المنصة
مؤلفة "كاملات عقل ودين": هجمات إلكترونية وراء سحبه من معرض الكتاب
قالت أسماء عثمان الشرقاوي، مؤلفة كتاب "كاملات عقل ودين"، الذي تم سحبه من معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، إنها "تلقت تهديدات بالقتل واتهامات بالتكفير عبر الإنترنت"، بسبب الكتاب الذي اعتبره البعض متعارضًا مع حديث نبوي.
وأضافت الشرقاوي، لـ المنصة، أنها اضطرت إلى إغلاق حسابها على فيسبوك هروبًا من تلك الاتهامات والتهديدات، معتبرة أن معارضي الكتاب يشنون "هجومًا كاسحًا دون الاطلاع على محتواه".
تدافع الشرقاوي عن كتابها مستنكرة اتهامها بالإساءة للدين بقولها "أسفل عنوان الكتاب عبارة دفاعًا عن سنة رسول الله، فكيف يهاجم الكتاب السنة"، مردفة "ده مؤلف بحثي قارنت فيه كل جملة موجودة في نص الحديث المنسوب للرسول، والآيات القرآنية المناسبة لها، ووصلت لاستحالة قول النبي هذا الكلام".
وتشير إلى أنها استغرقت ثلاث سنوات لإنجاز الكتاب، قائلة "قرأت عشرات الكتب وهي مراجع مذكورة في الكتاب لمن يقرأه، بينها منهج نقد المتن لصلاح الدين الإدلبي، وكتب السيدة عائشة في نقد المتن، وصحيحي البخاري ومسلم ومعظم كتب السنة، وكتاب تفسير القرآن لراتب النابلسي، وغيرها من المؤلفات التي ناقشت وضعية المرأة وتحريرها في الإسلام."
وقبل أيام أعلنت دار "السراج للنشر والتوزيع"، في بيان نشرته على فيسبوك، سحب نسخ الكتاب من التداول وإيقاف نشره، والاعتذار لجمهورها بسبب عنوان الكتاب، مؤكدة أنها "لم تتعمد المساس بأحاديث النبى أو تتبنى ذلك".
ونفت الشرقاوي أن تكون إدارة معرض الكتاب أو جهة رسمية وراء سحب كتابها من المعرض، بقولها "الكتاب موجود في السوق منذ 2022 وقت صدور طبعته الأولى وبيعت كل النسخ آنذاك، وأصدرت دار السراج الطبعة الثانية بعدما تحمست لنشره عقب عرضه على أئمة من الأزهر قالوا إنه كويس جدًا مفهوش حاجة، فطبعوه ونشروه فعًلا".
وتابعت "مساء السبت الماضي فوجئنا بهجوم غير طبيعي من لجان إلكترونية مزيفة على حساب دار النشر بالفيسبوك، وشتائم مفزعة واتهامات بالتكفير لمؤلفة الكتاب، حتى اضطرت دار النشر لسحبه".
لا ترى الشرقاوي أن دار النشر تخلت عنها كمؤلفة وعن حمايتها لصناعة النشر وحرية الرأي والتعبير ورضخت للأفكار الظلامية، "الدار أبلغتني قبل سحب الكتاب، واعتذر لي مديرها، وقلت له مفيش حاجة هوجة وهتخلص، واعمل اللي فى مصلحتك".
فيما حاولت المنصة تقصي أسباب سحب الكتاب من المعرض بالتواصل مع دار السراج لكنها لم تحصل على رد.
ونوهت بأنها لم تقدم بلاغات في مباحث الإنترنت ضد خطابات الكراهية والتحريض التي واجهتها، لكنها أتاحته إلكترونيًا لمن يريد قراءته مجانًا، "أعطيته لبعض الأصدقاء وطلبوا مشاركته فوافقت".
والعام الماضي رصدت مؤسسة حرية الفكر والتعبير ما اعتبرته "انتهاكات" شهدتها الدورة 55 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، التي أقيمت في الفترة من 24 يناير/كانون الثاني حتى 6 فبراير/شباط 2024، تحت شعار "نصنع المعرفة.. نصون الكلمة"، تضمنت "منع دور نشر من المشاركة في المعرض دون إبداء أسباب، إضافة إلى مصادرة عدد من الكتب".
وفي تقريرها الصادر بعنوان "إقصاء من دون إبداء أسباب"، أوضحت المنظمة أن أربعة كتب للصحفي أنور الهواري، تمت مصادرتها هي "في انتظار الحرية، الديمقراطية أو الاضمحلال، ترويض الاستبداد، والديكتاتورية الجديدة"، ناقلًا عن الهواري أنها المصادرة الثانية، بعد مصادرة كتابي"ترويض الاستبداد" و"الديكتاتورية الجديدة" في النسخة 54 من المعرض.
وأشار التقرير إلى أن المصادرة طالت كتاب حريم السياسي للكاتبة المغربية فاطمة المرنيسي، ويتناول "قراءة حديثه للتراث الإسلامي"، وفقًا للتقرير.