الأربعاء، 11 سبتمبر 2024

تحسين شنن

 


تحسين شنن


يمنح الله سبحانه وتعالى نعمة محبة الناس الى من يشاء بدون حساب, ومن بين من حظى بهذه النعمة الإلهية اللواء أحمد تحسين شنن محافظ السويس الراحل الذى تولى منصبه خلال الفترة من عام 1986 وحتى عام 1990, وتحول تحسين شنن فى السويس, برغم فترة عمله القصيرة نسبيا كمحافظا بالمقارنة مع محافظين آخرين, الى أسطورة شعبية محبوبة لدى قطاعا كبيرا من المواطنين بالسويس حتى الآن, وبالطبع لم يطيق الرئيس المخلوع مبارك, وجود شخصية محبوبة شعبيا فى نظام حكمه, وسارع بإقالة تحسين شنن فى مسرحية هزلية, وبرغم ذلك ظل تحسين شنن يحظى بمحبة واحترام وتقدير اهالى السويس بصورة هائلة تحول معها الى اسطورة تاريخية, وعندما توفي عام 2003 الى رحمة الله تعالى, بكى كثيرا عليه اهالى السويس وسارعوا بإطلاق اسمه على أحد ميادين السويس الهامة تكريما لاسمه الناصع الخالد, وحظى تحسين شنن بهذه النعمة الإلهية والحب الشعبى الكبير نتيجة حرصه الشديد خلال تولية منصبة على التجول وسط المواطنين فى شوارع السويس وسماع مطالبهم و مظالمهم ومشاركتهم افراحهم واتراحهم, وكان عيب اللواء تحسين شنن الكبير ضيقة الشديد بالرأي الآخر, وكانت علاقتي به طيبة في البداية, الا اننى عندما تعرضت بالنقد الية فى كتاباتى ثار ضدى منددا بكتاباتى, وانقطعت عن زيارته فى مكتبه بعد احتدام موقفة ضدى, وظلت الأوضاع هكذا حتى أصيب محافظ السويس عام 1988 بإصابات جسيمة فى حادث انقلاب سيارته بطريق السويس / القاهرة وتم نقلة فى حالة خطرة الى مستشفى المعادى العسكرى بمنطقة المعادى بالقاهرة, وأجريت للمحافظ عدة جراحات ووضع معظم جسده في تجبيرات, وبمجرد إفاقته فى حجرته من تاثير البنج وجدنى إمامة مع رهط من اقاربه وكبار المسئولين, وعندما انحنيت على سرير المرض لتقبيل المحافظ فوجئت باثنين من ضباط طاقم حراسته كانوا على علم بخلافاتة معى يمسكون بى من كل يد, وابتسمت وابتسم المحافظ قائلا لهما: ''سيبوة ده مهما كان زى ابنى'', وبعد انتهاء زيارتى للمحافظ توجهت لزيارة نائب منطقة الدرب الأحمر بالقاهرة الأشهر علوى حافظ اشهر نائب برلمانى خلال القرن الماضى, والذى كان يعالج فى نفس الوقت فى الغرفة المجاورة لغرفة المحافظ من تداعيات أزمة قلبية, ووجدته فى أواخر أيامه فقد الكثير من وزنه وكان معه السيدة الفاضلة زوجته وتحدثنا فترة عن العديد من أعماله الوطنية التاريخية المشرفة قبل ان اغادرهما, وحرصت بعد شفاء المحافظ تحسين شنن وعودته لعمله في مكتبه بديوان عام محافظة السويس على ان لا اقوم بزيارته على الإطلاق طوال حوالى عامين ونصف عام للتأكيد بان زيارتى الية بالمستشفى كانت لشخصة كإنسان جدير بالاحترام, وليس لصفته كمحافظ, وعقب قيام الرئيس المخلوع مبارك باقالة اللواء تحسين شنن من منصبه كمحافظا لمدينة السويس, سارعت بزيارة اللواء تحسين شنن فى منزله الكائن خلف نادى المعادى بالقاهرة, و للمرة الثانية ظهر تحسين شنن سعيدا بزيارتي له في منزله عقب إقالته من منصبه وفرار الانتهازيين والمسئولين من حوله, وبعد زيارتي السابقة له فى مستشفى المعادى عندما كان محطما ومهشما على سرير المرضى بالمستشفى, وعندما توفى الى رحمة الله تعالى انخرطت فى البكاء, مثلما انخرطت فى البكاء عندما توفى نائب مصر الاشهر علوى حافظ, وكل انسانا عزيزا لدى من والدى ووالدتى وشقيقين لي و اقاربي ومعارفي, رحم الله موتانا جميعا واسكنهم فسيح جناتة

الحب القاتل

 


الحب القاتل


الحب اكسير الحياة بدونة ليس للحياة معنى، لذا عندما شاهد الاستاذ الكبير، والشيخ الوقور، عميد معهد عالى بالسويس، قبل ثورة 25 يناير 2011، التحاق طالبة بالمعهد، صغيرة السن، جميلة المحيا، فى عمر بناتة، وقع لا يدرى كيف فى شرك هواها، وعجز ان يبعد صورتها عن خيالة، ووجد نفسه دون ان يدرى، يزيد من تأنق وتأمل نفسه أمام المِرآة، واختراع الحجج والذرائع للتوجه الى فصلها لرؤيتها بحجة الاطمئنان على سير العملية التعليمية بالمعهد، وجن جنونه عندما علم بان سنة ومنصبه وزوجته أم أولاده الخمسة اكبرهن فتاة متزوجة أنجبت لة حفيدين, تقف عائقا في طريق حبه وسعادته وفتاة أحلامه فى سنوات خريفة, وأضناه سهر الليالى، حتى وجد مخرجا لاحزانة عندما استدعى الطالبة لمكتبة وكشفها جاثيا على الأرض بحبة، وابدى رغبته فى الزواج منها سرا مراعاة لظروفه المهنية والزوجية، الى ان يضع الجميع امام الامر الواقع، ووافقت الفتاة وأسرتها وتم الزواج فى سرية تامة بعد ان اعد العريس شقة الزوجية التمليك الفاخرة بالكامل، وبمجرد عودة العريس الولهان من شهر العسل فى شرم الشيخ، بعد أن زعم لزوجتة واولادة بأنه سافر فى بعثة دراسية، كان جميع طلاب وطالبات المعهد قد علموا سبب اختفاء عميد المعهد لمدة شهر فى ظروف غامضة، ووصل الخبر الى مسمع شخصين من أشر مرتزقة الصحافة الصفراء، و اللذان اتصلا بعميد المعهد بدعوى تهنئته بزواجه السري، وطالبا منه سداد مبلغ عشرة آلاف جنيه إليهما حلاوة زواجه ولا اخبروا زوجته وأولاده بخبر زواجة السعيد، بالإضافة لنشر الخبر فى جريدتهما المغمورة الصفراء التى تصدر بترخيص اجنبى، واسقط فى يد عميد المعهد، فهو لا يريد الخضوع للابتزاز الذى لن ينتهى، كما لايريد ان تعلم زوجته أو يعلم اولاده او يعلم الناس حتى يأتي الوقت المناسب، وقرر تقديم بلاغ للسلطات الأمنية، وبدلا من ان يتوجه الى مباحث الأموال العامة، او هيئة الرقابة الإدارية، توجه الى جهاز مباحث أمن الدولة، الذي كان حينها هو الدولة، وقام جهاز مباحث أمن الدولة بتهنئة العريس واحضار الشخصين واكتفى بنهرهما ومطالبتهما بالكف عن مضايقة العميد وصرفهما وسط ذهول العريس، حيث كان الشخصين من مرشدى جهاز مباحث امن الدولة، ويقومان بتذويدة بتقارير التجسس الدورية، نظير تغاضى الجهاز عن مساوئهما لحسابهما، وبرغم ان تصرف جهاز مباحث امن الدولة لم يكن كما يريد عميد المعهد، الا انة ارتضى بة، وعاد الى عروسة وطلابة، لانة فى الوقت الذى كان فية نظام مبارك يتباهى بتمكينة كل من هب ودب من شراء رخصة جريدة اجنبية بحفنة جنيهات من سوق الفجالة بالقاهرة، وتظاهرة امام دول العالم باقرارة حرية اصدار الصحف، فانة كان يخفى اخطر مساوئ تراخيص اصدار هذة الصحف وفق قانون المطبوعات، والذى يلزم ولايزال موافقة السلطات المختصة عليها قبل السماح بتوزيعها، مثلها مثل اى مطبوعات اجنبية مشبوهة قادمة من الخارج او طبعت فى مصر، وكان جهاز مباحث الدولة يستغل هذة النقطة فى الضغط على بعض ضعاف النفوس والارزاقية بمنع توزيع صحفهم فى حالة عدم موافقتهم على خطوط يضعونها، ومنها تقديم تقارير تجسس الية بكل مايعرفونة عن الناس اولا باول، وعدم انتقاد النظام، وعدم الاقتراب من قضايا التعذيب وانتهاك حقوق الانسان وتزوير الانتخابات والدستور، والعمل على الطبل والزمر للنظام والحزب الوطنى الحاكم ومجالسة النيابية والمحلية وحكومتة ومحافظية، وليفعلوا بعدها ضد المواطنين لحسابهم ما يريدون من معاصى واثام.

الجناينى والمحافظ

 


الجناينى والمحافظ


صعق جناينى استراحة محافظ السويس, خلال نظام حكم الرئيس المخلوع مبارك, عندما قام نجل محافظ السويس حينها, الطالب الفاشل, الذى سبق ضبطه يتحرش بالفتيات فى مدينة بورتوفيق بالسويس, بعد أن حاول الفرار بالسيارة الرسمية التى تحمل رقم واحد المخصصة لوالدة المحافظ لمنع القبض عليه بعد ان كان قد استولى عليها للتباهي بها ومعاكسة الفتيات فى الشوارع, بصفعة بكف يده على وجهة, عندما نهره لاقتلاعة زهور حديقة الاستراحة بدون داع, وأظلمت الدنيا في عيون الجناينى البسيط المتقدم فى السن, وشعر بدوار, ليس بسبب قوة الصفعة, ولكن بسبب قوة الإهانة, ولم يطيق انتظار عودة المحافظ من مكتبه بديوان المحافظة بعد الظهر لانتقاد نجله الارعن والتنديد بسوء تربيته, وارتدى ملابسه, وتوجه الى ديوان عام محافظة السويس لمواجهة المحافظ فى عرينة, دون ان يخشى بطش المحافظ, الذى اشتهر بالقسوة والديكتاتورية والشراسة وانعدام الضمير, وكان كبار قيادات الحزب الوطنى الحاكم, وأعضاء المجالس النيابية والمحلية, والجهاز التنفيذى, والعديد من القيادات السياسية والشعبية, يرتعدون رعبا وفزعا وجبنا وهوانا امام ارهاب وافتراء المحافظ ولسانه السليط, ولا يتجاسرون على مواجهة المحافظ حتى في اتفه الامور, واقتصر دورهم على السير في مواكبة والتصفيق لترهاتة, وسار الجناينى بخطوات ثابتة فى الردهة المؤدية الى مكتب المحافظ, ووجد امامة محافظ السويس يغادر مكتبه متوجها الى زيارة ميدانية, وفوجئ المحافظ بجناينى استراحته امامة, ووقف الغريمان المحافظ والجناينى برهة صامتين ينظرون لبعضهما البعض, وبكلمات كحد السيف, تكلم الجناينى وأخبر المحافظ بجريمة نجلة المارق, منتقدا أمام العاملين والمواطنين الذين تصادف وجودهم مسلكه وسوء تربيته, واهتز المحافظ الجبار لأول مرة منذ توليه منصبه أمام الجناينى البسيط, وشعر المحافظ المفترى بأنه صار قزما, وبأن الجناينى العامل البسيط صار عملاقا, وخان المحافظ صوته الجهورى الخشن المبحوح الذي اشتهر بالسب والردح, وبصعوبة قال المحافظ للجناينى بصوت مختنق: ''معلهش يا عم فلان, دة مهما كان زى ابنك'', ورد الجناينى على الفور: '' دة لو كان ابنى فعلا الذى ربيته, مكنش ابدا يصفع من هم فى سن والده'', وشعر المحافظ بالضياع والهوان من تلقى بكلمات الجناينى صفعة قاضية اشد هولا من صفعة نجله للجناينى, ووجد المحافظ نفسه فى عرينة وصولجانه واستبداده ضائعا تائها مشردا لا يساوي قلامة ظفر, وانصرف الجناينى برغم كل احزانه, وانحدار الدموع من عيونه, شامخاً رافع الراس, بعد ان وجد فى عيون من حوله من العاملين والمواطنين, احتراما وتقديرا كبيرا, لم يحظى بة يوما من كانوا ينعتون أنفسهم تكبر بالصفوة الحاكمة, وكانوا يركعون اذلاء خانعين في الأوحال, امام جبروت المحافظ ونجله الأهوج.

لولا ارادة الشعوب الحرة ما كانت قد سقطت ديكتاتوريات أبالسة الجحيم فى العالم

 


لولا ارادة الشعوب الحرة ما كانت قد سقطت ديكتاتوريات أبالسة الجحيم فى العالم


لا يستطيع أي حاكم فى العالم كلة. مهما بلغ من ظلم وجبروت وقمع واستبداد وافتراء. ان يستأصل شرائع الدين ​فى صون ادمية الانسان. ​والحقوق الإنسانية​.​ والكرامة البشرية​.​ والمبادئ الوطنية​.​ من السواد الأعظم من الشعب ويحولهم فى مسيرة حياتهم من بشر الى بهائم. لان الناس الأحرار ولدوا وعاشوا أحرار ولا يستطيع قمعهم واستئصال مبادئ الإنسانية منهم حتى ابليس نفسه مع جنوده. ولولا تلك الحقيقة الناصعة ما كنا قد شاهدنا ونشاهد كل يوم انتفاضات الشعوب المقهورة ضد حكامها الطغاة فى العالم. ولا يعنى ركوع حفنة ضالة فاسدة منحلة من قيادات بعض الأحزاب السياسة الانتهازية التى كانت ترفع راية المعارضة وباعت مبادئها مع الشعب والمعارضة وتجار السياسة وبائعى الأعراض السياسية والانتهازيين والغوازى والفلول و الهتافين والراقصين في تراب الذل والخنوع والجين والهوان للحاكم انهم عنوان الشعب​.​ بل ​هم ​عنوان الطابور الخامس بين الشعب. ولا يعنى استعانة الحاكم بكل الوسائل من اصطناع المجالس والبرلمانات والتلاعب فى الدساتير واختلاق القوانين والقرارات وعسكرة البلاد والجمع بين السلطات ونشر حكم القمع والاستبداد وتكديس السجون بالمعتقلين لقهر الشعب من اجل استمرار بقاء عرشه الاستبدادي القائم على سيل من التعديلات والقوانين المشوبة كلها بالبطلان الدستوري. انة تمكن من تحويل الشعب من بشر إلى سوائم. لان الشعوب الحرة تعيش وتجاهد وتموت وهى حرة. ولا تنطفئ شمعة الحرية فى ظلام الطاغية مهما بلغت شياطين مروقة. حتى تبدد شمس الحرية ظلمات الطغاة الفاسدين. ولولا ارادة الشعوب الحرة ما كانت قد سقطت ديكتاتوريات أبالسة الجحيم فى العالم.

عودة تعاليم الشماشرجية ومنهج محاولة احتواء الشعب عبر احتواء احزابه السياسية رغم سابق فشله الذريع

 


عودة تعاليم الشماشرجية ومنهج محاولة احتواء الشعب عبر احتواء احزابه السياسية رغم سابق فشله الذريع


رغم سابق فشل منهج الطغاة فى محاولة احتواء الشعب عبر احتواء العديد من احزابه السياسية. خاصة التي كانت ترفع راية المعارضة. بسبب بسيط جدا يتمثل فى انفصالها عن الشعب واحتسابها على الحاكم. لذا لا يخضع لها إلا من كان على شاكلتها. الا ان المنهج عاد إلى مصر من جديد. وكانت مدينة السويس هي أول من أسقطت منهج الطغاة بعد احتواء أكبر قدر ممكن من الأحزاب السياسية بسياسة العصا والجزرة. خاصة التي كانت ترفع لواء المعارضة. لعدة أهداف منها عدم اعتراضها على انحراف الحاكم عن السلطة. وتقديم مساعدتها فى انحرافه عن السلطة. والطبل والزمر لانحرافه عن السلطة. وإيهام الشعب بان تأييد ودعم العديد من الاحزاب السياسية التي يفترض انها ممثلة عن الشعب لانحراف الحاكم عن السلطة يعني بان الشعب موافق على انحراف الحاكم عن السلطة. وبالتالي احتواء الشعب عبر احتواء احزابه السياسية. ورغم أن مدينة السويس كانت قبل ثورة 25 يناير 2011 خلال نظام حكم مبارك. ولا تزال حتى الآن عام 2024 خلال نظام حكم السيسي. مثالا فى تطويع بعض الأحزاب السياسية فى خدمة الحاكم تحت ستار ذريعة أضحوكة ما يسمى عن دعم الحاكم فى الباطل ''دعم الدولة''. الا ان هذا لم يخدع الناس. ووصل الأمر عام 2010 إلى حد أن ممثلي بعض الاحزاب السياسية فى مدينة السويس التى كانت ترفع حينها راية المعارضة ويطلق عليهم الناس مسمى «الشماشرجية» الذى يعنى فى اللغة التركية «اللبيس» المكلف بالاعتناء بملابس السلاطين والملوك ومساعدتهم فى ارتداء ملابسهم. كانوا يتوجهون يوميا بعد التزويغ من عملهم إلى ديوان عام محافظة السويس لتسلية محافظ السويس وإدخال البهجة علية ورفع الغم عنه ومرافقته فى جولاته الميدانية والتشقلب إمامة مثل القرود فى الاحتفالات الرسمية ومنها العيد القومى وإصدار البيانات والتصريحات المستمرة التى تشيد برئيس الجمهورية والمحافظ وكافة مسؤولي الاجهزة الحكومية بالسويس وارسال الردود بدلا من المحافظ إلى أي وسيلة إعلام تنتقد المحافظ ومعاداة ومحاربة كل من ينتقد رئيس الجمهورية أو المحافظ حتى إن كان من اقرب الناس اليهم. حتى انفجرت شرارة الثورة المصرية الأولى فى 25 يناير 2011 من مدينة السويس. ولم ينطلي على الناس شغل الاونطة وفرقة الشماشرجية لمحاولة احتوائهم عبر احتواء الأحزاب السياسية. ولم يستوعب الاغبياء الدرس. في أن الشعب. اى شعب. لا يمكن احتواؤه عبر احتواء احزابه السياسية. حتى عاد منهج الطغاة الخالد مجددا فى عهد الجنرال السيسي باحتواء أكبر قدر ممكن من الأحزاب السياسية بسياسة العصا والجزرة. خاصة التي كانت ترفع لواء المعارضة. لمحاولة احتواء الشعب عبر احتواء احزابه السياسية. وعادت جوقة شماشرجية بعض الأحزاب السياسية الخربة المنحلة تسير في مواكب اطلاق البخور لديكاتتور مصر الجديد فى مدينة السويس وسائر أنحاء الجمهورية.

كراتين زيت وسكر الحياة السياسية المصرية

 


كراتين زيت وسكر الحياة السياسية المصرية


بغض النظر عن أسباب قيام قيادات بعض الأحزاب السياسية المصرية بالانقلاب على مبادئها السياسية فى الحريات العامة والديمقراطية والتداول السلمى للسلطة واستقلال المؤسسات ومدنية الدولة. والانبطاح أمام الجنرال الحاكم وحزبه الصورى الذى يشكل الحكومات الرئاسية باسمة المسمى مستقبل وطن ومعاونته على تقويض الحريات العامة والديمقراطية والتداول السلمى للسلطة واستقلال المؤسسات ومدنية الدولة وإعادة العسكرة و التمديد والتوريث والقمع والاستبداد.. إلا أنه من غير المعقول ان تصل بجاحة سطحية فكر قياداتها فى الانبطاح أمام الحاكم وحزبه إلى حد قبولها منهم فى المناسبات المختلفة. ومنها خلال فترة الانتخابات والاستفتاءات وخلال شهر رمضان وخلال احتفالات اكتوبر وغيرها. نسبة من كراتين الزيت والسكر التي تحمل ملصقات صورة الجنرال السيسى وشعار واسم حزبه المسمى مستقبل وطن. بدعوى توزيعها على الناس. وايا كانت نسبة كراتين زيت وسكر السيسى وحزبه التى تهدى إلى بعض الاحزاب السياسية المصرية فى المناسبات المختلفة ومصادر تمويلها وعدد ما يصل لبعض الناس منها بالفعل فى ظل عدم وجود سجلات تثبت الداخل والواصل إلى الناس منها. فإنه كان غريبا للناس مشاهدتهم خلال الانتخابات الاخيرة بعض الأحزاب السياسية المصرية ومنها من كان يحمل ذات يوم لافتة معارضة تقوم خلال فترة الحملات الانتخابية لمرشحيها بتوزيع كراتين زيت وسكر السيسى وحزبه التى تحمل صورة الجنرال السيسى وشعار واسم حزبه المسمى مستقبل وطن. ورغم أن لعبة اهداء كراتين زيت وسكر الجنرال الحاكم وحزبه الديكوري الى بعض الاحزاب السياسية المتواطئة ليست جديدة وموروثة منذ أن كان يتم توزيعها عليها تحمل ملصقات صورة الجنرال مبارك وشعار واسم حزبه المسمى الوطنى الديمقراطى. الا ان البجاحة الجديدة هنا بلغت الآن إلى حد قيام بعض الأحزاب السياسية خلال فترة الحملات الانتخابية لمرشحيها بتوزيع كراتين زيت وسكر الجنرال الحاكم وحزبه الديكوري التى تحمل صورة الجنرال السيسى وشعار واسم حزبه وصور بعض مرشحيه. بدلا من توزيع كراتين زيت وسكر من تبرعات أعضاء تلك الأحزاب وتحمل صور قياداتها ومرشحيها. وكان طبيعيا إعراض الناس عن تلك الأحزاب التى لا تستحى من فجورها وسقوط معظم مرشحيها وإحسان الحاكم عليها ببعض فضلاته.

خطاب رئيس حزب مستقبل الحمير

 


خطاب رئيس حزب مستقبل الحمير

فلتغضبوا إذا استطعتم

بعدما قتلتُ في نفوسكم روحَ التحدي والغضبْ

وبعدما شجَّعتكم على الفسوق والمجون والطربْ

وبعدما أقنعتكم

أن المظاهراتِ فوضى ليس إلا وشَغَبْ

وبعدما علَّمتكم أن السكوتَ من ذهبْ

وبعدما حوَّلتُكم إلى جليدٍ وحديدٍ وخشبْ

وبعدما أرهقتُكم

وبعدما أتعبتُكم

حتى قضى عليكمُ الإرهاقُ والتعبْ

يا من غدوتم في يديَّ كالدُّمى وكاللعبْ

فلتشتموني في الفضائياتِ

إن أردتم والخطبْ

وادعوا عليَّ في صلاتكم وردِّدوا

 تبت يداهُ مثلما تبت يدا أبي لهبْ '

قولوا بأني خائنٌ لكم

وكلبٌ وابن كلبْ

ماذا يضيرني أنا ؟!

ما دام كل واحدٍ في بيتهِ

يريد أن يسقطني بصوتهِ

وبالضجيج والصَخب

أنا هنا ، ما زلتُ أحمل الألقاب كلها

وأحملُ الرتبْ

أُطِلُّ ، كالثعبان ، من جحري عليكم فإذا

ما غاب رأسي لحظةً ، ظلَّ الذَنَبْ .!

هل عرفتم من أنا ؟؟؟؟ 

انا الرئيس المنتخب !!!!

الشاعر / احمد مطر