الأربعاء، 6 نوفمبر 2024

يوم قيام الدكتاتور السفاح رئيس جمهورية أذربيجان في عيد الحب بتوريث الحكم الى زوجته بتعيينها بمرسوم جمهوري فى منصب نائب رئيس الجمهورية

 

خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر/تشرين الثاني الجارى، 2024، يجتمع زعماء العالم ونشطاء البيئة والباحثون في باكو، عاصمة أذربيجان، لحضور مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين (COP29)، المنتدى السنوي للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ. هذه هي السنة الثالثة على التوالي التي تتولى فيها دولة استبدادية بعد مصر والإمارات لديها سجل مروع في مجال حقوق الإنسان التى يعقد مؤتمر تغير المناخ على أرضها وبهذه المناسبة اقوم بمعاودة نشر القصة الواقعية التالية حول الى أي مدى وصل اجرام الدكتاتور الشيطانى رئيس جمهورية أذربيجان


يوم قيام الدكتاتور السفاح رئيس جمهورية أذربيجان في عيد الحب بتوريث الحكم الى زوجته بتعيينها بمرسوم جمهوري فى منصب نائب رئيس الجمهورية


يوم الثلاثاء 21 فبراير 2017 قام الدكتاتور الدموى السفاح ''إلهام علييف'' رئيس جمهورية أذربيجان على هامش عيد الحب بعد ان مدد وورث الجكم لنفسة بتوريث الحكم من بعدة الى زوجته حبيبة قلبه ''ميهريبان علييف''، عبر تعيينها في منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية، حيث تكون حظوظ شاغل هذا المنصب في وراثة العرش محسومة، بعد ان صارت بالنسبة إليه اكسير حياته، قبل أن تكون الزوجة الحبيبة أم أبنائه بنتين وولد، بعد أن تملكت، لا يدرى كيف وهو الذى داس شعبة بالنعال، سويداء قلبه، وحولته من سفاح يعذب معارضية فى السجون ويزهق ارواحهم بالتعذيب والاعدام فى قضايا الارهاب الملفقة إلى مراهق ابدى فى محراب حبها، يقضي معظم وقته فى التغزل بجمالها وكتابة قصائد العشق لها، وباقي وقته فى تصريف أمور دولته وعقاب راعيته بحكم منصبه كرئيس جمهورية أذربيجان منذ عام 2003 عندما قام ابوة حيدر علييف رئيس أذربيجان السابق بتوريث المنصب الية قبل موته، ووجد ''إلهام علييف''، رئيس جمهورية أذربيجان ذات الاغلبية المسلمة من سنة وشيعة، بأن أكداس الزهور، واكوام المجوهرات، وجبال رسائل الغرام، وتلال قصائد الحب والهيام، لم تعط حبيبته حقها عليه، وفكر، ولم يطول تفكيره مثلما فعل ابوة عندما قام بتوريث الحكم آلية، وقرر توريث الحكم من بعده الى زوجتة حبيبة قلبه، وليس الى نجله الأكبر كما فعل ابوه معه، وأصدر، يوم الثلاثاء 21 فبراير 2017، على هامش احتفالات عيد الحب الذي يحتفل به البعض يوم 14 فبراير كل عام، مرسوم جمهورى بتعيين زوجته وحبيبة قلبه ''ميهريبان علييف''، فى منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية، الشاغر، واصر على إهدائها منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية، وليس النائب الثاني، لأنه وفقا للدستور الأذربيجاني، يتحمل النائب الأول المسؤولية الكاملة للدولة وتؤول إليه كافة صلاحيات رئيس الجمهورية، الذي تبلغ مدة فترة رئاسته 7 أعوام قابلة للتجديد دون حد نهائى، في حال التعذر على رئيس الجمهورية القيام بمهامه الرسمية أو وفاتة، كما تكون حظوظ شاغل هذا المنصب فى وراثة العرش محسومة، وجلجل فى أرجاء القصر الرئاسى الأذربيجاني رنين ضحكات رئيس الجمهورية الذى حرم شعبة من الحريات العامة وكدس السجون بالمعارضين وانتهك استقلال المؤسسات وجمع بين السلطات وعسكر البلاد واهدر ثرواتها فى المشروعات الاستعراضية الخائبة واصطنع المجالس والبرلمانات ونشر حكم القمع والارهاب، وهرول إلى غرفة زوجته الخاصة متلهفا لرؤيتها ومتشوقا لابتسامتها ومتحمسا لاخبارها قيامة بتوريث حكم جمهورية أذربيجان اليها من بعدة، وعندما شاهدها إمامة بجمالها و عيونها وصوتها، ارتجف امامها مثلما ارتجف عندما شاهدها لأول مرة فى حياته، وعجز عن الكلام، وجثا أمامها خاضعا، وقدم إليها صامتا المرسوم الجمهورى الذي اصدرة وارغم البرلمان على اعتمادة بتعينها النائب الأول لرئيس الجمهورية لتتوارث حكم أذربيجان بعدة، وبعد حوالى ساعة اعلن القصر الرئاسى المرسوم الجمهورى للشعب الأذربيجاني، ليعم خليط متنوع من الدهشة والاستغراب ارجاء البلاد.

قبل انعقاد المؤتمر السنوي للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ في باكو عاصمة أذربيجان وستُعقد القمة من 11 إلى 22 نوفمبر/تشرين الثاني، اجبروا ديكتاتور البلاد على وقف جرائمة ضد الخلائق والعباد

 

رابط التقرير

منظمة فريدوم هاوس 

قبل انعقاد المؤتمر السنوي للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ في باكو عاصمة أذربيجان وستُعقد القمة من 11 إلى 22 نوفمبر/تشرين الثاني، اجبروا ديكتاتور البلاد على وقف جرائمة ضد الخلائق والعباد


في 11 نوفمبر/تشرين الثاني، سيجتمع زعماء العالم والناشطون البيئيون والباحثون في باكو، عاصمة أذربيجان، لحضور مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين، المنتدى السنوي للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ. وللسنة الثالثة على التوالي، تتولى دولة نفطية استبدادية رئاسة "الهيئة العليا لاتخاذ القرار" في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ ــ وهي  الدولة التي تعتمد بشكل كبير على الوقود الأحفوري، وهو أمر مثير للسخرية بالنسبة للدولة المضيفة لمؤتمر الأطراف ــ ولديها سجل بائس في مجال حقوق الإنسان. 

قبل أكثر من عام بقليل، شنت القوات المسلحة الأذربيجانية هجومًا عسكريًا خاطفًا على إقليم  ناغورنو كاراباخ الذي كان يتمتع بالحكم الذاتي سابقًا ، مما أدى إلى حل المؤسسات السياسية والقانونية والمدنية في الإقليم وتهجير  جميع سكانه من أصل أرمني تقريبًا.  ومنذ ذلك الحين، رفع نظام الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف من وتيرة القمع داخل أذربيجان وخارجها. وبينما دعت السلطات الأذربيجانية علنًا إلى  "هدنة COP29" " لتجاوز الخلافات السياسية والوقوف معًا في وحدة"، إلا أنها في الواقع صعدت من حملتها القمعية في جميع أنحاء البلاد. 

إن السماح للأنظمة الاستبدادية بتلميع سمعتها من خلال استضافة المؤتمرات العالمية من شأنه أن يهدد بتقويض الجهود الرامية إلى معالجة القضايا والتحديات العالمية العاجلة ومصداقية المنتديات المتعددة الأطراف. ولا ينبغي للمجتمع الدولي أن يفوت الفرصة لاستخدام مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين لتسليط الضوء على سجل أذربيجان في مجال حقوق الإنسان والدعوة إلى التغيير.

استمرار الحملة القمعية

تُعَد أذربيجان من بين الدول الأقل حرية في العالم. إذ تفتقر البلاد إلى وسائل الإعلام الحرة وسيادة القانون وتحظر حرية التجمع. وتخضع أحزاب المعارضة السياسية ومنظمات المجتمع المدني لسيطرة مشددة من قِبَل السلطات. ومنذ الاستيلاء العنيف على إقليم ناغورنو كاراباخ العام الماضي، شن نظام علييف حملة قمع شديدة على المواطنين وعزز سلطة الرئيس من خلال انتخابات غير عادلة.

لقد استهدف علييف، الذي ظل في السلطة لأكثر من عقدين من الزمان، منذ فترة طويلة أولئك الذين يختلفون بصوت عالٍ مع مواقفه، بما في ذلك فيما يتعلق بالقضايا البيئية. في يونيو/حزيران من العام الماضي، نزل المتظاهرون إلى شوارع قرية سويودلو للاحتجاج  ضد خطط بناء بحيرة اصطناعية ثانية في المجتمع، حيث يُزعم أن البحيرة التي تم بناؤها سابقًا قد استخدمت لإلقاء النفايات السامة من منجم ذهب قريب.  كان رد الدولة سريعًا وعنيفًا ، حيث تميز بالقيود المفروضة على الصحافة والاستخدام غير المتناسب للقوة ضد السكان المحليين والناشطين المدنيين على حد سواء.

قبل وصول المجتمع الدولي في نوفمبر/تشرين الثاني، سعت باكو إلى درء أي استياء عام أو معارضة من خلال " تطهير المنتقدين "  وعقد انتخابات غير عادلة وغير حرة لتعزيز سلطة النظام بشكل أكبر. ومن بين الأهداف الأخيرة للنظام  أنار مامادلي ، وهو ناشط بارز في مجال حقوق الإنسان ومؤسس مشارك لمبادرة مناخ العدالة، وهي مجموعة مدنية تسعى إلى تعزيز العدالة المناخية في أذربيجان.

ولكن ليس الناشطون البيئيون أو المنادون بالمناخ وحدهم هم الذين عانوا من عداء نظام علييف. ففي أغسطس/آب،  اعتُقِل بهروز صمدوف ، الباحث الأذربيجاني والمدافع عن السلام مع الأرمن، بتهمة الخيانة الملفقة أثناء زيارته لأذربيجان في إجازة من الجامعة. وفي الأيام التالية، اعتُقِل ناشطان آخران في مجال السلام ــ صمد شيخي وجاويد  آغا ــ ويُزعم أن الأخير  اعتُقِل للإدلاء بشهادته ضد صمدوف.

تهديد للمنفيين

إن القمع الذي يمارسه علييف لا يقتصر على حدود أذربيجان. فهي واحدة من 44 دولة معروفة باستخدامها لأساليب القمع العابر للحدود الوطنية لاستهداف الناشطين والصحفيين وغيرهم من أفراد الشتات بالعنف والترهيب لإسكات المنتقدين. وبالإضافة إلى ملاحقة منتقديها في الخارج، فإن السلطات في أذربيجان لديها سجل حافل بمساعدة كل من تركيا وروسيا في استهداف المعارضين الذين يعيشون في المنفى.

في السنوات الأخيرة، واجه منتقدو علييف  هجمات عنيفة في أوروبا، وتلقى الصحفيون الأذربيجانيون الذين يغطون الأحداث من جورجيا المجاورة  تهديدات. وفي الشهر الماضي، تعرض فيدادي إسكندرلي، وهو منتقد بارز لنظام علييف يعيش في المنفى في فرنسا،  لهجوم عنيف في منزله من قبل مهاجمين مجهولين. وتعرض إسكندرلي للطعن أكثر من عشرين مرة أثناء الاعتداء، وتوفي متأثراً بجراحه بعد يومين.

كل هذا ينذر بالسوء فيما يتعلق بسلامة أولئك الذين سيتوجهون قريبا إلى مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين. في الماضي، تعاونت الحكومات المضيفة لمؤتمر الأطراف لاحتجاز المعارضين. في عام 2022، أثناء استضافة مؤتمر الأطراف السابع والعشرين،  طلبت السلطات المصرية من سلطات الإمارات العربية المتحدة اعتقال شريف عثمان، وهو مصري أمريكي دعا إلى احتجاجات سلمية ضد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال المؤتمر. تجنب عثمان بالكاد تسليمه إلى مصر، لكنه قضى أكثر من شهر قيد الاحتجاز في دبي.

ماذا يمكن فعله؟

انضمت أذربيجان إلى حفنة من الدول التي صنفتها منظمة فريدوم هاوس على أنها غير حرة في  تقريرها عن الحرية في العالم لاستضافة مؤتمر الأطراف على مدى السنوات الثلاثين الماضية، وكانت الدول الأخرى هي  قطر في عام 2012،  ومصر في عام 2022، والإمارات  العربية المتحدة في عام 2023. وقد حصلت باكو على هذا الشرف بمساعدة كبيرة من روسيا؛ حيث استغل الكرملين الحاجة إلى الإجماع،  فقام مرارًا وتكرارًا بمنع معظم المرشحين من منطقة أوروبا الشرقية والقوقاز -التي جاء دورها لاستضافة الحدث وفقًا لقواعد الأمم المتحدة- ردًا على العقوبات التي فرضتها تلك الدول على موسكو في أعقاب الغزو العسكري الروسي الكامل لأوكرانيا. وفي النهاية، وافقت أرمينيا على رفع حظرها في محاولة لدفع مفاوضات السلام مع أذربيجان -على الرغم من أنه بعد مرور عام، لا تزال المعاهدة الثنائية بين البلدين غير موقعة. وعندما  انسحبت بلغاريا من الاعتبار في أواخر عام 2023، تُركت أذربيجان باعتبارها المرشح المتبقي الوحيد.

إن المؤتمر في باكو مستمر، ولكن لا يزال الوقت مناسبا لاستخدام الحدث لتسليط الضوء على الانتهاكات المستمرة التي يرتكبها نظام علييف والدعوة إلى احترام أكبر لحقوق الإنسان.

وكنقطة بداية، ينبغي للحكومات المشاركة أن تصر على أن تضمن السلطات سلامة جميع الجهات الفاعلة في المجتمع المدني المحلية والدولية الموجودة في البلاد أو التي تسافر إليها لضمان أن تكون هذه المفاوضات المناخية المهمة شاملة وذات مغزى. وعلى نحو مماثل، ينبغي لجميع المشاركين أن يستغلوا كل فرصة للتعبير عن مخاوفهم القوية بشأن حملة أذربيجان القمعية على المجتمع المدني، وخاصة تسليط الضوء على محنة الناشطين البيئيين، وبالتالي الحد من قدرة النظام على استخدام المؤتمر لتلميع سجله. وأخيرا، مع كل هذا الاهتمام بالبلاد، فإن هذا هو الوقت الحاسم للدعوة إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن ما يقرب من  300 سجين سياسي محتجزين في أذربيجان. إن أذربيجان تفتح نفسها لتستمتع باهتمام العالم. وينبغي للمدافعين عن الحرية والديمقراطية أن يغتنموا هذه الفرصة.

منظمة العفو الدولية .. كوب 29: مؤتمر المناخ العالمي

 

رابط التقرير

منظمة العفو الدولية .. كوب 29:  مؤتمر المناخ العالمي


سيتم افتتاح مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب 29) لعام 2024 الأسبوع المقبل في باكو، عاصمة أذربيجان. وستُعقد القمة من 11 إلى 22 نوفمبر/تشرين الثاني، والقرارات المتخذة فيها سوف تؤثر علينا جميعًا. حتى يومنا هذا، تقاعس المجتمع الدولي عن كبح جماح الأنشطة المميتة لصناعة الوقود الأحفوري، التي تستمر في تلويث الكوكب وحرقه ونهبه في مواجهة المعاناة الإنسانية المتزايدة.

يعد مؤتمر كوب 29 فرصة حاسمة للقادة العالميين للتخلص من تلك الإخفاقات السابقة. إليكم ما تحتاجون إلى معرفته عن أهم حدث مناخي قادم: 

1. من سيحضر؟ 

ما بين 40,000 و50,000 مندوب من المتوقع أن يحضروا مؤتمر كوب 29. وسيضمون ممثلين حكوميين من جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بالإضافة إلى دولة فلسطين، والفاتيكان، ونيوي، وجزر كوك، والاتحاد الأوروبي؛ وكل منها يشكل طرفًا في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ لعام 1992، وانضم معظمها أيضًا إلى اتفاق باريس للمناخ لعام 2015. وسيستضيف مؤتمر كوب 29 أيضًا دبلوماسيين، ومسؤولين في الأمم المتحدة، وصحفيين، وعلماء مناخ، وقادة نقابات عمالية، وخبراء في السياسة. كما تعتزم منظمات غير حكومية ونشطاء وزعماء السكان الأصليين أيضًا المشاركة – على الرغم من تقييد مشاركة العاملين في وسائل الإعلام المستقلة والمدافعين عن حقوق الإنسان من أذربيجان نفسها بفعل حملة القمع الحكومية المستمرة.   

2. ما هو الهدف من مؤتمر كوب 29؟ 

الهدف العام لمؤتمر كوب 29 هو أن توافق الدول على خطط للتصدي لتغير المناخ وتطويرها وتبادلها. وهذا يعني منع المزيد من الانحباس الحراري العالمي، وأيضًا مساعدة أولئك الأشد تضررًا حتى الآن على التكيف أو إعادة بناء حياتهم.  

في عام 2015، جعل اتفاق باريس من المتطلبات القانونية لجميع الدول تحديد أهداف للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، من أجل الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية. ولكن منذ ذلك الحين، أكدت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ على أن التأثيرات الأشد كارثية لتغير المناخ لا يمكن تجنبها إلا إذا نجحنا في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية بحلول نهاية هذا القرن.   

وفي مؤتمر كوب 29، سيتم قياس التقدم الذي تحرزه البلدان في معالجة تغير المناخ مقابل هدف الوصول إلى 1.5 درجة مئوية. ومن المهم أن نلاحظ أنه حتى ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية سوف يؤدي إلى نزوح جماعي، وإلحاق الضرر بسبل العيش، وخسائر في الأرواح، وستكون البلدان منخفضة الدخل هي الأشد تضررًا. أما في الوقت الراهن، فالعالم يسير نحو زيادة قدرها 2.6 إلى 3.1 درجة مئوية هذا القرن.

3. ماذا على جدول الأعمال هذا العام؟  

أُطلق على مؤتمر كوب 29 اسم “مؤتمر كوب المالي”، نظرًا لتركيزه على توسيع نطاق تمويل المناخ. ويشير تمويل المناخ إلى التمويل اللازم لمساعدة البلدان منخفض الدخل على التحول إلى اقتصادات خالية من الكربون، ولمساعدة المجتمعات الأشد تضررًا على التكيف مع آثار تغير المناخ. فأحد الأهداف الرئيسية لمؤتمر كوب 29 هو زيادة هذا التمويل، ووضع هدف جديد لتمويل المناخ في المستقبل.  

4. من أين ستأتي هذه الأموال؟ 

بموجب اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ واتفاق باريس، يجب أن يأتي التمويل من البلدان مرتفعة الدخل التي تتحمل تاريخيًا المسؤولية الأكبر عن تغير المناخ. علاوة على ذلك، وبموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان، يجب على جميع الدول القادرة على القيام بذلك أن تساهم أيضًا.  

وبالإضافة إلى تحديد هدف مالي، يتعين على المفاوضين في مؤتمر كوب 29 أيضًا الاتفاق على أطر زمنية واضحة لتوفير الأموال للدول منخفضة الدخل. وينبغي تقديم الأموال على شكل منح وليس قروض، لتجنب تفاقم أزمات الديون القائمة.  

5. فيمَ ينبغي استخدام الأموال؟ 

يجب أن يحتوي هذا الهدف أيضًا على أهداف فرعية لتوضيح أين يجب أن تذهب الأموال. على سبيل المثال، تدعو منظمة العفو الدولية أيضًا إلى أن يشمل الهدف تمويل تعويض الخسائر والأضرار. ويشكل هذا في الأساس تعويضًا تدفعه البلدان مرتفعة الدخل إلى البلدان منخفضة الدخل لمساعدتها على التعافي من التأثيرات الحالية لتغير المناخ، ومن الآثار الأخرى التي ستواجهها حتمًا في المستقبل.  

وكان من بين الخطوات الأكثر إيجابية التي اتخذتها الرئاسة الأذربيجانية هي جعل قضية التكيّف، التي تم تهميشها لفترة طويلة في مفاوضات المناخ، أولويةً في المحادثات. في حين أن منع تفاقم تغير المناخ من خلال التخلص التدريجي الكامل والسريع والعادل والممول من الوقود الأحفوري أمر بالغ الأهمية، فإن تغير المناخ هو واقعٌ نعيشه فعلًا. وتعد مساعدة الشعوب على التكيّف مع التأثيرات الحالية والمستقبلية لظاهرة الاحتباس الحراري جزءًا مهمًا من العدالة المناخية.   

6. كم هو المبلغ المطلوب؟ 

هناك حاجة إلى تريليونات الدولارات لمساعدة الدول منخفضة الدخل على تنفيذ الإجراءات المناخية اللازمة، بما في ذلك التحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري بطريقة تحمي حقوق الشعوب. وتدعو منظمة العفو الدولية، وآخرون في حركة العدالة المناخية، إلى تحقيق هدف يتمثل في جمع ما لا يقل عن تريليون دولار أمريكي سنويًا.  

7.  ما هي مخاوف منظمة العفو الدولية بشأن حقوق الإنسان فيما يتعلق بأذربيجان؟ 

لدى أذربيجان سجل حقوقي مثير للقلق، مع فرض قيود منذ زمن طويل على الحق في حرية التعبير وحرية تكوين الجمعيات أو الانضمام إليها، وحرية التجمع. وتقابَل الاحتجاجات السلمية، بما في ذلك تلك التي تنظمها الجماعات البيئية، بشكل روتيني بالقمع العنيف، ووفقًا للمنظمات غير الحكومية المحلية، يقبع أكثر من 300 شخص في السجن حاليًا بتهم ذات دوافع سياسية. كما يواجه عمل وسائل الإعلام المستقلة في أذربيجان عوائق شديدة بسبب القوانين الصارمة، والتهديد المستمر بالانتقام من أي انتقاد حقيقي أو مفترض للسلطات. لقد أُزيلت معظم وسائل الإعلام المستقلة من الوجود، كما حدث مع قطاعات واسعة من المجتمع المدني في أذربيجان. ويتفشى التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة أثناء الاحتجاز على نطاق واسع في أذربيجان، كما أن الإفلات من العقاب ظاهرة متجذرة. 

8. هل طرأت أي تحسينات منذ منح أذربيجان رئاسة مؤتمر كوب 29؟ 

لا، في الواقع، تفاقم الوضع الخطير لحقوق الإنسان في أذربيجان منذ الإعلان عن استضافة البلاد لمؤتمر كوب 29 في ديسمبر/كانون الأول 2023. تدعي السلطات أنها “تضمن سماع أصوات الجميع” في القمة – لكنها حاكمت أكثر من اثني عشر شخصًا من النشطاء والصحفيين هذا العام، وأسكتت الأصوات الرئيسية المتحدثة عن أزمة المناخ.   في أبريل/نيسان، على سبيل المثال، ألقت السلطات الأذربيجانية القبض على الناشط في مجال حقوق الإنسان والعدالة المناخية أنار ممدلي بتهم “تهريب” ملفقة، ووضعته في الحبس الاحتياطي، حيث لا يزال محتجزًا. كان أنار ممدلي من أوائل النشطاء في أذربيجان الذين تحدثوا عن العلاقة بين حقوق الإنسان والعدالة المناخية، وقد شارك في الدعوة الدولية على مستوى الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. وقد مُنع في السجن من تلقي العلاج الطبي المناسب لعدة حالات صحية متدهورة، وهو يواجه عقوبة سجن طويلة الأمد. 

9. كيف يؤثر وضع حقوق الإنسان في أذربيجان على مؤتمر كوب 29؟ 

من الضروري أن يتمكن المجتمع المدني من المشاركة في مفاوضات المناخ. يساعد النشطاء وقادة النقابات والمدافعون عن حقوق الإنسان في الدفاع عن الأهداف الطموحة، ويلعبون دورًا حيويًا في ضمان توافق الخطط التي تم وضعها في مؤتمر كوب 29 مع التزامات الحكومات في مجال حقوق الإنسان وتنفيذها فعليًا. ولكن من المرجح أن تكون مشاركة المجتمع المدني في أذربيجان محدودة للغاية. وقد أجبرت التهديدات والمضايقات العديد من النشطاء المحليين على مغادرة البلاد، في حين يُحتجز آخرون تعسفيًا بتهم ذات دوافع سياسية. وتواجه الأصوات المستقلة القليلة المتبقية خطر الملاحقة القضائية والانتقام، إذا تجرأت على التعبير عن أي انتقاد خلال مؤتمر كوب 29. 

ملأت الفراغ الذي خلفته جمعيات المجتمع المدني المحلية جزئيًا منظمات تعرف بالمنظمات غير الحكومية التي تنظمها الحكومة. لا تقدم هذه المجموعات المدعومة من الدولة وجهات النظر المستقلة المطلوبة، بل ويسمح تواجدها للسلطات الأذربيجانية بإبراز صورة زائفة عن احترام حرية التعبير وتكوين الجمعيات أو الانضمام إليها.  

تراقب منظمة العفو الدولية حملة القمع في أذربيجان، وستواصل توثيق الانتهاكات أثناء القمة وبعدها.

10. ماذا عن سجل أذربيجان في مجال تغير المناخ؟

تشكل عائدات الوقود الأحفوري حوالي نصف الاقتصاد الأذربيجاني، والغالبية العظمى من عائدات صادراتها. وتشكل شركة النفط والغاز المملوكة للدولة، سوكار (SOCAR)، مصدرًا رئيسيًا للدخل لحكومة الرئيس إلهام علييف. ومع ذلك، يجب على أذربيجان أيضًا أن تبذل نصيبها العادل من الجهود لتحقيق التخلص التدريجي السريع والعادل من الوقود الأحفوري؛ وهذا يعني عدم وجود مشاريع جديدة للوقود الأحفوري في أي مكان. لكن في وقت سابق من هذا العام، أعلن الرئيس علييف عن خطط لتوسيع إنتاج الغاز، ما يتعارض بشكل صارخ مع التزامات أذربيجان بموجب اتفاق باريس.  

وكما هو الحال مع قمم المناخ السابقة، سوف يستضيف مؤتمر كوب 29 للمناخ العديد من المشاركين الذين تتعارض أجنداتهم بشكل خطير مع العدالة المناخية. ومن المتوقع أن يحضر المؤتمر الآلاف من جماعات الضغط المعنية بالوقود الأحفوري، إلى جانب رؤساء شركات النفط العملاقة مثل شل (Shell) وبي بي (BP). استخدم هؤلاء المشاركونالقمم السابقة لتعزيز مصالحهم الخاصة، ومعارضة الجهود الأساسية للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، والضغط من أجل حلول زائفة مثل تعويض انبعاث الكربون. وتدعو منظمة العفو الدولية إلى انتهاج سياسة متينة تتعلق بتضارب المصالح لمنع جماعات الضغط العاملة في مجال الوقود الأحفوري من تقويض أهداف معاهدات المناخ العالمية. 

.11 كيف أثر تغير المناخ على الناس في عام 2024؟ 

يتسبب تغير المناخ في زيادة كبيرة في وتيرة درجات الحرارة القصوى، ومن المتوقع أن يكون عام 2024 هو العام الأشد حرارة على الإطلاق. في جميع أنحاء العالم، نزح الناس بسبب الفيضانات والأعاصير والجفاف، وغيرها من الكوارث غير الطبيعية، التي تفاقمت جميعها بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري. في جميع أنحاء العالم، لا تزال الشعوب الأصلية والمجتمعات التي تعتمد على الأراضي تتحمل العبء الأكبر لفقدان التنوع البيولوجي.  

لقد أُزهقت أرواح؛ وسبل العيش واللغات والثقافات بأكملها في خطر؛ ويتسبب المرض والجوع والنزوح بمعاناة شديدة. وتبلغ تكلفة هذه الخسائر تريليونات الدولارات من الأضرار، وهو ما يجعل تكلفة الاستثمارات الحالية في الطاقة المتجددة تبدو ضئيلة للغاية، ويهدد قدرة الحكومات على تمويل السياسات الرامية إلى حماية حقوق الإنسان.

.12 بماذا تطالب منظمة العفو الدولية في مؤتمر كوب 29؟ 

يجب أن تكون حقوق الإنسان في صميم عملية صنع القرار المتعلقة بالمناخ؛

ويتعيّن على الدول القادرة على القيام بذلك أن تعمل على زيادة تمويل المناخ، وتعويض الخسائر والأضرار بشكل كبير؛

ويجب على جميع الدول أن تلتزم بالتخلص التدريجي الكامل من الوقود الأحفوري، بطريقة سريعة وعادلة؛

وينبغي للمشاركين في مؤتمر كوب 29 عدم السعي وراء التقنيات المحفوفة بالمخاطر، مثل احتجاز الكربون وتخزينه وإزالته، أو التشجيع على استخدام الغاز باعتباره “وقودًا انتقاليًا”، كوسيلة لصرف الانتباه عن الحاجة الملحة للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري؛

ويتعيّن على أمانة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وحكومة أذربيجان، والحكومات الأخرى، حماية الحيّز المدني، وضمان الحق في حرية التعبير وتكوين الجمعيات والانضمام إليها والتجمع السلمي.

اليمن: يجب على السلطات وشركة ميتا التصدي للعنف القائم على النوع الاجتماعي عبر الإنترنت

 

اليمن: يجب على السلطات وشركة ميتا التصدي للعنف القائم على النوع الاجتماعي عبر الإنترنت


قالت منظمة العفو الدولية إن السلطات اليمنية لا تزال تتقاعس عن التصدي للابتزاز والمضايقة القائمين على النوع الاجتماعي عبر الإنترنت على فيسبوك، وعن حماية حق النساء في الخصوصية في الفضاءات الرقمية وحق الناجيات في الإنصاف.  وأضافت المنظمة أن هذه الاعتداءات تقع في ظل عدم اتخاذ شركة ميتا لإجراءات وقائية كافية بشأن الحماية في عالم الإنترنت.

وفي تحقيق نشر اليوم، تناولت المنظمة حالات سبع نساء تعرضن للعنف القائم على النوع الاجتماعي الذي تسهله التكنولوجيا عبر فيسبوك بين عامي 2019 و2023، في محافظات عدن وتعز وصنعاء. وقد تعرضن للابتزاز والمضايقة عبر الإنترنت، من ضمن ذلك نشر صورهن أو معلومات حساسة خاصة بهن دون موافقتهن، ما يشكل انتهاكًا لحقهن في الخصوصية. ولم تعلم أي منهن كيفية تقديم الشكاوى على فيسبوك لحذف المحتوى المسيء.

وقالت ديالا حيدر، الباحثة المعنية بشؤون اليمن في منظمة العفو الدولية: “لطالما تعرّضت النساء في اليمن للتمييز الممنهج والعنف المتفشي اللّذين يفضيان إلى عواقب وخيمة على حياتهن. وفي الوقت الحالي، يتفاقم الأمر سوءًا من جراء العنف القائم على النوع الاجتماعي عبر الإنترنت، في ظل تقاعس السلطات. يجب على السلطات اليمنية، بما فيها الحكومة وسلطات الأمر الواقع الحوثية والمجلس الانتقالي الجنوبي، اتخاذ إجراءات ملموسة وسريعة للتصدي للعنف القائم على النوع الاجتماعي عبر الإنترنت، في إطار الجهود الرامية إلى القضاء على جميع أشكال التمييز والعنف ضد المرأة”.

وأضافت: “يتعيّن أيضًا على شركة ميتا أن تتخذ تدابير لتعزيز الوعي بين مستخدمي منصاتها فيما يتعلق بأمن الأفراد وخصوصيتهم على فيسبوك في جميع البلدان، بما فيها اليمن، وأن تضمن أن آليات الإبلاغ سهلة الوصول أمام الجميع وتراعي الأبعاد الثقافية”.

وقامت ست من أصل سبع نساء تحدثت إليهن منظمة العفو الدولية بإبلاغ الشرطة بالإساءات التي تعرضن لها، على الرغم من العوائق العديدة التي تعترض سبل التماس العدالة، بما فيها الخوف من وصمة العار أو التعرض للعنف من جانب أفراد أسرهن أو طلب مسؤولين من السلطات لرشاوى كي يُباشروا قضاياهن. ومن بين الشكاوى الست المُقدَّمة إلى الشرطة، وصلت أربع شكاوى إلى مرحلة المحاكمة، لم يُدَن فيها سوى واحد من الجناة وأُمِر بدفع تعويض للناجية.

وبعثت منظمة العفو الدولية برسائل إلى السلطات اليمنية في 13 و14 أغسطس/آب 2024 وبرسالة إلى شركة ميتا في 15 أغسطس/آب 2024 تطلب فيها ردًا على نتائج البحث والتوصيات. وفي 29 أغسطس/آب، ردت شركة ميتا قائلة إنها لا تستطيع الرد كتابة ضمن الجدول الزمني المحدد، مُشارِكةً روابط لسياسات الشركة المتاحة للعامة. ولم يَرِد أي رد من السلطات اليمنية حتى وقت النشر.

الأضرار متعددة الجوانب: “تدمرت حياتي بالكامل”

تعرضت النساء في معظم الحالات للاستهداف من جانب أشخاص يعرفنهم، سواءً كانوا من الأصدقاء أو زملاء الدراسة أو شركائهن الحاليين أو السابقين. وقد سعى المعتدون إلى ابتزاز الناجيات لدفع المال أو إكراههن على الدخول في علاقات حميمة معهم أو منعهن من الكشف عن الإساءات التي تعرضن لها عبر الإنترنت.

وقد تعرضت ناجيتان من اللواتي أُجرِيت معهن مقابلات للمضايقة عبر الإنترنت، بينما واجهت خمس منهن للابتزاز عبر الإنترنت. وقد هدد الجناة بنشر أو مشاركة صور لنساء على فيسبوك، سواء كن يرتدين أو لا يرتدين الحجاب أو النقاب، وتكشف أجزاءً من أجسامهن أو صور أخرى مفبركة تُظهرهن برفقة رجال آخرين لا تربطهن بهم صلة. وفي سياق اليمن، تُعَد هذه الصور “مخزية” ويتسبب نشرها في مخاطر على سلامة هؤلاء النساء.

وقالت إحدى الناجيات، التي كانت تملك صالون تجميل في محافظة عدن، لمنظمة العفو الدولية:

“كان [المبتز] قد أنشأ صفحات على فيسبوك ونشر صوري وصورًا أخرى مفبركة. ومنذ ذلك اليوم، تدمرت حياتي بالكامل. وبدأت العلاج النفسي، وبالطبع تدمرت علاقتي بأسرة زوجي وأسرتي ومعظم أصدقائي. ولم أَعُد إلى عملي…وأصبحت منبوذة من المجتمع وتدمرت حياتي المهنية التي ظللت أبنيها على مدى 11 عامًا”.

وأخبر العديد من النساء منظمة العفو بأنهن كن خائفات لدرجة منعتهن من إخبار أسرهن بشأن الإساءات، كي لا يتعرضن للوصم بالعار واللوم أو لمزيد من الإساءات والاعتداءات البدنية أو النفسية من جانب أقاربهن.

ووصفت جميع النساء السبع خلال المقابلات الأضرار النفسية الشديدة التي تعرضن لها، بما في ذلك الشعور بالخوف والقلق وجنون الارتياب والاكتئاب والعزلة والأفكار الانتحارية. وقالت إحداهن إنها حاولت الانتحار بسبب تعرضها للإساءة.

العوائق التي تعترض سبل التماس العدالة 

تُعَد الناجيات اللواتي أجرت معهن منظمة العفو الدولية المقابلات أمثلة نادرة على النساء اللواتي تقدمن بشكاوى جنائية ضد الجناة المعتدين عليهن، على الرغم من ثقافة وصم الناجيات بالعار ولومهن في اليمن، والتي عادةً ما تُثني النساء عن اتخاذ إجراء قانوني ضد الجناة.

وعلى الرغم من وجود وحدات متخصصة في مكافحة الجرائم الإلكترونية في بعض المحافظات، من بينها صنعاء وعدن وحضرموت وتعز، لم تعلم بوجود مثل هذه الوحدات سوى امرأة واحدة فقط من النساء اللواتي أُجرِيت معهن المقابلات.

وذكرت ناجيتان تقدمتا بشكوتين جنائيتين في محافظتي تعز وعدن لوم ضباط الشرطة وأفراد النيابة لهما على استهدافهما. وذكرت امرأة أن وكيل النيابة قد أهانها وقال لها إنها من عرَّضت نفسها للابتزاز، لافتًا إلى ارتدائها عباءة مزركشة وطول أظافرها باعتبارهما أدلة على ذلك.

وقالت ثلاث نساء لمنظمة العفو الدولية إنهن اضطررن إلى دفع رشاوى لضباط شرطة ووكلاء نيابة كي يُجروا التحقيقات بشأن الشكاوى التي تقدمن بها.

يفتقر اليمن إلى إطار تشريعي شامل وتدابير خاصة بالسياسات للاعتراف بجميع أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي الذي تسهله التكنولوجيا ومنع وقوعها والتحقيق بشأنها والتصدي لها. وبدلًا من ذلك، يلجأ وكلاء النيابة والقضاة إلى أحكام قانون العقوبات التي لا تشير على وجه التحديد إلى الجرائم المُرتكَبة عبر الإنترنت، ما يُصعِّب الملاحقة القضائية للجناة وما يتيح للقضاة مساحة أكبر من السلطة التقديرية تُعفيهم من مُباشرة تلك القضايا.

أوجه تقصير شركة ميتا في التصدي للعنف القائم على النوع الاجتماعي الذي تسهله التكنولوجيا

لم تكن أي من النساء اللواتي أُجرِيت معهن المقابلات تعلم كيفية الإبلاغ عن المنشورات المسيئة أو الحسابات المزيفة؛ لذا لجأن إلى منصة سند، وهي مبادرة محلية للحقوق الرقمية، للمساعدة في حذف المحتوى من فيسبوك.

وعلى الرغم من أن منصة سند ساعدت هؤلاء النساء في حذف المحتوى المسيء، أوضح فهمي الباحث، المؤسس المشارك للمنصة، أن الاستجابة للشكاوى قد تستغرق وقتًا، ويرجع ذلك جزئيًا إلى عدم فهم الثقافة السائدة، وتحديدًا فيما يتعلق بمسائل حساسة كصور النساء بدون حجاب. وأضاف قائلًا:

“حتى وإن أبلغنا شركة ميتا عن حالةٍ ما، يرجع إلينا فريق عمل الشركة بدون أن يفهم السياق اليمني؛ فهم لا يعون كم المشكلات التي قد تقع للنساء حينما تُنشَر صور لهن بدون حجاب عبر الإنترنت”.

وقالت ديالا حيدر: “بموجب معايير حقوق الإنسان الدولية، التي تتضمن المبادئ التوجيهية للأمم المتحدة بشأن الأعمال التجارية وحقوق الإنسان، يقع على عاتق شركة ميتا مسؤولية احترام حقوق الإنسان على مستوى العالم؛ إذ يجب عليها تمكين وتعزيز مستخدمي منصاتها بأدوات حماية فعالة للخصوصية ومواءمة سياساتها لتراعي مختلف السياقات الثقافية، بما في ذلك عبر تعزيز قدرات إدارة المحتوى بالخبرات الخاصة بسياقات البلدان وإشراك منظمات المجتمع المدني في اليمن للإدلاء بآرائها بطرق فعالة”.

خلفية

بين 2023 وأبريل/نيسان 2024، سجلت المنظمة اليمنية للتنمية والتبادل التكنولوجي (يودت) 115 حالة ابتزاز عبر الإنترنت، اُستُهدفت النساء في معظمها. وبحلول منتصف عام 2023، قالت منصة سند إنها كانت تتلقى يوميًا أربع حالات على الأقل من حالات الابتزاز الإلكتروني، وشكلت النساء 95% من الناجين في هذه الحالات.

رابط التقرير

https://www.amnesty.org/ar/latest/news/2024/11/yemen-authorities-and-meta-must-address-online-gender-based-violence/?utm_source=TWITTER-IS&utm_medium=social&utm_content=15160703847&utm_campaign=Online+Violence+Against+Women&utm_term=-No

بعد خمس سنوات في الحبس الاحتياطي... وفاة المعتقل إيهاب جحا في زنزانته بسجن برج العرب إثر تراجع حاد في حالته الصحية، تفاقمت بفعل ظروف الاعتقال القاسية.

 

الشبكة المصرية لحقوق الانسان

  بعد خمس سنوات في الحبس الاحتياطي... وفاة المعتقل إيهاب جحا في زنزانته بسجن برج العرب إثر تراجع حاد في حالته الصحية، تفاقمت بفعل ظروف الاعتقال القاسية.


    أفادت الشبكة المصرية بالإسكندرية بإعلان وفاة إيهاب مسعود إبراهيم جحا 51 عامًا أمس بعد تدهور حالته الصحية بسجن برج العرب بالإسكندريه وهي منشأة سيئة السمعة بظروفها.

    وثقت الشبكة المصرية، خلال الأشهر الأخيرة، الظروف القاسية في السجن، التي يشرف عليها ضابط الأمن الوطني المعروف باسم "حمزة المصري". "

    "إنه يموت أمام عيني. "

    هكذا وصفت زوجته حالته المتدهورة خلال الزيارة الأخيرة. على الرغم من المناشدات والمناشدات المتكررة من أسرته، فإن السلطات المصرية أدانته بالإعدام بحرمانه من العلاج والعلاج الكافي وإخضاعه لظروف احتجاز غير إنسانية.

    تدهورت صحة إيهاب مسعود بشكل كبير وأصبح غير قادر على الحركة داخل زنزانته بسبب مرض السكري. خضع أثناء احتجازه لعملية جراحية لإزالة كيس في الرئة وجراحة أخرى في ظهره. كما أصيب بحروق شديدة على قدميه أثناء الاحتجاز، مما أدى إلى تفاقم حركته وحالته العامة. في النهاية، فقد القدرة على المشي واطلب كرسيًا متحركًا لحضور الزيارات العائلية.

    على الرغم من إدراكه لتدهور صحته وخطابه الدائم، فقد حرمته السلطات من الرعاية الطبية اللازمة. رفضوا مرارا الإفراج عنه، متجاهلين الطعون وإبقائه رهن الاحتجاز بشكل غير قانوني. امتد احتجازه إلى سنة سادسة، متجاوزة بكثير الحد القانوني للاحتجاز قبل المحاكمة، وفي ظل ظروف متزايدة الصعوبة.

    ألقت السلطات المصرية القبض عليه في 23 سبتمبر 2019، وتحقيق معه واحتجزته بتهم تتعلق بما يسمى "قضية الحزب الدستوري"، المسجلة بالقضية رقم 1358 لسنة 2019 تحت نيابة أمن الدولة العليا، متهمته بالانضمام إلى منظمة تعمل خارج نطاق القانون، تدعو للاحتجاجات، وتعطيل الجمهور المرافق، ونشر الأخبار الكاذبة.

    السيد إيهاب مسعود مساعد أمين التنظيم لحزب الاستقلال بمحافظة الغربية زوج وأب لأربعة أطفال يلتحقون بمختلف المراحل الدراسية. عمل مندوب مبيعات قبل القبض عليه. تعكس قضيته محنة آلاف المعتقلين السياسيين المحتجزين لسنوات رهن الاحتجاز قبل المحاكمة دون محاكمة، حيث تنكر السلطات القضائية إطلاق سراحهم، وفي حال الإفراج عنهم، غالبا ما تعيد اعتقالهم بتهم سياسية جديدة.

    تحمل الشبكة المصرية السلطات المصرية المسؤولية الكاملة عن وفاته وسلامة ورفاه الآلاف من المعتقلين المسنين والطلاب الذين يعانون بشدة في الحبس الاحتياطي دون الإفراج عنهم.

رابط التقرير

https://www.facebook.com/photo?fbid=584295603951503&set=a.206829455031455

الاتحاد الأوروبي يحث مصر على ضمان حماية السجناء والإفراج عن المحتجزين

 

المنصة

الاتحاد الأوروبي يحث مصر على ضمان حماية السجناء والإفراج عن المحتجزين


أكد الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لحقوق الإنسان أولوف سكوج، خلال زيارته إلى مصر، أمس وأول أمس، رفضه احتجاز الأشخاص بسبب ممارستهم حقوقهم المشروعة، وضرورة ضمان الحماية الكاملة للسجناء، والإفراج عن المزيد في إطار عمل لجنة العفو الرئاسي، حسب بيان لممثل الاتحاد حصلت المنصة على نسخة منه.

والتقى ممثل الاتحاد الأوروبي والوفد المرافق له، خلال الزيارة، كلًا من وزراء الخارجية والهجرة بدر عبد العاطي، والعدل عدنان الفنجري، والشؤون البرلمانية محمود فوزي، والتضامن الاجتماعي مايا مرسي، ومساعدين لوزيري الخارجية والداخلية، وأعضاء في مجلس النواب والشيوخ.

وقال البيان "كما هو الحال دائمًا، أجريت مشاورات واسعة النطاق مع منظمات المجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين، كما جرت مناقشات مهمة مع رئيسة المجلس القومي لحقوق الإنسان مشيرة خطاب، وممثلي الأمم المتحدة ورؤساء بعثات الأمم المتحدة في القاهرة.

وحسب البيان، شدد سكوج على استعداد الاتحاد الأوروبي لدعم جهود مصر في ضمان حقوق الإنسان في التعديلات التشريعية الجارية حاليًا، داعيًا إلى إجراء مشاورات هادفة مع جميع أصحاب المصلحة.

وأشار ممثل الاتحاد الأوروبي إلى أنه ناقش مشروع قانون الإجراءات الجنائية، وأثنى على جهود تحديث السجون للوفاء بالمعايير الدولية، مؤكدًا ضرورة الحماية الكاملة لحقوق السجناء، وداعيًا إلى الإفراج عن المزيد ضمن جهود لجنة العفو الرئاسي.

وخلال الشهور الماضية تقلص دور لجنة العفو الرئاسي، ولم تعد قوائم المخلى سبيلهم في القضايا السياسية تعلن من خلال أعضائها، وباتت تنشر إما عبر النيابة العامة أو المحامين الحقوقيين العاملين بهذه القضايا.   

وشهد البرلمان، خلال الأسبوع الجاري، مناقشة قانون الإجراءات الجنائية، بعدما وافقت لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية نهائيًا في سبتمبر/أيلول الماضي على مشروع القانون الذي أعدته لجنة فرعية شكلها مجلس النواب، قبل أن يشهد جدلًا كبيرًا واعتراضات من جانب نقابتي المحامين والصحفيين.

 ولفت إلى أن مصر وضعت أجندةً مهمةً لحقوق الإنسان، و"تمت مناقشة الإصلاحات الجارية، وكذلك الخطوات الملموسة وذات المصداقية على المدى القصير والمتوسط ​بناءً على التزامات مصر، وتشمل هذه الالتزامات القائمة التشريعات الوطنية، والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان، والاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، والحوار الوطني، والتوصيات المقبولة في سياق الاستعراض الدوري الشامل"، حسب البيان.

وفي أغسطس/آب الماضي، أقر مجلس أمناء الحوار الوطني 5 توصيات بشأن الحبس الاحتياطي، بينها تقليل مدده وإعادة النظر في التدابير المصاحبة له، ورفعها إلى رئيس الجمهورية، مقترنةً بقائمة بأسماء عدد من المحبوسين لنظر الإفراج عنهم، قبل أن يوجه الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكومة بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل تلك التوصيات، دون تحركات ملموسة حتى الآن.

وأوضح أنه تمت مناقشة مكافحة التمييز، بما في ذلك تعديل قانون الأحوال الشخصية وقانون العمل، بالإضافة إلى الإصلاحات التشريعية المتعلقة بجميع أشكال العنف ضد المرأة مع الشركاء، بالإضافة إلى حرية الدين والمعتقد.

في السياق، استعرض وزير العدل عدنان فنجري، أمس، مع ممثل الاتحاد الأوروبي، بالعاصمة الإدارية الجديدة، مجهودات الوزارة في مجال حماية حقوق الإنسان لتحسين أساليب العمل وتبسيط إجراءاته وإعداد أدلة خدمة للمواطنين وتطبيق معايير الجودة لأداء المحاكم، حسب بيان للوزارة اليوم.

وأكد الوزير أن الدولة أخذت على عاتقها بناء منظومة متكاملة لتعزيز حقوق الإنسان من خلال رؤية تتكامل فيها الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتتوازن فيها الحقوق والواجبات، لافتًا إلى أنه يتم حاليًا مناقشة مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد بالبرلمان، الذي "روُعي في إعداده تعزيز وحماية حقوق الإنسان في مراحل التحقيق والمحاكمة وتنفيذ العقوبة، وهو ما يتوافق والمعايير و المعاهدات الدولية".

وفي 22 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قدمت "اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان" تقريرًا مفصلًا عن حالة حقوق الإنسان في مصر إلى منتدى المنظمات غير الحكومية في جامبيا، الذي سلط الضوء على القمع المستمر للحريات المدنية والسياسية في مصر، ووجه انتقادات حادة لقمع السلطات.

وخلال الشهور الماضية، وقتما ناقش الحوار الوطني أزمة الحبس الاحتياطي، تجددت حالات الحبس الاحتياطي في قضايا الرأي، فألقت قوة أمنية القبض على الصحفي خالد ممدوح، المحبوس على ذمة القضية رقم 1282 لسنة 2024 حصر أمن الدولة العليا، ويواجه اتهامات بـ"الانضمام لجماعة إرهابية مع علمه بأغراضها، وارتكاب إحدى جرائم تمويل جماعة إرهابية، ونشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة من شأنها الإضرار بالأمن والنظام العام".

كذلك أُلقي القبض على رسام الكاريكاتير في المنصة أشرف عمر بعدما اقتحمت قوة أمنية بلباس مدني مقر سكنه، واقتادته مكبلًا معصوب العينين إلى جهة غير معلومة إلى أن ظهر في نيابة أمن الدولة العليا بعدها بيومين تحديدًا في 24 يوليو/تموز الماضي، وما زال حتى الآن محبوسًا احتياطيًا.

ووجهت النيابة له تهم "الانضمام إلى جماعة إرهابية مع العلم بأغراضها، وبث ونشر شائعات وأخبار وبيانات كاذبة، وإساءة استخدام إحدى وسائل التواصل الاجتماعي".

ونهاية يوليو، أعلن المحامي الحقوقي خالد علي اختطاف مؤسس الحركة المدنية الديمقراطية يحيى حسين عبد الهادي، وهو في طريقه لحضور ندوة بحزب تيار الأمل "تحت التأسيس"، قبل أن يظهر في نيابة أمن الدولة العليا لتأمر بحبسه احتياطيًا أيضًا.

ووجهت النيابة وقتها لعبد الهادي تهم "الانضمام إلى جماعة إرهابية، وإساءة استخدام وسائل التواصل، وبث ونشر شائعات وأخبار كاذبة، وارتكاب جريمة من جرائم تمويل الإرهاب، والتحريض على ارتكاب جريمة إرهابية"، حسب المحامي الحقوقي خالد علي، على فيسبوك. 

والشهر الماضي، ألقي القبض على الخبير الاقتصادي عبد الخالق فاروق، قبل أن يظهر في نيابة أمن الدولة العليا، التي وجهت له تهم "الانضمام لجماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي".

رابط التقرير

https://manassa.news/news/20441

دير سانت كاترين.. بين مشروع تطوير ضخم وصراع على الأراضي

 

زاوية ثالثة

دير سانت كاترين.. بين مشروع تطوير ضخم وصراع على الأراضي


شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام القليلة الماضية نقاشًا واسعًا، على خلفية أنباء حول إغلاق السلطات المصرية لدير سانت كاترين الواقع في جنوب سيناء، والذي بُني بين عامي 548 و565 ميلادي. يُذكر أن الدير، المدرج ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو منذ عام 2002، تزامنًا مع فوز مدينة سانت كاترين بجائزة أفاسو، تقديرًا لدورها في تعزيز التعايش الثقافي والديني، يُعد الدير الوحيد الذي يضم مسجدًا داخل أراضيه، بُني في القرن السابع الميلادي لخدمة بدو المنطقة العاملين فيه.

وترددت أنباء إغلاق الدير بالتزامن مع تفاصيل نزاع قضائي قائم منذ أكثر من تسع سنوات، حين تقدم خالد فودة، محافظ جنوب سيناء السابق، بالدعوى القضائية رقم (24 لسنة 2015، مدني كلي شرم الشيخ)، والمستأنفة برقم (226 و228 لسنة 32 ق) أمام محكمة استئناف الإسماعيلية. اختصمت الدعوى الأنبا ديمتري ساماتريس دميانوس، بصفته مطران دير سانت كاترين، وطالب فيها بتعويض قيمته خمسة ملايين جنيه، بالإضافة إلى إخلاء 29 قطعة أرض، بما تشمل من زراعات ومباني، لصالح المحافظة كتعويض عن استغلالها الممتد على مدار أكثر من 1500 عام.”

ربط مواطنون ومختصون بين ما تردد حول إغلاق دير سانت كاترين والإعلان الصادر عن وائل مصطفى، رئيس جهاز تعمير سيناء، في 27 أكتوبر الماضي، بشأن إنجاز 90% من مشروع “التجلي الأعظم” الذي يمتد على مساحة مليوني متر مربع بين جبل سانت كاترين وجبل موسى. ويشمل المشروع، وفق تصريحات سابقة لمحافظ جنوب سيناء الأسبق خالد فودة، إنشاء مركز للزوار وساحة للسلام وفندق ونُزل بيئي ومجمع إداري، تحت إشراف وزارة الإسكان وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة والجهاز المركزي للتعمير.

على مدى السنوات العشر الماضية، تصاعد نزاع قانوني حول أراضي الدير، بالرغم من صدور القرار الوزاري رقم 85 لسنة 1993، الذي يقضي بتسجيل دير سانت كاترين كموقع أثري ونُشر بجريدة الوقائع المصرية في العدد 241 بتاريخ 23 سبتمبر 1993، وتلاه القرار الوزاري رقم 905 لسنة 1997، الذي صنّف أراضي الدير ضمن المواقع الأثرية ونُشر في العدد 111 بتاريخ 21 مايو 1998.

 ويتبع دير سانت كاترين، الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية. ومنذ تأسيسه كان تابعًا للكنيسة القبطية المصرية، ثم انتقل ملكيته إلى الكنيسة اليونانية في تقسيم الإمبراطور جاستن الثاني بعد مجمع خلقدونية، حسب الباحث في تاريخ العصور الوسطى أمجد عزت، في حديثه مع زاوية ثالثة.

 الدعوى القضائية التي أقامها المحافظ السابق لجنوب سيناء، لا تعد الأولى من نوعها التي يواجهها مطران دير سانت كاترين، الأب ديمتري ديناتوس؛ إذ سبقها قيام لواء الجيش المتقاعد أحمد رجائي عطية – مؤسس مدرسة الصاعقة المصرية وجبهة الدفاع عن جنوب سيناء-، في عام 2012، برفع الدعوى رقم 2784 لسنة 17 قضائية، ضد كلٍ من: المجلس العسكري ورئيس الوزراء، ووزراء الدفاع، والسياحة، والبيئة، ومحافظ جنوب سيناء، ومطران دير سانت كاثرين، للمطالبة بإزالة التعديات على الواقعة على المناطق الأثرية والإبقاء على اسم المناطق القديمة. اتهم اللواء المتقاعد في دعواه، رهبان الدير “بالاستيلاء على 20% من أراضي جنوب سيناء، وزعم قيامهم بطمس عيون موسى الأصلية وأن العيون الموجودة حاليًا مزيفة.”

في المقابل، نقل موقع المركز الثقافي الأرثوذكسي، آنذاك، على لسان البرلماني السابق وأستاذ القانون، إيهاب رمزي، اتهامه للواء الجيش السابق  بتزوير أوراق لكنائس أثرية بالدير، مدعيًا أنه تم بناؤها عام 2006، وأنه تم تحرير 71 قرار إزالة آثار موجودة في الدير، باعتبارها تعديات، ومن بينها كنيسة موسى الشهيرة بالعليقة.

 حكم بطرد المطران وتسليم الأراضي 

في جلسة 23 مايو 2015، أصدرت المحكمة حكمًا تمهيديًا بإحالة الدعوى القضائية رقم 24 لسنة 2015، إلى مصلحة الخبراء بوزارة العدل؛ إلا أن اللجنة المشكلة لم تعاين غير عشرة قطع من أصل 29 قطعة مسجلة لدى وزارة الآثار بموجب قرارات وزارية ولا يجوز تملكها.

 واتخذت الدعوى منحنى جديد لها في جلسة الخامس من ديسمبر عام 2016؛ إذ اختصمت وزير الآثار باعتباره رئيس المجلس الأعلى للآثار، والمنطقة الأثرية بجنوب سيناء ومنطقة سانت كاترين، ورئيس جهاز شئون البيئة باعتباره الرئيس الأعلى لقطاع المحميات الطبيعية بجنوب سيناء، وطالبت برفع قيمة التعويض المالي الذي تطالب به مطران الدير، من خمسة إلى عشرة ملايين جنيه.

وأحالت المحكمة الدعوى إلى مكتب الخبراء بجلسة 25 فبراير 2017، لكن تعذّر على اللجنة الثلاثية المشكلة بقرار المحكمة، معاينة أراضي الدير لعدم وجود بيانات الأطوال والحدود، فكلّف المحافظ السابق لجنوب سيناء، رئيس الهيئة العامة للمساحة ومدير مديرية المساحة بجنوب سيناء، بتقديم الخرائط واللوحات المساحية والإحداثيات للأراضي. 

مرة أخرى، قضت المحكمة بإحالة الدعوى إلى مكتب الخبراء في جلسة 31 أكتوبر 2020، غير أن لواء الجيش المتقاعد أحمد رجائي عطية، وهو أحد الخصوم في القضية، قد توفي في الرابع من مارس 2021، ومجددًا أحالت المحكمة الدعوى إلى مكتب الخبراء في جلسة 27 فبراير 2022، وقررت المحكمة حجز القضية للحكم بجلسة 21 مايو 2022، قبل أن تمد أجل النطق بالحكم لجلسة 30 مايو 2022، أصدرت خلالها المحكمة حكمًا بطرد الأنبا ديمتري من الدير والـ 29 قطعة أرض، وتسليمها للمحافظة بما عليها من منشآت وزراعات، تعويضًا عن مقابل الانتفاع من تاريخ الغصب حتى الحكم وإلزامهم بالمصروفات.

وبحسب فتحي راغب حنا – محامي مطران دير سانت كاترين-، تقدم بطعن على الحكم الصادر بطرد المطران وكافة رجال الدين والعاملين من الدير وتسليمه للمحافظة، واستند في مذكرة الاستئناف، لـ المادتين 130 و131 من قانون المرافعات، التي تؤكد بطلان الحكم، لوفاة أحد الخصوم، وهو اللواء الراحل أحمد رجائي عطية.

زاوية ثالثة حاولت التواصل مع المحامي بالنقض والدستورية العليا، فتحي راغب حنا، بصفته محامي مطران دير سانت كاترين ومقدم الطعن على الحكم القضائي الصادر بطرد المطران وإخلاء الدير، إلا أنه لم يرد على أي من اتصالاتنا أو رسائلنا، بينما زعم مدير مكتبه أن هناك حظر نشر في قضية سانت كاترين، وطالبنا بعدم التطرق إليها. في حين كشف مصدر قضائي مطلع إلى زاوية ثالثة أنه لم يصدر من النائب العام حتى اللحظة، قرارًا بحظر النشر في القضية.

 اتهامات للكنيسة القبطية 

بعد صدور الحكم القضائي المتعلق بممتلكات دير سانت كاترين، بقيت القضية متداولة في المحاكم بعيدة عن تناول الإعلام المحلي. وفي أغسطس الماضي، لفت موقع إخباري يوناني الأنظار في الأوساط المسيحية المصرية، بنشر مقال تحدث عن ما وصفه بمخاوف الطائفة اليونانية الأرثوذكسية تجاه بعض الممتلكات التابعة لدير سانت كاترين. وأشار المقال إلى أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بصفتها الجماعة المسيحية الرئيسية في مصر، لديها اهتمام خاص ببعض عقارات الدير، مع مزاعم بأن هناك نزاعًا حول ملكية بعض الممتلكات بين الطائفتين.

ودعا المقال الحكومة اليونانية إلى التدخل لتأمين الممتلكات التاريخية للطائفة وحماية التراث الثقافي للدير، مما فتح باب النقاش حول الأبعاد القانونية والثقافية لقضية دير سانت كاترين بين الطوائف المسيحية المختلفة.

وسبق أن أقام المحامي المصري، إيهاب صلاح البطل، بالوكالة عن مجدي لويس، في يوليو 2018، دعوى أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة، طالب فيها بإلغاء اعتماد الراهب اليوناني ديمترى سماردزيس، الملقب بالمطران دميانوس، رئيسًا لطائفة الروم الأرثوذكس لجنوب سيناء بدير سانت كاترين، واختيار راهب من أبوين مصريين من طائفة الروم الموجودة بالقاهرة أو الإسكندرية، بدلًا عنه.

من ناحيته أصدر المطران دميانوس – رئيس أساقفة سيناء ورئيس دير سانت كاترين الخاص بالروم الأرثوذكس في سيناء-، بيانًا في أغسطس الماضي، للتعليق على الخبر المنشور بتاريخ السابع من أغسطس 2024، على موقع “ڤيما أورثوذوكس”، نفى خلاله مزاعم سيطرة الأقباط من المسيحيين على الدير أو وجود أي توترات دينية.

وقال المطران في بيانه إن العلاقة بين دير سانت كاترين والكنيسة القبطية والبابا، علاقة وطيدة وعلاقة تعاون ودية، نافيًا بشكل قاطع صلته بالخبر، وأي صلة تورط للكنيسة القبطية في إدارة ممتلكات الدير.

 التبعية للكنيسة اليونانية 

الباحث في التراث القبطي، شنودة الأمير، يُبين إلى زاوية ثالثة، أن دير سانت كاترين تأسس خلال القرن الرابع الميلادي، ويرجع تاريخ تأسيسه إلى أسطورة نقل الملائكة لجثمان الشهيدة كاترين من الإسكندرية إلى الدير، إلا أنه خلال القرن السادس الميلادي وأثناء فترة الحكم العثماني لمصر انتقلت إدارة الدير بحكم مواثيق، إلى البطريركية الرومية الأرثوذكسية في اليونان، واستمرت كذلك لقرون إلى اليوم؛ إذ لا يخضع الدير لسيطرة الكنيسة الرومية الأرثوذكسية في الإسكندرية، رغم كونهما ينتميان إلى الطائفة نفسها، مضيفًا أنه خلال العام 2021 بدأ الصراع القضائي بين محافظة جنوب سيناء وبين إدارة الدير حول ملكية أراضي الدير، المقام عليها مباني سكن الرهبان وكنائس وأراضي زراعية، وبعض تلك الأراضي تتبع وزارة الآثار ولا يحق للمحافظة المطالبة بها.

ويؤكد الأمير أنه على مدار تاريخ الكنيسة القبطية فإنها لم تتدخل بشأن دير سانت كاترين أو تحاول السيطرة عليه، كما أشاع أحد المواقع الصحفية في اليونان مؤخرًا، مشيرًا إلى أن الدير يضم كنوزًا أثرية ومخطوطات نادرة، وكان من بينها المخطوطة السينائية، وهي واحدة من أهم مخطوطتين في العالم للعهد الجديد، ومن أقدم المخطوطات التي تحتوي على معظم أسفار الكتاب المقدس، ويعود تاريخها إلى القرن الرابع الميلادي، إلا أن المستشرقين حين عثروا عليها نقلوها إلى بلادهم، وهي موجودة اليوم في المكتبة البريطانية.

ورغم كون الصراع القضائي على أراضي دير سانت كاترين، لازال مستمرًا إلا أن زيارات المسؤولين الحكوميين لدير سانت كاترين ولقاءاتهم بمطران ورهبان الدير، قد تكررت خلال الشهور الأخيرة؛ إذ استقبل رهبان دير سانت كاترين، في 25 يوليو الماضي، هانى عازر، مستشار رئيس الجمهورية للأعمال الهندسية، وفي 22 يوليو الماضي، استقبل خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء، وفد دير سانت كاترين برئاسة الأب بارفليوس، وكيل الدير، لتقديم التهنئة له لتوليه المنصب، وقدموا له خطاب تهنئة من الأنبا ديمانيوس، مطران الدير، وسلموه نسخة من وثيقة العهدة المحمدية، وهي وثيقة أثرية منسوبة إلى النبي محمد، أوصى بها المسلمين بالمسيحيين.

وقام رئيس الحكومة مصطفى مدبولي، ووفد مرافق له، بزيارة منطقة وادي الدير، أهم مناطق سانت كاترين، في 28 سبتمبر الماضي، والتقى القس بوروفيروس، وكيل الدير، والقس جاستين، أمين مكتبة الدير، وعدد من القساوسة والرهبان بالدير.

ويكشف حسام صبحي –مدير عام آثار سانت كاترين وفيران-، إلى زاوية ثالثة، أنه منذ مئات السنوات امتلك دير سانت كاترين في جنوب سيناء، نحو 71 قطعة أرض، كانت تحت تصرفه دون أن يمتلك سندات ملكية لها، بعضها كنائس ومباني مبيت واستراحات الرهبان، ومعظمها أراضي زراعية يقتاتون من محاصيلها ويتم توزيع باقي إنتاجها على زوار الدير، إلا أن بعض تلك الأراضي مملوكة لوزارة الآثار المصرية، ومنذ أكثر من عشر سنوات كان هناك نزاع بين محافظة جنوب سيناء وبين مطران الدير، الذي أراد تقنين وضع الأراضي وبين المحافظة التي ترى أن تلك الأراضي وضع يد وتريد استرجاعها، لافتًا إلى أن المحافظة كانت قد رفعت دعوى قضائية ضد الدير حتى صدر حكم قضائي في 2022، ضد مطران الدير لصالح المحافظة إلا أنه ليس حكمًا نهائيًا ويمكن الطعن عليه.

ويؤكد صبحي أنه لم يصل أي خطاب رسمي أو إنذار بالطرد إلى مطران دير سانت كاترين ورهبانه، وأن الدير مفتوح للزوار بشكل طبيعي، واستقبل، الخميس، 200 زائر، وأن فندق سانت كاترين ممتلئ بالنزلاء، معتبرًا أن ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي من أنباء طرد الرهبان وإغلاق الدير، عارية تمامًا عن الصحة.

ويبين مدير عام آثار سانت كاترين أن الدير يضم نحو 1444 قطعة أثرية، تتنوع بين مخطوطات ومنقولات بعضها مسجل لدى وزارة الآثار، وأن إدارة الدير مصرية تابعة للوزارة، وأنه ليس تحت إدارة يونانية كما يشيع البعض، إلا أن رهبان الدير الـ28 هم من حاملي الجنسيات الأجنبية وبينهم 25 راهب يوناني، في حين يجمع مطران الدير بين الجنسيتين المصرية واليونانية.

 الأراضي محمية بقانون الآثار 

في السياق نفسه، يؤكد عبد الرحيم ريحان – عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية-، أن الدير والمواقع الأثرية بمدينة سانت كاترين، غير تابعة لمحافظة جنوب سيناء، وأنها محمية بقانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983، ومسجلة كتراث عالمي في اليونسكو عام 2002، وأن الدير تم تسجيله كأثر بيزنطي، في القرار الوزاري رقم 85 لسنة 1993، ويتبع الدير قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، بالمجلس الأعلى للآثار. 

 بشأن الدعوى القضائية المرفوعة على مطران دير سانت كاترين، يُبيّن ريحان إلى زاوية ثالثة، أن قطع الأراضي محل الدعوى التي تحمل أرقام 16 و 18 و 19 و 21 و 22 و 24 و 25 و 28، هي أراضي أثرية واقعة في زمام الدير، بموجب القرار الوزاري رقم 905 لسنة 1997، والمنشور في العدد رقم 111 من الجريدة الرسمية، بتاريخ 21 مايو 1998، بينما تقع القطع رقم 2 و 3 و 5 و 8 و 12 و 13 و 29 على جبل موسى الخاضع لقانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983، بموجب القرار الوزاري رقم 1069 لسنة 2008، وكذلك الحال بالنسبة للقطعة رقم 18 الواقعة بمنطقة فرش إيليا، ضمن زمام منطقة كاترين وفيران الأثرية بجنوب سيناء، بموجب القرار الوزاري رقم 780 لسنة 2010، أما القطعة رقم 27 الخاصة بمنطقة النبي هارون فقد صدر بخصوصها قرار اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية في 13 يناير عام 2009 وإخضاعها للآثار، بموجب القرار الوزاري رقم 905 لسنة 1997، وتقع أيضًا القطعة رقم 28 الخاصة باستراحة الدير، داخل الحرم بالمنطقة الأثرية لدير سانت كاترين، طبقًا للقرار الوزاري رقم 509 لسنة 1997 وقرار اللجنة الدائمة للآثار الاسلامية والقبطية في 18 يناير عام 2000.

ويلفت خبير الآثار إلى الدور التاريخي الوطني الذي لعبه رهبان دير سانت كاترين ومطران الدير، الأب ديمترى دميانوس، بعد نكسة 1967 وقبيل انتصار حرب أكتوبر 1973، حين نزع علم كيان الاحتلال الإسرائيلي الذي وضعوه باب الدير واستبدله بعلم مصر، ما دفع جولدا مائير، رئيسة وزراء الاحتلال وقتئذٍ، لاستجوابه واعتقاله لثلاثة أشهر قبل أن تتدخل بريطانيا للإفراج عنه.

من ناحيتها، نفت محافظة جنوب سيناء عبر صفحتها الرسمية، الخميس، ما وصفته بالشائعات المتداولة حول وجود أي تهديد لدير سانت كاترين أو مخطط لإخلائه، مؤكدة التزامها بدعم الدير والمعالم الأثرية والدينية بالمحافظة.

ونقل البيان على لسان خالد مبارك – محافظ جنوب سيناء-، تأكيده الروابط الطيبة مع دير سانت كاترين، وأنه تلقى مؤخرًا خطاب شكر ومحبة من رئيس الدير المتواجد حاليًا خارج البلاد لأسباب طبية، لتأكيد العلاقات الوثيقة مع المحافظة، مشيرًا لوجود تواصل دائم بينه وبين مسؤولي الدير والسفير اليوناني، لحماية التراث الثقافي والديني للدير، باعتباره رمزًا تاريخيًا ودينيًا هامًا.

وبحسب البوابة الإلكترونية لمحافظة جنوب سيناء فقد استقبل دير سانت كاترين، الخميس، 200 زائر، بينهم 156 من جنسيات متنوعة تشمل فرنسا، روسيا، الهند، أستراليا، إندونيسيا، وغيرها، بجانب 24 زائرًا مصريًا، في حين يتواجد الرهبان في الدير ويمارسون حياتهم الطبيعية.

راسلت زاوية ثالثة الأب أكاكيوس – الأمين العام لدير سانت كاترين-، في محاولة للتواصل مع مطران الدير، الأب ديمترى دميانوس، للتعليق على ما يثار بشأن القضية، لكن علمنا أنه يعاني ظروفًا صحية وقد سافر للخارج مؤخرًا لأسباب طبية، وأبلغنا الأمين العام أنه أوصل رسالتنا إلى المطران، ولم نتلق بعد رده على تساؤلاتنا بشأن القضية.

وفي تعليق منها على بيان المحافظة قالت عالمة المصريات وعميدة كلية الآثار والتراث الحضاري في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، مونيكا حنا، إنه على الرغم من محاولات النفي، فإن موضوع الحكم الصادر ضد مطران دير سانت كاترين حقيقي؛ إذ صدر حكم درجة أولى في القضاء الإداري، عن محكمة ابتدائية بالطرد، وغاب محامي وزارة الآثار عن هذه الجلسة، لكن لم يتم تنفيذ الحكم الإداري إلى الآن، كاشفة في تدوينة لها عبر حسابها على فيسبوك، أن الرئاسة شكلت لجنة داخل وزارة العدل لتقنين وضع الدير قبل جلسة الاستئناف على الحكم الحالي وأنه جاري التفاوض على ذلك.

وفي الوقت الذي تنفي فيه المحافظة وجود أي خطة لديها لإخلاء الدير وطرد رهبانه؛ فإن الصراع القضائي بين محافظة جنوب سيناء ومطران الدير لم يحسم بعد بشكل نهائي، وفي حين تعتبر دعوى المحافظ السابق أن أراضي الدير وضع يد وتحق للمحافظة، فإن خبراء ومسؤولي وزارة الآثار يؤكدون أنها أثرية تخضع للمجلس الأعلى للآثار ومحمية بموجب القانون المصري ومسجلة كتراث عالمي في اليونسكو، ورغم عدم حسم القضية فإن الحال باقية كما هي عليه والدير لا تزال تستقبل زوارها بشكل طبيعي، وتخطط السلطات لافتتاح مشروع التجلي الأعظم، خلال الفترة المقبلة.

رابط التقرير

https://zawia3.com/saint-catherine/