الصورة الأولى للمشتبة فية بالارهاب الذي قتل عدة أشخاص في سيدني بأستراليا.
عاجل
شاهد فيديو ضحايا الهجوم إلارهابي على مركز تسوق في سيدني، أستراليا.
وقتلت الشرطة الارهابى وجار احصاء غدد ضحاياة
لست الديمقراطية رجسا من أعمال الشيطان كما يروج الطغاة. بل هى عبق الحياة الكريمة التى بدونها تتحول الى استعباد واسترقاق. والحاكم الى فرعون. وحكومته الى سجان. وحاشيته الى زبانية. والمواطنين الى اصفار عليهم السمع والطاعة. والا حق عليهم القصاص.
شاهد فيديو ضحايا الهجوم إلارهابي على مركز تسوق في سيدني، أستراليا.
وقتلت الشرطة الارهابى وجار احصاء غدد ضحاياة
كيف نجد الحق والعدل والإنصاف ورئيس الجمهورية وفق المواد والقوانين الاستبدادية المشوبة كلها بالبطلان الدستوري التي فرضها عبر مجالس مصطنعة هو الحاكم والقاضي والجلاد.
الناس معذورة فى الانطباع الذي ترسخ باستبداد الحاكم في يقينها بعدم سلامة نتائج جهات التحقيق الخاضعة الى هيمنة الحاكم فيما يخص تداعيات استبداد الحاكم. ويعتبرونها مسيسة لتتوافق مع منهج استبداد وأباطيل وانحراف الحاكم. خاصة مع عدم الفصل فى قانون الإجراءات الجنائية بين سلطة التحقيق وسلطة الاتهام وعدم الإقرار على انتداب قضاة تحقيق فى جميع القضايا وجمع النيابة العامة بين السلطتين سلطة التحقيق وسلطة الاتهام. وجمع الحاكم بمواد وقوانين كلها مشوبة بالبطلان الدستوري بين سلطات مؤسسات الدولة المختلفة بالمخالفة للدستور الذى يقضي بالفصل بين سلطات المؤسسات ويمنع تغول سلطة مؤسسة على سلطات باقى المؤسسات لتحقيق العدل بين الحاكم والشعب. الا ان الجنرال الحاكم عبد الفتاح السيسى ضرب عرض الحائط بأصول الحكم بين الحاكم والشعب وجمع الحاكم بين منصبه التنفيذي كرئيس مؤسسة الرئاسة. وسلطات رئيس وأعضاء الحكومة. والقائم على تعيين الحكومة. وكذلك سلطات البرلمان ومجلس الشيوخ عبر حزبى صورى وأحزاب سنيدة يديرون فى فلكة. والرئيس الأعلى القائم على تعيين رؤساء وقيادات مؤسسات المحكمة الدستورية العليا. وجميع الهيئات والجهات القضائية. والنيابة العامة. والنيابة الإدارية. وجميع الأجهزة والجهات الرقابية. والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام. ودار الإفتاء المصرية. وفى ظل هذا الوضع المقلوب الغريب اصبحت الناس معذورة في الانطباع الذي ترسخ باستبداد الحاكم فى يقينها بعدم سلامة نتائج جهات التحقيق الخاضعة الى هيمنة الحاكم. بعد ان جعل الجنرال الحاكم من نفسه هو رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة واالبرلمان ومجلس الشيوخ والمحكمة الدستورية العليا وجميع الهيئات والجهات القضائية والنيابة العامة والنيابة الادارية وجميع الأجهزة والجهات الرقابية والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ودار الإفتاء المصرية.
فكيف بالله عليكم يا ناس نجد الحق والعدل والإنصاف ورئيس الجمهورية وفق المواد والقوانين الاستبدادية المشوبة كلها بالبطلان الدستوري التي فرضها عبر مجالس مصطنعة هو الحاكم والقاضي والجلاد.
ا
قد يتصور البعض بأن قيام الحاكم الطاغية بترويض بعض الأحزاب السياسية المعارضة واستئصالها من رحم الشعب وإدخالها في حظيرة الحاكم الطاغية لمناصرة أباطيله فى تمديد وتوريث الحكم لنفسه وعسكرة البلاد واصطناع الدساتير والقوانين والقرارات و المجالس والبرلمانات والمؤسسات وتحويل البلد الى ماخور دعارة سياسية يتطلب جهودا هائلة لايقدر عليها بشر لما يشمله هذا الترويض قيادات وأعضاء وكوادر وشبيبة داخل مراكز وفروع الحزب السياسي المستهدف فى أنحاء البلاد عاشوا عمرهم كله فى نصرة الشعب داخل خندق المعارضة من أجل التداول السلمى للسلطة والوصول للحكم بطرق ديمقراطية شريفة ووسائل شرعية سلمية.
وبالفعل هذا السيناريو الشيطانى الاعجازى لا يمكن تحقيقه على الإطلاق فى الدول الديمقراطية القائمة أحزابها السياسية على لوائح ديمقراطية راسخة تطيح بأي طابور خامس داخل أى حزب سياسى يسعى لدس اللبنة الأولى لهذا المخطط الجهنمى حتى ان كان رئيس الحزب نفسه الى الشارع ويبقى عماد الحزب و مراكزه وفروعه و قياداته وأعضائه وكوادره و شبيبته على مبادئه ويصون تاريخه وشرفه وكرامته ولا يخون الشعب.
ولكن يمكن تحقيق هذا السيناريو الشيطانى الاعجازى بسهولة تامة فى الدول الاستبدادية القائم معظم الأحزاب السياسية فيها على لوائح ديمقراطية هشة تجعل من رئيس أي حزب كأنة هو الحزب نفسه ولا يتطلب الأمر من المنظومة الامنية للطاغية سوى ترويض رئيس هذا الحزب. مع بعض مساعديه اذا تطلب الامر. واستئصاله من رحم الشعب وإدخاله في حظيرة الحاكم الطاغية ويقوم هو بعد تكوينه ميليشيات لنفسه من أصحاب المغانم والاسلاب داخل الحزب بتحويل مسار الحزب الذي يحمل أمانته بنسبة 180 درجة لنصرة الحاكم الطاغية فى الباطل تحت دعاوى غوغائية خائبة من نوعية شعارات دعم الدولة وتحقيق التنمية ومحاربة الأعداء ومواجهة الإرهاب.
يوم نفي وزارة الداخلية قيامها بتحريض نظام حكم الإخوان ضد الشعب المصري قبل 30 يونيو 2013 لاحباط قيام ثورة شعبية لإسقاط الإخوان
فى مثل هذة الفترة قبل 11 سنة, وبالتحديد يوم الاثنين أول أبريل 2013, أصدرت وزارة الداخلية المصرية بيانا الى الأمة المصرية نفت فيه تحريضها مرسى على فرض حالة الطوارئ وشن حملات اعتقالات موسعة ضد المعارضين والنشطاء السياسيين وتحديد اقامة رموز المعارضة فى إجراءات احترازية استثنائية لاحتواء القلاقل والاضطرابات التي كانت تعصف بالبلاد و مظاهرات المصريين المتواصلة ضد نظام حكم الاخوان, و لاحتواء الانتفاضة الشعبية المؤدية لا محالة الى ثورة شعبية, وبالطبع فشلت الشرطة في حماية نظام حكم مرسي و الاخوان الاستبدادى وإخماد إرادة الشعب الثورية, وتحققت لاحقا ثورة الشعب المصرى وسقط نظام حكم الاخوان ومرسى الاستبدادى, وقام على انقاضة نظام حكم السيسي الاستبدادى, وعاد مجددا السيناريو القمعي الذي لا يهمه من هو الحاكم بقدر ما يهمه صيانة عرشه الاستبدادى ومساعدته في جبروته وطغيانه ضد الشعب طالما تم إخماد صوت الحق والعدل الموجودة فى الدستور والقانون واستبدل بها صوت قوانين الطوارئ والإرهاب والانترنت والاستبداد, ونشرت يومها على هذه الصفحة مقال استعرضت فيه نص بيان وزارة الداخلية, وجاء المقال على الوجة التالى: ''[ زعمت وزارة الداخلية فى بيان نشرتة على صفحتها الرسمية على الفيسبوك, اليوم الإثنين أول أبريل 2013, عدم صحة ما اشيع وتم تداوله خلال اليومين الماضيين عن تسريب معلومات وثيقة سرية تكشف عن قيام جهاز الأمن الوطنى, وريث جهاز مباحث أمن الدولة المنحل, بمطالبة الرئيس الإخوانى مرسى, بإعلان حالة الطوارئ فى البلاد وشن حملات اعتقالات موسعة ضد المعارضين والنشطاء السياسيين وتحديد إقامة رموز المعارضة فى إجراءات احترازية استثنائية, لاحتواء الاحتجاجات الشعبية التي تعصف بالبلاد و مظاهرات المصريين المتواصلة ضد نظام حكم مرسي و الاخوان الاستبدادى, وكان الشعب المصرى يتمنى اصدار وزارة الداخلية بيانها التاريخي الى الأمة المصرية, فى يوم اخر غير يوم أول أبريل, حتى يصدقها الناس, ولا يعتبرون بيانها, كما اعتبروه فعلا, ''كذبة ابريل'', خاصة مع صدور بيان وزارة الداخلية مصاحبا بحملات قمع ومطاردة وتلفيق و اتهامات وضبط وإحضار ضد العديد من المعارضين والنشطاء السياسيين والاعلاميين, وبعد استحداث وزارة الداخلية جهاز جهنمي جديد, مرشح بجدارة بأن تتوارثه الانظمة والحكومات عبر العصور والاجيال, صارت مهمته من الآن فصاعدا, التجسس على كتابات وآراء وأفكار الناس على مواقع التواصل الاجتماعى, ومنها الفيسبوك, وتويتر, وجوجل, ومحاولة استنباط كلمة من هنا واخرى من هناك لاختلاق تهم كيدية منها ضد أصحابها, وهو ما قامت وزارة الداخلية باستخدامه فعلا لخدمة نظام حكم مرسى والاخوان الاستبدادى وتوجية اليهم تهم من اختراعها وتحويلهم الى نائب عام الرئيس الاخوانى مرسى المعين بقرار من مرسى بدلا من المجلس الأعلى للقضاء للتنكيل بالناس المعارضين لمرسى والإخوان ومنها تهم: محاولة قلب نظام الحكم, وتكدير السلم العام, والتحريض على العنف, وإهانة رئيس الجمهورية, واذدراء الاديان, وشمر النائب العام الاخوانى عن أكمامه وانهمك فى توزيع الاتهامات ضد الناس ومنهم معارضين ونشطاء سياسيين وإعلاميين, وتناسى النائب العام فى غمرة انشغاله بتعقب المعارضين لمرسى والاخوان بمساعدة وزارة الداخلية بعد 24 ساعة فقط من صدور تهديدات رئيس الجمهورية باتخاذ إجراءات استثنائية ضدهم بدعوى ما اسماة حماية الوطن, وجود تلال من بلاغات القضايا ضد الاخوان داخل ثلاجة النائب العام, ومنها على سبيل المثال وليس الحصر: بلاغات قضايا اقتحام ميليشيات الاخوان مقارات صحف الوفد والوطن والدستور, وتهجم ميليشيات الاخوان على المتظاهرين امام قصر الاتحادية و اختطافهم واقتيادهم الى داخل القصر الجمهورى وتعذيبهم وذبحهم, واتهام قيادات الاخوان بالتخابر واقتحام السجون وتهريب 36 ألف سجين بينهم مرسي, وحرق الأقسام, وقتل الثوار فى موقعة الجمل, و احداث بورسعيد, وحصار مدينة الإنتاج الإعلامى والمحكمة الدستورية, ومذابح سقوط حوالى 90 متظاهرا قتيلا برصاص قوات وزارة الداخلية منذ اعتلاء رئيس الجمهورية الإخوانى سدة الحكم, ونعلم بأن النائب العام اعتلى منصبه بفرمان غير شرعى من رئيس الجمهورية انتهك بموجبه الدستور واستقلال القضاء وقضت محكمة استئناف القاهرة الأسبوع الماضى ببطلانه لتجاوز صلاحيات المجلس الاعلى للقضاة المنوط بة ترشيح النائب العام وليس رئيس الجمهورية الذى يعد خصما للمعارضين الذين يطاردهم النائب العام المعين بقرار منه بفرمان باطل للانتقام من خصومه ومعارضيه بالتنسيق مع وزارة الداخلية, وبغض النظر عن رفض نظام حكم الاخوان الاستبدادى تنفيذ حكم بطلان فرمان رئيس الجمهورية بتعيين النائب العام, الا ان الحق والعدل كان يقتضى, عدم تجاهل النائب العام الاخوانى بلاغات واتهامات المعارضين لرئيس الجمهورية والاخوان, والعمل على التحقيق فيها, وليس تجاهلها, والتلصص على صفحات الناس والمعارضين على الفيسبوك وتويتر وجوجل لمحاولة ايجاد ذريعة للعصف بهم, الشعب المصرى يرفض الكيل بمكيالين, مكيال يتم فيه تقنين الذرائع لاخماد اصوات الناس وتكميم افواههم وكسر أقلامهم, ومكيال يتم فية تجاهل التهم والقضايا وبلاغات التخابر و الاجرام والارهاب ضد قيادات وأعضاء عصابة الاخوان. ]''.
نعم أعترف. بانتصار استبداد السيسي على أحزاب المعارضة وتمكن من احتواء العديد من الأحزاب السياسية المعارضة فى مصر التى ظلت قرابة أربعين سنة تنصب على الشعب المصري بزعم أنها معارضة. الى حد ليس فقط سكوتها عن انحرافه عن السلطة وتمديد وتوريث الحكم لنفسه وعسكرة البلاد واصطناع الدساتير والقوانين والقرارات و المجالس والبرلمانات والمؤسسات ونشر حكم القمع والإرهاب بالباطل. بل ايضا ومساعدته على تحقيق هذا الانحراف المشين. وقبولها صاغرة والجزمة القديمة فوق رأسها القيام بدور السنيد لتحقيق مطامعه الاستبدادية. و خيانة وتضليل الشعب وايهامه بأن الباطل أصبح فى نظام حكم السيسي حق والحق باطل.
نعم أعترف. بوصول الأمر الى حد إلغاء مسمى ''زعيم المعارضة'' عمليا على أرض الواقع الذي كان موجود فى مصر منذ انتهاء عصر الحزب الواحد في بداية سبعينات القرن الماضي الذي كان يتمثل فى الاتحاد الاشتراكى. حتى انظمة السادات ومبارك والمجلس العسكرى ومرسى الاستبدادية رغم كل طغيانها وتزوير انتخاباتها فإنها كانت فى النهاية لا تناهض وجود زعيما للمعارضة فى مصر وقوى مؤثرة للمعارضة في المجالس والبرلمانات. بغض النظر عن انها كانت موجودة فى المجالس والبرلمانات المصطنعة بأعداد محدودة على شكل ديكور من حفنة أشخاص. ولكن ان يختفي تماما وجود زعيم المعارضة فى مصر وقوى وطنية مؤثرة للمعارضة في مجالس وبرلمانات السيسى على مدار 11 سنة حتى الآن. فهى سابقة استبدادية تاريخية بكل المقاييس. بغض النظر عن جعجعة حجج خونة الشعب لتبرير هوانهم على حساب الشعب من نوعية شعارات دعم الدولة وتحقيق التنمية ومحاربة الأعداء ومواجهة الإرهاب والنهوض بالوطن. لان دعم الدولة وتحقيق التنمية ومحاربة الأعداء ومواجهة الإرهاب والنهوض بالوطن تكمن فى وجود معارضة برلمانية وسياسية قوية فى مصر تضمن دعم الدولة وتحقيق التنمية ومحاربة الأعداء ومواجهة الإرهاب والنهوض بالوطن وصيانة مصر ودستور مصر وقوانين مصر واستقلال مؤسسات مصر ومدنية الدولة فى مصر والتداول السلمى للسلطة بمصر وتقويم اعوجاج رئيس الجمهورية يعد انحرافه عن السلطة. وليس في استئصال المعارضة فى مصر ودفنها في مقابر الصدقة وتحريم وجود زعيما للمعارضة فى مصر. وبلا شك هناك بعض الأحزاب والقوى السياسية والعديد من المنظمات الحقوقية المستقلة لم تبيع شعب مصر ووقفت معه بقوة تسانده و تدعم كفاحه الوطني. وكان نتيجة استئصال المعارضة الوطنية الشريفة في مصر وحظر وجود زعيم المعارضة فى مصر رجوع المعارضة الوطنية الشريفة فى مصر الى أصحابها الشرعيين من الشعب المصرى. لذا أصبحنا نجد صوت الشعب المصرى فى الشارع والمجتمعات العامة ومواقع التواصل الاجتماعي في واد. وصوت السيسى و مجالس وبرلمانات السيسي ووسائل إعلام السيسى وباقى مؤسسات الدولة التي أنهى السيسي استقلالها واستولى عليها في واد آخر.
في مثل تلك الفترة قبل 8 سنوات، وبالتحديد يوم الجمعة 8 أبريل 2016، أثناء زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود إلى مصر، اهدى الجنرال الحاكم عبد الفتاح السيسي الية جزيرتى تيران وصنافير المصريتين فى مياه البحر الأحمر، وأصدر السيسي تعليماته الاستبدادية المناهضة لحقوق واراضى الشعب المصرى بتنازل الحكومة المصرية على جزيرتى تيران وصنافير المصريتين للسعودية تحت ستار حيلة ما اسماه توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية تم فيها ادراج جزيرتى تيران وصنافير المصريتين ضمن الحدود البحرية السعودية، وتتابعت بعدها الأحكام القضائية التي تؤكد مصرية تيران وصنافير وتمسك السيسى بإهداء جزيرتى تيران وصنافير المصريتين الى الملك سلمان وأصدر أوامره الى ''برلمان السيسى واحد'' لتنفيذ تعليماته، وفرض السيسى سياسة الأمر الواقع بلوى الدراع تحت مزاعم هرطقة بأن فرمان السيسى بإهداء جزيرتى تيران وصنافير المصريتين الى الملك سلمان قرار ''سيادى'' لا توجد قوة بشرية أو دستورية أو قانونية تعلو عليه، رغم ان السيادة بعد الله سبحانه وتعالى تكون للشعب، وليس للحاكم الاستبدادى للشعب
صفقة رأس الحكمة جزء من حزمة لمساعدة الاقتصاد لكن المنتقدين يجدونها تؤدي إلى ترسيخ نظام فاسد وقمعي
الجيش المصري يسيطر على الحكومة، ولا توجد وسائل إعلام حرة، ويكاد يتم القضاء على المجتمع المدني
إنها إحدى المناطق القليلة غير المطورة المتبقية على ساحل البحر الأبيض المتوسط. هناك شواطئ ذات رمال بيضاء، وعدد قليل من بساتين الزيتون وبيت عطلات قديم يعود تاريخه إلى الأربعينيات من القرن العشرين، بناه الملك المخلوع فاروق. وحتى الآن لا يوجد ما يشير إلى أن شبه الجزيرة المصرية الهادئة رأس الحكمة سوف تستضيف مدينة جديدة كبرى في غضون ثلاثين عاماً .
في 23 فبراير، أعلن صندوق أبو ظبي للثروة السيادية (ADQ) عن خطط لتطوير رأس الحكمة كجزء من صفقة بقيمة 35 مليار دولار (28 مليار جنيه استرليني) للاستثمار وتخفيف الديون. ووفقا للحكومة المصرية، فإن المدينة التي تبلغ مساحتها 170 كيلومترا مربعا ستشمل مرسى ومطارا وتستوعب 8 ملايين سائح سنويا. إنها أكبر صفقة استثمار أجنبي مباشر في التاريخ المصري بفارق بسيط، حيث دفعت ADQ للحكومة ما يعادل 7% من إجمالي الناتج المحلي لدولة الإمارات العربية المتحدة مقدمًا، قبل عام من خططها لبدء العمل.
يقول محمد فؤاد، المستشار المالي والعضو السابق في البرلمان المصري: "الاستثمارات لا تحدث بهذه الطريقة". "هذه خطة إنقاذ."
وكانت هذه الصفقة الأولى ضمن سلسلة من القروض والمنح والاستثمارات المقترحة لمصر في الشهر الماضي. ومن بين الإمارات العربية المتحدة وصندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي، تلقت مصر تعهدات بقيمة 57 مليار دولار سيتم صرفها على مدى ثلاث سنوات. وعلى الرغم من المخاوف الأخيرة من أن أزمة الديون المتنامية في مصر وارتفاع التضخم يهددان مرونة اقتصادها، فقد انتعشت أسواق السندات المصرية منذ هذه الإعلانات، ويقول الاقتصاديون إن البلاد لديها فرصة حقيقية لمعالجة المشاكل الاقتصادية النظامية.
لكن جماعات الحقوق المدنية انتقدت هذه الصفقات، حيث حذرت منظمة هيومن رايتس ووتش من أن الأموال "تكافئ الاستبداد" .
وحثت المديرة التنفيذية لمنظمة الديمقراطية في العالم العربي الآن، سارة ليا ويتسن، صندوق النقد الدولي والبنك الدولي على عدم توفير التمويل لحكومات مثل مصر التي لا تعتبر مشرفة مسؤولة عن بلادها واقتصادها، بل هي في الواقع المستفيد الرئيسي. الفساد وسوء إدارة الاقتصاد”.
وتأتي هذه الصفقات وسط قلق متزايد على مصر، خاصة بين الحكومات الغربية والخليجية بعد اندلاع الحرب في غزة. يقول فؤاد: "الأمر كله يتعلق بالأهمية". وقد ركز القتال منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الاهتمام على البلاد، التي وُصفت منذ فترة طويلة بأنها "أكبر من أن تفشل"، ولكن فؤاد يعتقد أنها أصبحت أقل أولوية في واشنطن وأماكن أخرى في السنوات الأخيرة.
ويقول فؤاد إن شركاء مصر يشعرون بالقلق من أن التأثير الاقتصادي للحرب في غزة يمكن أن يضع البلاد التي يبلغ عدد سكانها 114 مليون نسمة - والتي تعاني بالفعل من أزمة اقتصادية قائمة - في "وضع محفوف بالمخاطر" في وقت حساس.
تقول رامونا مبارك، رئيسة قسم المخاطر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شركة فيتش سوليوشنز: "كانت نقطة التحول الرئيسية هي رأس الحكمة". وقد طمأن حجم صفقة ADQ الحكومة بما يكفي لتعويم الجنيه المصري في 6 مارس/آذار .
وكان مستقبل العملة المرتبطة بالدولار الأمريكي محل خلاف طويل الأمد بين مصر وصندوق النقد الدولي. وبعد ساعات من التعويم، وقع الصندوق على قرض بقيمة 8 مليارات دولار .
وحذا الاتحاد الأوروبي حذوه بعد أسبوعين، حيث قادت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، وفداً من قادة خمس دول أوروبية إلى القاهرة. وقدموا حزمة بقيمة 7.4 مليار يورو (6.4 مليون جنيه إسترليني) من القروض والمنح والاستثمارات التي تشمل منحة بقيمة 200 مليون يورو لمعالجة الهجرة غير النظامية. وبعد أيام، قدم البنك الدولي حزمة بقيمة 6 مليارات دولار .
ويبلغ إجمالي التعهدات لمصر نحو 60 مليار دولار . يقول مبارك: "هذا هو الاقتصاد".
وفي بيان صحفي صدر في اليوم الذي تم فيه الإعلان عن الاتفاق ، قال صندوق النقد الدولي إن إصلاحات السياسة التي تم التفاوض عليها مع مصر، والتي تشمل التحرك نحو نظام مرن لسعر الصرف، وتشديد السياسات النقدية، ودعم القطاع الخاص، سوف "تساعد في الحفاظ على الاقتصاد المصري". استقرار الاقتصاد الكلي واستعادة الثقة والسماح لمصر بإدارة التحديات المرتبطة بالصدمات الخارجية الأخيرة.
ويقول تيموثي قلدس، نائب مدير معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط، إن حكومة عبد الفتاح السيسي "قادرة جدًا على تبديد [الأموال] إذا لم تتصرف بمسؤولية".
منذ وصوله إلى السلطة في عام 2014، أعطى السيسي الأولوية لبناء مشاريع بمليارات الدولارات، بما في ذلك توسعة قناة السويس و 38 مما يسمى "المدينة الذكية" التي من المقرر أن تكتمل بحلول عام 2050. وتشمل هذه المشاريع مشروعه الرئيسي ، العاصمة الإدارية الجديدة. (NAC)، مدينة شرق القاهرة، تضم أطول ناطحات السحاب في أفريقيا ومبنى وزارة الدفاع أكبر بسبع مرات من البنتاغون. وتقدر تكلفة NAC وحدها بحوالي 58 مليار دولار على الرغم من أن الأرقام الدقيقة محاطة بالسرية.
واستجابة لضغوط الميزانية المتزايدة، أعلنت الحكومة في يناير/كانون الثاني أنها ستخفض الإنفاق على المشروعات الكبرى . كما جعل صندوق النقد الدولي أيضًا خفض الإنفاق على البنية التحتية مطلبًا رئيسيًا للقرض.
ولكن بعد إعلان رأس الحكمة، أعلن رئيس هيئة قناة السويس، أسامة ربيع، في وقت سابق من هذا الشهر عن خطط لبناء امتداد للقناة بطول 50 ميلاً ، وهو أطول قليلاً من الامتداد الذي تم إنجازه في عام 2015 بتكلفة تقديرية تبلغ 8 دولارات. مليار.
امرأة محجبة تضع يدها على فمها في حالة صدمة عندما يخبرها المساعد الذي يزن السمكة التي تشتريها بالسعر
إن التضخم، وتقشف صندوق النقد الدولي، والخطط العسكرية الفخمة تدفع المزيد من المصريين إلى الفقر
يقول قلدس: "إن هذا يعكس قلقي الأولي في اليوم الذي أعلنوا فيه عن مشروع رأس الحكمة". "لقد أدركوا أخيرًا أن ما كانوا يفعلونه خلال السنوات العشر الماضية كان غير مستدام ويحتاج إلى التغيير." والآن، يشعر كالداس بالقلق "من أن كل ذلك سوف يتبخر وسيعودون إلى طرقهم القديمة حتى الأزمة التالية الأكبر".
ومن بين مشاريع البناء التي تنفذها الدولة السيسي عشرات السجون الجديدة. تم بناء 60 مركز احتجاز في السنوات الـ 11 الماضية وفقًا للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ومقرها القاهرة، وهي واحدة من آخر منظمات الحقوق المدنية في مصر والتي انهارت في عام 2022 تحت ضغط الحكومة. ومن بين عشرات الآلاف من السجناء السياسيين المسجونين في عهد السيسي، الكاتب البريطاني المصري علاء عبد الفتاح، الذي حُكم عليه، بعد أن أمضى فترة طويلة في الحبس الاحتياطي، بالسجن لمدة خمس سنوات في عام 2021 بتهمة نشر "أخبار كاذبة تقوض الأمن القومي". " بعد إعادة تغريد حول التعذيب.
يقول كلاوديو فرانكافيلا، المدير المساعد لمناصرة الاتحاد الأوروبي في هيومن رايتس ووتش: "لا يوجد مجال على الإطلاق للمعارضة". "يسيطر الجيش على الحكومة، ولا توجد وسائل إعلام حرة، ويتم القضاء على المجتمع المدني تقريبًا". ويقول فرانكافيلا إنه من خلال تقديم مليارات الدولارات من الائتمان لمصر، فإن الاتحاد الأوروبي وآخرين "يعززون القمع في هذا البلد".
ولم تستجب وزارة الخارجية لطلبات التعليق