مصر: أطباء يرفضون التطعيم باللقاح الصيني
تزايدت مؤخراً أعداد أفراد الطواقم الطبية المصرية في مستشفيات العزل، ممن يرفضون تلقي جرعات اللقاح الصيني ضد فيروس كورونا الجديد، بعد بدء وزارة الصحة المصرية في عملية التطعيم للأطباء والممرضين والعاملين في المستشفيات. وبينما تباينت أسباب الرفض، أكد بعضهم أنّ مخاوفه تنبع من "السمعة السيئة" للصين في هذا المجال، وعدم الشفافية من جانب الحكومة الصينية، بشأن الأبحاث والدراسات الخاصة بالفيروس، الذي كانت بدايته من مدينة ووهان الصينية بالذات.
من جانبه، يؤكد مسؤول في وزارة الصحة لـ"العربي الجديد" أنّه لن يكون هناك ضغط على أيّ من الأطباء العاملين في مستشفيات العزل للحصول على اللقاح، فالأمر اختياري، لكنّ ذلك سيكون موضحاً وفق تقارير رسمية، حتى لا تتعرض الحكومة بعد ذلك لانتقادات. ويؤكد المسؤول أنّ هناك بعض الأطباء العاملين في مستشفيات العزل، يظنون أنّ هناك جرعات تم توفيرها من لقاحات أخرى ذات سمعة وجودة أعلى، لصالح مسؤولين في الدولة، ولذلك شككوا باللقاح الصيني الذي جرى توفيره مؤخراً.
وزيرة الصحة المصرية هالة زايد كانت قد أكدت في وقت سابق على أنّ نحو 30 في المائة من الأطباء في مستشفى أبو خليفة للعزل، بمحافظة الإسماعيلية بمنطقة القناة، قرروا الانتظار والتأني في تلقي اللقاح، مع إشارتها إلى أنّ "اللقاح ما زال تجربة جديدة ومعظم الأطباء شباب وهذا سبب تأنيهم". أوضحت زايد أنّ "الحصول على اللقاح اختياري ولا يمكن إجبار أيّ شخص على تلقيه" مشيرة في الوقت نفسه إلى أنّ "التخوف من الحصول على اللقاح قائم في كلّ العالم وليس في مصر فقط".
من جهته، يؤكد المسؤول الذي تحدث إلى "العربي الجديد" أنّ الصياغة الخاصة بالإقرار الذي يوقع عليه أعضاء الفرق الطبية قبل الحصول على اللقاح، كانت سبباً رئيسياً، في زيادة أعداد المتمنعين، نظراً لما تضمنته، من عبارات مقلقة، وفق تعبيره، قبل أن يستدرك ويؤكد: "هذه الصياغة أمر مفروغ منه، وطبيعية جداً في حالات اللقاحات الجديدة". وجاء في الإقرار المعروف بـ"الموافقة المستنيرة" المطلوب توقيعه من جانب الأطباء، قبل تلقي اللقاح الآتي: "أقرّ أنا الحاصل على اللقاح، بإعفاء الدولة والجهات الصحية في البلاد، وموظفيها، ووكلائها والشركات التابعة لها، ومصنّعي اللقاح، وموظفيهم، ومورّدي اللقاح وتابعيهم ووكلائهم، من جميع المسؤوليات أو المطالبات، لأيّ من الأسباب المعروفة، وغير المعروفة، التي قد تنشأ عن أو تتعلق أو ترتبط بأيّ شكل من الأشكال بتلقي اللقاح". وفي هذا الصدد أكدت وزيرة الصحة هالة زايد أنّ هناك ثلاثة لقاحات جرى اعتمادها في مصر وهي "أسترازينيكا" البريطاني، و"سينوفارم" الصيني، و"سبوتنيك في" الروسي، وكلّها في مراحل التسجيل، وعندما تصل أيّ شحنة فإنّها تخضع للتحليل، بواقع أربع تجارب في معامل هيئة الدواء المصرية.
وبالعودة إلى المسؤول المصري، يقول إنّ هناك عدداً كبيراً من الأطباء، ما زالوا ينتظرون وصول جرعات من لقاح "أسترازينيكا" البريطاني، باعتباره الأكثر ثقة حتى اللحظة، فيما يرى البعض الآخر أنّه لن يقدم على الحصول على لقاحات كورونا مهما كانت، وذلك لأسباب علمية، في مقدمتها عدم إجراء التجارب والدراسات الكافية عليها، في ظلّ التحولات السريعة للفيروس.
في مقابل ذلك، أعلنت زايد أنّ 1315 طبيباً في مستشفيات العزل تلقوا الجرعة الأولى من لقاح فيروس كورونا الجديد في 22 مستشفى عزل وحمّيّات، بعدد من محافظات الجمهورية من الإثنين حتى مساء الخميس الماضيين. وأوضح خالد مجاهد، المتحدث الرسمي باسم الوزارة، أنّه جرى إرسال جرعات لقاح فيروس كورونا الجديد من إنتاج شركة "سينوفارم" يوم الإثنين الماضي إلى مديريات الشؤون الصحية بجميع محافظات الجمهورية، وجرى توزيعها على مستشفيات: العزل، والصدر، والحمّيّات، لبدء تطعيم الطواقم الطبية العاملة هناك تباعاً ضمن الفئات المستحقة ذات الأولوية، طبقاً لإرشادات منظمة الصحة العالمية، مشيراً إلى أنّ تلقي أفراد الطواقم الطبية للقاح جارٍ في عدد من المحافظات. أضاف مجاهد أنّه يجري إرسال جرعتين من لقاح فيروس كورونا الجديد لكلّ فرد، فالجرعة الثانية تؤخذ بعد 21 يوماً من الجرعة الأولى، مشيراً إلى أنّ آلية تلقي الأطقم الطبية للقاح تتضمن تسجيل بيانات متلقي اللقاح بالمستشفى التي يعمل فيها، ثم اطلاعه على الموافقة المستنيرة، وقياس الضغط والاطمئنان على الحالة الصحية له، وتسليمه بطاقة متابعة لتلقي الجرعة الثانية، كما تجري متابعة الحالة الصحية لمتلقي اللقاح بصفة دورية من قبل فرق طبية متخصصة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.