الأربعاء، 11 سبتمبر 2024

الجناينى والمحافظ

 


الجناينى والمحافظ


صعق جناينى استراحة محافظ السويس, خلال نظام حكم الرئيس المخلوع مبارك, عندما قام نجل محافظ السويس حينها, الطالب الفاشل, الذى سبق ضبطه يتحرش بالفتيات فى مدينة بورتوفيق بالسويس, بعد أن حاول الفرار بالسيارة الرسمية التى تحمل رقم واحد المخصصة لوالدة المحافظ لمنع القبض عليه بعد ان كان قد استولى عليها للتباهي بها ومعاكسة الفتيات فى الشوارع, بصفعة بكف يده على وجهة, عندما نهره لاقتلاعة زهور حديقة الاستراحة بدون داع, وأظلمت الدنيا في عيون الجناينى البسيط المتقدم فى السن, وشعر بدوار, ليس بسبب قوة الصفعة, ولكن بسبب قوة الإهانة, ولم يطيق انتظار عودة المحافظ من مكتبه بديوان المحافظة بعد الظهر لانتقاد نجله الارعن والتنديد بسوء تربيته, وارتدى ملابسه, وتوجه الى ديوان عام محافظة السويس لمواجهة المحافظ فى عرينة, دون ان يخشى بطش المحافظ, الذى اشتهر بالقسوة والديكتاتورية والشراسة وانعدام الضمير, وكان كبار قيادات الحزب الوطنى الحاكم, وأعضاء المجالس النيابية والمحلية, والجهاز التنفيذى, والعديد من القيادات السياسية والشعبية, يرتعدون رعبا وفزعا وجبنا وهوانا امام ارهاب وافتراء المحافظ ولسانه السليط, ولا يتجاسرون على مواجهة المحافظ حتى في اتفه الامور, واقتصر دورهم على السير في مواكبة والتصفيق لترهاتة, وسار الجناينى بخطوات ثابتة فى الردهة المؤدية الى مكتب المحافظ, ووجد امامة محافظ السويس يغادر مكتبه متوجها الى زيارة ميدانية, وفوجئ المحافظ بجناينى استراحته امامة, ووقف الغريمان المحافظ والجناينى برهة صامتين ينظرون لبعضهما البعض, وبكلمات كحد السيف, تكلم الجناينى وأخبر المحافظ بجريمة نجلة المارق, منتقدا أمام العاملين والمواطنين الذين تصادف وجودهم مسلكه وسوء تربيته, واهتز المحافظ الجبار لأول مرة منذ توليه منصبه أمام الجناينى البسيط, وشعر المحافظ المفترى بأنه صار قزما, وبأن الجناينى العامل البسيط صار عملاقا, وخان المحافظ صوته الجهورى الخشن المبحوح الذي اشتهر بالسب والردح, وبصعوبة قال المحافظ للجناينى بصوت مختنق: ''معلهش يا عم فلان, دة مهما كان زى ابنك'', ورد الجناينى على الفور: '' دة لو كان ابنى فعلا الذى ربيته, مكنش ابدا يصفع من هم فى سن والده'', وشعر المحافظ بالضياع والهوان من تلقى بكلمات الجناينى صفعة قاضية اشد هولا من صفعة نجله للجناينى, ووجد المحافظ نفسه فى عرينة وصولجانه واستبداده ضائعا تائها مشردا لا يساوي قلامة ظفر, وانصرف الجناينى برغم كل احزانه, وانحدار الدموع من عيونه, شامخاً رافع الراس, بعد ان وجد فى عيون من حوله من العاملين والمواطنين, احتراما وتقديرا كبيرا, لم يحظى بة يوما من كانوا ينعتون أنفسهم تكبر بالصفوة الحاكمة, وكانوا يركعون اذلاء خانعين في الأوحال, امام جبروت المحافظ ونجله الأهوج.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.