بسبب ''التضيقات الأمنية'' الشبكة العربية للأبحاث والنشر تغلق فروعها فى مصر
المطلوب التعتيم على الناس و تجهيل الناس بحقوقهم وليس تنوير الطريق لهم
نص بيان رئيس مجلس إدارة الشبكة العربية للأبحاث والنشر، نواف القديمي، عن غلق مكتبتي الشبكة في مصر، إذ أُغلقت مكتبة القاهرة نهاية ديسمبر الماضي، والإسكندرية منذ شهرين، وذلك على خلفية تضييقات أمنية عرقلت عمل المكتبة وساهمت في تأزيم الوضع المالي لها، بحسب القديمي.
كنا - في الشبكة العربية - نعتقد دوماً أن التواجد في مصر مهم وركيزة أساسية لأي عمل ثقافي عربي أياً كان الوضع السياسي فيها، وأنه يجب السعي من أجل البقاء والاستمرار على الرغم من التراجع الاقتصادي والتدني المُستمر في سقف الحريات. حتى حين مُنعتُ في مطار القاهرة من الدخول إلى البلد في إبريل ٢٠١٧ لم يؤثر ذلك في قرار الاستمرار.
وبعد عشرة أعوام، وفي ديسمبر ٢٠٢١ - وتحديداً قبل ثلاثة أسابيع - أغلقنا مكتبة الشبكة العربية في القاهرة. وسبقها بشهرين إغلاق مكتبة الشبكة في الإسكندرية. بكل أسف، لم نستطع الاستمرار وذلك لأسباب عدة، منها التضييق الأمني المستمر، والتحريض الصحفي، والتفتيش المتكرر للمكتبات، وعمل قضية ضد الشبكة وصاحبها بدعوى بيع كتب إثارية، والقلق على الموظفين بعد احتجاز اثنين منهم ليومين، والرقابة المُشددة على دخول الكتب - إحدى شحنات الكتب التي أُرسلت إلى المكتبة من بيروت وضمت ٩٠ كرتونة بقيمة تجاوزت الـ ٤٠ ألف دولار، بقيت مُحتجزة في الجمارك لعام ونصف بحجة تفتيشها ووجود كتب مخالفة - نضيف إلى كل ذلك تراجع الوضع الاقتصادي وضعف المبيعات، خاصة أن مكتبة الشبكة تعتمد على بيع الكتب غير المحلية، أي إنها لا تبيع كتباً صادرة في مصر؛ لذلك فكل كتبها تأتي من الخارج. ومع تشديد الرقابة وتعطيل الشحنات وصعوبة وصول الكتب إلى المكتبة، بات الاستمرار صعباً.. مع التأكيد أنه لم يصدر قرار أمني بالإغلاق، وإنما تم ذلك بقرار من الشبكة العربية.
آسف لذلك.. ولم نكن نتمنى أن نصل إلى الإغلاق الكامل، ولكنها أقدار الله، والظروف الصعبة التي حاولنا مقاومتها منذ سنوات ولكن من دون قدرة على الاستمرار، ونحسب أن ذلك مجرد تعثر بسيط وسط أعوام عربية تعج بالخسارات والتراجعات، والله المستعان.
سنحاول أن نوفر كتب الشبكة العربية أو بعضها - إضافة إلى كتب بعض دور النشر التي تتولى الشبكة توزيعها - في عددٍ من المكتبات في القاهرة، وسنبقى نُشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب، ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً.. كل الشكر لأصدقاء المكتبة الكُثر، لا حرمنا الله منكم ومن تضامنكم. وهذا بمثابة إعلان أنه لم يعد للشبكة العربية أي تواجد أو موظفين في مصر''.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.