اعرف عدوك الشيطانى ..
"أساليب اللاعنف".. تقرير: "الخنق الاقتصادي" حيلة الأنظمة الاستبدادية لقمع الصحفيين
قالت منظمة "مراسلون بلا حدود" في تقرير لها إن الأنظمة الاستبدادية تلجأ إلى أساليب "لاعنفية" ضد حرية الصحافة قد لا تسبب غضبا دوليا، مثل تجميد الممتلكات والأصول المالية أو إلغاء التراخيص أو منع الحصول على الأحبار والمواد اللازمة للطباعة يمكن أن تغلق الصحف.
وجاء في تقرير للمنظمة أصدرته مؤخرا: "قد يفترض شخص ما لا يعير انتباها وثيقا للأمور أن الصحيفة كانت ضحية لسوء الإدارة أو تدني اهتمام الناس، لكن الصحف غالبا ما تُساق إلى الموت عمدا مع ما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة في ما يتعلق بالحق في الحصول على المعلومات".
وتقول إن الأساليب المتبعة غالبا ما تشمل "المضايقة القضائية أو الخنق الاقتصادي"، وإن الإغلاق القسري يتبع نمط الأنظمة الاستبدادية المتمثل في استخدام الضغط الاقتصادي أو غيره من الضغوط لإغلاق المنافذ الإخبارية والوسائل الإعلامية الناقدة.
وفرضت الأنظمة في روسيا وميانمار (بورما) وجمهورية الصين الشعبية ودول أخرى إغلاق ما لا يقل عن 22 صحيفة منذ عام 2017، وفق ماء جاء على موقع "Share America" التابع لوزارة الخارجية الأميركية.
ويشير الموقع إلى قيام موسكو بإغلاق موقع "ڤي تايمز" [VTimes] الروسي المستقل في 12 يونيو بعد أن وصفته وزارة العدل الروسية بأنه "عميل أجنبي"، وإغلاق صحيفة "آبل ديلي" في هونغ كونغ، في 23 يونيو.
وجمدت جمهورية الصين الشعبية أصول وممتلكات صحيفة "آبل ديلي"، ما منعها من دفع مرتبات موظفيها وغيرها من النفقات، واعتقلت خمسة محررين.
وفي مارس، ألغى جيش ميانمار (بورما) تراخيص البث الإعلامي والنشر الصحفي لخمسة وسائل إعلام مستقلة، من بينها صحيفة "داي نيوز سيفن" وصحيفة "إليڤن ميديا"، ما أجبر الصحيفتين على الإغلاق.
أما صحيفة "كمبوديا ديلي" التي واجهت مطالبة بدفع مبلغ ضريبة غير مسبوق بلغ 6.3 مليون دولار، فقد توقفت عن الصدور، في سبتمبر 2017.
وعلى مدى السنوات العديدة الماضية، شنت حكومة نيكاراغوا سلسلة من الهجمات الإدارية ضد وسائل الإعلام المطبوعة والمسموعة والمرئية، ما حرم بعض الصحف اليومية، مثل صحيفة "إل نويڤو دياريو" المغلقة حاليا، من استيراد الورق والحبر وفرض غرامات ضريبية على منافذ البث مثل "تشانل 12".
وكان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، قد أكد بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة أن الولايات المتحدة ملتزمة بالدفاع عن حقوق الإنسان، بما في ذلك حرية الصحافة.
وأكد بلينكن أهمية حرية الصحافة من أجل "مجتمعات ديمقراطية مزدهرة وآمنة"، وقال إن أوضاع الصحفيين في العالم "مروعة" وأثنى على الصحفيين "الشجعان" الذين يواجهون ضغوطا شديدة بسبب عملهم.
أضاف الوزير الأميركي أن الحكومات "القمعية" استغلت أزمة كورونا "لتكثيف الضغط على وسائل الإعلام المستقلة" و"في هذا النوع من البيئة المعادية بالضبط، تصبح ممارسة حرية التعبير، وخاصة من قبل العاملين في الصحافة، أكثر أهمية في تنبيه الجمهور للانتهاكات والفساد ولمواجهة المعلومات المضللة الخطيرة".
وأشار إلى أن تقرير وزارة الخارجية الأميركية حول أوضاع حقوق الإنسان في دول العالم، الذي صدر في مارس الماضي، تضمن "عشرات حالات للمضايقات والهجمات وحتى القتل التي تعرض لها العاملون في مجال الإعلام بسبب عملهم".
ووجد تقرير لجنة حماية الصحفيين (CPJ) الأخير أنه في عام 2020، تضاعف عدد الصحفيين الذين قتلوا انتقاما بسبب عملهم، ووصل عدد الصحفيين المسجونين إلى أعلى مستوى، وأغلبيتهم في الصين الشعبية وتركيا ومصر. وفي روسيا، تواصل السلطات تقييد التقارير المستقلة، بما في ذلك إذاعة "أوروبا الحرة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.