الجمعة، 16 يوليو 2021

لا أيها الجنرال اللص مصر ليست عزبة ابوك

لا أيها الجنرال اللص مصر ليست عزبة ابوك


مصر ليست عزبة يتحكم فيها وينعم بخيراتها جنرال شارد جعل من فرماناته دستور يعلو فوق دستور الشعب، وارهاصاته قانون لا يقبل النقض، ونصب من نفسه في دستوره وقوانينه ولى أمر لشعب مصر العظيم، بل هى دولة شعب عريق تعدادة تجاوز 100 مليون نسمة، من هذا المنطلق يفترض شروع كبار المحامين بمصر فى الطعن أمام المحكمة الإدارية والمحكمة الإدارية العليا والمحكمة الدستورية العليا ضد سيل التعديلات والقوانين المشوبة بالبطلان التي سلقها الرئيس الجنرال عبدالفتاح السيسي، ومنها قانون السيسي الصادر يوم الاثنين، 16 يوليو 2018، بالمخالفة للدستور، بتوفير حصانة قضائية ودبلوماسية لكبار ضباط القوات المسلحة ومعاملتهم "معاملة خاصة" داخل البلاد وخارجها، ومنع التحقيق أو اتخاذ أي إجراء قضائي ضد من ينطبق عليهم هذا القانون عن أي فعل ارتكب أثناء تأديتهم لمهامهم، أو بسببها، في الفترة من 3 يوليو 2013 حتى 8 يونيو 2014، وقانون السيسي الصادر يوم الخميس، 26 يونيو 2014، بالمخالفة للدستور، بتمكين نفسه من تعيين رؤساء الجامعات وعمداء الكليات، بدل من النظام الذي كان سائدا بانتخابهم بمعرفة جمعياتهم العمومية، وقانون السيسي الصادر يوم السبت، 11 يوليو 2015، بالمخالفة للدستور، بتمكين نفسه من عزل وتعيين رؤساء وأعضاء مؤسسة الهيئات المستقلة والأجهزة الرقابية، التي يفترض أنها تراقب سلبيات أدائه وأداء حكومته ومساعديه وترفع التقارير وتقدم البلاغات بشأنها، وسلب تلك الصلاحيات من مجلس النواب، وقانون السيسي الصادر يوم الثلاثاء، 27‏ ديسمبر 2016، بالمخالفة للدستور، بتمكين نفسه من تعيين رؤساء ومعظم قيادات وأعضاء الهيئات التي تدير المنظومة الإعلامية بدلا من انتخابهم بمعرفة الجمعيات العمومية للمؤسسات الإعلامية، وقانون السيسي الصادر يوم الخميس، 27 ‏أبريل 2017، بالمخالفة للدستور، بتمكين نفسه من تعيين رؤساء الهيئات القضائية بدل النظام الذي كان سائدا على مدار حوالى سبعين سنة باختيارهم بمعرفة جمعياتهم العمومية وفق الأقدمية المطلقة، وقوانين السيسى بالهيمنة على الازهر ودار الاقتاء وجمع السيسى بقوانينة المشوبة بالبطلان بين سلطات المؤسسات التنفيذية والرقابية والإعلامية والقضائية والجامعية، وتغول بسلطات مؤسسة الرئاسية على سلطات مؤسسات الدولة الرقابية والإعلامية والقضائية والجامعية وانتهك استقلالها، وكاد أن يتفاقم الأمر بمشروع قانون تمكين السيسي نفسة من عزل وتعيين شيخ وأعضاء مؤسسة الأزهر الشريف، ومشروع قانون تمكين السيسي نفسة من عزل وتعيين رئيس وأعضاء مؤسسة المحكمة الدستورية العليا، لولا تلقى غالبية ائتلاف دعم السلطة في مجلس النواب تعليمات عليا بوقف إجراءات تمرير المشروعين، بعد ثورة غضب الشعب المصرى، حتى تلوح في الأفق الاستبدادي الفرص الانتهازية المناسبة لتمرير المشروعين مع غزوات قوانين استبدادية جائرة جديدة، هذا عدا فرض سيل من قوانين الاستبداد المشوبة بالبطلان ومنها قوانين الانتخابات والارهاب والمعلومات والطوارئ والصحافة وما يسمى تنمية الصعيد وغيرها كثير على منوالها، وانتشار الفقر وتدهور الأوضاع، ومطاردة المعارضين وسجنهم، انها مسيرة طاغوتية لن يوقف جموحها سوى الشعب واحكام القضاء.

أيها الحاكم الجبار انك لا تقود قطيع من الخراف

أيها الحاكم الجبار انك لا تقود قطيع من الخراف


أيها الحاكم الجبار افيدنا، على اى اساس استبدادي قمتم فى مثل هذا اليوم قبل 3 سنوات الموافق يوم الاثنين 16 يوليو 2018 بطبخ قانون الحصانة من المساءلة​ القانونية​ لكبار الشخصيات، وتكريس التمييز الطبقي بين الناس، مع كون المادة (53) في دستور 2014، تقضى بالحرف الواحد قائلا: ''المواطنون لدى القانون سواء، وهم متساوون في الحقوق والحريات والواجبات العامة، لا تمييز بينهم بسبب الدين، أو العقيدة، أو الجنس، أو الأصل، أو اللون، أو اللغة، أو الإعاقة، أو المستوى الاجتماعي، أو الانتماء السياسي أو الجغرافي، أو لأي سبب آخر، التمييز والحض علي الكراهية جريمة، يعاقب عليها القانون، تلتزم الدولة باتخاذ التدابير اللازمة للقضاء علي كافة أشكال التمييز، وينظم القانون إنشاء مفوضية مستقلة لهذا الغرض''.

أيها الحاكم​ ​الأشاوس​ دلنا، على اى اساس ​قمتم ب​إقرار مشروع قانون يوفر حصانة قضائية ودبلوماسية لكبار ضباط القوات المسلحة ومعاملتهم "معاملة خاصة" داخل البلاد وخارجها، ومنع التحقيق أو اتخاذ أي إجراء قضائي ضد من ينطبق عليهم هذا القانون عن أي فعل ارتكب أثناء تأديتهم لمهامهم، أو بسببها، في الفترة من 3 يوليو 2013 حتى 8 يونيو 2014، إلا بإذن من المجلس الأعلى للقوات المسلحة،

أيها الحاكم المغوار أعلمنا، لماذا لم تقوم​ طوال حوالى 8 سنوات من حكمك الاغبر​ بإنشاء مفوضية مستقلة للقضاء علي كافة أشكال التمييز، كما تقضي المادة (53) في دستور 2014، وبدلا من ذلك قمتم بطبخ قانون الحصانة من المساءلة ​القانونية ​لكبار الشخصيات​ العسكرية إلا بإذن من المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وتكريس التمييز الطبقي بين الناس،​ ​أيها الحكام الطغاة​​ ​حدثونا​،​ هل أصبح انتهاك الدستور والدهس علية، وتقويض إرادة الشعب والعدل والديمقراطية، عبر سيل قوانين انتهاك استقلال المؤسسات القضائية، والإعلامية، والرقابية، والجامعية، والازهر ودار الافتاء والإرهاب، والمعلومات، والطوارئ، والصحافة، والانتخابات، وما يسمى تنمية الصعيد، وغيرها كثير على منوالها، وانتشار الفقر وتدهور الأوضاع، ومطاردة المعارضين وسجنهم، سمة من سمات استبداد نظام الحكم القائم، انها مسيرة طاغوتية لن يوقف جموحها سوى الشعب وأحكام القضاء فى حالة استعادة استقلاله.

ما بين عصابة السيسي وعصابة الاخوان


ما بين عصابة السيسي وعصابة الاخوان


ماذا بعد إقرار قانون التمييز بين مواطنين درجة اولى مع مرتبة الشرف والامتياز، و مواطنين درجة ثالثة مع مرتبة ومخدة؟! والمتمثل في إقرار برلمان السيسى، فى مثل هذا اليوم قبل 3 سنوات الموافق يوم الاثنين 16 يوليو 2018، قانون يوفر حصانة قضائية ودبلوماسية لكبار ضباط القوات المسلحة ومعاملتهم "معاملة خاصة" داخل البلاد وخارجها، ومنع التحقيق أو اتخاذ أي إجراء قضائي ضد من ينطبق عليهم هذا القانون عن أي فعل ارتكب أثناء تأديتهم لمهامهم، أو بسببها، في الفترة من 3 يوليو 2013 حتى 8 يونيو 2014، إلا بإذن من المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وهل أصبحت فرمانات وقوانين الحصانة المشوبة بالبطلان لنظام حكم الإخوان والتى ادت الى سقوطه، هي الملهمة لنظام حكم الجنرال السيسي الذي اعتلى السلطة بزعم القضاء على استبداد الاخوان وسار فى النهاية عقب اعتلائه السلطة واستحواذه على مقاليد أمور البلاد على خطى عصابة الاخوان، إنها مصيبة كبرى قبل أن تكون كارثة قومية.

يوم فرض السيسي قانون شيطاني يعتبر جنرالات العسكر مواطنين من الدرجة الأولى يحرم محاسبتهم عن أي جرائم ضد الإنسانية يرتكبونها

يوم فرض السيسي قانون شيطاني يعتبر جنرالات العسكر مواطنين من الدرجة الأولى يحرم محاسبتهم عن أي جرائم ضد الإنسانية يرتكبونها

دور أحزاب الهوان الانتهازية التي كانت على مدار عقود معارضة وتحولت بالطابور الخامس وتجار السياسة فيها الى احزاب السيسى فى تمرير القانون الباطل بالأغلبية الكاسحة


أقر مجلس النواب المصري بشكل نهائي وفق نواهى و اوامر و تعليمات الجنرال عبدالفتاح السيسي الية، فى مثل هذا اليوم قبل 3 سنوات، الموافق يوم الاثنين 16 يوليو 2018، وسط تصفيق حاد وهتاف للسيسي، كارثة جديدة غير موجودة فى دول العالم كله حتى فى جمهورية الموز وبلاد الواق واق، بالمخالفة للدستور والقانون والمساواة بين الناس، وتكريس التمييز والعنصرية والتفريق بين المواطنين على أساس العنجهية و اعتلاء السلطات، بين مواطنين درجة اولى مع مرتبة الشرف والامتياز من جنرالات العسكر، و مواطنين درجة ثالثة مع مرتبة ومخدة من عموم الناس الغلابة، تمثل فى إقرار مشروع قانون يوفر حصانة قضائية ودبلوماسية لكبار ضباط القوات المسلحة ومعاملتهم "معاملة خاصة" داخل البلاد وخارجها، ويمنح القانون رئيس البلاد الحق في استدعاء هؤلاء القادة للخدمة مدى الحياة، كما أنه لا يسمح بمقاضاتهم أو التحقيق معهم إلا بإذن من المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ولا يجوز، بحسب القانون، الذي سيعمل به فور تصديق الرئيس عبدالفتاح السيسى عليه خلال اللحظات القليلة التالية ونشره في الجريدة الرسمية، التحقيق أو اتخاذ أي إجراء قضائي ضد من ينطبق عليهم هذا القانون عن أي فعل ارتكب أثناء تأديتهم لمهامهم، أو بسببها، في الفترة من 3 يوليو 2013 حتى 8 يونيو 2014، إلا بإذن من المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وهي الفترة التي اجتاح البلاد فيها العنف بعد الإطاحة بالرئيس الإخوانى محمد مرسي في عام 2013 وجاءت موافقة البرلمان على هذا القانون، بأغلبية كبيرة ضمت حتى احزاب الهوان الانتهازية التى كانت على مدار عقود معارضة وتحولت بالطابور الخامس وتجار السياسة فيها الى احزاب للسيسى وتصفيق حاد وهتاف حماسى غير مسبوق للسيسى، بينما رفضه ثمانية أعضاء فقط على خجل واستحياء شديد، ويسمح القانون، الذي يتضمن سبع مواد مفصلة بالمقاس عند اكبر ترزى للقصر الجمهورى فى مصر، بمعاملة كبار ضباط القوات المسلحة معاملة الوزراء، ومنحهم حصانة الدبلوماسيين أثناء سفرهم خارج البلاد، واصبحت مصر تدار بمعرفة الجنرال السيسى بشريعة غابة السيسى وسط سيل من تعديلات دستور السيسى الغير دستورية وتمديد وتوريث الحكم للسيسى ومنع التداول السلمى للسلطة وعسكرة البلاد وسيل من قوانين انتهاك استقلال المؤسسات القضائية والاعلامية والرقابية والجامعية والازهر ودار الافتاء، وقوانين الاستبداد التى تحمل مسميات الارهاب والمعلومات والطوارئ وفصل الموظفين وما يسمى تنمية الصعيد وغيرها كثير على منوالها، انها مسيرة طاغوتية شيطانية لن يوقف جموحها سوى الشعب واحكام القضاء فى حالة استعادة استقلالة.

عبد الناصر سلامة يكتب: افعلها وتنحى يا سيادة الرئيس


عبد الناصر سلامة يكتب: افعلها وتنحى يا سيادة الرئيس
نص مقال رئيس تحرير صحيفة "الأهرام" الحكومية السابق الكاتب عبد الناصر سلامة الذى طالب فية برحيل السيسى ومحاكمته بتهمة الخيانة العظمى بعد أن تنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية وحقول الغاز في البحر المتوسط الى إسرائيل واليونان وقبرص ومياه نهر النيل الى إثيوبيا عبر توقيعه على وثيقة استسلامه لها فى اتفاقية إعلان المبادئ وجبن عن ضرب سد النهضة وعجز عن حشد التأييد الدولي لدعم مصر ضد سد النهضة في مجلس الامن


 لماذا لا تكون لدى الرئيس عبدالفتاح السيسي الشجاعة الأدبية والأخلاقية، ويعلن مسئوليته المباشرة عن الهزيمة الثقيلة أمام إثيوبيا، وإضاعة حق مصر التاريخي في النيل، عندما منح الشرعية للسد موضوع الأزمة بالتوقيع على اتفاقية ٢٠١٥ المشئومة، (وكان يدرك عواقب ما يفعل)، ثم عندما منحه الشرعية مرة أخرى باللجوء لمجلس الأمن دون إعداد جيد، وقبل ذلك عندما تغاضى عن بدء البناء، ثم عندما عجز عن اتخاذ قرار عسكري يعيد القيادة الإثيوبية المتآمرة إلى صوابها، وأيضاً عندما فشل في حشد التأييد الدولي لقضية عادلة، على الرغم من إنفاق مليارات الدولارات بشراء السلاح وغير السلاح من الدول المؤثرة.  الأمانة والشجاعة تقتضيان خروج الرئيس إلى الشعب بإعلان تنحيه عن السلطة، وتقديم نفسه لمحاكمة عادلة، عن كل ما اقترفته يداه، من تنازل عن جزيرتي البحر الأحمر، وحقلي غاز البحر المتوسط، ومياه النيل، وإهدار ثروات مصر على تسليح لا طائل من ورائه، وتكبيل البلاد بديون باهظة لن تستطيع أبداً سدادها، وإشاعة حالة من الرعب والخوف بين المصريين بتهديدهم بنشر الجيش خلال ٦ ساعات، وتقسيم المجتمع طائفياً ووظيفياً وفئوياً بخلق حالة استقطاب غير مسبوقة، وسجن واعتقال عشرات الآلاف بمبرر ودون مبرر، وتحويل سيناء إلى مقبرة لجنودنا وضباطنا نتيجة إدارة بالغة السوء لأزمة ما كان لها أن تكون، ناهيك عن عشرات الاتهامات التي سوف تتكشف في أوانها.  ليتك ياسيادة الرئيس اقتنعت مبكراً بالحقيقة المؤلمة التي كشفت عنها جلسة مجلس الأمن، وهي ألاّ نصير لك في العالم، وما هذه أبداً بمصر على امتداد تاريخها القديم والحديث معاً، والأسباب تعلمها جيداً.  افعلها وتنحى يا سيادة الرئيس من أجل إنقاذ مصر إذا كنت بالفعل مصرياً، هي الحسنة الوحيدة التي سيذكرها لك العالم وتمحو من ذاكرتهم تهمة الانقلاب التي تؤرقك والتي كانت سبباً في معظم التنازلات الخارجية، افعلها حتى يكون لدى القوات المسلحة حرية التصرف قبل فوات الأوان، وسوف تجد هذه القوات دعماً غير مسبوق من كل فئات الشعب إن هي فعلت ما يجب، مع الوضع في الاعتبار ألّا شرعية لأحد لم يدافع عن النيل.  يكفي أن الأُمَّة المصرية قد شاهدت، كما شاهد العالم أجمع، أن رئيس مصر كان يمتطي دراجة هوائية للتنزه في مدينة العلمين الجديدة بالتزامن مع جلسة مجلس الأمن التي كانت تناقش قضية مصر الوجودية، في استخفاف بالغ بشعب، كان يتابع الأحداث على الهواء مباشرة عبر شاشات التليفزيون، بمشاعر من الغضب والحزن على ما سيؤول إليه مصير أبنائهم وذرياتهم، من التعامل مع مخلفات الصرف الصحي في الطعام والشراب، وحتى الوضوء.  سوف نستبعد نظرية المؤامرة، والخيانة، والعمالة، وكل ما هو مطروح في الشارع حالياً، نأمل فقط أن تستطيع إثبات أن الموضوع كان مجرد خطأ في التقدير نتيجة حُكم الفرد والانفراد بالقرار، حين ذلك لن تكون هناك العقوبة القصوى، رغم إنني شخصياً أشك في ذلك.  افعلها وتنحى فو.راً دون إضاعة مزيد من الوقت، وإذا لم يكن من أجل مصر، فمن أجلك أنت، أُكرر: من أجلك أنت، ذلك أن عمليات التغييب والخداع لم تصمد أبداً في كل الديكتاتوريات التي مر بها العالم، لابد لها أن تتآكل شيئاً فشيئاً، حتى وإن دامت طويلاً بكتائب ولجان إلكترونية فاشلة، وهيمنة على إعلام بائس

الخميس، 15 يوليو 2021

الحلقة الخامسة​ من يوميات 19 شهرًا من الحبس الاحتياط التي يوثق فيها الصحفي خالد داود، الرئيس السابق لحزب الدستور شهور اعتقاله .. " أنت في الإيراد" .. الحلقة ​الخامسة​ (​5)


الحلقة الخامسة​ من يوميات 19 شهرًا من الحبس الاحتياط التي يوثق فيها الصحفي خالد داود، الرئيس السابق لحزب الدستور شهور اعتقاله .. " أنت في الإيراد" .. الحلقة ​الخامسة​ (​5)


أصعب فترة على الإطلاق في شهور الحبس التسعة عشر هي ما يسمى بـ"الإيراد"، وهي الصفة التي يتمتع بها المحبوس عندما "يرد" إلى محبسه.


يبدأ الإيراد لحظة دخول السجن، وفقًا للائحة السجون، ويمتد طوال 11 يومًا لا يحق خلالها للسجين التريض، ولا تلقي زيارات أو أطعمة أو ملابس من الخارج. وبما أني، كما غالبية السجناء، دخلت الزنزانة دون أية متعلقات شخصية، كان كل ما لديَّ هو السترة البيضاء المتسخة التي تسلمتها من إدارة السجن، وغيار داخلي وشراب.


عملية مرور 24 ساعة 11 مرة في زنزانة ضيقة ليس بها مكان للحركة دون ملابس ولا أدوات نظافة أساسية ولا طعام من الخارج ولا كوبونات شراء أطعمة من كافيتريا السجن لها هدف. "الإيراد" ببساطة هو "حفلة الاستقبال" أو "حفلة التكدير" التي تؤكد انتقالك من حياتك اليومية الطبيعية إلى حياة السجن بكل ما فيها مصاعب.


طول فترة الإيراد لا تحددها اللوائح فقط، ولكن الأهم قرار ضابط الأمن الوطني المقيم في سجن ليمان طرة والذي بيده كل ما يتعلق بالسجناء السياسيين. يقول المسؤولون في الخارج بثقة كاملة "لا يوجد في مصر سجناء سياسين؛ بل متهمين في قضايا جنائية". ولكن خلف أسوار السجن نحن "سجناء سياسيين" نقيم في "عنابر السياسي" بأرقامها المختلفة، ويتم تقسيمنا بين عنابر الإخوان والجماعات الإسلامية الأخرى من داعش والقاعدة والجماعة الإسلامية والجهاد، وعنابر لسجناء التيار المدني. وإن كان يحدث في بعض الأحيان إيداع سياسيين من التيار المدني مع آخرين من سجناء الإخوان لأن سجناء التيار المدني أقل بكثير من جماعات الإسلام السياسي.


صاحب القرار أراد أن تمتد "فترة الإيراد" الخاصة بي 15 يومًا، لم أخرج خلالهم من الزنزانة سوى مرة واحدة في اليوم التالي لدخولي السجن، التقطوا لي الصورة الشهيرة التي يمسك فيها السجين بلوحة خشبية صغيرة مكتوب عليها رقم طويل بالطباشير، وأخذوا بصماتي بالطريقة القديمة؛ غمسوا أصابعي كلها في الحبر الزفر ثم بصمت على الأوراق.


وبالطبع بعد نحو ثلاثة أيام من البهدلة، لم يكن من الممكن أن تكون صورتي في أوراق السجن جيدة. ربما كنت أشبه مجرمًا عتيًا، ومن العبث تخيل أن أي سجين سيبدو مبتسمًا في هذه الصورة. حاولت فعلًا أن ابتسم لكي أزعم أني أقوى من الظروف وأني ابن مصر وضد الكسر، ولكن فشلت.


ولأن كل شيء في هذه التجربة كان جديدًا، كانت الأيام الأولى مخصصة لاستكشاف المكان ومعرفة كيف ستسير الأمور، وكيف سيمضي اليوم، ومن هم السجناء في الـ 16 زنزانة التي تشكل معًا "عنبر 1 سياسي".


كل زنزانة هي أشبه بغرفة صغيرة وربما لكي يخفف السجناء من واقعهم قليلا يسمونها "أوضة". رفضت ذلك تمامًا وأصريت على استخدام كلمة "زنزانة" لأنها كذلك بالفعل. زنزانة بشباك صغير بقضبان وحوائط متسخة صفراء وعناكب تنسج خيوطها في كل ركن. سيسقط على رأسك العنكبوت. لا تنزعج. تناوله بيدك وأزحه بعيدًا. لم أكن أحب قتل العناكب.


كانت هناك ثماني زنازين في كل صف، يفصل بينهم ممر صغير يسمى "الأنبوبة" به عدة ثلاجات و"ديب فريزر" يحفظ فيه السجناء أطعمتهم التي تأتي في الزيارات أو ما يقومون بشرائه من لحوم ومواد مجمدة من كافيتريا السجن. وجود نحو ثلاجتين وثلاثة ديب فريزر في الأنبوبة كان يعكس أن غالبية نزلاء العنبر ميسوري الحال نسبيًا.


في فترة ما كان العنبر يضم سجناء سياسيين فقط، ولكن بدأت إدارة السجن تسكين المدانين من الضباط والقضاة ووكلاء النيابة في قضايا جنائية مختلفة في نفس العنبر حتى أصبحوا هم الأغلبية.


حرص جميع نزلاء العنبر على البقاء فيه وعدم الانتقال منه لأنه من "العنابر المميزة" أو "عنبر خمس نجوم" كما كان يذكرني دائما ضابط الأمن الوطني. في عنبرنا كل الزنازين لا تسع سوى ثلاثة أفراد فقط، وبها أسرة (حتى لو كانت سقف الحمام)، وبها حمام افرنجي.


أما العنابر والزنازين الأخرى فكانت أكبر وربما يقيم بها بين 15 وعشرين شخصًا، وقد ينام بعض السجناء على الأرض، ومن المعتاد أن يكون الحمام "بلدي"، أي تلك الحفرة في الأرض. ولعل أهم ميزة لدينا على الإطلاق كانت الدش الذي تتدفق منه مياه ساخنة. المياه الساخنة في السجن رفاهية كبيرة لأن البديل هو استخدام وسائل بدائية لتسخين المياه، مثل وصل سلكين بالكهرباء وتغطيتهما بورق فضي وتغطيسهما في المياه، وهو ما قد يؤدي إلى صعق نزلاء بالتيار الكهربائي أحيانًا.


عندما وصلت السجن ليلة 25 سبتمبر/ أيلول 2019، لم يكن هناك سوى ثلاثة زنازين في العنبر تضم سجناء سياسيين فعلًا. الزنزانة المقابلة لي تمامًا، كانت تضم ثلاثة متهمين من "قضية الأمل" لم أكن أعرف أيًا منهم، ولكن عرفت أن من بينهم "أدمن" صفحة "احنا آسفين يا ريس" التي تم إنشاؤها لدعم الرئيس المخلوع الراحل حسني مبارك ونجله جمال في أعقاب ثورة 25 يناير 2011.


وكان وجود أدمن "آسفين يا ريس" ضمن "قضية الأمل" التي ضمت أصدقاء مقربين مثل حسام مؤنس وهشام فؤاد وزياد العليمي هو دليل آخر على مدى لا معقولية تلك القضية التي اتسعت لمتهمين من مختلف الأطياف من قيادات إخوانية وتيار مدني ورامي شعث المسؤول عن فرع حركة مقاطعة وسحب الاستثمارات من إسرائيل (BDS) في مصر.


كما تواجد في العنبر أستاذي والمناضل اليساري الشهير كمال خليل الذي عرفته منذ كنت طالبًا جامعيًا في منتصف الثمانينات من القرن الماضي، وكان يبهرني دائما بهتافاته البسيطة المباشرة وابتسامته التي لا تفارق وجهه. وأخيرا كانت زنزانة الزميل الصحفي ابراهيم الدراوي الذي كان على وشك مغادرة السجن بعد أن قضت محكمة النقض بإلغاء حكم السجن المؤبد الصادر بحقه وبرّأته بعد ست سنوات من الحبس.


السجناء الأقدم في العنبر كانوا يعرفون ما سنمر به من ظروف، وقواعد فترة الإيراد. في صباح اليوم التالي لدخول العنبر، كان أول من تحدثت معه همسًا لمحاولة معرفة الوضع هو صديقي طوال فترة الحبس، ولاحقًا رفيق الزنزانة لنحو شهرين؛ علاء عصام. عرفت منه أنه أثناء الإيراد ليس مسموحًا لأي من السجناء الآخرين التعامل أو الحديث معنا، أو منحنا أي شيء يساعدنا على التأقلم مع الظروف الجديدة، لا طعام ولا سجائر ولا حتى أدوات طعام ورقية أو بلاستيكية.


في الصباح الأول، سلمني أحد السجناء من أصحاب الزي الأخضر (مجندين متهربين) كيسًا بلاستيكيًا (كيس تلاجة) به فول وبعض أرغفة الخبز، أول وجبة نتناولها في السجن. لم نعرف كيف نتصرف أنا وحسن نافعة وحازم حسني بكيس فيه فول. ولكن السجن يعلمك التصرف والتأقلم مع كل الظروف. اقطع لقيمات من الرغيف، افتح الكيس وتناول الفول مباشرة، بس كده. الأمر نفسه حدث مع كيس الرز الأبيض المسلوق وشوربة العدس الشهيرة. انتظر قليلا حتى يبرد العدس، ارفع كيس التلاجة عاليا مع الإمساك بطرفه فقط لكي تتحكم في الكمية التي ستنزل في فمك، واستمتع بالهناء والشفاء. لك قطعة لحم واحدة مرتين في الأسبوع. بايدك طبعا وشد جامد لأن اللحمة مش مستوية أوي.


زميلي الصحفي الدراوي الذي كان على وشك الخروج من السجن خلال أيام كان المنقذ الأعظم في أيام "الإيراد" الأولى. لم أكن أعرفه شخصيًا، كما لم أكن أعرف أيًا من السجناء السياسيين، في ما عدا الأستاذ كمال خليل، وبالطبع لم أعرف أيًا من السجناء الجنائيين، في ما عدا اسم محافظ المنوفية السابق المدان بالرشوة وغسيل الأموال، والذي قرأت تفاصيل قضيته في الصحف. منحني الدراوي من الفتحة الصغيرة في باب الزنزانة الحديدي، والمعروفة "بالنضارة"، شبشب زنوبة بعد أن عرف بمصادرة حذائي عند الدخول، وصابونة لغسيل الوجه، وكانت هدية غالية جدًا لأنني سأتمكن أخيرًا من الاستحمام.


ولكن كيف تجفف جسمك بعد الاستحمام الأول في السجن؟ بسيطة. أولا قم بغسيل السترة التي سلمتها لك إدارة السجن جيدا، انتظر قليلا حتى تجف -وهي تجف بسرعة جدا لسبب لم أفهمه- ولا بأس أن تقضي تلك الفترة بملابسك الداخلية، بعدها يمكنك أن تستحم وتستخدم السترة لتجفيف جسدك. عندما تجف السترة وترتديها، ستتمكن من غسيل ملابسك الداخلية. لا تهتم بغياب المشط وعدم تسريح الشعر. لن ترى أحدًا ولن يراك أحد.


أغلب الرجال المصريين لا يعرفون كيف تُغسل الملابس بسبب تدليل الأمهات والزوجات، لكن لا بأس: اغمر ما تريد غسله بالمياه مع دعك المناطق المختلفة بيدك كما شاهدت في الأفلام السينمائية. لكن لا تفرط كثيرا في الدعك لأنه مع الوقت ستفاجأ بجروح مختلفة في أصابعك، خاصة بعد انتهاء الإيراد وبدء استخدام مسحوق الغسيل ومواد التطهير. وعندما تطول فترة إقامتك في السجن، ستكتشف أن هناك نزلاء جنائيين يقومون بـ"مشاريع صغيرة" منها شراء غسالة للملابس على نفقتهم وغسيل ملابس النزلاء الآخرين بمقابل بسيط نسبيًا.


تتالت الهدايا من نضارة الزنزانة وكانت كلها ثمينة جدًا: ملعقة بلاستيك، أكواب من الورق، وأخيرًا طبق بلاستيك واحد قديم متهالك. إذا كنت تقيم مع آخرين في الزنزانة، ستضطر لانتظار زميلك لكي يأكل في الطبق الوحيد باستخدام الملعقة الوحيدة، قبل أن تغسلهما وتستخدمهما مجددًا. وكان هناك أيضا سجائر طائرة تنهمر من "النضارة" لا نعرف من ألقاها، سجائر من كل الأنواع وأكثرها كليوباترا. كنت المدخن الوحيد في الزنزانة، وكانت سعادتي بالغة.


كان حلمي هو الحصول على كوب شاي أو قهوة ساخنة في الصباح. ولكن السماح لك بإدخال سخان كهربائي لتسخين المياه (كاتيل) في الزنزانة لن يحدث سوى بعد انتهاء الإيراد. كانت التعليمات الصادرة للنزلاء عدم التعامل معنا مطلقا، وكلما شكوت لـ"المسير" هذه الإجراءات المتشددة وطلبت منه التحدث مع الضابط المسؤول، يكون الرد "أنت في الإيراد. ملكش أي حاجة غير التعيين"، وهو طعام السجن.


ورغم أن غالبية النزلاء كانوا محترمين للغاية في التعامل معنا ويحاولون المساعدة، فهناك دائما الخشية من سجين أو اثنين ينقلون كل ما يحدث داخل العنبر للضباط، مما قد يسبب المشاكل لمن يرغب في المساعدة. وبالتالي يتطلب الحصول على كوب شاي ساخن أو كوب صغير من القهوة ترتيبات وتخطيطًا قد يستغرق ساعة أو ساعتين. انتظر على فتحة النضارة في باب الزنزانة، ثم ابدأ في انتظار أي نزيل يمر أمام زنزانتك في فترة التريض، وابدأ في "البسبسة" او النداء عليه بصوت منخفض، "بس. بس. لو سمحت، لو سمحت" سيتجاهلك واحد او اثنين او ثلاثة. صبرًا. سيأتي الرابع ويقف دون أن يوجه رأسه نحوك ليسمع ما تطلب. "ممكن كباية شاي سخنة لو سمحت" سينظر زميلك حوله لكي يتأكد أن لا أحد يراقبه، ولو كان لطيفا سيرد "حاضر، ححاول".


في "الإيراد"، ولأنه لا يوجد أمامك بديل، ستأكل كل ما يصلك من "تعيين السجن" وهو ما يتم توزيعه مجانا على السجناء، مثل "الجراية" وهو خبز من فرن السجن، والفول، وعلب الجبنة البيضاء، والخضروات كالطماطم والخيار والجزر والبصل، ووجبات الغداء من رز مسلوق وشوربة عدس أو خضار مطبوخ احيانا كالبطاطس والفاصوليا البيضاء، بجانب قطعتي اللحم أسبوعيًا.


ولكن في اليوم الأخير قبل خروج الدراوي منحنا هدية عظيمة أخرى: صينية فراخ بالبطاطس تلقاها في آخر زيارة من أسرته، أقمنا لها في زنزانتنا احتفالا يليق بمقامها الرفيع، وكان ذلك في اليوم الخامس لسجننا. كانت سعادتي بالغة يومها وأنا أرفض "التعيين الميري" في أكياس التلاجة التي أقسمت ألا أعود لاستخدامها طوال حياتي بعد الخروج من السجن. محدش يقولي "زي ما انت"، ومحدش يديني حاجة في كيس تلاجة. كابوس.

الأربعاء، 14 يوليو 2021

بالفيديو.. الولايات المتحدة الأمريكية توجه رسالة تحذير إلى الجنرال السيسي للكف عن استبداده ضد الناس فى مصر



بالفيديو.. الولايات المتحدة الأمريكية توجه رسالة تحذير إلى الجنرال السيسي للكف عن استبداده ضد الناس فى مصر


أعلنت الولايات المتحدة الامريكية ، عبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ، نيد برايس ، مساء اليوم الاربعاء 14 يوليو 2021 ، كما هو مبين فى مقطع الفيديو المرفق ، أنها أبلغت السلطات المصرية بأنها قلقة من استمرار  الاعتقالات ومنهج الاستبداد الذى تعصف فية بالنشطاء والحقوقيين والأكاديميين والصحفيين والباحثين والسياسيين المعارضين والمنتقدين واستهدافها بأعمال البطش ممثلي المجتمع المدني وقرارات الاتهام والمضايقات ضد قادة المجتمع المدني المصري بما في ذلك لائحة اتهام المدير العام للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية حسام بهجت.

وقررت النيابة العامة المصرية إحالة بهجت، مدير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، للمحاكمة بعد اتهامه بإهانة الهيئة الوطنية للانتخابات بتدوينة عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" العام الماضي.

وسبق أن ذكر البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، شدد خلال اتصال مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في 24 مايو، على أهمية إجراء حوار بناء بشأن حقوق الإنسان في مصر.

وأكدت إدارة بايدن مرارا عزمه طرح قضية حقوق الإنسان خلال المحادثات مع الدول الشريكة التي تواجه انتقادات بسبب تعاملها مع هذه القضية، بما في ذلك مصر والسعودية.