يوم عملية تحرير مرضى مستشفى المجانين
كان يوم الجمعة 19 يوليو 2013. فى مستشفى الامراض العقلية بالعباسية. يوما مصيريا لمرضى المستشفى. بعد أن اقتحم المئات من ميليشيات وغوغاء الإخوان المستشفى واختلطوا مع المرضى وتبادلوا الحديث معهم عن الأوضاع السياسية فى البلاد. وإلقاء الخطب الحماسية عليهم طالبوا فيها بعودة مرسى. وهتفوا خلالها بحياة المرشد والاخوان. واضطر بعض المجانين لمسايرة الإخوان حتى يتركوهم فى حالهم يتلقون علاجهم. وكانت بداية هذا اليوم فى مستشفى المجانين عادية. ولم يتصور أشد المجانين جنونا ما سوف يحدث فى هذا اليوم من احداث عجيبة عجز اسماعيل ياسين نفسه ان يستنبطها و يدرجها فى فيلمه الشهير داخل مستشفى المجانين. وبعد ان تناول مرضى الأمراض العقلية بمستشفى العباسية طعام الغذاء. تم منح أصحاب الحالات البسيطة والمتوسطة من الجنون فسحة تحت رقابة الممرضين للتجول فى حديقة المستشفى المحيطة بالأسوار الحديدية قبل اعادتهم الى غرفهم فى العنابر. فى نفس الوقت خرجت من اعتصام الإخوان فى رابعة عقب صلاة الجمعة مظاهرات عنيفة توجهت إلى شارع صلاح سالم الذى تقع فية مستشفى الامراض العقلية. فى طريقهم الى ميدان العباسية. وهم يحطمون ويدمرون ويشعلون النار فى السيارات والمحلات الموجودة فى مسار سيرهم. وقبل وصولهم الى ميدان العباسية تصدت لهم قوات مشتركة من الجيش والشرطة وقامت بمطاردتهم. وفرت ميليشيات وغوغاء الإخوان هاربين عائدين تتعقب انسحابهم القوات المشتركة. ووجد الهاربين خلال فرارهم طوق النجاة فى مستشفى المجانين. واقتحموا المستشفى بعد تحطيم أبوابها والقفز من فوق أسوارها الحديدية الى حديقة المستشفى التى وجدوها مكتظة بالمتنزهين من مرضى الأمراض العقلية الذين شعروا بالفزع من هؤلاء المجانين مطلقى السراح. ووجد المرضى المجانين المقتحمين يختلطون بهم و يتجاذبون أطراف الحديث معهم عن الأوضاع السياسية فى البلاد. والقاء الخطب الحماسية عليهم يطالبون فيها بعودة مرسى. ويهتفون خلالها بحياة المرشد والاخوان, ومحاولتهم إطلاق سراحهم لمشاركتهم اعتصامهم واحتجاجاتهم. واضطر المرضى لمسايرة الإخوان حتى يتم تركهم فى حالهم يتلقون علاجهم. وشارك بعضهم مع الاخوان فى الهتاف بحياة مرسى والمرشد والاخوان. وتعاقب المتحدثين من الاخوان والمجانين على إلقاء الخطب الحماسية وسط تصفيق ميليشيات وغوغاء الاخوان ومرضى الأمراض العقلية. حتى انتهت فعاليات الإخوان وسط المجانين مع وصول القوات المشتركة وتحرير الرهائن مرضى مستشفى المجانين. وقد تكون واقعة اقتحام الاخوان مستشفى الامراض العقلية وتجاذب أطراف الحديث عن الاوضاع السياسية مع المرضى المجانين والقاء الخطب الحماسية عليهم ومحاولة اطلاق سراحهم وتجاوب مرضى الأمراض العقلية معهم. تستحق الفحص والتأمل والتحليل من خبراء النفس البشرية. ليس لمحاولة تفسير عقول مرضى الأمراض العقلية. ولكن لمحاولة تفسير عقول الإخوان الذين اقتحموا مستشفى مرضى الأمراض العقلية ونجحوا فى التواصل بطريقة اعجازية مع المجانين. برغم ان الاثنين. الاخوان والمجانين. عجزوا عن التواصل مع المجتمع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.