https://www.alhurra.com/a/%D9%85%D8%B5%D8%B1%D8%B3%D8%AF%D8%A5%D9%86%D8%AC%D8%A7%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%B6%D8%A9%D8%A5%D8%AB%D9%8A%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86%D8%BA%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%B6%D8%A9%D9%86%D9%87%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%86%D8%BA%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%8A%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A7%D9%87%D8%AD%D8%B5%D8%A9%D9%83%D9%87%D8%B1%D8%A8%D8%A7%D8%A1%D8%A3%D9%83%D8%A8%D8%B1%D8%B3%D8%AF%D9%81%D9%8A%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/531355.html
حمى بناء السدود تطارد وش الفقر
القاهرة ترسل وفدا وزاريا إلى الكونغو لبحث ملف سد إنجا
هل يؤثر سد إنجا على مصر؟
أولت مصر ملف الأمن المائي خلال الفترة الأخيرة اهتماما كبيرا، خاصة فيما يتعلق بسد النهضة الإثيوبي، إلا إنها بدأت في التحرك بشكل أوسع في أفريقيا.
وكان وزير الكهرباء المصري محمد شاكر قد توجه الأحد، على رأس وفد رفيع المستوى من قيادات الوزراء لدولة الكونغو لبحث سبل التعاون بشأن سد "إنجا".
و"إنجا" هو سد مخصص لإنتاج الطاقة الكهرومائية يقع عند شلالات إنجا في نهر الكونغو، ومن المقرر أن يكون إنجا أكبر السدود الأربعة الموجودة على شلالات إنجا، فيما تقول وسائل إعلام أنه سيكون الأكبر في العالم.
ومن المقرر أن تبدأ الكونغو بناء السد خلال الفترة القليلة القادمة، بعد سنوات من التأجيل بسبب صعوبات مادية، ومن المقرر أن ينتج السد نحو 40 ألف ميغا وات من الكهرباء، فيما تبلغ تكلفته الكلية بين 80 إلى 100 مليار دولار.
ويمكن لـ 40 ألف ميغا بايت من الكهرباء أن تكفي احتياجات القارة الأفريقية بأكملها من الكهرباء، بحسب دراسة صادرة عن معهد البحوث والصادرات الأفريقية بجامعة القاهرة.
ونهر الكونغو هو ثاني أكبر أنهار العالم من حيث كمية المياه المنصرفة بعد الأمازون، حيث يصرف حوالى 1300 مليار متر مكعب سنويا، تذهب جميعها إلى المحيط الأطلنطى.وكانت أصوات مصرية قد نادت بربط نهر النيل بنهر الكونغو خلال السنوات الماضية، من أجل تعويض حصة المياه التي ستفقدها مصر أعقاب بناء سد النهضة.
هل للسد تأثير على مصر؟
الكاتب المتخصص بالشؤون الأفريقية في صحيفة الأهرام عطية عيسوي لـ"موقع الحرة"، قال إن السد لن يكون له تأثير على الإطلاق على مصر، إذ إن نهر الكونغو يتجه نحو المحيط الأطلنطي، وكي يتم عكس اتجاه المياه كما يريد البعض من وراء مشروع ربطه من النيل، ستكون تكلفته باهظة الثمن وغير مجدية اقتصادية.
وأضاف عيسوي أنه حتى لو تم ربط نهر الكونغو بالنيل، فإن فروع الأنهار الضيقة التي ستربط نهر الكونغو بالنيل، لن تتحمل كمية هذه المياه وستضيع في المستنقعات.
وأوضح عيسوي لـ "موقع الحرة" أن تكلفة نقل متر المياه المكعب الواحد من الكونغو إلى النيل، سيصل إلى ثلاثة أضعاف تكلفة تحلية مياه البحر المرتفة التكلفة أصلا.
وبعيدا عن مشروع الربط، أوضح عيسوي أنه رغم اعتبار الكونغو من دول حوض نهر النيل، إلا أن مساهمتها في المياه تعتبر ضئيلة للغاية والتي تنتقل عبر قنوات بسيطة بين الكونغو والنيل.
لكن بناء السد قد يؤثر سلبا، بحسب الباحث المصري، على حصة المياه الجوفية في صحراء مصر الغربية بعدما يتم توجيه مسار المياه نحو الغرب.
وأوضح عيسوي أن المياه الجوفية في غرب مصر تأتي من نهر الكونغو عبر التشاد وإقليم دارفور من السودان، وقد يؤثر تحويل المياه عقب بناء السد على حجم المياه الجوفية القادمة باتجاه مصر.
من جانبه، يقول رئيس قسم الموارد الطبيعية بمعهد الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة عباس شراقي، إنه لن يكون هناك تأثير لسد إنجا على المياه الجوفية في غرب مصر، لأن حوضي النهرين منفصلان عن بعضهما.
وأضاف شراقي لـ "موقع الحرة"، أنه على العكس فإن مصر تساند مشروع السد الكونغولي لأنه سيساهم في توليد طاقة ضخمة من الكهرباء تصل إلى مصر، ومن هناك يمكن تصديرها إلى دول عربية أخرى، حيث تصبح مصر "مركزا لتوزيع الطاقة الكهربائية الإفريقية" على حد وصفه.
ولفت شراقي أيضا إلى أن موقع مصر وإمكانيات تصدير الكهرباء من خلالها، يمكن استخدامه للضغط على إثيوبيا في مفاوضات سد النهضة، إذ لن تستطيع إثيوبيا تصدير أكثر من 20 بالمئة من الكهرباء الخاصة إذا لم يتوصلوا لاتفاق مع مصر.
لكن يرى عيسوي من جانبه، أنه رغم وجود نفع من ناحية إنتاج الكهرباء، فإن الإمكانيات الحكومية المصرية تجعل من الصعب إنشاء شبكة كهرباء تصل بين الكونغو إلى مصر مرورا بدول السودان وجنوب السودان وذلك من أجل نقل الكهرباء.
وأضاف عيسوي أن الوضع الأمني في دول السودان وجنوب السودان وتشاد غير مستقرة، مما سيتسبب في صعوبات لمشروع وصل الكهرباء، كما أن تكلفة المشروع ستكون مرتفعة للغاية.
حمى بناء السدود تطارد وش الفقر
القاهرة ترسل وفدا وزاريا إلى الكونغو لبحث ملف سد إنجا
هل يؤثر سد إنجا على مصر؟
أولت مصر ملف الأمن المائي خلال الفترة الأخيرة اهتماما كبيرا، خاصة فيما يتعلق بسد النهضة الإثيوبي، إلا إنها بدأت في التحرك بشكل أوسع في أفريقيا.
وكان وزير الكهرباء المصري محمد شاكر قد توجه الأحد، على رأس وفد رفيع المستوى من قيادات الوزراء لدولة الكونغو لبحث سبل التعاون بشأن سد "إنجا".
و"إنجا" هو سد مخصص لإنتاج الطاقة الكهرومائية يقع عند شلالات إنجا في نهر الكونغو، ومن المقرر أن يكون إنجا أكبر السدود الأربعة الموجودة على شلالات إنجا، فيما تقول وسائل إعلام أنه سيكون الأكبر في العالم.
ومن المقرر أن تبدأ الكونغو بناء السد خلال الفترة القليلة القادمة، بعد سنوات من التأجيل بسبب صعوبات مادية، ومن المقرر أن ينتج السد نحو 40 ألف ميغا وات من الكهرباء، فيما تبلغ تكلفته الكلية بين 80 إلى 100 مليار دولار.
ويمكن لـ 40 ألف ميغا بايت من الكهرباء أن تكفي احتياجات القارة الأفريقية بأكملها من الكهرباء، بحسب دراسة صادرة عن معهد البحوث والصادرات الأفريقية بجامعة القاهرة.
ونهر الكونغو هو ثاني أكبر أنهار العالم من حيث كمية المياه المنصرفة بعد الأمازون، حيث يصرف حوالى 1300 مليار متر مكعب سنويا، تذهب جميعها إلى المحيط الأطلنطى.وكانت أصوات مصرية قد نادت بربط نهر النيل بنهر الكونغو خلال السنوات الماضية، من أجل تعويض حصة المياه التي ستفقدها مصر أعقاب بناء سد النهضة.
هل للسد تأثير على مصر؟
الكاتب المتخصص بالشؤون الأفريقية في صحيفة الأهرام عطية عيسوي لـ"موقع الحرة"، قال إن السد لن يكون له تأثير على الإطلاق على مصر، إذ إن نهر الكونغو يتجه نحو المحيط الأطلنطي، وكي يتم عكس اتجاه المياه كما يريد البعض من وراء مشروع ربطه من النيل، ستكون تكلفته باهظة الثمن وغير مجدية اقتصادية.
وأضاف عيسوي أنه حتى لو تم ربط نهر الكونغو بالنيل، فإن فروع الأنهار الضيقة التي ستربط نهر الكونغو بالنيل، لن تتحمل كمية هذه المياه وستضيع في المستنقعات.
وأوضح عيسوي لـ "موقع الحرة" أن تكلفة نقل متر المياه المكعب الواحد من الكونغو إلى النيل، سيصل إلى ثلاثة أضعاف تكلفة تحلية مياه البحر المرتفة التكلفة أصلا.
وبعيدا عن مشروع الربط، أوضح عيسوي أنه رغم اعتبار الكونغو من دول حوض نهر النيل، إلا أن مساهمتها في المياه تعتبر ضئيلة للغاية والتي تنتقل عبر قنوات بسيطة بين الكونغو والنيل.
لكن بناء السد قد يؤثر سلبا، بحسب الباحث المصري، على حصة المياه الجوفية في صحراء مصر الغربية بعدما يتم توجيه مسار المياه نحو الغرب.
وأوضح عيسوي أن المياه الجوفية في غرب مصر تأتي من نهر الكونغو عبر التشاد وإقليم دارفور من السودان، وقد يؤثر تحويل المياه عقب بناء السد على حجم المياه الجوفية القادمة باتجاه مصر.
من جانبه، يقول رئيس قسم الموارد الطبيعية بمعهد الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة عباس شراقي، إنه لن يكون هناك تأثير لسد إنجا على المياه الجوفية في غرب مصر، لأن حوضي النهرين منفصلان عن بعضهما.
وأضاف شراقي لـ "موقع الحرة"، أنه على العكس فإن مصر تساند مشروع السد الكونغولي لأنه سيساهم في توليد طاقة ضخمة من الكهرباء تصل إلى مصر، ومن هناك يمكن تصديرها إلى دول عربية أخرى، حيث تصبح مصر "مركزا لتوزيع الطاقة الكهربائية الإفريقية" على حد وصفه.
ولفت شراقي أيضا إلى أن موقع مصر وإمكانيات تصدير الكهرباء من خلالها، يمكن استخدامه للضغط على إثيوبيا في مفاوضات سد النهضة، إذ لن تستطيع إثيوبيا تصدير أكثر من 20 بالمئة من الكهرباء الخاصة إذا لم يتوصلوا لاتفاق مع مصر.
لكن يرى عيسوي من جانبه، أنه رغم وجود نفع من ناحية إنتاج الكهرباء، فإن الإمكانيات الحكومية المصرية تجعل من الصعب إنشاء شبكة كهرباء تصل بين الكونغو إلى مصر مرورا بدول السودان وجنوب السودان وذلك من أجل نقل الكهرباء.
وأضاف عيسوي أن الوضع الأمني في دول السودان وجنوب السودان وتشاد غير مستقرة، مما سيتسبب في صعوبات لمشروع وصل الكهرباء، كما أن تكلفة المشروع ستكون مرتفعة للغاية.