اشتهر بعض الحكام الطغاة في العصر الحديث. نتيجة سذاجة مفرطة منهم. بالحروب الاستعراضية التى يهددون بخوضها ضد دولة أو دول معادية على وهم وقف الدولة أو الدول المعادية ما تسببة من اضرار جسيمة للأمن القومى لدولهم. رغم انها استراتيجية عسكرية حمقاء كانت تنفع فى العصر الحجرى عندما كانت الجيوش تتحرك تسبقها فرق موسيقية تدق ''طبول الحرب'' لرفع الروح المعنوية للجيوش وإرهاب الأعداء في وقت كان فية المستهدفين للهجوم يجدون المهاجمين يحاصرون بلادهم على مرمى البصر فجأة ولا يجدون متسع من الوقت للاستعداد الكافي لمواجهة الجيوش المهاجمة او تحقيق ضربة استباقية لإفشال الهجوم المتوقع.
الا ان هذه الاستراتيجية العسكرية المتخلفة من العصر الحجرى لا تنفع في العصر الحديث لأنها تعطى الوقت الثمين الكافي للمستهدفين للهجوم للاستعداد ونشر الكمائن الدفاعية والهجومية او تحقيق ضربة استباقية اذا سمحت الظروف لإفشال الهجوم المتوقع. وفي اى حال تكون مهمة جيوش المهاجمين أصعب بعد أن سبقتها فرقة حسب الله السابع عشر.
وكلنا نتذكر هزيمة حرب عام 1967 عندما دق حاكم مصر طبول الحرب ضد إسرائيل على مدار أيام عديدة وهدد فى خطب حربية اعلامية عنترية علنية بـ''محاربة اسرائيل وما وراء اسرائيل'' و ''إلقاء إسرائيل فى البحر'' و ''نتف لحى زعماء دول الخليج''. وهرول وسط زفة إعلامية بإرسال قوات كبيرة الى سيناء وسارع بإغلاق باب المندب فى البحر الأحمر لمنع السفن الإسرائيلية القادمة من اسرائيل او المتوجه إليها من العبور وطرد خارج البلاد قوات الأمم المتحدة التي كانت موجودة فى سيناء على الحدود بين مصر وإسرائيل. كل هذا حدث دون أن يطلق رصاصة واحدة باتجاه اسرائيل ومكن العدو الاسرائيلى من شن ضربة استباقية دمرت فيها كل المطارات والطائرات والحصون والمواقع والآليات الحربية والقوات العسكرية المصرية واجتاحت واحتلت العديد من الأراضى العربية ومنها سيناء المصرية حتى وصلت الى قناة السويس.
فى حين تحقق انتصار مصر فى حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 ضد العدو الاسرائيلي نتيجة استراتيجية الخداع العسكرية والإيهام على غير الحقيقة بالاستسلام للهزيمة وقبول الأمر الواقع.
حتى الزعيم الألماني النازي أدولف هتلر. بغض النظر عن أحقيته او عدم أحقيته فى شن الحرب. تميزت خطته واساليبة الخداعية خلال السنتين الأخيرتين قبل بدء الحرب العالمية الثانية فى الإكثار من التحدث عن السلام والتبشير بالسلام والدعوة للسلام والسير سرا في تسليح وتدريب الجيش الألمانى ووضع الخطط العسكرية لخوض حرب شاملة. وحدد موعد بدء الحرب العالمية الثانية عام 1939 فى يوم تحدد فيه افتتاح مهرجان رياضى دولى فى المانيا اطلق عليه هتلر اسم ''مهرجان السلام''. وتحركت الغواصات الحربية الالمانية قبل هذا الموعد بفترة ثلاثة أسابيع لتحتل فى البحار والمحيطات الدولية الاماكن العسكرية الاستراتيجية التي تمكنها من تدمير واغراق سفن الأعداء التجارية والحربية فور حلول موعد بدء الحرب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.