الثلاثاء، 24 ديسمبر 2024

شاب يقـ..ـتل زوجته صعقًا بالكهرباء لرفضها العلاقة الزوجية!.. مجتمعنا في خطر

شاب يقـ..ـتل زوجته صعقًا بالكهرباء لرفضها العلاقة الزوجية!.. مجتمعنا في خطر


- من يومين أهالى قرية "الحاجر" بمركز كفر الدوار في البحيرة، شيعوا جثمان زوجة شابة لقيت مصرعها صعقًا بالكهرباء على أيد زوجها.
- الزوجة الشابة واسمها "أميرة" عمرها حوالي ١٨ سنة، وأم لطفل رضيع، وزوجها 27 سنة (عامل زراعي) وهو في نفس الوقت ابن خالتها.
- ما يعني أنه تم زواجها وهي قاصر في جريمة واضحة، بتتم كل يوم علي مرأي ومسمع من الحكومة وبالأخص في الريف والقري المصرية.
- وفقًا لاعترافات الزوج، المحبوس الآن على ذمة التحقيقات، فهو أقدم على تقييد أيدين وقدمين زوجته بحبل و"إيشارب" في غرفة نومهم، وصعقها بالكهرباء بسلك موصول بالفيشة بشكل أدى لوفاتها.
- الزوج بعد وفاة زوجته أخدها لمستشفى كفر الدوار العام بحجة أنها تعرضت لصعق كهرباء بالخطأ، لكن مفتش الصحة لاحظ وجود آثار صعق بالكهرباء على اليدين والمساعدين وبالتالي وجود شبهة جنائية، فبلغ قوات الأمن.
- بالفعل توصلت التحريات وأقوال والد المجني عليها، أن الزوج هو القاتل، وهو اعترف بالجريمة، وبناء عليه تم حبسه، لكن الأغرب من الجريمة البشعة هو تبرير الزوج لقتل زوجته بأنها "مش بتحترمه ولا بتمنحه حقه الشرعي"! ودا تبرير شديد الغرابة لجريمة قتل.
- وواضح أنه الزوجة عانت كتير معاه، لأنه مش معقول أول مرة يضربها تموت في أيديه، وأكيد فيه تاريخ طويل من التعذيب والضرب والإساءات، ودا بيجبرنا نفكر في اللي بيحصل في مجتمعنا بعد ما أصبح العنف وسيلة التواصل الأولى بين الناس في الشوارع والبيوت.
***
بيوت مبنية على العنف
- العديد من الأبحاث اللي أصدرتها منظمات مصرية غير حكومية حول جرائم العنف ضد النساء، بتشير لارتفاع مطرد في جرائم قتل الستات بداية من عام 2021 وحتى الآن، سواء على يد الزوج أو أحد أفراد الأسرة، أو خارج العائلة.
- البيانات التي تضمنتها الأبحاث دي بتقول إن أعداد جرائم قتل الستات خلال السنين الأربعة اللي فاتت بتدور ما بين 800 إلى ألف حالة قتل سنويًا في مصر، والسبب الرئيسي فيها هو الخلافات العائلية!
- ودي نسبة مرعبة، وبتشير لنمو ظاهرة العنف كسلوك بيميز علاقتنا الاجتماعية، وبتقول صراحةً إنه فيه مناخ بيشجع على العنف في مصر وبيغذيه ويشرعنه ويحتفي بيه، كأداة وحيدة لحسم الخلافات.
- مفيش أسرة في العالم بدون خلافات، حتى في أكثر المجتمعات تقدمًا وانفتاحًا بتحصل خلافات، لكن ليه بقت الاستجابة في مصر للخلافات بتتحول لناحية العنف فقط لحسم الخلاف؟
**
أسوأ الحلول
- فيه أسباب كتير للعنف الزوجي ما نقدرش نقول إنها يقينية لكن ليها أثر بالتأكيد، زي إنه العنف السياسي اللي بيمارسه الاستبداد بيُعاد إنتاجه أسريًا على المرأة، فإذا كان الاستبداد هو عنف موجه من المؤسسة الأمنية ضد المجتمع، فالعنف الأسري هو محاولة إخضاع الطرف الأقوى وهو الرجل، للطرف الأضعف وهي المرأة، ومع وجود بذرة مقاومة بيلجأ الطرف الأقوى لإيذاء الطرف الأضعف على سبيل العقاب.
- وممكن نقول برضه إنه العنف الاجتماعي العام والامساواة الكبيرة إقتصاديا بيعاد إنتاجها داخل سياق الأسرة.
- يعني في الحالة اللي قدامنا دي فيه عامل زراعي، بيتعرض للاستغلال من مراقب الأنفار ومالك الأرض، وغير مُعين بشكل دائم أو مؤقت، ولا عنده أي أمان وظيفي ولا تأمين اجتماعي ولا صحي، ولو تعب يوم مش هيلاقي ياكل، في المحصلة هو شخص بيتعرض لعنف اجتماعي شديد، أو ببساطة المجتمع دايس عليه.
- ومع الأزمة الاقتصادية ووجود حكومة بتحمل الشعب تبعات فشلها، من ضرائب مرتفعة وخدمات باهظة التكلفة، ودعم هزيل وشبه غير موجود، كل دا بيضغط الأسرة المصرية وبيسمم الأجواء الاجتماعية فيها.
- اللي بيحصل أنه الفرد بيعيد إنتاج القهر الاجتماعي والاقتصادي على أي حد يدخل في نطاق سلطته، وبحكم الثقافة السائدة اللي بتعطي للزوج سلطة على زوجته، فـ"أميرة" كانت سيئة الحظ، ولو كان أتيح للزوج أنه يشهد نمو الرضيع بعيدًا عن السجن، كان هيبقى أب عنيف برضه، على الأرجح.
**
- فيه أشياء كتير ممكن تتقال عن النظام الاجتماعي اللي بيخلي فيه علاقة غير متكافئة بين الرجل والمرأة، حتى بعد كل التغيرات اللي طرأت على شكل الأسرة حاليًا في مصر، لكن في النهاية لازم ندرك أنه 60% من المصريين محاصرين بالفقر الاقتصادي والهامشية الاجتماعية، ودا بيخلي بيخلق مناخ من العنف المدمر.
- في الحالة اللي قدامنا دي الزوجة اتقتلت، والزوج هيتحبس، والطفل هينشأ بعيدًا عن أسرته وهيعيش على الأغلب حياة مضطربة، ودي حالة كلاسيكية من خراب البيوت.
- في الوضع اللي عايشينه، وإلى أن يحدث تغيير سياسي يحسن من حياة الناس محتاجين ثقافة معارضة للعنف، ثقافة قائمة على الحوار والتفاهم والتضامن والتعاطف، ثقافة لا يكون معيار الرجولة فيها القدرة على البطش بالزوجة والأطفال، بل العكس تكون مسطرة الرجولة فيها هي المعاملة الحسنة والرفق واللين، ودا جوهر النظرة الإسلامية لإدارة الأسرة بما أنه البعض بيعارض أي رفض للظلم باسم الدين.
#الموقف_المصري
https://x.com/AlmasryAlmawkef/status/1871566069128651176

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.