الأربعاء، 1 أبريل 2020

سوق جواري الخليفة

سوق جواري الخليفة

أيُّها الكاتِبُ ذو الكفّ النظيفَـةْ

لا تُسـوِّدْها بتبييضِ مجـلاّتِ الخَليفـةْ .

- أيـنَ أمضي

وهـوَ في حوزَتِـهِ كُلُّ صحيفَـةْ ؟

- إ مضِ للحائِطِ

واكتُبْ بالطّباشيرِ وبالفَحـمِ ..

- وهلْ تُشبِعُني هـذي الوظيفَـةْ ؟!

أنا مُضطَـرٌّ لأنْ آكُلَ خُبـزَاً ..

- واصِـلِ الصّـومَ .. ولا تُفطِـرْ بجيفَـهْ .

- أنا إنسانٌ وأحتـاجُ إلى كسبِ رغيفـي ..

- ليسَ بالإنسانِ

مَن يكسِبُ بالقتلِ رغيفَـهْ .

قاتِلٌ من يتقـوّى بِرغيفٍ

قُصَّ من جِلْـدِ الجماهيرِ الضّعيفـةْ !

كُلُّ حَـرفٍ في مجـلاّت الخَليفَـةْ

ليسَ إلاّ خِنجـراً يفتـحُ جُرحـاً

يدفعُ الشّعبُ نزيفَـهْ !

- لا تُقيّـدني بأسـلاكِ الشّعاراتِ السخيفَـةْ.

أنا لم أمـدَحْ ولَـمْ أ ر د ح .

- ولـمْ تنقُـدْ ولم تقْـدَحْ

ولمْ تكشِفْ ولم تشـرَحْ .

حصـاةٌ عَلِقـتْ في فتحـةِ المَجْـرى

وقَـدْ كانتْ قذيفَـةْ !

- أكلُ عيشٍ ..

لمْ يمُتْ حُـرٌّ مِنَ الجـوعِ

ولـمْ تأخـذْهُ إلاّ

مِـنْ حيـاةِ العبـدِ خيفَـةْ .

لا .. ولا مِن موضِـعِ الأقـذارِ

يسترزِقُ ذو الكفِّ النّظيفَـةْ .

أكلُ عيـشٍ ..

كسـبُ قـوتٍ ..

إنّـهُ العـذْرُ الذي تعلِكُـةُ المومِسُ

لو قيلَ لهـا : كوني شريفَـهْ !
.
احمد مطر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.