الثلاثاء، 1 ديسمبر 2020

ابحث مع الشرطة والنيابة المصرية والإيطالية عن السفاحين الهاربين الذين قاموا بخطف وتعذيب وقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني والقاء جثته فى مكان متطرف بالقاهرة


ابحث مع الشرطة والنيابة المصرية والإيطالية عن السفاحين الهاربين الذين قاموا بخطف وتعذيب وقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني وإلقاء جثته فى مكان متطرف بالقاهرة


اهم البنود

 ١- اتفق البلدان على ان تعقد إيطاليا محاكمة غيابية للضباط المصريين المتهمين بقتل جوليو ريجيني دون مشاركة قضائية مصرية، وأن تتظاهر مصر بأن هذه المحاكمة لا تحدث عادي؛ 

٢- كما اتفقا على أن أي أحكام صادرة غيابيا عن هذه المحاكمة لن يتم تنفيذها؛

٣- تستمر مصر في البحث بدأب وفي كل مكان عن القاتل الحقيقي لجوليو من منطلق حرصها على العدالة

٤- أكد الطرفان حرصهما على عدم السماح لهذا الموقف المؤسف وغير المتعمد بإفساد العلاقة الوطيدة أو التأثير على الشراكة الاستراتيجية بين البلدين



الاثنين، 30 نوفمبر 2020

تطور جديد في قضية ريجيني.. روما ستوجه اتهاما والقاهرة تصدر بيانا


تطور جديد في قضية ريجيني.. روما ستوجه اتهاما والقاهرة تصدر بيانا


قالت النيابة العامة المصرية، الاثنين، إن الجاني في قضية مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني لا يزال مجهولا، وإن ملف التحقيقات سيغلق مؤقتا.

وأضافت النيابة المصرية في بيان ذكرت أنه مشترك مع نيابة روما، أن جهات البحث سوف تتخذ كافة الإجراءات اللازمة للوصول إلى مرتكب الجريمة.

وجاء في البيان إن نيابة روما تنوي إنهاء التحقيقات بالاشتباه في "خمسة أفراد منتمين إلى أجهزة أمنية بتصرفات فردية منهم دون صلة بأية جهات أو مؤسسات حكومية مصرية".

وتحفظت النيابة العامة المصرية على هذا الاشتباه معتبرة أنه لا يستند إلى أدلة ثابتة وأنه وفقا للأدلة التي توصلت إليها النيابة العامة المصرية قام تشكيل عصابي بسرقة ريجيني.

وعثرت الجهات الأمنية على متعلقات ريجيني بمنزل أحد أفراد التشكيل، حسب البيان الذي قال إنهم استخدموا وثائق مزورة تثبت انتمائهم لجهات أمنية مصرية وأنها سوف تتصرف في هذه الواقعة على هذا النحو. 

ويأتي البيان بعد اتصال هاتفي أجراه رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في 20 نوفمبر الجاري، أكد فيه أن النيابة في روما مصممة على إصدار لائحة اتهام بحق خمسة من رجال الأمن في مصر. 

وكشف كونتي، بحسب صحف إيطالية، أنه تم تحديد الرابع من ديسمير موعدا، حيث من المقرر أن يقوم المدعي العام الإيطالي بتقديم المستندات والتحقيقات، وطلب محاكمة عناصر الأمن المصري الخمسة.

وعُثر على ريجيني مقتولا بعد تسعة ايام من اختفائه في يناير 2016، وقالت والدته لاحقا انها تعرفت على ابنها فقط من خلال أنفه بسبب التشويه الذي لحق بجثته.

وأشار الادعاء العام الايطالي عام 2018 إلى خمسة مسؤولين من قوات الأمن المصرية باعتبارهم مشتبها بهم في الجريمة، وهي نظرية رفضتها مصر.

ورفضت إيطاليا نظريات متعددة قدمتها السلطات المصرية حول الجريمة.

وقالت النيابة العامة المصرية إنها "تتفهم القرارات المستقلة التي سوف تتخذها "نيابة الجمهورية بروما"، كما تتفهم الأخيرة قرار النيابة العامة المصرية. 

تصعيد المعركة ضد المبادرة


تصعيد المعركة ضد المبادرة

حسام بهجت المدير بالإنابة للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية: النائب العام يأمر بمنع التصرف في حساب المبادرة المصرية لحين انتهاء التحقيقات في القضية الارهابية رقم ٨٥٥ أمن دولة، والبنك العربي الأفريقي يوقف التعامل على الحساب، بزعم ان منظمة حقوق الانسان منظمة إرهابية، وتحديد جلسة غداً الثلاثاء اول ديسمبر أمام إحدى دوائر الإرهاب بمأمورية استئناف طرة لنظر تأييد الأمر أو رفضه بحضور قيادات المبادرة الثلاثة المحبوسين بزعم انهم ارهابيين.

النيابة العامة المصرية تعلن رسميا إنهاء وإغلاق التحقيقات فى قضية اختطاف وتعذيب وقتل الطالب الإيطالي ريجيني.. والنيابة العامة الايطالية تعلن رسميا انتهاء التحقيقات فى القضية وتتهم 5 ضباط مصريين باختطاف وتعذيب وقتل ريجيني وتستعد لمحاكمتهم


النيابة العامة المصرية تعلن رسميا إنهاء وإغلاق التحقيقات فى قضية اختطاف وتعذيب وقتل الطالب الإيطالي ريجيني

والنيابة العامة الايطالية تعلن رسميا انتهاء التحقيقات فى القضية وتتهم 5 ضباط مصريين باختطاف وتعذيب وقتل ريجيني وتستعد لمحاكمتهم


موقع صحيفة ''رأي اليوم” وهى صحيفة عربية مستقلة يرأس تحريرها مؤسسها الصحفي الفلسطينى  المعروف عبد الباري عطوان / 30 نوفمبر 2020 / مرفق الرابط

قالت النيابة العامة الإيطالية إنها تشتبه في 5 أفراد أمن مصريين بقتل الطالب الإيطالي ريجيني  بتصرفات فردية منهم، دون صلة بأيةِ جِهَات أو مؤسسَاتٍ حكومية مصرية وعرضها هذا الاشتباه وفق الإجراءات القضائية الإِيطالية على قَاضي التحقيقَاتِ الأَولِية في روما لِتقييمه واتخَاذِ الإجرَاءَاتِ القضائِيةِ بِشَأنِهِ.

جاء ذلك في بيان مشترك بين النيابة العامة الإيطالية ونظيرتها المصرية اليوم الاثنين 30 نوفمبر.

من جهتها قالت النيابة العامة المصرية إنه رَغم إِحاطتها وتقديرها الإجرَاءَات القانونية الإيطالية، فإنها تَتحفّظ تماما على هذا الاشتباه ولا تؤيده، و ترى أنه مَبني على غير أدلة ثابتة، وتؤكد تفهمها للقرارات المستقلة التي سوف تتخذها «نيابة الجمهوريّة بروما».

وأعلنت «النيابة العامة المصرية» أنها توصلت إلى أدَلة ثابتة على ارْتِكاب أفراد تشكيل عصابِي واقعة سرقة متعلقات الطالب المجني عليه بالإكراه، حيث عُثر على تلك المتعَلّقَات بِمسكن أحد أفراد التشكيلِ، وأيدت شهادات بعض الشهود ذلك، كما ثَبت من التحقيقات ارتكاب التشكيل جرائم مماثلة كان مِن بَيْنِ المَجْنِي عليهم فيها أجانب؛ مِنهم «إيطالي الجنسية» خلاف الطالب المجني عليه، وأنهم استعملوا في ارتكاب جرائمهم وثائق مزورة تنسبهم –على غَير الحقيقة- إلى جهة أمنية مصرية، مشيرة إلى أنها ستتصرف في تلك الواقعة على هذا النحو.

وأكدت «النيابة العامة المصرية» أن مرتكب واقعة قتلِ الطالب المجني عليه لا يزال مجهولا، وأَنها ستتصرف في ملف تحقيقات الواقعة بغلقه مؤقتا، مع تكليف جهات البحث والتحري بِموالاة اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للوصول إلى مرتكب.

وأبدى الطَّرفَان في البيان المشترك التزامهما باسْتمرار التعاون القضائي بينهما وتقديم كل ما يتم التوصل إليه منْ معلومات حول الواقعة للكشف عن الحقيقة.

وأكدت النيابتان أن التعاون القضائي بينهما كان وسيظل على أعلى المستويات في كافة المجالات القضائية.

المدعي العام الايطالي: جاهزون لإغلاق التحقيقات فى قضية ريجيني ضد 5 من ضباط الأمن المصري تمهيدا لمحاكمتهم


صحيفة لا ريبوبليكا الإيطالية:

فى اجتماع عبر الفيديو كونفرانس بين المدعي العام الايطالي والمدعي العام المصرى اليوم الاثنين 30 نوفمبر

المدعي العام الايطالي: جاهزون لإغلاق التحقيقات فى قضية ريجيني ضد 5 من ضباط الأمن المصري تمهيدا لمحاكمتهم

المدعي العام المصرى: لا توجد أدلة كافية لدعم الاتهام في المحكمة

 

مرفق رابط التقرير على موقع صحيفة لا ريبوبليكا الإيطالية أو "الجمهورية" وهي صحيفة يومية إيطالية تهتم بالشأن العام تعد الأكثر تداولا في إيطاليا وتباع بواحد يورو وتعبر الصحيفة عن توجه يسار الوسط في إيطاليا وتصدر بالتنسيق المعروف بشكل برلينر


''مضي مكتب المدعي العام الإيطالي في روما قدمًا وأعلن اليوم الاثنين 30 نوفمبر 2020 استعدادة لإغلاق التحقيق فى القضية ضد خمسة من أفراد المخابرات المصرية تم اتهامهم فى تحقيقات النيابة الايطالية باختطاف الباحث الإيطالي جوليو ريجيني فى القاهرة وتعذيبه وقتله تمهيدا لتحديد جلسة محاكمة فى إيطاليا خلال الأيام القادمة. هذا ما نقلته اليوم الاثنين 30 نوفمبر 2020 المدعية العامة الايطالية ميشيل بريستيبينو للمدعي العام المصري، حمادة الصاوي، خلال اجتماع عقد عبر الفيديو كونفرانس. "المدعي العام المصري - ورد في مذكرة مشتركة - في الإحاطة علما بنتائج التحقيقات الأولية الإيطالية، وأبدى تحفظاته على صلابة إطار الاستدلال الذي يعتقد أنه لا يحتوي على أدلة كافية لدعم الاتهام في المحكمة، وعلى أية حال، فإن النائب العام فى المصرى ابدى احترامه القرارات التي سيتخذها المدعي العام الايطالى، في نطاق استقلالها''.

صحيفة "معاريف" الإسرائيلية: نتنياهو يزور القاهرة ويلتقي مع السيسى خلال الفترة القادمة


صحيفة "معاريف" الإسرائيلية: نتنياهو يزور القاهرة ويلتقي مع السيسى خلال الفترة القادمة

نتنياهو استغل رعب السيسى وبن سلمان من بايدن وتقمص دور ''المحلل'' للتوسط لهما عند بايدن وقام بزيارة السعودية سرا ويستعد لزيارة القاهرة علنا نظير تعظيم التطبيع مع إسرائيل


مرفق رابط عدد اليوم الاثنين 30 نوفمبر 2020 من صحيفة معاريف الإسرائيلية مع تحليل سياسى منى عن كل فقرة للصحيفة ووضعت أقوال الصحيفة الاسرائيلية بان قوسين منعا لأي التباس.


 أكدت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية، اليوم الإثنين 30 نوفمبر 2020، نقلا عن مصادر إسرائيلية مطلعة، كما هو مبين فى رابط صحيفة معاريف الإسرائيلية المرفق: ''أن رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو، سيقوم "في غضون أسابيع" مقبلة، قد تحدد مع تولى الرئيس الامريكى الجديد جو بايدن السلطة يوم 21 يناير 2021، بزيارة رسمية إلى مصر للاجتماع بالرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرةً إلى أن عنوان الزيارة ما يسمى بحث القضايا الاقتصادية المشتركة''.


 فى حين ان هدف الزيارة الحقيقي وفق التوقيت و تصريحات بايدن ضد الاستبداد فى مصر والسعودية قبل انتخابة  تشير الى توسط نتنياهو للسيسى عند جو بايدن، مثلما فعل نتنياهو قبلها بأيام فى زيارتة السرية للسعودية ولقاءه الأمير محمد بن سلمان ولى العهد للتوسط لة عند جو بايدن، وهو دور رحب بة نتنياهو كثيرا للسعودية ومصر لاستغلال خوف السيسى وبن سلمان من بايدن لتعزيز التطبيع مع بلديهما نظير ابعاد لعنة بايدن عنهما.


وقالت صحيفة معاريف: ''إن مسؤولين مصريين وإسرائيليين يجرون حالياً اتصالات للتوافق على تفاصيل الزيارة''.


 وهو ما يفهم منة للإيهام بأنها دوافعها الأساسية تعزيز العلاقات بين البلدين.


 ولفتت الصحيفة: ''إلى أن وفوداً بالفعل تمثل القطاعات الاقتصادية في كل من مصر وإسرائيل ستعقد لقاءات ثنائية بهدف محاولة التوافق لتدشين مشاريع مشتركة خلال الزيارة''.


وأضافت الصحيفة: ''إن هذه الزيارة المرتقبة تستند إلى قوة الدفع الناجمة عن اتفاقات التطبيع التي توصلت إليها إسرائيل مع كل من الإمارات والبحرين والسودان''.


 وبالطبع ستكون محاولة توصيل رسالة الى بايدن بأن السيسى وبن سلمان كان لهما دورا كبيرا فيها بغض النظر بأن الضاغط يومها كان الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب على وهم ان تساعدة فى الفوز خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية وهو لم يحدث.


وذكّرت الصحيفة: ''بأنّ نتنياهو التقى السيسي سراً في القاهرة، في مايو/ أيار 2018، وطلب السيسى ان تكون الزيارة سرية''.


وهو طلب كان لدواعى سياسية للظهور امام الشعب المصرى بمظهر الغاضب من بعض السياسات الاسرائيلية قى فلسطين، رغم ان نتنياهو تناول يومها مع السيسى وجبة إفطار رمضان، إذ صادفت الزيارة حلول شهر رمضان، ولكن الزيارة الجديدة المرتقبة لنتنياهو الى القاهرة تطلبت الظروف أن تكون هذه المرة علنية لتوصيل رسالة احتواء من السيسي الى بايدن.


وبينت الصحيفة: ''أن المصريين ألغوا اجتماعاً كان يفترض أن يعقد بين السيسي ونتنياهو في القاهرة في شتاء 2016، بعد أن كشف وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شطاينتس، في حينه أن مصر قامت بتدمير الأنفاق بين غزة وسيناء بناء على طلب إسرائيل''.


''وعقد نتنياهو لقاء علنياً مع السيسي في نيويورك، في سبتمبر/ أيلول 2017، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة''.

آفاق العلاقات المصرية الأميركية بعد انتخاب بايدن


آفاق العلاقات المصرية الأميركية بعد انتخاب بايدن


على الرغم من أن فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأميركية كان متوقعا، إلا أنه أدّى إلى شعور كبير بالصدمة لدى محيط الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، كما لو أن احتمال فوزه لم يكن واردا أبدا. كانت تغطية أدوات إعلام الرئيس المصري للانتخابات الأميركية أقرب إلى تغطية انتخابات مصيرية يتحدّد فيها مصير السيسي في مصر، وليس ترامب في أميركا. كانت تهيئ الرأي العام المصري لانتصار ترامب، وتتهجم على بايدن حتى بعد فوزه، بل حتى لحظة مبادرة السيسي بتهنئة بايدن. حينها تحوّل في ثوان معدودة أحد أكثر مقدّمي البرامج التلفزيونية السياسية ذيلية في مصر، بمرونة أكروباتية تفوق أذكى روبوت في العالم، من مهاجمة بايدن إلى الترحيب بفوزه في البرنامج ذاته على الهواء!

كان ترامب الرئيس الأميركي الأكثر دعما لرئيس مصري منذ نحو أربعة عقود، أي منذ اغتيال الرئيس أنور السادات عام 1981، فباستثناء فترة محدودة مورست فيها ضغوط جادّة لتحسين الديمقراطية، خلال ولاية الرئيس جورج بوش في بداية القرن الحالي، و48 ساعة خلال انتفاضة يناير/ كانون الثاني 2011، في أثناء ولاية الرئيس باراك أوباما ، فإن باقي الرؤساء الأميركيين تعايشوا مع رؤساء مصر (حسني مبارك، المجلس العسكري، محمد مرسي، عدلي منصور، عبد الفتاح السيسي) من دون تماه مع رئيسٍ بعينه. لكن ترامب تماهى مع السيسي، ومنحه مظلة دعم أدبي وسياسي أربع سنوات كان في مسيس الاحتياج لها من أجل تثبيت أركان حكمه الدموي والفردي، ليس في مواجهة الشعب فحسب، بل وأيضا في مواجهة منافسيه المحتملين من داخل الجيش. الأمر الذي مكّنه من إقصاء الساعين منهم إلى منافسته في الانتخابات الرئاسية في 2018 وسجنهم. بدلا من انتقاد السيسي بما يتناسب مع هول هذه الفضيحة، بادر ترامب علنا، في أكثر من مناسبة، بامتداح قدرات "ديكتاتوره المفضل" على قمع شعبه. بل وحاصر ترامب غضب مجلس الشيوخ (يسيطر عليه حزبه الجمهوري) من انتهاكات السيسي لحقوق الإنسان. وألجم ردود الفعل الغاضبة في وزارة خارجيته على تباطؤ السيسي في الإفراج عن مواطنين أميركيين مصريين وموت أحدهم. ثم بادر ترامب بعرض توسّط إدارته في النزاع بين إثيوبيا ومصر حول مياه النيل، ودعم بقوة لافتة موقف السيسي. وبعدما انسحبت إثيوبيا من مشاورات الوساطة، قال ترامب إن السيسي قد يقصف سد النهضة، موحيا بشكل غير مباشر بأن أميركا لن تمانع، أو تحتج، لاحقا، على الضربة المحتملة.

تماهى ترامب مع السيسي، ومنحه مظلة دعم أدبي وسياسي أربع سنوات كان في مسيس الاحتياج لها من أجل تثبيت أركان حكمه الدموي والفردي

برحيل ترامب المتماهي، سيختلف نمط العلاقة ليس فقط مع السيسي، ولكن أيضا مع عدد كبير من الأطراف الدولية الأهم كثيرا لأميركا من مصر والسيسي. والسيناريوهات المحتملة للعلاقة بين الإدارة الجديدة ومصر ستتوقف على عدة عوامل. منها مدى أولوية مصر على جدول أعمال رئيسٍ يرث دولةً كشفت انتخاباتها عن انقسام حاد في المجتمع حول قيمه وأولوياته. كذلك يرث بايدن شبكة تحالفاتٍ شبه منهارة مع أهم حلفاء أميركا في أوروبا والعالم. أحد أهم العوامل المؤثرة في صياغة علاقة الإدارة الجديدة مع مصر استقرار فريق بايدن على استراتيجيته الخاصة بالشرق الأوسط، والتي تراوح بين إدارة الظهر تماما للمنطقة والارتباط المحدود جدا بها. طبيعة تفاعلات السيسي ذاته في الأشهر القليلة المقبلة ستلعب دورا في الصياغة الجديدة. أيضا ما يحدث في مصر ذاتها يمكن أن يلعب دورا مؤثرا. مثال ذلك اضطرار إدارة أوباما في يناير 2011 لتغيير سياستها، ووضع مصر على رأس جدول أعمالها. بل إن ما قد يحدث في إيطاليا الشهر المقبل ربما يلعب دورا حيويا في هذا السياق، إذا مضت خطط عقد محاكمة علنية لضباط الأمن المصريين المتهمين بتعذيب الطالب الباحث جوليو ريجيني حتى الموت قبل نحو خمس سنوات.

اختبر السيسي قدراته منذ سبع سنوات على الصمود في وجه ضغوط واشنطن في أعقاب انقلابه الدموي على أول رئيس مدني ومنتخب في مصر 

على الرغم من أن ترجيحاتٍ بعينها تطفو على سطح تحليلاتٍ كثيرةٍ تسعى إلى الإجابة عن سؤال أي أفق للعلاقات المصرية الأميركية، إلا أن السيناريوهات ما زالت مفتوحة ومتعدّدة. من الملاحظ أن أغلب التحليلات لمخاوف السيسي تنطلق من توعد بايدن له بالاسم، وتعهّده بألا يصمت على انتهاكاته لحقوق الإنسان، وألا يمنح "ديكتاتور ترامب المفضل" شيكاتٍ على بياض، ما قد يوحي بالعودة إلى استخدام المعونة الأميركية للضغط عليه لتخفيف قبضته على أعناق المصريين. ولكن مخاوف السيسي أعمق بكثير، وعلى الأرجح، تنبع من القاهرة قبل واشنطن. فلقد اختبر السيسي قدراته منذ سبع سنوات على الصمود في وجه ضغوط واشنطن في أعقاب انقلابه الدموي على أول رئيس مدني ومنتخب في مصر منذ نحو سبعة عقود. 

المشكلة الآن مختلفة، فهي لا تنحصر في رياح الضغط التي يخشى أنها تتعبأ للانطلاق صوب القاهرة، فهناك مشكلة في قدرات السيسي ذاته، فالشعبية التي كان يحظى بها قبل سبع سنوات تبخرت على نار التدهور الهائل في الوضع المعيشي للمصريين، وإفراط السيسي في قمعهم من دون حساب. والدعم الخليجي الذي تدفق منذ سبع سنوات "كالرز"، وفقا لتعبير شهير لرئيس المخابرات المصرية حاليا عباس كامل، في حوار مسرّب بينه وبين السيسي، توقف بسبب الأزمة الهائلة التي تمر بها أغلبية الدول المصدرة للنفط في أعقاب الانهيار غير المسبوق لأسعاره في بداية العام الحالي، ومرشحة للاستمرار حتى نهاية العام المقبل على الأقل، بينما سيتطلب تعافي دول الخليج منها عدة أعوام أخرى. بينما تواجه مصر أزمة اقتصادية غير مسبوقة، نتيجة انهيار متحصلاتها من العملات الأجنبية من قناة السويس والسياحة وتحويلات العاملين في الخارج، وهي الأزمة المرشّحة للتفاقم خلال عام 2021، مع استمرار وباء كوفيد 19، في وقت تضاعفت فيه ديونها الخارجية لتصل إلى نحو 120 مليار دولار. وهذه الانحدارات الاقتصادية الحادّة لم تكن كلها حتمية، بل لعبت سياسات السيسي الاقتصادية دورا حاسما في مفاقمتها، خصوصا من خلال التوسع السرطاني للجيش في النشاط الاقتصادي، وفي مشروعاتٍ غير منتجة ولا تخلق فرص عمل كبيرة للمدنيين، بل وطاردة لفرص الاستثمار الخاص المصري والأجنبي في مشاريع منتجة ومشغلة للمدنيين.

تواجه مصر أزمة اقتصادية، بسبب انخفاض نشاط قناة السويس، والسياحة، وتحويلات العاملين في الخارج، وهي الأزمة المرشّحة للتفاقم

ولكن من ناحية أخرى، من المحتمل تحوّل رياح واشنطن الضاغطة إلى عواصف غير مسبوقة منذ نحو نصف قرن. يختلف الحزبان الرئيسيان، الديمقراطي والجمهوري، في أميركا بشكل حادّ حول كثير من قضايا السياستين الداخلية والخارجية، ولكن إحدى القضايا التي تشكّل نقطة التقاء بينهما، هي عدم التسامح إزاء جرائم حقوق الإنسان التي ارتكبها محمد بن سلمان في السعودية وعبد الفتاح السيسي في مصر. من المفارقات أن ذلك هو أيضا موقف الجناح التقدمي الصاعد بقوة في الحزب الديمقراطي. من ناحية أخرى، هناك اتجاه متنام منذ سنوات في أميركا يعتقد أن الاطار الحالي لعلاقة الشراكة المتميزة بين الولايات المتحدة ومصر أمر ينتمي للماضي، ولا يجسده حاضر العلاقة المشبع بالمرارات، ولا يرشّحه لأي مستقبل جدير بالتعويل عليه. نشأت هذه الشراكة في سبعينيات القرن الماضي، ليس فقط لأن مصر كانت أول دولة عربية تشق طريق السلام مع إسرائيل، ولكن لأنها أيضا كانت الدولة القائدة في النظام الإقليمي، وفي منطقة حيوية للعالم.

يعتقد الآن مفكرون استراتيجيون أن مصر فقدت، منذ سنوات، أهميتها الاستراتيجية في المنطقة والعالم، لحساب دول أصغر منها في الخليج العربي. وأن العالم العربي كله لم يعد له الأهمية التي كان يمثلها لأميركا خلال القرن الماضي. بعض المتبنين لهذا التقييم والتوجه هم ضمن فريق الرئيس بايدن. أحدهم ألّف كتابا صدر قبل أيام من إعلان فوز بايدن في الانتخابات، يتناول مستقبل السياسة الأميركية في ظل الرئيس الجديد مع مصر والعالم العربي. في مقالٍ سابقٍ لنشر الكتاب بعدة أشهر، كتب المؤلف أن من المحتمل أن تكون مصر بسبيلها للانتقال من طور الدولة الكبيرة التي لا يجب أن يسمح العالم بتحولها إلى دولة فاشلة (لما قد يكون لفشلها من تداعيات سلبية دولية هائلة)، إلى طور الدولة الكبيرة التي يصعب لذلك على المجتمع الدولي تحمل كلفة إنقاذها من فشلها الاقتصادي والسياسي المزمن. إذا ساد ذلك التوجه الجذري لإعادة تقييم أولوية مصر في السياسة الخارجية للإدارة الجديدة، فإن إدارة السيسي ستواجه زلزالا سياسيا واقتصاديا، لا يمكن اختزاله في الفقدان المحتمل لمعونة عسكرية سنوية مقدارها 1.3 مليار دولار، فقد ساعد وضع مصر شريكا متميزا لأميركا، علي تسويقها في شبكة العلاقات الدولية نصف قرن، لتصير في مقدمة قائمة الدول المؤهلة لتلقي القروض والمنح، حتى على حساب دول نامية أكثر احتياجا. أحدث مثال لذلك القرض أخيرا من صندوق النقد الدولي الذي تغاضى عن المطالبة حتى بالحد الأدنى من الشفافية المطلوبة من مصر، وفقا لقواعد الصندوق ذاته، وتواطأت إدارته بشكل فاضح على الفساد المتفشّي في اقتصادها، خصوصا مكوّنه العسكري، على الرغم من مطالبات المنظمات الحقوقية المصرية والدولية بذلك مسبقا. في حال فقدان مصر هذا الوضع المتميز في العلاقة مع أميركا، فقد تفقد أحد أهم الدوافع لإنقاذها من كوارث الإدارة غير الرشيدة لحكامها، مثلما ستفقد من يضغط على المؤسسات المالية الدولية لمساعدتها بشروط ميسرة كلما لجأت إليها، في وقتٍ لم يعد حلفاؤها الخليجيون قادرين على توفير مظلة إنقاذ بديلة.

إدارة السيسي ستواجه زلزالا سياسيا واقتصاديا، لا يمكن اختزاله في الفقدان المحتمل لمعونة عسكرية سنوية مقدارها 1.3 مليار دولار

تلك المتغيرات الكبيرة في الوضع الداخلي في مصر، السالف الإشارة إليها، والتدهور المتسارع لمكانتها إقليميا ودوليا قد تفسر التوتر العصبي الحاد الذي يطبع تصرفات أجهزة السيسي الأمنية بعد فوز بايدن، وتجعله يبدو كأنه غير قادر على رؤية الوقائع بحجمها الطبيعي، فهو يقرأها بعدسات 20 يناير المقبل "المكبّرة"، أي يوم يتولي بايدن رسميا منصب الرئيس. مثال ذلك إلقاء هذه الأجهزة القبض على ثلاثة حقوقيين خلال أيام معدودة، ثم إصدار وزارة الخارجية بيانات تفسيرية مرتبكة، وبلغة حربية لا تتناسب مع حجم الوقائع، ليعرض الإعلام الذيلي المرتبك هذه البيانات بطريقةٍ أكثر سخونة وبلغة عدوانية موجهة إلى أطراف دولية أخرى لا يسمّيها، حتى ليبدو أن مصر تستعد لرد عدوان عسكري. ربما تكشف هذه العصبية الحادّة أن الخيارات المتاحة أمام السيسي إما أنها سيئة جدا له أو محدودة جدا.

عندما يختار جنرالٌ لم يحارب أبدا قبل أن يتقاعد، فإنه غالبا يختار الحرب. هذا ما فعله السيسي مع المصريين منذ تولى حكم مصر فعليا عام 2013، لذا سيكون خياره الأول الأكثر اتساقا مع شخصية رئيسٍ مختالٍ بنفسه، تعمّدت شرعيته السياسية بالقمع وبدماء آلاف المصريين الأبرياء، خيار من ينظر إلى أي تصحيح لسياساته الكارثية هزيمةً شخصية له. لذلك سيسعى السيسي، على الأرجح، إلى تسويق التطور الخشن المحتمل في العلاقة بالإدارة الأميركية الجديدة باعتباره "دفاعا عن استقلالية القرار المصري" و"حماية لاستقرار الدولة" و"مقاومة للضغوط الخارجية الهادفة إلى إعادة الإخوان المسلمين إلى الحياة السياسية ثم للحكم". في سياق الإعداد لمعركة محتملة مزعومة حول "استقلالية الإرادة الوطنية"، بعد استلام بايدن الحكم، من المرجّح أن يتشدّد السيسي أكثر في ممارساته القمعية ضد المجتمع المدني والليبراليين، ويزيد عدد من ينظر إليهم بوصفهم رهائن، يظن أنه ربما يمكنه لاحقا أن يقايض عليهم الإدارة الأميركية الجديدة.

السيسي في حاجة للوساطة مع إثيوبيا بشأن مياه النيل، فضلا عن احتياجه لتدخل أميركا وشركائها لضمان التعويم المالي لدولةٍ اعتادت أن تنفق ببذخ سنوات طويلة

القبض على ثلاثة حقوقيين مثال ساطع. وضع المناضل العلماني والحقوقي علاء عبد الفتاح على قوائم الإرهاب، في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، عنوان آخر مهم لهذه السياسة الجديدة. هدف السيسي ليس الدخول في صدامٍ مفتوح ممتد بلا نهاية مع بايدن، بل نمط من الحوار الخشن الذي يستهدف تليين المواقف المحتملة للإدارة الجديدة ومقايضتها، مقابل عدم تبنّيها مطالب بتغيير نوعي في طريقة إدارته حكمه التسلطي. إنها معادلة بسيطة؛ مقايضة لأفراد مصريين مقابل استمرار الديكتاتورية على كل المصريين. في هذا السياق التفاوضي الخشن، من المرجّح أن يبادر السيسي إلى خطوات انفتاحية أكثر على خصوم أميركا، وخصوصا روسيا والصين، غير أنها مبادرات قصيرة العمر، سيكون لها، على الأرجح، تأثير إعلامي أكبر من تأثيرها السياسي على الأرض، فالسيسي في مسيس الاحتياج للوساطة مع إثيوبيا بشأن مياه النيل، فضلا عن الاحتياج لتدخل أميركا وشركائها لضمان التعويم المالي لدولةٍ اعتادت أن تنفق ببذخ سنوات طويلة أكثر مما تنتج، وليس لديها الإرادة اللازمة لمراجعة السياسات التي دفعت بها إلى المستنقع الاقتصادي الذي بدأت تحفر طريقها إليه في خمسينيات القرن الماضي.

أخيرا، نظرا إلى أن الجيش ركيزة حماية الرئيس ومنصة ترشيحه منذ جمال عبد الناصر، فإن الخيارات الكبرى في مصر منذ 1952 لم تكن يوما في يد الرئيس وحده. العلاقة مع الولايات المتحدة صارت تدريجيا خلال النصف قرن الأخير من القضايا الرئيسية التي لا يستطيع الرئيس أن يتخذ فيها قرارا كبيرا من دون توافق مع الجيش. هذا ربما يفتح المجال لتأملاتٍ خارج نطاق هذا المقال.