نذكركم حتى لا ننسى بأحد أسوأ أيام الدبلوماسية المصرية.. حينما عملت مصر لصالح إسـ..ـرائيل
- في يناير 2025، يستعد العالم والمنطقة، لعودة إدارة ترامب من جديد للسلطة، والأهم بالنسبة لنا استعداد مصر للحدث المهم دا، اللي متوقع يزيد من عمق فقدان مصر لدورها في المنطقة، وفقًا لمقال منشور في مجلة فورين أفيرز.
- بالتزامن وخلال الأيام اللي فاتت، بتمر علينا ذكرى واحدة من أسوأ أيام الدبلوماسية المصرية على الإطلاق، لما سحبت مصر مشروع قرار هو الأول من نوعه لإدانة الاسـ..ـتيطان في مجلس الأمن الدولي، امتثالًا للضغط الإسرائيلي وضغط إدارة ترامب المنتخبة وقتها تحديدًا.
***
إيه اللي حصل؟
- يوم 21 ديسمبر 2016، قدمت مصر مشروع قرار إدانة الاسـ..ـتيطان لمجلس الأمن الدولي مدعومًا بتوافق بين الدول العربية عليه، وقتها كانت فرصة تمرير القرار دا كبيرة، خاصة وإن إدارة أوباما واللي وقتها كانت اقتربت ولايتها من الانتهاء، كان عندها توجه بعدم استخدام حق الفيتو "النقض" ضد تمريره، وفرنسا كذلك أعلنت تأييدها للمشروع واعتبرته متوافق مع موقفها من الاسـ..ـتيطان.
- المشروع تضمن "الوقف الفوري الكامل لأنشطة الاسـ..ـتيطان بالأراضي الفلـ..ـسطينية المحـ..ـتلة بما فيها القـ..ـدس الشرقية".
- المشروع دا كان له أهميته الكبيرة في مواجهة قضم الاحتلال أراضي الفلسطـ..ـينيين والاستيلاء عليها ومصادرة وهدم بيوتهم، وهيساعد الفلـ..ـسطينيين في أي مفاوضات مع الاحتـ..ـلال في المستقبل، بل وكان هيكون له تأثير واضح على اقتصاد المستوطنات اللي هيتأثر نتيجة حملات المقاطعة معتمدة على أول قرار صريح من مجلس الأمن في إدانتها.
- بل والسفير الإسـ..ـرائيلي الدائم لدى الأمم المتحدة، حذر من إن "القرار هيشجع الفلسـ...ـطينيين على السعي لفرض عقوبات دولية على إسـ..ـرائيل".
- وقتها بدأت إسـ..ـرائيل في التحرك السريع، ونشر نتـ..ـنياهو فيديو عن طريق حسابه على تويتر فجر الخميس 22 ديسمبر، بيطلب من أمريكا معارضة القرار.
- وقتها إدارة أوباما اللي كانت متحررة من أي ضغوط سياسية بما فيها ضغط اللوبـ..ـي الإسـ..ـرائيلي، مكنتش مهتمة بالتورط أكتر في الشرق الأوسط، ولأن موقفها هو عدم استخدام الفيتو ضد القرار، تحرك ترامب اللي كان له موقف داعم وبقوة لإسـ..ـرائيل، نشر بيان بيهاجم فيه القرار، وادعى إنه هيكون ظالم للإسـ..ـرائيليين.
- بعدها بساعات اتصل الرئيس السيسي بترامب وقال إنه التحركات الدبلوماسية المصرية بدون تعليمات منه، ووعده بسحب المشروع، (الكلام دا قاله جاريد كوشنر مستشار ترامب وصهره في مذكراته المنشورة في 2022 وفقًا للصحفي حسام بهجت اللي كتب يذكرنا بالكارثة).
- بعدها مباشرة أعلنت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، عن اتصال بين الرئيس السيسي وترامب توافقوا خلاله على إتاحة الفرصة للإدارة الجديدة للتعامل بشكل كامل مع كل أبعاد القضية الفلسـ..ـطينية والتوصل لتسوية شاملة، وبالفعل نشرت الصحافة الإسـ..ـرائيلية خبر تأجيل التصويت على مشروع القانون، قبلها أعلنت مصر تعليق المشروع رسميًا للتشاور مع المجموعة العربية اللي هي أصلًا شاركت في إعداده، قبل ما تعلن مصر رسميًا سحب مشروع القانون.
- بعدها مصدر دبلوماسي برر لوكالة أنباء الشرق الأوسط، بإنه الإدارة المنتهية ولايتها عايزة تنتقم من الإدارة الجديدة، وإنها عايزة تقيد حركة ترامب لتحقيق التسوية الشاملة للقضية الفلـ..ـسطينية.
- يوم الجمعة 25 ديسمبر، طرحت أربع دول هي نيوزيلندا وماليزيا والسنغال وفنزويلا مشروع القرار للتصويت، واتوافق عليه من 14 دولة من أصل 15 بما فيهم مصر، بينما امتنعت أمريكا لوحدها عن التصويت بدون استخدام الفيتو.
- بعد تمرير المشروع، متحدث الخارجية المصرية، قال إنه مصر سحبت المشروع خوفًا من الفيتو (أمريكا مستخدمتهوش أهه) واعتبر إن دا شجع دول أخرى لطرحه، وإن مصر كانت بتحاول تحافظ علي التوازن مع كل الأطراف لضمان قدرتها على التأثير خلال التسوية الشاملة.
***
إيه النتيجة؟
- بما إننا بنتكلم حاليًا من المستقبل، مضطرين نذكر متحدث الخارجية وقتها، والدبلوماسية المصرية، بإنه مصر محافظتش على التوازن ولكنها دخلت في تماهي تام مع إدارة ترامب، اللي قادت مجموعة من القرارات القاسية ضد القضية الفلسـ..ـطينية.
- بداية من منح الاحتـ..ـلال السيادة على القـ..ـدس وافتتاح سفارة لها هناك، والسيادة على الجولان، بالإضافة لمجموعة قرارات عقابية ضد الفلسـ..ـطينيين بما فيها تجميد مساعدات.
- شفنا محاولات لتمرير صفقة القرن، اللي بتحرم أشقائنا من دولة مستقلة ذات سيادة، وشرعنة انتزاع أراضيهم بحجة العيشة الكويسة، وأخيرًا بنشوف حـ..ـرب مدمرة حاليًا على كامل التراب الفلسـ..ـطيني، بينما مصر بتتفرج، ومنتظرة إدارة ترامب اللي جاية بالوعيد للفلسـ..ـطينيين والمنطقة وأخطار إضافية بإمكانية الاعتراف بسيادة الاحـ..ـتلال على الضـ..ـفة كمان!
- لكن النتيجة الأبرز بالنسبة لنا، هو تلاشي الدور المصري، وفقدان مصر التأثير السياسي والدبلوماسي لصالح قوى أخرى في المنطقة، وبقت مصر مش بس مش عارفة تنهي حـ..ـرب بربرية بتحصل على حدودها لأكتر من سنة، بل وفشلت في فعل أقل القليل بالانضمام لدعوى جنوب أفريقيا ضد الإبـ..ـادة الجـ..ـماعية في غـ..ـزة، بل وفشلت في إدخال المساعدات من معـ..ـبر رفـ..ـح وفتحه، إلى فقدان السيطرة عليه لصالح الاحـ..ـتلال وعلى أهم محور على حدودنا الشرقية، محور فـ..ـيلادلفيا.
***
- نتمنى أن يفطن الرئيس السيسي اللي بيقود بـ"تعليماته" الدبلوماسية المصرية في أسوأ عصورها، لتأثير تدخله في استخدام الدبلوماسية المصرية لمصلحته الشخصية أو رؤيته اللي اتضح إنه قاصرة للمنطقة ودور مصر.
- نتمنى نشوف إصلاح حقيقي، لاستعادة الدولة المصرية قوتها الدبلوماسية، واللي هيبدأ من رفع إيد الأجهزة والعسكرة عن الدبلوماسية والخارجية المصرية، وتتركها تقوم بدورها باستقلالية وفقًا لصالح مصر والقضايا اللي على رأس أولوياتها.
- نتمنى لا نرى تكرار هذا اليوم مرة أخرى، ونشوف مصر بتخرج من عزلتها وعباءة التأثير الترامبي، وبتستعيد مكانتها الإقليمية وأمنها القومي المفقود.
#الموقف_المصري
https://x.com/AlmasryAlmawkef/status/1871542961365770703
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.