بعد قرار الرئيس الاستبدادى الروسى فلاديمير بوتين تعيين الجنرال دفورنيكوف الملقب بـ"جزار سوريا" القائد العسكري الموحد لجميع القوات الروسية في أوكرانيا اثر اخفاق القوات الروسية على مدار سبع اسابيع فى إجبار أوكرانيا على الاستسلام..
ماذا سيفعل سفاح سوريا الدموى القائد الأعلى الروسي الجديد لإجبار أوكرانيا على الاستسلام وقبول وصايا جيش الاحتلال؟؟!
إندبندنت عربية - بعد سبعة أسابيع من بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، عينت موسكو قائداً أعلى جديداً لقواتها هو الجنرال ألكسندر دفورنيكوف، في ما يعد تعديلاً كبيراً. وقال مسؤولون ومحللون غربيون إنه من المفترض أن يشرف على الحملة وسط تزايد عدد القتلى المدنيين والدمار الواسع والتقدم البطيء، بينما تغرق القوات الروسية في مشاكل لوجيستية وأخطاء عسكرية.
قبل تعيينه، لم يكن هناك قائد عسكري موحد لجميع القوات الروسية. قد يتغير هذا الافتقار إلى التماسك في ظل قيادة دفورنيكوف، كما أكد مسؤول أميركي رفيع المستوى لصحيفة "واشنطن بوست"، السبت.
كان الجنرال يقود المنطقة العسكرية الجنوبية في روسيا، وهو منصب رئيس حصل عليه بعدما خدم كأول قائد للحملة الجوية الحربية الروسية في سوريا. ومعروف أن روسيا متهمة بارتكاب جرائم حرب في كلا النزاعين.
ويتمتع دفورنيكوف بخبرة واسعة في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، حيث تقول موسكو، إنها ستركز جهودها الحربية بعد فشلها في الاستيلاء على العاصمة كييف والضواحي المحيطة بها. معلومات كثيرة لا تزال غير معروفة عن القائد العسكري الروسي، لكن تجربته في شرق أوكرانيا، والوقت الذي أمضاه في سوريا عنصران مهمان في خلفيته.
مَن ألكسندر دفورنيكوف؟
كان دفورنيكوف يشرف على القوات الروسية في جنوب وشرق أوكرانيا. وقال مارك غيلوتي، وهو أستاذ فخري في كلية لندن الجامعية ويدرس القوات المسلحة الروسية، إن الرجل يخوض السباق ليحل محل رئيس الأركان الروسي فاليري جيراسيموف. مضيفاً أن الجنرال دفورنيكوف معروف بأنه "أحد أصحاب القبضة الحديدية الحقيقيين في جيله".
كان دفورنيكوف أول قائد روسي يشرف على حملتها الوحشية في سوريا، حيث نفذت القوات الروسية قصفاً واسعاً وعشوائياً للمدنيين والأحياء والمستشفيات السورية، بالتزامن مع الضربات الجوية والحصارات التي شنتها قوات رئيس النظام السوري بشار الأسد. في عام 2016، كُرم دفورنيكوف باعتباره "بطل الاتحاد الروسي" عن إنجازه في سوريا.
قال السكرتير الصحافي للبنتاغون، جون كيربي، الإثنين، إن الجنرال يتمتع بتاريخ من "التجاهل التام" لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين، فضلاً عن تغافله عن قوانين الحرب. كانت تكتيكاته في سوريا وحشية بما يكفي لنيل لقب "جزار سوريا".
لماذا عُيِّن؟
بعد انسحاب القوات الروسية من ضواحي كييف، تقول وكالات الاستخبارات والدفاع الغربية، إن موسكو تعيد تركيز جهودها للسيطرة على جنوب وشرق أوكرانيا، حيث كان دفورنيكوف يتولى القيادة بالفعل.
تأتي هذه الخطوة بعد تعثر جهود روسيا الأولية للاستيلاء على كييف وبقية أوكرانيا في مواجهة مقاومة القوات الأوكرانية التي جاءت أقوى من المتوقع، إلى جانب عوامل أخرى بما في ذلك الإخفاقات اللوجيستية وانخفاض الروح المعنوية بين الجنود الروس.
من بين العقبات الرئيسة كان "الافتقار إلى قائد شامل واحد"، الأمر الذي "أعاق بوضوح تعاون القوات الروسية"، وفقاً لتقييم أصدره معهد دراسة الحرب في 9 أبريل (نيسان).
وخلص المعهد إلى أن "تعيين دفورنيكوف كقائد عام أمر منطقي الآن، بالنظر إلى أن الجهود الروسية الرئيسة المعلنة تعد كلها تقريباً من مسؤولياته".
قبل هذا التغيير، كان دفورنيكوف من بين اثنين أو ثلاثة من القادة الآخرين المسؤولين عن جبهات مختلفة في أوكرانيا، وفقاً للتقييم المذكور.
قال غيلوتي، إن دفورنيكوف "خيار مثير للاهتمام، ولكنه ليس غير متوقع"، نظراً لتجربته في الشرق وسمعته كقائد مبتكر و"شخص يمكنه التعامل مع وضع جديد وغير مألوف".
من جهته قال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان في برنامج "حالة الاتحاد" على شبكة "سي أن أن"، الأحد: "لا يمكن لتعيين أي جنرال أن يمحو حقيقة أن روسيا واجهت بالفعل فشلاً استراتيجياً في أوكرانيا... هذا الجنرال بالذات لديه سيرة ذاتية تتضمن وحشية ضد المدنيين في ساحات أخرى في سوريا. ويمكننا توقع المزيد من السلوك ذاته في هذه الساحة".
ماذا فعل في سوريا؟
أشرف دفورنيكوف على القوات الروسية خلال فترة حرجة في الحرب السورية - عندما بدا في عام 2015 أن رئيس النظام السوري بشار الأسد، وهو حليف قديم لروسيا، قد لا يتمكن من الانتصار على الجماعات المناهضة للحكومة التي تشكلت بعد احتجاجات سوريا عام 2011 وانزلاق البلد إلى حرب أهلية ومعارك بين الحلفاء الإقليميين.
كانت روسيا تمتلك قاعدة بحرية واحدة في سوريا قبل الحرب ودعمت الأسد دبلوماسياً منذ البداية. وبدءاً من عام 2015، ساعدت موسكو في قيادة معارك الأسد الجوية ضد المدن والمدنيين السوريين، مما قلب اللعبة لصالح الأسد. واستعاد رئيس النظام السوري منذ ذلك الحين السيطرة على جميع أنحاء البلاد تقريباً، والتي لا يزال كثير منها يعاني من ندوب عميقة بسبب تكتيكات الأرض المحروقة التي اتبعها الأسد وحلفاؤه.
لا يزال من غير المعروف عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم في سوريا منذ عام 2011، إذ تتراوح التقديرات بين 300 ألف و600 ألف أو أكثر. لكن شركة "إيروورز" (Airwars) غير الربحية ومقرها لندن، والتي تراقب حملات القصف الجوي في سوريا والعراق وليبيا، وجدت أن حوالى 25 ألف مدني سوري قُتلوا في الغارات الجوية الروسية بين سبتمبر (أيلول) عام 2015 ومارس (آذار) عام 2022 وفقاً لمصادر محلية.
ووفقًاً لتقرير صدر، أخيراً، عن الشركة "لم تعترف روسيا حتى الآن بشكل علني بمسؤوليتها عن مقتل أي مدني خلال الحملة".
كان العديد من التكتيكات الروسية التي شوهدت في أوكرانيا، استخدام القنابل العنقودية، وقصف المناطق المدنية بلا هوادة، واستهداف المستشفيات وقصف منطقة ثم العودة لضربها مرة أخرى بعد استجابة خدمات الطوارئ، كانت جزءاً من قواعد اللعبة التي اتبعتها موسكو في سوريا.
لا يُعرف إلى أي حد كان دفورنيكوف وراء التخطيط لهذه الأساليب. لكن الجنرال الروسي عمل سابقاً أيضاً مع مجموعة فاغنر، وهي شبكة غامضة من المتعاقدين الأمنيين الروس الخاصين العاملين في سوريا منذ عام 2015، والتي تنشط كذلك في أوكرانيا.
وقال فاضل عبد الغني، المدير التنفيذي للشبكة السورية لحقوق الإنسان، إن تمتع دفورنيكوف بهذه الصلاحيات ربما مكنه من التنسيق بين الهجمات الجوية الروسية ومقاتلي فاغنر على الأرض في سوريا.
يقول غيلوتي، إن دفورنيكوف أظهر في معركة استعادة مدينة تدمر السورية إيمانه "بأولوية المهمة، وأنه إذا كان بحاجة إلى الضرب بقبضة من حديد لإنجاز المهمة، فسوف يفعل ذلك".