الجمعة، 29 أكتوبر 2021

بيادة العسكر لن تقضى على إرادة الشعب

بيادة العسكر لن تقضى على إرادة الشعب

لا أيها الفريق عبد الفتاح البرهان، قائد انقلاب العسكر فى السودان، مع حمدتو قائد ميليشيات الجنجويد الذى يدمن التآمر ضد الشعب السودانى من خلف الكواليس فى الخفاء، لن يقبل عبد الله حمدوك رئيس وزراء الحكومة المدنية الانتقالية المغدورة المقالة أن يكون حصان طروادة لانقلاب العسكر ضد الشعب السودانى. بعد أن فوجئ البرهان مع جنرالاته فى السودان والمحرضين لهم من أنظمة عربية طاغوتية. نتيجة غشيان طمعهم على أنفسهم وجهلهم السياسي، برفض هيئة الأمم  المتحدة، و مفوضيات حقوق الإنسان في الأمم  المتحدة، ومجلس الامن الدولى، والمجتمع الدولي، والعشرات من دول العالم، انقلابهم العسكري ضد الحكومة السودانية المدنية الانتقالية، وقيام الاتحاد الافريقي بتعليق عضوية السودان فية، وقيام البنك الدولي بوقف جميع مساعدات البنك للسودان، والقاء امين عام الامم المتحدة خطاب رسمي بثته هيئة الأمم المتحدة تلفزيونيا طالب فية عسكر السودان بالتراجع عن انقلابهم والإفراج عن المعتقلين من مسئولين فى الحكومة المدنية الانتقالية المقالة ومواطنين واعادة الحكم للحكومة المدنية الانتقالية، وتهديد العديد من دول العالم بتوقيع عقوبات سياسية واقتصادية ضد السودان. ووجد عسكر السودان بأنهم بسبب غشامه فكرهم السياسي وجهل محرضي انقلابهم قد وقعوا فى ورطة، ووجدوا وفق فكرهم القائم على الدسائس والمؤامرات اختيار رئيس وزراء الحكومة المدنية الانتقالية التي كانوا قد قاموا في وقت سابق باقالتها ووضع أعضائها فى السجن، عبدالله حمدوك، ليكون هو رئيس وزراء الحكومة العسكرية بملابس مدنية، اى ان يكون حصان طروادة للعسكر ضد الشعب السودانى، واعلن البرهان رسميا أمس الخميس 28 أكتوبر 2021، ''بإن عبدالله حمدوك أول المرشحين لمنصب رئيس الوزراء المرتقب''. لكى يمهد العسكر بتلك الحيلة الى تشكيل حكومتهم العسكرية من طراطير بملابس مدنية، مع علمهم جيدا بأن عبد الله حمدوك لن يقبل ان يبيع الشعب السودانى وان ينتحر سياسيا على مذابح مطامعهم. اما عن قول البرهان بان: "قناعتنا أنه لن يحكم هذا الشعب شخصٌ أو حزبٌ يُملي عليه أيديولوجية معينة". فان قائد الانقلاب العسكرى الجاهل للجيش  السودانى ليس مفوض من الشعب السودانى لتحديد من يمثله وقد اختار الشعب السودانى اهم تشكيلات الايديولوجيات الحزبية فى الحكومة المدنية الانتقالية وفق الوثيقة الدستورية حتى ان عطل البرهان بعض بنودها التي تقر ذلك. كما أن الإيديولوجيات الحزبية المختلفة من اقصى اليمين الى اقصى اليسار موجودة فى العالم كله وهي أسس الديمقراطية التي يختار منها الشعب ممثليه وتقوم عليه حكوماته. أما عن تعهد البرهان ''بالعمل على انتخاب مجلس تشريعي وحكام ولايات ووضع الدستور وتأسيس المحكمة الدستورية حسب ما نصت عليه الوثيقة الدستورية''. فتلك مصيبة وكارثة ضد خارطة الطريق لأن المجلس العسكري الانقلابي منح نفسة سلطة وضع تلك الأسس بمعرفته بدلا من معرفة الشعب وهو أمرا مرفوضا تماما لأن الشعوب هى التى تختار ممثليها وتضع أسس عقدها الاجتماعي وليس الجيش وقد اختار الشعب السودانى الحكومة المدنية الانتقالية.

ويواجه الجيش السوداني معارضة متزايدة للانقلاب الذي شهدته البلاد، بعد تعهد مسؤولو أجهزة الدولة في الخرطوم بالعصيان المدني، وسعى ناشطون إلى حشد الجماهير لمظاهرات ضخمة ليل نهار. وقالت وزارات وأجهزة رسمية بولاية الخرطوم، أكثر ولايات البلاد ازدحاماً بالسكان والتي تضم العاصمة ومدينة أم درمان المتاخمة لها، في بيان نُشر على فيسبوك، إنها لن تتنحى أو تسلم سلطاتها. وأعلنت هذه الهيئات الإضراب العام.

وهكذا وجد العسكر الطامعين فى سلطات الشعب بأنهم قد يكونوا بارعين فى حبك الدسائس والمؤامرات والانقلابات العسكرية تحت شعار حماية الشعب من الشعب. ولكنهم جهلاء سياسيا عاجزين عن قراءة الفكر السياسى السائد فى العالم الآن بين الشعوب قبل الحكام فى مدنية الدولة والحريات العامة والديمقراطية ولو كانوا عالمين به ما كانوا قد قاموا بانقلابهم الذى فتح عليهم سخط وغضب العالم. لأنهم لازالوا يؤمنون بفكر العصر الحجرى فى حكم الشعوب. ولا يريدوا ان يفيقوا من غفلتهم. ويعلموا بأن العالم تغير الآن من عصر قلل وازيار مياه الشرب و طشت الغسيل وحلل النحاس. الى عصر الأقمار الصناعية والمراكب الفضائية والانترنت والفضائيات والهواتف الجوالة والحواسيب الإلكترونية. وأصبح العالم سماء مفتوحة للناس يتابعون منها عبر العالم انتشار مبادئ مدنية الدولة والحريات العامة والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة واستقلال المؤسسات وحقوق الإنسان ووضع الدساتير والقوانين والبرلمانات الوطنية. ومهما بلغ جبروت الانظمة العسكرية ذات الافكار السياسية الاستبدادية البالية فى حجب المواقع الاخبارية والهيمنة على كافة المؤسسات ومنها مؤسسة الإعلام وفرض عمليات غسيل المخ على الناس عبر البرامج والدراما و الاخبار واصطناع المجالس والبرلمانات والمؤسسات واعتقال الناس بالجملة وفرض شريعة الغاب. فلن يستطيعوا منع شمس الحرية من الوصول الى الشعب. ولن تقضى بيادة العسكر على إرادة الشعب.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.