الثلاثاء، 16 فبراير 2016

حرفية زبانية الطغاة فى التعذيب

فى مثل هذا اليوم قبل عامين, الموافق يوم الاحد 16 فبراير 2014, نشرت على هذة الصفحة المقال التالى, ''[ عندما داهمت قوة جهاز مباحث امن الدولة منزلى فجرا خلال نظام حكم المخلوع مبارك فى منتصف عام 1999, وقاموا باصطحابى مقيدا معصوب العين واحتجازى ايام عديدة بدون تهمة فى مغاور وسراديب فرع جهاز مباحث امن الدولة بمنطقة المعادى بالقاهرة الذى يقع خلف قسم شرطة المعادى ويوصل بينهما ممرا, كانت وسيلة التعذيب المفضلة حينها لضباط جهاز مباحث امن الدولة فى المكانين المذكورين والتى تابعتها ولمستها بنفسى هو الصعق بالكهرباء, وكانت تحقيقات ضباط جهاز مباحث امن الدولة تتم معى عن كتاباتى خلال قيام زبانية منهم بتعذيب معتقلين اخرين فى نفس حجرة التحقيق صعقا بالكهرباء, لارهابى بان هذا سيكون مصيرى فى حالة لم تعجبهم اجاباتى, وكانت صرخات من يقومون بتعذيبهم بصواعق كهربائية تغطى على صوتى, وفق فلسفة فكرية للطغاة تشير بان التعذيب بالصعق بالكهرباء بحرفية سادية لا يترك اثرا على المجنى عليه بحيث تسقط اى اتهامات لاحقة من اى مجنى عليهم امام النيابة او المحكمة بتعرضهم للتعذيب فى ظل عجزهم عن اثبات ذلك خاصة عند منع عرضهم على الطب الشرعى الا فى حالة مصرع بعضهم, حيث يستطيع الطب الشرعى حينها ان يكشف اسباب مصرعهم ويحدد تداعياتها ومنها الهبوط الحاد فى الدورة الدموية والتنفسية والصدمة العصبية الشديدة, بالاضافة لاثار الصعق فى حالة استخدامة مع المجنى عليهم بافراط, لذا عندما تناقلت وكالات الانباء عن وزارة الداخلية, امس السبت 15 فبراير 2014, خبر مصرع متهم داخل حجز قسم شرطة المعادي, صعقا بالتيار الكهربائى, فى ظروف غامضة, وتناقل وكالات الانباء عن مايسمى ''مصدر أمني'' ادعائة بان الضحية أثناء دخوله دورة مياه الحجز, قام بالإمساك بسلك كهربائي عار, فتوفى في الحال, اثار الخبر مخاوف الناس, من عودة شبح التعذيب مجددا الى اقسام الشرطة سرا, بغض النظر عن نوعية الضحايا ووسائل تعذيبهم, كما ان ادعاءات ما يسمى ''مصدر امنى'' ان صحت توجب على الاقل توجية تهمة الاهمال الجسيم الى مامور وضباط قسم شرطة المعادى نتيجة وجود سلك كهربائى عار داخل الحجز فى مكان يمكن ان يصطدم بة اى سجين عفوا مما اودى بحياة احدى السجناء, ومثلت تحقيقات القضية اهمية بالغة معقدة مع كون تحول تقرير الطب الشرعى عن وفاة المتهم الى تقرير ثانوى عند تحديدة وفاة المتهم بالصعق بالكهرباء, وهو الامر الذى لاتنكرة وزارة الداخلية, ولكن المشكلة تكمن فى كيفية وقوع هذا الصعق بالكهرباء, ولايمكن اخذ ادعاء الشرطة على علتة, حتى ان كان حقيقة, مع كون الشرطة خصم ومتهم فى كلتا الحالتين, سواء توفى المتهم نتيجة الاهمال الجسيم بسبب عدم توفير الشرطة السلامة اللازمة للسجناء داخل الحجز, او سواء توفى المتهم بسبب التعذيب, وبلاشك ستكون التحقيقات شاقة فى استجلاء الحقيقة, حتى فى حالة وجود شهود فى الواقعة من سجناء اخرين للتاكد من عدم خضوعهم لتهديدات من مسئولى قسم الشرطة بتلفيق قضايا حالية ومستقبلية لهم فى حالة كشفهم الحقيقة, بغض النظر عن شهادات مسئولى وافراد القسم التى ستكون مسايرة لرواية الشرطة, وقد تكون رواية الشرطة حقيقية, وبان الامر نجم عن الاهمال الجسيم فى تامين سلامة السجناء, ولم ينجم عن تعذيب, ولكن من حق الناس والمجتمع معرفة الحقيقة, ولكن ليس من خلال بيانات الشرطة, مع اتخاذ الاجراءات اللازمة لتامين سلامة اى متهم مسجون لعدم تكرار تلك الواقعة الغامضة مستقبلا, ومحاسبة المسئولون عنها فى حالة صحة مزاعم الشرطة بانها ناجمة عن اهمال جسيم فى تامين سلامة السجناء, الشعب المصرى يرفض عودة شبح التعذيب او ما يسمى الاهمال مجددا الى اقسام الشرطة وضياع ارواح الناس فى ظروف غامضة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.