ثقافة الاستبداد و قابلية الاستعباد
هل وصلت ثقافة الاستبداد عند بعض الهتيفة فى مجتمع الفنانين المصريين، الى حد انسحاب بعض كبار الفنانين المصريين، خلال عُرض فيلم "ريش" للمخرج المصري، عمر الزهيري، ضمن فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان الجونة السينمائي، ومنهم النجوم يسرا وشريف منير وأشرف عبد الباقي وأحمد رزق والمخرج عمر عبد العزيز، احتجاجاً على ما اعتبروه من وجهة نظرهم السطحية الجاهلة الغارقة فى براثن الاستبداد، ان الفيلم الذي يستعرض بعض مظاهر الفقر والعشوائيات فى المجتمع المصرى يمثل "إساءة لمصر"، و ادلائهم بتصريحات زعموا فيها بان الفيلم يعالج ظواهر لم تعد موجودة فى المجتمع المصرى فى عهد الجنرال السيسى، وادعوا ان الجنرال السيسى قام باستئصال الفقر والعشوائيات فى جميع أركان المجتمع المصرى عبر مبادرات "حياة كريمة" و"تكافل وكرامة" وغيرها من المبادرات التي تحارب الفقر والعشوائيات وتكفل حياة كريمة للمواطنين في مصر في ظل "جمهورية جديدة" أنشأها الجنرال السيسى يتمتع جموع الناس فيها بالرفاهية والرخاء على حد زعمهم، وهو ما لا يجعل هناك سبباً مفهوماً لعرض مثل "هذا الواقع" فى فيلم، وفقاً الى كلامهم. وهى ثقافة لو اجتاحت العالم لخربت الكون أكثر بما فيه من واقع وفنون وآداب وكتب وأفلام ومسرحيات. رغم ان الفيلم حصل على الجائزة الكبرى في مهرجان "كان" السينمائي، وان حالات الفقر والعشوائيات الموجودة فى المجتمع المصرى أسوة من ما استعرضه الفيلم، وان وزيرة الثقافة المصرية، إيناس عبد الدايم، كرمت صنّاع الفيلم، خلال احتفالية نظّمها المركز القومي للسينما، وأكدت بأن حصول الفيلم على الجائزة الكبرى في مهرجان "كان" السينمائي "إنجاز تاريخي باعتباره أول فيلم مصري يفوز بهذه الجائزة في المشاركة الأولى بهذه المسابقة"، مشيرة إلى "المستوى الفني المميّز للفيلم"، وأضافت أن الجائزة تعدّ "خطوة جديدة على طريق استعادة الريادة المصرية في مجال السينما".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.