتقال موسعة، فضلاً عن التوقيف الأمني العشوائي للمواطنين في الشوارع والأماكن العامة، وتفتيش الهواتف الشخصية، في انتهاكٍ صارخ للحق في الخصوصية وحرمة المراسلات.  وحرية الرأي والتعبير والتجمع السلمي، وهي حقوق يكفلها الدستور المصري وتقرها المواثيق الدولية. وقد تعرض بعض المعتقلون للإخفاء قسرًا في مقرات احتجاز تابعة للأمن الوطني، لمدد متفاوتة، حيث تم التحقيق معهم بشأن تسجيلهم مقاطع فيديو تتضمن دعوات للتظاهر، ومشاركة هذه المقاطع مع آخرين. كما نصبت السلطات كمائن أمنية متعددة في الأماكن العامة، استوقفت المواطنين عشوائيًا بهدف ترهيبهم، وأجبرتهم قوات الأمن على إتاحة هواتفهم للفحص والتفتيش، وتم التحقق من حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي وفحص الرسائل الشخصية والصور؛ بحثًا عن أدلة على تورطهم في أنشطة سياسية تعتبر مناهضة أو منتقدة للنظام السياسي. وتم القبض على من رفض تسليم هاتفه للفحص الأمني. 

كانت دعوات للتظاهر في 11 نوفمبر 2022، بالتزامن مع مؤتمر المناخ قد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في أكتوبر الماضي؛ اعتراضًا على سياسات الحكومة الاقتصادية. وعلى مدار الفترة بين 25 -1 نوفمبر، رصدت منظمات حقوقية وقائع اعتقال تعسفي لما لا يقل عن 138 مواطنًا، في محافظات مختلفة، بينها القاهرة والإسكندرية والشرقية، تقرر حبس جميعهم 15 يومًا بعد التحقيق أمام نيابة أمن الدولة العليا. وقد وجهت لهم النيابة اتهامات بالانضمام لجماعة إرهابية، ونشر أخبار كاذبة، والتحريض على ارتكاب جرائم إرهابية، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، استنادًا لقانوني مكافحة جرائم تقنية المعلومات ومكافحة الإرهاب. وتقرر احتجازهم على ذمة القضية 1893 والقضية 1691 لسنة 2022. كما تواصل السلطات المصرية إخفاء الطالب الجامعي يوسف الغمري، والذي تم القبض عليه فجر 25 أكتوبر الماضي، وهو ما يمكن اعتباره عقابًا لأبيه، المعارض حسام الغمري، الذي روج لدعوات التظاهر على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي. بينما تتواصل المطالبات بتوضيح مصيره، والتوقف عن الأعمال الانتقامية بحق المعارضين بالخارج وأسرهم.

وفي إطار هذه الحملة القمعية أيضًا، تم القبض على «آجيت راجاجوبال»، في 30 أكتوبر، وهو ناشط بيئي يحمل الجنسية الهندية جاء للمشاركة في قمة المناخ، وتم احتجازه داخل أحد أقسام الشرطة، ثم تم احتجاز محاميه الذي حضر لتمثيله قانونًا، وذلك قبلما يتم إطلاق سراح المحامي أولًا، ثم الناشط الهندي بعد احتجاز 24 ساعة.  

حملة القمع والاعتقالات التعسفية الأخيرة، ردًا على دعوات التظاهر، تعتبر دليلًا إضافيًا على توجه السلطات المصرية بتوظيف مؤتمر المناخ وأدوات أخرى مثل الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، والحوار الوطني، وحتى إعادة تشكيل لجنة العفو– لمجرد الإيحاء بتوقف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، بينما هي تتكرر في مصر يوميًا وبشكل روتيني.

وبناء عليه، تطالب المنظمات الموقعة أدناه السلطات المصرية بالإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين المحبوسين على خلفية دعوات التظاهر، وحفظ القضيتين 1893 و1691 لسنة 2022 أمن دولة، ووقف حالة الاستنفار الأمني التي تستهدف ترهيب المواطنين في الشوارع، وغل يد الأجهزة الأمنية عن التوسع في الممارسات المقيدة لحقوق وحريات المواطنين. كما تطالب الشركاء الدوليين بالتأكد من احترام السلطات المصرية لحق المواطنين في التجمع السلمي والتعبير عن الرأي والخصوصية في كافة محافظات مصر، بالتزامن مع مؤتمر المناخ وبعده.

المنظمات الموقعة:

الجبهة المصرية لحقوق الإنسان

مركز النديم

مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان

حرية الفكر والتعبير

مبادرة الحرية

ايجبت وايد

مؤسسة سيناء لحقوق الانسان

كوميتي فورجيستس

المفوضية المصرية للحقوق والحريات

المنبر المصري لحقوق الانسان

المبادرة المصرية للحقوق الشخصية

منصة اللاجئين في مصر

الثلاثاء، 1 نوفمبر 2022

نيابة أمن الدولة تحبس 65 شخصًا على الأقل من محافظات مختلفة على خلفية الدعوة لتظاهرات في 11 نوفمبر بتهم من بينها نشر أخبار كاذبة واساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي

رابط بيان الجبهة المصرية  لحقوق الإنسان
نيابة أمن الدولة تحبس 65 شخصًا على الأقل من محافظات مختلفة على خلفية الدعوة لتظاهرات في 11 نوفمبر بتهم من بينها نشر أخبار كاذبة واساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي


رصدت الجبهة المصرية لحقوق الإنسان قيام نيابة أمن الدولة العليا على مدار خمسة أيام بداية من 25 أكتوبر وحتى 30 أكتوبر 2022 بالتحقيق مع ما لايقل عن 65 مواطنًا من محافظات القاهرة والاسكندرية والاسماعيلية والشرقية والغربية والدقهلية والقليوبية والسويس وبنى سويف والمنيا، وذلك على ذمة قضايا أرقام 1893 لسنة 2022 و القضية 1691 لسنة 2022 حصر أمن دولة عليا، وقررت استمرار حبسهم خمسة عشر يومًا احتياطياً، وذلك بعد أن وجهت لهم اتهامات، نشر أخبار كاذبة، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعى، مشاركة جماعة إرهابية لتحقيق أغراضها، التحريض على ارتكاب جريمة إرهابية.ك

كان بدأ القبض على المتهمين في أيام مختلفة أولها يوم 10 أكتوبر 2022، وذلك بسبب قيامهم بعمل فيديوهات تتناول موضوعات من بنها غلاء الأسعار والظروف الاقتصادية والمعيشية الحالية ودعوتهم المواطنين للمشاركة في تظاهرات يوم 11 نوفمبر، تزامنا مع انعقاد مؤتمر المناخ فى مصر COP27، كما قام بعضهم بمشاركة هذه الفيديوهات مع إعلامي مقيم خارج مصر يدعى حسام الغمري، والذي كان قد ألقي القبض عليه مؤخرًا في تركيا قبل أن يتم إطلاق سراحه أمس 30 أكتوبر، كما قامت السلطات بالقبض على نجله يوسف في 25 أكتوبر وإخفاءه قسريًا حتى اليوم.

جدير بالذكر بأن عدد من المتهمين تم احتجازهم عقب إلقاء القبض عليهم داخل مقرات تابعة لقطاع الأمن الوطنى فى المحافظات التابعة لهم، وتم التحقيق معهم عن مضمون الفيديوهات التي قاموا بتصويرها، ووثقت الجبهة المصرية احتجاز المتهمين فى مقرات الأمن الوطنى بطنطا والاسكندرية والاسماعيلية، والسويس على الأقل، لمدد تتجاوز العشرة أيام.

فيما يلي قائمة ببيانات 36 شخص، من أصل الـ 65 متهمًا، تم التحقيق معهم أمام نيابة أمن الدولة:

اليوم الأول : 25 أكتوبر 2022

القضية رقم ١٨٣٩ لسنة ٢٠٢٢

مدحت حسين محمد

محمود مصطفى عثمان (القاهرة)

محمد مصطفى عثمان (القاهرة) .

أحمد كامل حسن (الاسكندرية)

محمد عمر (المنصورة)

فاطمة الباز (مصر الجديدة)

شيرين حسن ابو الدهب (اسكندرية)

يسرية عيد أحمد (اسكندرية)

إيمان عبد القادر عبد الفتاح

فاطمة حسن عبد الحميد حسن

 نجلاء فتحي إبراهيم إسماعيل

اليوم الثانى : 26 أكتوبر 2022

القضية رقم ١٨٣٩ لسنة ٢٠٢٢

محمود على محمد

هيثم سليم

راجى ريمون رمزى جيد (بنى سويف)

حمدى احمد عبد العزيز

مروان يوسف عبد الرحمن ١٣ سنة

محمود يوسف عبد الرحمن (اسكندرية)

باهر يوسف عبد الشهيد عبد النور (السويس)

اليوم الثالث : 27 أكتوبر 2022

القضية رقم ١٨٣٩ لسنة ٢٠٢٢

عبد الغني فريد حجازي ( القليوبية)

آمال مصطفي

اليوم الرابع : 29 أكتوبر 2022

القضية 1893 لسنة 2022

أحمد عبد الحليم أحمد عوض

محمد سيد محمد منصور ابراهيم

أحمد محمد منصورمحمد إبراهيم ( الشرقية)

حسين بشير خضيرى ( الإسماعيلية )

محمد فوزى حسب الله ( الغربية )

محمد شريف عبدالعليم احمد ( القاهرة )

القضية 1691 لسنة 2022

مصطفى صلاح الدين حسن

محمد عادل سيد

أحمد جمال عبدالرحمن

بسام محمد محمد

اليوم الخامس : 30 أكتوبر 2022

القضية 1839 لسنة 2022

تامر حمدى محمد احمد ( الاسكندرية )

ياسر حسين محمد

حمدينو السيد جاد

محمود محمد عطية

محمد طارق عبدالفتاح راشد

مصطفى احمد ابراهيم محمد

الأحد، 30 أكتوبر 2022

الطريق إلى جهنم السيسي .. مصر تستقبل الهجوم قبل الوفود فى قمة المناخ

رابط التقرير

الطريق إلى جهنم السيسي

مصر تستقبل الهجوم قبل الوفود  فى قمة المناخ


تنظيم قمة المناخ في مصر على الرغم من حجم وشدة أزمة حقوق الإنسان المستمرة فيها سيأتي بنتائج عكسية على مصداقية القمة

بعد أشهر من التكهنات، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم السبت 29 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، اعتزامه حضور "مؤتمر  شركاء العمل من أجل المناخ" COP27 - كوب 27، المعروف اختصاراً بـ"قمة المناخ" في مدينة شرم الشيخ المصرية.

يأتي إعلان الإدارة الأمريكية في وقت يتصاعد الهجوم من منظمات المجتمع المدني وبعض الوجوه الحكومية حول العالم تجاه مصر بسبب ملفيها في حقوق الإنسان وحماية البيئة والمناخ، في وقت تشهد مصر ظروفاً داخلية وقرارات وإجراءات اتخذتها حكومتها دفعت جميعها لحالة من القلق.

شركاء مغضوب عليهم

وتعرّضت مصر لانتقادات بسبب موافقتها على مشاركة جهات مُعينة في تنظيمها واستبعادها مؤسسات من حضورها، بجانب اعتبار البعض أن في هذه القمة فرصة لـ"غسل سمعة" النظام المصري مما يوجّه إليه من انتقادات دولية، أغلبها بسبب سجلّه الحقوقي.

الانتقادات طالت القمة بدءاً من أعمال تنظيمها. إذ كشف تقرير نشره موقع open democracy  عن اختيار مصر شركة "كوكاكولا " كراع للمؤتمر، وذلك "رغم إعلانها على مدار 4 سنوات متتالية كأسوأ مسبب في تلوث البيئة عبر المخلفات البلاستيكية. كما اختارت الحكومة المصرية شركة هيل آند نورتون الأمريكية للعلاقات العامة للمشاركة في التنظيم، رغم اتهامها من قبل بـ"نشر معلومات مُضللة، والمساعدة في تحسين سمعة شركات نفط كبرى".

أصدرت منظمات عدة حول العالم بيانات أعربت فيها عن قلقها من عدم تمكّن المصريين من التظاهر في الشوارع، على العكس من قمم المناخ السابقة، كون القمة تجري هذا العام في بلد يُجرِّم التظاهر قانونياً، ويدرج الداعين له والمشاركين فيه ضمن قوائم الإرهاب

وعملت الشركة المشار إليها وكيلاً ترويجياً لعدد من شركات النفط الكبرى الملوثة للبيئة منها إكسون موبيل، وشل شيفرون، وأرامكو السعودية، فيما يمثّل تعارضاً مع أعمال القمة التي تستهدف مناهضة التلوث والضغط على مُسببيه لوقف أعمالهم.

لهذا كان التنظيم محلّ انتقاد من إحدى الناشطات في مجال حماية البيئة، كاثي مولفي، التي شددت على ضرورة أن تستخدم رئاسة مؤتمر الأطراف "شركة علاقات عامة ملتزمة بتحقيق أهداف اتفاقية باريس.

وتبنت 197 دولة اتفاقية باريس في 12 ديسمبر/ كانون الأول 2015، الهادفة لمواجهة تغيرات المناخ وآثارها السلبية، وذلك من خلال الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وزيادة درجة الحرارة الكلية للكوكب، لتدخل حيز التنفيذ رسمياً في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني  2016.

لهذا شددت مولفي- بحسب التقرير- على ضرورة "محاسبة جميع الجهات المتورطة في الخداع المناخي- بما في ذلك شركات العلاقات العامة"، وهذه الأخيرة هي التي قال عنها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش إنها "تجني المليارات لحماية صناعة الوقود الأحفوري"، ليُشبّه ما يحدث منها الآن بعملها في "حماية صناعة التبغ على مدار عقود".

يسقط المجتمع المدني

  أعمال التنظيم شهدت أيضاً استبعادات وتضييقات، أبرزها إغلاق "المساحة الزرقاء" blue zone التي استضافت كافة مؤتمرات المناخ الفائتة، والتي تدور فيها فعاليات اليوم الأول للقمة، إذ تعد مكاناً لنشاط مؤسسات المجتمع المدني ونشطاء البيئة.

وأبلغت الأمم المتحدة النشطاء ومنظمات البيئة المشاركة أن مصر قررت وقف أعمال المنطقة الزرقاء خلال اليوم الاول للمؤتمر "لاعتبارات أمنية" في سابقة هي الاولى من نوعها في مؤتمرات المناخ الدولية.

ووصفت صحيفة "الغارديان" البريطانية القرار المصري حيال هذه المنطقة الزرقاء بأنه "ضربة موجهة" لهذه المنظمات، في تقرير لها أكدت فيه مجموعات حقوقية أن هذا الإغلاق "قد يقيد النقاش في ظل تشديد الدولة المُضيفة- مصر- للإجراءات الأمنية في أيام الافتتاح".

وفي القمة، هناك منطقتان "الخضراء" المفتوحة للجمهور حيث تعرض شركات ابتكاراتها الصديقة للبيئة، و"الزرقاء" التي تستضيف فعاليات مع العلماء والسياسيين والمراقبين والنشطاء لبحث وتبادل الأفكار حول قضايا المناخ الرئيسية. لكن مصر أبلغتهم أن هذه الفعاليات "سيتم إلغاؤها إلّا إذا تضمنت زيارة رؤساء دول".

وهذا الشرط المصري ردّ عليه من الناشط جيمس لويد أحد منظمي جناح Nature Positive Pavilion ، بأن هذه الاجتماعات "لا تتعلق فقط برؤساء الدول والحكومات، بل إنها أيضاً مساحة لممثلين من مجتمع المناخ الأوسع للمضي قدماً في حل القضية"، مُشدداً على أهمية الأيام الأولى للقمة بقوله إنها "تسمح بالتقاء الجميع من ممثلي الحكومات والشركات والمتصدين للقضية، للتشارك وتبادل التعهدات الطموحة وتحديث خطط العمل". 

وأعرب لويد عن "القلق" من أن إغلاق هذه الأجنحة "يزيل مساحات الحوار، ويوقف الأنشطة والمناقشات المهمة التي تعتبر حاسمة". ومثله، أعربت المنظمات غير الحكومية عن مخاوفها من أن الإلغاء "يمكن أن يقيّد النقاش ويقوّض دور الجهات الفاعلة غير الحكومية في الحدث".

وترجح الغارديان أن تعيق الحكومة المصرية المستضيفة للمؤتمر والمنظمة له بالتعاون مع الامم المتحدة، من وصول وسائل الإعلام إلى الأجنحة والمناطق الأخرى داخل المنطقة الزرقاء. 

 في مقارنة بين الموقف المصري الحالي وما كان في القمة السابقة التي استضافتها مدينة جلاسكو الاسكتلندية في الشهر نفسه من العام الماضي، ذكرت الغارديان أن تلك القمة "شهدت حضور رؤساء الدول والحكومات وزعماء القبائل والسكان الأصليين من مختلف البلاد، وكذلك النشطاء وورؤساء الشركات الكبيرة في الأجنحة".

وتشير الصحيفة البريطانية إلى أن "البلاد والجماعات التي دفعت مقابل أجنحة لها في القمة، قد تلجأ إلى أحد الأمرين، إمّا المطالبة بالإنصاف بموجب عقودها، أو الالتفاف على القواعد عبر دعوة رؤساء الدول لحضور فعالياتها".

بعيداً عن "المنطقة الزرقاء"، تم منع مجموعة من منظمات المجتمع المدني المصرية من حضور قمة المناخ، وذلك عبر "عملية توثيق سرية أدت إلى تصفية المجموعات التي تنتقد الحكومة المصرية"، وفقاً لصحيفة الغارديان التي أشارت أنه "لم يتم الإعلان عن التقديم ومعايير الاختيار، ولم يتم إبلاغ مجموعات المجتمع المدني بأنه يمكنهم طلب حضور المؤتمر أو كيفية التقديم؛ مما سيؤدي إلى استبعادها بشكل أساسي".

أمام هذه الإجراءات، ترى الكاتبة الصحافية المتخصصة في مجال البيئة ناعومي كلاين، أنه "على عكس كل قمة مناخية أخرى في الذاكرة الحديثة، لن يكون لهذه القمة شركاء محليون حقيقيون"، بل سيكون هناك بعض المصريين في القمة "يزعمون أنهم يمثلون المجتمع المدني".

وتطرقت كلاين إلى ما تعتقد أنه "تساؤلات غير مرحب بمناقشتها في القمة"، فتقول "ما الذي يرحب به النظام؟ جمع القمامة وإعادة التدوير والطاقة المتجددة والأمن الغذائي وتمويل المناخ. وما هي الموضوعات غير المرغوب فيها؟ تلك التي تشير إلى فشل الحكومة في حماية حقوق الناس من الأضرار التي تسببها مصالح الشركات"، مُشيرة إلى أن "التأثير البيئي للنشاط التجاري العسكري الواسع والمبهم في مصر بشكل خاص".

وتقول الكاتبة، في مقالها المنشور في الغارديان عن التنظيم المصري للقمة إنه "حتى الآن، أثبتت استضافة القمة أنها لا تقل عن مكافأة للسيسي"، وذلك على حد قولها "رغم مناشدات وجهها المصريون في أوروبا والولايات المتحدة إلى المنظمات غير الحكومية، لوضع السجناء السياسيين في مصر على أجندة المفاوضات التي تسبق القمة. لكن ذلك لم يتم تحديده كأولوية".

وترى كلاين أن تنظيم مثل هذه القمة في ظل الأوضاع الحالية، يجعل من المؤكد أنها لن تمثل فرصة للتغيير الذي تتطلبه أزمة المناخ، "هناك شيء واحد مؤكد: لن نحظى بالتغيير الذي تتطلبه أزمة المناخ من دون حرية التظاهر والجلوس ومواجهة السياسيين وقول الحقيقة في الأماكن العامة. وإذا تم حظر التظاهرات وتم تجريم الحقائق المزعجة واعتبارها أخبار كاذبة كما هو الحال في مصر السيسي، فقد خسرنا المباراة". 

فعاليات محظورة

تعتقد الكاتبة البريطانية أنه "وبكل المقاييس، تعمل الحكومة المصرية بشكل محموم على بناء فقاعة في شرم الشيخ ، حيث ستنتحل شخصية تشبه الديمقراطية"؛ ولهذا ترى أن "الرسالة الواجب توجيهها إلى قمة المناخ، هي أنه ما لم يتم الدفاع عن الحريات السياسية فلن يكون هناك عمل مناخي هادف. لا في مصر ولا في أي مكان آخر".

من بين أوجه القلق الذي تشعر به المنظمات غير الحكومية أيضاً، أن "مصر قد تنوي تضييق الخناق على أنشطة المنظمات في جميع أنحاء القمة". مع العلم بأن من بين حقوقها التي تكفلها لها قواعد الأمم المتحدة بخصوص هذه القمة هو الاحتجاج، بعد اجتماعات القادة.

تشهد مصر انتقادات دولية منذ سنوات بسبب ما تشهده البلاد من تضييقات سياسية وأخرى على الحقوق والحريات حتى على مستوى التصريحات

كما أصدرت منظمات عدة حول العالم بيانات أعربت فيها عن قلقها من عدم تمكّن المصريين من التظاهر في الشوارع، الأمر المهم الذي حدث في القمم السابقة للضغط على الحكومات للتصدي لأزمة المناخ، كون القمة تجري هذا العام في بلد يُجرِِّم التظاهر قانونياً، ويدرج الداعين له والمشاركين فيه ضمن قوائم الإرهاب.

وفيما يخصّ هذا الملف الحقوقي، تشهد مصر انتقادات دولية منذ سنوات بسبب ما تشهده البلاد من تضييقات سياسية وأخرى على الحقوق والحريات حتى على مستوى التصريحات، وأقربها حذف جزء من كلمة السيد جميلة إسماعيل رئيسة حزب الدستور المصري المعارض التي شاركت بها خلال المؤتمر الاقتصادي الوطني، ثم حذف مداخلتها كاملة من برنامج تلفزيوني انتقدت فيه قيام السلطات بتحميل المواطنين مسؤولية تراجع الوضع الاقتصادي بدلاً من ان يعترف المسؤولون بأخطائهم، ما أثار حفيظة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي اتصل بالبرنامج نفسه في مداخلة طويلة غاضبة، قام بعدها المسؤولون عن البرنامج التلفزيوني بحذف مداخلة إسماعيل من المنصات الرقمية للبرنامج.

بالعودة إلى ناعومي كلاين، التي تعمل أستاذة للعدالة المناخية في جامعة كولومبيا البريطانية، فإنها وجهت نقداً مباشراً للرئيس عبدالفتاح السيسي في مقالها، معتبرة الدورة المنتظرة لمؤتمر المناخ "حفلة تنكرية" يستخدمها الرئيس المصري "لغسل سمعة دولته البوليسية"، فتقول: "مصر السيسي تقدم عرضاً كبيراً للألواح الشمسية والقش القابل للتحلل قبل قمة المناخ، لكن نظامه- في الواقع- يسجن النظام النشطاء ويحظر البحث العلمي والبيئي".

وفي هذا الصدد، خصّت بالذكر علاء عبد الفتاح، المبرمج والناشط السياسي الذي قضى أغلب العقد الماضي حبيساً باتهامات متكررة من السلطات المصرية، والذي بدأ منذ 2 إبريل/ نيسان الماضي إضراباً عن الطعام احتجاجاً على حبس قالت هي عنه "الجميع يعلم أنه رسالة إلى الشباب الثوري في المستقبل ممن تدور في رؤوسهم أحلام ديمقراطية".

"تنظيم القمة في مصر على الرغم من حجم وشدة أزمة حقوق الإنسان المستمرة فيها، سينعكس سلباً على المصداقية"

كما تطرقت كلاين إلى ما يواجهه النظام المصري من انتقادات عالمية، لا سيما في ظل "عجز المندوبين الدوليين عن قراءة الكثير عن التلوث الحالي والنهب البيئي في مصر في التقارير الأكاديمية أو تقارير المنظمات غير الحكومية بسبب قانون 2019 الصارم الذي يتطلب من الباحثين الحصول على إذن من الحكومة قبل نشر المعلومات التي صارت تُعتَبر سياسية".

مصداقية مُهددة

أمام هذه الانتقادات العديدة، يرى مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، أن "تنظيم القمة في مصر على الرغم من حجم وشدة أزمة حقوق الإنسان المستمرة فيها سيأتي بنتائج عكسية على مصداقية القمة"، داعياً المجتمع الدولي إلى استغلال هذه القمة "لتسليط مزيد من الضوء على ما يحدث، وحث ّالسلطات المصرية على تغيير المسار".

وأشار المركز في تقرير له إلى ما كان على مدار سنوات حكم النظام الحالي مما استجد على البلاد بالقول إن "مصر تشهد أشد أزمة لحقوق الإنسان في تاريخها الحديث"، مُستشهداً على ذلك بما كان "عبر سلسلة من القوانين الصارمة لقمع الاحتجاجات والمظاهرات التي تحركها مظالم اقتصادية أو اجتماعية، بما في ذلك الاعتصامات العمالية والإضرابات".

وهذه الإجراءات هي التي أدت إلى قرار أعلنته وزيرة البيئة الفنلدية، زُهيل دمير، بعدم حضور المؤتمر بسبب "مخاوف من عدم استجابة الدولة المضيفة- مصر- لوضعها المزري في مجال حقوق الإنسان"، وذلك رغم ما كان منتشرًا من تأكيدات في مواقع محلية مصرية حول حضورها بـ"وفد رفيع المستوى".

كذلك، وبعد أخبار عديدة حول إعلان عدم حضور ملك بريطانيا للقمة بنصيحة من رئيسة الوزراء- آنذاك- ماري ليز تراس، دون إعلان أسباب واضحة، ذكرت الغارديان أن احتمالية المشاركة البريطانية "تثير تساؤلات حول إجرائها بينما الناشط البريطاني علاء عبد الفتاح ما يزال مضرباً عن الطعام داخل أحد السجون المصرية".

محاولات للتغيير

أمام كل ما تم رصده لقرارات وقوانين واحتجازات من قِبَل النظام المصري لم تلق إجراءاته الموازية من قبيل "تشكيل لجنة عُليا دائمة لحقوق الإنسان، ومجموعة للحوار الدولي، وإطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، وإعادة تشكيل لجنة للعفو الرئاسي عن السُجناء" ترحيباً دولياً واسعة، بل إن عدة جهات حقوقية اعتبرتها "محاولة لطمس هذه الانتهاكات على المسرح العالمي، وطالبت بوقف المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر.

وبالمثل، طالب مشرعون أمريكيون، بقيادة رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب جريجوري و. ميكس، عبر رسالة وجهوها في سبتمبر/ أيلول الماضي إلى وزارة الخارجية بـ"وقف كامل للمعونة العسكرية التي من المفترض أن تكون مرتبطة بتعديلات حقوقية"، مُعربين عن قلقهم "بشأن الانتهاكات المستمرة والمنتشرة والمنهجية لحقوق الإنسان. في مصر التي تجازف بزعزعة استقرار البلاد".

وتبلغ قيمة هذه المساعدات 300 مليون دولار. لتقرر واشنطن منح 170 مليون دولار فقط منها وحجب الباقي "بسبب مخاوف بشأن حقوق الإنسان"، وفي ظل انتقادات متكررة من جهات مختلفة وعلى مدار السنوات الماضية لمنحها لمصر من الأساس في ظل هذه الأوضاع، والمطالبة بحجبها بالكامل.

وبسبب حالة حقوق الإنسان وفي محاولة لتحسينها، طالب مركز القاهرة لحقوق الإنسان- في تقريره- المشاركين في المؤتمر بـ"الضغط على السلطات المصرية بشكل خاص وعلني من أجل تحقيق أموراً على رأسها الإفراج غير المشروط عن جميع سجناء الرأي، ووقف توظيف الحبس الاحتياطي كوسيلة لمعاقبة المعارضين السياسيين، واستمرار تجديده لأجل غير مسمى".

وطالب المركز أيضاً بـ"الكف عن الممارسة المنهجية للإخفاء القسري، والكشف عن أماكن ومصير المختفين قسراً، بما في ذلك المتوفون منهم، ووضع حد لممارسات التعذيب الممنهج في أماكن الاحتجاز، وتنفيذ لوائح السجون بشأن حقوق السجناء والمحتجزين، وإصدار أمر بتعليق تنفيذ أحكام الإعدام، وإزالة القيود القانونية وغير القانونية المفروضة بحق المجتمع المدني المستقل وحرية التعبير وحرية الإعلام".

وأخيراً، كان المطلب المتعلق بالقمة وهو "ضمان مشاركة المجتمع المدني في مؤتمر المناخ وفق معايير عادلة ومتساوية وشفافة، بما في ذلك المنظمات الحقوقية المستقلة، وعدم قصر المشاركة على المنظمات المختارة من جانب السلطات المصرية، وتعديل التشريعات الخاصة بحرية التجمع السلمي لتتوافق مع التزامات مصر الدولية في هذا المجال، والسماح بالممارسة الكاملة لحريات التجمع السلمي والتعبير أثناء مؤتمر المناخ وبعده".

موقع رصيف 22

بهي الدين حسن رئيس مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان: نشهد الآن الفصل الأخير من حكم السيسي

رابط الحوار

بهي الدين حسن رئيس مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان الهارب الى المنفى فى فرنسا من استبداد الجنرال السيسى فى مصر وحكم 15 سنة سجن بزعم انه ارهابي ينتمي الى منظمة ارهابية لا تحدد اسمها أوراق القضية لانها غير موجودة اصلا صادر من محكمة طوارئ استثنائية تفتقر لكافة الضمانات الحقوقية مثلما لم تحدد اوراق قضايا اكثر من 60 الف معتقل بتهم الارهاب اسم المنظمة الارهابية المتهمين بالانضمام اليها لانها غير موجودة اصلا:

 نشهد الآن الفصل الأخير من حكم السيسي


قال الحقوقي المصري البارز، بهي الدين حسن، إن "عبد الفتاح السيسي أفلس سياسيا، ونحن نشهد الآن الفصل الأخير من فترة حكمه، خاصة أنه لم يعد لديه ما يقدمه، لا للدولة ولا للشعب"، مؤكدا أن "مصر ربما تقف على أبواب مرحلة اضطراب اقتصادي وسياسي كبير، نتيجة تبديد نحو عقد من الزمان من عمرها في سياسات فاشلة ومستبدة".

وأكد، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، أنه "من المحتمل ألا يستطيع السيسي الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2024، بل إنه من المحتمل أيضا ألا يتمكن من إكمال فترة حكمه الحالية، لكن الأمر لا يتوقف فقط على مدى السخط الشعبي عليه، ولكن أيضا على وجود بدائل سياسية لديها برامج واضحة وخطة عمل مدروسة لما يجب فعله لانتشال مصر من الوضع الاقتصادي الكارثي".

وأشار حسن، الذي يشغل منصب مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، إلى أن "نهاية حكم السيسي لن تكون بالضرورة محطة النهاية لكوارث حكمه، بل قد تكون نقطة البداية لاكتشاف كوارث جديدة ربما أكثر خطورة".

وأضاف: "على الأرجح، لن يحدث انتقال من حكم السيسي إلى حاكم مدني أو عسكري آخر دون تفاوض، بمبادرة من جانب المدنيين والعسكريين. ليس في إطار ما يصفه البعض بـ (حكم عسكري رشيد)، ولكن للتفاوض البراجماتي على التنازلات والمكاسب والخطوط الحمراء والمراحل الانتقالية، وقد يستوجب ذلك من المؤسسة العسكرية اتخاذ قرار بالتخلي عن حكم مصر للمدنيين وفق شروط ما".

كيف استقبلت خطابات وتصريحات السيسي الأخيرة؟ وما دلالتها؟

إنها بمثابة إعلان على الملأ بإفلاسه سياسيا، وبأنه لم يعد لديه ما يقدمه لا للدولة ولا للشعب، ونحن نشهد الآن الفصل الأخير من فترة حكمه. واقع الأمر، السيسي منذ أواخر العام الماضي يتعامل مع نفسه كمتهم تجري محاسبته على حصاد سياساته في 8 سنوات، خاصة عن الكارثة الاقتصادية التي نجمت عن هذه السياسات والمرشحة للتفاقم أكثر.

في المؤتمر الاقتصادي، لم يكن السيسي يقدم دفاعه فقط للمدعوين للمؤتمر ولصفوة الرأي العام غير الحاضرة في المؤتمر، بل بدا كأنه يقف في قفص اتهام يحاكمه عشرات ملايين المصريين من الطبقات الفقيرة والوسطى، الذين بدأوا بالفعل يدفعون يوميا الثمن القاسي لهذه السياسات، والذين يدركون -كما يعرف السيسي جيدا- أن الثمن القاسي لتلك السياسات سيتضاعف خلال الشهور القليلة القادمة.

لم يقدم دفاع السيسي مخارج تُخفّف عليهم هذه الوطأة المؤلمة، ولم يجرؤ على طرح سياسات بديلة بعيدة المدى، خاصة أنها ستبدو بشكل غير مباشر كأنها إدانة لسياساته التي حارب نقاده بضراوة من أجل فرضها خلال السنوات الثماني الماضية. هذا ما يفسر دفاعه الهستيري غير المقنع عن سياساته، ونزوعه العدواني للتهجم الشخصي على منتقدي سياساته، دون أن يبذل حدا أدنى من الجهد لمناقشة وتفنيد هذه الانتقادات.

وإذا كان هناك فضل في فرض هذه المحاكمة على السيسي رغم أنفه، فهو لوسائل التواصل الاجتماعي، التي اكتسحت الاحتكار الأمني لوسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة، وعوضت الغياب القسري لأحزاب المعارضة ووسائل الإعلام المستقلة.

في المقابل؛ دخل السيسي هذه المحاكمة المتواصلة وحيدا بهيئة دفاع هزيلة وهزلية. إذ بينما حرص حكام مصر العسكريين السابقين على الاستعانة بمهنيين ذوي قامة في تخصصاتهم كرؤساء حكومات ووزراء ورؤساء مجالس "برلمانية"، وعلى الاستعانة بإعلاميين ذوي باع قادرين على مخاطبة الرأي العام والدفاع عن الحاكم حتى في قضايا خاسرة أخلاقيا وسياسيا -بصرف النظر عن تقييم النزاهة السياسية والأخلاقية والمالية لكل حاكم منهم وللمدافعين عنه-، فإن النزوع المتطرف للسيسي لحكم الفرد وللنرجسية -مقارنة بأسلافه من الحكام العسكريين الديكتاتوريين- جعله يحيط نفسه بأغلبية من الأقزام في مجلس الوزراء والبرلمان، وأراجوزات مثيرين للسخرية في الإعلام.

وفي سياق محاكمة رأي عام مفتوحة وممتدة -والتي على الأرجح ستتواصل إلى وقت رحيله- لا يستطيع السيسي في هذه المحاكمة الاستفادة من الدعم المطلق الذي تقدمه له مؤسسة عسكرية مُدججة بأحدث الأسلحة، بل ربما قد تدفعها هذه المحاكمة لأن تعيد حساباتها.

لعلها مفارقة ملفتة، أن ينتهي الحال بالسيسي بأن يكون هو أيضا ضحية لسياساته، ويُحاكم أدبيا عليها، لينضم بذلك إلى قائمة طويلة تعد بعشرات الملايين من ضحايا سياساته البائسة في كافة المجالات.

سبق أن قيل لي منذ سنوات إن هناك مَن حذّروه من داخل نظام الحكم والأجهزة الأمنية من هذا المشهد، وسعوا لإقناعه بإجراء تحوير مبكر لطريقته في الحكم، بما يسمح له بهامش مناورة في زمن الأزمات الكبرى. أحد سيناريوهات التحوير كان يتطلب قبوله تزعم أحد أحزاب الموالاة، مع السماح بهامش حركة للمعارضة الحزبية وفي الإعلام، وتخفيف نسبي لبأس القمع، حتى لا يجد نفسه وحيدا دون سند سياسي في مواجهة أي أزمة كبرى مُحتملة، ومُضطرا للاستعانة بالجيش لحمايته في مواجهة جماهير غاضبة لا تجد مَن يسوسها لا في الحكم ولا المعارضة. لم يكن الناصحون يسعون للعودة إلى موديل نظام مبارك للتعددية السياسية المُقيدة، الذي يستدعي دائما لذهن السيسي كابوس يناير، بل كانوا يسعون لتفصيل موديل أدنى من ذلك كثيرا.

ربما قد يعود السيسي للإصغاء إلى ناصحيه محدودي الوزن داخل نظامه، والذين تعزز الأزمة الجارية من وزنهم. وقد يجد السيسي في ذلك السيناريو والديكور الجديد مخرجا يمد من أجل استمراره في الحكم بثوب جديد.

كيف تنظر للاحتجاجات المرتقب اندلاعها في مصر يوم 11 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل؟

لست متأكدا من أن احتجاجات ستندلع في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر. قد تندلع في ذلك اليوم أو بعده، أو حتى قبله، أو قد لا تندلع قبل شهور. المؤكد أن أسباب الاحتجاج موجودة منذ فترة طويلة، ولكن نظرا لعدم وجود معارضة مُنظمة ومؤثرة تتمتع بمكانة أدبية مناسبة وكلمة مسموعة، ولديها إجابات واضحة عن الدروس الصحيحة والخاطئة التي استخلصها عدد كبير من المصريين خلال مآسي العقد الماضي، فإن الدعوات لمثل هذه الاحتجاجات لا يمكن التنبؤ بمصيرها.

برأيكم، إلى أي مدى تتحمل مصر اليوم استمرار السيسي في الحكم؟ وهل سيصل إلى محطة الانتخابات الرئاسية المقبلة دون أي قلاقل أو مشاكل تُذكر؟

من المحتمل ألا يستطيع السيسي الترشح في عام 2024، بل من المحتمل أيضا ألا يتمكن من إكمال فترة حكمه الحالية. الأمر لا يتوقف فقط على مدى السخط الشعبي عليه، ولكن أيضا على وجود بدائل سياسية لديها برامج واضحة -وليس مجرد شعارات- وخطة عمل مدروسة لما يجب فعله لانتشال مصر من الوضع الاقتصادي الكارثي، وتكون قادرة على التفاوض مع منصة الحكم في مصر الحالية، أي المؤسسة العسكرية، وإقناعها بهذه الخطة.

غير أن تحديات ما بعد السيسي قد لا تنتهي هنا؛ فمن المحتمل أن يبدأ المصريون حينذاك في اكتشاف أن مصر قد فقدت مكونا جوهريا في استقلاليتها، وأنهم ربما لم يعودوا بعد 8 سنوات من حكم السيسي الناخبين الوحيدين الذين لهم حق اختيار حاكم مصر. يجب ألا ننسي أن مواربة هذا الباب ومنح غير المصريين صوتا في تحديد مَن يحكم مصر قد حدث في سياق التحضير لانقلاب 3 تموز/ يوليو 2013. أخشى أن يكون قد صار مطلوبا إقناع "أصحاب الأسهم" في إدارة مصر، وأعني بذلك بعض دول الخليج، وربما أيضا انتظار ضوء أخضر من إسرائيل. علينا أن نتذكر أن "مصر الخديوية" بدأت تفقد استقلالها في القرن التاسع عشر بسيناريو مشابه، قبل أن يضع جيش الاحتلال أقدامه على أراضيها.

وجوابا عن سؤالك، نهاية حكم السيسي لن تكون بالضرورة محطة النهاية لكوارث حكمه، بل قد تكون نقطة البداية لاكتشاف كوارث جديدة، ربما أكثر خطورة.

هل قمة المناخ ستنعكس سلبا أم إيجابا على أوضاع حقوق الإنسان في مصر؟

لقد بدأت بالفعل تنعكس إيجابا منذ شهور، وذلك من خلال الإفراج عن عدد من سجناء الرأي وعن عدد كبير من المواطنين الذين اُعتقلوا بشكل عشوائي باتهامات سياسية لا أساس لها. لكني لا أظن أنها ستؤدي إلى تحسن جوهري في وضعية حقوق الإنسان.

كيف استقبلتم التقارير التي أشارت إلى حضور "بايدن" لقمة المناخ؟

حضور بايدن قبل حدوث تحسن ملموس في حقوق الإنسان بمصر سيُشكّل تنكرا إضافيا لتصريحاته المُعلنة والمبادئ التي يقول إنه يؤمن بها.

"الخارجية الأمريكية" أعلنت ترحيبها بالإفراج عن الناشط زياد العليمي، وقالت إن "التقدم الذى أحرزته مصر في مجال حقوق الإنسان سوف يعزز من العلاقات الثنائية بين البلدين".. فهل الإدارة الأمريكية باتت مقتنعة بأن هناك "تقدما ملحوظا" في أوضاع حقوق الإنسان بمصر؟

الإدارة الأمريكية ليست مقتنعة بحدوث تحسن، لكنها تقول بذلك لكي تبرر للكونغرس والرأي العام الأمريكيين تعاونها مع الحكومة المصرية في أمور أخرى، نظرا لأن كلاهما يتبنى موقفا نقديا قويا تجاه حقوق الإنسان في مصر.

بعد مرور نحو 6 أشهر على إطلاق الدعوة لـ"الحوار الوطني"، ما تقييمكم لما وصل إليه هذا الحوار؟

الحوار لم يبدأ بعد، وليس من المؤكد أن يبدأ. أظن أن مشروع الحوار من إنتاج الأطراف داخل نظام الحكم التي أشرت إليها سلفا، والتي تدفع السيسي لانفتاح سياسي محدود، ليس حبا في المعارضة، ولكن لحماية النظام من صدمات قد لا يحتملها بتكوينه المُغلق الحالي.

ذلك الحوار الحكومي ليس مطلوبا لذاته، ولكن لإقناع طرفين؛ أحدهما هو المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية المانحة بأن نظام الحكم يتجه لانفتاح سياسي وشراكة -حتى لو كانت كرتونية- مع المعارضة، مصحوبا بالإفراج عن قيادات لها، الأمر الذي يشجع على الثقة باستقرار هذا النظام البائس. الطرف الثاني هو عموم المصريين الذين بدأوا يحاكمون السيسي على معاناتهم المعيشية اليومية التي تتدهور بشكل متزايد يوما بعد يوم.

إذا بدأ الحوار، فإنه سيتم تسويقه رسميا، باعتباره يجسد شراكة عن السياسات البائسة الجارية، وأنها ليست مسؤولية فقط مَن فرضوا تلك السياسات. هناك ثلاثة عوامل ستُحدد مآل هذا الحوار إن بدأ: التفاعلات داخل نظام الحكم، وتفاعل المجتمع الدولي، وحدوث أو عدم حدوث مظاهرات جوع واسعة النطاق.

يقول بعض المحللين السياسيين إن الظروف الراهنة غير مهيأة لحكم مدني، خاصة أن البديل المدني ليس جاهزا، وهو ما يُحتم علينا القبول بالحكم العسكري، ولكن لنسعَ إلى البحث عن الحكم العسكري الرشيد قدر الإمكان".. فكيف ترى فكرة "الحكم العسكري الرشيد"؟ وهل يمكن القبول بها مرحليا على الأقل؟

درج حكماء السياسة في العالم على التأكيد بأن "الحرب أخطر من أن تُترك إدارتها للعسكريين"، لذلك فإن الأغلبية الساحقة من وزراء الدفاع في الدول الديمقراطية هم مدنيون، وبعضهم من النساء. إذا كان الحكماء لا يتركون الحروب للعسكريين ليديروها، فهل يترك المصريون السياسة للعسكريين؟

من المستحيل الجمع في جملة واحدة بين "حكم عسكري" و"رشيد". هذه صيغة متناقضة لا وجود لها في العالم. والواقع المصري يقدم برهانا ساطعا على بطلانها على مدار 70 عاما منذ انقلاب تموز/ يوليو 1952. إنها أشبه بقول "اللص الشريف" أو "القاتل الوديع". هذا لا يعيب العسكريين في شيء، لأنه يجري في كل العالم تأهيلهم علميا وميدانيا للاضطلاع بوظائف ومهام لا صلة لها بحكم وإدارة الدول. بالطبع هذا لا يحول دون ترشح أفراد منهم للرئاسة بعد تقاعدهم، مثلما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وغيرها. هذا لا يعني أن الدولتين كانتا تحت "حكم عسكري رشيد".

يُلاحظ أنه عندما أبدى في مصر عسكريون -يمكن وصفهم بالرشادة- رغبتهم بالترشح لرئاسة الجمهورية -كسامي عنان وأحمد شفيق وأحمد قنصوة- لم يدعم الجيش حتى حقهم في الترشح، وجرى سجن اثنين منهم في سجون عسكرية، ووضع الثالث رهن التحفظ المنزلي. ولا توجد مؤشرات بعد على أن المؤسسة العسكرية قد راجعت موقفها من جرائم الانتخابات الرئاسية منذ 2018، أو من ترشح شخصيات عسكرية تتبنى توجهات مماثلة لأي من الشخصيات الثلاث.

صحيح أن "البديل المدني" غير جاهز، ولكن مَن يجرؤ بعد 70 عاما من الفشل وأبشع الهزائم العسكرية والكوارث الاقتصادية على الزعم بأن "البديل العسكري" جاهز، بل ورشيد أيضا؟

على الأرجح لن يحدث انتقال من حكم السيسي إلى حاكم مدني أو عسكري آخر دون تفاوض، بمبادرة من جانب المدنيين والعسكريين، ليس في إطار "حكم عسكري رشيد"، ولكن للتفاوض البراجماتي على التنازلات والمكاسب والخطوط الحمراء والمراحل الانتقالية. في هذا السياق، فإنه لا يمكن استبعاد أن يتوصل العسكريون حينذاك إلى أن المصالح بعيدة المدى للمؤسسة العسكرية تستوجب اتخاذ قرار بالتخلي عن حكم مصر للمدنيين وفق شروط ما.

كيف تقرأ طبيعة التغيير المرتقب حدوثه في مصر؟ ومتى يمكن أن يحدث هذا التغيير؟

أخشى أن مصر تقف على أبواب مرحلة اضطراب اقتصادي وسياسي كبير، نتيجة تبديد نحو عقد من الزمان من عمرها في سياسات فاشلة، أدت لتبديد مواردها الاقتصادية المحدودة، وزهرة شبابها في السجون والمنافي، وهجرة أفضل عقولها للخارج، أو لصوامع داخلية. كل الأطراف السياسية في الحكم والمعارضة دون استثناء تتحمل مسؤولية تاريخية عن ذلك، لكن المؤسسة العسكرية تتحمل القسم الأعظم من هذه المسؤولية، ليس فقط لأنها الحاكم الأوحد في السنوات العجاف التسع الأخيرة، ولكن لأنها أيضا المسؤول الرئيسي عن تخبطات المرحلة الانتقالية التي تلت تنحي مبارك عن الحكم.

الآن، في هذه المرحلة الحرجة، التي تفتقر فيها مصر لأي قطب سياسي أو أخلاقي بديل، من الحكم أو المعارضة، فإن الفرصة متاحة -للأسف- لأي شخصية انتهازية مدنية أو عسكرية لشغل كرسي الحكم الشاغر فعليا، رغم أن الرئيس ما زال يصدر القرارات كل يوم. هناك فراغ هائل في حكم مصر، لا يفلح في التمويه عليه ضجيج الدفاع الهستيري عن النفس، بل ذلك يجعل الفراغ أكثر سفورا. أيضا، لم يعد القمع الهستيري اليومي يتمتع بذات السطوة والكفاءة على ستر فراغ كرسي الحكم الشاغر، بعد أن بدأت تتراجع قدرة القمع على الإصابة بالرعب لمَن يقاسون كل يوم هول الكارثة المعيشية.

البعض يتصور أن مظاهرات عارمة ستحل الأزمة، ولكن إذا كانت يناير قد عجزت عن أن تُقدم "البديل"، فهل ستستطيع مظاهرات احتجاج أقل عنفوانا تقديم "البديل"؟ علينا ألا ننسى أن 25 كانون الثاني/ يناير كانت أكبر من خيال وقدرات الحكم والعسكر والمعارضة. صحيح، نحن لم نعد في زمن 25 كانون الثاني/ يناير، ولكن جوهر المعادلة لم يتغير، وما زال العجز فاغرا فاهه؛ فالعقد الماضي لم يجر إهداره فقط في القمع والنهب، بل أيضا غابت عنه عملية المراجعة المُعمّقة لمَن في الحكم والمعارضة، وبلورة خيارات بديلة للمستقبل.

البدائل الصلبة ليست مجرد زعماء جسورين (مدنيين أو عسكريين)، أو شعارات ومطالب رائعة، لكنها قبل كل شيء خطط مدروسة توضع بعقل بارد وقلب دافئ. لا شك أن أكاديميين ومهنيين مصريين داخل مصر وخارجها قد ساروا في هذا الاتجاه، لكنهم يظلون في النهاية أفرادا مبعثرين لا يجمعهم إطار أكاديمي أو مهني، وليس خلفهم جماعات سياسية تمنح أفكارهم نفوذا نسبيا مجتمعيا وسياسيا. مصر تحتاج بقسوة إلى الاستماع لهذه العقول.

لكم تحتاج مصر بعد 10 سنوات من القمع الضاري بلا هوادة ومشاحنات المعارضة مع بعضها إلى "استراحة محارب" للتأمل، ولحوار خلّاق بلا ضفاف، يفحص البدائل، ويُمهّد الطريق للتوافق على صورة المستقبل على أسس مدروسة، ربما في سياق فترة انتقالية ما.

لم تكن مصر والمصريون، مدنيين وعسكريين، بحاجة في أي لحظة سابقة للحوار الخلاق، وللتحلي بأقصى درجات الحكمة من هذه اللحظة العصيبة.

ميشال عون اراجوز حزب الله يغادر القصر الرئاسي اليوم الاحد 30 أكتوبر 2022 بعد انتهاء فترته الرئاسية ولبنان يدخل فى فراغ دستوري لعدم وجود رئيس للبلاد

ميشال عون اراجوز حزب الله يغادر القصر الرئاسي اليوم الاحد 30 أكتوبر 2022 بعد انتهاء فترته الرئاسية ولبنان يدخل فى فراغ دستوري لعدم وجود رئيس للبلاد

وكان البرلمان اللبناني قد فشل للمرة الخامسة خلال شهر واحد يوم الخميس الماضي 27 أكتوبر 2022 فى إنتخاب رئيسا للجمهورية فى لبنان بسبب ان حزب الله يريد رئيسا يقوم بدور الاراجوز لة. وحقيقة فإن الأمر في لبنان معقد سياسيا تعقيد إفلاس لبنان ذاته. لأن نواب حزب تيار المستقبل وحلفائه داخل البرلمان الرافضين استمرار سطو حزب الله على لبنان لايريدون ان يقعوا فريسة سهلة فى نفس الخطيئة السياسية الكارثية التي وقعوا فيها خلال انتخابات رئيس الجمهورية السابقة عندما وافقوا على انتخاب الرئيس اللبناني المنتهية ولايته ميشال عون مرشح حزب الله حينها وحليفه السياسي رئيسا للجمهورية. وكانت النتيجة استيلاء حسن نصرالله الذي يعد بمثابة رأس الأفعى فى لبنان وحزب الله الذي يتزعمه على الدولة اللبنانية وتطويع سياسة لبنان وفق مشيئة حزب الله ورفض رئيس الجمهورية نيابة عن حزب الله تدويل قضية سلاح حزب الله وإقامة دولة حزب الله داخل الدولة اللبنانية وكذلك رفضه تدويل ملف ارهاب وقتل واجرام واتجار فى المخدرات ضد حسن نصر الله رئيس حزب اللة ومنع محاكمته أمام المحكمة الجنائية الدولية والمجتمع الدولى وإفلاس وخراب لبنان ودفع سعد الحريري زعيم حزب تيار المستقبل لاعتزال السياسة من الناحية الشكلية حيث ظل زعيم حزب تيار المستقبل السنى. وقد تتعطل مهمة انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية سنوات فى ظل كون نواب حزب تيار المستقبل وحلفائه يريدون على الأقل رئيس جمهورية محايد. فى حين يطمع حزب الله الشيعي في تكرار استيلائه على المنصب عبر مرشح طرطور أراجوز من طراز ميشال عون. خاصة مع اعتقاد حسن نصرالله بأن بداية نهاية استيلائه على لبنان لحساب ايران ومحاكمته عن سنوات ارهابة وجرائمه ستكون وشيكة في حالة انتخاب رئيس جمهورية لا يخضع الية.

السبت، 29 أكتوبر 2022

اسرائيل تتدخل لمحاولة انقاذ السيسي من السقوط دفاعا عن مصالحها ضد الحقوق العربية والفلسطينية

اسرائيل تتدخل لمحاولة انقاذ السيسي من السقوط دفاعا عن مصالحها ضد الحقوق العربية والفلسطينية


اكدت وسائل اعلام غربية تدخل اسرائيل لمحاولة انقاذ السيسى من السقوط مع تصاعد دعوات الشعب المصري الى مظاهرات حاشدة ضد السيسي لإسقاطه يوم الجمعة 11 نوفمبر المقبل حيث حثت الرئيس الامريكي بايدن بسرعة إعلان زيارته مصر لحضور مؤتمر المناخ لدعم السيسى بعد ان كان متردد فى ذلك فى ظل زيادة استبداد السيسى مما دعا البيت الأبيض الأمريكي الى إصدار بيان مساء امس الجمعة 28 اكتوبر اعلن فيه بان الرئيس بايدن سوف يزور مصر لدعم السيسى من اجل الحفاظ على مصالح اسرائيل وكذلك حليف جيد يؤتمر باوامر الولايات المتحدة. وصدر بيان البيت الأبيض بالتزامن فى نفس الوقت مع اصدار السفارة الامريكية بالقاهرة بيان قالت فيه إنه فى ظل دعوات مظاهرات الشعب المصرى فى 11 نوفمبر بسبب حدوث انخفاض كبيرًا في قيمة الجنيه المصرى وغلاء الأسعار مما أثر على اقتصاد مصر وشعبها تطالب السفارة الأميركية من الأمريكيين المقيمين فى مصر بتوخي الحذر وتجنب أماكن المظاهرات والحشود والابتعاد عن الأضواء وطلب المساعدة من السفارة الامريكية عند الحاجة إليها. وجاء تدخل اسرائيل لمحاولة انقاذ السيسي من السقوط فى ظل ان اسرائيل كما أكد زعمائها أكثر من مرة يهمها فى المقام الاول حكم البلاد العربية بأنظمة حكم العسكر والطغيان حيث يمكنها من ترويضهم عبر مساعدتهم فى التمسك بعروشهم الاستبدادية بالباطل نظير التغاضي عن الحقوق العربية لدى إسرائيل وفى مقدمتها الأراضي الفلسطينية المحتلة فى حين أنها لا يمكنها ترويض انظمة الحكم العربية المنتخبة عبر الشعب ديمقراطيا مع كون تلك الانظمة الحرة الديمقراطية لايهمها سوى ارضاء شعوبها التي انتخبتها بطريقة حرة ديمقراطية وتحقيق مطالبها وإلا سقطت.