السيسي ودور الديكتاتور العادل والمنتقم الطيب والطاغوت الحنون والمستبد الغلبان والمفترى المسكين
عندما اعتدى نائب مأمور مركز شرطة فارسكور بمحافظة دمياط، على محام بالضرب، فى مثل هذا اليوم قبل 7 سنوات، الموافق يوم الثلاثاء 2 يونيو 2015، قامت الدنيا. ولم يتوقف المحامين عن احتجاجاتهم السلمية التي يكفلها الدستور، فى كافة نقابات المحامين بجميع محافظات الجمهورية، الا بعد ان اعتذر الرئيس عبدالفتاح السيسي للمحامين.
وجاء الاعتذار الصريح المباشر للرئيس عبدالفتاح السيسي الى جموع المحامين فى مصر، عن واقعة قيام نائب مأمور مركز شرطة فارسكور بخلع جزمته و ضرب محام بها حتى اسال دمائه، لطمة موجعة ضد الشعب المصرى، بدلا من ان يكون لطمة موجعة ضد كل فرعونا متكبرا متعاليا جبارا، بعد أن استبدل السيسى سياسة استئصال الاستبداد، بسياسة تمكين الاستبداد، وتفضيل رئيس الجمهورية أن يقوم بالاعتذار مرة، وعدم الاعتذار مرات عديدة، عن وقائع ضرب الشرطة الناس بالجزم واهانتهم وتلفيق القضايا لهم وتعذيبهم وقتلهم، بدلا من إقالة وزير الداخلية المسؤول السياسي عن تفشى منهج الاستبداد، وهو ما فهمه الناس بأنه صار منهج نظام حكم السيسي وليس منهج وزارة داخلية السيسي ومناورة سياسية لاحتواء غضب كاسح تفجر فى احدى قلاع الحريات فى مصر، مع استمرار سياسة تمكين الاستبداد، وإلا لكان السيسى قد قام بإقالة وزير الداخلية بدلا من قيام السيسى باستعطاف وزير الداخلية ومن على شاكلته بشكل مهين على رؤوس الأشهاد لوقف استبداده، وكذلك اعتذار السيسي نيابة عنه لضحايا استبداده، وجاء نص الاعتذار الصريح المباشر للرئيس السيسي، بعد ظهر يوم الاحد 7 يونيو 2015، خلال افتتاحه بعض المشروعات، أمام رئيس الوزراء، وكبار مسئولى الدولة وبعض المحافظين، ووزراء الحكومة، وبينهم وزير الداخلية الذى جلس يبتسم ولم يكن ينقص سوى ان يقهقه ضاحكا منشكحا خلال اعلان رئيس الجمهورية اعتذارة بدلا منة للمحامين قائلا: "أنا بقول للمحامين كلهم حقكم عليا، وأنا بعتذر لكم يافندم''، واستطرد السيسي قائلا : ''انا بقول لكل أجهزة الدولة من فضلكم، لازم نخلى بالنا من كل حاجة، رغم الظروف اللي إحنا فيها''، وأضاف السيسى قائلا : "أنا بعتذر لكل مواطن مصرى تعرض لأي إساءة، باعتباري مسئول مسئولية مباشرة عن أي شيء يحصل للمواطن المصري، وبقول لأولادنا في الشرطة أو فى أى مصلحة حكومية، لازم ينتبهوا أنهم بيتعاملوا مع بشر، والوظيفة تفرض عليهم التحمل، لأن المصريين أهلنا وناسنا، ومافيش حد ينفع يقسوا على أهله''. هكذا كانت كلمة اعتذار السيسي للمحامين، وانتقاده فيها لضباط الشرطة ومسؤولي المصالح الحكومية، وتأكيده لهم بأن المواطنين اهل مصر وناسها، ولايمكن القسوة عليهم لأنهم أهل مصر، وكان يفترض أن تكون كلمة اعتذار السيسي ''حلقة فى ودن'' كل الفراعنة الطغاة الموجودين فى مصر على رأسهم زعيمهم السيسى، إلا أن هذا لم يحدث، مع عدم ربطها بمبدأ الثواب والعقاب وابقاء السيسي على نفسه مع وزير الداخلية، وقام لاحقا بتمديد وتوريث الحكم لنفسه وعسكرة البلاد وإعادة إحياء نظام حكم الفرد والزعيم الديكتاتوري الأوحد وتقويض الحريات العامة والديمقراطية و اعتبارها من الأعمال الارهابية، لذا لم يكن غريبا وقتها أن يكون تصفيق وزير الداخلية لكلمة السيسى فى المؤتمر، أعظم اداء واعلى صوت من تصفيق كل الموجودين فى المؤتمر، بعد أن أدى السيسى دور الديكتاتور العادل والمنتقم الطيب والطاغوت الحنون والمستبد الغلبان والمفترى المسكين ببراعة فائقة.