البعثية تسقط في سوريا وتنهض في مصر
- في أي منطق حقوقي وأي ميثاق دستوري، الإجراءات اللي بتعملها السلطة حاليًا بحق المصريين في الخارج، هي إجراءات قمعية وباطلة وبلا أساس قانوني.
- وفي الدستور المصري الحالي تؤكد المادة 62 حق المواطنين في حرية التنقل واستخراج الوثائق الرسمية دون قيود تعسفية، وهو ما يتناقض مع إجراءات السفارات المصرية بالخارج.
- فكرة الربط بين الحقوق الدستورية المترتبة على المواطنة وبين الموقف السياسي من النظام فكرة بعثية بامتياز، صحيح كل الأنظمة الاستبدادية بتضيق على معارضيها في الخارج، لكنها بتخلي دائرة الاستهداف عند مستوى محدود جدًا على مجموعة من الكوادر السياسية الخطرة عليها، مش بتحط كل الجاليات موضع اشتباه دائم وتحقق معاهم في الرايح والجاي! وما بيكونش استهداف إداري بالشكل الرديء دا، بيبقى استهداف أمني واضح ومحدد ولشخصيات معروفة.
- لكن في النظرة البعثية للسياسة فالشعب هو مجموع الأفراد المؤيدين للرئيس فقط لا غير، ودي نظرة مبنية على تصور سياسي بيعتبر أنه الوصول إلى رئاسة الجمهورية يعني امتلاك البلد، وعليه يصبح الشعب في حكم المستأجر أو الضيف، إما أنه يؤيد صاحب الدار أو يصبح غريبًا وغير معترف بيه في عُرف السلطة ولا أعرافها وأوراقها.
- ومن هنا فإن صاحب العقار = الرئيس، مش بس يمتلك الأرض والمنشآت، بل يمتلك التحكم في حياة الناس، وآرائهم، ومواقفهم، ومشاعرهم السياسية، لأنه كما هو معروف بعثيًا: فالسلطة منبع الحقيقة والوطنية، والمفروض "نسمع كلام الرئيس بس".
- وبالتالي أي معارضة للسلطة أو تبني وجهة نظر مختلفة في إدارة البلاد معناه "الخيانة" ونكران الجميل، بما يستوجب إسقاط الأهلية ومحو المواطنة ولاحقًا إسقاط الجنسية، لأنه كل دا بالنسبة لـ"صاحب البلد" اعتداء لا يمكن التسامح معه على حقه المقدس في السلطة والحقيقة.
**
- النتيجة الطبيعية لامتلاك البلد بوضع اليد أنه مفيش مؤسسة بتقوم بدورها الطبيعي: الجيش بيسيب المعابر الحدودية للعرجاني، وبيركز على المقاولات أكتر من التدريب العسكري.
- والأمن بيركز على اصطياد المعارضين من القهاوي وبيترك شوارع الجمهورية عبارة عن فيلم أكشن طويل، أحداثه سلسلة متصلة من عنف الشوارع، والسلاح الأبيض، والاشتباكات العشوائية بين شعب مقهور مش عارف ينفس عن غضبه فين.
- والسفارات والقنصليات في كافة الأعراف الدبلوماسية في العالم بتقوم بخدمة المواطنين وتسهّل حياتهم في الغربة بدون ما يكون ليها علاقة بآرائهم السياسية، لكنها في وضعنا الحالي بتتبع المواطنين أمنيًا وتحقق معاهم وتستجوبهم وتكتب تقارير عنهم، وتقوم بالوشاية الأمنية عليهم، وهكذا.
- اللي حاصل دا بيقول حاجة واحدة: إنه السلطة بغريزتها الأمنية خايفة من الشعب، وبتستبق أي بادرة تحرّك منه بإجراءات قمعية في كل الاتجاهات، والشعب بشكل لاواعي خايف من السلطة ومن ردود أفعالها، وفي النهاية الخوف بقى سيد الموقف في مصر، ودا ببساطة معناه أننا رايحين لمستقبل مجهول.
- كل ما بنطالب السلطة بالتعقل والتفكير بشكل سياسي والتصرف بشكل عاقل، بنلاقي قدامنا حاجة مختلفة، وبتظهر قدامنا استجابات عُصابية غريبة، ناتجة عن شعور مزمن بالعزلة والضعف والتوتر، ومع ذلك مضطرين نقوم بدورنا في التوجيه عسى أن يصادف كلامنا شخص عاقل في نظام محكوم بالجنون.
الموقف المصري
الرابط
https://x.com/AlmasryAlmawkef/status/1869796984388792796
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.