الخميس، 14 نوفمبر 2024

خلال مناقشة لمشروع قانون العمل.. البلشي يجدد الدعوة لحملة "أجر عادل للصحفيين"

 

الرابط
المنصة

خلال مناقشة لمشروع قانون العمل.. البلشي يجدد الدعوة لحملة "أجر عادل للصحفيين"

جدد نقيب الصحفيين خالد البلشي الدعوة للمشاركة في حملة "أجر عادل للصحفيين" التي أطلقتها النقابة مارس/آذار الماضي، وتستهدف رفع الحد الأدنى للأجور بالصحف الخاصة لـ6000 جنيه وزيادة بدل التكنولوجيا، مشيرًا إلى استعداد النقابة لرفع مطالبها في المؤتمر العام للصحافة المقرر عقده 13 ديسمبر/كانون الأول المقبل ولمدة 3 أيام.

دعوة البلشي جاءت خلال مائدة مستديرة نظمتها نقابة الصحفيين، أمس، لمناقشة مشروع قانون العمل الجديد، وتقديم رؤية النقابة بشأنه، تناولت أيضًا تطبيق الحد الأدنى للأجور بالمؤسسات الصحفية، بحضور عدد من المتخصصين والقانونيين.

وسبق أن نوه البلشي في تصريحات لـ المنصة بإطلاق النقابة حملة "أجر عادل للصحفيين"، لافتًا إلى أن النقابة خاطبت المؤسسات الصحفية لرفع الأجور بما يواكب الحزمة الاجتماعية التي أعلنها الرئيس 6000 جنيه، كما سترفع النقابة الحد الأدنى للراتب في العقد الثلاثي مع المؤسسات والنقابة والصحفي ليصل إلى المبلغ نفسه.

وأشار البلشي، في كلمته أمس، إلى أن القانون الجديد ضَمَن الحق في الإضراب وتنظيمه من خلال النقابات العمالية فقط، قائلًا "حينما نتحدث عن الإضراب في المؤسسات الصحفية ودفاع النقابة عن أعضائها، فإننا نرى أن القانون ينص على أن تنظيم الإضرابات والدفاع عنها يكون من نقابات عمالية وليست مهنية".

ونصت المادة 204 من مشروع القانون على أنه "للعمال حق الإضراب السلمي عن العمل للمطالبة بما يرونه محققًا لمصالحهم المهنية، بعد استنفاد طرق التسوية الودية للمنازعات المنصوص عليها في هذا القانون، ويكون إعلانه وتنظيمه من خلال المنظمة النقابية العمالية المعنية، أو المفوض العمالي في حدود الضوابط والإجراءات المقررة في هذا القانون".

ووافق مجلس الوزراء، الأسبوع الماضي، على مشروع جديد لقانون العمل، وقال وزير الشؤون النيابية محمود فوزي، الأسبوع الحالي، إن الحكومة تعمل على إعادة صياغة مواده لإدخال التعديلات التي تم التوافق بشأنها خلال جلسات الحوار المجتمعي مع البرلمان ومنتدى الحوار الوطني. وتعتزم الانتهاء من التعديلات قبل نهاية العام الحالي.

من جهتها، قالت عضوة الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين إيمان عوف لـ المنصة، على هامش جلسة أمس، إنها تطمح لأن تكون النقابة جزءًا أساسيًا من النقاشات الدائرة حول مشروع القانون، ووضع نصوص تخص علاقات العمل بين الصحفيين ومسؤولي الإدارات في المؤسسات.

وأكدت عوف ضرورة مراعاة البعد الجندري في القانون، الذي يخص "جزءًا كبيرًا جدًا من الصحفيات اللاتي يعانين من انتهاكات عديدة"، على حد قولها.

واعتبر المحامي الحقوقي مالك عدلي، في كلمته بالجلسة أمس، مشروع قانون العمل، "لا يقل في أهمية عن قانون الإجراءات الجنائية، وأن مشروع القانون الحالي لم يقضِ على أزمة العقود محددة المدة، وتجاهل التراث القضائي في الفصل التعسفي، ولم يجرم عدم الالتزام بالحد الأدنى للأجور". 

وكانت الحكومة تقدمت منذ عامين بمشروع قانون العمل إلى مجلس النواب، لكنه واجه اعتراضات مجتمع الأعمال، على رأسه اتحاد الصناعات المصرية، الذي عارض 17 مادة من مشروع القانون المتعلقة بالإضرابات، والإجازات للنساء في محل العمل، والرواتب، وعقود العمل، والمكافآت، وعضوية رجال الأعمال في صندوق إعادة التأهيل والتدريب المقترح.

إلى جانب اعتراض النقابات العمالة التي رفضت بعض المواد المتعلقة بالأجور والعلاوة الدورية، والإضراب عن العمل، وطبيعة عقود وإنهاء علاقة العمل، وأوضاع العمالة غير المنتظمة، وبعض حقوق النساء العاملات، حسبما أوردت وسائل إعلام محلية.

بعدها، سحبت الحكومة مشروع قانون العمل من البرلمان، وأجرت لقاءات مجتمعية عدة خلال الفترة الماضية للتوافق حول بعض البنود الخلافية، سواء من خلال جلسات الحوار الوطني، أو من خلال لقاءات مع النقابات المهنية ومجتمع الأعمال، حسب CNN.

نص البيان الصحفي لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ظهر اليوم الخميس 14 نوفمبر 2024: لجنة خاصة تابعة للأمم المتحدة تعتبر أساليب الحرب الإسرائيلية في غزة متسقة مع الإبادة الجماعية

الرابط

نص البيان الصحفي لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ظهر اليوم الخميس 14 نوفمبر 2024: لجنة خاصة تابعة للأمم المتحدة تعتبر أساليب الحرب الإسرائيلية في غزة متسقة مع الإبادة الجماعية


بيان صحفي: مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نيويورك (14 نوفمبر/تشرين الثاني 2024) - قالت اللجنة الخاصة التابعة للأمم المتحدة للتحقيق في الممارسات الإسرائيلية* في تقرير جديد أصدرته اليوم إن الحرب التي تشنها إسرائيل في غزة تتسق مع خصائص الإبادة الجماعية، مع وقوع إصابات جماعية بين المدنيين وفرض ظروف تهدد الحياة عمداً على الفلسطينيين هناك.

وقالت اللجنة: "منذ بداية الحرب، دعم المسؤولون الإسرائيليون علناً سياسات تحرم الفلسطينيين من الضروريات الأساسية اللازمة لاستمرار الحياة ــ الغذاء والماء والوقود. وهذه التصريحات إلى جانب التدخل المنهجي وغير القانوني في المساعدات الإنسانية توضح نية إسرائيل استغلال الإمدادات المنقذة للحياة لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية".

ويتناول التقرير، الذي يغطي الفترة من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى يوليو/تموز 2024، التطورات في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة والجولان السوري المحتل، لكنه يركز على التأثير الكارثي للحرب الحالية في غزة على حقوق الفلسطينيين.

وقالت اللجنة إن "إسرائيل، من خلال حصارها لغزة، وعرقلة المساعدات الإنسانية، إلى جانب الهجمات المستهدفة وقتل المدنيين وعمال الإغاثة، وعلى الرغم من النداءات المتكررة للأمم المتحدة، والأوامر الملزمة من محكمة العدل الدولية وقرارات مجلس الأمن، تتسبب عمداً في الموت والتجويع والإصابات الخطيرة، باستخدام التجويع كأسلوب من أساليب الحرب وفرض العقوبات الجماعية على السكان الفلسطينيين".

يوثق التقرير كيف أدت حملة القصف الإسرائيلية المكثفة في غزة إلى تدمير الخدمات الأساسية وإطلاق العنان لكارثة بيئية سيكون لها آثار صحية دائمة. بحلول أوائل عام 2024، تم إسقاط أكثر من 25000 طن من المتفجرات - ما يعادل قنبلتين نوويتين - على غزة، مما تسبب في دمار هائل وانهيار أنظمة المياه والصرف الصحي، والدمار الزراعي، والتلوث السام.

وقالت اللجنة إن "إسرائيل، من خلال تدمير أنظمة المياه والصرف الصحي والغذاء الحيوية وتلويث البيئة، خلقت مزيجا قاتلا من الأزمات التي ستلحق ضررا شديدا بالأجيال القادمة".

ويثير التقرير مخاوف جدية بشأن استخدام إسرائيل لأنظمة الاستهداف المعززة بالذكاء الاصطناعي في توجيه عملياتها العسكرية، والتأثير الذي أحدثته على المدنيين، والذي يتجلى بشكل خاص في العدد الهائل من النساء والأطفال بين الضحايا.

وقالت اللجنة إن "استخدام الجيش الإسرائيلي للاستهداف بمساعدة الذكاء الاصطناعي، مع الحد الأدنى من الإشراف البشري، إلى جانب القنابل الثقيلة، يؤكد تجاهل إسرائيل لالتزامها بالتمييز بين المدنيين والمقاتلين واتخاذ الضمانات الكافية لمنع مقتل المدنيين".

وفي خضم الدمار في غزة، وجدت اللجنة أن الرقابة الإسرائيلية المتصاعدة على وسائل الإعلام، وقمع المعارضة، واستهداف الصحفيين، هي جهود متعمدة لمنع الوصول العالمي إلى المعلومات. كما لاحظت اللجنة كيف قامت شركات وسائل التواصل الاجتماعي بإزالة "المحتوى المؤيد للفلسطينيين" بشكل غير متناسب مقارنة بالمشاركات التي تحرض على العنف ضد الفلسطينيين.

وأدانت اللجنة حملة التشهير المستمرة والهجمات الأخرى ضد الأونروا والأمم المتحدة بشكل عام.

وقالت اللجنة إن "هذا الإسكات المتعمد للتقارير، إلى جانب التضليل والهجمات على العاملين في المجال الإنساني، هو استراتيجية واضحة لتقويض العمل الحيوي للأمم المتحدة، وقطع شريان الحياة للمساعدات التي لا تزال تصل إلى غزة، وتفكيك النظام القانوني الدولي".

ودعت اللجنة كافة الدول الأعضاء إلى الوفاء بالتزاماتها القانونية لمنع ووقف انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي ومحاسبتها.

وقالت اللجنة إن "المسؤولية الجماعية تقع على عاتق كل دولة لوقف دعم الهجوم على غزة ونظام الفصل العنصري في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية".

"إن الحفاظ على القانون الدولي وضمان المساءلة عن الانتهاكات يقع على عاتق الدول الأعضاء. والفشل في القيام بذلك من شأنه أن يضعف جوهر النظام القانوني الدولي ويشكل سابقة خطيرة تسمح بارتكاب الفظائع دون رادع".

ومن المقرر تقديم تقرير اللجنة إلى الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

* أنشئت اللجنة الخاصة للأمم المتحدة للتحقيق في الممارسات الإسرائيلية التي تمس حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني وغيره من السكان العرب في الأراضي المحتلة من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر/كانون الأول 1968 لدراسة حالة حقوق الإنسان في الجولان السوري المحتل والضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية وقطاع غزة.

تتألف اللجنة الخاصة من ثلاث دول أعضاء: ماليزيا والسنغال وسريلانكا. ويمثل الدول الأعضاء هذا العام سعادة السيد أحمد فيصل محمد، الممثل الدائم لماليزيا لدى الأمم المتحدة في نيويورك، وسعادة السيد شيخ نيانغ ، الممثل الدائم للسنغال لدى الأمم المتحدة في نيويورك، وسعادة السيد بيتر موهان مايثري بييريس ، الممثل الدائم لسريلانكا لدى الأمم المتحدة في نيويورك (رئيس اللجنة الخاصة).

الامم المتحدة : أساليب الحرب الإسرائيلية "تتفق مع الإبادة الجماعية"

 

الرابط

لجنة أممية منذ قليل ظهر اليوم الخميس 14 نوفمبر 2024:

 أساليب الحرب الإسرائيلية "تتفق مع الإبادة الجماعية"

هذه قصة قيد التطوير فور ورود التفاصيل

بعد سرقتها من مصر وتهريبها للخارج تم بيعها كأغلى مصباح في العالم بدار بونهامز الألمانية للمزادات

 

بعد سرقتها من مصر وتهريبها للخارج تم بيعها كأغلى مصباح في العالم بدار بونهامز الألمانية للمزادات.. ومصادر بالآثار تتحجج لوسائل إعلام: #مشكاة_صرغتمش غير مسجلة داخل قطاع الآثار المصرية وعودتها الى مصر ستستغرق وقتا 

- وتم سرقة #مشكاة_صرغتمش من مسجد ومدرسة الأمير صرغتمش الناصري، وهو مسجد أثري مملوكي بناه الأمير صرغتمش الناصري بجوار مسجد أحمد بن طولون مباشرة، ويقع في شارع الصليبة بحي السيدة زينب بالقاهرة

صرخة ضد الحكام الطغاة

 

الرابط

صرخة ضد الحكام الطغاة الابالسة المستبدين الانذال

لماذا نحتاج إلى اتفاقية مستقلة بشأن الجرائم ضد الإنسانية؟

ما هي الجريمة ضد الإنسانية؟

تشير الجرائم ضد الإنسانية إلى جرائم معينة تُرتكب كجزء من هجمات واسعة النطاق أو ممنهجة ضد السكان المدنيين، وهي تصدم ضمير البشرية نفسها. عُقدت أول محاكمة استخدمت هذا المصطلح عندما تمت محاكمة القادة النازيين في نورنبيرغ في القرن الماضي.

تشمل هذه الجرائم، على سبيل المثال لا الحصر، ما يلي:

القتل العمد

التعذيب

الاستعباد

الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي

الاضطهاد

الاختفاء القسري

الأبارتهايد

وعلى عكس جرائم الحرب، فإنها يمكن أن تحدث أثناء السلم أو زمن الحرب.تتضمن بعض الأمثلة الحديثة المحتملة ما يلي:

أفغانستان: في عام 2023، أشارت منظمة العفو الدولية إلى القيود الصارمة التي فرضتها حركة طالبان، والقمع غير القانوني لحقوق النساء والفتيات. ودعت المنظمة إلى التحقيق في هذه الإجراءات القمعية، إلى جانب السجن والاختفاء القسري والتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة، باعتبارها جريمة ضد الإنسانية تتمثل في الاضطهاد على أساس النوع الاجتماعي.

إثيوبيا: في عام 2023، ارتكب جنود إريتريون جرائم منصوص عليها في القانون الدولي في منطقة تيغراي بإثيوبيا. وشملت هذه الجرائم الاغتصاب، والاستعباد الجنسي للنساء، وإعدام المدنيين خارج نطاق القضاء، وهو ما قد يرقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية.

إيران: في عام 1988، أخفت السلطات الإيرانية قسرًا وأعدمت آلاف المعارضين السياسيين المسجونين سرًا خارج نطاق القضاء، قبل إلقاء جثثهم في مقابر جماعية لا تحمل شواهد. ولم يتم تقديم أي مسؤول إلى ساحة العدالة على الإطلاق. ومنذ ذلك الحين، فإن حالات الاختفاء القسري والتعذيب والمعاملة السيئة لعائلات الضحايا تعني فعليًا استمرار الجرائم ضد الإنسانية.

وهذه مجرد أمثلة قليلة على الجرائم ضد الإنسانية، ولكن هناك أمثلة أخرى كثيرة لا تقل فظاعة. وفي العقد الماضي وحده، وجدت منظمة العفو الدولية حالات لمثل هذه الفظائع في 18 بلدًا، على الأقل، في جميع أنحاء العالم. ولا توجد منطقة في العالم خالية من الجرائم ضد الإنسانية.

ما هي الآليات القانونية القائمة لمكافحة الجرائم ضد الإنسانية؟

في الوقت الراهن، صُمم عدد من الآليات القانونية خصيصًا للتصدي لهذه الجرائم، مثل نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، ومؤخرًا، اتفاقية ليوبليانا-لاهاي.

ويهدف نظام روما الأساسي إلى محاكمة الأفراد بسبب مسؤوليتهم الجنائية الشخصية، وقد اعتُمد كوسيلة لإنشاء المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. ومع ذلك، في معظم الحالات، لا تتمتع المحكمة بالولاية القضائية إلا عندما تكون الدولة عضوًا في نظام روما الأساسي. وحتى في تلك الحالة، لا يمكن للمحكمة أن تتصرف إلا إذا كانت تلك الدولة غير قادرة أو غير راغبة في التحقيق في القضايا ومقاضاة مرتكبيها بنفسها.

كما قامت بعض الدول بتجريم الجرائم ضد الإنسانية دون أن تكون طرفًا في نظام روما الأساسي، مثل الفلبين وإندونيسيا.

ويمكن للمحاكم الوطنية، بل ويجب عليها في ظروف معينة، محاكمة الأفراد بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية أينما وقعت. وذلك لأن مثل هذه الجرائم تهم المجتمع الدولي ككل، وينبغي لكل دولة أن تتحرك لحماية الناس منها.

لماذا نحتاج إلى اتفاقية جديدة إذا كانت لدينا بالفعل آليات قائمة؟

تعتبر الأمثلة المذكورة أعلاه صكوكًا قانونية مهمة، وتشترك في بعض الأمور، لكن توجد اختلافات جوهرية في نطاق كل منها ووظائفها. وخلافاً للجرائم الأخرى التي يشملها القانون الدولي، تفتقر الجرائم ضد الإنسانية إلى اتفاقية محددة ومستقلة.

وتسعى مسودة الاتفاقية الجديدة إلى سد فجوة الإفلات من العقاب هذه والتنسيق بين الأساليب المتبعة. فهي توفر فرصة لعلاج النواقص والثغرات التي تركت في نظام روما منذ أكثر من 25 عامًا. ومن شأنها أيضًا أن تراعي تقدم القانون الدولي منذ ذلك الحين، وبخاصة في قضايا المساواة على أساس النوع الاجتماعي، والحماية من الجرائم القائمة على النوع الاجتماعي.

إن المبادرات الأحدث عهدًا، التي تسعى إلى تعزيز نظام العدالة الدولية إلى جانب الآليات القائمة، ليست في تنافس مع بعضها، بل إنها متكاملة. وسوف تساعدنا في السعي لتحقيق العدالة، والكشف عن الحقيقة، وتعويض الضحايا والناجين من الجرائم التي يشملها القانون الدولي.

كيف يمكن لاتفاقية جديدة بشأن الجرائم ضد الإنسانية أن تساعد؟

من شأن الاتفاقية الجديدة أن تلزم الدول بضمان التحقيق في مثل هذه الجرائم ومحاكمة مرتكبيها، حتى لو كان ذلك يعني التحقيق في أفعالها. علاوة على ذلك، فإنه من شأنها أن تجبر الدول ليس فقط على معاقبة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية، بل وأيضًا على منعها (كما هو مطلوب بموجب اتفاقية منع الإبادة الجماعية). ومن شأنها أيضًا أن تعزز التعاون مع الدول الأخرى، على سبيل المثال من خلال المساعدة القانونية المتبادلة. 

وستوفر الاتفاقية مسارات جديدة لضحايا الجرائم ضد الإنسانية، وتوفر إطارًا شاملاً للبلدان لدمج هذه الجرائم في أنظمتها القانونية الوطنية. ومن شأن هذه الخطوة وحدها أن تقلل بشكل كبير من قدرة الجناة على الإفلات من العدالة.

وسيكون الضحايا والناجون هم المستفيدون النهائيون. إن البشرية بحاجة إلى أن تكون قادرة على السعي إلى تحقيق العدالة والمساءلة عندما ترتكب جرائم ضد الإنسانية، ومن الممكن أن تساعدنا اتفاقية جديدة في تحقيق هذه الغاية.

دراسة حالة: فنزويلا

منذ عام 2017، واجه الفنزويليون عمليات إعدام جماعية خارج نطاق القضاء، واعتقالات تعسفية، فضلاً عن الاستخدام المفرط للقوة من قبل الشرطة أثناء المظاهرات. هناك سياسة قمع ممنهجة ضد المعارضين السياسيين والأشخاص الذين قد يُنظر إليهم على أنهم كذلك. وقد تشكل هذه الانتهاكات جرائم ضد الإنسانية، وينبغي تقديم مرتكبيها إلى العدالة الدولية.

ودعت العديد من المنظمات، بما في ذلك منظمة العفو الدولية، الأمم المتحدة إلى التحرك من خلال تجديد ولاية بعثتها الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن فنزويلا. في عام 2021، اعترفت المحكمة الجنائية الدولية أخيرًا أيضًا بالحاجة إلى التحقيق في الجرائم المحتملة الموثقة في فنزويلا.

ولكن الدول الأخرى يمكن أن تساعد كذلك. وتنظر إحدى المحاكم في الأرجنتين حاليًا في دعوى قضائية رفعها ضحايا جرائم ضد الإنسانية في فنزويلا. وتؤكد منظمة العفو الدولية أن المحاكم الأرجنتينية تتمتع بكامل الاختصاص بالتحقيق مع مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية المرتكبة خارج الأرجنتين، ومحاكمتهم ومعاقبتهم جنائيًا. عندما تكون السلطات في الدولة، التي تقع فيها مثل هذه الجرائم، غير قادرة أو غير راغبة في إجراء تحقيقات وملاحقات قضائية حقيقية، يمكن لدولة أخرى أن تُمكّن من السعي لتحقيق العدالة.

ولن تحل الاتفاقية محل إجراءات الأمم المتحدة أو المحكمة الجنائية الدولية، ولكنها تعمل بالتوازي معها. إن الجرائم ضد الإنسانية تثير قلق الجميع، وهناك حاجة إلى جهود متضافرة لمكافحتها بفعالية. ومن شأن الاتفاقية الجديدة أن تمنح الدول إطارًا عالميًا مشتركًا للتصدي للجرائم ضد الإنسانية، مما يمكنها من إجراء التحقيقات والملاحقات القضائية، وتعزيز التعاون المتبادل، والحفاظ على إجراءات المحاكمة العادلة. ومن شأنها أيضًا أن تحافظ على الحقوق الأساسية للضحايا والشهود. 

ما الذي تفعله منظمة العفو الدولية؟

لقد كان مشروع الاتفاقية قيد الإعداد لأكثر من 10 سنوات. وفي أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني 2024، ستناقش اللجنة السادسة للجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الموضوع مرة أخرى. وهذا يمثل فرصة فريدة للدول لكي تطلب من الأمم المتحدة أن تبدأ العملية الرسمية لاعتماد هذه الاتفاقية.

وتطلب منظمة العفو الدولية من جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة دعم تبني قرار من شأنه أن يبدأ المفاوضات بشأن اتفاقية منع الجرائم ضد الإنسانية والمعاقبة عليها. ونحثّ الحكومات على تأييد مشروع القرار الذي يجري توزيعه حاليًا قبل دورة أكتوبر/تشرين الأول.

وفي العامين الماضيين، أعربت أغلبية الدول حول العالم عن دعمها العام للمشروع. وإذا لم تنقل الأمم المتحدة مسودة النص إلى المفاوضات الرسمية، فقد لا يتم طرحها للمناقشة مرة أخرى لسنوات عديدة. وكما هو واضح، فإن الحاجة إلى معاهدة دولية توفر إمكانيات جديدة لمنع الجرائم ضد الإنسانية، وضمان تحقيق العدالة، والكشف عن الحقيقة، والتعويض لا تزال ملحة أكثر من أي وقت مضى.

ذي إندبندنت .. رواتب المصريين... 30 يوما مع الغلاء كل شهر

الرابط

 ذي إندبندنت .. رواتب المصريين... 30 يوما مع الغلاء كل شهر

الغالبية تلجأ إلى العمل في وظيفتين من أجل تدبير نفقات الأسرة ومتخصصون: الحد الأدنى للأجور "لا يكفي" في ظل ارتفاع الأسعار

تشير دراسات إلى ضرورة مراجعة رواتب المصريين كل ستة أشهر في ظل الزيادة المستمرة فى الأسعار (رويترز)

يقول مصريون إنّ رواتبهم الشهرية لا تكفي تلبية متطلبات المنزل (رويترز)

يتآكل الحد الأدنى للأجور في مصر أمام الغلاء الجنوني لأسعار السلع (رويترز)


"أصبح من الضروري الآن إصدار قانون موحد بإعادة هيكلة أجور كل العاملين بأجر في مصر، بحيث تزيد أجورهم زيادات تتناسب مع ارتفاعات الأسعار في الأقل، ووضع حد أدنى للأجور يكفي حاجات العاملين وأسرهم".

مع بداية كل شهر يجلس أحمد متولي برفقة زوجته ونجليه لاحتساب قيمة راتبه الشهري وتوزيعه على نفقات المنزل الشهرية ما بين مصروفات شراء سلع غذائية ومستلزمات دواء وسداد رسوم خدمات واشتراكات أندية ومصروفات تنقلات.

يتقاضى الشاب المصري الذي يعمل في إحدى شركات فلاتر المياه الخاصة الموجودة بمنطقة الهرم في الجيزة ما يقارب نحو 5 آلاف جنيه (102.63 دولار أميركي) شهرياً من وظيفته شاملة الحوافز والبدلات التي تقل بما يعادل 1000 جنيه (20.52 دولار أميركي) عن قيمة الحد الأدنى للأجور الذي أقرته الدولة رسمياً بـ6 آلاف جنيه (123.10 دولار أميركي).

وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أعلن في فبراير (شباط) الماضي حزمة من الإجراءات لتخفيف تداعيات الأزمة الاقتصادية والتضخم المرتفع على المواطنين، التي شملت زيادة الحد الأدنى لأجور العاملين في الحكومة 50 في المئة، ليصل إلى 6 آلاف جنيه.

حد أدنى لا يكفي

بصوت خافت يقول متولي لـ"اندبندنت عربية"، "الشركة التي أعمل بها ترفض زيادة راتبي ليساوي الحد الأدنى للأجور، على رغم مطالبي المتكررة برفعه، لا سيما أنني أعمل 12 ساعة يومياً، وراتبي لم يعد مواكباً للزيادات المتلاحقة في أسعار السلع والمستلزمات الغذائية والخدمات الحكومية، وأصبحت مطالباً بالبحث عن بدائل أخرى لزيادة دخلي".

يضطر متولي إلى الاستدانة من أحد أقاربه شهرياً أو الدخول في جمعيات مع زملائه بالعمل للتغلب على الزيادات المستمرة في أسعار السلع والمنتجات البترولية، "إذا ما طبقت الشركة الحد الأدنى للأجور فإنه لن يكفي أيضاً تلبية متطلبات المنزل الشهرية في ظل الغلاء الكبير في الأسعار، التي قد تتخطى مجموعها شهرياً ما يقارب الـ10 آلاف جنيه (205.17 دولار)، وهو ما يفوق قدرتي وراتبي الشهري".

معاناة أخرى يعيشها الرجل الأربعيني نصر عبدالنعيم الذي اضطر في ظل تزايد الأعباء المعيشية على أسرته إلى العمل بوظيفتين، إحداهما عامل بشركة عقارات خاصة صباحاً، والأخرى مسؤول أمن بشركة أدوية مساءً، من أجل تقاضي راتب شهري من الوظيفتين نحو 9 آلاف جنيه (184.65 دولار) شهرياً.

يقول الرجل الأربعيني الذي يعول زوجة وثلاثة أطفال في مراحل دراسية مختلفة إن نفقات منزله الشهرية "تتخطى حاجز الحد الأدنى للأجور الذي سبق وأقرته الدولة"، منوهاً أنه على رغم حصوله على راتب شهري يزيد على الحد الأدنى بنحو 3 آلاف جنيه (61.28 دولار)، فإنه أيضاً غير قادر على مواكبة زيادات الأسعار ونسب التضخم الحالية، مشيراً إلى أن أسرته تحتاج شهرياً إلى ما يقارب 15 ألف جنيه (306.42 دولار أميركي) من أجل تلبية متطلباتهم الأساسية.

وكانت الحكومة المصرية أقرت في أبريل (نيسان) الماضي زيادة الحد الأدنى لأجور العاملين بالقطاع الخاص 71 في المئة، ليرتفع من 3500 جنيه (71.80 دولار) إلى 6 آلاف جنيه (123.8 دولار) شهرياً، على أن يطبق بداية من مايو (أيار) المقبل، بهدف تحسين الحياة المعيشية لعمال مصر، وتحقيق أعلى إنتاجية.

وهذه الزيادة هي الرابعة للحد الأدنى للأجور للعاملين بالقطاع الخاص خلال آخر ثلاث سنوات، إذ ارتفع المرة الأولى من 2400 جنيه (49.23 دولار) في يناير (كانون الثاني) 2022 إلى 2700 جنيه (55.38 دولار) في الشهر ذاته من عام 2023، وزاد في يوليو من العام نفسه إلى 3 آلاف جنيه (61.54 دولار)، وارتفع إلى 3500 جنيه (71.80 دولار) مطلع العام الحالي، ليزيد بعدها بأربعة أشهر إلى 6 آلاف جنيه (123.8 دولار) بداية من مايو الماضي.

ووفقاً لآخر تعداد اقتصادي صدر عام 2020، بلغ عدد المشتغلين بالقطاع الخاص الرسمي وغير الرسمي 12.6 مليون.

فيما تتقاضى سناء عاطف (49 سنة) راتباً شهرياً من وظيفتها معلمة بإحدى المدارس يعادل قيمة الحد الأدنى للأجور، إلا أنه بالكاد يكفيها وأسرتها المكونة من زوج وطفلين حتى منتصف الشهر فحسب، وتسعى لزيادة دخلها الشهري من الدروس الخصوصية، علاوة على جمعيات مع زملائها بالمدرسة للتغلب على غلاء الأسعار واستكمال باقي مصروفات الشهر.

تقول سناء خلال حديثها إلى "اندبندنت عربية"، "المنزل يحتاج شهرياً إلى ما يقارب 12 ألف جنيه (245.14 دولار) من أجل مواكبة زيادات الأسعار المتوالية في السلع والمواد البترولية، مقسمة ما بين 7000 آلاف جنيه (143.00 دولار) نظير مصروفات انتقالات السيارة وشراء السلع والمستلزمات الغذائية، إضافة إلى 5 آلاف جنيه (102.14 دولار) رسوم مصروفات الدراسة للأبناء واشتراكات الأندية".

تضيف سناء، "قيمة الجنيه تراجعت بصورة كبيرة أمام سعر الدولار، والحد الأدنى للأجور يتآكل في مواجهة الغلاء الجنوني لأسعار السلع ورسوم الخدمات الحكومية والمواد البترولية، ولم يعد هذا الحد يكفي متطلبات الأسر المصرية. كل فرد يحتاج إلى ما يزيد شهرياً على 5000 جنيه (102.14 دولار)، لتلبية حاجاته الأساسية فقط".

وأظهر تقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن إحصاءات التوظيف والأجور خلال عام 2023، الصادر في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، أن متوسط الأجر الشهري للعاملين في القطاعين العام والأعمال العامة والخاص سجل 5005 جنيهات (102.24 دولار)، مقابل 4284 جنيهاً (87.51 دولار) عام 2022، محققاً زيادة 16.8 في المئة.

الفجوة تتسع وحزم حماية مرتقبة

"إذا اتفق مجتمع الأعمال بالكامل على الالتزام بتطبيق الحد الأدنى للأجور وسداده فلن يكفي أيضاً متطلبات الأسر المصرية في ظل الارتفاع الهائل في نسب التضخم الحالية"، هكذا يعقب المتخصص في الشأن الاقتصادي مصطفى بدرة على الفجوة الراهنة بين الحد الأدنى للأجور وقيمة الرواتب، موضحاً أنه طبقاً لإحصاءات وتقارير الأمم المتحدة والبنك الدولي الصادرة أخيراً فإن تعريف الفقر المدقع هو الشخص الحاصل على أقل من دولارين في اليوم، أي ما يعادل (97.90 جنيه مصري).

وإذا ما طبقنا تلك الحالة على مستوى دخول الأفراد في مصر، فإن هذا يعني حسابياً أن الفرد الواحد في مصر يحصل على نحو ما يقارب 60 دولاراً شهرياً، أي ما يعادل الـ3000 جنيه (61.50 دولار) شهرياً، متسائلاً "ما بالك بأسرة مكونة من 4 أفراد فهي ستحتاج 3000 جنيه (61.50 دولار) شهرياً لكل فرد بما يعادل 12 ألف جنيه شهرياً (264.02 دولار)، وهو ضعف الحد الأدنى للأجور المطبق حالياً في مصر".

ويضيف بدرة لـ"اندبندنت عربية"، "طالبنا كثيراً في أثناء المناقشات الأخيرة في شأن الرغبة في التحول من الدعم العيني للنقدي أن تكون هناك بطاقات دعم ومزايا، لترفع الضغوط والأعباء المعيشية عن كاهل الأسر المصرية، مثل العلاج بصورة مجانية أو الحصول على سلع تموينية مجانية في حالة عدم القدرة على السداد".

وكانت وزيرة التخطيط السابقة ورئيسة المجلس القومي للأجور الدكتورة هالة السعيد أعلنت في مطلع أبريل الماضي، "حرص الحكومة على تحقيق التوازن في مصالح طرفي الإنتاج من صاحب العمل والعامل، بخاصة في ظل التحديات الراهنة، إضافة إلى سعيها الحفاظ على حقوق العمال ومكتسباتهم، وتحقيق أعلى إنتاجية لخدمة عملية التنمية في الدولة".

في السياق ذاته يقول رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب فخري الفقي إن الدولة المصرية حاولت تخفيف الأعباء المعيشية عن المواطنين بزيادة الحد الأدنى للأجور بنسبة 33 في المئة منذ مارس (آذار) الماضي حتى الآن لمواكبة الزيادات المتتالية في أسعار المواد البترولية، التي قفزت 3 مرات خلال الأشهر الماضية، الأولى في مارس الماضي، وكانت نسبة الزيادة 15 في المئة، والثانية يوليو (تموز) الماضي 12 في المئة، والثالثة أكتوبر 11 في المئة.

يضيف الفقي خلال حديثه إلى "اندبندنت عربية"، "عدد العاملين بالقطاع الحكومي يصل لنحو 5 ملايين موظف، أما القطاع الخاص فيعمل به ما يقارب 30 مليون مواطن، فيما يمثل حجم البطالة مليوني عاطل بنسبة تصل إلى 6.5 في المئة من قوة العمل"، منوهاً بأن القطاع الحكومي يلتزم تطبيق زيادات الحد الأدنى للأجور التي أقرتها الدولة، فيما تتحمل الكيانات الصغرى بالقطاع الخاص العبء الأكبر وبعضها ليس لديه القدرة على تطبيقه، منوهاً بأن هناك استثناءات في تطبيق قرار الحد الأدنى للأجور.

وكان وزير العمل المصري محمد جبران أعلن خلال مؤتمر صحافي أواخر أغسطس (آب) الماضي أن هناك من لا يطبق الحد الأدنى للأجور، منها منشآت مستثناة وفقاً للقرار، مثل الجمعيات الأهلية لاعتمادها على التبرعات، موضحاً أن هناك 3 آلاف و330 طلبوا الاستثناء من الحد الأدنى للأجور، "قطاع بالكامل تقدم بطلب للاستثناء من الحد الأدنى للأجور، لكن جرى رفض الطلب، لأنه لا يمكن استثناء قطاعات كاملة".

ويتوقع البرلماني المصري أن تعلن الدولة عن حزمتين للحماية الاجتماعية خلال الفترة المقبلة، الأولى تتمثل في حزمة إجراءات استثنائية، والثانية بتبكير الزيادات في الموازنة العامة للدولة التي تعلن في مارس المقبل، التي ستفيد القطاعين العام والخاص، سواء في صورة زيادات لحد الإعفاءات الضريبية أو أجور أو معاشات.

وكان وزير المالية المصري السابق الدكتور محمد معيط أعلن في مارس الماضي، زيادة مخصصات الأجور إلى 573 مليار جنيه في العام المالي المقبل لاستيعاب الحزمة الأخيرة، مقارنة بمخصصات 470 مليار جنيه في موازنة العام المالي الحالي.

وفي يونيو (حزيران) الماضي أعلنت الحكومة أنه جرى توجيه 320 مليار جنيه إلى الدعم والأجور، ولاستيعاب الآثار السلبية للتضخم وارتفاع الفائدة وسعر الصرف على فاتورة خدمة الدين، وتدبير الحاجات البترولية والسلع التموينية.

في السياق ذاته يقول وكيل لجنة القوى العاملة بالبرلمان المصري المهندس إيهاب منصور إن هناك تفاوتاً ملحوظاً وفجوة واضحة بين الحد الأدنى للأجور وقيمة الرواتب التي يتقاضاها الموظفون، مشيراً إلى أن رواتب الموظفين بالقطاعين العام والخاص "لم تعد تستطيع مواكبة زيادات الأسعار المتوالية في غالب السلع والمستلزمات"، مرجعاً تلك الفجوة إلى "تدني قيمة العملة المحلية مقارنة بأسعار العملات الأجنبية وغياب الرقابة على الأسواق، التي تسببت في حدوث حالة انفلات في الأسعار من دون سبب أو مبرر"، علاوة على "التفاوت الكبير بين التصدير والاستيراد، والزيادة السكانية التي لا يعادلها في المقابل زيادة في الموارد".

ونوه منصور خلال حديثه إلى "اندبندنت عربية" إلى أن مشروع قانون العمل الجديد الذي يجرى مناقشته في البرلمان "لن يتطرق إلى نقاط تفصيلية عن الحد الأدنى للأجور"، قائلاً "الحد الأدنى يتطلب قوانين وقتية واستثنائية فحسب، لأنه سيتضمن أرقاماً قد تتغير مع مرور الوقت، بالتالي لا يمكن أن يجري إدراجه في قانون العمل الجديد، لأنه سيعيش فترة زمنية طويلة، لكن من المرجح أن تكون هناك تعريفات عامة لبعض المصطلحات مثل الأجر والراتب والعلاوات والحوافز"، مؤكداً أن بعض الشركات والمؤسسات "لا تلتزم الحد الأدنى للأجور وهو يعد مخالفة صريحة للقانون".

شكاوى عمالية

فيما يقول نائب رئيس اتحاد العمال مجدي البدوي إن القطاع الحكومي بالدولة "لا يعاني مشكلات عديدة في تطبيق الحد الأدنى للأجور، لأن هناك نظاماً محدداً لتلك المنظومة، أما القطاع الخاص فينقسم لـ4 أنواع، الأول يقوم بمنح رواتب كبيرة تفوق الحد الأدنى للأجور، والثاني يستجيب دائماً لمطالب الدولة وقرارتها، أما الثالث فيكون لديه ملاءة مالية، لكن يتهرب من المسؤولية، والرابع ليس لديه القدرة على تسديد الحد الأدنى للأجور".

ويشير نائب رئيس اتحاد العمال إلى أنه مع تزايد شكاوى العمال من عدم التزام بعض مؤسسات القطاع الخاص من الالتزام بسداد الحد الأدنى للأجور، طالبنا بأن يكون هناك غرامات محددة وصريحة في مشروع قانون العمل الجديد، الذي تجري مناقشته في لجنة القوى العاملة بالبرلمان حالياً، على كل من لا يلتزم بسداد الحد الأدنى للأجور، مثلما حدث في عهد وزير القوى العاملة السابق محمد سعفان حينما أصدر كتاباً دورياً يعد الحد الأدنى للأجور أحد مفردات الأجر، ومن لا يطبقه يتعرض لغرامات مالية وحال الإصرار على ارتكاب المخالفة تتضاعف الغرامة.

وسبق أن أصدرت وزارة القوى العاملة كتاباً دورياً في يناير 2023 بإلزام المنشآت تطبيق زيادة الحد الأدنى للأجور، وحددت غرامات مالية على المنشأة لا تقل عن 100 جنيه (2.05 دولار) ولا تتجاوز 500 جنيه (10.26 دولار) إذا خالف القرار، وتتعدد الغرامة بتعدد العمال.

وكان عمال وبريات سمنود الواقعة في محافظة الغربية بدلتا مصر ومصنع سيراميكا فينسيا في أكتوبر بالجيزة دخلوا في أغسطس الماضي إضراباً عن العمل مطالبين بتطبيق الحد الأدنى للأجور.

وخلصت دراسة تحليلية أعدتها المبادرة المصرية للحقوق الشخصية (جهة حقوقية)، صدرت في سبتمبر (أيلول) 2023، بعنوان "نحو أجر منصف للجميع في مصر خيارات تعميم الحد الأدنى للأجور"، إلى أنه أصبح من الضروري الآن إصدار قانون موحد بإعادة هيكلة أجور كل العاملين بأجر في مصر، بحيث تزيد أجورهم زيادات تتناسب مع ارتفاعات الأسعار في الأقل، ووضع حد أدنى للأجور يكفي حاجات العاملين وأسرهم.

وطالبت الدراسة بمراجعة الرواتب كل ستة أشهر في ظل الزيادة المستمرة في الأسعار، ووضع آليات ملزمة لتطبيق الحد الأدنى في القطاع الخاص، وإلزام أصحاب العمل غير الملتزمين كل ما انتقصوه من أجور العمال، وتعويضهم بصورة مناسبة عن الضرر جراء تعرضهم وأسرهم للفاقة، بسبب حرمانهم من جزء من أجورهم.

مصر تحكم على صحفي معتقل بالسجن 20 عامًا بتهمة تهديد صحفي ثان

 

الرابط

لجنة حماية الصحفيين

مصر تحكم على صحفي معتقل بالسجن 20 عامًا بتهمة تهديد صحفي ثان


واشنطن العاصمة، 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 ـ أصدرت السلطات المصرية حكماً غيابياً بالسجن 20 عاماً على الصحفي ياسر أبو العلا بتهمة الانضمام إلى منظمة إرهابية ونشر أخبار كاذبة. وفي سياق منفصل، اتهمت المدافعة عن حرية الصحافة رشا عزب وزير الداخلية ورئيس جهاز الأمن الوطني بتدبير التهديدات الأخيرة ضدها ومراقبة تحركاتها، والتي بلغت ذروتها بسرقة سيارتها في 5 نوفمبر/تشرين الثاني. 

"من المخزي أن تحكم السلطات المصرية على ياسر أبو العلا غيابيا بالسجن لمدة 20 عاما بتهمة الإرهاب والأخبار الكاذبة بينما هو محتجز بالفعل في سجن مصري على خلفية قضية منفصلة، ​​وهذا يسلط الضوء على الافتقار التام للإجراءات القانونية الواجبة في النظام القانوني المصري، الذي لا يوفر أي حماية للصحفيين المعتقلين"، قالت يجانة رضائيان، منسقة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المؤقتة في لجنة حماية الصحفيين. "إن التهديدات والمضايقات المستمرة ضد المدافعة عن حرية الصحافة رشا عزب بمثابة تذكير صارخ آخر بالثمن الباهظ الذي يضطر أولئك الذين يدافعون عن حرية الصحافة في مصر إلى دفعه كل يوم".

ولم تتمكن لجنة حماية الصحفيين من التأكد من التاريخ الدقيق للحكم على أبو العلا.

وألقت السلطات القبض على أبو العلا في 10 مارس/آذار الماضي. وقال أبو العلا للنيابة إنه تعرض للاختفاء القسري لمدة 50 يوماً وتعرض للتعذيب الجسدي والنفسي خلال هذه الفترة.

وقال عزب للجنة حماية الصحفيين إن هذه التهديدات والمراقبة تهدف إلى "ترهيبي لحملي على التوقف عن دعم قضايا الحرية بشكل عام، والصحفيين بشكل خاص، حيث اختفت سيارتي بعد الاحتجاج الذي تم تنظيمه تضامناً مع الفلسطينيين والصحفيين المصريين المعتقلين حالياً".

ولم تتلق لجنة حماية الصحفيين ردا فوريا على الرسالة الإلكترونية التي أرسلتها إلى وزارة الداخلية المصرية طلبا للتعليق على هذه الحالات.