الاثنين، 3 مايو 2021

على السلطات المصرية إخلاء سبيل الصحفيين المحبوسين ووقف احتكار أجهزتها ملكية وسائل الإعلام


نص بيان مؤسسة حرية الفكر والتعبير في اليوم العالمي لحرية الصحافة 3 مايو 2021: 

على السلطات المصرية إخلاء سبيل الصحفيين المحبوسين ووقف احتكار أجهزتها ملكية وسائل الإعلام


تتزامن الذكرى السنوية لليوم العالمي لحرية الصحافة، الثالث من مايو هذا العام، مع ذروة انتشار الموجة الثالثة من فيروس كوفيد-19 “كورونا المستجد” في مصر، وبدء حملة لتطعيم المواطنين ضد الإصابة بالفيروس. ورغم التحديات الكبيرة التي فرضتها جائحة كوفيد-19 في العالم، فإن الصحافة ووسائل الإعلام تم حرمانها من ممارسة عملها بحرية في مصر، بسبب الحصار الشديد الذي فرضته السلطات المصرية عبر أجهزتها المختلفة على المعلومات المتعلقة بتطورات الوضع الوبائي وسياسات السلطات الصحية والتنفيذية من أجل مواجهته.

ولم تتمكن الوسائل الصحفية والإعلامية من الوصول إلى المعلومات المتعلقة بالأخطار الصحية التي تواجه المجتمع ونشرها وتداولها، ولم تتمكن أيضًا من مراقبة سياسات مجابهة الجائحة ومساءلة القائمين على تطبيقها، حيث اعتبرت السلطات المصرية الصحافة والإعلام بشكل عام طرفًا أصيلًا في صنع الأزمة وليس أحد أدوات مواجهتها. ووثقت مؤسسة حرية الفكر والتعبير خلال عام ٢٠٢٠ ما لا يقل عن عشرين انتهاكًا، تعرض لها الصحفيون ووسائل الإعلام، على خلفية تغطيات صحفية تتعلق بانتشار الجائحة وسياسات مواجهتها، وذلك من أصل ستين انتهاكًا رصدتها المؤسسة بحق حرية الصحافة خلال نفس العام.

ويأتي تعامل السلطات المصرية بمختلف أجهزتها مع دور الصحافة والإعلام في مصر متماشيًا مع سياساتها المناهضة للحق في حرية الصحافة والإعلام، وعدائها الكبير لتداول المعلومات، بهدف تسييد رواية الحكومة الرسمية عن كل ما يحدث في البلاد. وقد تحول المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى مرصد كبير، يتلقى شكاوى بشأن ما يصفها بالمخالفات التي ترتكبها وسائل الإعلام، ويصدر قرارات عقابية بشأنها، تحت دعاوى حماية الأمن القومي أو قيم الأسرة المصرية وغيرها.

ويغيب عن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والهيئتين الوطنية للصحافة والوطنية للإعلام ـ الاستقلاليةُ عن السلطة التنفيذية. وكمثال على ذلك، تأكيد المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام أنه تبنى إستراتيجية للعمل، نابعة من قلب مشروع الرئيس السيسي للتنمية المستدامة ٢٠٣٠، بحسب تقرير المجلس السنوي الثالث الصادر نهاية إبريل الماضي. ورصدت مؤسسة حرية الفكر والتعبير ارتكاب المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والهيئة الوطنية للصحافة تسعة عشر انتهاكًا ضد صحفيين ووسائل إعلام من أصل ستين انتهاكًا رصدتهم المؤسسة خلال عام 2020.

ليس ذلك فقط، بل لا يزال المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام يتقاعس عن مراقبة مصادر تمويل صفقات الاستحواذ على صحف وقنوات تليفزيونية أو شركات مالكة لها، في مخالفة للقانون الذي ينص على دور المجلس في حماية التنافسية والتعددية ومنع الاحتكار. وأعلن الصحفي النافذ مصطفى بكري، في ٤ مارس الماضي، عن صفقة بيع قناة المحور الفضائية المملوكة لرجل الأعمال حسن راتب لصالح ثلاث جهات مقسمة إلى: ٥٠٪‏ من الأسهم لصالح رجل الأعمال وعضو مجلس الشيوخ ونائب رئيس حزب مستقبل وطن محمد منظور، و٣٨٪‏ لصالح إحدى الجهات الإعلامية الرسمية (غير محددة)، والنسبة المتبقية ١٢٪‏ لصالح مدينة الإنتاج الإعلامي والنايل سات.

في نفس السياق، كتبت الصحفية مي عزام منشورًا على صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، تؤكد فيه بيع جريدة المصري اليوم المملوكة لرجل الأعمال صلاح دياب لجهة سيادية، ولم يتسنَ للمؤسسة التأكد من إتمام الصفقة. وبذلك، تستمر عمليات الاستحواذ المتتالية التي قامت بها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، خلال السنوات الخمس الماضية، ما أدى إلى مشهد إعلامي أحادي التوجه يفتقر إلى التنوع والتعددية.

وعلى مستوى الصحافة الرقمية، لم تتلقَ مواقع صحفية مستقلة ردًّا من المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام حول طلبات الترخيص التي تقدمت بها، رغم تنظيم المجلس الأعلى للإعلام احتفاليتين، نهاية إبريل الماضي، لتسليم شهادات اكتمال الترخيص إلى أغلب المواقع الصحفية القومية، وعدد من االمواقع الصحفية الخاصة. ولا زالت مواقع، مثل: مدى مصر، المنصة، درب ومصر العربية، في انتظار رد رسمي على طلباتها، رغم استيفائها كافة الشروط المطلوبة للحصول على الترخيص. وقد تعرضت هذه المواقع للحجب، في إطار حملة واسعة لحجب المواقع الصحفية بدأت منذ عام 2017، وقادتها جهة رسمية غير معلومة. ويبلغ عدد المواقع الصحفية التي تعرضت للحجب من قِبَل جهة رسمية غير معلومة أو الصادر بحقها قرار حجب مؤقت من المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام 124 موقعًا على الأقل.

من جانب آخر، ورغم استمرار جهود نقيب الصحفيين ضياء رشوان في التوسط من أجل إخلاء سبيل الصحفيين المحبوسين، والتي أسفرت عن إخلاء سبيل ما لا يقل عن 9 صحفيين/ات في أقل من عام، استمرت الهجمات الأمنية على الصحفيين على خلفية ممارسة مهام عملهم، حيث شهدت نفس الفترة تقريبًا القبض على أكثر من خمسة صحفيين، وحبسهم احتياطيًّا على ذمة قضايا مختلفة. وهو ما يجعل عدد الصحفيين القابعين خلف القضبان 13 صحفيًّا، وفق آخر رصد لمؤسسة حرية الفكر والتعبير. كما استمرت نيابة أمن الدولة في إصدار قرارات حبس الصحفيين بعد إخلاء سبيلهم، فيما يعرف بتدوير المحبوسين.

أدت هذه الانتهاكات إلى استمرار تراجع تصنيف مصر وفقًا لمؤشر حرية الصحافة الصادر عن مؤسسة مراسلون بلا حدود، حيث جاءت مصر في المرتبة ١٦٦ عالميًّا، كما حمل بيان صادر عن 31 دولة من الأعضاء بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، انتقادات شديدة بشأن وضع حرية الصحافة في مصر ومدى تمتع الصحفيين بحقهم في ممارسة عملهم بحرية.

وفي اليوم العالمي لحرية الصحافة، توجه مؤسسة حرية الفكر والتعبير التوصيات التالية:

على المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام فتح تحقيق موسع حول عمليات انتقال الملكية في سوق الإعلام خلال سنوات عمل المجلس منذ عام ٢٠١٧، بهدف الوقوف على مصادر تمويل صفقات الاستحواذ على وسائل الإعلام، وشبهات الاحتكار.

على المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام البت في طلبات الحصول على تراخيص لعمل المواقع الصحفية المستقلة، وبناءً على الاشتراطات المحددة قانونيًّا.

يجب أن يوقف المجلس الأعلى للإعلام إجراءاته العقابية تجاه وسائل الإعلام، والتي تأتي بحجة مخالفة الأكواد والمعايير الصحفية.

 على مجلس نقابة الصحفيين مخاطبة النيابة العامة لضمان إخلاء سبيل جميع الصحفيين المحبوسين احتياطيًّا، ووقف قرارات تدوير الصحفيين المخلي سبيلهم على ذمة قضايا جديدة.

 يجب على مجلس النواب مناقشة وإقرار قانون حرية تداول المعلومات، تلبيةً للاستحقاق الدستوري، وتسهيلًا لعمل الصحفيين.

 يجب على السلطات المصرية التوقف فورًا عن حجب المواقع الصحفية، ورفع الحجب عن المواقع المحجوبة.

نص تقرير وتوصيات جلسة الاستماع التي نظمتها لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب الأمريكي يوم الخميس الماضى الموافق 29 أبريل 2021 حول حالة حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بعد عشر سنوات من الربيع العربي وآثارها على السياسة الخارجية للولايات المتحدة


نص تقرير وتوصيات جلسة الاستماع التي نظمتها لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب الأمريكي يوم الخميس الماضى الموافق 29 أبريل 2021 حول حالة حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بعد عشر سنوات من الربيع العربي وآثارها على السياسة الخارجية للولايات المتحدة


 لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب الأمريكي: يجب على الحكومة الأمريكية حظر جميع مبيعات الأسلحة إلى مصر بالنظر إلى الظروف الأمنية التي آلت إليها البلاد بسبب الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ارتكبتها حكومة السيسي ولابد من التأكيد على ضرورة أن تفرج الحكومة عن جميع سجناء الرأي والكف عن الاعتداء على المتظاهرين السلميين ووسائل الإعلام المستقلة وينبغي أن تتبع المحاكم المعايير الدولية فى الاستقلال عن رئيس الجمهورية بعد أن نصب السيسى من نفسه الرئيس الاعلى لها القائم على تعيين رؤسائعا وقياداتها لضمان محاكمات عادلة لمن يتم اعتقالهم.

هذا التقرير يتناول جلسة استماع نظمتها لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب الأمريكي الخميس الموافق 29 أبريل 2021، حول حالة حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بعد عشر سنوات من الربيع العربي وآثارها على السياسة الخارجية للولايات المتحدة. وفي هذا التقرير، نورد مقدمة الجلسة كما جاءت على الموقع الإلكتروني للجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب الأمريكي؛ مقدمي الجلسة: النائب جيمس بي ماكجفرن، الرئيس المشارك للجنة، والذي استعرض في مقدمته مظاهر تردي حالة حقوق الإنسان في منطقة الشرق الأوسط، خاصة في دول الربيع العربي، وأكد على حثّ اللجنة للإدارة الأمريكية على ضرورة الضغط على الحكومات المستبدة في المنطقة لإطلاق سراح معتقلي الرأي والمدافعين عن حقوق الإنسان، مذكِّراً ببعض أسماء هؤلاء المعتقلين في أكثر من دولة من دول المنطقة. وشارك في التقديم أيضاً النائب كريستوفر إتش سميث، الرئيس المشارك للجنة؛ ثم يأتي القسم الرئيسي للتقرير، وهو استعراض الشهادات التي أدلى بها الشهود عن الحالة الحقوقية في المنطقة، والتي اختتموها بتقديم بعض التوصيات، كان أبرزها المطالبة بضرورة إيقاف الولايات المتحدة لجميع صادرات الأسلحة للأنظمة الدكتاتورية في المنطقة، وكذلك وقف جميع أشكال المعونة التي تقدمها لبعض هذه الدول بشكل كامل، والضغط عليها لإطلاق سراح المعتقلين.

مقدمة

أثار عمل احتجاجي بسيط -لكنه يائس- في تونس في ديسمبر 2010، وهو إضرام بائع متجول محبط النار في نفسه، أثار سلسلة من الانتفاضات المؤيدة للديمقراطية في البلدان ذات الأغلبية المسلمة في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والتي أصبحت تعرف باسم الربيع العربي. مستلهمة التنحي السريع للرئيس التونسي المستبد، اجتاحت المنطقة الحركات الشعبية الساعية للإصلاح السياسي والمتطلعة لاحترام أكبر لحقوق الإنسان. ولكن بعد مرور عشر سنوات، تراجعت بعض النجاحات الأولية لتلك التحركات، وتم قمع معظم الحركات التي قامت بها بوحشية، وعزز الحكام المستبدون من سلطتهم، وتم تدمير ثلاث دول بسبب النزاعات المسلحة التي اندلعت فيها، حيث امتدت عواقبها الإنسانية المدمِّرة إلى خارج حدودها. وانطوت الأساليب التي استُخدمت في قمع المعارضة على انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان، بما في ذلك تجريم التعبير وتكوين الجمعيات، والاحتجاز التعسفي لفترات طويلة، والتعذيب، والتجريد من الجنسية، والانتقام من أفراد الأسرة، والتدخل في عمل المنظمات غير الحكومية من خلال سن القوانين المقيِّدة، والتي غالباً ما كانت تتم تحت غطاء قوانين مكافحة الإرهاب. ولكن العديد من تلك البلدان التي لديها أسوأ السجلات في هذا الصدد هي في الأساس دول حليفة للولايات المتحدة منذ وقت طويل. إن فرض عقوبات من حين لآخر على بعض من يُزعم أنهم مسؤولون عن بعض أسوأ الانتهاكات لم ينجح بشكل عام في تغيير سلوك تلك الأنظمة. في هذه الجلسة، سوف يتناول الشهود أنماط انتهاكات حقوق الإنسان الموثقة منذ اندلاع الربيع العربي، وسيقدمون توصيات للسياسة الخارجية الأمريكية تجاه المنطقة، قائمة على حماية حقوق الإنسان.

تقديم الجلسة:

قام بتقديم الجلسة كل من: جيمس بي ماكجفرن، عضو الكونجرس، الرئيس المشارك للجنة توم لانتوس لحقوق الإنسان؛ وكريستوفر إتش سميث، عضو الكونجرس، الرئيس المشارك للجنة توم لانتوس لحقوق الإنسان.

الشهود:

يضم الشهود من الخبراء الذين أدلوا بشهاداتهم خلال الجلسة كلاً من:

1- فيليب ناصيف، مدير مناصرة الحقوق، الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، منظمة العفو الدولية في الولايات المتحدة الأمريكية

2- سارة هوليوينسكي، مديرة منظمة هيومن رايتس ووتش بواشنطن

3- صموئيل تادروس، زميل أول، مركز معهد هدسون للحرية الدينية

4- سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية، الديمقراطية في العالم العربي الآن، دون

5- ستيفن ماكينيرني، المدير التنفيذي لمشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط، بوميد

استعراض شهادات وتوصيات الخبراء

وفيما يلي نستعرض الشهادات التي أدلى بها الشهود من خبراء حقوق الإنسان، مذيّلة بالتوصيات التي قدموها للكونجرس الأمريكي وصانعي السياسة الخارجية للولايات المتحدة، والتي جاءت على النحو التالي:

أولاً: فيليب ناصيف، مدير مناصرة الحقوق، الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، منظمة العفو الدولية في الولايات المتحدة الأمريكية:

على مدى السنوات العشر الماضية منذ الانتفاضات الجماهيرية التي اندلعت في عام 2011 والتي أصبحت تُعرف فيما بعد باسم الربيع العربي، استمر النشطاء والمدافعون عن حقوق الإنسان في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، استمروا في المطالبة بحقوقهم في مواجهة القمع المستمر الذي قامت به الحكومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في إصرار مخيف على سحق الاحتجاجات بالقوة المفرطة وانتهاك حقوق مئات الآلاف من المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع للمطالبة بالعدالة الاجتماعية والإصلاحات السياسية، بدلاً من معالجة الأسباب الجذرية التي دفعت هؤلاء للنزول إلى الشوارع. فالسلطات في البحرين ومصر وليبيا وسوريا واليمن سعت إلى سحق الاحتجاجات وحاولت إسكات المعارضة باستخدام العنف الشديد ولاعتقالات الجماعية والاحتجاز التعسفي لترهيب المنتقدين لها. وبعد مرور عشر سنوات، فإن الصورة التي ترسمها حالة حقوق الإنسان في معظم أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تبدو قاتمة. ومع ذلك، فإن هناك مؤشرات واضحة على أن الشباب الشجعان هناك لم يتخلوا عن المطالبة بحقوقهم. ففي عام 2019، اجتاحت موجة جديدة من الاحتجاجات الجماهيرية المنطقة عندما نزل الجزائريون واللبنانيون والعراقيون إلى الشوارع مطالبين بالتغيير. واحتج أيضاً آلاف المصريين، الذين عاشوا سنوات تحت قمع حكومة السيسي؛ وكذلك آلاف الإيرانيين، الذين لم يخشوا حملة القمع هناك والمخاطر الكبيرة على سلامتهم. وقد حان دورنا الآن لدعم الجهود الشجاعة لهؤلاء.

توصيات:

في ليبيا: يجب أن يكون هناك تحرك مشترك من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في مجلس النواب ومجلس الشيوخ لتمرير قانون لدعم الاستقرار في ليبيا وإجراء تحقيق لضمان المساءلة عن انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب التي تحدث هناك.

في مصر: يجب على الحكومة الأمريكية حظر جميع مبيعات الأسلحة إلى مصر خاصة ما يتعلق منها بصادرات بذخيرة الغاز المسيل للدموع والأسلحة الصغيرة وغيرها من المعدات القمعية، بالنظر إلى الظروف الأمنية التي آلت إليها البلاد بسبب الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ارتكبتها حكومة السيسي هناك. ولابد من التأكيد على ضرورة أن تفرج الحكومة عن جميع سجناء الرأي والكف عن الاعتداء على المتظاهرين السلميين ووسائل الإعلام المستقلة، وينبغي أن تتبع المحاكم المعايير الدولية لضمان محاكمات عادلة لمن يتم اعتقالهم.

في اليمن: يجب تحرك الكونجرس لعرقلة مبيعات الأسلحة بمليارات الدولارات إلى الإمارات بسبب سلوكها في اليمن وليبيا وممارساتها في تسليم الأسلحة إلى الميليشيات، ومواصلتها ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان كما هو موثق في تقرير منظمة العفو الدولية الرائد في ذلك والذي يجب الرجوع إليه.

في لبنان: يجب على حكومة الولايات المتحدة التعامل مع الحكومة في لبنان لحل الأزمة الإنسانية الناجمة عن انهيار الاقتصاد الذي تفاقم مع انتشار كوفيد-19 ويجب تقديم مساعدات إنسانية فورية في شكل طعام ومياه ودواء وكهرباء وتوصيلها مباشرة إلى الشعب اللبناني.

في سوريا: يجب على الكونجرس الأمريكي الضغط على السلطة التنفيذية للعمل مع الجهود الحالية التي تقودها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومحكمة العدل الدولية، وقد أبلغت المحكمة الجنائية الدولية تلك الحكومة عن المسؤولية عن الجرائم ضد الإنسانية التي تجري هناك.

ثانياً: سارة هوليوينسكي، مديرة منظمة هيومن رايتس ووتش بواشنطن:

اسمحوا لي أن أقول إن هيومن رايتس ووتش هي منظمة عالمية تساعد في حماية حقوق الناس في أكثر من 90 دولة من خلال جمع الحقائق وتزويد صانعي السياسات مثلكم بالمعلومات التي يمكنكم استخدامها لوضع سياسة خارجية تعتبر حقوق الإنسان ركيزتها الأساسية. ذكر فيليب ناصيف من قبل أن صورة أوضاع حقوق الإنسان في منطقة الشرق الأوسط قاتمة في ظل القمع بما في ذلك سجن أصحاب الرأي والسياسيين. ورغم الفشل الذي مني به الربيع العربي، كما يحلو للبعض أن يطلق عليه، إلا أن كل أدوات القمع لم تستطع وقف الناس في جميع أنحاء المنطقة من المطالبة والتحفيز لنيل حقوقهم. ورأينا ما حدث في الجزائر، وشهدنا تحركات مماثلة في العراق ولبنان، لذا فالإخفاق الذي انتاب تحركات الربيع العربي لا يعني على الإطلاق أن الشعوب هناك قد استسلمت، أو توقفت عن الدفاع عن حقوق الإنسان أو النضال من أجل حقوق الإنسان. والحركات الحقوقية التي تكافح الآن هناك لا تكافح فقط لتلافي آثار تفشي فيروس كورونا ولكن أيضاً ضد القوانين الوطنية القمعية والتكتيكات الوحشية التي تقوم بها قوات الأمن في البحرين ومصر وإيران ولبنان وسوريا. وحتى في المغرب والأردن اللذان يتمتعان بسمعة إيجابية نسبياً في دائرة السياسة الخارجية الأمريكية، تم هناك قمع منتقدي الأنظمة وسجن قادة الاحتجاج السلمي وكذلك استهداف المعلقين على وسائل التواصل الاجتماعي والفنانين والصحفيين، وقد فرضت المحاكم المغربية في الواقع عقوبة تصل إلى 20 عاماً بسبب النشاط السلمي.

توصيات:

هذا يقودني إلى عرض توصيات يمكن للولايات المتحدة أن تقوم بها ذلك لأن تلك البلدان مثل المغرب والأردن والعديد من الدول الأخرى حليفة للولايات المتحدة ومع ذلك فهي تنتهك حقوق الإنسان. لذا فعلى حكومة الولايات المتحدة ببساطة إعادة تقييم أخطاء السياسة التي ارتكبتها في الماضي والتي أدت إلى تفاقم انتهاكات حقوق الإنسان ويجب ألا تكررها وهذا يوضح ما هو واضح ولكن يبدو أنه ليس واضحاً جداً عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية الأمريكية لأنها تواصل ارتكاب الأخطاء، فقد شجعت إدارة ترامب المستبدين مثل الرئيس المصري ومثل ولي العهد السعودي. وباعت الولايات المتحدة أسلحة بقيمة المليارات من الدولارات للحكومات التي لا تحترم الحقوق والتي تقمع المعارضة السلمية والمجتمع المدني. لذلك سأقدم أربع توصيات نيابة عن منظمة هيومن رايتس ووتش وهي:

1- تبني نهج إقليمي أكثر اتساقاً لحقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ونعني بالاتساق أن الرسائل العامة الأمريكية وانتقاد انتهاكات حقوق الإنسان. ويجب أن تشمل انتقادات الولايات المتحدة لانتهاكات حقوق الإنسان في المنطقة مع الدول التي تنتهك الحقوق بشكل واضح وربما تلك التي ليست بهذا الوضوح الكبير، وسيكون ذلك أمراً أساسياً لمعالجة فجوة المصداقية التي تم تراكمها على مدى عقود، والولايات المتحدة لديها الأدوات القانونية التي يمكنها استخدامها مثل قانون ماغنتسكي وغيرها، والتي يجب تنفيذها في جميع المجالات مع الحلفاء والخصوم على حد سواء.

2- يجب أن يكون هناك حظر على مبيعات الأسلحة إلى أسوأ الحكومات التي تنتهك الحقوق، وقد لوحظ بالفعل في هذه الجلسة بخصوص مبيعات الأسلحة أنه تم إرسال إخطارات للكونجرس بخصوص مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة وهي مؤشرات إيجابية على أن الإدارة الأمريكية تعتبر حقوق الإنسان ركيزة أساسية لسياستها الخارجية. وإذا لم تفرض إدارة بايدن إيقافاً كاملاً على هذه الأنواع من مبيعات الأسلحة للدول التي لا تحترم الحقوق، فنحن نأمل أن يؤدي الكونجرس دوره في التأكد من أن الأسلحة لا تقع في أيدي الحكومات القمعية.

3- استخدم اتفاقيات السلام والاتفاقيات السياسية لتعزيز وليس تقويض التزامات حقوق الإنسان، ومن الواضح أنه عند التفكير في ذلك، يأتي في طليعة ما يتبادر إلى الذهن ’خطة العمل الشاملة المشتركة‘ الجديدة لإعادة الانخراط مع إيران بشأن الاتفاق النووي، ولكن هناك اتفاقيات ومفاوضات حول اتفاقات أخرى من المؤكد أنه يجب أن تأتي حقوق الإنسان كجزء من تلك الاتفاقيات وألا تُستخدم كمبرر لإهمال قضايا حقوق الإنسان في جميع أنحاء المنطقة.

4- وأخيراً أن تقوم الولايات المتحدة بدعم منظمات المجتمع المدني في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. حيث يتعرض المدافعون عن حقوق الإنسان والمنتقدون للأنظمة كل يوم لأخطار كبيرة على أنفسهم وعائلاتهم من أجل توثيق ومقاومة انتهاكات حقوق الإنسان، لذا فهم بحاجة إلى دعم الولايات المتحدة، ويمكن أن يكون ذلك علنياً تماماً كما فعل عضو الكونجرس ماكجفرن اليوم من قراءة أسماء السجناء السياسيين. هذا النوع من التصريحات العلنية مهم بشكل كبير ويظهر للمدافعين عن حقوق الإنسان أن الولايات المتحدة تولي اهتماماً لذلك. ولكن يمكن أن يكون أيضاً أقل مباشرة، حيث يمكن للولايات المتحدة أن تبدأ باستدعاء المسؤولين الحكوميين وغيرهم ممن يشكلون تهديداً لاضطهاد المدافعين عن حقوق الإنسان أو الإضرار بهم.

ثالثاً: صموئيل تادروس، كبير باحثين، مركز معهد هدسون للحرية الدينية:

بدلاً من الدخول في حقبة جديدة من التحولات الديمقراطية والحصول على حريات أكبر، لم يؤدِ الربيع العربي إلى شيء من ذلك، مع استثناءات قليلة في تونس والسودان، ولم يستطع الحفاظ على الوضع الراهن لاضطهاد الأنظمة بل أدى إلى تفاقم أوضاع حقوق الإنسان في جميع أنحاء المنطقة. واستُبدلت مظاهر الانفتاح السياسي المحدود وتنامي منظمات المجتمع المدني التي شهدتها العديد من دول المنطقة قبل الربيع العربي، استبدلت بقمع جميع أشكال المعارضة والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، ولا يزال الشرق الأوسط واحداً من أقل المناطق ديمقراطية في جميع أنحاء العالم حيث غابت حريات الدين والتعبير تماماً تقريباً.

أعلن الرئيس بايدن بالأمس أن أمريكا لن تتراجع عن التزامها بحقوق الإنسان والحريات الأساسية. وإذا أرادت الولايات المتحدة أن تنتهج سياسة خارجية متجذرة في قيمها وتسعى إلى تحسين أوضاع حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وفتح الأبواب أمام الإصلاحات الديمقراطية، فعليها أن تتعامل مع الإرث الذي تركه الربيع العربي والتصدعات التي كشفها العقد الماضي.

أولاً، كشف الربيع العربي الضعف المتأصل في دولة الشرق الأوسط الحديثة بينما زرعت بذور هذا الانهيار منذ البداية. والانهيار الحالي هو نتيجة فشل الأنظمة في تطوير ميثاق حكم يجعل مواطنيهم يعتقدون أن الدولة ملكهم، ولخدمة مصالحهم.

ثانياً، طوّرت الأنظمة اليوم وقطاعات كبيرة من شعوبها رواية بأن السبب في الاضطرابات المستمرة في بلدانهم يعود إلى مؤامرة شريرة قامت بها الولايات المتحدة ضد المنطقة والتي تستخدم المجتمع المدني ووسائل الإعلام لإلحاق الضرر ببلدانها، وبدأوا يصدقوا تلك الرواية. وساعد على إنشاء وتضخيم ذلك دول مثل روسيا وإيران من خلال منافذهم الدعائية باللغة العربية.

ثالثاً، على الرغم من الآمال التي سادت بأن الربيع العربي سيؤدي إلى ظهور لاعبين ليبراليين وديمقراطيين في المنطقة ووضع حد لحتمية الاختيار بين الأنظمة الاستبدادية والحركات الإسلامية، إلا أن العقد الماضي كشف فقط الضعف المتأصل للفاعلين الديمقراطيين الليبراليين في جميع أنحاء المنطقة، فضلاً عن ضعف التزامهم بهذه القيم.

رابعاً، ينظر قسم من سكان المنطقة إلى أحداث الربيع العربي على أنها معركة من أجل البقاء. حيث أدى صعود الحركات الإسلامية سواء إلى السلطة أو قيادة الانتفاضات المناهضة للأنظمة إلى قيام قطاعات من السكان باختيار الأنظمة القائمة على الرغم من الاضطهاد التي تمارسه عليهم باعتباره أخف الضررين.

توصيات:

على الرغم من هذا الإرث والعقبات التي يشكلها أمام محاولة الولايات المتحدة تعزيز المزيد من الحريات وحقوق الإنسان في الشرق الأوسط، لا يزال هناك مجال بالنسبة للولايات المتحدة للعمل في العديد من المجالات الرئيسية:

1- يجب على الولايات المتحدة أن تولي اهتماماً خاصاً لحرية الصحافة والوصول إلى المعلومات والدفاع عن الأصوات الشجاعة القليلة ووسائل الإعلام المستقلة التي لا تزال موجودة وكذلك استخدام الأدوات المتاحة في معالجة هذا النقص في الوصول إلى الأخبار الدقيقة بالإضافة إلى نظريات المؤامرة والخطاب المناهض لأمريكا من قبل هذه الأنظمة وخاصة تلك الحليفة للولايات المتحدة.

2- بينما لا يفيد كثيراً تقديم الدع لأحزاب أو سياسيين معينين، فإن الالتزام بدعم المؤسسات والأفكار الديمقراطية ضروري، خاصة من خلال الأنظمة التعليمية التي ستساعد في علاج هذا الضعف على المدى البعيد.

3- تقديم الضمانات للأقليات الدينية في جميع أنحاء المنطقة وتعزيز قيم التعايش والتسامح بين شعوب المنطقة.

رابعاً: سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية، ’الديمقراطية في العالم العربي الآن‘، دون:

تناول زملائي الذين سبقوني بالحديث عن ظروف انتهاكات حقوق الإنسان في جميع أنحاء المنطقة والتي أعتقد أنها يمكن وصفها بأنها “كارثية” في ظل المزيد من النزاعات الداخلية لا تزال تجتاح المنطقة، بما فيها الصراعات المسلحة التي تم تدويلها والحروب الأهلية ,القمع الجماعي والتعذيب الممنهج والواسع النطاق، وإفلات قوات الأمن من العقاب، وأجهزة القضاء المسيسة، والحرمان بشكل جماعي من الحقوق المدنية والسياسية التي تؤثر على معظم الناس في المنطقة. وحيال ذلك، تتمثل مسؤوليتنا في الولايات المتحدة كصانعي سياسات ومدافعين عن حقوق الإنسان ومشرعين في الكونجرس ومواطنين عاديين في إجراء فحص دقيق ونقدي لسياسات حكومتنا في المنطقة وتقييم ما إذا كانت الأمور تسير بشكل أفضل أو أسوأ لمن هم يتأثرون بشكل مباشر بسياساتنا في المنطقة.

أولويتنا الدولية الأولى هي الإصرار على أن تمتثل حكومتنا لالتزاماتها الخاصة بحقوق الإنسان والتي تحظر المساهمة في الانتهاكات، حيث إننا نتحمل أيضاً مسؤولية ضمان إنفاذ القوانين الأمريكية الحالية التي تمنعنا من تصدير الأسلحة إلى الحكومات التي تنتهك حقوق الإنسان. هذه هي أولويتنا، حيث يجب توجيه انتباهنا. وفي هذا، يؤسفني أن أقول إن سياسة الولايات المتحدة فشلت في تحقيق هذه الأهداف خلال العقد الماضي من الانتفاضات العربية. فمنذ الانتفاضات العربية وعقود عديدة قبل ذلك، ساعدت الولايات المتحدة بدأب أخطر الأنظمة التعسفية في الشرق الأوسط من خلال توفير الدعم الاقتصادي والدبلوماسي والعسكري للحكومات القمعية في المنطقة في انتهاك لالتزاماتنا تجاه حقوق الإنسان، بموجب القانون الأمريكي والقانون الدولي. نحتاج فقط إلى إلقاء نظرة على ممارسات الأنظمة والأفراد التي تستفيد من أمريكا، نعم هذا هو ما يجب أن ينصب عليه اهتمامنا بشكل صحيح لأنه يؤكد ضرورة أن نتحمل فيه أكبر قدر من المسؤولية، لذا فإن الأسماء التي قرأها عضو الكونجرس ماكجفرن للتو عن السجناء السياسيين في الشرق الأوسط تصب في هذا الاتجاه.

هذا الأسبوع، خلص تقرير مفصل لـ هيومن رايتس ووتش إلى أن الحكومة الإسرائيلية مسؤولة عن جرائم الفصل العنصري والاضطهاد في حكمها للفلسطينيين سواء داخل إسرائيل أو في الأراضي المحتلة. وجاءت النتائج التي توصلت إليها الدراسة مطابقة للنتائج التي توصلت إليها منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية والإسرائيلية الرائدة التي وقفت منذ فترة طويلة وجهاً لوجه مع الواقع البشع المتمثل في التمييز الممنهج والشديد الذي تمارسه السلطات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين. ويساهم الدعم العسكري والحماية الدبلوماسية التي تقدمها الولايات المتحدة للحكومة الإسرائيلية في الانتهاكات التي ترتكبها ضد الفلسطينيين والتي يجب أن نسميها جميعاً الآن بالفصل العنصري.

وأريد أن أسجل ملاحظة حول الانتخابات التي تجري وكذلك الانتخابات المصرية التي ألمح إليها عضو الكونجرس سميث سابقا، وأريد أن أؤكد أننا كأميركيين لا يمكننا اختيار من يختاره الشعب العربي أو الشعب في أي بلد في انتخاب قادتهم. خلال هذا الأسبوع وعلى الرغم من شهر رمضان المبارك، قامت دولة تعتبر إحدى شركاء أمريكا الأمنيين، وهي مصر، بإعدام 17 معتقلاً في يوم واحد فيما نعرف أنه نموذج للمحاكمات والإجراءات شديدة الجور التي أدت إلى سجن أكثر من 50000 شخص من النشطاء السياسيين منذ الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس المصري المنتخب ديمقراطياً عام 2013. لقد أصبحت مصر رائدة عالمياً في عمليات الإعدام حيث قامت بتنفيذ 228 حكما بالإعدام منذ 2014، حسب آخر إحصاء لي، لا يزال 106 أعضاء سابقين في البرلمان المصري مسجونين ظلماً، وهي أكبر نسبة للبرلمانيين المسجونين على مستوى العالم.

 وكما أشار عضو الكونجرس ماكجفرن، فعندما قامت هدى عبدالحميد، والدة السجين السياسي، عبدالرحمن الشويخي، بنشر مقطع فيديو يشرح بالتفصيل الاعتداء الجنسي والتعذيب الذي تعرض له ابنها على يد قوات الأمن المصرية، داهمت قوات الأمن المنزل في منتصف الليل للقبض عليها وعلى زوجها وعلى ابنتهما البالغة من العمر 18 عاماً. وتجاهل النائب العام المصري حماده الصاوي الذي يتم الترحيب به في الولايات المتحدة، فتح تحقيق في ذلك.

إن هذا السلوك هو نهج تنتهجه السلطات المصرية في اعتقال أفراد الأسرة للانتقام منها نكاية في أحد أفرادها سواء تم اعتقاله، لإجباره على الاعتراف، أو كان لا يزال طليقاً، لإجباره على تسليم نفسه. لقد حدث ذلك أيضا في حالة اعتقال علا القرضاوي وزوجها حسام خلف، نكاية في والدها العالم الإسلامي يوسف القرضاوي، وسجنها منذ أربعة أعوام تقريبا وحتى الآن في زنزانة انفرادية.

في مصر اليوم إذا اشتكيت من التعذيب أو من اختفاء أولادك، أو عملت كمحامي للدفاع عن المضطهدين أو كصحفي مستقل، أو حتى إذا كنت تؤلف موسيقى أو تلتقط صوراً أو تنشر فيديو “تيك توك” عن أحد الأحداث، فسوف تجد نفسك عرضة للملاحقة القضائية بتهمة أنك “إرهابي”.

يجب أن نكون واضحين في أن تقديم 1.3 مليار دولار كمساعدات عسكرية سنوية لهذه الحكومة المصرية يدعم الجرائم ضد الشعب المصري.

توصيات:

1- يجب على حكومة الولايات المتحدة إنهاء الدعم العسكري والمالي الأمريكي المقدم للحكومة المصرية بالكامل، فالواقع يقول إن تقديم الدعم العسكري للحكومة المصرية ينتهك التزاماتنا وقوانيننا الخاصة بحقوق الإنسان التي تحظر تصدير الأسلحة إلى الحكومات التي تنتهك الحقوق بشكل منهجي.

2- لأسباب مماثلة، يجب على الولايات المتحدة إنهاء دعمها العسكري للسلطات الإسرائيلية، بما في ذلك السلطات العسكرية الإسرائيلية التي تحتل على مدى 54 عاماً من قطاع غزة والضفة الغربية.

3- على الرغم من أهمية قرار بايدن بإنهاء مشاركتنا في الهجمات السعودية والإماراتية العشوائية والمتعمدة على المدنيين اليمنيين، لكن يجب أن نكون واضحين أن استمرار إمداد المملكة العربية السعودية بما يسمى بالأسلحة الدفاعية، وكذلك الموافقة مؤخراً على توريد أسلحة بقيمة 23 مليار دولار للإمارات العربية المتحدة لا يؤدي إلا إلى تشجيع ومساعدة قادتهم المتوحشين، غير الديمقراطيين، وغير المنتخبين، وغير الخاضعين للمساءلة. حيث لا تُستخدم تلك الأسلحة فقط ضد شعوبهم، ولكن أيضاً في تدخلاتهم الإقليمية الخبيثة التي تسبب الفوضى وعدم الاستقرار. هذا الأسبوع فقط، كانت هناك تقارير توثق كيف اعتمد المتمردون التشاديون الذين خدموا كمرتزقة في ليبيا لصالح ميليشيا حفتر على الأسلحة التي قدمتها الإمارات العربية المتحدة واستخدموها لشن انقلاب في تشاد.

خامساً: ستيفن ماكينيرني، المدير التنفيذي لمشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط، بوميد

أتفق تماماً مع تعليقات الشهود الآخرين بشأن الوضع الفظيع والمتدهور لحقوق الإنسان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. سوف أركز ملاحظاتي بشكل أساسي على دور السياسة الأمريكية في الانتهاكات الفظيعة التي تقوم بها الدكتاتوريات الاستبدادية في المنطقة. وأود أن أبدأ فقط بالتحدث بصراحة حول كيف أرى سياسات الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي أعتبرها “كارثة” و “فشلاً استراتيجياً” و “وصمة عار أخلاقية” على بلادنا. إذا كانت أهداف الولايات المتحدة في هذه المنطقة هي العمل على تسهيل انتهاكات حقوق الإنسان بما في ذلك سجن وتعذيب وقتل المدنيين الأبرياء، ومنع التحول الديمقراطي، وتأجيج التطرف وعدم الاستقرار والعنف، فسأقول إن السياسة الأمريكية في المكان الصحيح تقريباً، وأن هذه السياسات قد نجحت في تحقيق هذه الأهداف غير المعقولة. ومع ذلك، نظراً لأن الأهداف المعلنة رسمياً للولايات المتحدة هي بالضبط عكس ما وصفته للتو، يجب أن يُنظر إلى سياسة الولايات المتحدة بأكملها على أنها “فشل ذريع”. لكن أحد أكثر الأشياء المدهشة حول سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط هو أنه بغض النظر عما يحدث، وبغض النظر عن مدى فشل السياسات، يبدو دائماً أن الإجابة هنا في واشنطن هي مضاعفة هذه السياسات بدلاً من تغيير المسار بشكل كامل. في التسعينيات كانت تهيمن على المنطقة سياسة أمريكية تتبنى توفير الأسلحة وغيرها من أشكال الدعم للأنظمة الاستبدادية القمعية. وبعد وقوع الهجمات المروعة في 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، كان الرد الأمريكي الرئيسي في المنطقة هو غزو العراق، وكان خطأ استراتيجياً هائلاً له عواقب وخيمة، وثانياً زيادة دراماتيكية في توريد الأسلحة للأنظمة الاستبدادية.

وبعد عقد من الزمان في عام 2011، جاءت انتفاضات الربيع العربي التي أطاحت بالديكتاتوريين من السلطة في غضون 13 شهراً، مما يدل على حماقة الاعتماد على الديكتاتوريات لتوفير الاستقرار، وأيضاً تُظهر الرغبة العارمة لمواطني المنطقة في الحقوق والحريات التي يتمتع بها الآخرون في جميع أنحاء العالم. . كان ينبغي على الولايات المتحدة أن تنظر إلى هذه الأحداث الرائعة في الربيع العربي كحدث يمثل فرصة تاريخية لإصلاح سياستها الفاشلة. ولكن بدلاً من ذلك حدث العكس، كان الرد الرئيسي لإدارة أوباما هو مضاعفة هذه السياسات من خلال زيادة مبيعات الأسلحة إلى الديكتاتوريات بشكل كبير. ثم ضاعفت إدارة ترامب مرة أخرى زيادة المبيعات إلى معدلات أعلى بكثير. الحقيقة المزعجة هي أن المجتمع السياسي في واشنطن يبدو أنه لا يهتم فعلاً بالاستقرار في الشرق الأوسط. حيث لا يهتم معظم صانعي السياسات على الإطلاق بحقوق الإنسان، على الرغم من العقود التي أثبتت أن عكس ذلك هو الصحيح. وأنا أعتقد أن الأمر الوحيد الأكثر أهمية هو الدافع وراء سياسة الولايات المتحدة، وهو النفوذ والتأثير الفاسد للفاعلين الذين يستفيدون من الوضع الراهن ومن السياسة القائمة، وخاصة الديكتاتوريات البغيضة التي هي في الواقع المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار.

إن أخطر تطور يتعلق بسياسة الولايات المتحدة تجاه منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هو تزايد الاستخدام الفاسد للأموال من قبل بعض أسوأ الديكتاتوريين في العالم، الذين ينبغي اعتبارهم قتلة جماعيين وإرهابيين، لشراء النفوذ هنا في واشنطن من خلال جماعات الضغط وعقود العلاقات العامة والتمويل لمراكز الفكر والجامعات والاستثمارات المحسوبة على قطاعنا الخاص. ببساطة، من غير الممكن دعم حقوق الإنسان ودعم الدكتاتوريات في نفس الوقت. عليك أن تختار بين الاثنين.، ولكن حكومتنا تدعم بشكل مأساوي الديكتاتورية في جميع أنحاء المنطقة بدلاً من الديمقراطية مما ينذر بنتائج كارثية ولكن يمكن التنبؤ بها. ولكي تتحسن سياسة الولايات المتحدة أو سلوكها في المنطقة يجب أن تقوم بتغيير جذري. يجب أن تدعم بلادنا حقوق الإنسان وتعارض وحشية الديكتاتورية. ولكن هذا لا يعني عملياً أن كثيراً من التغييرات يمكن أن تحدث في الوقت الحالي دفعة واحدة.

توصيات:

1- إنهاء دعم الولايات المتحدة للقتلة الدكتاتوريين، حيث تحظر العديد من القوانين الفيدرالية مبيعات الأسلحة أو المساعدة العسكرية للأنظمة الدكتاتورية. حيث تجاهلت الإدارات الأمريكية المتعاقبة بشكل صارخ توصيات الكونجرس بقيادة أعضاء لجنة لانتوس في ذلك.

2- عندما يكون هناك تقدم نحو التحول الديمقراطي، فإن دعم هذا التقدم يجب أن يكون أولوية قصوى للولايات المتحدة. خلال العقد الماضي، كانت تونس هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي أحرزت تقدماً حقيقياً في الديمقراطية أو حقوق الإنسان، لذلك فدعم تونس والديمقراطية التونسية يجب أن يكون في مقدمة أولويات الولايات المتحدة.

3- يجب على الكونجرس أن يكافح بفعالية النفوذ الفاسد المستشري للديكتاتوريات القاتلة في واشنطن، وهذا يشمل جميع الأنظمة الاستبدادية في المنطقة، بما في ذلك أنظمة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وغيرها.

وعلى أعضاء هذه اللجنة أن يعارضوا بشدة إدراج شهود خلال أي جلسات استماع في الكونجرس يأتون من أي منظمة تمولها تلك الأنظمة الاستبدادية.

وبالإضافة إلى ذلك، يجب على الكونجرس تمرير تشريع يمنع أي شخص خدم في أي من السلطة التنفيذية أو التشريعية من العمل في مثل هذه المنظمات. وكذلك يجب منع أي شخص كان على جدول رواتب تلك الأنظمة الديكتاتورية من الخدمة في حكومتنا.

على الحكومة المصرية الطاغوتية إنهاء محاولة «استئصال» المجتمع المدني المستقل


الحكومة ولعبة الثلاث ورقات العبيطة

على الحكومة المصرية الطاغوتية  إنهاء محاولة «استئصال» المجتمع المدني المستقل


في محاولة لتجميل النظام، ستعقد الحكومة المصرية غذا الثلاثاء 4 مايو حلقة نقاش عبر الإنترنت مع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لمناقشة إطارها القانوني الوطني المتعلق بالمجتمع المدني، بما في ذلك القانون رقم 149 لسنة 2019 ولائحته التنفيذية –غالبًا ما يُشار إليه باسم «قانون منظمات المجتمع المدني». بصفتنا منظمات حقوقية مصرية مستقلة، نعرب عن قلقنا من طريقة تنظيم هذا النقاش؛ إذ يبدو منظمًا بطريقة تخفي الواقع الذي يواجه المجتمع المدني المستقل داخل مصر، وتتجاهل محاولات الحكومة المستمرة والمنهجية للقضاء على المنظمات الحقوقية المستقلة داخل البلاد.

القانون الحالي، رغم عدم توافقه مع الدستور المصري والالتزامات الدولية لحقوق الإنسان، إلا أنه يمثل إطارًا أقل تقييدًا نسبيًا، مقارنةً بالتشريعات السلطوية الأخرى التي تم سنها في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي. ورغم ذلك، فإن التركيز التقني على هذا القانون تحديدًا، دون الإشارة إلى السياسات والإجراءات الأوسع للحكومة المصرية تجاه المجتمع المدني المستقل، لا يوضح وضع المجتمع المدني في مصر بشكل دقيق. كما يحجب هذا النهج حقيقة أن القانون 149 لسنة 2019 يشكل جزءً صغيرًا في ترسانة التشريعات الصارمة والسياسات القمعية الهادفة للتخلص من كافة الجهات الفاعلة والأنشطة ذات الصلة بالمجتمع المدني المستقل داخل مصر.

علاوةً على ذلك، فإن التركيز التقني المحدود على قانون المنظمات غير الحكومية ومواده الخاصة يتغاضى عن حقيقة أن الهجمات والتدابير القمعية ضد المجتمع المدني في مصر غالبًا ما تُنفَّذ خارج أي مبرر أو إطار قانوني، فالسلطات الحكومية في مصر لا تحترم سيادة القانون. وأظهر رئيس الجمهورية نفسه مرارًا ازدرائه لأحكام الدستور؛ معللًا ذلك بكونها «كُتبت بنوايا حسنة» ولكنها غير مرتبطة بتشكيل سياسة الدولة. كما أعلن الرئيس في أكثر من مناسبة أن حقوق الإنسان العالمية قد تناسب الغرب، ولكنها غير قابلة للتطبيق في مصر. رغم أن الدستور المصري يقر بالالتزامات القائمة على المعاهدات والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان وتضمينها في التشريعات الوطنية.

في هذا السياق، سعى الرئيس السيسي والأجهزة الأمنية التي يسيطر عليها، على مدار السنوات السبع الماضية، للقضاء على المجتمع المدني بهجوم من القوانين القمعية والممارسات غير القانونية المستوحاة من عصابات المافيا. وتهدف هذه الممارسات إلى منع تشكيل وإدارة منظمات المجتمع المدني المستقلة، وأدت بشكل أساسي إلى شل المجتمع المدني المستقل داخل البلاد. ويمثل القانون الأخير للمنظمات غير الحكومية ولائحته التنفيذية استمرارًا للتهديد الوجودي الذي يواجه المجتمع المدني المستقل في البلاد، بدلًا من معالجة هذا الوضع. والواقع أن جميع المنظمات والأفراد تقريبًا الذين يحاولون فضح أو ضمان المساءلة عن انتهاكات حقوق الإنسان في مصر يتعرضون للسجن والتعذيب ضمن أشكال أخرى من الانتهاكات والاعتداءات.

علي سبيل المثال؛ السيد إبراهيم متولي أمين عام رابطة أسر ضحايا الاختفاء القسري، قُبض عليه في عام 2017 أثناء توجهه لجنيف للمشاركة في أعمال مجموعة العمل الخاصة بالاختفاء القسري بالأمم المتحدة، بدعوة منها. ولا يزال يقبع في السجن حتى اليوم على خلفية اتهامات ملفقة، لا صلة لها بقانون الجمعيات. تنفيذًا لإرادة الأجهزة الأمنية، التي تعلو فوق القانون والدستور، وتسخر الأجهزة القضائية لتنفيذ مشيئتها.

ويتواصل احتجاز المحامي محمد الباقر مدير مركز عدالة للحقوق والحريات، وسجنه منذ سبتمبر ٢٠٢٠، أثناء ممارسته واجبه الحقوقي في الدفاع عن سجين رأي آخر. الأجهزة الأمنية ذاتها اختطفت وأخفت إبراهيم عز الدين الباحث بالمفوضية المصرية للحقوق والحريات لأكثر من 165 يومًا وعذبته بالصعق الكهربائي أثناء استجوابه حول نشاطه الحقوقي. أيضًا الاعتداء الإجرامي بالضرب على الحقوقي جمال عيد مؤسس الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان في الطريق العام، وسرقة سيارته وتكسير وسرقة سيارة زميلة له بالمنظمة نفسها، لا يتعلق بانتهاك قانون الجمعيات الأهلية. الكثيرون غيرهم يجمع بينهم اتهامات بالانضمام لجماعة إرهابية وإشاعة أخبار كاذبة، وليس انتهاك قانون الجمعيات الأهلية.

في السياق ذاته، يواجه الحقوقي بهي الدين حسن مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان حكمًا غيابيًا بالسجن 15 عامًا صادرًا عن إحدى دوائر الإرهاب، ليس بتهمة انتهاك قانون الجمعيات الأهلية، بل بتهمة إشاعة أخبار كاذبة من خلال حسابه على «تويتر» تتصل بمواقفه الحقوقية، وبمشاركته في أنشطة في الأمم المتحدة باسم مركز القاهرة. ويواجه أكثر من 31 حقوقيًا وحقوقية قرارات بالمنع من السفر والتحفظ على الأموال، ومعرضين لأحكام بالسجن قد تصل إلى خمسين عامًا بسبب اتهامهم في القضية 173 لسنة 2011 والمعروفة باسم قضية التمويل الأجنبي. جدير بالذكر أن أحد أخطر الاتهامات الموجهة لهم هي مخالفة المادة 78 من قانون العقوبات –عدلها الرئيس السيسي في سبتمبر 2014– والتي تعاقب على التمويل سواء كان محليًا أو أجنبيًا بالسجن المؤبد.

جدير بالذكر أن محاولات الحكومة المصرية الأخيرة لتسليط الضوء على «التحسينات» في قانون المنظمات غير الحكومية، تأتي في أعقاب انتقادها في إعلان مشترك من 32 دولة بمجلس حقوق الإنسان في مارس الماضي، وفي سياق سعيها لتلميع صورتها أمام المجتمع الدولي. يتحتم على المجتمع الدولي وخبراء الأمم المتحدة مراعاة السياق الأوسع للقمع الوحشي الذي يواجه المجتمع المدني في أي نقاش مع الحكومة المصرية حول قانون المنظمات غير الحكومية وتنفيذه. إن تجاهل هذه الحقائق سيعد تشجيعًا للحكومة المصرية على مواصلة هدفها طويل المدى المتمثل في «استئصال» المجتمع المدني المستقل داخل البلاد.

المنظمات الموقعة:

مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان

كوميتي فور جستس

مركز النديم

مبادرة الحرية

المفوضية المصرية للحقوق والحريات

الجبهة المصرية لحقوق الإنسان

بـ”أوامر عليا”: الاحتجاز والعقوبة خارج نطاق القانون بسجن شديد الحراسة 2 بطرة


بـ”أوامر عليا”: الاحتجاز والعقوبة خارج نطاق القانون بسجن شديد الحراسة 2 بطرة


نشرت الجبهة المصرية لحقوق الإنسان اليوم الاثنين 3 مايو 2021 تقريرًا بعنوان: بـ “أوامر عليا” حول أوضاع الاحتجاز والعقوبة خارج نطاق القانون بسجن شديد الحراسة 2 بطرة، والذي يهدف لدراسة الحالة القانونية للسجن في ضوء توصيفه حسب قرار الإنشاء كسجن عمومي شديد الحراسة، على ما ينطوي عليه ذلك التوصيف من تناقض مبدئي بين فئتي السجون العمومية والسجون شديدة الحراسة، والتي لم يتعرض لها القانون المصري بالأساس. كما يسلط الضوء علي الانتهاكات الجسيمة التى يتعرض لها المحتجزون داخل هذا السجن، وذلك وفقًا لتوثيقات معمقة مع محتجزين سابقين وأسر محتجزين حاليين.

يناقش الفصل الأول إشكالية إصدار القرار بإنشاء سجن طرة 2 شديد الحراسة كـ”سجن عمومي شديد الحراسة،” وذلك باستعراض سريع لتعريف السجون شديدة الحراسة والإشكاليات الحقوقية بشأنها، وببحث نصوص القانون المصري الحاكمة لتنظيم السجون والعقوبات التي تنفذ فيها، وتحديد موقع سجن 2 شديد الحراسة منها في ظل كونه سجنا شديد الحراسة. أما الفصل الثاني فيستعرض الظروف المعيشية للمحتجزين ومدى تطبيق لائحة السجون بالسجن، وأساليب التعامل مع شكاوى السجناء وفعالية الرقابة أو الإضرابات في تحسين ظروف الاحتجاز بالسجن.

اعتمدت الجبهة المصرية في كتابة هذا التقرير على ثمان مقابلات هاتفية وكتابية مع أربعة محتجزين سابقين وأربع قريبات لمحتجزين سابقين أو حاليين بالسجن. واسترشد التقرير أيضا بالبيانات التي جمعتها الجبهة المصرية عن القضيتين 64 و123 عسكرية من خلال ما ورد بأقوال المتهمين في القضيتين أثناء تحقيقات النيابة. بالإضافة لذلك، اعتمد التقرير على نصوص قانون تنظيم السجون، وقانون العقوبات، ولائحة السجون، وبعض الأخبار الصحفية وتقارير المجلس القومي لحقوق الإنسان.

وخلصت الجبهة المصرية في نهاية التقرير إلى عدم صحة الأساس القانوني لقرار إنشاء السجن كسجن عمومي شديد الحراسة، لاختلاف النظم المتبعة داخل السجون شديدة الحراسة عن النظم المتبعة في السجون العمومية، ولكون النظم الأولى أشد صرامة من الأخيرة، ولأن القانون المصري نص على أنواع السجون بشكل واضح وليس من بينها السجون شديدة الحراسة. خلصت الجبهة المصرية أيضا إلى أن هذا التوصيف للسجن يتخذ وسيلة للتلاعب والتحايل على التصنيف القانوني للسجناء، ولاستهداف خصوم الدولة بتوقيع عقوبات خارج القانون حتى قبل صدور حكم قضائي بإدانتهم، دون أي إرادة لتفعيل الرقابة وحماية حقوق السجناء ومبدأ سيادة القانون.

للإطلاع على التقرير كاملًا مكون من 56 صفحة بصيغة PDF انتقل عبر الرابط الى موقع الجبهة ومنه الى رابط فرعى للتقرير

وفاة الطبيب رقم ٥٠٠ بالكورونا

وفاة الطبيب رقم ٥٠٠ بالكورونا

دي لحظة كبيرة ومهمة وجليلة وحزينة جدا. امبارح بالليل النقابة أعلنت وفاة الطبيب رقم ٥٠٠ بالكورونا. لحظة تستحق أن نتوقف ونفكر ونعزي أنفسنا كمجتمع فقد ٥٠٠ من طبيبات وأطباء في سنة واحدة بس وطبعا كتير منها كانت وفيات ممكن تفاديها. 


البقية في حياتنا وكل التحية والشكر والتعزية لأطباء مصر

ذكرى صدور قرار أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين التاريخي يوم 4 مايو 2016 ضد استبداد نظام حكم السيسي


ذكرى صدور قرار أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين التاريخي يوم 4 مايو 2016 ضد استبداد نظام حكم السيسي

فى مثل هذة الفترة قبل 4 سنوات، وبالتحديد يوم الأربعاء 4 مايو 2016، صدر قرار أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين التاريخي ضد استبداد نظام حكم السيسي، على خلفية اقتحام قوات وزارة الداخلية نقابة الصحفيين يوم الاحد أول مايو 2016 بدعوى القبض على صحفيين معتصمين بداخلها، ولا يمكن بحال بعد تطويع نقابة الصحفيين الآن بموظفي ومؤيدى السيسى صدور قرار مثله، ليس بسبب تغيير أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين مبادئهم فهم مظلومون وعلى مبادئهم ثابتين، ولكن مجالس نقابة الصحفيين المتعاقبة من مؤيدى السيسى منعت انعقاد أى جمعيات عمومية للصحفيين ضد استبداد السيسي، منذ نهاية عام 2016 وحتى اليوم 3 مايو 2021، وبالتحديد منذ يوم سقوط مجلس يحيى قلاش نقيب الصحفيين السابق ورفاقه الأبرار يوم الجمعة 17 مارس 2017 أمام قائمة مؤيدى السيسى، وتعاقب اكتساح مؤيدى السيسى كل انتخابات لنقابة الصحفيين من يومها وحتى الآن، الى حد ان نقيب الصحفيين فى مصر حاليا على مدار دورتين هو فى نفس الوقت رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المختصة بالطبل والزمر للسيسى، ونشرت يومها مقال على هذه الصفحة استعرضت فيه نص قرار أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين التاريخي، وجاء المقال على الوجه التالي: ''[ أطلقوا النفير العام فى أرجاء البلاد كما تريدون، وارفعوا رايات الظلم والطغيان فى كل مكان كما ترغبون، و انصبوا المشانق فى كل شارع وحارة وزقاق كما تشاءون، وشيدوا صفوفا لا تنتهي من السجون والمعتقلات كما تحلمون، ليس لتكدسوا فيها أعداء وخصوم الحاكم، بل لتكدسوا فيها أنصار ومؤيدى الحاكم، بعد أن اختار الاحرار ان يدخلوا سجون الحاكم الذين انتخبوه،  بدلا من ان يركعوا فى قصوره بعد أن انتخبوه، وأن يرسفوا فى أغلال القهر والاستبداد، من ان يرتضوا الخنوع والذل والهوان، ورفضوا الهجمة الشرسة علي حرية الصحافة لاخمادها، منارة الحقيقة المرة التى تصوب طريق الحكام بعيدا عن طريق الضلال ويسعى كل جبار لتكميمها، وفرضوا مطالبهم فوق جبروت الطغاة المستبدين، ورفضوا حكم الحديد والنار، وتمسكوا بتحقيق الديمقراطية الحقيقية ولست الهزلية التى تدور فى فلك السلطان وحواشية، والحريات العامة، وحرية الصحافة، والرأي، والفكر، والكتابة، ووقف سيف الإرهاب القمعي وتلفيق القضايا للخصوم بتهم مصطنعة وتكديس السجون بالاحرار، وتناقلت وسائل الإعلام قرار أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين التاريخي الصادر اليوم الأربعاء 4 مايو 2016 والذى تضمن: '' الإصرار على إقالة وزير الداخلية باعتباره المسئول الأول عن إشعال الفتنة الحالية، ومنع نشر اسم وزير الداخلية والاكتفاء بنشر صور "نيجاتيف"، ومنع نشر أخبار وزارة الداخلية نهائيًا إذا لم يتم إقالته، وإقامة دعوى ضد وزارة الداخلية لمحاسبة المسئولين عن حصار مبنى نقابة الصحفيين، ودعوة الصحف المصرية والعربية لنشر افتتاحيات تطالب بإقالة وزير الداخلية، وتسويد الصفحات الأولي الأحد المقبل، وعمل شارات سوداء في المواقع الالكترونية، ودعوة الصحف لتثبيت "لوجو" -لا لحظر النشر .. ولا لتقييد حرية الصحافة-، وبحث تنظيم إضراب عام لجميع الصحفيين، وتقديم الدولة المصرية بأعلى مستوياتها المتمثلة في رئاسة الجمهورية، اعتذارًا واضحًا لجموع الصحفيين عن جريمة اقتحام النقابة وما أعقبها من أحداث، والإفراج عن الصحفيين المحبوسين، وإصدار قانون منع الحبس في قضايا النشر، وإصدار قانون تنظيم الصحافة والإعلام الموحد معبرا عن الصحفيين وليس معبرا عن السلطة، ودعوة النواب لوضع تشريع يضع ضوابط لقرارات حظر النشر التي صارت تفرض فى قضايا الرأى العام الهامة، ودعوة القنوات الفضائية للتصدي للهجوم الضاري الذي يُشن ضد الصحافة، ومحاولات الوقيعة بين الصحفيين والشعب المصري، ورفض التلويح بتوجيه اتهامات قانونية لنقيب الصحفيين، باعتباره ممثلًا منتخبا للجمعية العمومية للنقابة، ودعوة كبار الكتاب للكتابة عن جريمة اقتحام مقر نقابة الصحفيين في مقالاتهم ومداخلتهم، ودعوة النواب لتقديم استجوابات وطلبات إحاطة للحكومة حول اقتحام النقابة، والتهديد بتقديم طلب لسحب الثقة إذا لم تتم إقالة وزير الداخلية، والترحيب بتضامن المؤسسات والهيئات العربية والعالمية المهتمة بالصحافة والإعلام، ورفض أي تدخل أجنبي في شأن الصحافة المصرية وعلاقتها بالدولة المصرية''. ]''.

يوم عقد أغرب جلسة محاكمة علنية فى تاريخ مصر


يوم عقد أغرب جلسة محاكمة علنية فى تاريخ مصر

يوم مرافعة دفاع لجنة الانتخابات الرئاسية عن المرشح الرئاسى حمدين صباحى ليس في الاصل دفاعا عن صباحى ولكن دفاعا عن السيسي فى الانتخابات الرئاسية 2014

فى مثل هذا اليوم قبل 7 سنوات، الموافق يوم السبت 3 مايو 2014، انعقدت أغرب جلسة محاكمة علنية تحت مسمى مؤتمر صحفى فى تاريخ مصر، والتى تم النظر خلال انعقادها مكونة من لجنة الانتخابات الرئاسية، فى مخالفات المرشح الرئاسى حمدين صباحى، وكان إدانة اللجنة صباحى يعنى استبعاده من الانتخابات، بعد كل ما بذل من جهود سلطوية لإيجادة للزينة وشعار سلامة الإجراءات فى الانتخابات، وبالتالي الإضرار بالسيسى بتمكينه بقوانين انتخابات مفصلة على مقاسه وإجراءات سلطوية كمرشح وحيد فى الانتخابات امام كومبارس وتعجيز بتقى المرشحين، والتشكيك فى إجراءات الانتخابات برمتها، وترافعت لجنة الانتخابات الرئاسية خلال جلسة المحاكمة فى المؤتمر الصحفى دفاعا بليغا عن صباحى، ورغم اعترافها خلال الجلسة باخطاء ومخالفات صباحى الجسيمة، الا انها استخدمت معه الرافة ورفضت ادانته و استبعاده من الانتخابات، بدعوى ان السيسي المرشح معة فى الانتخابات لم يتقدم بأي شكوى ضد مخالفاته الجسيمة وبالتالى بسقط حق محاسبتة، بالإضافة الى ما أسمته اللجنة اعتذار صباحى عن مخالفاته وقبولها اعتذاره، ونشرت يومها على هذه الصفحة مقال استعرضت فيه حرفيا نص مرافعة دفاع لجنة الانتخابات الرئاسية عن صباحى، ومنحة البراءة، وإسقاط مخالفاته وتجاوزاته الجسيمة، وجاء المقال على الوجه التالى: ''[ تحولت جلسة لجنة الانتخابات الرئاسية، و مؤتمرها الصحفي، الذي عقدته اليوم السبت 3 مايو 2014، لإعلان قرارها بشان مخالفات المرشح الرئاسى حمدين صباحى، لاحكام القانون، ودعايتة الانتخابية لنفسة واعلان برنامجة الانتخابى قبل الموعد القانونى المحدد بفترة 3 ايام، الى اعجوبة تاريخية، بعد ان سهرت اللجنة الليال الطوال، ونقبت فى ارتالا من كتب القانون والمواد، ليس لايجاد مواد عقوبات مخالفات وتجاوزات صباحى، ولكن لاستنباط مواد براءة صباحى، وترافعت اللجنة وقدمت دفاعا بليغا امام نفسها عن صباحى، سواء خلال اجتماع اللجنة، او فى محتوى بيانها الذى قامت بتوزيعة لاحقا، وجاءت مرافعة دفاعها عن صباحى لامثيل لها، لم يكن صباحى نفسة يستطيع الدفاع بها عن نفسة، مهما اوتى من طلاقة لسان، وجيش من المحامين، وجاءت مرافعة دفاع لجنة الانتحابات الرئاسية ليس اعجابا بصباحى، ولكن اعجابا بالسيسى، وضمان وجود مرشح -للزينة- فى الانتخابات ضد السيسى، حتى تكون وفق اسمها -انتخابات-، ومنع التشكيك فيها فى حالة وجود مرشح واحد يتيم بها متمثلا فى السيسى، وبرغم ادانة اللجنة باسلوب تراجيدى فى بداية بيانها صباحى، وتاكيدها فى نص بيانها خلال مؤتمرها الصحفى الذى عقدتة اليوم السبت 3 مايو2014، بالنص حرفيا قائلا: ''بمخالفتة أحكام الدعاية الانتخابية، الأمر الذى يمكن معة أن تطبق علية أحكام المادة 49/3 من قانون الانتخابات الرئاسية الصادر بالقرار بقانون رقم 22 لسنة 2014''، الا ان اللجنة الموقرة اتحفتنا بعد ادانتها لصباحى، بمرافعة دفاع بليغة دفاعا عن صباحى، وقالت اللجنة خلال ''مرافعتها'' فى بيانها: ''بأنه بالرغم من ادانة صباحى، إلا أن اللجنة، وبالنظر إلى وقوع المخالفة فى وقت، اسمتة اللجنة، ''ملتبس''، استوفى فيه المرشحان أوراقهما كاملة وصحيحة، ولم يستبعد فيه أحد، ولم يتقدم إليها أحد متظلمًا''، ''الأمر الذى قد يوفر لدى المرشح''، ما اسمتة اللجنة، ''اعتقادًا''، ''وإن كان غير صحيح''، ''إلى أن من حقه مباشرة الدعاية الانتخابية''، ''استنادًا إلى تحديد بدايتها بنص المادة (18) من قانون الانتخابات الرئاسية المشار إليه آنفًا''، ''فضلاً عن أن المرشح قد بادر إلى الاعتذار عن هذا الخطأ غير المقصود''، ''ونشرت وسائل الإعلام اعتذاره عن حضور مؤتمر آخر كان قد دُعى إليه، احترامًا للقانون''، واعلنت اللجنة فى بيانها، بعد ''مرافعة'' دفاعها البليغة عن صباحى، ''بانها، ومن هذا المنطلق، وقفت بالإجراءات القانونية عند هذا الحد، مكتفية بتوجيه الجميع إلى احترام أحكام القانون، وأحكام الدعاية الانتخابية، وعدم ارتكاب أى مخالفات، حتى يسير سباق الانتخابات الرئاسية بشفافية ونزاهة ودون معوقات''، ''وأنه لهذه الأسباب قررت اللجنة، حفظ الأوراق ضد المرشح الرئاسى حمدين صباحى"، ولم يكن ينقص سوى تصفيق حاد متواصل للجنة، وصيحات يحيا العدل الانفعالية، حتى يكتمل المشهد التراجيدى، وقد سبق قيام اللجنة بالموافقة لصباحى على اختيار رمز انتخابى غير مدرج، كما سبق لوزير العدل, فتح مكاتب الشهر العقارى بمحافظات الجمهورية، يوم الجمعة 18 ابريل 2014، برغم انة عطلة رسمية، لمساعدة صباحى بسحر ساحر خلال حوالى نصف ساعة، من جمع باقى توكيلاتة المؤهلة للانتخابات الرئاسية، قبل 24 ساعة من انتهاء الموعد النهائى للترشيح، وهكذا تتواصل المغامرات، ولم يبقى سوى كتابتها وتقديمها، ليس فقط فى كتب التاريخ، بل ايضا فى كتب الاطفال، ومسرح العرائس. ]''