الأربعاء، 16 فبراير 2022

تعريض حياة والد ناشط حقوقي مصري للخطر في سجون السيسي

رابط البيان

نص بيان 19 منظمة حقوقية حرة مستقلة دولية واقليمية ومحلية أصدرته اليوم الأربعاء 16 فبراير 2022:

تعريض حياة والد ناشط حقوقي مصري للخطر في سجون السيسي


 قالت 19 منظمة حقوقية فى بيان أصدرته اليوم الأربعاء 16 فبراير 2022 إن على السلطات المصرية توفير الرعاية الصحية العاجلة لصلاح سلطان، الوالد المحتجز لناشط حقوقي بارز مقيم في الولايات المتحدة، أو إطلاق سراحه فورا لتلقي الرعاية الطبية، والتحقيق في مزاعم تعذيب.

في 26 يناير/كانون الثاني 2022، بدا صلاح سلطان (63 عاما)، المسؤول في حكومة الرئيس السابق محمد مرسي ووالد الناشط الحقوقي محمد سلطان، في حالة صحية حرجة أثناء زيارته في السجن، بحسب أحد أقاربه. اعتُقل صلاح سلطان في سبتمبر/أيلول 2013، ويخضع منذ 15 يونيو/حزيران 2020 للإخفاء القسري، الذي تخللته ثلاث زيارات وجيزة تحت المراقبة. بدت صحة سلطان خلال زيارة يناير/كانون الثاني 2022 سيئة للغاية لدرجة أنه لم يكن قادرا على الوقوف ونُقل إلى الغرفة مستندا على حارسين، بحسب قريبه. أخبر سلطان قريبه رفض مسؤولي السجن طلباته المتكررة رؤية طبيب والحصول على الأدوية والمعدات الطبية التي يحتاج إليها لأمراضه المتعددة.

قال جو ستورك، نائب مدير الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: "يبدو أن تدهور صحة صلاح سلطان يأتي انتقاما من النشاط الحقوقي لابنه محمد في الولايات المتحدة".

يحمل صلاح سلطان إقامة قانونية دائمة في الولايات المتحدة، وعاش وعمل فيها لأكثر من عقد قبل اعتقاله في سبتمبر/أيلول 2013 لمعارضته عزل الرئيس المنتخب مرسي على يد الجيش المصري . حُكم عليه بالسجن المؤبد في محاكمة جماعية في سبتمبر/أيلول 2017 شابتها انتهاكات واسعة للإجراءات القانونية الواجبة والمحاكمة العادلة.

أخفت السلطات المصرية في 15 يونيو/حزيران 2020 سلطان قسرا، بعد أيام من رفع نجله دعوى مدنية ضد رئيس الوزراء المصري السابق حازم الببلاوي أمام محكمة فيدرالية أمريكية بموجب "قانون حماية ضحايا التعذيب"، بدعوى تورط الأخير في التعذيب المزعوم الذي تعرض له محمد سلطان العام 2013 أثناء احتجازه من قبل السلطات المصرية. احتُجز صلاح سلطان لأكثر من عام في أماكن رفضت السلطات المصرية الكشف عنها. سمحت السلطات لأفراد الأسرة بزيارات مقتضبة إلى السجن في أغسطس/آب وديسمبر/كانون الأول 2021 ويناير/كانون الثاني 2022. يقول أقارب صلاح سلطان إنه جُلب إلى الزيارات من مكان رفضت السلطات الكشف عنه.

تدعو المنظمات الحكومة الأمريكية إلى الضغط على مصر لإنهاء العقوبة خارج نطاق القضاء بحق صلاح سلطان والقمع العابر للحدود الذي يستهدف إسكات محمد سلطان.

قال محمد سلطان إن والده نُقل في 26 يناير/كانون الثاني للزيارة من مكان مجهول إلى سجن العقرب 2 شديد الحراسة بمجمع سجون طرة في مصر. أضاف أن والده "لم يتمكن من تحديد مكان احتجازه"، وكان معصوب العينين طوال نقله، وبدا خلال زيارتَيْ الأسرة السابقتين أنه يخشى مشاركة تفاصيل ما مر به خلال فترات الإخفاء تلك، لكنه أفاد عن تعرضه للتجويع عمدا، ونقله بين الزنازين بشكل متكرر، وعدم السماح له بساعة يد أو نوع آخر من الساعات.

قالت أسماء النجار، زوجة صلاح سلطان، في رسالة بتاريخ 26 يناير/كانون الثاني إلى "المجلس القومي لحقوق الإنسان" المصري إن زوجها روى خلال زيارة 26 يناير/كانون الثاني أنه في عزلة شبه تامة، ولا يتمكن من التواصل مع أي شخص بخلاف حراس السجن، ولا يتلقى أي كتب أو قرطاسية أو أدوية أو المعدات الطبية التي يعتمد عليها. قالت عائلة سلطان لـ هيومن رايتس ووتش إن المعدات الطبية التي يعتمد عليها صلاح سلطان تشمل جهاز مراقبة الجلوكوز، ودعامات الرقبة والظهر، وجهاز ضغط الدم. أضافت النجار أن السلطات، خلافا للوائح وأنظمة السجون المصرية، منعت أي إيداع في حسابه في كافيتريا السجن، وحبسته انفراديا لمدة 20 شهرا، في انتهاك للحظر المطلق للتعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة.

قالت زوجة سلطان إنه يعاني من مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، والتهاب الكبد الوبائي "سي"، ومرّ بحالات طبية طارئة متعددة أثناء احتجازه. أخبر صلاح سلطان قريبه أنه لا يتلقى زيارات يومية من الحراس، ما أثار مخاوف عائلته من عدم تلقيه العناية المناسبة في حالات الطوارئ الطبية.

قالت المنظمات إن ينبغي للنائب العام حمادة الصاوي نقل سلطان فورا إلى مكان آمن تعرفه أسرته ومحاميه، والسماح له بالتواصل مع محام ومنحه الرعاية الصحية دون عوائق، واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لحمايته من التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة، بما فيها تلك التي تنتقم من نشاط ابنه.

في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، أعلن فريق الأمم المتحدة العامل المعني بالاحتجاز التعسفي أن احتجاز سلطان تعسفي على أساس انتهاكات عديدة للمحاكمة العادلة، داعيا إلى الإفراج عنه فورا. يعتبر مكتب الأمم المتحدة للمفوض السامي لحقوق الإنسان الإخفاء القسري "انتهاكا شنيعا بشكل خاص لحقوق الإنسان وجريمة دولية" وكذلك تراه "اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب". تنص "قواعد الأمم المتحدة النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء" (قواعد مانديلا) على أن الحبس الانفرادي المطول يمكن أن يرقى إلى مستوى التعذيب أو غيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة.

سُجن محمد سلطان، وهو ناشط حقوقي مصري-أمريكي، بتهم ذات دوافع سياسية بين أغسطس/آب 2013 ومايو/أيار 2015 وتعرض للتعذيب. أجبرته السلطات المصرية على التخلي عن جنسيته المصرية قبل تسليمه إلى الولايات المتحدة، حيث شارك في تأسيس "مبادرة الحرية"، وهي منظمة حقوقية مستقلة مقرها واشنطن.

وثّقت منظمات حقوقية دولية ومحلية أن السلطات المصرية تستهدف عائلات النشطاء الحقوقيين في الخارج التي تقيم في مصر. في يونيو/حزيران 2020، اعتقلت السلطات خمسة أقرباء لمحمد سلطان واحتجزتهم تعسفا لمدة خمسة أشهر. في فبراير/شباط 2021، داهمت السلطات المصرية منازل ستة أقرباء واعتقلت ثلاثة منهم، ما يزال أحدهم محتجزا. أفادت تقارير أن رئيس المخابرات العامة المصرية عباس كامل، خلال زيارته إلى الولايات المتحدة في يونيو/حزيران 2021، طلب من المسؤولين الأمريكيين سَجن محمد، متسائلا عن سبب "بقائه حرا".

في سبتمبر/أيلول 2021، حجبت وزارة الخارجية الأمريكية 130 مليون دولار من تمويل عسكري بقيمة 1.3 مليار دولار من السنة المالية 2020، مشترطةً تعاطي حكومة الرئيس السيسي "بشكل حاسم مع شروط حقوقية محددة". قررت الحكومة الأمريكية عدم الإفراج عن الـ 130 مليون دولار بعد انتهاء مهلة 30 يناير/كانون الثاني، لكن وافقت إدارة بايدن الأسبوع الماضي على مبيعات معدات عسكرية بقيمة 2.55 مليار دولار لمصر والتزمت بمليار دولار كمساعدات عسكرية من السنة المالية 2021.

قال سيث بيندر، مدير المناصرة في "مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط": "تخاطر الولايات المتحدة بإضفاء الشرعية على انتهاكات مصر من خلال مواصلة دعمها شبه الكامل لها. على واشنطن محاسبة حكومة السيسي على استمرار القمع العابر للحدود، والضغط على السيسي لإطلاق سراح صلاح سلطان وإنهاء هذه الأعمال الانتقامية ضد عائلة سلطان التي تستهدف إسكات ابنه محمد".

الموقعون:

هيومن رايتس ووتش

مبادرة الحرية

مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان

الجبهة المصرية لحقوق الإنسان

مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط

الخدمة الدولية لحقوق الإنسان

مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب

مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان

الديمقراطية الآن للعالم العربي

الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، في إطار مرصد حماية المدافعين عن حقوق الإنسان

المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب، في إطار مرصد حماية المدافعين عن حقوق الإنسان

مؤسسة جيمس دبليو فولي ليجاسي

مؤسسات المجتمع المفتوح

بيت الحرية

هيومن رايتس فيرست

الأورو-متوسطية للحقوق

المفوضية المصرية للحقوق والحريات

منظمة العفو الدولية

اللجنة الأمريكية لإنهاء القمع السياسي في مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.