الثلاثاء، 9 نوفمبر 2021

كيف عاقب بشر الخصاونة رئيس وزراء الأردن بائع شاى على الرصيف لأنه انتقده على الفيس بوك

كيف عاقب بشر الخصاونة رئيس وزراء الأردن بائع شاى على الرصيف لأنه انتقده على الفيس بوك
المحكمة الأردنية تقرر فى أول جلسة محاكمة بائع شاى على الرصيف ''عاجلة'' أقامها ضده رئيس الوزراء الأردني بتهمة نشر معلومات عن طريق الشبكة المعلوماتية تنطوي على الذم والقدح فى حق رئيس وزراء الأردن والتحريض على كراهيتة وتحقيره بين شعب الاردن كموظف عام وإشاعة أخبار كاذبة عنه وأسرته.. بحظر نشر أي أخبار عن قضية رئيس الوزراء ضد بائع الشاي مع استمرار حبس بائع الشاى على ذمة القضية
التغريدة التي أثارت غضب رئيس الوزراء الأردنى عندما طالب بائع الشاى بمعرفة مجموع رواتب زوجة رئيس الوزراء فى الحكومة التى يرأسها

تبادل معظم الحاضرين في محكمة صلح جزاء عمان في الأردن، أمس الاثنين 8 نوفمبر 2021، التهانى و السلامات والتحيات حتى دون سابق معرفة لبعضهم، فرحا و ابتهاجا بانتصار حكام الأردن على شعب الأردن، بعد ان قررت المحكمة حظر النشر في القضية التى أقامها رئيس الوزراء الأردنى بشر الخصاونة ضد بائع شاى يبيعه فى صندوق خشبى على رصيف الشارع للمارة والسائقين، واتهم رئيس الوزراء الأردنى بصفته "الوظيفية والشخصية" بائع القهوة والشاي على رصيف الشارع، الذى يعيل عائلة مكونة من خمسة أفراد أحدهم معاق، بأنه إرهابي من الخلايا النائمة. وأنه اعتاد خلال فترات ركودة فى بيع الشاى على الرصيف على نشر تغريدات عبر هاتفه على تويتر وفيس بوك ينتقده فيها وتسأل فى أحدها عن مجموع رواتب زوجته الإعلامية رنا سلطان، وتقضيها رواتب عالية من جهات مختلفة، منها الديوان الملكي وصندوق المرأة، مما اعتبره رئيس الوزراء الأردني مساسا بهيبتة وتشكيك فى صلاحه وذمته وإهانة آلية و تشهيرا به و اسرته واقاربة، وطالب بمحاسبة المجرم وتعويض بمبلغ 20 ألف دينار (28 ألف دولار أمريكي) يدفعه بائع الشاى على الرصيف إلى رئيس وزراء الأردن تعويضا إليه حتى يكون بائع الشاى عبرة للشعب.
وحاصرت قوات أجهزة الأمن الأردنية الخاصة وامن الدولة وقوات محاربة الإرهاب الرصيف الذي يجلس عليه بائع الشاى وألقت القبض عليه وصادرت صندوقه الخشبي وأدوات إعداد الشاي التى ضبطتها معه فى مكان وقوع الجريمة على الرصيف، ووجهت إليه تهم نشر معلومات عن طريق الشبكة المعلوماتية تنطوي على الذم والقدح فى حق سمو سيادة رئيس وزراء الاردن ''حفظه الله'' ، والتحريض على الكراهية، وتحقير موظف عام، وإشاعة أخبار كاذبة عن سيادة رئيس الوزراء وأسرته.
وحددت الجلسة الأولى العاجلة أمام محكمة صلح جزاء عمان أمس الاثنين 8 نوفمبر 2021، ونفى بائع الشاى على الرصيف المدعو كميل الزعبي أمام المحكمة التهم الموجهة إليه.  وقررت المحكمة استمرار حبس بائع الشاى على ذمة القضية. كما قررت المحكمة، حظر نشر أي أخبار أو منشورات أو التعليق على مجريات المحاكمة في الدعوى القضائية المتعلقة ضد المتهم بنشر معلومات واتهامات ضد عائلة رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة بمختلف وسائل الإعلام والمطبوعات ومنصات التواصل الاجتماعي.
وهكذا انتصر رئيس الوزراء الأردن، ليس فى قضايا الحريات العامة والديمقراطية واستقلال المؤسسات ومنع الملك من التدخل فى شئون الحكم ضمن إطار دستوري. وليس فى حل أزمة الاردن الاقتصادية التي يعاني منها الشعب. وليس فى حل أزمة القضية الفلسطينية والقضايا العربية العالقة منذ عقود بين بعضها مع البعض الآخر من جانب وضد العدو الاسرائيلى من البعض من جانب آخر. ولكن فى الانتقام من بائع الشاى على الرصيف على تجرؤه بالسؤال عن مجموع رواتب زوجة رئيس الوزراء فى الحكومة التى يرأسها. وشروعه فى محاكمته واصراره خلال إجراءات المحاكمة على ضرورة حبس بائع الشاى على الرصيف ما تبقى من سنوات عمره مع إجباره على دفع تعويض بمبلغ 20 ألف دينار (28 ألف دولار أمريكي) إلى رئيس وزراء الأردن تعويضا الية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.