ظاهرة عجيبة احتار الناس فى تفسيرها منذ وقوعها بطريقة حربية مسرحية حماسية
لم يكن ينقصها سوى التصفيق الحاد, خلال حفل تنصيب عبدالفتاح السيسي رئيسا
للجمهورية, مساء يوم الاحد 8 يونيو فى قصر القبة, وتمثلت فى انتفاض عدد
كبير من المدعويين الملتحين والسلفيين, وعلى رأسهم الدكتور يونس مخيون،
رئيس حزب النور السلفى، والمهندس جلال مرة، أمين عام حزب النور، والدكتور
محمد إبراهيم منصور، عضو المجلس الرئاسي لحزب النور, اثناء عزف السلام
الوطنى, وقوفا وثباتا دون نفس او حركة او طرفة جفن, بطريقة حربية حماسية
جذبت انتباه الحاضرين, وكانوا اخر من تحرك وعاود الجلوس من الحاضرين بعد
انتهاء عزف السلام الوطنى, واحتار الناس فى تفسير اخر صيحة فى عالم
السلفيين, والمتمثلة فى الوقوف خلال عزف السلام الوطنى, او تحية العلم
المصرى, مع كون حزب النور السلفى, وطائفة الاخوان المسلمين الارهابية,
صاحبا اعلى نسبة اسهم فى معادة كل مايحترمة المصريون مجسدا فى اناشيدهم
القومية, وعلمهم المصرى, وسلامهم الوطنى, ويرمز الى انتصارت بطولاتهم,
وتضحيات شهدائهم, ومعانى قوميتهم, وجوهر عروبتهم, وكثيرا ماشهدنا السلفيين
يتنافسون بضراوة مع طائفة الاخوان المسلمين الارهابية, فى رفض الوقوف دقيقة
حداد لقراء الفاتحة على شهداء مصر من رجال القوات المسلحة والشرطة والشعب,
وكذلك رفضهم الوقوف تحية للعلم المصرى وعزف السلام الوطنى, وتحججهم لتبرير
انفصالهم الروحى عن مصر, التى يعيشون على ارضها, ويحملون جنسيتها, وينعمون
بخيرتها, بتفسيرات اختراعية فقهية دينية متعصبة تعبر عن عقدتهم النفسية
التى يعانون منها, قبل ان تعبر عن موقفهم المشين, وليس بعيدا الموقف الشائن
الذى قام بة الدكتور محمد ابراهيم منصور, عضو المجلس الرئاسى لحزب
النور,عندما رفض يوم 25 سبتمبر الماضى, الوقوف دقيقة حداد خلال جلسة لجنة
الخمسين لاعداد دستور 2014, على روح اللواء نبيل فراج شهيد احداث كرداسة,
وروح محمد عبدالقادر, ممثل الفلاحين فى لجنة الخمسين, وليس بعيدا ايضا,
البيان الشائن الذى اعلنة حزب النور مساء يوم الخميس 3 اكتوبر الماضى على
لسان الدكتور محمد ابراهيم منصور, عضو المجلس الرئاسى لحزب النور, وتبجح
فية عن ما اسماة ''[ تحفظ حزب النور ضد قرار الحكومة, الصادر حينها فى
اليوم السابق 2 اكتوبر الماضى, بالموافقة على مشروع قانون بقرار من رئيس
الجمهورية يجرم عدم الوقوف أثناء تحية العلم المصرى او عزف السلام الوطنى,
قائلا, ''[ بأن الحكومة الفائمة حكومة مؤقتة وغير منتخبة، وأن الحكومات فى
مثل هذه الحالة تقتصر على اصدار التشريعات الضرورية والملحة فقط التى لا
تحتمل التأخير وفى أضيق الحدود، وان مشروع قانون تجريم عدم احترام العلم
والسلام الوطنى, ليس من الأمور العاجلة ]''. واكد ممثل حزب النور ''[ رفض
حزب النور اصدار هذا التشريع ]'', الا ان الرئيس السابق المستشار عدلي
منصور، وافق يوم السبت 31 مايو، على مرسوم قرارا بقانون نص على أن «[ العلم
الوطني لجمهورية مصر العربية والنشيد والسلام الوطنيين رموز للدولة، يجب
احترامها والتعامل معها بتوقير ]», «[ وان العلم يتكون من 3 ألوان الأحمر
والأبيض والأسود، وبه نسر مأخوذ عن نسر صلاح الدين باللون الأصفر الذهبي،
ويكون مستطيل الشكل عرضه ثلثا طوله، ويتكون من 3 مستطيلات متساوية الأبعاد
بطول العلم أعلاها باللون الأحمر وأوسطها باللون الأبيض وأدناها باللون
الأسود، ويتوسط النسر المستطيل الأبيض ]».«[ ويُحظر رفع أو عرض أو تداول
العلم إن كان تالفا أو مُستهلكا أو باهت الألوان أو بأي طريقة أخرى غير
لائقة، كما يُحظر إضافة أي عبارات أو صور أو تصاميم عليه، ويُحظر استخدامه
كعلامة تجارية أو جزء من علامة تجارية، كما أنه لا يجوز رفع أو استعمال غير
العلم الوطني، ويُحظر رفع علم آخر مع العلم الوطني في سارية واحدة، في
الأحوال التي يجوز فيها قانونا، أو يرتفع إلى مستوى أعلى منه ويحظر القانون
تنكيس العلم في غير مناسبة حداد وطني، ويحدد رئيس الجمهورية ضوابط وأوضاع
وإجراءات ومدة ذلك، ويُحظر رفع غير العلم الوطني في المناسبات العامة ]»،
كما نص المرسوم الجمهورى, «[ بان السلام الوطني تعبير فني عن الانتماء
الوطني، يؤكد مفهوم التضامن المجتمعي، ويصدر رئيس الجمهورية قرارا بتحديد
أوضاع وأحوال عزفه، مع مراعاة النظم والتقاليد المصرية والأعراف الدولية
]»، «[ وانة يجب الوقوف احتراما عند عزف السلام الوطني، ويؤدي العسكريون
التحية العسكرية على النحو الذي تنظمه اللوائح العسكرية، وتعمل أجهزة
التعليم قبل الجامعي على نشر الثقافة المُستفادة من عبارات النشيد القومي
المصاحب للسلام الوطني ]», «[ ويُعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة، وغرامة
لا تجاوز 30 ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من ارتكب في مكان عام
أو بواسطة إحدى طرق العلانية المنصوص عليها في المادة 171 من قانون
العقوبات، إهانة العلم ومخالفة حكم المادة العاشرة من هذا القانون ]»,
والعجيب بان اول من انتفض واقفا من السلفيين دون حركة او نفس فور عزف
السلام الوطنى فى قصر القبة, كان الدكتور محمد ابراهيم منصور, عضو المجلس
الرئاسى لحزب النور, وصاحب ''[ غزوات ]'' رفض الوقوف للسلام الوطنى, واكثر
المعترضين حدة من السلفيين ضد قانون تجريم عدم احترام العلم والسلام
الوطنى, وتجادل الناس فى امر اخر صيحة لحزب النور والسلفيين, وتعددت
تساؤلاتهم دون ان يصلوا الى نتيجة محددة, هل هى تخوفا من عقوبة تجريم عدم
احترام العلم والسلام الوطنى, هل هى منهجا درويشيا جديدا للسلفيين, هل هى
اولى بوادر التوبة والعودة الى طريق الحق, هل هى حيلة سياسية تتطلبها
انتخابات مجلس النواب القادمة لاستلاب اصوات الناخبين, هل هى مناورة سياسية
فرضتها الظروف للتقرب من الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسى, كما حدث عندما
وقف ممثلى حزب النور فى خشوع يصل الى حد التقديس, اثناء عزف السلام الوطنى
الامريكى, خلال حضورهم احدى مناسبات السفارة الامريكية بالقاهرة, للتقرب من
الرئيس الامريكى براك اوباما, وايا كان هدف حزب النور السلفى الذى احتار
الناس فى معرفتة, فانة ليس هناك لدى الشعب المصرى اكثر اهمية من احترام
وطنة, ومصريتة, وعروبتة, وانتصارتة, وشهدائة, وعلمة, وسلامة الوطنى, ورفضة
الاتجار بالدين,
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.