الأربعاء، 16 فبراير 2022

بوتين والحرب المزيفة


بوتين والحرب المزيفة


شن حرب حقيقية مدمرة ضد دولة أخرى. يكون الإعداد لها حتى تنفيذها فى سرية تامة. تسبقها مفاوضات عبثية حول السلام. بعد مفاوضات مضنية من أجل السلام. وخطب دولية استهلاكية حول السلام. وخطب محلية انشائية عن معاني السلام. ونبذ الحرب والدعوة للحب والسلام. هكذا كانت أسس حرب هتلر ضد بولندا. التى وقعت الحرب العالمية الثانية بعدها. الى حد أن يوم غزو هتلر لبولندا كان محدد لاقامة احتفالية اسمها ''مهرجان السلام'' بمناسبة بدء فعاليات رياضية دولية في ألمانيا. وأعلن هتلر إلقاء خطاب في ''مهرجان السلام'' داخل استاد برلين اسماة ''خطاب السلام''. وبالطبع لم يقام مهرجان السلام ولم يلقى هتلر خطابة المزعوم عن السلام. نتيجة هجوم هتلر على بولندا فجر هذا اليوم التاريخى. فى حين أن شن حرب وهمية ضد دولة اخرى. بأمل تحقيق بالوعيد والتهديد بالحرب ما لا يمكن تحقيقه إلا بالحرب. يكون فى زفة حربية وإعلامية. وهو ما نجح فيه هتلر قبل هجومه على بولندا. واحتلاله بالفبركة النمسا وبعدها سلوفاكيا وبعدها التشيك وبعدها ميناء استراتيجي في بحر قزوين. وقبل كل هذا استعادة حوض اللورين الألماني الذي كان تحت سيادة فرنسا منذ الحرب العالمية الأولى. وفى كل تلك الحروب الخمسة لم يطلق هتلر رصاصة واحدة. وأخفق كثيرون فى احباط انتصارات هتلر الأولى بسبب ضحالة الفكر من جانب. وضعف المقدرة من جانب آخر. وكثير من كبار العسكريين والمدارس فى العالم استفادوا من استراتيجيات و تكتيكات ومناورات ودراسات المدرسة العسكرية الألمانية. بما فيها الإعلام الحربي لغوبلز. حتى المنصب المسمى القائد العام للقوات المسلحة. ومنصب هيئة القيادة العامة. اخترعهم هتلر. ولم يكن العالم يعرف عن المنصبين شئ قبله. من اجل منح منصب القائد العام للقوات المسلحة الى كبير قواده بدلا من منصب وزير الدفاع الذى ضمه هتلر الى صلاحياته. وضمان تركيز كل فروع الجيش. عبر هيئة القيادة العامة. بين يدي هتلر. وشملت مناصب هتلر بعد ضم صلاحيات منصب وزير الدفاع الى نفسه القائد الأعلى للجيش الألماني ورئيس هيئة القيادة العامة ومستشار المانيا ورئيس الجمهورية وأطلق على نفسه لقب موحد يشغل كل تلك المناصب وهو ''الفوهرر''. وجعل ضباط وأفراد الجيش يقسمون يمين الولاء الى الفوهرر هتلر زعيم ألمانيا. وليس لألمانيا. والتحية العسكرية  ''هاى هتلر'' هي تحية الى الفوهرر هتلر زعيم ألمانيا. وليس لألمانيا. وهو ما جعل ضباط الجيش الألمانى يتخذون القسم لهتلر حجة دفاعية لهم بعد الحرب أمام محاكمات نورمبرج لتبرير سبب اخلاصهم لهتلر حتى الموت.

وها هوذا الرئيس الروسى فلاديمير بوتين يسير مثل التلميذ الخائب على هدي تعاليم هتلر فى الحرب المزيفة مع أوكرانيا لاجبارها بأعمال البلطجة على إلغاء سعيها للانضمام الى حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.