الجمعة، 13 أغسطس 2021

الحلقة الثامنة من يوميات 19 شهرًا من الحبس الاحتياطي التي يوثق فيها الصحفي خالد داود، الرئيس السابق لحزب الدستور شهور اعتقاله .. "عندك مطلب غير إخلاء السبيل؟" .. الحلقة الثامنة 8


الحلقة الثامنة من يوميات 19 شهرًا من الحبس الاحتياطي التي يوثق فيها الصحفي خالد داود، الرئيس السابق لحزب الدستور شهور اعتقاله .. "عندك مطلب غير إخلاء السبيل؟" .. الحلقة الثامنة 8

 

كانت أول جلسة لتجديد حبسي قصيرة نسبيًا. صعدت من الحبسخانة مقيدًا من يدي اليسرى مع سجين آخر في طابور من نحو عشرين سجينًا حتى الطابق الرابع حيث مكتب السيد وكيل النيابة. وجدت المحامي والصديق خالد علي ومعه مجموعة من المحامين في بهو مبنى نيابة أمن الدولة العليا قبل صعود بقية الطوابق. وكانت سعادتي بالغة لرؤيتهم للمرة الأولى منذ سجني.

خالد علي له ابتسامة عريضة تبعث على الأمل ولسان حاله "شد حيلك واجمد". وإلى جواره وقفت الصديقة العزيزة داليا زخاري التي لم تمارس المحاماة منذ سنين، ولكنها قررت ارتداء الروب الأسود الشهير ثانيةً لكي تحضر معي التحقيق أمام النيابة، وكذلك المحامون والأصدقاء أحمد فوزي وأحمد راغب ومحمد عبد العزيز وراجية عمران ومختار منير وفاطمة سراج وآخرون أقدرهم كثيرًا وأشعر بالامتنان البالغ لما قاموا به من جهد تطوعي.

من يمارس السياسة في مصر، والصحافة كذلك، لا بد أنه يعرف الكثير من المحامين. ولكن رؤية هذه الكتيبة المتطوعة دائمًا من المحامين الأصدقاء كان لها أثر بالغ في نفسي. مقابل كل هذا الدعم، شعرت أن عليَّ أن أبدو متماسكًا وصلبًا أمام الجميع، رغم ما كنت أشعر به من صدمة وإرهاق وقلق بالغ على والديَّ وابني الوحيد. ولأنني كنت ناشطًا سياسيًا يساريًا منذ أيام الجامعة، تلبستني روح النضال مجددًا ورفعت يدي الخالية من الكلابش عاليًا بعلامة النصر ورسمت ابتسامة عريضة على وجهي صاحبتها نظرة ثقة وتصميم. ولكن لم أجد في نفسي ما يكفي من الشجاعة لكي اهتف "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية" أو "عاشت ثورة 25 يناير".

استخدم المحامون المصعد للوصول للطابق الرابع، بينما واصل طابور السجناء الصعود على السلالم. أمرنا الشاويشية بالجلوس على الأرض أمام مكتب وكيل النيابة مع تنبيه صارم بعدم الحديث مع المحامين، ولكن طبعًا مع مرور الوقت بدأنا معهم الحديث همسًا وبالإشارة، قبل أن تعلو الأصوات تدريجيًا وتتداخل حتى تصدر صيحة أخرى من مخبر أو شاويش تذكرنا بأن الكلام ممنوع مع التهديد بإعادتنا للحبسخانة.

نظرت لصديقتي داليا وابتسامتها العريضة. أشرت لها بأسف على الكلابش في يدي، ولكنها أشاحت بيدها قائلة "مش مهم". ولكن لفت انتباهها "السترة" المزرية التي ارتديها ولحيتي البيضاء الطويلة وشبشب الزنوبة في قدميّ. شرحت لها أنه لم يتم السماح بعد بدخول ملابس في الزيارة أو استخدام خدمات حلاق السجن. كما اطمئنيت منها على صحة والدي وأطلعتني أنه بدأ في تلقي حقنة هرمونية كل شهر لمحاصرة خلايا سرطان البروستاتا اللعينة. وفهمت منها أن ابني، باسم، لم يعرف حتى الآن أنني في السجن على أمل أن أخرج إليه قريبًا، وأن الرواية الرسمية ما زالت أنني سافرت في مهمة صحفية تستغرق شهرًا أو أكثر.

وبعد ساعة أو أكثر، سمعت اسمي الثلاثي إيذانا بدخولي لوكيل النيابة. لفت انتباهه بالطبع العدد الكبير من المحامين الذين أثبتوا حضورهم معي، وطلب مني الجلوس على مقعد مقابل له. وبعد أن أعاد قراءة الاتهامات الثلاثة "مشاركة جماعة ارهابية في تحقيق أهدافها، ونشر أخبار كاذبة، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي"، سألني "عندك مطلب تاني غير إخلاء السبيل؟". ولما رددت بالنفي طلب مني التوقيع على المحضر.

طلب المحامون أن يطلعوا على محضر الضبط والإحضار وتحقيقات النيابة وتفاصيل الاتهامات، فكان رد السيد وكيل النيابة أن يكتبوا طلباتهم للعرض على رئيس النيابة. وعندما سألني وكيل النيابة إذا كان لديَّ أي مطالب تتعلق بظروف المعيشة داخل السجن، طلبت منه أن يسمح لي بدخول حذاء. استغرب وكيل النيابة وسألني عن ما أرتديه في قدمي. قمت سريعًا بخلع الزنوبة من قدمي وعرضته أمام المحقق، وقلت "دا سيادتك"، فوعدني بالنظر في الأمر.

ثم كان الطلب الذي تكرر بعد ذلك في الجلسات العشر المقبلة التي عقدت على مدى 150 يوما، وهو أن يتم السماح للمحامين بالحديث معي لخمس دقائق بعد انتهاء التحقيق، ووافق السيد وكيل النيابة. أحيانًا كانت الموافقة أن تكون المحادثة في الممر خارج مكتبه، وأحيانًا كان يصمم أن يتم الحوار أمامه في المكتب.

طلبت من المحامين إبلاغ كل أنواع السلامات لوالدي، وأن يؤكدوا له أنني متماسك وبصحة جيدة، وإبلاغ أشقائي بضرورة دفع مصاريف مدرسة ابني، وكذلك التواصل مع كل الجهات الممكنة في نقابة الصحفيين ومؤسسة الأهرام والجامعة الأمريكية في القاهرة لكي يدفعوا نحو إطلاق سراحي. وتناقشت مع خالد علي في ما يمكن فعله بشأن سيارتي حيث أن مصادرتها من قبل قوة الضبط لم تكن مثبتة في محضر النيابة، ووعدني أن يبحث الأمر مع الزميل محمد سعد عبد الحفيظ عضو مجلس نقابة الصحفيين، وهو ليس مجرد عضو في مجلس النقابة، بل صديق شخصي ألتقيه تقريبًا كل يوم في المقهى الذي نرتاده في الزمالك. سعد نقابي بطبعه ويحب المهنة وخدمة الصحفيين من كل الاتجاهات بلا كلل، وكنت واثقا أنه سيفعل ما في وسعه لمساعدتي.

عرفت القرار من أمين الشرطة المسؤول عن الترحيلة بعد رجوعي السجن؛ كما هو متوقع تم تجديد حبسي لمدة 15 يومًا.

قبل كل جلسة تجديد كل 15 يومًا، كان يدور نقاش بيننا في الزنزانة ومع بقية السجناء السياسين حول ما سنقوله في تحقيق النيابة، البعض كان يتمسك بضرورة الإدلاء بأقوال مفصلة أمام النيابة وإثباتها في المحضر يدافع فيها سياسيا وقانونيا عن نفسه، بجانب ما سيقوله المحامين. أما المحامين فكانوا يحذروننا بصرامة بضرورة الحضور لأن الغياب عمدًا قد يعرضنا للاتهام بـ"إهانة القضاء" في وقت لا تنقصنا فيه اتهامات جديدة. وذات مرة قال لي أحد زملاء السجن أنه مصمم أن "يسجل للتاريخ" أقواله أمام النيابة. لم استطع منع نفسي من الضحك وأنا اتخيل جبالًا من ملفات آلاف السجناء في مقر النيابة مليئة بأقوالنا وكيف ستتعامل "فئران التاريخ" مع كل هذا الكم من الأوراق المكتوبة بخط اليد.

وكان هناك آخرون يتمنون عدم الحضور أمام النيابة لتجنب عذاب الترحيل والحبسخانة يوم التجديد، وتجنب قضاء ساعات الانتظار الطويلة في مناقشات عقيمة مع السجناء من جماعة الإخوان حول السنة التي قضوها في الحكم و30 يونيو* وخطأ الأحزاب المدنية في دعم 3 يوليو** من وجهة نظرهم. وكان الرد دائما تذكيرهم أن من قام بتعيين وزير الدفاع في سنة حكم الإخوان هو الرئيس الراحل محمد مرسي نفسه، وأنهم أول من ترك ميدان التحرير أثناء ثورة 25 يناير للتفاوض سرًا مع عمر سليمان مدير المخابرات ونائب الرئيس آنذاك في عهد مبارك، إلى جانب تخليهم عن كل وعودهم بالسعي للعمل مع كل "القوى الوطنية" لتشكيل حكومة تعمل على تحقيق أهداف ثورة يناير وكتابة الدستور بشكل مشترك، بدلًا من إصدار إعلان دستوري في نوفمبر 2012 منح مرسي والإخوان سلطات لا يتمتع بها سوى الديكتاتور الأعظم رئيس كوريا الشمالية.

في البداية، كنت أهتم كثيرًا بتسجيل أقوالي أمام المحقق في جلسات التجديد والتشديد على المطالبة بمعرفة تفاصيل الاتهامات، وتحديد اسم الجماعة التي أنا متهم بمشاركتها في تحقيق أهدافها مع استعراض سجلي في معارضة جماعات الإسلام السياسي عموما ومحاولة الاغتيال التي تعرضت لها بعد الاطاحة بالرئيس الراحل مرسي.

وكنت أطالب باستعراض الأخبار الكاذبة التي نشرتها لكي أوضح بخبرتي الصحفية الممتدة 30 عامًا كيف أنني لم أقم أبدًا بنشر أخبار بل آراء تعليقًا على الأخبار في إطار القانون والدستور، وكذلك طالبت بتوضيح المقصود بـ"إساءة استخدام وسائل التواصل" حيث أنه لا يوجد دليل رسمي يوضح لنا الطرق الصحيحة لاستخدام تلك الوسائل.

ولكن مع الوصول للجلسة الخامسة بعد 75 يومًا في الحبس، كنت أنا من أبادر بالقول للسيد وكيل النيابة إنه لا يوجد لديَّ أي مطلب سوى إخلاء السبيل، مع الإشارة إلى كل ما قاله المحامون في الجلسات السابقة عن انتفاء أسباب الحبس الاحتياطي حيث أنه لا خشية من هروبي من البلاد ويمكن ببساطة منعي من السفر، كما أن الأدلة التي تم تقديمها ضدي لا يمكن العبث بها حيث أنها تتمثل في تعليقات ومقالات كتبتها على وسائل التواصل أو في الصحف ولم يعد من الممكن تغييرها، وأن هناك العديد من الجهات التي يمكن أن تضمن استمراري في حضور التحقيق مثل نقابة الصحفيين ومؤسسة الأهرام بدلًا من استمرار حبسي.

بلغ بي اليأس أنه في تلك الجلسة الخامسة عرضت على السيد وكيل النيابة أن يجدد لي حبسي تلقائيا كل 15 يوما دون حضوري طالما لم يصدر قرار بإخلاء سبيلي بسبب ما اتعرض له من إرهاق، ولكنه رفض طلبي وقال أنه غير قانوني.

بعدها أصبح المطلب الأكثر أهمية بالنسبة لي في جلسات التجديد هو أن اتحدث على انفراد مع المحامين لمعرفة ما يدور في الخارج في ظل شح المعلومات المتوفرة داخل السجن واستمرار منعي من قراءة الصحف. ولم تكن هناك من وسيلة للاطلاع على ما يجري في الخارج سوى ما أعرفه من أفراد أسرتي في الزيارات وما يقوله لي المحامين على عجالة في جلسات التجديد، وكذلك ما أسمعه من الزملاء المساجين في الحبسخانة، خاصة ممن يمتلكون هواتف خلسة في سجونهم بعكس وضعي في ليمان طرة حيث كان الحصول على هاتف في العنبر الذي أقيم فيه مستحيلًا.

كثير مما كنت أسمعه من أخبار متداولة بين سجناء جماعة الإخوان كان لا يمكن تصديقه ولا يقبله عقل. وإن كنت استمعت كذلك لكمٍّ هائل من القصص تشيب لها الولدان عن ما تعرض له بعض السجناء من مختلف التيارات السياسية فور إلقاء القبض عليهم. لا أستطيع ترديد ما سمعته هنا لكي لا أُتهم بنشر أخبار كاذبة لأنني لم أشهد تلك الأحداث بشكل مباشر. ولكن كل هذه القصص يعرفها المحامون جيدًا وسمعوها من موكليهم وأثبتوها في محاضر النيابة وعرضوها أمام القضاة. ويبقى القرار في يد النيابة والقضاء للتحقيق في تلك المزاعم.

اللافت بالنسبة لي كان الحرص البالغ على الالتزام بمواعيد جلسات التجديد وأن تكون كل الأوراق سليمة وقانونية، طبعا لكي لا يكون هناك منفذ للحديث عن "اعتقال" المعارضين والتمسك بأن الاتهامات التي نواجهها جنائية وليست سياسية.

وعندما تعذر نقلي مرتين مع زملاء آخرين لجلسات التجديد بسبب الطقس السيئ أو انشغال قوات الأمن في تأمين مباريات محلية أو إفريقية لكرة القدم، كان يأتي لنا وكيل النيابة في السجن وتتم جلسة التحقيق والتجديد سريعًا في مكتب السيد المأمور المتسع والمليء بمقاعد الفوتيه المريحة.

س: هل لديك أي مطلب آخر غير إخلاء السبيل؟

ج: لأ.

س: اتفضل امضي.

ج: حاضر.

ثم أقوم متكاسلًا من على الكرسي الفوتيه المريح ليستقبلني الشاويش في الخارج ويقوم بتضييق الكلابش على يدي ونعود سويا للزنزانة.

*30 يونيو 2013 احتجاجات شعبية حاشدة ضد الرئيس الراحل محمد مرسي في القاهرة وبقية المحافظات.

** 3 يوليو 2013 وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي يطيح بالرئيس الراحل مرسي بدعم من جبهة الإنقاذ المدنية وحزب النور السلفي والأزهر والكنيسة، ويعلن تعطيل العمل بالدستور.

نص بيان مفوضة الحكومة الألمانية الاتحادية لسياسة حقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية ، بيربل كوفلر ، الصادر امس الخميس (12 أغسطس 2021) ضد استبداد السيسي في مصر


موقع وزارة الخارجية الألمانية

نص بيان مفوضة الحكومة الألمانية الاتحادية لسياسة حقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية ، بيربل كوفلر ، الصادر امس الخميس (12 أغسطس 2021) ضد استبداد السيسي في مصر


موقع وزارة الخارجية الألمانية / بيان صحفي صادر فى 12 أغسطس 2021 / مرفق رابط موقع وزارة الخارجية الألمانية

: ''أدين استمرار اعتقال محمد الباقر الذي استمر قرابة عامين حتى الآن. خلال زيارتي لمصر في عام 2019 ، تمكنت من مقابلته شخصيًا ووجدته محاميًا مثيرًا للإعجاب وملتزمًا يعمل بسلام وبتفاني كبير من أجل حقوق مواطنيه. لا يجب معاقبة المحامين على عملهم المهم!

أدعو السلطات المصرية إلى تحسين ظروف احتجازه. يجب إعطاؤه سريرًا ، بالإضافة إلى قضاء فترات في الهواء الطلق والحصول على متعلقاته الشخصية مثل الكتب أو الملابس. تعتبر معاملة السيد الباقر من أعراض الظروف الكارثية التي يتعرض لها العديد من السجناء السياسيين في السجون المصرية.

في أواخر يوليو / تموز ، قضى محامي حقوق الإنسان المصري محمد الباقر عيد ميلاده الثاني على التوالي في سجن مصري شديد الحراسة. اعتقل في سبتمبر 2019 ، فور دفاعه عن موكله البارز الناشط علاء عبد الفتاح. وسبق للحكومة الألمانية أن أثارت قضية محمد الباقر مع السلطات المصرية عدة مرات وطالبت بالإفراج عنه. وقد حظيت الإفراج الأخير عن ناشطين وعدة صحفيين بموافقة الحكومة الألمانية ، التي تحث الحكومة المصرية على الاستمرار في هذا الطريق بحزم''.

بيربل كوفلر

مفوضة الحكومة الألمانية الاتحادية لسياسة حقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية

أحزاب الهوان الكارتونية.. لهذة الأسباب تخترق السلطات بعض الأحزاب السياسية وتحدد مصيرها وخط سيرها


أحزاب الهوان الكارتونية

لهذة الأسباب تخترق السلطات بعض الأحزاب السياسية وتحدد مصيرها وخط سيرها 


بلا شك يعد معظم أعضاء بعض الأحزاب السياسية التي خضع حفنة ضئيلة من قادتها الى الجنرال الحاكم وتحقيق مطامعة في الانحراف عن السلطة الشرعية الى طريق الأباطيل وتحقيق الاستبداد والعسكرة و التمديد والتوريث واصطناع المجالس والمؤسسات والجمع بين السلطات ونشر حكم القمع والطغيان. وباعوا مبادئ وقيم وتاريخ وبرامج أحزابهم الديمقراطية فى أسواق الدعارة السياسية. وسيطرت الأجهزة القمعية والاستخباراتية على أحزابهم وصحفها وصارت تديرها من خلف الستار وفق مشيئتها. ولا تنفذ كل كبيرة وصغيرة داخل تلك الأحزاب وصحفها الا وفق اوامرها. من خيرة أبناء الوطن. وهم مظلومون ولا ذنب لهم فى انحدار حفنة ضئيلة من قادة أحزابهم الى مستنقعات الرذيلة السياسية وتحويل احزابهم بأفعالهم المشينة الفردية من أحزاب شعبية الى احزاب كارتونية. مع كون العديد من أسس ولوائح تلك الأحزاب التي تنظم شئونها تحتاج الى إصلاح وتعديل. فى مقدمتها ضرورة تقليص صلاحيات رئيس الحزب. بأن يكون رئيس الحزب رئيس شرفى. ويمنع تماما خلال تولية منصبة من قبول أي منصب سياسي أو وظيفي أو برلماني بالتعيين من رئيس الجمهورية او وفق أوامره. وأن لا تكون له أو لاحد من اولاده واسرته مصالح منفعة شخصية من اى نوع مع رئيس الجمهورية او حزبه الحاكم سياسى أو وظيفي او برلماني. وكذلك يمنع تماما من صلاحيات تعيين أعضاء ضمن تشكيل القيادة العليا للحزب او فى اى مناصب حزبية داخل المقر الرئيسى للحزب وفى تشكيلات الحزب بمحافظات الجمهورية. وكلها يجب أن تكون بالانتخاب. ليس داخل نطاق ضيق للحزب و فروع الحزب بالمحافظات. ولكن عبر الجمعية العمومية للحزب. لمنع رئيس الحزب من تكوين لوبى قيادى داخل تشكيل القيادة العليا للحزب وفي فروع الحزب بالمحافظات يناصره بالباطل فى تدمير الحزب نظير تحقيق مغانم سياسية شخصية لهم. كما يمنع رئيس الحزب. مع تشكيل القيادة العليا للحزب. من الانحراف عن أسس ولوائح ومبادئ الحزب. التي يحتاج الانحراف عنها من عدمه الى رأى الجمعية العمومية للحزب. وليس تصريحات إنشائية هوائية غوغائية عن دعم الدولة وتحقيق الاستقرار والتنمية ومحاربة الإرهاب. لكون الحريات العامة والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة ومدنية الدولة واستقلال المؤسسات من أهم أسس إقامة ووجود الحزب ومن قبيل التهريج ان يكون الانحراف عنها يخضع لمزاج شخص واحد فى الحزب. كما يمنع تماما منح تفويض لرئيس الحزب. او تشكيل القيادة العليا للحزب. بفصل أعضاء فى الحزب. حيث يطرح أمر فصل عضو او مجموعة اعضاء فى الحزب بعد التحقيق معهم فى أقرب اجتماع للجمعية العمومية بعد عرض نسخة من التحقيقات الموجود فيها دفاع المطلوب فصلهم لتتخذ الجمعية العمومية قرارها بعد اطلاعها عليها. لمنع رئيس الحزب. ومنع لوبى يناصره فى تشكيل القيادة العليا للحزب. من فصل المعارضين لانحراف رئيس الحزب عن مبادئ الحزب. كما يمنع أيضا تفويض رئيس الحزب فى تعيين قيادات صحيفة الحزب او البوابة الالكترونية لها ان وجد ايا منهما. لمنعه من استغلالها فى الدعاية لشخصه و لاباطيلة فى الانحراف عن مسيرة الحزب. ويكون تعيينهم عبر الجمعية العمومية للحزب فى نفس الانتخابات على منصب رئيس وقيادات الحزب وتشكيل القيادة العليا للحزب وتشكيلات فروع الحزب بالمحافظات. لأنه من الغير معقول ان يكون فى يد رئيس الحزب وحدة. مع لوبى يدعمه فى تشكيل القيادة العليا للحزب. تحديد مصير الحزب. و مشاركة الحزب فى الانتخابات او مقاطعتها. وانحرافه عن أسس ولوائح ومبادئ الحزب الديمقراطية. ومناصرة الحاكم فى تقويض الحريات العامة والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة ومدنية الدولة واستقلال المؤسسات. وفصل المعارضين لانحرافه عن مبادئ الحزب. وسط طبل وزغاريد صحيفة او بوابة الحزب ان وجد ايا منهما. ووقوف غالبية أعضاء الجمعية العمومية للحزب يتفرجون دون قدرة على وقف تدمير الحزب. وإذا سحبوا الثقة داخل تشكيل القيادة العليا للحزب او فى جمعية عمومية طارئة للحزب. من رئيس الحزب المنحرف. لن تعترف الكيانات المعنية التى تهيمن عليها الحكومة بقرار الجمعية العمومية للحزب. و ستدافع عن رجلها حتى لو ادى الامر الى تجميد نشاط الحزب. كما حدث لأحزاب عديدة كانت معارضة وانتفضت ضد اختراق السلطات لها. بدعوى وجود نزاع على رئاسة الحزب الى حين صدور قرار بأحقية ايا من المتنازعين فى رئاسة الحزب. وهو قرار لن يصدر ابدا خاصة اذا كان لصالح ارادة الجمعية العمومية للحزب بإقالة رئيس الحزب. وتلك الثغرات الخطيرة الموجودة فى أسس ولوائح العديد من الأحزاب السياسية المصرية تتيح للسلطات للتدخل فى شئونها والهيمنة عليها وتحدد مصيرها وخط سيرها. نتيجة كون رئيس الحزب هو الحاكم الأوحد داخل الحزب. مع لوبى يناصره داخل تشكيل القيادة العليا للحزب وتشكيلات الحزب بالمحافظات. معظمه من المعينين بقرارات من رئيس الحزب. ومن قائمته التي خاض بها انتخابات الحزب. وفى ظل هذا الوضع الخطير. تقوم الأجهزة القمعية والاستخباراتية بالسيطرة فقط على رئيس الحزب. وربما ايضا على الرجل الثانى فى الحزب. لتكون قد سيطرت على الحزب كلة بجميع قياداته وأعضاء جمعيته العمومية. وتوجيه الحزب للسير فى طريق ضلال الحاكم بالمخالفة لمبادئ وقيم وتاريخ وبرامج واسس قيام ووجود الحزب. ومن يعترض من أعضاء الحزب يكون مصيره الفصل بقرار من رئيس الحزب. وفى ظل هذا الوضع الكارثي المعيب انحرفت العديد من الاحزاب السياسية المصرية عن مبادئ وقيم وتاريخ وبرامج واسس قيام ووجود الحزب. و ناهضت الشعب. و دستور الشعب. وقوانين الشعب. ومؤسسات الشعب. و برلمان الشعب. وركعت فى التراب للحاكم الطاغية. و دستور الحاكم. وقوانين الحاكم. ومؤسسات الحاكم. و برلمان الحاكم. وتحولت بأفعالها المشينة من أحزاب شعبية الى احزاب كارتونية وانصراف الناس عنها بعد خيانتها لهم. وسيطرت الأجهزة القمعية والاستخباراتية عليها وصارت تديرها من خلف الستار وفق مشيئتها. والمطلوب سد تلك الثغرات الخطيرة لتصحيح مسارها والعودة الى مبادئ وقيم وتاريخ وبرامج واسس قيامها وصفوف الشعب المصرى.

الخميس، 12 أغسطس 2021

أحزاب الهوان الكارتونية

أحزاب الهوان الكارتونية

لهذة الأسباب تخترق الحكومة بعض الأحزاب السياسية وتحدد مصيرها وخط سيرها 


بلا شك يعد معظم أعضاء بعض الأحزاب السياسية التي خضع حفنة ضئيلة من قادتها الى الجنرال الحاكم وتحقيق مطامعة في الانحراف عن السلطة الشرعية الى طريق الأباطيل وتحقيق الاستبداد والعسكرة و التمديد والتوريث واصطناع المجالس والمؤسسات والجمع بين السلطات ونشر حكم القمع والطغيان. وباعوا مبادئ وقيم وتاريخ وبرامج أحزابهم الديمقراطية فى أسواق الدعارة السياسية. وسيطرت الأجهزة القمعية والاستخباراتية على أحزابهم وصحفها وصارت تديرها من خلف الستار وفق مشيئتها. ولا تنفذ كل كبيرة وصغيرة داخل تلك الأحزاب وصحفها الا وفق اوامرها. من خيرة أبناء الوطن. وهم مظلومون ولا ذنب لهم فى انحدار حفنة ضئيلة من قادة أحزابهم الى مستنقعات الرذيلة السياسية وتحويل احزابهم بأفعالهم المشينة الفردية من أحزاب شعبية الى احزاب كارتونية. مع كون العديد من أسس ولوائح تلك الأحزاب التي تنظم شئونها تحتاج الى إصلاح وتعديل. فى مقدمتها ضرورة تقليص صلاحيات رئيس الحزب. بأن يكون رئيس الحزب رئيس شرفى. ويمنع تماما خلال تولية منصبة من قبول أي منصب سياسي أو وظيفي أو برلماني بالتعيين من رئيس الجمهورية او وفق أوامره. وأن لا تكون له أو لاحد من اولاده واسرته مصالح منفعة شخصية من اى نوع مع رئيس الجمهورية او حزبه الحاكم سياسى أو وظيفي او برلماني. وكذلك يمنع تماما من صلاحيات تعيين أعضاء ضمن تشكيل القيادة العليا للحزب او فى اى مناصب حزبية داخل المقر الرئيسى للحزب وفى تشكيلات الحزب بمحافظات الجمهورية. وكلها يجب أن تكون بالانتخاب. ليس داخل نطاق ضيق للحزب و فروع الحزب بالمحافظات. ولكن عبر الجمعية العمومية للحزب. لمنع رئيس الحزب من تكوين لوبى قيادى داخل تشكيل القيادة العليا للحزب وفي فروع الحزب بالمحافظات يناصره بالباطل فى تدمير الحزب نظير تحقيق مغانم سياسية شخصية لهم. كما يمنع رئيس الحزب. مع تشكيل القيادة العليا للحزب. من الانحراف عن أسس ولوائح ومبادئ الحزب. التي يحتاج الانحراف عنها من عدمه الى رأى الجمعية العمومية للحزب. وليس تصريحات إنشائية هوائية غوغائية عن دعم الدولة وتحقيق الاستقرار والتنمية ومحاربة الإرهاب. لكون الحريات العامة والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة ومدنية الدولة واستقلال المؤسسات من أهم أسس إقامة ووجود الحزب ومن قبيل التهريج ان يكون الانحراف عنها يخضع لمزاج شخص واحد فى الحزب. كما يمنع تماما منح تفويض لرئيس الحزب. او تشكيل القيادة العليا للحزب. بفصل أعضاء فى الحزب. حيث يطرح أمر فصل عضو او مجموعة اعضاء فى الحزب بعد التحقيق معهم فى أقرب اجتماع للجمعية العمومية بعد عرض نسخة من التحقيقات الموجود فيها دفاع المطلوب فصلهم لتتخذ الجمعية العمومية قرارها بعد اطلاعها عليها. لمنع رئيس الحزب. ومنع لوبى يناصره فى تشكيل القيادة العليا للحزب. من فصل المعارضين لانحراف رئيس الحزب عن مبادئ الحزب. كما يمنع أيضا تفويض رئيس الحزب فى تعيين قيادات صحيفة الحزب او البوابة الالكترونية لها ان وجد ايا منهما. لمنعه من استغلالها فى الدعاية لشخصه و لاباطيلة فى الانحراف عن مسيرة الحزب. ويكون تعيينهم عبر الجمعية العمومية للحزب فى نفس الانتخابات على منصب رئيس وقيادات الحزب وتشكيل القيادة العليا للحزب وتشكيلات فروع الحزب بالمحافظات. لأنه من الغير معقول ان يكون فى يد رئيس الحزب وحدة. مع لوبى يدعمه فى تشكيل القيادة العليا للحزب. تحديد مصير الحزب. و مشاركة الحزب فى الانتخابات او مقاطعتها. وانحرافه عن أسس ولوائح ومبادئ الحزب الديمقراطية. ومناصرة الحاكم فى تقويض الحريات العامة والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة ومدنية الدولة واستقلال المؤسسات. وفصل المعارضين لانحرافه عن مبادئ الحزب. وسط طبل وزغاريد صحيفة او بوابة الحزب ان وجد ايا منهما. ووقوف غالبية أعضاء الجمعية العمومية للحزب يتفرجون دون قدرة على وقف تدمير الحزب. وإذا سحبوا الثقة داخل تشكيل القيادة العليا للحزب او فى جمعية عمومية طارئة للحزب. من رئيس الحزب المنحرف. لن تعترف الكيانات المعنية التى تهيمن عليها الحكومة بقرار الجمعية العمومية للحزب. و ستدافع عن رجلها حتى لو ادى الامر الى تجميد نشاط الحزب. كما حدث لأحزاب عديدة كانت معارضة وانتفضت ضد اختراق السلطات لها. بدعوى وجود نزاع على رئاسة الحزب الى حين صدور قرار بأحقية ايا من المتنازعين فى رئاسة الحزب. وهو قرار لن يصدر ابدا خاصة اذا كان لصالح ارادة الجمعية العمومية للحزب بإقالة رئيس الحزب. وتلك الثغرات الخطيرة الموجودة فى أسس ولوائح العديد من الأحزاب السياسية المصرية تتيح للسلطات للتدخل فى شئونها والهيمنة عليها وتحدد مصيرها وخط سيرها. نتيجة كون رئيس الحزب هو الحاكم الأوحد داخل الحزب. مع لوبى يناصره داخل تشكيل القيادة العليا للحزب وتشكيلات الحزب بالمحافظات. معظمه من المعينين بقرارات من رئيس الحزب. ومن قائمته التي خاض بها انتخابات الحزب. وفى ظل هذا الوضع الخطير. تقوم الأجهزة القمعية والاستخباراتية بالسيطرة فقط على رئيس الحزب. وربما ايضا على الرجل الثانى فى الحزب. لتكون قد سيطرت على الحزب كلة بجميع قياداته وأعضاء جمعيته العمومية. وتوجيه الحزب للسير فى طريق ضلال الحاكم بالمخالفة لمبادئ وقيم وتاريخ وبرامج واسس قيام ووجود الحزب. ومن يعترض من أعضاء الحزب يكون مصيره الفصل بقرار من رئيس الحزب. وفى ظل هذا الوضع الكارثي المعيب انحرفت العديد من الاحزاب السياسية المصرية عن مبادئ وقيم وتاريخ وبرامج واسس قيام ووجود الحزب. و ناهضت الشعب. و دستور الشعب. وقوانين الشعب. ومؤسسات الشعب. و برلمان الشعب. وركعت فى التراب للحاكم الطاغية. و دستور الحاكم. وقوانين الحاكم. ومؤسسات الحاكم. و برلمان الحاكم. وتحولت بأفعالها المشينة من أحزاب شعبية الى احزاب كارتونية وانصراف الناس عنها بعد خيانتها لهم. وسيطرت الأجهزة القمعية والاستخباراتية عليها وصارت تديرها من خلف الستار وفق مشيئتها. والمطلوب سد تلك الثغرات الخطيرة لتصحيح مسارها والعودة الى مبادئ وقيم وتاريخ وبرامج واسس قيامها وصفوف الشعب المصرى.



ليلة موافقة برلمان السيسى على تقويض استقلال اخر مؤسسات الدولة وسلب أهم صلاحيات مؤسسة الأزهر الشريف فى الأمور الدينية وإسنادها لرئيس الجمهورية وتنصيب السيسي من نفسه مفتى الجمهورية لضمان جعل أباطيله المخالفة للحق والعدل والدين الاسلامى حق والحق باطل وتوجيه الناس بالباطل تحت مظلة الدين الى التمرغ في تراب انحرافه

ليلة موافقة برلمان السيسى على تقويض استقلال اخر مؤسسات الدولة وسلب أهم صلاحيات مؤسسة الأزهر الشريف فى الأمور الدينية وإسنادها لرئيس الجمهورية وتنصيب السيسي من نفسه مفتى الجمهورية لضمان جعل أباطيله المخالفة للحق والعدل والدين الاسلامى حق والحق باطل وتوجيه الناس بالباطل تحت مظلة الدين الى التمرغ في تراب انحرافه

السيسي دهس بالجزمة القديمة على مواد الدستور التى تصون استقلال المؤسسات وتمنع الجمع بين سلطات المؤسسات وترفض تغول سلطة مؤسسة على سلطات باقى المؤسسات

السيسي أصبح بتعديلاته و قوانينه وإجراءاته الباطلة هو رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان ورئيس المحكمة الدستورية العليا ورئيس جميع الهيئات والجهات القضائية والنائب العام وقاضي القضاة ومفتي الجمهورية والجهات والأجهزة الرقابية والصحافة والإعلام والمدارس والجامعات والبوليس والسجن والجلاد عشماوى والحانوتى ولم يبقى سوى المقابر


وهكذا وافق برلمان الرئيس عبدالفتاح السيسى، مساء الاحد 19 يوليو 2020، فى ظلام الليل الدامس ومعظم الناس نيام، على مجموع مواد مشروع قانون الرئيس السيسى بتقويض ما تبقى من استقلال مؤسسات الدولة، عبر تقليص صلاحيات مؤسسة الازهر الشريف فى الامور الدينية المنوط بها منذ اكثر من الف سنة، من خلال نزع تبعية دار الافتاء المصرية من مشيخة الازهر الشريف، وجعل تبعيتها للسلطة التنفيذية ممثلة فى مجلس الوزراء، وتمكين الرئيس السيسى نفسة من الهيمنة على مؤسسة دار الافتاء المصرية، وتنصيب السيسى نفسة مفتى الجمهورية الاعلى، القائم على اختيار وتعيين مفتى الجمهورية الفعلى من بين ثلاثة مرشحين، وتمكين رئيس وزراء رئيس الجمهورية بندب من يقوم مقام مفتى الجمهورية عند خلو المنصب، وأحال البرلمان مشروع القانون إلى مجلس الدولة لمراجعته، تمهيدًا للموافقة نهائيا عليه في جلسة لاحقة، وبذلك حقق الرئيس السيسى احلامة الديكتاتورية الطاغوتية الاستبدادية القمعية الجهنمية التى لم يسبقة اليها ديكتاتور من قبل، عبر انتهاك استقلال المؤسسات، والجمع بين سلطات المؤسسات، بالمخالفة للعديد من مواد الدستور التى تصون استقلال المؤسسات، وتمنع الجمع بين سلطات المؤسسات، وترفض تغول سلطة مؤسسة على سلطات باقى مؤسسات الدولة، ومنها المادة الخامسة فى الدستور، وتنصيب السيسى نفسة الرئيس الاعلى لمؤسسة المحكمة الدستورية العليا، ومؤسسات جميع الهيئات القضائية، ومؤسسة النيابة العامة ومنصب النائب العام، ومؤسسة دار الافتاء ومنصب مفتى الجمهورية، ومؤسسة الصحافة والاعلام، ومؤسسة الجهات والاجهزة الرقابية، ومؤسسة الجامعات، وتمكين نفسة من تعيين رؤساء وقيادات كل تلك المؤسسات، والغاء نظام انتخابهم بمعرفة الجمعيات العمومية التابعين لها الذى كان معمولا بة على مدار عقودا من الزمن وصلت الى نحو 80 سنة بالنسبة لمؤسسات القضاء، باستثناء مؤسسة الجهات والاجهزة الرقابية التى كان يتم ترشيح وتعيين قياداتها بمعرفة البرلمان، والمجلس الاعلى للصحافة والاعلام حديث الانشاء، حتى جاء الدور على مؤسسة الازهر الشريف ومؤسسة دار الافتاء المصرية، لضمان عدم قيام المؤسسات الدينية بمناهضة الحاكم عند انحرافة عن السلطة وشرائع الدين الاسلامى الحنيف، بالاضافة الى تطويع مفتى الجمهورية ومؤسسة دار الافتاء المصرية للسير بالباطل فى مواكب رئيس الجمهورية وجعل اباطيل رئيس الجمهورية المخالفة للحق والعدل والدين الاسلامى حق والحق باطل، وجعل السيسى من نفسة بتعديلاتة وقوانية وكلها مشوبة بالبطلان الدستورى، هو رئيس الجمهورية، وهو رئيس الوزراء، وهو رئيس البرلمان بالائتلاف والأحزاب والنواب المحسوبين عليه، وهو رئيس المحكمة الدستورية العليا، وهو رئيس جميع الهيئات والجهات القضائية، وهو النائب العام، وهو قاضى القضاة، وهو مفتى الجمهورية، وهو الجهات والاجهزة الرقابية، وهو الصحافة والاعلام، وهو المدارس والجامعات، وهو البوليس، وهو السجن، وهو الجلاد عشماوى، وهو الحانوتى، ولم يبقى سوى المقابر، ورفض البرلمان جملة وتفصيلا الاخذ بمطالب محتوى خطاب هيئة كبار العلماء برئاسة شيخ الازهر بمؤسسة الازهر الشريف، برفض القانون لمخالفتة نص المادة  (7) من الدستور التي تنص على أنَّ: "الأزهر الشريف هيئة إسلامية علمية مستقلة، يختص دون غيره بالقيام على كافة شئونه، وهو المرجع الأساس في العلوم الدينية والشئون الإسلامية، ويتولى مسئولية الدعوة، ونشر علوم الدين، واللغة العربية في مصر والعالم.". وكذلك مخالفة القانون لمواد باب مقومات الدولة فى الدستور، والتى تؤكد بان: ''أية هيئة دينية إسلامية يتم إنشاؤها، وتعمل على تحقيق رسالته، تُعَدُّ بالضرورة جزءًا لا يتجزأ من رسالة الأزهر، ويراجع الأزهر الشريف أعمالها، ويشرف عليها''.  ورفض الازهر إلغاء دوره فى التنوير الاسلامى والحفاظ على اسس الشريعة الاسلامية وتعاليم اللة سبجانة وتعالى القائم بة منذ نحو الف سنة ونزع اهم صلاحياتة الدينية واسنادها الى السلطة التنفيذية المتمثلة فى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، ورفض الازهر تمكين رئيس الجمهورية نفسة من تعيين مفتى الجمهورية، بدلا من انتخابة بمعرفة الجمعية العمومية لهيئة كبار العلماء بالازهر الشريف، ورفض الازهر تمكين رئيس الوزراء نفسة من ندب من يقوم مقام مفتى الجمهورية عند خلو منصب مفتى الجمهورية، ورفض الازهر تبعيَّةِ الفتوى الدينية الشرعية للسلطة التنفيذية متمثلة فى رئيس الجمهورية بدلا من هيئة كبار العلماء بالازهر الشريف، ورفض الازهر انشاء كيانًا تنفيذيا تابع لرئيس الجمهورية موازيًا للأزهر الشريف، ورفض الازهر انشاء ما يسمى مجلس امناء دار الافتاء، وسلب أهم اختصاصات الأزهر الشريف، ومنها اختصاصات هيئة كبار العلماء بالازهر الشريف، ورفض الازهر إعداد السلطة التنفيذية المفتين وتأهيلهم بمعرفتها السلطوية عبر انشاء السلطة التنفيذية مركز يسمى "مركز إعداد المفتين" برئاسة المفتي المعين من قبل رئيس الجمهورية، لاعداد الكوادر التي تشتغل بالإفتاء، وتأهيلهم داخل مصر وخارجها، وتكون مدة الدراسة ثلاث سنوات، ويمنح المتخرج درجة دبلوم الدراسات التمهيدية للإفتاء، وتعتمد من المجلس الأعلى للجامعات. وهو الامر الذى يمثل عُدوانًا على جامعة الأزهر ودورها فى تاهيل وتخريج المفتين وتغوُّلًا على جامعة الأزهر بالمخالفة للدستور والقانون، واكد الازهر بان المخالفات الدستوريَّة والقانونية التي شابت القانون لا تقتصر أو تقف عند مجرد العدوان على اختصاصات الأزهر الشريف، ومحاولة إنشاء كيان تنفيذى تابع لرئيس الجمهورية موازٍ للأزهر يقوم في موضوعه وغايته على محاولة الحلول محلَّه في رسالته وأغراضه، ولكن الأمر تجاوز حدود النزاع على الاختصاصات، و التشبث بالصلاحيات، و احتكار جهةٍ تنفيذية القيام بدور سلطوى معين فى الشأن الديني، ومنع غيرها من مشاركتها فيه، ولكن خطورة القانون تكمن في تجزئة رسالة الأزهر الشريف، وإهدار استقلاله الذي هو عِمادُ وسطيته واعتداله، فالأزهر ليس مجرد هيئة وأشخاص، وإنما هو رسالة علميَّة لا تحتمل إلا أن تكون مستقلة غير تابعة، وهذا القانون يخلُّ إخلالًا جسيمًا بالدستور، كما يخلُّ بالاستقلالية والحياد الذي ينبغي أن يتمتع بهما منصب مفتي الجمهورية.

نص بيان الأزهر الشريف برئاسة شيخ الأزهر بإجماع آراء مجلس كبار العلماء برفض انتهاك السيسي استقلال مؤسسة الأزهر الشريف وانتزاع وتقليص صلاحياتها وتنصيب السيسى مفتى الجمهورية الأعلى القائم على تعيين مفتي الجمهورية التنفيذى بالمخالفة للدستور

نص بيان الأزهر الشريف برئاسة شيخ الأزهر بإجماع آراء مجلس كبار العلماء برفض انتهاك السيسي استقلال مؤسسة الأزهر الشريف وانتزاع وتقليص صلاحياتها وتنصيب السيسى مفتى الجمهورية الأعلى القائم على تعيين مفتي الجمهورية التنفيذى بالمخالفة للدستور


جاء نص خطاب رفض الأزهر بإجماع آراء مجلس كبار العلماء بالأزهر الشريف برئاسة شيخ الأزهر لقانون تنظيم دار الإفتاء المرسل لرئيس مجلس النواب تحت رقم 166 بتاريخ 20 فبراير 2020، بعد 24 ساعة من تقديم قانون السيسي رسميا الى برلمان السيسى على الوجه التالي حرفيا:

نفيدكم أنه بعد الاطلاع على المشروع المذكور، وبعد المداولة بين هيئات الأزهر الشريف، فإنَّه يطيب لنا إخطاركم برأي هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، والتعديلات المطلوبة على بعض المواد بما يكفل اتِّساقها مع أحكام الدستور، وانضباطها مع القوانين القائمة، التي تكفل اختصاصات الأزهر الشريف، وذلك للأسباب الآتية:

أولًا: تعلمون أن الأزهر الشريف طبقًا لنص الفقرة الأولى من المادة (7) من الدستور التي تنص على أنَّ "الأزهر الشريف هيئة إسلامية علمية مستقلة، يختص دون غيره بالقيام على كافة شئونه، وهو المرجع الأساس في العلوم الدينية والشئون الإسلامية، ويتولى مسئولية الدعوة، ونشر علوم الدين، واللغة العربية في مصر والعالم...".

وتعلمون أيضًا أن الأزهر ليس أشخاصًا، وإنما رسالة عامة وشاملة حدَّدها الدستور في باب مقومات الدولة بصورة واضحة لا لبس فيها، ومن ثَمَّ فإن أية هيئة دينية إسلامية يتم إنشاؤها، وتعمل على تحقيق رسالته، تُعَدُّ بالضرورة جزءًا لا يتجزأ من رسالة الأزهر، ويراجع الأزهر الشريف أعمالها، ويشرف عليها، والقول بغير ذلك يُشكل مخالفة صريحة لنص الدستور.

وإذا كان الأزهر الشريف بنص الدستور هو المرجع الأساس في كل تلك الأمور التي في صدارتها الإفتاء، والبت في كافة الأمور المتعلقة بالشريعة، والرد على الاستفسارات الشرعيَّة من أية جهة، وتقديم الآراء الشرعية في شأن المعاملات المالية المعاصرة، وإجراء الأبحاث الشرعية المتعلقة بالفتوى، والرد على الشبهات المثارة، وغيرها من الأمور الشرعية التي تضمنها مشروع القانون، وأسندها لهيئة تابعة لوزارة العدل، ولا تتبع الأزهر الشريف؛ مما ينطوي على مخالفةٍ دستورية، ومساسٍ باستقلال الأزهر، وجعل رسالته مَشَاعًا لجهات أخرى لا تتبعه؛ حيث إن دار الإفتاء ستصير عندئذٍ كيانًا عضويًّا مُنْبَتَّ الصلة عن الأزهر الشريف، وتمارس عملها بمعزل عن الأزهر.

ومن المعلوم تاريخيًّا أن دار الإفتاء المصرية تأسست في 4 من جمادى الآخرة 1313هـ / 21 من نوفمبر 1895م، وأُلحِقت منذ تأسيسها بوزارة العدل، وانتظمتها لائحةُ إجراءات المحاكم الشرعية الصادرة قبل ذلك في سنة1297هـ/1880م، وأُنيط بالمفتي وظيفتان حكوميتان هما:

الأولى: مفتي الديار لاستطلاع أهلة شهور السنة القمرية، وإعلان بدايتها، ومنها على الأخص هلالُ شهر رمضان، وبداية فريضة الصيام ونهايته، وهو الذي يكشف عن الموقف الرسمي من المسألة الشرعية التي يَتَصَدَّى لها، وهو الذي يتولى القيام بالشعائر الدينية في المناسبات الرسمية بما يُغني عن البحث عمَّن يقوم بهذه الشعائر.

الثانية: أُنيط به وظيفة مفتي الحقانية، ويتولى بموجبها إبداء الرأي غيرِ الملزم في أحكام الإعدام الصادرة من المحاكم، ثم تُوسِّع في دوره للقيام بدور اجتماعي بالرد على طلبات الفتوى المتعلقة بالأحوال الشخصية، والمواريث، والوصايا للمواطنين المصريين من خلال المُستقَر عليه بالإخبار بالحكم الشرعي دون أن يتصدَّى لكافة أمور الفتوى، ولم يُوصَف بهذا الوصف لإصدار الفتاوى بصفة عامة، وإنما الإخبار فقط بالرأي أو الفتوى، وفي داخل الدولة فحسب.

وما ذكر في مقدمة القانون المقترح

-من أن هناك فصلًا بين الإفتاء والأزهر من نحو 700 عام، وأن هناك كيانًا مستقلًّا (دار الإفتاء)- غير صحيح؛ لأن مقر الإفتاء في العصر العثماني كان في الجامع الأزهر، حيث يذهب المستفتي إلى مقر المفتي بالجامع الأزهر فيقدم للمفتي أو أمينه ورقةً كتب فيها الاستفتاء المطلوب إجابته؛ فيقدم له المفتي الفتوى الشرعية عن سؤاله، ثم يحكي هذه الفتوى على أمين الفتوى فيكتبها لاحقة على السؤال، أو يعيد كتابة السؤال مرة أخرى، ويلحق به الإجابة، وفي بعض الأحيان كان المفتي يسمح لأمين فتواه إذا وجد فيه أهلية القيام بالفتوى بالرد على الاستفتاء، وفي جميع الأحوال يقوم المفتي بالتوقيع على الفتوى كمستند رسمي يعتمد عليه المستفتي في إثبات حقوقه.كما أن جميع مناصب الإفتاء في مصر طوال العصر العثماني كانت في يد علماء الأزهر: وأشهرها إفتاء السلطنة – إفتاء القاهرة - إفتاء الأقاليم...ومن هنا يتضح لكم مغالطة ما تضمنه تقرير اللجنة المشتركة بمجلس النواب بأن دار الإفتاء قد نشأت مستقلةً عن الأزهر الشريف منذ 700 سنة!!!! وتاريخ نشأة دار الإفتاء يؤكد ذلك.

كما أنَّ نصَّ القانون رقم 103 لسنة 1961م، وتعديلاته بالمرسوم بقانون رقم 13 لسنة 2012م، أكَّد أنَّ الأزهر هيئة مستقلة تتمتع بشخصية اعتبارية، ويكون مقرها القاهرة، ويجوز أن تنشئ فروعًا لها في عواصم المحافظات في مصر، أو في دول العالم؛ تحقيقًا لأهدافها العالمية السابق الإشارة إليها في هذه المادة، بما في ذلك إنشاء المعاهد والمراكز الإسلامية والبحثية والكليات الجامعية، وتكفل الدولة استقلال الأزهر، كما تكفل الدعم المادي المناسب له ولجامعته وكافَّة هيئاته، ويُمثل الأزهر الشريف المرجع النهائي في كل ما يتعلق بشؤون الإسلام وعلومه وتراثه واجتهاداته الفقهية والفكرية الحديثة".

- ولَمَّا كان مشروع القانون المقترح قد تضمن إنشاء هيئة دينية إسلامية، وأناط بهذه الهيئة الاختصاص بكافة ما يتعلق بالفتوى، فقد أسند إليها إجراء الأبحاث الشرعية المتعلقة بالفتوى، وجعَلَها الجهة القوَّامة على شئون الفتوى، والرد على الشبهات المثارة، وهي المتحدث في كل شئون الشريعة الإسلامية، وإعداد المفتين وتأهيلهم (داخل جمهورية مصر وخارجها)، وترجمة الفتاوى الشرعية إلى اللغات المختلفة ونشرها، وإصدار النشرات والكتب والمجلات، وأية إصدارات ذات الصلة بنشاط دار الإفتاء، وأن ينشأ بدار الإفتاء مركز يسمى "مركز إعداد المفتين" برئاسة المفتي، يهدف إلى إعداد الكوادر العلمية التي تشتغل بالإفتاء، وإكسابهم المهارات اللازمة لذلك، وتأهيلهم داخل مصر وخارجها، وإصدار شهادة دبلوم يُعادلها المجلس الأعلى للجامعات، وهذا ممَّا يُعَدُّ افتئاتًا على جامعة الأزهر، التي تختص بإصدار الشهادات العلمية في العلوم الإسلامية.

ولما كان الاختصاص المسند للهيئة الجديدة في المشروع المقترح يؤدي إلى اعتبارها كيانًا موازيًا للأزهر الشريف، ويسلبه أهم اختصاصاته، ومنها اختصاصات هيئة كبار العلماء، ويتضمن منح اختصاصاتها للهيئة الجديدة بالمشروع، وإلغاء لدورها المنصوص عليه بالمادة 32 مكرر من القانون رقم 103 لسنة 1961 بشأن إعادة تنظيم الأزهر والهيئات التي يشملها، والتي تنص على أن "تنشأ بالأزهر هيئةٌ تسمى هيئة كبار العلماء يرأسها شيخ الأزهر، وتتألف من عددٍ لا يزيد على أربعين عضوًا من كبار علماء الأزهر من جميع المذاهب الفقهية الأربعة

وكذلك المادة 32 مكرر (أ) من ذات القانون والتي حددت اختصاصات هيئة كبار العلماء، ومنها على الأخص نصًّا:- ترشيح مفتي الجمهورية.

- البت في المسائل الدينية والقوانين، والقضايا الاجتماعية ذات الطابع الخلافي التي تُواجه العالم، والمجتمع المصري على أساس شرعي.

- البت في النوازل والمسائل المستجدة التي سبق دراستها، ولكن لا ترجيح فيها لرأي معين، ودراسة التطورات المهمة في مناهج الدراسة الأزهرية الجامعية أو ما دونها، التي تحيلها الجامعة، أو مجمع البحوث الإسلامية، أو المجلس الأعلى للأزهر، أو شيخ الأزهر إلى الهيئة.

وفضلًا عمَّا تقدم فقد تضمَّن مشروع القانون المقترح عُدوانًا على اختصاص هيئة كبار العلماء بالأزهر واستقلالها، وهي التي تختص وحدها بترشيح مفتي الجمهورية، وقد جاء المشروع مُلغيًا للائحة هيئة كبار العلماء التي تكفَّلت بإجراءات ترشيح ثلاثة بواسطة أعضاء هيئة كبار العلماء، والاقتراع وانتخاب أحدهم لشغل المنصب، وجاء المقترح ليلغي ذلك، وينص على "أن المفتي يُعين بقرار من رئيس الجمهورية من بين ثلاثة ترشحهم هيئة كبار العلماء خلال مدة شهرين قبل خلو منصب المفتي، ويبقى في منصبه حتى بلوغه السن القانونية المقررة للتقاعد، ويجوز التجديد له بعد بلوغ هذه السن، دون تحديد مدة، ودون العرض على هيئة كبار العلماء.

وكذلك تَضمَّن المشروع النص على أنه: "في حال خلو منصب المفتي أو قيام مانع لديه يَنْدُبُ وزيرُ العدل بقرار منه مَن يقوم مقامه إلى أن يعيَّن مفتٍ جديد، أو زوال المانع".

ومُؤدَّى هذه النصوص -فضلًا عن سلبها اختصاص هيئة كبار العلماء- جَعْلُ تبعيَّةِ الفتوى الشرعية لأحد السادة وزراء الحكومة، وتخويله سلطة ندب مَن يحلُّ محلَّه عند خلو منصبه؛ بما يُؤكد زوال جميع الضمانات التي كفلها الدستور والقانون لاستقلال الأزهر وهيئاته، وإسناد رسالته لأحد أعضاء الحكومة، رغم أنَّ الأزهر هو مَن يختار المفتي ابتداءً.

كما تضمن مشروع القانون المقترح عُدوانًا على جامعة الأزهر فيما تضمَّنَه من النص على أن "ينشأ بدار الإفتاء مركز يسمى "مركز إعداد المفتين" برئاسة المفتي، يهدف إلى إعداد الكوادر العلمية التي تشتغل بالإفتاء، وإكسابهم المهارات اللازمة لذلك وتأهيلهم داخل مصر وخارجها، ويتألف المركز من عدد من الإدارات، يكون منها إدارة تختص بالتدريب المباشر، وإدارة تختص بالتدريب عن بعد باستخدام وسائل التقنية الحديثة.

وتكون مدة الدراسة بأي منهما ثلاث سنوات، ويمنح المتخرج درجة دبلوم الدراسات التمهيدية للإفتاء، وتعتمد هذه الدرجة من المجلس الأعلى للجامعات. ويصدر المفتي لائحة النظام الأساسي للمركز، ويجوز للمركز الاستعانة بمن يراه من الخبراء والأكاديميين والمتخصصين للقيام بالمهام التعليمية والتدريبية".

• وهذا النص جاء تغوُّلًا على جامعة الأزهر التي حدَّد القانون بالمادة 33 من القانون رقم 103 لسنة 1961 اختصاصاتها التي نصت على أن: "تختص جامعة الأزهر بكل ما يتعلق بالتعليم العالي في الأزهر، وبالبحوث التي تتصل بهذا التعليم أو تترتَّب عليه... وتعمل على تزويد العالم الإسلامي والوطن العربي بالعلماء العاملين الذين يجمعون إلى الإيمان بالله، والثقة بالنفس، وقوة الروح، والتفقه في العقيدة والشريعة، ولغة القرآن، كفاية علمية وعملية ومهنية لتأكيد الصلة بين الدين والحياة، والربط بين العقيدة والسلوك، وتأهيل عالم الدين؛ للمشاركة في كل أنواع النشاط والإنتاج والريادة والقدوة الطيبة".

- ولم يخلُ المشروع من المساس بمجمع البحوث الإسلامية الذي يتألَّف من عددٍ لا يزيد على خمسين عضوًا من كبار علماء الإسلام يُمثلون جميع المذاهب الإسلامية، ويكون من بينهم عددٌ لا يزيد على العشرين من غير مواطني جمهورية مصر العربية، بالمخالفة لنص المادة 15 من القانون رقم 103 لسنة 1961.

كما أنَّ المخالفات الدستوريَّة التي شابت مشروع القانون لا تقتصر أو تقف عند مجرد العدوان على اختصاصات الأزهر الشريف، ومحاولة إنشاء كيان موازٍ للأزهر يقوم في موضوعه وغايته على محاولة الحلول محلَّه في رسالته وأغراضه، فالأمر يتجاوز حدود النزاع على الاختصاصات، أو التشبث بالصلاحيات، أو احتكار جهةٍ للقيام بدور معين، ومنع غيرها من مشاركتها فيه، فالخطورة تكمن في تجزئة رسالة الأزهر الشريف، وإهدار استقلاله الذي هو عِمادُ وسطيته واعتداله، فالأزهر ليس مجرد هيئة وأشخاص، وإنما هو رسالة علميَّة لا تحتمل إلا أن تكون مستقلة غير تابعة، وهذا المشروع المعروض يخلُّ إخلالًا جسيمًا بالدستور، كما يخلُّ بالاستقلالية والحياد الذي ينبغي أن يتمتع بهما منصب مفتي الجمهورية.

كما تلاحظون كذلك أن الهيئة المزمع إنشاؤها بالمشروع المقترح تفتقر إلى كافة المقومات القانونية للهيئات والمؤسسات العامة من وجود مجلس جماعي لإدارة الهيئة من خلال هيئة جماعية تتشكل من كبار المتخصصين والخبراء في المجال الذي تعمل فيه الهيئة وبيان اختصاصاتهم واعتبارهم السلطة العليا التي تهيمن على شؤون الهيئة، في حين أن الهيئة الواردة بالمشروع لا يتوفر لها الحد الأدنى من مقومات الهيئات.

وترتيبًا على ذلك نرى عدم الموافقة على مشروع القانون المعروض بصورته الراهنة للأسباب سالفة البيان، إلا في حالة تعديل مواد المشروع؛ بما يُجنبه المخالفات الدستورية وذلك على النحو التالي:- تعديل المادة الأولى من مواد إصدار المشروع؛ لتكون على النحو الآتي: "دار الإفتاء هيئة ذات طابع ديني ( ) تتبع الأزهر الشريف، وتتمتَّع بالشخصية الاعتبارية، والاستقلال المالي والإداري، يكون مَقرُّها الرئيس بمحافظة القاهرة، ولها أن تُنشئ فروعًا بالمحافظات باعتبارها هيئة دينية تنظيمها قانونًا يتم لأول مرة بعد إصدار الدستور المصري الذي نصَّ على أن الأزهر هو المرجع الأساس في العلوم الدينية والشؤون الإسلامية.

أما في حال الإبقاء على تبعية دار الإفتاء لوزارة العدل فلا بد من حذف عبارة "ذات طابع ديني"؛ لأنه لا يمكن أن تكون ذات طابع ديني وتتبع وزارة العدل؛ حيث إنها سوف تمارس أحد الشؤون الإسلامية والعلوم الدينية، وهذا تنعقد الولاية فيه للأزهر دون غيره.

وتقوم دار الإفتاء بإخبار المواطنين وطالبي الفتوى بالرأي الشرعي المستنبَط من الأحكام الشرعيَّة العملية من أدلتها التفصيلية، وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية، والأصول العلمية المعمول بها في الاجتهاد".

وتختص دار الإفتاء بالإخبار بالرأي الشرعي فيما يُقدَّم إليها من طلبات الفتيا من الأفراد فيما لا يتعارض مع اختصاصات، أو رأي هيئة كبار العلماء، ومجمع البحوث الإسلامية. ولها على الوجه الأخص:

1ـ إبداء الرأي الشرعي في القضايا والمسائل الواردة إليها من المحاكم والنيابات.

2ـ استطلاع أهلة الأشهر العربية، وإصدار البيانات الشرعية بتحديد أول كل شهر عربي.

3ـ حساب تحديد أوقات الصلوات في أنحاء الجمهورية بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للمساحة.

4ـ إبداء الرأي في كيفية حساب الزكاة وإعداد الوصية عن طريق الحساب الشرعي.

5ـ إبداء الرأي في طلبات الفتيا المتعلقة بالأسرة.

6 ـ تيسير علم المواطنين بالفتاوى الصادرة عن الهيئة من خلال وسائل التقنية الحديثة.

7ـ تدريب المفتين وتأهيلهم بالتعاون والتنسيق مع الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف.

وتكون جميع خدمات الهيئة مجانًا ودون مقابل أو رسوم.

ثانيا: لما كان القانون رقم 103 لسنة 1961م بشأن إعادة تنظيم الأزهر والهيئات التي يشملها قد تضمن تنظيمًا متكاملًا لهيئة كبار العلماء، وَمَنَحَها بموجب نص المادة 32 مكررًا منه الاختصاص بترشيح مفتي الجمهورية وفق لائحة الهيئة،

ومن ثَمَّ فإنه ـ واتساقًا مع ما سلف، وتوفيقًا بين النصوص ـ نرى تعديل نص المادة (3) من المشروع لتكون على الوجه التالي:"يُعيَّن المفتي بقرار من رئيس الجمهورية من بين ثلاثةٍ تُرشحهم هيئة كبار العلماء خلال مدة شهرين قبل خلو منصب المفتي، وذلك لمدة أربع سنوات يجوز تجديدها لمدد أخرى، أو لحين بلوغه السن القانونية أيهما أقرب - بناءً على موافقة هيئة كبار العلماء - ويجوز التجديد لمدة سنة أو أكثر بعد بلوغ سن المعاش بقرار من رئيس الجمهورية بناء على موافقة هيئة كبار العلماء".

ويعامل المفتي بذات المعاملة المالية المقررة للوزراء. ويختص مجلس إدارة الإفتاء بالصلاحيات التالية ( ):

1ـ إبداء الرأي الشرعي في القضايا المحكوم فيها بالإعدام المحالة للهيئة من محاكم الجنايات.

2ـ إحالة ما يراه من المسائل الشرعية ذات الأهمية مشفوعًا برأي الهيئة إلى مجمع البحوث الإسلامية أو هيئة كبار العلماء لإبداء الرأي فيها، أو المسائل التي يختص بها مجمع البحوث أو هيئة كبار العلماء، ويكون رأي أيهما نهائيًّا وملزمًا للهيئة.

3ـ تشكيل لجنة فنية من بين أمناء الفتوى بناء على اقتراح المفتي لبحث ما تُكلف به أو يحال إليها من المجلس من مسائل وقضايا شرعية، وتعرض نتيجة عملها على المجلس، ويحدد القرار الصادر بالتشكيل ضوابط عملها ومواعيد انعقادها ( ).

4ـ اعتماد خطط إعداد وتدريب المفتين والكوادر العلمية وإكسابهم المهارات اللازمة لذلك وتأهيلهم بالتعاون والتنسيق مع جامعة الأزهر ووزارة الأوقاف.

5ـ اعتماد الهيكل التنظيمي وجدول الوظائف واللوائح المالية والإدارية واللوائح الداخلية للهيئة بناء على اقتراح المفتي.

6ـ تعيين أمين عام الهيئة بناء على اقتراح المفتي.

7 ـ اعتماد التعيينات والترقيات وإنهاء الخدمة لجميع العاملين بالهيئة.

8 ـ قبول التبرعات واعتماد الميزانية والحساب الختامي للهيئة.

تعديل المادة ( 4 ) لتكون على النحو التالي: "في حال خلو منصب المفتي أو قيام مانع لديه تُرشح هيئة كبار العلماء مَن يقوم مقامَه مؤقتًا، ويُقرّ ذلك من سلطة التعيين الرئيسية إلى أن يُعيَّن مُفتٍ جديد، أو زوال المانع" ( ).

تعديل المادة (6) لتكون على النحو التالي: يكون لدار الإفتاء أمناء للفتوى، ويصدر بتعيينهم قرار من المفتي من بين الباحثين الشرعيين العاملين بدار الإفتاء – المعينين بمؤهل شرعي أزهري – و بما يكلفون به من أعمال، وتحدد اللائحة التي يصدرها المفتي قواعد اختيار أمناء الفتوى وأعمالهم.

تعديل المادة (8) لتكون: للمفتي تشكيل لجنة علمية من بين أمناء الفتوى، ويحدد القرار الصادر بالتشكيل ضوابط عملها ومواعيد انعقادها، وتختص اللجنة ببحث ما يُحال إليها من المفتي من فتاوى الأفراد، وما تنتهي إليه اللجنة، ويعتمد المفتي يكون هو رأي دار الإفتاء المعتمد للفتوى).

تعديل المادة (9) لتكون: ينشأ بدار الإفتاء مركز يسمى "مركز تدريب المفتين وتأهيلهم" برئاسة المفتي، يهدف إلى تدريب الكوادر العلمية التي تشتغل بالإفتاء، وإكسابهم المهارات اللازمة لذلك وتأهيلهم داخل مصر فقط.

ويتألف المركز من عدد من الإدارات يكون منها إدارة تختص بالتدريب المباشر، وإدارة تختص بالتدريب عن بعد باستخدام وسائل التقنية الحديثة وتكون مدة التدريب بأي منهما ثلاث سنوات، ويجوز للمركز الاستعانة بمن يراه من الخبراء والأكاديميين والمتخصصين من أساتذة كليات الشريعة والقانون بجامعة الأزهر للقيام بالمهام التدريبية.

تعديل المادة (10) من المشروع لتكون على الوجه التالي:" تتكون موارد الهيئة مما يلي:

1ـ ما يُخصص لها من اعتمادات في الموازنة العامة للدولة.

2ـ المنح والإعانات والهبات والتبرعات المقدمة من الأفراد والجهات والمؤسسات ويوافق عليها مجلس الإدارة.

3ـ عائد الاستثمار الشرعي لأموال الهيئة.

أخيرًا - أن الهيئة ليس لها ثمَّة موارد ثابتة للإنفاق على نشاطها ورواتب العاملين فيها، فقد تم إلغاء المورد الرئيسي لها وهو الاعتمادات التي تُخصَّص لها من الموازنة العامة، أمَّا التبرعات والهبات فهي مورد احتمالي لا يصح الاعتماد عليه، أمَّا بالنسبة لتقاضي مقابل عمَّا تقدمه من خدمات فهو أمر ظاهر المخالفة وغير مقبول أن يكون الإبلاغ برأي الشريعة بمقابل مالي.

تحويل السيسى مفتى الجمهورية الى موظف تحت سلطته التنفيذية باطل منذ انتهاك استقلال مؤسسة الأزهر الشريف وانتزاع وتقليص صلاحياتها

تحويل السيسى مفتى الجمهورية الى موظف تحت سلطته التنفيذية باطل منذ انتهاك استقلال مؤسسة الأزهر الشريف وانتزاع وتقليص صلاحياتها


تصديق الجنرال الاستبدادى عبد الفتاح السيسي. أمس الاربعاء 11 اغسطس، على القرار رقم 338 لسنة 2021. باعتبار دار الإفتاء المصرية لما اسماه عن كيان تنفيذي أنشئ تحت اشرافه كرئيس للسلطة التنفيذية ''من الجهات ذات الطبيعة الخاصة''. وانة لا تسري دار الإفتاء على الوظائف القيادية والإدارة الإشرافية بها أحكام المادتين 17 و 20 من قانون الخدمة المدنية. ويكون تعيينه في منصبه من قبل الجنرال السيسي، مشوب بالبطلان تماما. ويحاول من خلال مرسوم جمهوري شرعنة القانون المشوب بالبطلان الصادر يوم 19 يوليو 2020 بتنصيب السيسى مفتى الجمهورية الأعلى القائم على تعيين مفتي الجمهورية التنفيذي. وبدأ مسلسل البطلان مع دار الإفتاء ومفتى الجمهورية منذ قيام الجنرال السيسي بالمخالفة لدستور 2014 بانتهاك استقلال مؤسسة الأزهر الشريف المصون استقلالها فى الدستور وتقليص صلاحياتها ونقل اختصاصاتها فى الإشراف على إعداد المفتين الى السيسي ونزع اختصاصات اختيار مفتي الجمهورية من هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف الى السيسى بالمخالفة للدستور والشرائع السماوية. ولو اصدر السيسى كل يوم قرار جمهورى وقانون تشريعى لشرعنة انتهاك مؤسسة الأزهر وانتزاع صلاحيتها فهي كلها باطلة لان مابني على باطل فهو باطل الى حين استعادة الشعب المصرى حقوقه وإسقاط حكم الدعارة السياسية والاستبداد بالسلطة الغاشمة.