صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية:
دبلوماسية اللقاحات الصينية المضادة لفيروس كورونا تواجه أزمة نقص البيانات
بكين تفتقر للشفافية في تجاربها السريرية لهذه اللقاحات ولم تعلن البيانات الخاصة باعدادها وصناعتها وتعتمد على الدبلوماسية فى تسويقها بدلا من البيانات
مرفق رابط تقرير صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية
قالت صحيفة "واشنطن بوست" أن دبلوماسية اللقاحات الصينية تواجه قيودا ونقصا في الثقة بسبب افتقار بكين للشفافية في تجاربها السريرية لهذه اللقاحات المضادة لفيروس كورونا ولم تعلن البيانات الخاصة باعدادها وصناعتها وتعتمد على الدبلوماسية فى تسويقها بدلا من البيانات.
وعلى الرغم من موافقة أكثر من 60 دولة على إحدى لقاحات فيروس كورونا الصينية للاستخدام، وفقا للوكالة الصينية للتعاون الإنمائي الدولي، إلا أن دولا أخرى مثل سنغافورة لا تزال تخزن اللقاحات دون أن تستخدمها.
في الشهر الماضي، وصلت شحنة من جرعات لقاح فيروس كورونا "سينوفاك" من الصين إلى سنغافورة دون ضجة، لكن هذه اللقاحات غير مستخدمة حتى الآن.
تمضي الدولة الثرية قدما في استخدام لقاح فايزر-بيونتيك وموديرنا ضد الفيروس التاجي، حيث يقول المسؤولون في سنغافورة إن "سنوفاك" بحاجة إلى تقديم المزيد من البيانات قبل استخدامها.
كان لقاحا فيروس كورونا الصينيين "سينوفاك" و"سينوفارم" من أوائل الشركات في العالم التي بدأت التجارب السريرية العام المنصرم في محاولة للقضاء على الوباء.
لا يزال من غير الواضح سبب عدم نشر الصين بيانات اللقاحات واعتمادها على الدبلوماسية فى تسويقها بدلا من البيانات، حتى بعد أن أعطت عشرات الحكومات الضوء الأخضر للقاحات لاستخدامها في حالات الطوارئ.
قال الخبير البريطاني في مكافحة الأمراض المعدية، بيتر إنجليش، "إنه أمر غير معتاد للغاية" باستخدام هذه اللقاحات على نطاق واسع قبل نشر البيانات. وأضاف أن "هذا يترك الكثير من الأسئلة".
كانت هناك علامات على أن لقاحي "سينوفاك" و"سينوفارم" أقل فعالية مما كان مأمولا، حتى في الوقت الذي تدفع فيه بكين للأجانب لاستخدامهما.
هذا الأسبوع، قال موزع "سينوفارم" في الإمارات إن "عددا صغيرا جدا" من الأشخاص مدعوون لأخذ جرعة ثالثة من اللقاح بعد استجابة غير كافية للأجسام المضادة من الجرعتين الأوليين.
أبلغت شركة الأدوية العملاقة "سينوفارم" المملوكة للدولة عن معدل فعاليتها بنسبة 79 في المئة، فيما تفاوت معدل فعالية شركة "سينوفاك" في التجارب من 50.4 بالمائة في البرازيل إلى أكثر من 80 في المئة في تركيا.
لم يستجب المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها لطلبات التعليق من قبل الصحيفة.
وتطرح الصين لقاحاتها في الدول النامية، بينما لجأت الدول الأكثر ثراء إلى اللقاحات الأكثر فعالية التي تصنعها شركة التكنولوجيا الحيوية الأميركية "موديرنا" وشركة الأدوية الأميركية "فايزر" بالتعاون مع شريكتها الألمانية "بيونيتك".
في حالة سنغافورة، تمتلك الحكومة المقومات المالية مع وجود عدد صغير من السكان يبلغ 5.7 مليون شخص، حيث أن اللقاحات الأكثر فعالية في متناول اليد.
الأستاذ المشارك في العلوم السياسية بجامعة سنغافورة الوطنية، تشونغ جا إيان، قال إن حكومة سنغافورة لم ترفض لقاح سينوفاك، والذي سيكون بمثابة إهانة لبكين، لكن السلطات الصحية أيضا لم تتمكن من الموافقة على استخدامه بوجود هذه البيانات المحدودة.
قال تشونغ: "لدى سنغافورة خيارات أخرى، على عكس بعض الدول التي استقبلت سينوفاك".
وينشر صانعو الأدوية في العادة نتائج تجاربهم السريرية للمرحلة الثالثة في المجلات العلمية حتى تخضع للمراجعة من قبل الخبراء والجهات الخارجية، لكن هذا لم يتحقق مع سينوفارم وسينوفاك.
في المقابل، نشرت فايزر-بيونتيك وموديرنا نتائج تجاربهما في مجلة "نيو إينغلند جورنال أوف ميديسن" وذلك خلال ديسمبر الماضي.
وتجنب المسؤولون الحكوميون والمسؤولون التنفيذيون في صناعة الأدوية الصينية إلى حد كبير التساؤلات حول موعد إصدار هذه البيانات. ففي مقابلة مع صحيفة "جلوبال تايمز" التي تديرها الدولة هذا الشهر، زعم خبير اللقاحات في مركز السيطرة على الأمراض الصيني، شاو ييمينغ، أن الدول التي أجرت فيها سينوفاك وسينوفارم تجارب - بما في ذلك البرازيل والإمارات - يجب أن تكون هي التي تصدرها.
وفي 15 مارس خلال مؤتمر صحافي ببكين، تجاهل المنظمون الصحيون سؤالا حول موعد إصدار البيانات. كما لم يتطرق المسؤولون التنفيذيون في سينوفارم وسينوفاك إلى السؤال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.