لست الديمقراطية رجسا من أعمال الشيطان كما يروج الطغاة. بل هى عبق الحياة الكريمة التى بدونها تتحول الى استعباد واسترقاق. والحاكم الى فرعون. وحكومته الى سجان. وحاشيته الى زبانية. والمواطنين الى اصفار عليهم السمع والطاعة. والا حق عليهم القصاص.
الأربعاء، 6 مارس 2024
صدمة التعويم الثالث وأثرها على العدالة الاجتماعية ... بيان صحفى صادر اليوم الأربعاء 6 مارس عن منظمة المبادرة المصرية للحقوق الشحصية
الاثنين، 4 مارس 2024
نص بيان النيابة العامة بحبس المتهميْن في واقعة وفاة طالبة العريش وتشير لتعرض المتوفاة لضغوط نفسية بعد تهديدها من قبل زميلتها المتهمة الأولى بـ"نشر مراسلات نقلتها خلسة من هاتفها"
نص بيان النيابة العامة بحبس المتهميْن في واقعة وفاة طالبة العريش وتشير لتعرض المتوفاة لضغوط نفسية بعد تهديدها من قبل زميلتها المتهمة الأولى بـ"نشر مراسلات نقلتها خلسة من هاتفها"
الأحد، 3 مارس 2024
ليلة موافقة برلمان السيسي على منح المخابرات العامة حق تأسيس الشركات بجميع أنواعها
ليلة موافقة برلمان السيسي على منح المخابرات العامة حق تأسيس الشركات بجميع أنواعها
بعد فرض الجنرال عبدالفتاح السيسى مادة عسكرية فى دستور السيسى قضى فيها بتنصيب الجيش بمثابة وصيا على مصر، ومؤسسة أعلى من باقى مؤسسات الدولة، و حاميا ومدافعا عن بقاء الدستور القائم بعد دس دستور العسكر فيه، بهدف حماية دستور العسكر تحت دعاوى حماية دستور الشعب، ضمن تعديل الفقرة الأولى من المادة (200) فى دستور السيسى 2019 التي جاء فيها هذا النص: ''إعادة صياغة مهمة القوات المسلحة وترسيخ دورها فى حماية وصيانة الدستور ومبادئ الديمقراطية والحفاظ على المقومات الأساسية للدولة ومدنيتها، ومكتسبات الشعب الأفراد''.
وإتاحة هذه المادة للرئيس عبد الفتاح السيسي، التصديق يوم الأربعاء 29 يوليو 2020، على 6 قوانين عسكرية وافق عليها برلمان السيسى فى وقت سابق بالجملة دفعة واحدة خلال حوالى نصف ساعة بجلسة الإثنين 6 يوليو 2020، تم فيها عسكرة مدنية الدولة فى مصر ووجود ممثل للجيش فى الاجتماعات الرسمية والجهات والمدارس وما يمس كل ما يتعلق بالدستور فى وضعه القائم والمشاركة بالرأي واتخاذ القرارات وغيرها كثير. كترجمة عملية لعسكرة مصر فى التنفيذ عبر القوانين، بعد عسكرة مصر فى دستور السيسى الذى تم دسه داخل دستور الشعب و تم فيه تنصيب الجيش في مقام مؤسسة اعلى من باقى مؤسسات الدولة.
حتى جاءت الخطوة العسكرية التالية ضمن مخطط تواصل عسكرة مصر، ليس فى تصفية شركات الجيش وتسليمها الى الإدارة المدنية للدولة حتى يستفيد منها جموع الشعب ويتفرغ الجيش للدفاع والصناعات العسكرية، بل تمثلت فى موافقة برلمان الجنرال عبدالفتاح السيسى، فى جلسته العامة، فى مثل تلك الفترة قبلها بعامين وبالتحديد يوم الثلاثاء 22 فبراير 2022، على زيادة عسكرة مدنية مصر اكثر واكثر وتعظيم شئون دولة الضباط فيها، بغالبية ثلثي أعضائه، وقوفًا، على مشروع قانون مقدم من الحكومة بتعديل بعض أحكام قانون جهاز المخابرات العامة رقم 100 لسنة 1971، والقانون رقم 80 لسنة 1974 في شأن بعض الأحكام الخاصة بأفراد الجهاز، ليمنح التعديل جهاز المخابرات العامة الحق في تأسيس الشركات بجميع أنواعها، أو المساهمة في شركات قائمة أو مستحدثة، فضلاً عن تولي أفراد الجهاز مناصب أعضاء ورؤساء مجالس الإدارة في الشركات المختلفة، بعد موافقة رئيس الجهاز.
كذلك شدد التعديل العقوبة لكل من ينتحل صفة عمل رجل المخابرات، بالإضافة إلى إقرار امتيازات مالية جديدة للعاملين في الجهاز، وتمديد الخدمة لهم بعد بلوغ سن التقاعد، بذريعة الحاجة إلى بعض الخبرات التي يتعذر الاستغناء عنها.
ولم يتاح لأعضاء البرلمان معرفة تفاصيل تعديلات القانونين حيث لم توزع الأمانة العامة للمجلس تقرير لجنة الدفاع والأمن القومي عن مشروع القانونين على جميع الأعضاء، حتى يطلعوا على ما ورد فيه من مواد، و يتقدموا باقتراحات أو تعديلات بشأنها او حتى رفضها اذا تجاسروا مثل أي تشريع آخر.
واكتفى رئيس اللجنة، اللواء السابق في الجيش أحمد العوضي، بتلاوة ملخص عن التقرير أمام النواب، ليُعلن بعدها ممثلو الهيئات البرلمانية للأحزاب على الفور من فقط العنوان موافقتهم من حيث المبدأ على جميع التعديلات، وسط حماس كبير وتصفيق وتهليل ووقوف الأعضاء صارخين فرحين بأن هذا أقل واجب وطنى يقدمونه عن ما يعتبرونه الدور الوطني الذي يقوم به جهاز المخابرات العامة في الحفاظ على الأمن القومي للبلاد. ودوت القاعة بالتصفيق الحاد.
ويأتي التعديل في ضوء استحواذ جهاز المخابرات العامة على عدد من المؤسسات المالية الكبرى في مصر، ولعل أبرزها مجموعة "إيغل كابيتال للاستثمارات المالية"، التي تمتلك بدورها "الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية"، المهيمنة حالياً على أغلب وسائل الإعلام المصرية.
وتمتلك "الشركة المتحدة" العديد من الصحف الرئيسية، مثل "اليوم السابع" و"الوطن" و"الدستور" و"الأسبوع" و"مبتدأ" و"أموال الغد" و"دوت مصر" و"صوت الأمة"، إضافة إلى مجموعة قنوات "دي إم سي" و"الحياة" و"سي بي سي" و"إكسترا نيوز" و"المحور" و"الناس" و"أون" و"تايم سبورتس" و"النادي الأهلي" و"نادي الزمالك"، وبرامج القناة الأولى والفضائية المصرية المذاعة على التلفزيون الرسمي، ومحطات الراديو: "شبكة راديو النيل" و"ميغا إف إم" و"نغم إف إم" و"شعبي إف إم" و"راديو هيتس" و"راديو 9090".
كما تمتلك شركة "بريزنتيشن سبورتس" المحتكرة للأنشطة الرياضية الكبرى، وشركة "استادات" التي تتولى ملف تطوير الملاعب المصرية، علاوة على مجموعة شركات متخصصة في الدعاية والإعلان، وأغلبها كانت لديها علاقات قديمة بجهاز المخابرات، أو مملوكة له بشكل غير مباشر، ومنها "ميديا هب" التي كان يتشارك في ملكيتها محمد السعدي وإيهاب جوهر، وشركة "بي أو دي" المملوكة لرجل الأعمال عمرو الفقي.
والمخابرات العامة هي هيئة مستقلة تتبع رئيس الجمهورية في مصر، وتتكون من رئيس بدرجة وزير، ونائب رئيس بدرجة نائب وزير، وعدد كافٍ من الوكلاء، والأفراد؛ وتختص بالمحافظة على سلامة وأمن الدولة، وحفظ نظامها السياسي بوضع السياسة العامة للأمن، وجمع الأخبار، وفحصها، وتوزيع المعلومات المتعلقة بسلامة الدولة، وأي عمل إضافي يعهد به إليها رئيس الجمهورية أو مجلس الدفاع الوطني، ويكون متعلقاً بسلامة البلاد.
وفي 28 يونيو/ حزيران 2018، عيّن الرئيس عبد الفتاح السيسي مدير مكتبه، اللواء عباس كامل، رئيساً لجهاز المخابرات العامة، إثر عزل القائم بأعمال رئيس الجهاز، اللواء خالد فوزي، على خلفية تسريب محادثات صوتية لأحد ضباط جهاز المخابرات الحربية، خلال إعطائه توجيهات لعدد من الإعلاميين والفنانات، تخص تناولهم قرارات وتوجهات القيادة المصرية الحالية، في إطار الصراع بين الأجهزة السيادية في مصر. وجعل السيسى من ابنة محمود الذى صعد به بسرعة الصاروخ بمثابة الرجل الثاني فى جهاز المخابرات العامة المصرية.
حلول ذكرى القبض على ضباط وافراد كمين طريق السويس
حلول ذكرى القبض على ضباط وافراد كمين طريق السويس
فى صباح مثل هذا الفترة يوم 8 مارس قبل سنوات بعيدة، تقدمت ببلاغ الى إدارة مباحث الأموال العامة بوزارة الداخلية، فى مقرها الكائن بالدور الحادى عشر بمجمع التحرير بالقاهرة، أكدت فيه قيام قائد نقطة شرطة كمين بطريق مصر السويس الصحراوى ومعاونية، بانزالى من الأتوبيس العام الذى كنت متوجها فية من السويس الى القاهرة، وتلفيق محضر ضدى، وطلب رشوة الف جنيه منى نظير تمزيق المحضر، ومنحونى مهلة لإحضار مبلغ الرشوة، وهم : رائد شرطة قائد نقطة شرطة كمين طريق السويس/القاهرة الصحراوى، و رائد شرطة آخر يعاونة، وأمين شرطة، ومخبر سرى.
وتم استئذان نيابة امن الدولة العليا بمصر الجديدة، وتذويدى بجهازين تسجيل صغيرين بعد لصقهم على ملابس من الداخل متصلين بسماعة واحدة دقيقة عند مقدمة ياقة قميصى ومتصلين على الهواء مباشرة بقوة إدارة مباحث الاموال العامة بوزارة الداخلية التى كانت تقف تستمع عبر التسجيلات مباشرة الى كل حرف متأهبة فى مكان بعيد فى الظلام نحو الساعة الثامنة مساء يوم 9 مارس بمحيط مسرح الاحداث بطريق مصر السويس الصحراوى فى انتظار قيامى بتسليم مبلغ الرشوة الى ضباط وافراد الشرطة وقول كلمة الصفر لمداهمة المكان وهو نقطة شرطة طريق مصر الويس الصحراوى، وتبين وجود رائد الشرطة الثانى فى راحة، وبعد قيام رائد الشرطة الاول قائد الكمين وافراد نقطة شرطة الكمين بالحصول على مبلغ الرشوة منى وتمكنى من تسجيل الواقعة وبثها مباشرة الى سيارة ميكروباص مدعمة بأجهزة اليكترونية مع قوة ضباط إدارة مباحث الاموال العامة التى كانت تقف بعيدا على الطريق فى الظلام لعدم مشاهدتها، فطن قائد قوة كمين طريق السويس للكمين الذى قمت بة ضدهم، عندما قام بتفتيش ملابسى ووجد معى جهازى تسجيل اسرع بقطع الاسلاك عنهم وايقاف تشغيلهم، وجاء تصرفة وحولة افرادة وجنودة متاخرا كثيرا لاننى قمت ببث واقعة تسلمه مبلغ الرشوة مع امين الشرطة والمخبر مباشرة الى قوة إدارة مباحث الأموال العامة الموجودة على الطريق فى محيط المكان، والتى قامت باستقبال البث وتسجيلة لديها اولا باول، وثار قائد كمين شرطة طريق السويس ضدى على وهم منة حضورى بمفردى، وانهال على راسى ووجهى وجسدى بكغب سلاحة الميرى واصبت فى عينى اليمنى اصابة جسيمة تطلبت لاحقا عمليات جراحية عديدة، وشارك امين الشرطة والمخبر و4 جنود شرطة مسلحين فى ضربى بكعوب اسلحتهم وسقطت امامهم فى الارض وسط بركة كبيرة من الدماء وكاد يغشى على، وداهمت قوة ضباط ادارة مباحث الاموال العامة بوزارة الداخلية نقطة شرطة طريق السوس الصحراوى، تحت رئاسة اللواء محسن اليمانى، والذى اصبح لاحقا فترة مساعدا لوزير الداخلية لادارة مباحث الاموال العامة، واللواء محمد فراج، والذى اصبح لاحقا فترة مدير الامن العام بالسويس، تحت اشراف مساعد وزير الداخلية لادارة مباحث الاموال العامة حينها، واصيب ضباط وافراد نقطة شرطة كمين طريق السويس بالصدمة وعجزوا عن النطق مع مشاهدتهم قيام ضباط الشرطة، بمداهمة نقطة الشرطة، والقبض عليهم كضباط وافراد نقطة الشرطة، والقوا اسلحتهم على الفور غلى الارض ورفعوا ايديهم تنفيذا لاوامر ضباط الشرطة المحاصرين حجرة نقطة الشرطة التى كنت ملقى فى داخلها على الارض وسط بركة من الدماء وحولى قائد الكمين وامين شرطة ومخبر سرى و4 جنود ومندوب شرطة، وانهاروا بعد قيدهم بالاصفاد الحديدية واخذ امين الشرطة يبكى بشدة ويشد شعرة ويلطم وجهة وانهار تماما، وطل هكذا حتى خلال تحقيقات نيابة امن الدولة العليا فى صباح اليوم التالى 10 مارس، فى حين ظل قائد كمين الشرطة والمخبر السرى يحاولون ان يظهروا متماسكين، وتم اصطحابهم الى مبنى ادارة مباحث الاموال العامة بوزارة الداخلي، ومنة فى صباح يوم 10 مارس الى نيابة امن الدولة العليا بمصر الجديدة، فى حين تم نقلى الى مستشفى هليوبوليس بمصر الجديدة، وخرجت صباح اليوم التالى من المستشفى الى نيابة امن الدولة العليا للادلاء باقوالى فى تحقيقات المستشار هشام بدوى رئيس نيابة امن الدولة العليا، الذى يشغل حاليا منصب رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات بدرجة وزير، وفريق معاونية برئاسة المستشار اشرف العشماوى، الذى اعتزل لاحقا العمل فى النيابة واتجة الى تاليف الكتب والقصص الادبية واصبح الان الكاتب القصصى اشرف العشماوى، تحت اشراف المستشار هشام سريا المحامى العام لنيابة امن الدولة العليا وقتها.
وخلال التحقيقات استمع المستشار هشام بدوى الى اقوالى، و قام بمواجهتى مع قائد نقطة شرطة كمين طريق السويس/القاهرة الصحراوى وباقى المتهمين، وأمر بحبس ضابط الشرطة وأمين الشرطة والمخبر السري 15 يوم على ذمة التحقيق بتهمة استعمال القسوة وتقاضى رشوة وإتلاف محررات رسمية وإتلاف اجهزة فنية مملوكة لوزارة الداخلية، وعقد المستشار رجاء العربى النائب العام وقتها، مؤتمرا صحفيا اعلن فية احالة المتهمين محبوسين الى محكمة جنايات أمن الدولة العليا، والتى قضت بالسجن المشدد لمدة ثلاث سنوات ضد الجناة مع تغريم كل منهم الفى جنية.
بلا ضمانات… تمديد حبس أكثر من 1500 متهمًا بقرارات جماعية مخالفة للقانون
نص بيان المبادرة المصرية للحقوق الشخصية الصادر اليوم الاحد 3 مارس
بلا ضمانات… تمديد حبس أكثر من 1500 متهمًا بقرارات جماعية مخالفة للقانون
🟧لم يشهد العام القضائي الحالي إخلاء سبيل أي متهم عُرِض على غرف المشورة المنعقدة بدوائر الإرهاب ببدر عن طريق "الفيديو كونفرنس". ليستمر حبس الآلاف، دون النظر بشكل حقيقي في أمرهم، وبالتالي؛ غياب الأمل في إمكانية إصدار المحكمة قرارات بإخلاء السبيل
3 مارس 2024 - أمرت الدائرة الثالثة إرهاب المنعقدة بمركز الإصلاح والتأهيل ببدر باستمرار حبس 1516 متهمًا على ذمة قضايا مختلفة، إما بإصدار قرار بمد الحبس الاحتياطي لمدة 45 يومًا في غيبة دفاعهم، أو بإصدار قرار بتأجيل النظر في أمر حبسهم. وذلك خلال عدة جلسات عُقدت على مدار أربعة أيام ما بين 25 وحتى 28 فبراير 2024، عن طريق خاصية "الفيديو كونفرنس".
وقررت الدائرة الثالثة إرهاب برئاسة المستشار وجدي عبد المنعم، استمرار حبس جميع المعروضين عليها خلال طوال الشهر الماضي، كما سبق لها أن قررت في يناير السابق عليه. ففي فبراير أيضًا، تكرر ما شهده محامو المبادرة المصرية، خلال جلسات افتقرت الحد الأدنى من ضمانات حقوق المتهمين في محاكمة عادلة. حيث أصدرت الدائرة مئات القرارات بتمديد الحبس الاحتياطي، من دون فحص أي من ملفات المتهمين أثناء الجلسات، مع منع المحامين من الحضور مع موكليهم في بعض الأحيان. فضلًا عن عدم السماح للمحامين الحاضرين بالتأكد من حضور موكليهم على شاشة العرض، وحرمانهم من المرافعة، وعدم تمكينهم من سماع أسباب طلب النيابة استمرار حبس المتهمين أو سماع طلبات أو شكاوى المتهمين أنفسهم.
وفي يوم الأحد 25 فبراير، أبلغت غرفة المشورة المنعقدة بالدائرة الثالثة إرهاب، المحامين الحاضرين بأن جلسات النظر في أمر الحبس الاحتياطي ستكون بحضور محاميين اثنين فقط عن كل المحبوسين احتياطيًا بكل "سجن "على حدة، بدعوى أن عدد المتهمين ومحاميهم كبير، وهو الأمر الذي اعترض عليه المحامون الحاضرون لكونه يخل بحق الدفاع، وجاء رد غرفة المشورة على اعتراض المحامين، بأنه في حال استمر رفضهم سيتم تأجيل نظر أمر حبس المتهمين لمدة شهر، من دون أن تأخذ في اعتبارها نص المادة 143 من قانون الإجراءات الجنائية والتي بمقتضاها يصبح الإفراج وجوبيًّا حال انقضاء مدة الحبس السابقة من دون قرار قضائي بتجديد الحبس.
بدأت الدائرة الثالثة بنظر أمر حبس جميع المتهمين المحبوسين بمركز الإصلاح والتأهيل رقم 6 بالعاشر من رمضان دفعة واحدة، بحضور اثنين من المحامين، بينما لم يتمكن محامي المبادرة في ذلك اليوم من الحضور مع 10 موكلين، ولم يتم تمكينه من إثبات حضوره بدعوى أن غرفة المشورة قد أنهت اتصالها "بالسجن"، بعد إصدارها قرارًا بتمديد حبس كافة المتهمين المحتجزين به لمدة 45 يومًا إضافية. ولم تأخذ غرفة المشورة برئاسة المستشار وجدي عبد المنعم في اعتبارها أن القرار الصادر جاء مخالفًا لنص المادة 136 من قانون الإجراءات الجنائية، والتي تلزم القضاة بإصدار أمر الحبس بعد سماع أقوال النيابة ودفاع المتهم، وبعد بيان الجريمة المسندة إلى المتهم والعقوبة المقررة لها، والأسباب التي بُني عليها أمر الحبس الاحتياطي.
بنهاية يوم الأحد 25 فبراير، أمرت الدائرة الثالثة إرهاب بتمديد حبس 526 متهمًا من بينهم المتحدث الرسمي السابق لحركة شباب 6 أبريل - الجبهة الديمقراطية شريف الروبي، لاتهامه بالانضمام لجماعة إرهابية ونشر أخبار وبيانات كاذبة على ذمة القضية 1634 لسنة 2022. وفي اليوم نفسه جددت الدائرة الثالثة - بمخالفة القانون- حبس عددٍ من المتهمين الذين تخطوا الحد القانوني الأقصى للحبس الاحتياطي، من دون مواجهتهم بأدلة حقيقية أو إحالتهم للمحاكمة، مثل عبد الباقي سعيد عبده ، نور فايز ابراهيم جرجس على ذمة القضية 2993 لسنة 2021، على خلفية اتهامهما بازدراء الأديان. إلى جانب إيهاب مسعود إبراهيم، ووائل أحمد علي ، ومحمد عبد الحميد غنيم، أحمد محمد أحمد أبو دنيا، على ذمة القضية 1358 لسنة 2019، وأخيرًا جددت الدائرة الثالثة الحبس الاحتياطي لكل من محمود حسين ياسين شعبان ، السيد ابراهيم صالح والمحبوسين منذ ما يقرب من 4 سنوات على ذمة القضية 970 لسنة 2020.
لم يختلف الوضع كثيرًا يوم 26 فبراير، ورغم أن الدائرة الثالثة إرهاب لم تمنع المحامين هذه المرة من الحضور مع موكليهم، بسبب قلة أعداد المتهمين المعروضين على غرفة المشورة نسبيًا- وصل عددهم إلى 241 متهمًا-، إلا أن الدائرة منعت المحامين من أداء عملهم، إذ أصر رئيس الدائرة على أن يكون تواجد المحامين مكملًا للشكل القانوني ليس إلا، على أن تقتصر طلباتهم على إخلاء سبيل المتهمين، من دون التطرق إلى وجود عوار في الإجراءات. أما في حالات المتهمين الذين لم يحضر معهم محامين، فلم يتم انتداب محامين لهم، ولم يتم السماح لهم بالحديث وتم قطع الاتصال عنهم.
ظلت أعداد المتهمين قليلة نسبيًا في جلستي يوم 27 و 28 فبراير بواقع 386 و363 متهمًا عن كل يوم، ورغم ذلك تم التجديد "ورقيًا" لعدد من المتهمين الذين لم يحضر عنهم محامين. واكتفت الدائرة بعرض المتهمين في سجون العاشر 6 والعاشر 2 وبدر 1 بشكل سريع مع منعهم من الكلام، وعدم تمكين أي من المحامين الحاضرين من إبداء دفوعهم والاكتفاء بإثبات حضورهم في السجلات فقط.
وانتهت آخر جلسات الدائرة الثالثة إرهاب بنظر أمر حبس المتهمين في شهر فبراير برفع الجلسة بدون إصدار قرار إخلاء سبيل واحد، بينما أبلغ سكرتير النيابة المحامين الموجودين بتأجيل نظر أمر حبس المتهمين الذين لم يصدر قرار بشأنهم في كافة السجون والأقسام المتبقية، من دون إبداء أي أسباب.
لم يشهد العام القضائي الحالي، والذي بدأ في أكتوبر 2023، إخلاء سبيل أي من المتهمين المعروضين على غرف المشورة المنعقدة بدوائر الإرهاب ببدر عن طريق "الفيديو كونفرنس". ليستمر حبس آلاف المتهمين، بدون النظر بشكل حقيقي في أمرهم، وبالتالي؛ غياب الأمل في إمكانية إصدار المحكمة قرارات بإخلاء السبيل، بعدما تحولت جلسات النظر في أمر الحبس إلى جلسات تجديد "وجوبي".
تكرر المبادرة المصرية للحقوق الشخصية مطالبتها للنائب العام المستشار محمد شوقي بإصدار قرار سريع لإخلاء سبيل كافة المحبوسين احتياطيًّا ممن تخطوا الحد الأقصى لمدة الحبس الاحتياطي المقررة قانونًا، وتؤكد على أنه رغم إيجابية بيان النيابة العامة حول الإفراج عن 60 مواطنًا مطلع الشهر الجاري في إطار "المراجعة الدورية" لموقف جميع المحبوسين احتياطيًا، إلا أن هذا العدد يظل غير كافٍ في ظل الوضع القائم خاصة في دوائر الإرهاب.
وتهيب المبادرة المصرية مجددًا بدوائر النظر في تجديد الحبس بالالتزام بالقانون واحترامه، وأخذ مصالح المحبوسين احتياطيًّا في الاعتبار، والالتزام بمباشرة جلسات النظر في أوامر الحبس بشكل حقيقي، بما يكفل حق الدفاع والتواصل والاطلاع، وفي حال كان (الفيديو كونفرنس) عقبة أمام تحقيق العدالة، فلا يوجد قانون يمنع القضاة من مباشرة الجلسات في حضور المتهمين مباشرة.
السبت، 2 مارس 2024
اعترافات رجل الأعمال الامريكى خلال جلسة المحاكمة أمس الجمعة بالرشاوى المصرية لعضو الشيوخ الأمريكي روبرت مينينديز للدفاع عن الحكومة المصرية فى مجلس الشيوخ الأمريكي بالباطل
نص تغطية صحيفة نيويورك تايمز الامريكية .. مرفق رابط الصحيفة
اعترافات رجل الأعمال الامريكى خوسيه أوريبي خلال جلسة المحاكمة أمس الجمعة اول مارس بالرشاوى المصرية لعضو الشيوخ الأمريكي روبرت مينينديز، وزوجته للدفاع عن الحكومة المصرية فى مجلس الشيوخ الأمريكي بالباطل
اعترف رجل الأعمال ووسيط التأمين السابق في ولاية نيوجيرسي، خوسيه أوريبي، خلال جلسة المحاكمة أمس الجمعة اول مارس ، بالتورط في «مخطط الحكومة المصرية فى تقديم الرشوة استمر لسنوات» يشمل السيناتور الديمقراطي السابق، روبرت مينينديز، وزوجته، نادين مينينديز، ورجلي أعمال آخرين من ولاية نيوجيرسي، هما رجل الأعمال المصرى وائل حنا، وفريد دعيبس، حسبما نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الامريمية.
أقر أوريبي، بحسب «نيويورك تايمز»، بتقديم سيارة مرسيدس للسيناتور الأمريكي، وزوجته، مقابل عرقلة قضية احتيال تأميني تورط فيها اثنان من شركائه وفقًا للادعاء العام الأمريكي، كما وافق على التعاون أيضًا، كجزء من الاعتراف بالجرم في الكشف عن معلومات حول الأنشطة الأخرى التي ارتكبها بنفسه، أو ارتكبها آخرون ضمن مخطط الرشوة.
السيارة التي قدمها أوريبي، تعتبر واحدة من أولى الرشاوى المقدمة للسيناتور وزوجته ضمن مخطط استمر لسنوات، فيما توجه لهما اتهامات بقبول مئات الآلاف من الدولارات وسبائك الذهب مقابل خدمات سياسية لحكومتي مصر وقطر، حسبما نقلت «نيويورك تايمز» عن الادعاء العام الأمريكي.
كان المدعي العام لمدينة نيويورك وجه في سبتمبر الماضي، اتهامات إلى السيناتور الديمقراطي، مينينديز، الذي كان يترأس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، وزوجته، ورجال الأعمال الثلاثة الذين سبق ذكرهم بالتورط في «مخطط رشوة استمر لسنوات» سمح لمسؤولين مصريين بالوصول المباشر، وبشكل غير مشروع، إلى صناع السياسة الخارجية الأمريكية لتنفيذ خدمات للحكومة المصرية من بينها تسهيل المساعدات العسكرية لمصر، والضغط من أجل قضايا سد النهضة، فضلًا عن الضغط على مسؤولي الحكومة الأمريكية لغض الطرف عن الممارسات غير التنافسية التي تمارسها شركة حنّا «آي إس إي جي حلال»، وهي الشركة التي استُخدمت، لدفع الرِشى لمينينديز وزوجته، بحسب لائحة الاتهام. وهي الشركة الوحيدة المصرح لها من قِبَل الحكومة المصرية، حصرًا، بمراجعة مُصدِّري لحوم الأبقار الأمريكية، كما نشرنا سابقًأ في تقرير «لأن “الحلال” مربح.. سنحتكر».
وحجزت المحكمة الفيدرالية موعد النطق بالحكم على أوريبي، لـ14 يونيو المقبل، فيما تقرر البدء في محاكمة السيناتور الأمريكي والمتهمين الثلاثة، الذين لم يقروا بالذنب، في السادس من مايو المقبل.
واعترف خوسيه أوريبي بتقديم سيارة مرسيدس بنز للسيناتور روبرت مينينديز "للتأثير على عمل رسمي". وقد دفع السيد مينينديز بأنه غير مذنب، وكذلك زوجته واثنين من المتهمين الآخرين.
بعد أن تم استدعاء خوسيه أوريبي، رجل الأعمال من ولاية نيوجيرسي، فيما يتعلق بتحقيق واسع النطاق في قضية رشوة تورط فيها السيناتور روبرت مينينديز، تلقى رسالة من زوجة السيناتور، نادين مينينديز.
لقد أرادت توضيح قصصهم بشأن سيارة مرسيدس بنز المكشوفة التي قدمها لها كرشوة، حسبما اعترف يوم الجمعة أمام المحكمة الفيدرالية في مانهاتن. التقيا بعد ساعات قليلة في فندق ماريوت.
قال: "سألتني ماذا سأقول إذا سألني أحدهم عن أقساط السيارة".
وقال إنه وافق على الكذب على المحققين وعلى محاميه.
وقال للقاضي سيدني شتاين من المحكمة الفيدرالية، وفقاً لنص الإجراءات: «تقول نادين شيئاً مثل: هذا يبدو جيداً».
ثم أقر أوريبي، 56 عاماً، بالذنب في سبع تهم، بما في ذلك التآمر لارتكاب الرشوة، والاحتيال عبر الخدمات الصادقة، وعرقلة العدالة، والتهرب الضريبي.
كما وافق أيضًا على التعاون بشكل كامل مع المدعين العامين في تحقيقاتهم، وفقًا لاتفاقية الإقرار بالذنب الرسمية التي وقعها السيد أوريبي ومحاميه والمدعون العامون في مكتب المدعي العام الأمريكي للمنطقة الجنوبية من نيويورك.
وكان أوريبي واحدا من ثلاثة رجال أعمال متهمين فيما يقول المدعون إنه مخطط رشوة واسع النطاق استمر لسنوات تورط فيه مينينديز وزوجته. والزوجان متهمان بقبول السيارة وسبائك الذهب ومئات الآلاف من الدولارات مقابل استعداد السيناتور لتقديم خدمات سياسية ومساعدة حكومتي مصر وقطر .
ودفع السيد مينينديز، وهو ديمقراطي من ولاية نيوجيرسي، وزوجته ورجلي الأعمال الآخرين ببراءتهم ويواجهون المحاكمة في شهر مايو/أيار.
ولم يكن لدى محامي السيدة مينينديز أي تعليق على اعترافات السيد أوريبي.
وقال محامي السيد مينينديز، آدم في، إن قرار السيد أوريبي بالاعتراف بالذنب "لا يغير الحقيقة الأساسية: السيناتور مينينديز بريء، وقد أخطأ المدعون في فهم الأمر".
تم اتهام السيد أوريبي، وهو وسيط تأمين سابق في نيوجيرسي، في ثلاث لوائح اتهام متتالية بتزويد السيدة مينينديز بسيارة المرسيدس مقابل جهود السيد مينينديز للتوسط في التحقيق في الاحتيال التأميني في نيوجيرسي.
وفي المحكمة يوم امس الجمعة، اعترف السيد أوريبي بأنه أعطى السيدة مينينديز السيارة الفاخرة "مقابل استخدام السيناتور مينينديز لسلطته ونفوذه كعضو في مجلس الشيوخ الأمريكي للحصول على نتيجة إيجابية ووقف جميع التحقيقات المتعلقة بأحد شركائي". "
الخميس، 29 فبراير 2024
نص التقرير السنوى للجنة حماية الصحفيين حول إحصاء الصحفيين السجناء لعام 2023:
نص التقرير السنوى للجنة حماية الصحفيين حول إحصاء الصحفيين السجناء لعام 2023:
أعداد الصحفيين السجناء تقترب من المستوى القياسي؛ تصاعد كبير في احتجاز الصحفيين من قبل السلطات الإسرائيلية
ظلت مصر بصفة روتينية من البلدان التي تسجن أكبر عدد من الصحفيين في العالم، وقد احتلت المرتبة الثامنة متعادلة مع تركيا، إذ يوجد في السجون المصرية 13 صحفياً سجيناً حسب إحصاء عام 2023. وحلت السعودية في المرتبة التاسعة وتحتجز 10 صحفيين
برزت إسرائيل بوصفها إحدى الدول التي تسجن أكبر عدد من الصحفيين في العالم بعد بدء حرب إسرائيل على غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، حسبما وجد إحصاء الصحفيين السجناء لعام 2023 الذي تعدّه لجنة حماية الصحفيين. واحتلت إسرائيل المرتبة السادسة – متعادلة مع إيران – خلف الصين وميانمار وبيلاروس وروسيا وفيتنام، على التوالي.
برزت إسرائيل بوصفها إحدى الدول التي تسجن أكبر عدد من الصحفيين في العالم بعد بدء حرب إسرائيل على غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، حسبما وجد إحصاء الصحفيين السجناء لعام 2023 الذي تعدّه لجنة حماية الصحفيين. واحتلت إسرائيل المرتبة السادسة – متعادلة مع إيران – خلف الصين وميانمار وبيلاروس وروسيا وفيتنام، على التوالي.
وبصفة عامة، وثقت لجنة حماية الصحفيين وجود 320 صحفياً خلف القضبان في يوم إجراء الإحصاء في 1 كانون الأول/ ديسمبر 2023. وهذا العدد هو ثاني أعلى عدد تسجله لجنة حماية الصحفيين منذ بدأت في إعداد إحصائها في عام 1992 – مما يشكل مقياساً مزعجاً لمدى رسوخ الاستبداد وعزم الحكومات المسيئة على خنق الأصوات المستقلة. وتذهب بعض الحكومات إلى ما هو أبعد من ذلك، إذ تستخدم القمع عبر الحدود لتهديد الصحفيين ومضايقتهم فيما يتجاوز حدودها. وتتضمن التصرفات الترهيبية التي تنتهجها الحكومة الروسية مجموعة من مذكرات الاعتقال التي أصدرتها بحق صحفيين روس يعيشون في بلدان أخرى؛ أما إثيوبيا فقد أجبرت صحفي يعيش في المنفى على العودة لمواجهة اتهامات بالإرهاب بعد أن تدبرت أمر اعتقاله في دولة جيبوتي المجاورة.
وتُظهر أبحاث لجنة حماية الصحفيين أيضاً أن أكثر من نصف الصحفيين المشمولين في الإحصاء – 168 صحفياً – يواجهون اتهامات بنشر أخبار كاذبة وبمناهضة الدولة، من قبيل تهمة الإرهاب على خلفية نشر تغطية صحفية ناقدة. وفي 66 حالة، لم يتم إبلاغ الصحفيين المحتجزين عن الاتهامات الموجهة إليهم وغالباً ما تكون ظروف احتجازهم فظيعة دون مبرر، كما تتجاوز السلطات الإجراءات القضائية السليمة إذ تمدد فترة الاحتجاز قبل توجيه الاتهام، وتستخدم الاحتجاز الاحتياطي لاحتجاز الصحفيين، كما يواجه المحامون الذين يدافعون عن الصحفيين هم أنفسهم إجراءات انتقامية في جميع أنحاء العالم.
ومن بين النتائج الرئيسية لإحصاء عام 2023، ما يلي:
الدول التي تسجن أكبر عدد من الصحفيين
تحتجز كل من الصين (44 صحفياً)، وميانمار (43)، وبيلاروس (28) أكثر من ثلث (35.8 بالمئة) جميع الصحفيين المحتجزين في يوم إجراء الإحصاء.
ظلت الصين منذ مدة طويلة تحتل مكاناً بين الدول التي تسجن أكبر عدد من الصحفيين. ويجعل نظام الرقابة المفروض في ذلك البلد من الصعب تحديد عدد الصحفيين السجناء، بيد أن قمع السلطات الصينية للإعلام توسع في السنوات الأخيرة، وكانت سنة عام 2021 هي السنة الأولى التي يظهر فيها صحفيون من هونغ كونغ في الإحصاء الذي تجريه لجنة حماية الصحفيين. وحدثت الاعتقالات في هونغ كونغ بعد أن فرضت السلطات المركزية قانوناً مشدداً للأمن الوطني في أعقاب الاحتجاجات الجماهيرية التي طالبت بالديمقراطية. ويواجه عدد من الصحفيين الذين احتجزوا في ذلك الوقت تأخيرات مستمرة في قضاياهم القانونية، بمن فيهم جيمي لاي، وهو مؤسس صحيفة ’آبل ديلي‘ المؤيدة للديمقراطية والتي أغلقتها السلطات. وبدأت محاكمة لاي المتعلقة بالأمن الوطني بعد أن أمضى حوالي 1,100 يوم خلف القضبان. وإذا أدين بالتهم الموجهة إليه، فسيمضي بقية حياته في السجن.
تزيد السلطات الصينية أيضاً استخدام اتهامات مناهضة الدولة لاحتجاز الصحفيين، إذ أن ثلاثة من كل خمسة قضايا جديدة من التي وردت في قاعدة بيانات لجنة حماية الصحفيين تتعلق بصحفيين متهمين بالتجسس، أو التحريض على الانفصال، أو تقويض سلطة الدولة. وينتمي صحفيون عديدون ممن يواجهون هذه الاتهامات إلى الأقلية الإيغورية في إقليم شينجيانج، حيث واجهت السلطات الصينية اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بسبب احتجاز عدد كبير جداً من أبناء هذه الأقلية الإثنية المسلمة وقمعها الشديد لهم. وفي عام 2023، كان 19 صحفياً من بين الصحفيين الـ 44 السجناء ينتمون إلى هذه الأقلية.
شهد قمع الصحفيين تفاقماً كبيراً أيضاً في ميانمار وبيلاروس منذ عام 2021.
ففي ميانمار، تدمّر الإعلام المستقل منذ الانقلاب العسكري في شباط/ فبراير 2021 عندما سارعت الطغمة العسكرية إلى اعتقال الصحفيين وإغلاق المؤسسات الإخبارية وإجبار صحفيين على الفرار إلى المنفى. وبعد زهاء ثلاث سنوات، يستمر استهداف الصحفيين بموجب قوانين تحظر مناهضة الدولة تُستخدم استخداماً فضفاضاً لتجريم “التحريض” ونشر “الأخبار الكاذبة”. وفي أيار/ مايو، اعتُقل المصور الصحفي ساي زاو ثايكي بينما كان يغطي تبعات الإعصار ’موتشا‘ الفتاك في غرب ميانمار، وصدر بحقه لاحقاً حكم بالسجن لمدة 20 سنة بتهمة التحريض – مما يمثل أطول عقوبة معروفة تُفرض على صحفي منذ الانقلاب.
وفي بيلاروس، احتجزت السلطات عدداً متزايداً من الصحفيين بسبب عملهم منذ عام 2020، وذلك عندما اجتاحت البلد موجة احتجاجات جماهيرية على خلفية الانتخابات المتنازع عليها التي أعيد فيها انتخاب الرئيس البيلاروسي ألكساندر لوكاشينكو. ويواجه غالبية هؤلاء الصحفيين – 71 بالمئة منهم – اتهامات بمناهضة الدولة؛ ويمضي زهاء نصفهم أحكاماً بالسجن تمتد خمس سنوات أو أكثر.
وتستخدم سلطات بيلاروسيا قوانين مكافحة “التطرف” بوصفها السلاح المفضل لسجن الصحفيين بسبب عملهم، إذ كانت خمس من كل سبع حالات اعتقال جديدة شملها إحصاء لجنة حماية الصحفيين لعام 2023 تخص صحفيين اتهموا بتأسيس جماعات متطرفة أو المشاركة فيها أو تيسير أنشطتها. (تجري لجنة حماية الصحفيين أيضاً تحقيقات لتحديد ما إذا كان صحفي بيلاروسي آخر يواجه اتهامات مشابهة). ووفقاً لجمعية الصحفيين البيلاروسية في المنفى، وصفت السلطات ما لا يقل عن 19 وسيلة إعلامية بأنها “متطرفة” على امتداد العامين الماضيين.
تطورات جديدة
برز تغييران رئيسيان في إحصاء عام 2023 وهما بخصوص إسرائيل وإيران، حيث كان كل منهما يحتجز 17 صحفياً على الأقل في 1 كانون الأول/ ديسمبر، واحتل البلدان المرتبة السادسة.
ظهرت إسرائيل على الإحصاء السنوي للجنة حماية الصحفيين عدة مرات، ولكنها سجلت أعلى عدد لاعتقال الصحفيين الفلسطينيين منذ بدأت لجنة حماية الصحفيين بتوثيق اعتقالات الصحفيين في عام 1992، وفي هذا العام تظهر إسرائيل للمرة الأولى بين البلدان الستة التي تسجن أكبر عدد من الصحفيين. وكان جميع الصحفيين الذين يُعرف بأنهم محتجزون في وقت إجراء الإحصاء في 1 كانون الأول/ ديسمبر قد اعتقلوا في الضفة الغربية المحتلة بعد بدء حرب إسرائيل على غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ومعظمهم محتجزون احتجازاً إدارياً، والذي يتيح للسلطات الإسرائيلية احتجاز الأفراد دون توجيه اتهامات ضدهم على خلفية الاشتباه بأن المحتجز يخطط لارتكاب مخالفات مستقبلاً.
تتسم إجراءات الاعتقال الإداري بأنها مغلقة مما جعل من الصعب على باحثي لجنة حماية الصحفيين معرفة طبيعة الاتهامات التي يواجهها الصحفيون، بيد أن عدداً من أفراد عائلاتهم أعربوا للجنة حماية الصحفيين عن اعتقادهم بأنهم اعتقلوا بسبب مواد نشروها على مواقع التواصل الاجتماعي. (أقرأ المزيد عن الإجراءات الإسرائيلية في اعتقال الصحفيين الفلسطينيين على هذا الرابط).
وعموماً، احتجزت إسرائيل أكثر من 20 صحفياً منذ بدء الحرب، ولكن إحصاء عام 2023 لا يشمل الصحفيين الذين أفرج عنهم قبل 1 كانون الأول/ ديسمبر أو اعتقلوا بعد هذا التاريخ. (انظر هنا للاطلاع على آخر الأرقام التي نشرتها لجنة حماية الصحفيين حول عدد الصحفيين السجناء).
شهدت أعداد الصحفيين المحتجزين في إيران تناقصاً كبيراً مقارنة بعام 2022 عندما احتلت المرتبة الأولى من حيث عدد الصحفيين المحتجزين إثر حملة قمع للتغطية الصحفية للاحتجاجات التي قادتها النساء والتي شملت البلد بأكمله بسبب مقتل ماشا أميني التي تبلغ من العمر 22 سنة. وقد أفرج بالوكالة عن معظم الصحفيين الذين شملهم استطلاع عام 2022 وبلغ عددهم 62 صحفياً، وذلك بانتظار توجيه اتهامات ضدهم أو إصدار أحكام بحقهم، مما يعني أن العدد الأقل من الصحفيين المحتجزين في عام 2023 لا يعني بأي حال أن إيران تخفف قمعها للإعلام. وبدلاً من ذلك، استجابت السلطات إلى تزايد التغطية الصحفية المعنية بحقوق النساء بأن استهدفت صحفيات معروفات لجعلهن أمثولة للآخرين.
وبحلول 1 كانون الأول/ ديسمبر، كانت إيران تحتجز 8 صحفيات من مجموع الصحفيين المحتجزين في البلد والذين بلغ عددهم 17.
ومن بين الصحفيات المحتجزات نيلوفار حميدي، وإلهي محمدي، وقد كانتا من بين أوائل الصحفيين الذين غطوا قضية مقتل ماشا أميني في أيلول/ سبتمبر 2022. وتمضي هاتان الصحفيتان حكمين بالسجن لمدة 13 سنة و 12 سنة على التوالي على خلفية اتهامات بمناهضة الدولة مرتبطة بعملهما الصحفي. وتقبع الصحفية المستقلة فيدا رباني في سجن إيفين حيث تمضي مدة الحكم الأول من بين حكمين صدرا بحقها وتصل عقوبتهما معاً إلى السجن لمدة 17 سنة بسبب تغطيتها الصحفية للتظاهرات.
كثّفت روسيا أيضاً جهودها لقمع التغطية الصحفية الحرة. ومع تدمير الإعلام المستقل في روسيا بعد اجتياحها لأوكرانيا في عام 2022، تسعى الدولة لتجريم الصحافة فيما يتجاوز حدودها من خلال إصدار مذكرات اعتقال وأحكام بالسجن غيابياً ضد عدد من الصحفيين المعروفين الذين يعملون في المنفى.
وتحتجز روسيا أيضاً عدداً غير متناسب من المراسلين الصحفيين الأجانب، إذ تحتجز 12 صحفياً من بين الصحفيين غير المحليين المحتجزين في العالم ويبلغ مجموعهم 17 صحفياً. وثمة صحفيان، إيفان غيرشكوفيتش وألسو كورماشيفا، وهما مواطنان أمريكيان محتجزان في روسياً حجزاً احتياطياً. كما تحتجز روسيا 10 صحفيين من أوكرانيا بمن فيهم خمسة من تتار القرم، وهم مجموعة إثنية ذات أغلبية مسلمة من السكان الأصليين لشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014، ويمضي أربعة منهم أحكاماً بالسجن لفترات تتراوح ما بين 12 إلى 19 سنة على خلفية اتهامات بالإرهاب. ويعاني أحد هؤلاء، أميت سليمانوف، من عدة مشاكل صحية، بما في ذلك مشاكل في القلب والرئتين والمعدة والمفاصل.
القسوة والانتقام
إن ظروف السجون قاسية في البلدان التي تتسم بأسوأ سجلات من حيث سجن الصحفيين. ووجدت تقارير البلدان التي أصدرتها وزارة الخارجية الأمريكية في بدايات عام 2023 أن السجناء في الصين، وميانمار، وبيلاورس، وروسيا، وفيتنام غالباً ما يواجهون إساءات بدنية وجنسية، وازدحاماً، ونقصاً في الغذاء والماء، ورعاية طبية غير كافية.
وثمة ما لا يقل عن 94 من بين الصحفيين الـ 320 المشمولين في إحصاء عام 2023 – أي زهاء 30 بالمئة – يعانون من مشاكل صحية، ولا يتمكن العديد منهم من الحصول على الأدوية أو على فحوصات طبية، كما أن عائلاتهم غالباً ما تكون مترددة في التحدث علنا عن ذلك خشية من تعرض السجناء للانتقام. ووجدت أبحاث لجنة حماية الصحفيين حالات عديدة حُرم فيها الصحفيون المحتجزون من الرعاية الصحية والدواء وأحياناً من الضروريات الأساسية من قبيل التدفئة والمياه الساخنة والتيار الكهربائي.
وعلى سبيل المثال، تمضي الصحفية الفيتنامية هوينه ثوك فيي حكماً بالسجن لمدة سنتين وتسعة أشهر بزعم أنها أهانت علم البلد. وأفاد والدها، هوينه نكوك توان، للجنة حماية الصحفيين في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 أن ابنته أصيبت بقلس في أحد صمامات القلب، وهو مرض خطير يتطلب أدوية، بيد أن سلطات السجن لا توفر هذا الدواء، ولا تتمكن عائلة الصحفية من تحمل كلفته وتوصيله بانتظام إلى السجن الذي يبعد أكثر من 190 كيلومتراً عن منزل العائلة.
وفي فيتنام أيضاً، توقف مسؤولو السجن عن توفير المياه الساخنة للصحفي تران هونيه دوي ثوك لمنعه من إعداد وجبة الشعيرية الصينية التي يشتريها من كافتيريا السجن. ويمضي هذا الصحفي حكماً بالسجن لمدة 16 سنة، يليه حكم بالإقامة الجبرية لمدة خمس سنوات، بعد إدانته بتهمة مزاولة “أنشطة تهدف إلى الإطاحة بالحكومة”، وقد انخرط في إضراب عن الطعام عدة مرات احتجاجاً على سوء أوضاع السجن، وتوقف عن تناول طعام السجن في أيلول/ سبتمبر الماضي في إطار احتجاجه ضد التقتير الظالم في تقديم الطعام.
ويقول أفراد عائلة الصحفي ثوك إنه أصيب بمرض في عينه في عام 2017 بعد أن ظل مسؤولو السجن يقطعون التيار الكهربائي عن زنزانته المظلمة ورفضوا تسليمه مصباحاً يعمل بالبطاريات أرسلته أسرته، وذلك بذريعة أن الأجهزة الإلكترونية محظورة في السجن.
وفي روسيا، تمضي الصحفية الأوكرانية إيرينا دانيلوفيتش حكماً بالسجن لمدة ستة سنوات و 11 شهراً، وقد حُرمت من العلاج الطبي رغم أنها فقدت السمع في أذنها اليسرى وتعاني من صداع شديد. وأفاد والد الصحفية للجنة حماية الصحفيين، “باتت إيرينا على حافة الانهيار”.
وفي بيلاروس، لا تحصل الصحفية كسينيا لوتسكينا على رعاية طبية ملائمة رغم معاناتها من ورم في الدماغ ظل ينمو بينما تمضي حكماً بالسجن لمدة ثماني سنوات.
العقوبة فيما يتجاوز السجن
يواجه صحفيون عديدون قيوداً على حريتهم حتى بعد إتمام مدة محكوميتهم، ولا يقتصر تأثير ذلك على قدرتهم على كسب العيش، بل يتيح للحكومات القمعية أيضاً أن تواصل إسكات أصواتهم.
ففي روسيا، على سبيل المثال، مُنع الصحفي أندريه نوفاشوف من العمل في الصحافة لمدة سنة بعد أن خضع لعقوبة ’العمل الإصلاحي‘ لمدة ثمانية أشهر. أما الصحفي ألكساندر فالوف الذي أفرج عنه في آذار/ مارس 2023 بعد أن أمضى عقوبة بالسجن لمدة ست سنوات، فقد توجّب عليه الحضور إلى مركز شرطة مرة كل أسبوع والخضوع “لمراقبة إدارية”. كما حظرت عليه السلطات مغادرة مدينة سوتشي الواقعة على البحر الأسود وذلك لمدة عامين. ورغم أن السلطات لم تمنعه من مزاولة الصحافة، إلا أنه أفاد للجنة حماية الصحفيين بأنه ما من أحد يريد توظيف شخص معروف بنقده للحكومة.
وفي فيتنام، أصدرت الحكومة أمراً بمنع خمسة صحفيين من العمل في الصحافة لمدة ثلاث سنوات بعد أن أمضوا أحكاماً بالسجن على خلفية اتهامات بمناهضة الحكومة، وهم دوان كين جيانغ، وترونغ تشاو هوو دانه، ونغوي نفوك ترونغ باو، ولي ذي ثانغ، ونغوين ثانه نها، وكانوا يعملون في الموقع الإخباري ’باو ساتش‘ (الصحيفة النظيفة) عبر صفحة على موقع فيسبوك، وقد توقف هذا الموقع الإخباري عن العمل.
وفي إيران، صدر حكم بحق الصحفية ناسيم سلطانبيجي التي أجرت تغطية صحفية لمقتل ماشا أميني، ومُنعت الصحفية بموجب هذا الحكم من مغادرة البلد لمدة سنتين، كما منعت من الانضمام إلى أي مجموعة سياسية أو تجمع لمدة سنتين أيضاً، إضافة إلى سجنها لمدة 3 سنوات وستة أشهر بتهمة نشر دعاية مضللة ضد النظام والتآمر ضد الأمن الوطني.
وفي الصين، حيث يُرسل السجناء إلى معسكرات لإعادة التثقيف السياسي أو يظلون في السجن بعهد انتهاء مدة محكوميتهم، اختفى عدد من الطلاب كانوا يعملون مع الصحفي إلهان توهتي، وهو مؤسس الموقع الإخباري ’إيغوربيز‘ في إقليم شينجيانج ويمضي حكماً بالسجن مدى الحياة، وما زال مصيرهم مجهولاً.
ثمة سجل لمصر أيضاً في تقييد أنشطة الصحفيين بعد أن ينهوا مدة محكوميتهم. فقد منعت السلطات المصرية المصور الصحفي المصري والحائز على الجائزة الدولية لحرية الصحافة التي تقدمها لجنة حماية الصحفيين، محمود أبو زيد المعروف أيضاً باسم ’شوكان‘، من مغادرة مصر لمدة خمس سنوات بعد أن أفرج عنه من السجن في عام 2019.
القمع الإقليمي
لا شك أن تقديم لمحة عن عدد الصحفيين السجناء في يوم محدد لا يعكس سوى جزء من الصورة، ويمكن أن يتفاوت التصنيف القائم على هذه اللمحة تفاوتاً كبيراً مع مرور الوقت، كما أن انخفاض عدد الصحفيين السجناء لا يشير إلى وجود تسامح أكبر مع حرية الصحافة. ومن الدلائل على ذلك سياسات “الباب الدوار” التي تتبعها بعض البلدان من قبيل تركيا ومصر وإيران وسوريا.
منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى
تحتجز إريتريا 16 صحفياً وتحتل المرتبة السابعة من حيث عدد الصحفيين السجناء في العالم والمرتبة الأولى في القارة الأفريقية. ويتضمن المحتجزون في هذا البلد بعضاً من الصحفيين الذين أمضوا أطول أحكام سجن للصحفيين في العالم، ولم توجه السلطات اتهامات لأي منهم.
ارتفع عدد الصحفيين السجناء في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى إلى 47 صحفياً في 1 كانون الأول/ ديسمبر، مقارنة مع عام 2022 إذ بلغ عددهم آنذاك 31 صحفياً وعام 2021 إذ بلغ عددهم 30 صحفياً، وتحتجز إثيوبيا 8 صحفيين، والكاميرون 6 صحفيين، ويحتل هذان البلدان المرتبة الثانية والثالثة على التوالي في المنطقة من حيث عدد الصحفيين السجناء.
يعكس عدد الصحفيين السجناء في إثيوبيا البيئة الصعبة للإعلام في هذا البلد. فعلى الرغم من توقيع اتفاقية سلام في عام 2022 لإنهاء الحرب الأهلية التي امتدت عامين، تظل أجزاء من البلد تشهد قلاقل بينما يستعر النزاع في ولاية أمهره بين ميليشيا إقليمية وبين قوات الحكومة الاتحادية. وكان جميع الصحفيين الثمانية السجناء المشمولين في إحصاء لجنة حماية الصحفيين قد اعتقلوا في عام 2023 بعد أن عملوا على تغطية النزاع.
تعكس البيانات أيضاً وجود قمع للإعلام في كل من السنغال وزامبيا وأنغولا ومدغشقر، إذ تحتجز السنغال خمسة صحفيين، ولم يظهر هذا البلد في الإحصاء إلا مرتين في السابق (في عامي 2008 و 2022) حيث كانت تحتجز صحفياً واحداً في المرتين.
تحتجز جمهورية الكونغو الديمقراطية، وزامبيا، وأنغولا، وبوروندي، ونيجريا صحفياً واحداً في كل منها حسب إحصاء عام 2023. وقد ظهرت مدغشقر للمرة الأولى على هذا الإحصاء إذ يوجد فيها صحفي واحد سجين. وتؤكد الاتهامات التي وجهتها السلطات في جمهورية الكونغو الديمقراطية ضد الصحفي ستانيس بوجكيرا تشيامالا على الشواغل بشأن التجريم المستمر للصحافة، إذ اشتملت الاتهامات على مزيج من تطبيق قانون العقوبات وقانون جديد للوسائل الإخبارية الرقمية، وقانون الصحافة المعمول به في البلد، مما أتاح للسلطات ملاحقة الصحفيين وسجنهم بسبب مشاطرة “أخبار كاذبة” ومشاطرة معلومات بوسائل إلكترونية.
آسيا
تظل آسيا هي المنطقة التي تضم أعلى عدد من الصحفيين السجناء. وفيما عدا الدول التي تسجن أكبر أعداد من الصحفيين من قبيل الصين وميانمار وفيتنام، ثمة صحفيين سجناء أيضاً في الهند وأفغانستان والفلبين.
تحتجز الهند سبعة صحفيين، وقد استخدمت قوانين الأمن، بما في ذلك ’ قانون الأنشطة غير المشروعة‘ (لمنع الجرائم)، وقانون السلامة العامة في جامو وكشمير، بغية إسكات الصحافة.
كانت أفغانستان تحتجز صحفياً واحداً في كانون الأول/ ديسمبر، ولم تتراجع حدة حملة القمع التي شنتها حركة طالبان على الصحفيين الأفغان والإعلام الأفغاني، وثمة 16 صحفياً على الأقل اعتقلوا ثم أفرج عنهم على امتداد العام، ووجهت حركة طالبان لبعضهم تهمة تنفيذ تغطية صحفية لحساب وسائل إعلام تعمل في المنفى.
وفي الفلبين، تظل بيئة العمل الإعلامي قاسية في عهد الرئيس فيرديناند ماركوس الابن، لكن شهد الصحفيون عموماً مستوى أقل وضوحاً من العداء بالمقارنة مع الوضع الذي ساد في حقبة الرئيس السابق. وتظل الصحفية فرينشي ماي كومبيو قيد الاحتجاز في هذا البلد الذي كان سابقاً معقلاً لحرية الصحافة في المنطقة. وتقبع هذه الصحفية في السجن منذ زهاء أربع سنوات على خلفية ما وصفه محاميها بأنه اتهامات ملفقة بحيازة أسلحة وتمويل الإرهاب.
أوروبا وآسيا الوسطى
تظل طاجيكستان في مقدمة الدول التي تسجن الصحفيين في آسيا الوسطى، حيث تحتجز سبعة صحفيين يمضون أحكاماً بالسجن تتراوح ما بين 7 إلى 20 سنة، وجميعهم أدينوا في أواخر عام 2022. وقد توجهت بعثة من لجنة حماية الصحفيين إلى البلد في أواخر عام 2023 ووجدت أن هذه الأحكام القاسية فاقمت مناخ الخوف الشائع والرقابة الذاتية بين الصحفيين وفي الوسط الإعلامي المحطم أصلاً من جراء القمع الحكومي المستمر منذ سنوات.
تفاقم وضع حرية الصحافة في أواخر عام 2023 تفاقماً مطرداً أيضاً في أذربيجان حيث حدثت موجة من الاعتقالات في صفوف الصحفيين ترقباً لعقد الانتخابات الرئاسية في شباط/ فبراير 2024. وكان أربعة صحفيين وعاملين إعلاميين قد احتجزوا قبل 1 كانون الأول/ ديسمبر، إضافة إلى ثلاثة صحفيين آخرين على الأقل منذ ذلك التاريخ. أما المحتجزون الأربعة بحلول 1 كانون الأول/ ديسمبر فكانوا من وسيلة إعلامية استقصائية معروفة هي وكالة ’أبزاس ميديا‘ المعروفة بتحقيقاتها بخصوص ممارسات الفساد بين كبار مسؤولي الدولة، وقد اعتقل هؤلاء الصحفيون وسط تراجع في العلاقات بين دول الغرب وأذربيجان في أعقاب العملية العسكرية التي استعادت فيها الدولة السيطرة على إقليم ناغورنو كراباخ، وقد اتهمت السلطات الأذرية السفارة الأمريكية والسفارات الأوروبية ومنظمات مانحة بتمويل هذه الوكالة الإعلامية بصفة غير مشروعة.
تحتجز تركيا 13 صحفياً مما يشكل انخفاضاً كبيراً عن العدد الذي وثقته لجنة حماية الصحفيين في إحصاء عام 2022 وبلغ آنذاك 40 صحفياً، وما تزال الصحفية هاتيس دومان محتجزة إذ تمضي حكماً بالسجن مدى الحياة، وهي الصحفية السجينة لأطول مدة في العالم بين الصحفيات، وقد أعيدت محاكمتها في عام 2023 لكن لم يتغير شيء على وضعها إثر هذه المحاكمة. وكذلك ما زال العديد من الصحفيين الذين أفرج عنهم في عام 2023 خاضعين لسيطرة القضاء، مما يستوجب منهم التوجه إلى الشرطة بانتظام وقد يكونون ممنوعين من السفر، أو أنهم أحرار بانتظار انتهاء التحقيقات أو المحاكمات. وقد أرسلت لجنة حماية الصحفيين بعثتين لتقصي الحقائق في تركيا في أواخر عام 2023، ووجدت البعثتان أن العدد الأقل من الصحفيين المحتجزين لا يعكس تحسناً حقيقياً في بيئة حرية الصحافة في البلد.
الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
ظلت مصر بصفة روتينية من البلدان التي تسجن أكبر عدد من الصحفيين في العالم، وقد احتلت المرتبة الثامنة متعادلة مع تركيا، إذ يوجد في السجون المصرية 13 صحفياً سجيناً حسب إحصاء عام 2023. وحلت السعودية في المرتبة التاسعة وتحتجز 10 صحفيين.
عمدت كل من مصر والسعودية والمغرب وإقليم كردستان العراق إلى توسيع استخدام اتهامات نشر أخبار كاذبة، والإرهاب، ومناهضة الدولة، ضد الصحفيين في السنوات الأخيرة. وتتحايل السلطات المصرية بانتظام على تشريع يقيد فترة الحبس الاحتياطي بسنتين، وذلك من خلال توجيه اتهامات إضافية لتمديد فترة الاحتجاز. ومن الأمثلة على ذلك حالة الصحفي المستقل محمد سعيد فهمي الذي أمضى أكثر من أربع سنوات ونصف السنة في الحبس الاحتياطي بعد اعتقاله بتهمة نشر أخبار كاذبة وتهمة الإرهاب في عام 2018. وكان من المقرر الإفراج عنه في عام 2020 ثم في عام 2021، لكن تم تمديد احتجازه بعدما وجهت النيابة العامة اتهامات جديدة ضده. كما تحتجز السلطات المصرية المصور التلفزيوني الذي يعمل في قناة ’الجزيرة‘ القطرية، مصطفى محمد سعد، في الحبس الاحتياطي منذ عام 2019 بتهمة الإرهاب ونشر أخبار كاذبة.
لم يتم الإبلاغ عن حالات احتجاز جديدة في البحرين وسوريا، ويحتجز البلدان 5 صحفيين في كل منهما، كما لم تحدث اعتقالات جديدة في المغرب والجزائر، ويحتجز كلا من البلدين ثلاثة صحفيين. وفي العراق، ثمة أربعة صحفيين محتجزين من بينهم سجين جديد في إقليم كردستان العراق. وفي تونس، اعتقلت السلطات الصحفي خليفة القاسمي في أيلول/ سبتمبر لتنفيذ حكم بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة إفشاء معلومات أمنية وطنية. وفي وقت مبكر من العام، عمدت محكمة الاستئناف إلى زيادة مدة الحكم من سنة واحدة إلى خمس سنوات.
أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي
يتناقض العدد المنخفض نسبياً للصحفيين السجناء في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي – سجين واحد في كل من غواتيمالا ونيكاراغوا وكوبا – مع التهديدات التي يواجهها الإعلام في المنطقة حيث تستمر بلدان أخرى، لا سيما هندوراس والسلفادور، في تقويض حرية الصحافة، وحيث اضطر عدد كبير من الصحفيين إلى الفرار إلى المنافي.
ففي غواتيمالا، ثمة نمط من الهجمات ضد الصحافة بهدف فرض الرقابة على وسائل الإعلام المستقلة والاستقصائية وإسكاتها. وما يزال الصحفي خوزيه روبين زامورا قيد الاحتجاز حتى بعد أن أسقطت المحكمة حكم الإدانة الذي صدر بحقه في حزيران/ يونيو 2023 بتهمة غسيل الأموال، وقد أمرت المحكمة بإعادة المحاكمة، ومن المقرر أن تعقد في شباط/ فبراير 2024. وقد اضطر زامورا إلى تغيير محاميه ثماني مرات منذ احتجازه في تموز/ يوليو 2022، إذ يواجه أربعة من المحامين الذين دافعوا عنه اتهامات جنائية فيما يبدو أنه انتقام منهم على مشاركتهم في الدفاع عن هذا الصحفي. وقد اضطرت الصحيفة المستقلة، ’إلبيروديكو‘، التي يديرها زامورا إلى التوقف عن العمل في أيار/ مايو 2023 بسبب الضغوط الحكومية.
وفي نيكاراغوا، يمضي الصحفي المستقل فيكتور تيكاي حكماً بالسجن لمدة ثماني سنوات على خلفية اتهامات بمناهضة الدولة ونشر أخبار كاذبة – وهي اتهامات تتطابق مع نمط المضايقات القانونية والترهيب والملاحقات الجنائية ضد الصحفيين المستقلين في هذا البلد إذ كثّف الرئيس دانيال أورتيغا جهوده لخنق حرية التعبير.
منهجية الإحصاء
إحصاء الصحفيين السجناء يشمل فقط الصحفيين المحتجزين لدى السلطات الحكومية، ولا يتضمن الصحفيين المختفين أو المحتجزين لدى جماعات من غير الدول، وتصنف اللجنة حالات هؤلاء الصحفيين ضمن الصحفيين “المفقودين” أو “المختطفين”.