نص حوار روبرتو فيكو رئيس البرلمان الإيطالي مع صحيفة لاريبوبليكا الإيطالية:
”أوقفوا بيع الأسلحة لمصر”.
”محاكمة ضباط قطاع الأمن الوطنى المصرى الأربعة المتهمين فى ايطاليا بخطف وتعذيب وقتل جوليو ريجيني ليس نهاية المطاف بل بدايته”.
أجرى الحوار كل من كارلو بونيني وجوليانو فوشيني.
ملحوظة جرى الحوار قبل ساعات من تقديم الحكومة الإيطالية اليوم الثلاثاء 26 يناير 2021 استقالتها / مرفق الرابط
حلت الذكرى السنوية الخامسة لاختطاف ومن ثم تعذيب وقتل جوليو ريجيني فى مصر، وبهذه المناسبة كان لنا لقاء مع رئيس البرلمان الإيطالي، روبرتو فيكو، وجاءت المقابلة على الوجه التالى:
بونيني/فوشيني: مضت خمس سنوات على مقتل جوليو وقد توصل القضاء الإيطالي إلى نتيجة لم يكن ليتوقعها أو ليتقبلها القضاء المصري، من حيث تحميل مسؤولية ما حدث لريجيني لأربعة من ضباط قطاع الأمن الوطني بالقاهرة والإعداد لمحاكمتهم. هل تعتبر هذه النتيجة هي نهاية المطاف؟
– روبيرتو فيكو: إنها مرحلة مهمة بفضل العمل الجاد والدؤوب لمسؤولينا (الادعاء العام). أريد أن أشكرهم مرة أخرى لأنهم في السنوات الأخيرة لم يستسلموا أبداً، وحتى في مواجهة عدم التعاون الواضح من المحققين المصريين فإنهم استمروا في العمل، من خلال جمع المعلومات لإيضاح الحقيقة. بالطبع لا ينتهي الأمر هنا. فنحن نريد الوصول للحقيقة وتحقيق العدالة. وسنمضي حتى النهاية.
بونيني/فوشيني: قطع البرلمان العلاقات الدبلوماسية مع مصر. هل يمكن الاعتقاد بأن العلاقات بين إيطاليا ومصر ستبقى طبيعية بانتظار المحاكمة المنتظرة؟
– روبيرتو فيكو: كان قطع العلاقات الدبلوماسية بين مجلس النواب الإيطالي ونظيره المصري رسالة قوية شاركت فيها جميع الكتل البرلمانية. ولا توجد حتى الآن ظروف مواتية لعودة العلاقات بين برلماناتنا إلى سابق عهدها.
بونيني/فوشيني: اليوم، وزير الخارجية، لويجي دي مايو، سيكون في بروكسل لحضور مجلس وزراء الخارجية الأوروبي. وهي مبادرة لتغيير ميزان القوى بين إيطاليا ومصر فيما يخص قضية ريجيني. هل هو ضغط الشارع؟
– روبيرتو فيكو: إنه طريق ضروري. لقد عملت بجد في جميع خطاباتي لإشراك البرلمانات الأخرى. وغالباً في جميع المحادثات مع نظرائي تناولت هذه القضية، لأنني مقتنع بضرورة النظر إليها على المستوى الأوروبي، فقد كان جوليو مواطناً أوروبياً، ومسألة حقوق الإنسان ضرورية لطبيعة ومعنى الاتحاد الأوروبي. اعتمد البرلمان الأوروبي نفسه حلولاً صارمة تجاه مصر. إن نقل قضية جوليو ريجيني إلى قلب الاتحاد الأوروبي يعني التغلب على الأنانية. يجب أن تبدأ أوروبا في التفكير والعمل معاً كمجتمع واحد حقيقي، وأن تتضامن الدول الأوروبية مع بعضها البعض على غرار هذا المجتمع أيضاً. يجب أن نقوم بالمزيد وأن نكون أكثر تماسكاً.
بونيني/فوشيني: إذا نجحت مبادرة اليوم، فهل تعتقد أن أداة العقوبات على مصر قابلة للتطبيق؟ وبالإضافة إلى ذلك، هل تعتبره عملياً أيضاً في ضوء الغموض الذي تُظهره بعض الدول الأوروبية، وفي مقدمتها فرنسا؟
– روبيرتو فيكو: نحن بحاجة إلى البدء من نقطة الغموض الذي يكتنف بعض الدول الأوروبية، ولكن للقيام بذلك نحتاج إلى استراتيجية شاملة لتعزيز السياسة الخارجية الأوروبية. نحن بحاجة إلى قوة الإرادة والسلطة وروح المجتمع للتحدث بصوت واحد. لقد كنت أجادل في هذا الأمر لبعض الوقت فيما يتعلق بقضية ريجيني، لكن من الواضح أنني نفس الأمر يعتري العديد من الملفات الأخرى ذات الأهمية الهائلة. أنا أفكر، قبل كل شيء، بالموقف الإيطالي من القضية الليبية (وعلى سبيل المثال تواصل المسؤولين الإيطاليين مع الجنرال حفتر المتهم بارتكاب العنف).
بونيني/فوشيني: تقدمت عائلة ريجيني بشكوى إلى المدعي العام في روما لانتهاك قانون بيع الأسلحة. هل تعتقد أن لهذا أساساً قانونياً؟
– روبيرتو فيكو: بيع الأسلحة لمصر كان صورة لم نكن نرغب في رؤيتها. فيما يتعلق بانتهاك القانون الذي يحدد معايير بيع الأسلحة، فإن القضاء سيقوم بتقييمها، لكنني شخصياً سأدعو إلى مراجعة القانون وإدخال بنود أكثر صرامة عليه.
بونيني/فوشيني: شكَّل البرلمان لجنة تحقيق في قضية ريجيني. ما هو الوقت المتوقع للانتهاء من عملها؟
– روبيرتو فيكو: قبل أسابيع قليلة مدَّدنا فترة عمل اللجنة التي ستكون قادرة على العمل حتى شهر أكتوبر. يقوم الرئيس بالازوتو (النائب إيراسمو بالازوتو رئيس اللجنة البرلمانية التي تحقق في مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في مصر) وجميع القوى السياسية بتنفيذ مهمة حساسة بجدية والتزام كبيرين. وأعتقد أن العمل على صياغة التقرير النهائي سيبدأ في الأشهر القليلة المقبلة.
بونيني/فوشيني: ما هو تقييمك لآخر رد جاء من النائب العام بالقاهرة؟
– روبيرتو فيكو: أحدث الردود من مكتب النائب العام بالقاهرة تشعرك بالاستفزاز وتمثل إهانة لاستخباراتنا.
بونيني/فوشيني: بأثر رجعي، إذا كنت ستشير إلى خطأ ارتكبته بلادنا في السنوات الأخيرة، فما الخطأ الذي تشير إليه؟
– روبيرتو فيكو: هذا ليس بالسؤال البسيط. اعتقد أن تقرير لجنة التحقيق يمكن أن يساهم في إجابة هذا السؤال. لكني أقول إننا لم نعد نستطيع تحمل هذا الغموض الذي يعتري علاقاتنا مع مصر.
بونيني/فوشيني: بعد خمس سنوات من وفاة جوليو، ما هو الالتزام الموثوق والصادق الذي تعتقد أنه من الممكن القيام به مع عائلته ومع ذلك القاسم العريض من الرأي العام الذي يستمر في المطالبة بالحقيقة والعدالة؟
– روبيرتو فيكو: التزام الجميع بعدم ترك قضية ريجيني تدخل في طي النسيان مع مرور الوقت، لإبقائها حية دائماً، وحية تماماً في أذهاننا، بحيث توجّه أفعالنا. إنني أشير بوضوح إلى ممثلي المؤسسات وإلى كل المجتمع المدني. وقد تحدثت مع الجالية الإيطالية في القاهرة حول هذا الأمر بالتحديد عندما ذهبت إلى مصر في سبتمبر قبل عامين: إن تذكر ما حدث لجوليو يعني تذكر المخاطر التي نواجهها جميعاً في بلد لا تُحترم فيه الحقوق الأساسية للبشر.
بونيني/فوشيني: في التحقيق الإيطالي، هناك شهادات رئيسية أدلى بها مواطنون مصريون فروا إلى الخارج. هل ترى أنه من المناسب حمايتهم؟ وكيف؟ هل بمنحهم المواطنة؟ أم حق اللجوء؟
– روبيرتو فيكو: لن أخوض في تفاصيل الأدوات التي يمكن تفعيلها، ولكن نظراً لأنها مسألة حساسة للغاية، فأنا على يقين من أنه سيتم بذل أقصى قدر من الاهتمام لحماية أولئك الذين خاطروا بحياتهم من أجل المساهمة في الوصول للحقيقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.