الثلاثاء، 23 يوليو 2024

أحمد دومة: مرفوض قطعًا الاختيار بين الحكم الديني والعسكري (حوار)

 

رابط حوار موقع زاوية ثالثة

أحمد دومة: مرفوض قطعًا الاختيار بين الحكم الديني والعسكري (حوار)


ربما يبدو غريبًا وساخرًا أني أعيد ترديد ما تحدثت به منذ سنوات، ومرفوض قطعًا الاختيار بين الحكم الديني والعسكري، لكن أزمتنا الآن مع الحكم العسكري، وهو شيء شديد الخطر على استقلال مصر الوطني وخريطتها ومساحتها.

الشاعر أحمد دومة، عرف كناشط سياسي وأدين في قضية عرفت إعلاميًا بأحداث مجلس الوزراء، التي بدأت أحداثها في ديسمبر من العام 2011، إذ أعلن عدد من النشطاء السياسيين وشباب الثورة الاعتصام أمام مبنى مجلس الوزراء، وتحول الاعتصام إلى أحداث عنيفة، وفي أثناء ذلك حدثت العديد من المشادات والاشتباكات، على إثرها بدأت القضية التي أدرج “دومة” من بين المتهمين فيها.

استمرت السلطة في معاقبة “دومة” ولم تنجح محاولات عديدة لإخراجه، إلا أنه وجد في الأدب وخاصة الشعر ملاذه الأخير، للبقاء على قيد الحياة، يستجمع ما تبقى من قوته، ويكتب مرارًا عن مشاعر وتجارب لاحقته وعدد من زملائه بين أسوار السجن.

كان ديوان “كيرلي” أحد الدواوين الثلاثة التي استطاع “دومة” أن يهربها خارج أسوار السجن خلال العشر سنوات السابقة، لتخرج إلى النور، ويعلن عن إصدارها، لكنه تفاجئ بعد خروجه وإعلانه عن حفل توقيع للديوان ونشره، بحملة مكثفة للنيل منه، وتكفيره، ما يضعه تحت طائلة قوانين التجديف وازدراء الأديان، التي تلاحق المفكرين والمبدعين دومًا.

زاوية ثالثة قابلت “دومة” وحاورته حول أدب السجون، وكيف كان وسيلة إنقاذه، وكواليس ما حدث من منع ديوانه الأخير..

إلى نص الحوار…

– بداية، هل من الممكن أن تخبرنا عن كواليس إلغاء حفل توقيع ومناقشة ديوان الشِعر “كيرلي”؟

أولاً، أنا سعيد بحواري إلى صفحات زاوية ثالثة، وأقدر للغاية وجود نافذة مثل زاوية ثالثة في وقت نعلم جميعًا ما تواجهه الصحافة من مطاردة وحجب.

بالنسبة لديوان “كيرلي” هو عمل أدبي ليس لديه جمهور عريض كعادة الشعر في بلادنا، وقد كتب وهُرّب ونشر وأنا في المعتقل؛ لذا ليس للديوان جمهور واسع، كما أن دائرة معرفة الديوان شديدة المحدودية.

وقد صُودِر في لحظة صدوره الأولى مع أول عرض للديوان في عام 2021، في معرض الكتاب الدولي بالقاهرة، حسب ما نشرته دار النشر، فقد توجهت قوة أمنية، ومنعت المسؤولين عن عرض الديوان سواء في المكتبات التابعة لهم، أو في معرض الكتاب أو توزيعه، ومنذ ذلك الحين لم يسمح بمناقشة الديوان أو نشره أو نقده.

ما يحدث جريمة، لأن الديوان مستوفي شروط النشر الرسمية، وحصل على رقم الإيداع في دار الكتب الحكومية؛ لكن رغم ذلك فقد صُودِر ومُنع من النشر تحت ذريعة أن كاتب الديوان معتقل وقتئذٍ.

وبعد خروجي من السجن، حاولنا إعادة نشر الديوان بنفس رقم الإيداع، وقد أبطلت مبرراتهم بخروجي، لكن هذه المرة الأدوات الأولى أثبتت فشلها، إذ إننا طبعنا الديوان ثانية وهناك تفاعل ورغبة في الاطلاع عليه واقتناؤه من قبل كثير من القراء؛ وقد حاولوا استخدام أدوات أخرى دنيئة وخطيرة جدًا على الدولة والوطن، ليخرجوا بسلاح التكفير ضدي. وأقول لهم: “في كل مرة تستخدمون سلاح التكفير ينفجر في المجتمع وفي السلطة، ولا تستطيعون السيطرة عليه”.

– هل ظروف السجن والاعتقال القاسية رجحت كفة الشاعر عن السياسي؟

أنا حريص الآن على أن أمنح الشعر والأدب حجمه، وأجنب قليلًا الجانب السياسي ومشاكله المتكررة طوال حياتي؛ لذا سأركز على الحديث عن الشعر والأدب أكثر من السياسة.

وبالنسبة للتساؤل، فقد ألهمتني تجربة الاعتقال طويلة الأمد لكتابة الكثير من الأشعار والقصص، وديوان “كيرلي” هو الثالث لي من حيث النشر، بعد ديوانيّ (صوتك طالع، يشبه الهتاف.. يشبه الأنين)، كما أن الديوان هو السابع أو الثامن من حيث الإنتاج غير المنشور، وحاليًا أبحث عن ناشر يتبنى باقي إنتاجاتي، دون أن يهدد أو يمنع عن النشر، لكننا لم نفلح بعد من الوصول لهذه النافذة.

وبالتالي، يمكن القول أن غالب ما كتبته في حياتي قد كتب في السجن، بما يصنف كـ أدب للسجون.

ومنذ خرجت من المعتقل، تزامن ذلك مع بدء الحرب على غزة، ما أثر في الجميع وعلى القيام بأنشطتهم اليومية والروتينية، وأكثر ما أفتقده في وقت الاعتقال الطويل الذي قارب 13 عامًا (10 سنوات منهم أخيرة، وثلاث سنوات متفرقات سابقًا)، هو عدد الساعات الممنوحة للقراءة والكتابة المنفردة التي كانت تصل إلى نحو 12 ساعة يومية، إذ كان وقتًا مثاليًا لكتابة وخروج مزيد من الإنتاجات الأدبية؛ فمثلا كتبت عددًّا من الأشعار، ثم كتبت رواية وصودرت مسودتها الأولى في السجن، أو تجربة ذاتية نشرت في ديوان (يشبه الهتاف.. يشبه الأنين). لذا فترة الاعتقال في كل مرة كانت أهم فرصة في حياتي للكتابة، ولولاها ما خضت تجارب عدة للكتابة في أجناس أدبية مختلفة.

– وكيف شاركك المعتقلون في إبداعك؟

كنا نتسلل وننتزع بعض الأوقات الخاطفة مع بعض المعتقلين صوتًا أو لقاءً، مثلا الشاعر جلال البحيري أسمعنى ذات مرة جزء من قصيدة، غناها المطرب رامي عصام (القميص الكاروه)، وقد سمعتها عبر ثلاثة لقاءات في عيادة السجن، وكذلك كنت أنتهز الفرصة، وأهرب بعض القصائد كتابة لمساجين آخرين، للمناقشة والنقد، أو نتبادل كل شيء من خلال الوسيلة الأسهل وهي النظّارة وهي فتحة في باب الزنزانة، كنا نتناقش ونتسامر من خلالها يوميًا، ونقوم بعمل ما سميناه الإذاعة، فيبدأ الإسلاميون بقرآن أو تواشيح، ثم يستمر كل منا في تقديم فقرة سياسة أو أدبية أو فنية أو غيرها، ونتناقش حولها.

كان هذا جزءًا من التواصل ووسيلة للنقاش والنقد حول إصداراتي الأدبيّة أنا وغيري، كنّا نتداولها سويًّا.

ربّما كان هؤلاء هم جمهوري الأوّل والوحيد وقتئذ.

– كيف  خرج الديوان من السجن؟

هربت الديوان في الفترة ما بين العامين 2017 و2021، على عشرات المراحل عبر عشرات الأشخاص، منهم المحامون أو الأسرة تلقينًا أو سجناء سبقوني للحرية.

في الطبعة الأولى، نشرت القصائد بـترتيب وترقيم تهريبها من السجن، كأنها قصيدة وحيدة مقطعة، وهذا ما أعده من الطرائف، “كنت في الزيارة أسأل هل وصل رقم 35 فيجيبوا بالنفي أو التأكيد، كنا نتحدث بتلك الطريقة لأني زيارتي كانت انفرادية أيضًا في حضور فرد من الأمن يبلغ المسؤولين بكل تفاصيل الزيارة”.

– هل تنتهي تجربتك الأدبية عند أدب السجون؟

الأكيد أنها لن تنتهي عند أدب السجون، لأنها سابقة عليه، رغم أنني كتبت بالفعل أغلب قصائدي داخل المعتقل، لكنني استكمل الآن كتاباتي بعد الخروج من المعتقل، لأنني أراها الطريقة شبه الوحيدة للتعايش فرارًا من إعلان الهزيمة والانكسار أو حتى الانفجار؛ فالكتابة من أهم أدوات المقاومة على الإطلاق.

تعددت وسائل التهريب، فكنت أكتب على مناديل أو أوراق صغيرة للغاية، وعدد آخر من أدوات التهريب، وهي عملية شديدة التعقيد، ولم تكن تلك القصائد تصل في وقتها، من الممكن أن تصل لاحقًا بعد عدة شهور أو ربما لا تصل أبدًا.

– كيف تقيم السلطة في استخدامها قوانين التجديف؟

في دولة قانون الشخص الوحيد الذي يجب محاكمته هم الشيوخ المحرضون، لأنهم يخالفون مواد الدستور المصري، وبعد استخدامهم ضدي عبارات تستخدم في حد الردة، وربما تحرض على القتل والعنف.

هنا لا نتحدث عن ازدراء أديان أو إساءة إلى الذات الإلهية، فالله لا يحتاج مدافعين عنه، كما أن كل هذه التهم فضفاضة، تستخدم لتصفية الخصوم في أي لحظة.

ووجود مثل تلك التهم في حياتنا يعد جريمة من الأساس، ويجب أن تنتهي، فلا تجوز لمجتمع مثل مجتمعنا، أو دولة مثل مصر، أن يستمر وجود تهم استخدمت في العصور الوسطى بها، ونحن في العام 2024.

هناك عدد من رجال الدين – الّذين لا يعرفون عن الدين شيئًا- أرجح أنهم تحركوا ضدي بتعليمات من الجهة نفسها التي صادرت الديوان في المرة الأولى، وانطلقت فتاوى شديدة الجنون والخطورة، أصفها بالإرهاب، تتهمني وقصائدي بالكفر والزندقة والمروق.

وبفرض أن هؤلاء الشيوخ قد قاموا بتكفيري، تقربًا من السلطة، فكان من المنتظر من تلك السلطة والأجهزة الأمنية أن تلزمهم الصمت، لكن ذلك لم يحدث، وتصاعدت فتاوى تكفيري، ونحن نعلم جيدًا خطورة استخدام مثل تلك الاتهامات، خاصة مع حجم التفاعل من الجمهور مع هذا النوع من الخطاب، ما يؤدي إلى كثرة رسائل التحريض.

 وأرى أن هذا إرهاب في نظري، وأيضًا في نظر السلطة التي حاربت خطاب داعش والجماعات المتشددة، ووصفته مسبقًا بالإرهاب؛ لكن مشايخ الدولة استخدمت نفس خطاب داعش في إزاحة وتكفير المخالفين للسلطة، وتحت نظرها وحمايتها، فالخطاب هذه المرة محمي من الدولة فعلا أو قرارًا أو واقعًا، وكل مرة استخدم إما أن اغتيل المبدع، أو تعرض لهجمات عنيفة.

– كيف سترد على الهجمات التحريضية ضدك بسبب الديوان؟

قررنا مع الفريق القانوني برئاسة المحامي خالد علي، التوجه للقضاء من أجل وقف ما يحدث من هجمات تحريضية ضدي، ومن أجل محاولة منع الضرر المضاعف قبل أن يحدث، وإن كان قد حدث ضرر بالفعل بعد أن مُنِع الديوان للمرة الثانية من النشر والتوزيع، كما ألغي حفل التوقيع منذ أيام قليلة.

وأعلنت دار النشر مراجعة فريقها القانوني، لمعرفة ما إذا كان هناك سبب قانوني لعدم نشر الديوان وقرار الجهات الأمنية في ذلك.

وأنا شخصيا لا أقبل محاكمتي ومحاكمة الديوان إعلاميًّا أو مجتمعيًّا على أساس أنّي متّهم بالإيمان أو الكفر، ويجب أن أبرّر، ولن أتورّط في هذا بأيّ شكل. وفي الوقت نفسه يجب على السلطة أن تعي أنّها تستخدم سلاحًا خطيرًا يطال الدولة نفسها فيما بعد.

– هل كانت هناك مفاوضات معك للخروج من قبل السلطة؟

كانت هناك العديد من المساومات منذ الفترة الأولى لاعتقالي في 2014، لكن في كل مرة كنا نبدأ بقائمة طويلة من شروط من قبل السلطة يجب أن أقبلها لأخرج، لكني كنت أرفض وأراهن على أن الصمود لوقت أكثر في كل مرة سيقلل عدد من الشروط الخاصة بهم، وهذا تحقق لكن على مدار عشر سنوات.

أملى علينا المفاوضون في السابق قائمة من 12 شرطًا، لو قبلتها كانت ستمنع عني الحياة عقب خروجي، لذا رفضتها، وفي النهاية قبلت المفاوضات بشرط أن أخرج في هدنة، وفي رحلة تعافي طويلة مدتها لا تقل عن عامين، استكمل فيها دراسة الماجستير وغيرها من الأمور المؤجلة، لكن مشكلتي مع السلطة أن خطتي في رحلة التعافي قد أحبطتها منذ اليوم الأول عبر منعي ومراقبتي ومنع ديواني عن النشر.

مثلا حسابي البنكي محجوز عليه وموقوف بقيمة غرامة حكم العام 2015، والتي قدرت بـ18 مليون جنيه وقتئذٍ، رغم صدور قرار جمهوري بالعفو عني والقرار يشمل إلغاء كافة تلك التعقيدات، كما أني لا أستطيع استخراج جواز السفر حتى اللحظة، رغم خروجي من المعتقل منذ عشرة أشهر.

وقد طلبت من أحد أعضاء مجلس أمناء الحوار الوطني – رغم إعلان موقفي الحاسم من الحوار الوطني- أن يبلغ المسؤولين بضرورة منحي مساحة للحياة، وفي النهاية هناك من قرر أنه لن يترك لنا مساحة للحرية والحياة.

– من تدخل لخروج أحمد دومة من محبسه بعد كل تلك السنوات؟

الجهود التي بذلت في العشر سنوات مهولة، بدأت من هيكل والأبنودي وبعض الأسماء ممن كانوا على تواصل مباشر مع السلطة وقتئذٍ، مرورًا بالرئيس المؤقت عدلي منصور، الذي كتب في أحد المنصات الصحفية أنه يتعاطف مع دومة ويريد خروجه لكن أجهزة الدولة تمنعه، ومرورًا بآخرين بذلوا جهدًا في هذا الملف.

لكن في آخر الأمر، كان هناك ثلاثة أشخاص هم: حمدين صباحي وحسام مؤنس وخالد يوسف، الذين حسموا الجهود الأخيرة بشكل مباشر مع الدولة، وهم أول من استقبلوني من السجن، وأعرف من قبلها بسنتين الجهود شبه اليومية التي بذلوها لإخراجي من المعتقل.

– وكيف تقيم أداء النظام الحالي تجاه ما يحدث في غزة منذ بداية الحرب؟

أقسم الموقف من غزة إلى معسكرين؛ معسكر يدعم المقاومة فيه إيران وجنوب لبنان واليمن وبعض فصائل العراق، بغض النظر عن موقفي السياسي والفكري منهم في ملفات أخرى.

ومعسكر العدو متمثلًا في الموقف الرسمي المصري وكل المواقف العربية، التي أحسبها بوضوح وحسم في معسكر العدو، وكل ما يفعلونه هو ضد المقاومة ومع الصهيونية. هناك من يعلن على نحو حاسم موقفه المؤيد لتل أبيب والبعض يحاول أن يجمل موقفه.

في الموقف الرسمي المصري، هناك شيء واضح، يتمثل في أن هناك عشرات، وربما المئات من المصريين الذين تضامنوا مع غزة قد اعتقلوا جراء ذلك، وهي حالة لم تحدث حتى في تل أبيب، فربما تجد علمًا فلسطينيًا ضد حكومة نتنياهو في الأراضي المحتلة، لكنك لا تجده في مصر.

 وأتمنى أن تنتهي تلك الفضيحة في أقرب وقت، ويُفْرَج عن داعمي غزة من شابات وشباب، فمن العار أن يكون هناك مظاهرات بالآلاف في كل دول العالم، بينما في مصر لا يوجد مظاهرة ضد الإبادة في غزة.

– هل أجبرت الظروف الاجتماعية والاقتصادية المتدهورة في مصر، الشعب المصري، على الاختيار ما بين ظروفه القاسية وبين دعم فلسطين؟

لو جنبنا خطابات السلطة في الإعلام وغيره، التي تعزز من الخطاب الرسمي، وتوجهه وتعزز من أن يوم السابع من أكتوبر كان فكرة خاطئة، فأنا على يقين أن الشعب شديد الدعم والإيمان بالمقاومة بلا نقاش أو سقف.

وأرى أنّه لولا القمع لكانت الحال مغايرة، فالحالة الاقتصاديّة لا تؤثّر في دعم المصريّين لفلسطين، ولولا سحق كافّة المساحات والمنع كنّا سنرى مشهدًا شديد الإبهار من المصريّين.

– ماذا عن الصفقات الاقتصادية التي سمحت باقتطاع أجزاء من مصر لصالح بعض الدول؟

هذا قبول باحتلالات متعددة الجنسيات ومستترة خلف الاقتصاد والقروض والاستثمارات طويلة الأمد، لكني أتعامل معها أنها احتلالات حقيقية يجب التخلص منها فورًا.

ويجب أن نتعامل معها كما حدث وقت تيران وصنافير، وعلى من يوقع هذه الاتفاقات أن يعي جيدًا أنه يجب ألا يراهن على عدم تغير الوضع، فالمصريون لن يقبلوا التفريط في حقوقهم أو جزء من أرضهم في النهاية.

– هل ترى أنه من الممكن أن تصبح مصر دولة ديمقراطية؟

ربما يبدو غريبًا وساخرًا أني أعيد ترديد ما تحدثت به منذ سنوات، ومرفوض قطعًا الاختيار بين الحكم الديني والعسكري، لكن أزمتنا الآن مع الحكم العسكري، وهو شيء شديد الخطر على استقلال مصر الوطني وخريطتها ومساحتها.

الحل الوحيد في ظني استمرار إيمان المعتقدين في الحكم المدني والديمقراطية وقيم العدالة والكرامة، وشعارات يناير الرئيسية، بل والتبشير بها والنضال من أجل تحقيقها.

واتساع طيف المؤمنين الواعين بهذه المبادئ، وتصور الدولة المدنية التي يحكمها الدستور، هو الطريق الوحيد لحل أزمة الدولة وكسر تلك الدائرة، وأرى أن كل شيء ممكن في مصر طالما آمن به المصريون، فالثورات والتغيير وغيرها تأتي وفق إيمان شديد ومقاومة مستمرة. وليس هناك معركة حرية جاءت دون أثمان باهظة.

– وأخيرا، ماذا يحلم دومة لمصر؟

في البداية أحلم أن تبقى مصر موجودة من الأساس، فأصبحنا وطنًا يصارع على وجوده، وفي معركة الوجود تلك ما زلت أحلم بأحلام ثورة يناير المجيدة (الوطن والمواطن بحريته والعدالة).

ولا أستطيع فصل أحلامي لمصر عن أحلامي للتحرر الوطني في فلسطين والجولان وجنوب لبنان وأم الرشراش المصرية، لا أستطيع أن أقول إن حلم التحرير واستعادة كامل التراب الفلسطيني والعربي يجب أن نفصله عن يناير وثورتها، لأن فلسطين كانت على رأس خطاب الثورة وأحلامها، والخروج الوحيد للثوار من ميدان التحرير كان لغلق السفارة الإسرائيلية وإنزال العلم من عليها. وربما هذا يوضح تكالب الجميع على يناير والرغبة في التخلص منها.

عاجل .. استقالة مديرة الخدمة السرية كيمبرلي شيتل بسبب إطلاق النار على ترامب

 

رابط تقرير الشبكة

التفاصيل الكاملة عبر شبكة سي إن بي سي الامريكية  ''مرفق رابط تقرير الشبكة''

عاجل .. استقالة مديرة الخدمة السرية كيمبرلي شيتل بسبب إطلاق النار على ترامب

استقالت مديرة جهاز الخدمة السرية الأميركي كيمبرلي شيتل ، الثلاثاء، بعد غضب واسع النطاق بشأن فشل وكالتها في منع محاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترامب في تجمع انتخابي في بنسلفانيا في وقت سابق من هذا الشهر.

وجاءت استقالة تشيتل، كما أوردتها قناة إن بي سي نيوز لأول مرة نقلا عن مصادر، بعد يوم من تعرضها لانتقادات لاذعة من جانب أعضاء لجنة في مجلس النواب خلال جلسة استماع بشأن تصرفات جهاز الخدمة السرية التي سبقت تجمع ترامب في 13 يوليو/تموز في بلدة بتلر.

وفي تلك الجلسة، رفضت تشيتل الاستقالة، قائلة إنها الشخص الأكثر تأهيلا لرئاسة جهاز الخدمة السرية، المسؤول عن حماية الرئيس ونائب الرئيس وأفراد أسرتيهما والمرشحين الرئاسيين البارزين.

ولكن يوم الثلاثاء، كتب تشيتل في رسالة إلى موظفي الخدمة السرية، ”في ضوء الأحداث الأخيرة، وبقلب مثقل، اتخذت القرار الصعب بالاستقالة من منصب مديركم”.

″إن المهمة الجليلة التي تقع على عاتق جهاز الخدمة السرية هي حماية زعماء أمتنا والبنية الأساسية المالية. وفي الثالث عشر من يوليو/تموز، فشلنا في تحقيق هذه المهمة”، كما كتب تشيتل.

″لقد كان التدقيق خلال الأسبوع الماضي مكثفًا وسيستمر مع زيادة وتيرة عملياتنا. وبصفتي مديركم، أتحمل المسؤولية الكاملة عن الخلل الأمني”.

وقال رئيس لجنة الرقابة والمساءلة في مجلس النواب ، التي استجوبت شيتل يوم الاثنين، في بيان بشأن استقالتها، إن ذلك لن يوقف مطالبة اللجنة بـ”مزيد من المساءلة” من جانب جهاز الخدمة السرية.

وقال النائب جيمس كومر، جمهوري من ولاية كنتاكي، رئيس اللجنة: ”إن جهاز الخدمة السرية لديه مهمة لا تقبل الفشل، إلا أنه فشل تاريخياً في عهد المدير تشيتل”.

وقال كومر ”في جلسة الاستماع التي عقدتها لجنة الرقابة أمس، لم تبد المديرة شيتل أي ثقة في قدرتها على ضمان قدرة جهاز الخدمة السرية على الوفاء بمهمته الوقائية. وفي حين أن استقالة المديرة شيتل تشكل خطوة نحو المساءلة، فإننا في حاجة إلى مراجعة كاملة لكيفية حدوث هذه الإخفاقات الأمنية حتى نتمكن من منعها من المضي قدمًا”.

نجا ترامب، المرشح الجمهوري لمنصب الرئيس، بأعجوبة من القتل في إطلاق النار الذي نفذه توماس كروكس، البالغ من العمر 20 عامًا. توفي أحد الحاضرين في التجمع في إطلاق النار، وأصيب رجلان بجروح خطيرة.

أطلق مجهولون النار على ترامب من فوق سطح مبنى يبعد حوالي 150 ياردة عن المنصة التي كان يتحدث فيها ترامب.

ولم توسع الخدمة السرية محيطها الأمني ​​للتجمع ليشمل المجمع الذي يضم ذلك المبنى، بل تركت الأمر لمسؤولي إنفاذ القانون المحليين لتأمين تلك المنطقة.

كما سمح عملاء الخدمة السرية لترامب بالصعود على المنصة والبدء في الحديث بعد تلقي تقرير من الشرطة المحلية يفيد برؤية شخص مشبوه في الحدث. وانتهى الأمر بهذا الشخص إلى أن يكون كروكس، الذي قُتل برصاص قناص من الخدمة السرية بعد أن أطلق عدة طلقات على ترامب.

وتعرض تشيتل لسخرية واسعة النطاق بعد إطلاق النار لتبرير قرار عدم وضع قناص من ضباط إنفاذ القانون على السطح الذي صعد إليه كروكس في أعين المشاركين في التجمع الذين حذروا الشرطة مما كان يفعله.

وأشار تشيتل في مقابلة مع شبكة إيه بي سي نيوز إلى أن السقف كان مائلاً في أعلى نقطة له.

وقالت لشبكة إيه بي سي نيوز: ”هناك عامل أمان يجب مراعاته هنا وهو أننا لا نريد

أن نضع شخصًا على سطح مائل، لذا فقد اتخذنا القرار بتأمين المبنى من الداخل”.

وفي نهاية الأسبوع الماضي، اعترف جهاز الخدمة السرية بأنه في أعقاب إطلاق النار، صرح بشكل غير صحيح بأن الوكالة لم ترفض طلبات من حملة ترامب لتعزيز الأمن له.

وجاء إطلاق النار، وهو أخطر محاولة اغتيال ضد رئيس أمريكي منذ أكثر من 40 عامًا، بعد أن أبلغت الخدمة السرية بمعلومات استخباراتية تفيد بأن ترامب كان هدفًا لمؤامرة اغتيال إيرانية. ولم يتم ربط كروكس بإيران.

كانت الخدمة السرية في السنوات الأخيرة هدفًا لانتقادات شديدة بسبب سلسلة من الفضائح والأخطاء.

«الدكتور جيكل ومستر هايد»

 


«الدكتور جيكل ومستر هايد»


من اخطر فئات تجار السياسة فى مصر هؤلاء المتحذلقين الذين يدعمون بأعمالهم وأفعالهم فى العلن العسكرة و التمديد والتوريث والاستبداد وتقويض الحريات العامة والديمقراطية ومنع التداول السلمى للسلطة وانتهاك استقلال المؤسسات، ويتمسحون فى ذات الوقت بالباطل فى المعارضة الوطنية الشريفة عبر فعالياتها وندواتها ومؤتمراتها بالكلام الغوغائى وخطب الاستغفال ضد الاستبداد، وتكمن خطورة هؤلاء فى انهم يتظاهرون امام الناس بغير ما يبطنون. بوهم استغفال الناس. رغم ان الناس عن مسيرتهم الشائنة المزدوجة عالمون انهم يسيرون على غرار احداث رواية «الدكتور جيكل ومستر هايد» المرعبة التى كتبها المؤلف الأسكتلندي روبرت لويس ستيفنسون ونُشرت للمرة الأولى عام ١٨٨٦، وتدور أحداثها حول محامي يقطن لندن يُدعى السيد أترسون يقوم بالتقصي عن أحداث غريبة تقع لصديقه القديم دكتور جيكل هايد. ويرتبط العمل عمومًا بحالة نفسية نادرة أحيانًا ما يُطلق عليها بطريق الخطأ «انفصام الشخصية»؛ حيث يوجد بداخل الشخص الواحد أكثر من شخصية مختلفة، وفي الحالة التي تطرحها الرواية، توجد بداخل الدكتور جيكل هايد شخصيتان مختلفتان تمام الاختلاف من الناحية الأخلاقية، إحداهما دكتور جيكل طيبة مثالية في الظاهر مع الناس، والأخرى مستر هايد شريرة منحطة ترتكب الجرائم الدموية المرعبة البشعة ضد الناس. وكان للرواية تأثير قوي؛ حتى إن عبارة «دكتور جيكل ومستر هايد» أصبحت دارجة فى العالم كلة وتعني الشخص الذي يختلف توجُّهه الأخلاقي اختلافًا جذريًّا من موقف لآخر. وايا كانت خفايا شخصيات اخطر فئات تجار السياسة فى مصر، سواء كانت مرضية أو استخباراتية، فانهم معروفين بافعالهم المتناقضة للناس جيدا، وهم لا يستغفلون الناس، بل يستغفلون انفسهم.

حاكم مصر الأوحد

 


حاكم مصر الأوحد


عرفت المستشار هشام بدوى، الذى أصدر الجنرال عبدالفتاح السيسي، فى مثل هذة الفترة قبل 4 سنوات، القرار الجمهورى رقم 456 لسنة 2020، بتجديد تعيينه، رئيسا للجهاز المركزى للمحاسبات بدرجة وزير، لمدة أربع سنوات، اعتبارًا من يوم 7 أغسطس 2020 وتنتهى اوائل شهر اعسطس المقبل 2024، فى ظروف صعبة، بعد ان مثلت أمامه واستمع الى أقوالى فى قضية كبيرة ابان تولية رئاسة نيابة امن الدولة العليا بمنطقة مصر الجديدة بالقاهرة، ورغم تقديرى الكبير للمستشار هشام بدوى، الا انني ارفض مع سائر الشعب المصرى و أسس الحق والعدل طريقة تعيينه في منصبه، بعد ان اغتصب الجنرال السيسي طريقة تعيينة بدون وجة حق، اذا أصدر قبل انتخاب برلمان السيسى 2015، مرسوم جمهورى بتمكين نفسة من اقصاء وتعيين رؤساء الأجهزة والجهات الرقابية فى مصر ومنها الجهاز المركزى للمحاسبات، المفترض قيامها بمراقبة أداء السيسى مع حكوماته الرئاسية المتعاقبة وأخطار البرلمان والنيابة والقضاء عند انحرافه عن السلطة، بدلا من البرلمان الذى جعل السيسى دورة هامشى يتمثل فى الموافقة على مراسيمه وقوانينه وتعديلاته، عبر الائتلاف واحزاب الهوان المحسوبة عليه وتملك صوريا الأغلبية الكاسحة فى البرلمان، وتنازلت طواعية عنها وهي في كامل قواها العقلية وتشكيل الحكومات للسيسى بالمخالفة للدستور الذي يمنع السيسى من الجمع بين السلطات، وانتهاك استقلال المؤسسات والهيمنة عليها، ومنها المؤسسات التشريعية والمحكمة الدستورية العليا وجميع الهيئات القضائية ومنصب النائب العام والجامعات والكليات والصحافة والإعلام والأجهزة والجهات الرقابية وحتى مفتى الجمهورية، وجاءت معرفتى بالمستشار هشام بدوى، بعد أن وقفت امامة إبان توليه منصب رئيس نيابة امن الدولة العليا، كمجنى عليه فى قضية رشوة قائد نقطة شرطة كمين طريق السويس/القاهرة الصحراوى، وضباط وأفراد نقطة شرطة الكمين، بعد أن ألقى جهاز مباحث الأموال العامة بوزارة الداخلية، بناء على بلاغ منى، القبض عليهم وهم : قائد نقطة شرطة كمين طريق السويس/القاهرة الصحراوى، وهو ضابط شرطة برتبة رائد، و أمين شرطة، ومخبر سرى، أثناء تقاضيهم مبلغ رشوة منى، نظير قيامهم بتمزيق محضر ملفق ضدى، وعندما اكتشف قائد نقطة شرطة الكمين بعد فوات الاوان، قيامى بتسجيل واقعة تقاضيه مبلغ الرشوة منى سرا، قام بإتلاف جهازى التسجيل و ضربى وتعذيبى حنى انقذتنى قوة جهاز مباحث الأموال العامة بوزارة الداخلية وألقت القبض على الجناة متلبسين، وخلال التحقيقات استمع المستشار هشام بدوى الى اقوالى، و قام بمواجهتى مع قائد نقطة شرطة كمين طريق السويس/القاهرة الصحراوى وباقى المتهمين، وأمر بإشراف المستشار أسامة سرايا المحامى العام لنيابة امن الدولة العليا وقتها، بحبس ضابط الشرطة وأمين الشرطة والمخبر السري 15 يوم على ذمة التحقيق بتهمة استعمال القسوة وتقاضى رشوة وإتلاف محررات رسمية وإتلاف اجهزة فنية مملوكة لوزارة الداخلية، وعقد المستشار رجاء العربى النائب العام وقتها، مؤتمرا صحفيا اعلن فية احالة المتهمين الى محكمة جنايات امن الدولة العليا، والتى قضت بالسجن المشدد لمدة ثلاث سنوات ضد الجناة مع تغريم كل منهم الفى جنية، وكنت قبل حدوث هذه الواقعة بحوالى 48 ساعة قد تقدمت ببلاغ الى مباحث الاموال العامة بوزارة الداخلية، أكدت فيه قيام ضباط وأفراد نقطة شرطة الكمين، بانزالى من الاتوبيس الذى كنت متوجها فية من السويس الى القاهرة، وتلفيق محضر ضدى، وطالبهم رشوة الف جنية منى نظير تمزيق المحضر، ومنحونى مهلة 48 ساعة لاحضار المبلغ، وتم استئذان نيابة امن الدولة العليا، وتذويدى بجهازين تسجيل وبث مباشر دقيقة غير منظورة على جسدى متصلين بسماعة دقيقة عند مقدمة ياقة قميصى، وبعد قيام ضباط وافراد نقطة شرطة الكمين بالحصول على مبلغ الرشوة منى وتمكنى من تسجيل الواقعة وبثها مباشرة الى سيارة ميكروباص مدعمة باجهزة اليكترونية مع قوة ضباط مباحث الاموال العامة التى كانت تقف بعيدا على الطريق لعدم مشاهدتها، فطنت قوة الكمين للكمين الذى قمت بة ضدهم، وقاموا بتفتيشى بدقة ووجدوا جهازى تسجيل، وتجريدى من ملابسى لبيان وجود اجهزة اخرى، ولم يفطنوا بانى قمت ببث واقعة تسلمهم الرشوة مباشرة الى قوة موجودة على الطريق، والتى قامت باستقبال البث وتسجيلة لديها اولا باول، وثاروا ضدى على وهم حضورى بمفردى، وانهالوا على راسى ووجهى وجسدى بكعوب اسلحتهم، وسارعت قوة ضباط مباحث الاموال العامة الى النقطة ومداهمتها قبل القضاء على، واصيب ضباط وافراد نقطة شرطة الكمين، بالصدمة وعجزوا عن النطق مع قيام ضباط الشرطة، بمداهمة نقطة الشرطة، والقبض على ضباط وافراد نقطة الشرطة، والذين القوا اسلحتهم ورفعوا ايديهم، وانهاروا بعد قيدهم بالاصفاد الحديدية، وتم اصطحابهم الى مبنى مباحث الاموال العامة بوزارة الداخلية الكائن فى الدور الحادى عشر بمجمع التحرير بميدان التحرير بالقاهرة، ومنة الى نيابة امن الدولة العليا بمصر الجديدة، فى حين تم نقلى الى مستشفى هليوبوليس بمصر الجديدة، وخرجت صباح اليوم التالى من المستشفى الى نيابة امن الدولة العليا للادلاء باقوالى فى تحقيقات المستشار هشام بدوى رئيس نيابة امن الدولة العليا وفريق معاونية تحت اشراف المستشار هشام سريا المحامى العام لنيابة امن الدولة العليا وقتها، وسارت التحقيقات وبعدها المحاكمة فى مجراها حتى تم معاقبة الجناة، وتولى بعدها المستشار هشام بدوى منصب المحامى العام لنيابة امن الدولة العليا، ثم منصب نائب رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات، حتى تولى يوم الاحد 12 يونيو 2016، منصب رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات لمدة 4 سنوات بقرار فردى من السيسى لا رد لة، ثم جدد السيسى تعيينة لمدة أربع سنوات، اعتبارًا من يوم 7 اغسطس 2020.

تحويل السيسى بالكرباج والجزمة احزاب ظلت 40 سنة معارضة الى راقصين للسيسى لن يؤدي الى خضوع الشعب لاستبدادة بل سوف يؤدي الى احتقانه وانفجاره في النهاية وليس استسلامة

 


تحويل السيسى بالكرباج والجزمة احزاب ظلت 40 سنة معارضة الى راقصين للسيسى لن يؤدي الى خضوع الشعب لاستبدادة بل سوف يؤدي الى احتقانه وانفجاره في النهاية وليس استسلامة


من اكبر الاخطاء السياسية الكارثية الغبية التى ارتكبها الجنرال الحاكم عبدالفتاح السيسى منعة بالتهديد والوعيد وسياسة العصا والجزرة والضرب بالجزمة وجود أحزاب معارضة وزعيم معارضة في نظام حكمه الاستبدادي الاغبر على مدار اكثر من 11 سنة حتى الآن. وصمم على وجود شكل تهريجى للحياة السياسية الحزبية المصرية لا نظير له فى جميع دول كوكب الأرض لا توجد فيه أى شكل من أشكال المعارضة داخل البرلمانات والمجالس التي قام بصنعها وخارجها. كانما الارض انشقت وابتلعت أحزاب المعارضة المصرية وزعماء المعارضة المصرية بعد أربعين سنة من عودة الحياة السياسية الحزبية المصرية. رغم ان حوالي 99 في المائة من الشعب المصرى معارض بطبعه و إرادته وعزيمته ومبادئه وإيمانه ولولا ذلك ما كانت قد قامت ثورة 25 يناير 2011. وأصبحت معظم الأحزاب السياسية المصرية الموجودة داخل وخارج المجالس والبرلمانات المصطنعة كلها احزاب حكومية مخصصة للطبل والزمر للسيسى وتحقيق أطماعه الاستبدادية الشخصية حتى إذا أراد تحويل مصر الى إمبراطورية عسكرية ملكية وراثية بدلا من جمهورية عسكرية ملكية وراثية. ومن تمسك من السياسيين وقادة الأحزاب بنصوص مواد دستور 2014 التى تنص على ان نظام الحكم فى مصر قائم على التعددية السياسية والحزبية والتنوع الفكري والتداول السلمى للسلطة ألقى القبض عليه بتهم الإرهاب وزج بة فى السجون وجمد نشاطه السياسى والحزبى. مما أدى الى ركوع قيادات العديد من الأحزاب السياسية التي كانت ترفع راية المعارضة على مدار 4 عقود رعبا وفزعا وهلعا وارتضوا ان يبيعوا الشعب المصرى مع مبادئ احزابهم السياسية في الحريات العامة والديمقراطية للسيسى وان يكونوا مطية للسيسى فى هدم دستور وقوانين ومؤسسات الشعب ودعس راية ديمقراطية الشعب واعلاء راية استبداد السيسي وتمديد وتوريث مصر للسيسى ومنع التداول السلمى للسلطة وعسكرة البلاد وانتهاك استقلال المؤسسات والجمع بين السلطات واصطناع المجالس والبرلمانات والمؤسسات و شرعنة الاستبداد وتقويض الحريات العامة والديمقراطية ونشر حكم القمع والإرهاب وتكديس السجون بحوالى ستين ألف معتقل بتهم ملفقة. نتيجة قصور فى الإدراك السياسي الفكري لرجل عسكري ذي عقلية متحجرة تعيش فى العصور الوسطى لا يفهم في أصول السياسة شئ أوهم نفسه بانة من خلال خداع الشعب عبر مشاهدته اختفاء المعارضة السياسية الحزبية فى مصر وكأنما مخلوقات من كوكب زحل اختطفتهم يخضع لنظام حكم مواخير الليل والدعارة السياسية. فى حين ان هذا الفكر الاستبدادي العبيط المتخلف يؤدى الى احتقان الشعب وليس خضوعة وانفجاره في النهاية وليس استسلامة.

من الصالح العام للشعب المصري بعد سقوط ديكتاتورية السيسي حل جميع الأحزاب السياسية التى ساعدته فى اعادة نظام حكم مواخير الليل والدعارة السياسية وعزل قيادتها وأعضائها سياسيا

 


من الصالح العام للشعب المصري بعد سقوط ديكتاتورية السيسي حل جميع الأحزاب السياسية التى ساعدته فى اعادة نظام حكم مواخير الليل والدعارة السياسية وعزل قيادتها وأعضائها سياسيا


من الصالح العام للشعب المصرى الاستعداد منذ الآن لما بعد سقوط دكتاتورية الجنرال السيسي بعد التعلم من أسباب عودة نظام حكم مواخير الليل والدعارة السياسية لضمان عدم تجدد قيام مغامر بالانقلاب على إرادة الشعب ودستور البلاد في الحريات العامة والديمقراطية والتداول السلمى للسلطة ومدنية الدولة بالاستعانة بأحزاب الهوان الانتهازية التي كانت تتظاهر بالمعارضة الوطنية وباعت الشعب للجنرال السيسي واتخذها مطية على درب الحزب الوطنى المنحل والرئيس المخلوع مبارك فى طريق الإفك والبهتان. ومن بينها عدم الاكتفاء بحل حزب الجنرال السيسى الاستبدادي الحاكم المسمى مستقبل وطن مثلما تم مع حل الحزب الوطنى الديمقراطى للرئيس الاستبدادى المخلوع الجنرال مبارك وحزب الحرية والعدالة الإخوانى للرئيس الاستبدادى المعزول الشيخ مرسى وترك أذنابهم من أحزاب الهوان الانتهازية التي كانت تتظاهر بالمعارضة الوطنية وساعدت الجنرال السيسى على إعادة الدكتاتورية ونظام حكم مواخير الليل والدعارة السياسية. بل يجب ان يتم ايضا حل أحزاب الهوان الانتهازية التى كانت تتظاهر بالمعارضة الوطنية وباعت الشعب مع مبادئها السياسية المزعومة فى الحريات العامة والديمقراطية للجنرال السيسى. ليكون درسا لها وأمثالها من الخونة المارقين لمبادئ أحزابهم السياسية والشعب المصري الذين اتخذوا الحياة السياسية الحزبية تجارة لتحقيق المغانم والاسلاب السياسية والشخصية. وعدم الاكتفاء بعزل قيادات وأعضاء حزب الجنرال السيسى الاستبدادي الحاكم سياسيا. بل ايضا عزل قيادات وأعضاء أحزاب الهوان الانتهازية التي كانت تتظاهر بالمعارضة الوطنية وباعت الشعب مع مبادئها السياسية المزعومة في الحريات العامة والديمقراطية للجنرال السيسي. ومنعهم من المشاركة فى العمل السياسى الى الابد مع كون الفساد السياسى وبيع المبادئ والذمم والأعراض السياسية والأرواح البشرية أخطر على الشعب المصرى من الديكتاتور الشيطانى الجهنمى ذاته. وكذلك حل لجنة شئون الأحزاب السياسية التى تقاعست عن أداء دورها فى اتخاذ الإجراءات القانونية لحل أحزاب الهوان الانتهازية التى كانت تتظاهر بالمعارضة الوطنية وباعت الشعب مع مبادئها السياسية المزعومة فى الحريات العامة والديمقراطية للجنرال السيسى بالمخالفة لقانون تنظيم عمل الأحزاب السياسية رقم 40 لسنة 1977. وايضا تقاعست عن أداء دورها فى اتخاذ الإجراءات القانونية لحل الأحزاب الدينية التي تقضي المادة 74 من دستور 2014 بحلها. وتعديل قانون تنظيم عمل الأحزاب السياسية رقم 40 لسنة 1977 لضمان عدم تكرار هيمنة السلطة التنفيذية او حتى التشريعية باى شكل على لجنة شئون الأحزاب السياسية عند اعادة تشكيلها برموز قضائية محايدة وتمكينها من أداء رسالتها فى استقلال قضائى كامل وشامل.

ازمة المياه تتفاقم في مصر: انقطاعات متكررة وارتفاع في الأسعار

 

رابط موقع زاوية ثالثة

ازمة المياه تتفاقم في مصر: انقطاعات متكررة وارتفاع في الأسعار


تعاني القرى والأماكن الأكثر احتياجًا من انقطاع متكرر لمياه الشرب، إلى جانب الارتفاع المستمر في أسعار المياه.
بالتزامن مع تفاقم أزمة الكهرباء في مصر خلال الأشهر الماضية، يواجه المواطنون في عدد من المحافظات أزمة انقطاع متكررة لمياه الشرب في المنازل؛ ما يثير جدلًا واسعًا خشية الدخول بأزمة نقص لـ المياه، خاصة في ضوء التقارير المتواترة عن الملء الخامس لسد النهضة الإثيوبي خلال يوليو الجاري، وتأثير ذلك على حصة مصر من المياه بشكل مباشر.
وتشهد مناطق متفرقة من محافظة الجيزة انقطاعًا للمياه، ما بين ثلاثة وخمسة أيام متواصلة في منطقتي فيصل وحدائق الأهرام، فضلًا عن الانقطاع المتكرر بمحافظات الشرقية وأسوان والإسكندرية ومرسى مطروح والقاهرة والبحيرة، التي شهدت انقطاع للمياه استمر 20 يومًا كاملة، في يونيو الماضي، حسب مواطنين تحدثنا معهم، وعبر رصد شكاوى مختلفة على وسائل التواصل الاجتماعي.
رغم ذلك، رفعت الحكومة مرارًا أسعار المياه، خلال السنوات الماضية، فقد وصلت الزيادة الأولى في عام 2016، إلى نحو 25% من تعريفة المياه وقتئذٍ، ثم عادت شركة المياه لتعلن في العام التالي 2017، زيادة أسعار الشرائح، لتصل الشريحة الأولى إلى 45 قرشًا للمتر المكعب من 30 قرشًا في شريحة الاستهلاك الأولى بين صفر وعشرة أمتار مكعبة، بينما زادت الشريحة الثانية إلى نحو 120 قرشًا بدلًا عن 70 قرشًا للمتر المكعب، للاستهلاك بين 11 – 20 مترًا مكعبًا، والشريحة الثالثة إلى 165 قرشًا من 155 قرشًا، للاستهلاك بين 21-30 مترًا، والشريحة الرابعة إلى 200 قرش للمتر المكعب لاستهلاك الشريحة التي تصل إلى 40 مترا مكعبًا، فيما زادت الشريحة الخامسة للاستهلاك الذي يزيد عن 40 مترًا إلى نحو 215 قرشًا. وجاء عام 2018، لتعلن الحكومة زيادة أسعار الاستهلاك ثانية، إذ زادت أسعار الشريحة الأولى إلى 65 قرشًا للمتر، والثانية إلى 160 قرشًا للمتر، فيما ارتفعت الشريحة الثالثة إلى 225 قرشًا للمتر المكعب، بينما الرابعة إلى نحو 275 قرشًا للمتر المكعب الواحد، بينما الاستهلاك الذي تخطى 40 متر مكعب من المياه يوميًا فقد قُدر بنحو 315 قرشًا، حسب ما نشر بالجريدة الرسمية.
بررت الحكومة تلك الزيادات، بأنها جاءت وفق اتفاقية وقعتها مع الاتحاد الأوروبي ضمن برنامج سياسات الجوار، وتلتزم فيه بزيادة سنوية على تعريفة مياه الشرب للاستخدامات المنزلية والتجارية، لمدة خمس سنوات متتالية حتى تصل التعريفة إلى سعر التكلفة الحقيقي.
يقول مواطنون تحدثوا إلى زاوية ثالثة من عدة محافظات، أن أسعار الفواتير قد تضاعفت منذ مطلع العام الجاري 2024، تزامنًا مع انقطاع المياه المستمر.
وتقول الشركة القابضة للمياه إن الأزمة مؤقتة، ناتجة عن أعمال التحديث والصيانة بعدة محافظات؛ ما يتسبب في انقطاع الإمدادات بشكل مستمر، لكن تقارير غير رسمية تشير إلى أزمة كبرى في إمكانية القاهرة توفير احتياجاتها من مياه الشرب والزراعة، نتيجة انخفاض منسوب النيل، وما يترتب عليه من انخفاض كميات المياه في الترع والمصارف الفرعية، وعجز الدولة عن توفير بدائل حتى اللحظة.
بعض المحافظات، وفي مقدمتها مرسى مطروح، الواقعة في شمال البلاد على ساحل البحر المتوسط، رفعت مؤخرًا شعار “تخفيف أحمال المياه”، في ضوء أزمة طاحنة ضربت المحافظة على مدار الأشهر الماضية، و تنشر شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالمحافظة، على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” بشكل يومي جداول مواعيد ضخ المياه في مناطق المحافظة المختلفة، وتكون لساعات محدودة، لا يتمكن فيها الأهالي من قضاء احتياجاتهم اليومية أو تخزين المياه بشكل كافٍ لتعويض فترات الانقطاع، فيما وصل سعر فنطاس المياه إلى نحو 1500 جنيهًا.
وتواجه مصر عجزًا سنويًا في المياه يبلغ حوالي سبعة مليارات متر مكعب. وقد تنفد المياه من البلاد بحلول عام 2025، حيث يُقدر أن 1.8 مليار شخص في جميع أنحاء العالم سيعيشون في ندرة مطلقة في المياه، وتغير المناخ هو جزء رئيسي من المشكلة، وفق الأمم المتحدة.
حياة صعبة
يصف مواطنون تحدثوا إلى زاوية ثالثة، معيشتهم في ظل الانقطاع المتكرر للمياه والكهرباء بأنها باتت صعبة للغاية، تقول سهام السيد – محامية عشرينية مقيمة بمنطقة حدائق الأهرام بالجيزة-، إنهم يشتكون من الأزمة المستمرة على مدار شهور دون حل، أو بحلول مؤقتة تعود بهم إلى المربع صفر من جديد.
تشير سهام إلى أن المياه مقطوعة لمدة ثلاثة أيام، عن المنطقة بأكملها، بينما تبرر الشركة الحكومية سبب الانقطاع بعمل إصلاحات، وتعدهم بحل المشكلة في أقرب وقت؛ لكن ذلك لا يحدث، وفق سهام.
تقول: “نحن أسرة مكونة من أربعة أفراد، أعاني على مدار اليوم لتوفير احتياجات أطفالي الاثنين الأساسية في ظل ارتفاع درجات الحرارة التي قد تصل إلى 42 درجة بالنهار، وانقطاع الكهرباء، وبسبب الحرارة يعاني طفلي من حساسية شديدة ويحتاج إلى الاستحمام والنظافة بشكل مستمر؛ لكن المياه التي نحصل عليها قليلة جدًا ونادرة أحيانًا، ونشتري مياه للشرب بشكل مستمر وهذا مكلف للغاية، وهناك بعض الأسر المجاورة تضطر لشرب مياه غير نظيفة، لـ عدم قدرتها على شراء المياه المعدنية”.
وحول آليات توفير المياه في ضوء هذه الظروف تقول ساخرة: “عدنا إلى عصر السقا، الذي كان يحمل كميات من الماء ويوزعها على المنازل في القاهرة القديمة، قبل مائة عام وأكثر؛ فاليوم نشتري المياه من بعض الباعة المتجولين”.
وتعد أزمة المياه انتهاكًا لحق أصيل للمواطن حيث تنص المادة 79 من الدستور المصري أن “لكل مواطن الحق فى غذاء صحى وكاف، وماء نظيف، وتلتزم الدولة بتأمين الموارد الغذائية للمواطنين كافة. كما تكفل السيادة الغذائية بشكل مستدام، وتضمن الحفاظ على التنوع البيولوجي الزراعي وأصناف النباتات المحلية للحفاظ على حقوق الأجيال”.
كما تلتزم الدولة بوضع خطة قومية شاملة، لمواجهة مشكلة العشوائيات تشمل إعادة التخطيط وتوفير البنية الأساسية والمرافق، وتحسين نوعية الحياة والصحة العامة، كما تكفل توفير الموارد اللازمة للتنفيذ خلال مدة زمنية محددة، وفق المادة 78 من الدستور.
ومن منطقة فيصل القريبة من حدائق الأهرام بالجيزة، تقول هاجر إسماعيل التي تقطن المنطقة، إن “الأمر أصبح معتادًا، فمنذ سنوات تقطع المياه على مدار اليوم، ولا تتوافر إلا فجرًا، لذلك نقوم بتعبئة وتخزين المياه وقضاء حاجتنا المنزلية مثل التنظيف وغسل أواني المطبخ والأدوات المنزلية في الفجر، وباقي اليوم نستخدم المياه المخزنة”.
وتضيف: “مؤخرًا باتت الأزمة متفاقمة، تنقطع المياه لأيام قد تصل إلى أسبوع في بعض المناطق، ومع انقطاع الكهرباء لا تعمل المواتير الخاصة بتقوية المياه، وأصبحت الحياة شبهة مستحيلة، خاصة في ظل وجود أطفال وارتفاع درجات الحرارة في مصر بمعدلات كبيرة هذا العام، ولا نعرف ماذا نفعل”.
وتتابع: “تواصلنا مع شركة المياه ومع رئاسة الحي وقدمنا عشرات الشكاوى، ووعدونا بحل الأزمة وفي كل مرة لا يحدث جديد، أو يتم الحل لمدة أسبوع أو 10 أيام على الأكثر ثم يعود الانقطاع ثانية”.
إضافة إلى ذلك، تستنكر “إسماعيل” الزيادة المبالغ فيها بأسعار المياه، رغم الأزمة، مشيرة إلى أن الفواتير قد تضاعفت ثلاث مرات منذ بداية عام 2024، فبعد أن كانت تدفع 50 جنيه شهريًا، نظير شحن عدّاد المياه، لا تكفيها اليوم 200 جنيهًا، مطالبة الحكومة باتخاذ إجراء لوقف الانقطاع المتكرر ومراعاة مصلحة المواطنين.
ولا يختلف الأمر كثيرًا بالنسبة لمؤمن عبد الرازق المقيم بمحافظة سوهاج، الذي يعاني وأسرته مؤخرًا بسبب انقطاع المياه وزيادة أسعارها، يقول في حديثه إلى زاوية ثالثة إن “الخدمات الأساسية لم تعد متوفرة في ظل انقطاع المياه والكهرباء”.
ويضيف: “ابني طالب في الثانوية العامة وهذه الفترة يؤدي اختباراته، ووالدتي مسنة وتقيم معي بمنزلي، ونعاني جميعًا بسبب الكهرباء والمياه، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، وعدم استجابة المسؤولين لـ الاستغاثات المتكررة”.
وقد شهدت سبع محافظات، الثلاثاء الماضي، انقطاعًا كاملًا للمياه ببعض قُراها؛ في الدقهلية، شهدت قرى أهالي قرى (المنيل، والعبد، وكَفر الترعة الجديد، والجزار، والخلالة) انقطاع مياه الشرب لفترات طويلة، وانخفاض ضغط المياه؛ ما اضطر الأهالي لشراء خزانات مياه بسعر 100 جنيه للمتر المكعب، و ملء القارورات من القرى المجاورة. كما استغاث أهالي شرق أسوان، خاصة عزب (كيما والصداقة الجديدة)، من انقطاع مياه الشرب، خاصة في الأدوار العليا، وفي فترة النهار. وفي كفر الشيخ، شهدت قرى (الرياض، وبيلا، والحامول، ومطوبس) انقطاع مياه الشرب بسبب انقطاع الكهرباء عن محطات المياه.كما استمرت أزمة انقطاع المياه في المنوفية و الوادي الجديد لليوم الثالث، وسط استغاثات عاجلة من المواطنين دون جدوى.
أيضًا- دشن مئات المواطنين شكاوى واستغاثات عبر صفحات التواصل الاجتماعي مطالبين بحل الأزمة، وكتبت ليلى على مجموعة لأهالي منطقة فيصل تقول: “سألنا في شركة المياه عن القطع المستمر للمياه في فيصل، قالو فيصل منطقة عشوائية، عدد سكانها كبير، وقد ارتفع في الفترة الأخيرة مع دخول أعداد من النازحين من جنسيات لدول مجاورة”.
تضيف ليلى أن الشركة قالت إن “حصة المياه الخاصة بكم صغيرة وثابتة ولا تكفي السكان الأصليين، ولم تزيد مع زيادة الأعداد، ولن تزيد في المستقبل القريب حتى نتمكن من توزيع المياه على المدن الجديدة والكمبوندات المجاورة، لذلك تعودوا على قطع المياه.”
تؤكد: “الأمر ليس له علاقة علاقة بمترو أو أعمال صيانة، ليس هناك نية لزيادة حصة المياه الخاصة بفيصل”.
كذلك كتبت ريم أبو عياد تقول: ” انقطاع التيار الكهربائي تسبب أيضًا في قطع المياه عن مدينة سكنية كبيرة بالكامل، والسؤال كيف يتم قطع الكهرباء عن مضخات المياه؟ هل من يخفف الأحمال لا يستطيع تمييز الأمور لهذا الحد؟ ندفع مبالغ طائلة ولا نأخذ أي مقابل؟”
ويوم الثلاثاء الماضي، أعلنت شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالجيزة، انقطاع إمدادات المياه عن حدائق الأهرام بالكامل، نتيجة لانقطاع التيار الكهربائي عن مآخذ محطة مياه أكتوبر الجديدة بالعياط، وقد أدى هذا الانقطاع إلى توقف محطة أكتوبر الجديدة المغذية لرافع هضبة الأهرام، ولتخفيف تأثير هذا الانقطاع، قامت الشركة بضخ المياه المتاحة بالخزان.
وأضافت الشركة أنها قامت بالتنسيق مع جهاز أكتوبر لرفع ضغط المياه الواردة لهضبة الأهرام بكميات مناسبة لملء الشبكات والخزان.
ما الأسباب؟
تواصلت زاوية ثالثة على مدار ثلاثة أيام متصلة مع مسؤولين داخل شركة المياه والصرف الصحي العامة وداخل محافظتي الجيزة والقاهرة، فضلًا عن عدد من رؤساء الأحياء المتضررة، رفض بعضهم الحديث فيما طالب آخرون بالانتظار لحين تدقيق المعلومات، ولم تصلنا منهم أية ردود حتى نشر هذا التقرير.
وتجدر الإشارة إلى أن مصدر مسؤول داخل شركة المياه والصرف الصحي بمحافظة الجيزة، لا يفضل ذكر اسمه، قد أبلغنا أن هناك تعليمات بعدم الحديث عن الأمر لوسائل الإعلام والاكتفاء بالبيانات الرسمية، مشيرًا إلى أن الأزمة كبيرة وتغطي مناطق عديدة، لذلك وجب التعامل معها أولًا ثم إعطاء بيانات تفصيلية حول ما حدث.
في السياق نفسه، تواصلنا مع عضو مجلس النواب عن دائرة الهرم و حدائق الأهرامات، حسين هشام، الذي أكد بدوره أن الأزمة فعلية، وأن الشركة تعمل على إصلاحها في أقرب وقت، مقدرًا تضرر المواطنين من الموقف الراهن.
ويرجع “هشام” السبب الرئيس لانقطاع المياه إلى أعمال الصيانة بمناطق الجيزة ومنها حدائق الأهرام وفيصل، مؤكدًا أنه بمجرد الانتهاء من التحديثات ستعود الأمور لطبيعتها وبشكل أقوى مما كانت عليه بالسابق، نظرًا لمرور المنطقة بالعديد من المشكلات تتعلق بالبنية التحتية وكثافة السكان؛ ما يعيق وصول المياه لبعض الأماكن، وجاري العمل على إصلاحها.
من جهته، يقول البرلماني السابق وعضو المجلس الرئاسي لحزب المحافظين طلعت خليل، إن مصر تواجه مشكلة توفير مياه لا تقل عن أزمة الكهرباء وربما أخطر بكثير، ويشرح في حديثه معنا أن السبب الرئيس لانقطاع المياه هو انخفاض منسوب المياه في الترع الفرعية، لذلك لم تتمكن ماكينات الرفع من مواصلة العمل بكامل قوتها ولذلك لا تصل المياه للمنازل، وهذه مشكلة تبدو حتى اللحظة بدون حل حقيقي.
ويضيف خليل: “مشكلة انقطاع المياه قديمة وكانت تحدث على فترات، وقد خضت أيام عضويتي بالمجلس جولات كثيرة وتابعت آلية عمل وحدات المياه مع المسؤولين، لذلك اعتقد أن سبب الانقطاع المتكرر والمستمر لأيام مؤخرًا يتعلق بانخفاض المنسوب وعدم قدرة المحطات على العمل بكامل كفاءتها”.
هنا يربط خليل بين الأزمة وتداعيات الملء الخامس لسد النهضة الإثيوبي، مؤكدًا أن مصر على شفا “كارثة” تتعلق بالفقر المائي؛ خاصة إذا استمرت إثيوبيا بتطبيق سياسات تشغيل السد في وقت الجفاف، حيث تطالب مصر بتشغيل السد وقت الفيضان فقط لتقليل الأضرار، لكن لم يحدث اتفاق حتى اللحظة، فيما تتعثر المفاوضات.
ووفق تصريحات رسمية؛ تعتمد مصر بنسبة 97% على مياه نهر النيل، وتعاني عجزا مقداره 54 مليار متر مكعب سنويا إذ تصل احتياجاتها المائية إلى نحو 114 مليار متر مكعب سنويًا، في حين يصل حجم الموارد المائية المتاحة إلى 60 مليار متر مكعب سنويًا فقط، وتعد محطة توليد السد العالي هي أكبر محطة لتوليد الكهرباء من المياه في أفريقيا، بقدرة إجمالية 2100 ميجاوات، بحسب الموقع الرسمي لوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة.
وتشير تقديرات إلى أن أديس أبابا، تعتزم احتجاز 23 مليار متر مكعب إضافية من مياه النيل تضاف إلى 41 مليار متر مكعب آخر تم احتجازها في المراحل الأربع السابقة، فيما تجري عملية الملء بمعزل عن مصر والسودان، تبدو مصر الأكثر تضررًا كونها الأفقر مائيًا، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، كذلك سبق أن أعلن وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم أن موارد مصر المائية تقدر بنحو 59.60 مليار متر مكعب سنويا، تقابلها احتياجات مائية تُقدر بنحو 114 مليار متر مكعب سنويًا.
يعود عضو المجلس الرئاسي لحزب المحافظين، ويوضح أنه في حال انخفاض منسوب المياه في الترع يتم السحب من الخانات الاحتياطية، وبالتالي تكون نسب المياه أقل لذلك لا تصل إلى العديد من المناطق، مشيرًا إلى أنه تابع أمور مشابهة وقت نيابته عن محافظة السويس.
ويقول طلعت خليل إن البدائل ليست متاحة وسهلة في الوقت الراهن، ومصر لا يمكنها الاعتماد على محطات تحلية المياه، لتغطية العجز، نظرًا لارتفاع تكلفة محطات التحلية بشكل كبير، وقد يصل متر المياه بعد تحليتها إلى 30 جنيهًا.
بحسب خليل، الأزمة لم تبدأ بعد ومن المتوقع أن تتزايد خلال الفترة المقبلة، موضحًا أن نسبة المياه الواردة من إثيوبيا وهي 55 مليار متر مكعب لا تكفي سوى 50% من الاحتياجات، هذا في حال جاءت النسبة كاملة مكتملة، وذلك مستحيل في ضوء ملء وتشغيل سد النهضة الأثيوبي.
يقول إن الأزمة لدى وزارة الري وليس شركة مياه الشرب، وحول ارتفاع الأسعار، يرى أنها تتعلق بالإضافة لإجراءات الحكومة ونقص الموارد بثقافة الاستهلاك لدى المواطن المصري، الذي اعتبر المياه مجانية لعقود طويلة، ودأب على الاستخدام السيئ لها.
وفي الوقت الذي ارتفعت فيه شكاوى المواطنين من تكرار الانقطاعات المتكررة للمياه في المنازل والمحال التجارية، تنفي الجهات المسؤولة أن هناك أزمة في المياه، وتحيل الانقطاعات المتكررة إلى أعمال الصيانة أو إصلاحات ضرورية، باتت تؤرق المواطنين، خاصة مع زيادة أسعار المياه دون الإعلان الرسمي عنها.