كانما تحولت مصر, بحضارتها ومكانتها وشعبها, وتضحياتها وثوراتها وتاريخها, الى ''عزبة ابوهم'', وكانما اراد ''حواة'' وزارة الداخلية البقاء فى مناصبهم ونيل الرضا السامى عنهم, وتفادى اى ابعاد خلال وعقب التغيير الوزارى الذى يتبع انتخاب رئيس جديد, على حساب الشعب المصرى وحرياتة العامة وحرمة خصوصياتة, فسارعوا باعداد فروض القهر والتجسس والتلصص والاستعباد, لتكون فى انتظار المشير عبدالفتاح السيسى, عند بدء تولية منصب رئيس الجمهورية, وهرولوا يوم 11 مايو الشهر الماضى, بالاعلان عن مناقصة عالمية لتوريد احدث منظومة تجسس استخباراتية فى العالم, لفرضها على المشتركين فى شبكة المعلومات الدولية, وجميع مواقع التواصل الاجتماعى, فى انتهاكا صارخا للمادة 57 من دستور 2014 التى تصون حريات المواطنين وحرمة خصوصياتهم, وبدون اخطار الشعب المصرى بما يكيدون ضدة تحت دعاوى حمايتة من المجرمين, وبدون اى اطار قانونى, او دستورى, او اشراف قضائى, وبعد 22 يوم من طرح وزارة الداخلية مناقصتها وشروعها فى تدشين وكر استخباراتها, تذكروا حينها الشعب المصرى, وارتضوا بمضض على اخطارة من باب المظاهر والشكليات, وعقد وزير الداخلية امس الاثنين 2 يونيو, مؤتمرا صحفيا لاخطار الشعب المصرى, بعد خراب مالطة, بما تعاقدت وزارة الداخلية علية, وشرعت فى تدشينة وفرضة وفق سياسة الطغاة الابدية, ''فرض الامر الواقع'', فى انتهاكا صارخا لنص المادة 57 من دستور 2014, حتى قبل ان يجف المدد التى كتبت بها المادة, والتى جاءت بالنص حرفيا على الوجة التالى, ''[ الحياة الخاصة حرمة, وهى مصونة لا تمس, وللمراسلات البريدية، والبرقية، والإلكترونية، والمحادثات الهاتفية، وغيرها من وسائل الاتصال حرمة، وسريتها مكفولة، ولا تجوز مصادرتها، أو الاطلاع عليها، أو رقابتها إلا بأمر قضائى مسبب، ولمدة محددة، وفى الأحوال التي يبينها القانون, كما تلتزم الدولة بحماية حق المواطنين فى استخدام وسائل الاتصال العامة بكافة أشكالها, ولا يجوز تعطيلها, أو وقفها, أو حرمان المواطنين منها، بشكل تعسفى، وينظم القانون ذلك ]'', وبرغم هذا النص الدستورى الصريح, تبجح عسس السلطان لتفسير النص الدستورى بما يتماشى مع مخططاتهم, واطل على الشعب المصرى, عبر ''مقابلة خاصة'' مع فضائية ''إم بي سي مصر'', مساء امس الاثنين 2 يونيو, العميد محمد عبدالواحد, المتحدث الرسمي باسم الإدارة العامة للمعلومات والتوثيق بوزارة الداخلية, وهى الادارة المنوط بها ادارة منظومة التجسس الاستخباراتية الجديدة لوزارة الداخلية, ليزعم بصوت حربى جهورى دون ان يرمش لة جفن, ''[ بأن منظومة وزارة الداخلية الجديدة لمراقبة مواقع التواصل الاجتماعي لا تتعارض من نص المادة 57 من الدستور ]'', وادعى ''[ بأن منظومة الرقابة على مواقع التواصل الاجتماعي سوف تتضمن الصفحات العامة المتاحة للجميع فقط وليس الحسابات الخاصة بالمستخدمين ]''، وزعم ''[ بأنه لن يتم خدش حساب أي مستخدم إلا بإذن قضائي أو بإذن من صاحب الحساب نفسه ]''، وادعى ''[ بأن هذا النظام لن يتضمن مراقبة المراسلات الإلكترونية بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي ]'', واكد الدكتور ماجد عثمان، وزير الاتصالات الأسبق, ورئيس المركز المصرى لبحوث الرأى العام "بصيرة"، خلال حواره مع الإعلامي محمود الوروارى فى برنامج "الحدث المصري" عبر فضائية ''العربية الحدث'' مساء امس الاثنين 2 يونيو, ''[ بإن دستور 2014 وفق نص المادة 57, يمنع وزارة الداخلية من فرض قبضتها الإليكترونية على مواقع شبكة المعلومات الدولية, ومواقع التواصل الاجتماعي ]'', وقال ''[ بأن حرية الرأي والفكر وتبادل المعلومات هي حقوق لا يمكن الجور عليها، وانة حتى اذا كانت هناك ضرورة لاجراء ما لدواعى اجرامية ولست سياسية, فقد كان يجب ان يتم هذا الاجراء فى اطار قانونى ودستورى, بدلا من انتهاك القانون والدستور, وطرحة أولًا في حوار مجتمعي على الرأي العام لمعرفة مدى قابلية المجتمع لفرض مثل هذا الاجراء من عدمة, بدلا من فرضة قسرا على الشعب كامر واقع ]'', واكد ''[ بأن من حق الأجهزة الأمنية مواجهة العنف والإرهاب والبحث عن المحرضين ضد الدولة, بشرط ان تتم تلك الاجراءات فى اطار شعبى وقانونى ودستورى, وألا تُخترق حرمة الحياة الخاصة تحت مظلة اى حجج ودواعى تنتهك فى النهاية القانون والدستور ]''. اما اغرب ردود الفعل, فقد تجسدت فى تهليل الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية, خلال ايضا ''مقابلة خاصة'' مع فضائية ''إم بي سي مصر'', مساء امس الاثنين 2 يونيو, بمنظومة وزارة الداخلية الاستخباراتية, وافتى بجوازها, واشاد باصحابها, وردد نفس حجج مزاعم وزارة الداخلية لتبرير فرضها قائلا, ''[ بإن مواقع التواصل الاجتماعي تحولت مؤخراً من صفحات رائ, الى مصدر مباشر للتهديد, ووسيلة لتبادل الشتائم والإساءة لبعضنا البعض ]'',
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.