الجمعة، 8 نوفمبر 2024

تصريح مضلل

 


تصريح مضلل

✅الحقائق: 

✅تصريح مضلل، إذ نفت وكالة الاستخبارات الأمريكية ومسؤولين أمريكيين مطلعين على الحرب بين الاتحاد السوفيتي والمقاتلين في أفغانستان، وجود أي تمويل أمريكي مباشر لأسامة بن لادن خلال تلك الفترة، كما نفى بن لادن نفسه وجود أي مساعدات أمريكية لهم خلال الحرب، بخلاف ادعاء فرج.

📌قالت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في صفحة الأسئلة الشائعة على موقعها الرسمي، إنها "لم تدفع لبن لادن أي أموال، ولم تحافظ على أي علاقة معه على الإطلاق" بحسب ما نشره موقع factcheck.org في تدقيقه لتصريح السيناتور راند بول بأن الحكومة الأمريكي قامت بتسليح وتمويل بن لادن. [1]

📌 كما نفى ميلتون بيردن، رئيس محطة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في باكستان من عام 1986 حتى 1989، في مقابلة هاتفية مع موقع factcheck.org، تمويل بن لادن: "لم يحدث ذلك أبداً.. قيامنا بتجنيد وتدريب ودفع رواتب وتسليح العرب هو من تلك القصص التي يحب الناس أن يصنعوها.. إنها أسطورة شعبية".

📌 وفي مقابلة مع الصحفي البريطاني روبرت فيسك عام 1996 قال بن لادن: "لم نكن في أي وقت من الأوقات أصدقاء للأمريكيين.. كانت أغلب الأسلحة التي وصلت إلى أفغانستان تدفع ثمنها #السعودية بناء على أوامر من الأمريكيين لأن تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات الخارجية السعودية، ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية كانا يعملان معاً".

📌 وفي بيان مكتوب إلى لجنة التحقيق المشتركة التابعة للكونجرس، قال مدير وكالة المخابرات المركزية السابق جورج تينيت، إن بن لادن اكتسب شهرة خلال الحرب بسبب دوره في تمويل وتجنيد وتدريب المواطنين العرب الذين قاتلوا إلى جانب المجاهدين: "لا نملك أي سجل يشير إلى أي اتصال مباشر بين الحكومة الأمريكية وبن لادن في ذلك الوقت".

📌 وقال بيتر بيرجن، محلل الأمن القومي لدى شبكة سي إن إن، والذي أجرى مقابلة مع #بن_لادن عام 1997: "لا يوجد دليل على أن وكالة المخابرات المركزية مولت أو سلحت بن لادن أو حتى عرفت من هو حتى عام 1993".

📌 وغزا الاتحاد السوفيتي أفغانستان عام 1979 بحجّة التمسك بمعاهدة الصداقة السوفيتية الأفغانية، واستمرت القوات السوفيتية في أفغانستان لمدة 10 سنوات حتى خرج آخر جندي منها عام 1989. [2]

💬 جاءت تصريحات سمير فرج، رئيس جهاز الشؤون المعنوية الأسبق، في مقابلة على برنامج "صدى البلد" الخاصة المملوكة لرجل الأعمال والبرلماني محمد أبو العينين.

رابط التقرير

https://www.facebook.com/photo/?fbid=1098483694975448&set=a.758562705634217

العمال يدفعون الثمن


📌 📌 العمال يدفعون الثمن

قرر عمال شركة الصناعات الكيماوية المصرية "كيما أسوان"، تحويل الوقفة

 الاحتجاجية التي نظموها صباح اليوم الخميس 7 نوفمبر 2024، إلى اعتصام بمقر "كيما أسوان" حتى تحقيق إدارة الشركة لمطالبهم، وفق اثنين من المعتصمين تحدثا لـ #متصدقش.

◼️ "كيما أسوان"، هي إحدى شركات #قطاع_الأعمال_الحكومي، تأسست عام 1956، وتعمل في إنتاج منتجات الأسمدة مثل "اليوريا" والأمونيا"، بإجمالي 854 ألف طن في عام 2024/2023.

◼️ وحصل #متصدقش على صور وفيديوهات، التُقطت عصر اليوم، الخميس، من اعتصام #العمال اللذين يطالبون بعدة مطالب أبرزها صرف المكافآت السنوية كاملة، بعد أن قررت الإدارة تقليصها بنسبة 50%.

➖في التقرير التالي  فريق #متصدقش يرصد آخر تطورات احتجاجات عمال "#كيما_أسوان": ⬇️⬇️

⭕ العمال: معتصمون حتى تحقيق المطالب

◼️ قرر نحو 300 عامل بـ"كيما أسوان" الاعتصام بمقر الشركة اليوم، حتى تحقيق مطالبهم، بعدما أرسلوا للإدارة مطالبهم، والتي وعدتهم بدراستها، وطالبتهم بفض اعتصامهم و"التحلي بالصبر"، بحسب مصدرين من العاملين بالشركة.

⭕ ويطالب العمال بـ7 طلبات، وفق ورقة مدون بها مطالبهم، حصل عليها فريق #متصدقش:

- رفع الأرباح إلى 100 شهر من أساسي الراتب أو من 10 إلى 12% من نسبة أرباح الشركة.

- ضم العلاوات المجنبة إلى أساسي الراتب.

- منح العاملين علاوة استثنائية.

- رفع الحد الأدنى للحافز الشهري للأقسام إلى 150% .

- تفعيل لجنة الإسكان أو صرف بدل سكن فورًا.

- رفع بدل الوجبة إلى 1500 جنيه شهريًا (تُقدر بنحو 700 جنيه شهريًا حاليًا).

- صرف بدل مخاطر أسوة بالشركات الأخرى.

وفق ورقة مدون بها مطالب العاملين، حصل عليها فريق #متصدقش.

◼️ وتوقفت "كيما أسوان"، عن صرف نسبة العمال من أرباح الشركة طوال الـ3 سنوات الماضية، بداعي تحقيق الشركة لخسائر وبسبب مديوناتها، بحسب أحد العمال لـ #متصدقش.

◼️ وخلال العامين الماضيين، نتيجة زيادة #أسعار_الأسمدة وتوسع الشركة في التصدير للخارج، حققت "كيما أسوان"، صافي ربح يُقدر بـ2.5 مليار جنيه في 2023/ 2024، بنسبة ارتفاع 120% عن العام 2023/2022 التي حققت فيه 1.15 مليار جنيه.

◼️وتعتمد "كيما أسوان" في إيراداتها بشكل أساسي على تصدير منتجاتها، إذ حققت #صادرات من منتج سماد اليوريا بقيمة 4.8 مليار جنيه في 2024/2023.

◼️ مع زيادة الأرباح، لم تصرف الشركة مكافأة العمال كاملة من الأرباح السنوية، وقررت أمس الأربعاء في انعقاد جمعيتها العمومية، صرف أرباح تساوي 40 شهر فقط من أساسي مرتب كل عامل، بحد أدنى 30 ألف جنيه، وهو ما يساوي نحو 5% من أرباح الشركة في 2024/2023، حسب تقديرات العمال.

◼️ بحسب عمال الشركة، يخالف ذلك قانون قطاع الأعمال العام رقم 185 لسنة 2020، الذي ينص في المادة 33 على ألا تقل نسبة العاملين من الأرباح السنوية القابلة للتوزيع عن 10٪ ولا تزيد عن 12% وتصرف نقدًا.

◼️ وبحسب العامل الذي تحدث لـ #متصدقش من المفترض أن ينضم زملائهم للاعتصام من وردية العمل التي تبدأ الساعة 7 مساء.

◼️ ويبلغ متوسط عدد العاملين بـ"كيما أسوان" 1811 عاملًا، بحسب بيانات الشركة، وبلغت ميزانية أجورهم 304 مليون جنيه في عام 2024/2023.

⭕ الإنتاج مستمر.. وضغوط لفض الاعتصام

◼️ وحرص العمال على استمرار إنتاج الشركة، بحسب أحد المشاركين بالاعتصام، موضحًا لـ #متصدقش، أن اعتصامهم ليس إضرابًا عن العمل، ولكنهم يقسمون أنفسهم بين جزء مشارك في الاعتصام، وجزء يستمر في العمل.

◼️ ويُضيف أن الإجراء الاحتجاجي التصعيدي الذي استطاع العمال القيام به، هو منعهم لسيارات شحن منتجات الشركة، والتي حمّلت بضائع من الخروج من الشركة، و منع السيارات القادمة لتحميل البضائع.

◼️ إلى جانب المطالبة بصرف مكافأة الأرباح السنوية كاملة، يطالب عمال "كيما"، بزيادة الرواتب، بما يتناسب مع غلاء المعيشة،"في 2020، كنت بقبض 3000 و4000، وبعد تطبيق الحد الأدنى للأجور بقيت بقبض 5300 بعد (استقطاع) الضرائب والتأمينات"، يقول فني بالمصنع لـ #متصدقش.

◼️ وبينما لم ينجح العمال في لقاء #عبد_المجيد_محمد_حجازي،   العضو المنتدب للشركة، حضر ضابط من قطاع الأمن الوطني والعميد #بهاء_البيلي، المستشار العسكري لمحافظة أسوان، لمقر الشركة، واستمعا لمطالب العمال، دون الوصول لحل.

◼️ وكان الرئيس عبدالفتاح #السيسي، أقر في يوليو 2020، تعديلات في القانون رقم 165 لسنة 2020، تسمح بتعيين مستشار عسكري لكل محافظة في مصر من قبل وزير الدفاع، بحسب ما نشرته الجريدة الرسمية.

رابط التفرير

https://x.com/matsda2sh/status/1854584127909158914

الشعب يدفع قروض عاصمة الجيش

 الشعب يدفع قروض عاصمة الجيش


📌 خلال اجتماعه في 30 أكتوبر 2024، قرر مجلس الوزراء، إعادة تشكيل لجنة إدارة ملف #الدين_الخارجي، التي تهدف لوضع حد أقصى للاقتراض الخارجي سنويًا، وتحديد أولوياته ودراسة بدائله.

◼️ تحرك #الحكومة لضبط ملف الدين الخارجي الذي ساهم في تفاقم #الأزمة_الاقتصادية خلال العامين الأخيرين، يأتي بعد 10 سنوات من التوسع في الاقتراض من أجل المشروعات الحكومية، ما أدى لوصول #الديون الخارجية لـ 168 مليار دولار أمريكي في نهاية 2023 قبل تراجعه إلى 152.9 مليار دولار في نهاية يونيو 2024 مدفوعًا بعائدات صفقة #رأس_الحكمة، مقارنة بـ 46.1 مليار دولار في يونيو 2014.

➖ في التقرير التالي، يوضح فريق #متصدقش، كيف اقترضت جهات وهيئات حكومية، نحو 10.5 مليار دولار، من أجل تنفيذ البنية التحتية وتوصيل الخدمات للعاصمة الإدارية الجديدة، التي تعد من من بين أكثر المشروعات التي استهلكت قروضًا خارجية. فيما تستمر الحكومة في الادعاء بأن #العاصمة_الإدارية لم تكلف الدولة أي أموال تُذكر.

⭕ من يسدد قروض مشروعات العاصمة؟

◼️ أثناء افتتاح محطة كهرباء العاصمة الإدارية، التي تعد من أكبر محطات الطاقة في #مصر، بقدرة 4800 ميجاوات، كشف #وزير_الكهرباء أن المشروع الذي تكلف نحو 2 مليار دولار، جرى تنفيذه عبر قروض من الخارج.

◼️ وقال الدكتور #محمد_شاكر وزير الكهرباء آنذاك: "إحنا كل الفلوس اللي إحنا آخدينها، آخدينها عن طريق الاستدانة من البنوك ومن جهات التمويل العالمية ولازم نردها".

◼️ محطة كهرباء العاصمة، كانت جزء من اتفاق مع شركة سيمنز الألمانية لتنفيذ 3 محطات كهرباء في مصر (البرلس - بني سويف - العاصمة الإدارية) بتكلفة 6 مليار يورو.

◼️ لإنشاء المحطات الثلاث، اقترضت #وزارة_الكهرباء، بضمان #وزارة_المالية، 4.1 مليار يورو من ثلاثة بنوك ألمانية، وهي: بنك التعمير الألماني، ودويتشه بنك، وHSBC ألمانيا. كما حصلت الشركة القابضة للكهرباء، على قرض إضافي بقيمة 900 مليون يورو من خلال بنكي HSBC وCredit Suisse ومجموعة من البنوك المحلية والأجنبية، بضمان من وزارة المالية أيضًا.

◼️ مع تصاعد الأزمة الاقتصادية، لجأت الحكومة في مايو 2023 لطرح حصة من المحطات الثلاثة للبيع أمام المستثمرين بهدف توفير عملة صعبة وتقليل أعباء الدين، بحسب "اقتصاد الشرق".

◼️ وواجهت مساعي الحكومة صعوبة، نتيجة اشتراط البنوك الألمانية سداد كامل قيمة القرض من عائد الصفقة، أو زيادة أسعار الفائدة على #القروض.

◼️ بدأت الشركة القابضة للكهرباء في عام 2019 بسداد أول دفعة من قروض البنوك الألمانية، وذلك عبر دفعات دورية تتراوح بين 20 و30 مليون يورو لكل دفعة، موزعة على مدار 12 عامًا، ما يعني أن السداد سيستمر حتى عام 2031.

⭕ كل الطرق تؤدي إلي العاصمة

◼️ نتيجة المسافة الكبيرة، بين العاصمة الإدارية، وأحياء محافظتي #القاهرة و #الجيزة، عملت الدولة على إنشاء مشاريع نقل لتسهيل الوصول إليها، بهدف استقطاب شريحة أكبر من السكان.

◼️ بالرغم من أن تلك المشاريع تغطي مساحات عمرانية واسعة ومختلفة، إلا أنها تخدم في النهاية مشروع العاصمة الإدارية كمدينة مركزية لتلك المشاريع، يقول باحث عمراني، عمل على دراسة هذه المشاريع لـ #متصدقش.

◼️ من بين هذه المشاريع، اتفقت #الهيئة_القومية_للأنفاق، التي تدير عددًا كبير من مشاريع النقل في العاصمة الإدارية، عام 2017، مع شركة هندسة السكك الحديدية الصينية، وشركة أفيك الدولية القابضة، لإنشاء مشروع القطار الخفيف الذي يبدأ من محطة مترو عدلي منصور ويصل للعاصمة الجديدة.

◼️ من أجل إتمام المشروع، اقترضت "القومية للأنفاق" 1.2 مليار دولار من بنك التصدير والاستيراد الصيني، يجري سداده على مدار 15 عامًا، كما تحملت وزارة النقل  200 مليون دولار تكلفة إنشاء ورشة.

◼️ لم تنتهي "القومية للأنفاق" من كافة مراحل المشروع حتى الآن،  نتيجة احتياجها لقرض قيمته 250 مليون دولار، لكنها لم تستطع الحصول عليه، بسبب ارتفاع أسعار الفائدة وعدم تلقيها عروضًا ميسرة، بحسب موقع  المنصة.

◼️ إلى جانب القطار الخفيف، تُنفذ الهيئة القومية للأنفاق مشروع #المونوريل، الذي يربط العاصمة الإدارية، بمحافظتي القاهرة والجيزة، حيث يتولى تحالف "بومبارديه" و"أوراسكوم للإنشاءات" و"المقاولون العرب" تصميم وإنشاء وتشغيل وصيانة خطين للمونوريل بتكلفة تبلغ 4.5 مليار دولار.

◼️ جرى تمويل المشروع وفق  نظام EPC + Finance، حيث تولى التحالف المكون من شركات المقاولات الثلاثة، تدبير التمويل من خلال مجموعة من البنوك الدولية بقيادة جي بي مورجان البريطاني، نيابةً عن الهيئة القومية للأنفاق (بصفتها المقترض)، على أن تسدد الحكومة قيمة القرض للجهة الممولة فيما بعد.

◼️ وفي 2020، وافق رئيس الجمهورية على الحصول على قرض بقيمة 1.88 مليار يورو، يُسدد خلال 14 سنة على 28 قسطًا نصف سنوي، لتستخدمه هيئة الأنفاق في سداد مدفوعات شركات المقاولات العاملة في المشروع.

◼️ وبنفس الصيغة، تعاقدت الهيئة القومية للأنفاق عام 2021 مع سيمنز الألمانية، وأوراسكوم والمقاولون المصريتين، لإنشاء القطار السريع الذي يربط العاصمة الإدارية الجديدة بالمدن الساحلية، بتكلفة 4.5 مليار دولار للخط الأول، وبعد اكتمال الخط الثاني والثالث ستصل التكلفة الإجمالية 23 مليار دولار.

◼️ وفي مايو 2023، وافق رئيس الجمهورية على قرض بقيمة 2.2 مليار يورو وقعته الهيئة القومية للأنفاق مع تحالف بنكي أوروبي، لتمويل الخط الأول من مشروع القطار الكهربائي فائق السرعة، في قرض يتضمن مدة عشر سنوات كفترة سماح، ومدة سداد تصل إلى 30 سنة(2063)، وفائدة نصف بالمئة وفقاً لوزير النقل، الفريق #كامل_الوزير.

⭕ الحكومة تقترض نيابة عن شركة العاصمة

◼️ بالإضافة إلى مشاريع محطات الكهرباء والقطارات، في عام 2019 اتفقت #وزارة_الإسكان نيابة عن هيئة المجتمعات العمرانية، مع مجموعة من البنوك الصينية بقيادة بنك "أي سي بي سي" للحصول على تمويل بقيمة 3 مليار دولار من أجل تمويل 85% من مشروع بناء أبراج العاصمة الإدارية الجديدة الـ20، بما في ذلك البرج الأيقوني، الذي يشرف على بنائها شركة CSCEC الصينية. ويُسدد على مدى  10 سنوات.

◼️ ووفقًا لتصريح اللواء أحمد زكي عابدين، رئيس شركة العاصمة الإدارية حينها، فإن الجانب الصينى شدد خلال المفاوضات على أن الاتفاقية يجب أن تكون موقعة مع الحكومة المصرية لتكون الدولة هي الضامن للقرض.

◼️ وتحملت وزارة الإسكان تكلفة 15% من قيمة إنشاء ناطحات السحاب في العاصمة، وفي نوفمبر 2019، مع تأخر صرف الشريحة الأولى من القرض الصيني بقيمة 834 مليون دولار، قدمت وزارة الاسكان 7 مليارات جنيه لضمان استمرار العمل في مشروع الأبراج، لحين تفعيل القرض الصيني، وفقًا لتقرير نشرته جريدة الشروق.

◼️ وفي نفس العام، اعتمدت وزارة الإسكان خطة لاستثمار 200 مليار جنيه في مشروعات العاصمة الإدارية حتى عام 2022، تتضمن 28 مليار جنيه لتنفيذ منطقة الأعمال المركزية، مع إنفاق 40 مليار جنيه لمرافق الحى السكنى R3.

◼️ بالإضافة إلى 58 مليار جنيه للحى السكنى الخامس، وحوالي 50 مليار جنيه لمشروعات المرافق الاساسية للمرحلة الأولى للعاصمة ، و10 مليارات جنيه لمشروع النهر الاخضر.

رابط التقرير

https://x.com/matsda2sh/status/1854543926650146953

مشروع قانون الإجراءات الجنائية يوسع صلاحيات الأمن والنيابة العامة في مصر

 

الرابط

معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط

مشروع قانون الإجراءات الجنائية يوسع صلاحيات الأمن والنيابة العامة في مصر


يناقش مجلس النواب المصري مشروع قانون جديد يحل محل قانون الإجراءات الجنائية الحالي في البلاد، من شأنه ترسيخ هيمنة أجهزة الأمن والنيابة العامة، ومنحها صلاحيات واسعة من خلال أحكام قانونية غامضة، في حين يضفي الشرعية على الانتهاكات المستمرة لحكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

لقد تدهورت حالة حقوق الإنسان في مصر بشكل مطرد على مدى العقد الماضي، وتفاقمت بسبب أوجه القصور في الأحكام القانونية، والأمر الأكثر خطورة، غياب الإرادة السياسية للإصلاح. على سبيل المثال، تم استخدام الحبس الاحتياطي المطول على نطاق واسع لمعاقبة المعارضين السياسيين والصحفيين والمحامين. كما ابتكر المسؤولون آليات للتهرب من الامتثال للحد الأقصى للحبس الاحتياطي لمدة عامين المنصوص عليه في القانون، مما يسمح باحتجاز المعارضين إلى أجل غير مسمى دون محاكمة.

وتقول السلطات المصرية إن القانون يهدف إلى توفير ضمانات أكبر للعدالة، وتعزيز الشفافية، ومكافحة الفساد. ومع ذلك، تم وضع مشروع القانون دون مشاركة عامة ذات مغزى من منظمات المجتمع المدني أو الخبراء القانونيين. ورفض أعضاء مجلس أمناء الحوار الوطني ، ونقابة المحامين ، ونقابة الصحفيين ، ومنظمات حقوق الإنسان ، وعلماء القانون، مشروع القانون ودعوا إلى سحبه بالكامل من البرلمان.

في جوهره، أدى مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد إلى تفاقم أوجه القصور القانونية القائمة وترسيخ الممارسات التي تنتهك الدستور والتزامات مصر الدولية في مجال حقوق الإنسان.

في جوهره، أدى مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد إلى تفاقم أوجه القصور القانونية القائمة وترسيخ الممارسات التي تنتهك الدستور والتزامات مصر الدولية في مجال حقوق الإنسان. ويعزز المشروع سلطات النيابة العامة وجهاز الأمن الوطني فيما يتصل بالاعتقال والتفتيش ودخول المنازل والاستجواب، في حين يعمل في الوقت نفسه على تقليص دور محامي الدفاع وتقييد قدرة المتهمين على المثول مباشرة أمام السلطات التحقيقية والقضائية.

هناك العديد من القضايا الرئيسية التي يجدها المدافعون عن القانون وحقوق الإنسان مثيرة للمشاكل إلى حد كبير في مشروع القانون.

توسع صلاحيات النيابة العامة وتآكل استقلال القضاء

وقد ظل المدافعون عن حقوق الإنسان والخبراء القانونيون يضغطون من أجل الحد من الصلاحيات الواسعة التي تتمتع بها النيابة العامة بموجب قانون الإجراءات الجنائية المعمول به حالياً. ولا يحتفظ مشروع القانون بهذه الصلاحيات فحسب، بل ويوسع نطاقها أيضاً.

على سبيل المثال، تحافظ المادة 116 من مشروع القانون على سلطة النيابة العامة في تقرير حبس المتهم احتياطيا في بعض الجرائم وتجديده دون رقابة قضائية لمدة تصل إلى 150 يوما. بالإضافة إلى ذلك، تمنح النيابة العامة سلطة اعتراض الاتصالات الخاصة أثناء التحقيق في الجرائم دون أوامر قضائية، مما يمثل تراجعا عن الضمانات القانونية المقررة في القانون المعمول به حاليا ويشكل انتهاكا لحقوق الأفراد في الخصوصية.

كما توسع المادة 35 من مشروع القانون صلاحيات النيابة العامة، حيث تسمح للنيابة العامة بفرض غرامات على الأفراد الذين يفشلون في الامتثال لأوامر الشرطة القضائية - وهي سلطة مخصصة حصريًا للقضاة بموجب القانون الساري حاليًا.

وعلاوة على ذلك، تسمح المادة 147 للمدعين العامين بفرض حظر السفر على الأفراد عندما تكون هناك أدلة "كافية" تشير إلى تورطهم في جناية أو جنحة يعاقب عليها بالسجن - وهي سلطة لا تتمتع بها النيابة العامة في القانون المعمول به حاليًا. سيكون المدعون العامون قادرين على إصدار أمر بحظر السفر ضد المتهمين لمدة تصل إلى عام واحد مع إمكانية تجديده إلى أجل غير مسمى لفترات مماثلة، مما يجعل حظر السفر فعليًا أداة عقابية مفتوحة حسب تقديرهم.

الحبس الاحتياطي: تعديل تجميلي

يقترح مشروع القانون خفض الحد الأقصى للاحتجاز السابق للمحاكمة في جرائم الجنايات والجنح. وتظل الحدود المنخفضة طويلة للغاية وغير متسقة مع المعايير القانونية الدولية . والأمر الأكثر أهمية هو أن مشروع القانون لا يتناول ممارسة " التناوب "، حيث يضيف المدعون العامون المتهمين إلى قضايا متعددة بتهم متطابقة تقريبًا للتحايل على الحد القانوني للاحتجاز السابق للمحاكمة وإبقاء هؤلاء الأفراد في الاحتجاز لأجل غير مسمى دون محاكمة.

تقويض ضمانات المحاكمة العادلة

يقدم مشروع القانون فصلاً جديدًا بشأن التحقيقات وإجراءات المحاكمة عن بعد، ويقنن القرار الوزاري الاستثنائي رقم 8901 لسنة 2021، الصادر أثناء جائحة كوفيد-19، والذي يسمح للقضاة بإجراء جلسات الحبس الاحتياطي من خلال مؤتمرات الفيديو. وبدلاً من تقييد هذا الإجراء الاستثنائي، يتوسع مشروع القانون فيه من خلال السماح للقضاة والمدعين العامين بإجراء بعض أو كل إجراءات الحبس الاحتياطي والمحاكمة عن بعد، مما يحرم المعتقلين من فرصة المثول شخصيًا أمام النيابة العامة والقضاء. كما أنه يعرض قدرتهم على الإبلاغ عن الانتهاكات التي قد يتعرضون لها أثناء الاعتقال أو الاستجواب أو الحبس الاحتياطي للخطر، خاصة أنهم سينضمون إلى الجلسات عن بعد من مرافق احتجازهم وهم محاطون بحراس السجن.

كما تسمح المادة 527 للقضاة والمدعين العامين بالاطلاع على سجلات الإجراءات القانونية المتعلقة بالقاصرين دون الحاجة إلى حضورهم الشخصي، إذا كان ذلك في مصلحتهم الفضلى. ويحرم هذا الحكم القاصرين المحتجزين من فرصة التواصل مباشرة مع السلطات التحقيقية والقضائية بشأن ظروف احتجازهم ويعرضهم لانتهاكات محتملة لحقهم في محاكمة عادلة. بالإضافة إلى ذلك، يثير مخاوف بشأن الاستخدام المحتمل للإكراه للحصول على اعترافات مسجلة من القاصرين والتلاعب المحتمل بسجلات الإجراءات من قبل النيابة العامة قبل تقديمهم إلى القاضي.

وقد صاحب توسيع صلاحيات الادعاء بموجب مشروع القانون تقليص صلاحيات محامي الدفاع.

ويتفاقم هذا القلق بموجب المادة 529، التي تسمح بتوقيع التسجيلات والمحاضر عن الإجراءات عن بعد من قبل المدعين العامين والقضاة والكتبة فقط، مع إزالة الشرط الحالي المتمثل في تضمين توقيعات المتهمين أو الشهود أو الخبراء أو المترجمين.

ولقد اقترن توسيع صلاحيات الادعاء بموجب مشروع القانون بتقليص صلاحيات محامي الدفاع. فعلى سبيل المثال، تحرم المادة 73 المحامين من حق الحصول على صور فوتوغرافية لملفات القضايا أثناء التحقيق إذا رأت النيابة أن ذلك في مصلحة التحقيق الجاري. كما تسمح المادة 105 للمدعي العام بمنع محامي الدفاع من الوصول إلى ملفات التحقيق قبل استجواب المتهمين. وتفتح هذه الأحكام الباب فعلياً أمام انتهاكات الادعاء العام وقد تقوض حق المتهمين ومستشاريهم القانونيين في تقديم دفاع فعال. كما تنتهك معايير المحاكمة العادلة المنصوص عليها في المادة 54 من الدستور وتقنن انتهاكات الادعاء العام لحقوق الدفاع، وخاصة في القضايا التي تنطوي على اتهامات سياسية.

إضفاء الطابع الرسمي على الانتهاكات

وفي محاولة لإضفاء طابع رسمي على الممارسات التعسفية التي يرتكبها جهاز الأمن الوطني، تمنح المادة 25 من مشروع القانون ضباط جهاز الأمن الوطني، أحد أكثر الأجهزة الأمنية شهرة في مصر، سلطة ضباط الضبط القضائي ـ وهي سلطة لا يتمتعون بها بموجب القانون الساري حالياً. وتسمح لهم هذه السلطة بالتحقيق رسمياً في الجرائم وتحديد هوية مرتكبيها وجمع الأدلة والقبض على الأشخاص وتفتيش المنازل.

ورغم أن القانون لا يسمح مبدئيا لضباط الشرطة القضائية باستجواب المتهمين، فإن المادة 63 من مشروع القانون تحافظ على سلطة النيابة العامة في تفويضهم للقيام بمهام التحقيق، بما في ذلك استجواب المتهمين، في الحالات التي يخشى فيها ضياع الوقت وضرورة كشف الحقيقة. ومن شأن هذا النص الغامض أن يجعل تفويض ضباط الأمن الوطني باستجواب المشتبه بهم تحت هذه الذرائع التقديرية أمرا طبيعيا.

وهناك تعديل رجعي آخر للقانون المعمول به حاليا يسمح لضباط الشرطة القضائية بدخول المنازل وتفتيشها بشكل استثنائي دون إذن في حالات "الخطر" أو "الضيق"، كما نصت عليه المادة 47 من مشروع القانون. وتسمح هذه الاستثناءات غير المؤهلة لضباط الشرطة القضائية، بما في ذلك ضباط الأمن الوطني، بدخول المنازل دون إذن وفقًا لتقديرهم لما يشكل "خطرًا". كما يزيل مشروع القانون الضمانات المنصوص عليها في المادة 51 من القانون المعمول به حاليًا، والتي تتطلب حضور المتهم أو ممثله أو شاهدين أثناء تفتيش المنزل.

تعويض غير قابل للتحقيق

ورغم أن مشروع القانون يستحدث فصلاً جديداً يتعلق بالتعويض عن الحبس الاحتياطي في سياقات معينة، فإن الأحكام الواردة في هذا الفصل ــ وخاصة المادة 523 ــ تجعل التمتع بهذا الحق شبه مستحيل. فعلى سبيل المثال، إذا أمرت النيابة العامة بعدم وجود أساس لرفع دعوى جنائية ضد المحتجز احتياطياً، فلن يحق للفرد الحصول على تعويض إلا إذا كان هذا الأمر يستند إلى بطلان الوقائع. ونادراً ما يحدث هذا الوضع في الممارسة العملية، لأن مثل هذه الأوامر الصادرة عن النيابة العامة تستند في الغالب إلى عدم كفاية الأدلة وليس إلى بطلان الوقائع. وعليه، فإن الأفراد الذين يخضعون لحبس احتياطي غير قانوني أو مطول لمجرد وجود أدلة ضعيفة لا يحق لهم الحصول على تعويض بموجب المادة 523.

وعلى نحو مماثل، إذا صدر حكم نهائي ببراءة المتهم، فلن يستحق التعويض إلا إذا كانت البراءة متعلقة بجميع التهم واستندت إلى بطلان الوقائع أو أن الواقعة لا يعاقب عليها القانون. وتستثني المادة 523(3) صراحة من برئ بسبب شكوك المحكمة في صحة التهم. وبعبارة أخرى، لن يكون من برئ لعدم وجود أدلة ضده، وهو السبب الأكثر شيوعاً للبراءة، مؤهلاً للحصول على التعويض.

الانسحاب العاجل مطلوب

ومن الواضح أن القانون المقترح يفتقر إلى الضمانات اللازمة لحماية حقوق المتهمين وضمان حسن سير إجراءات العدالة الجنائية. وبدلاً من تعزيز الرقابة القضائية والمساءلة، يتضمن مشروع القانون أحكاماً قد تؤدي إلى تفاقم انتهاكات حقوق الإنسان، وخاصة فيما يتصل بالتعذيب والاختفاء القسري وإساءة استخدام الاحتجاز السابق للمحاكمة. ويتفاقم هذا القلق بسبب غياب آليات المساءلة الفعالة.

ومن ثم، فلابد من سحب مشروع القانون هذا بالكامل. وإذا كانت مصر تخطط لاستبدال القانون الحالي، فلابد من عقد حوار عام حقيقي لصياغة التشريع الجديد على نحو يعكس رؤية تشريعية مختلفة تماماً. ولابد أن يعطي مثل هذا القانون الأولوية للحد من الانتهاكات، وفرض حدود واضحة على تجاوزات السلطات العامة، وتعزيز حماية حقوق الأفراد وحرياتهم. ويتلخص الهدف الشامل في إقامة نظام قضائي يحترم حقوق الإنسان ويضمن العدالة الحقيقية بعيداً عن التعسف والاستثناءات القانونية.

كيف يسمح لدول اجنبية ان تدفع أموال بالمليارات لجيش المفروض انه وطنى بدلا من عقابه عن قيامة بعسكرة البلاد فى الدستور والقوانين والتنفيذ والأداء وعن اي اجندات ؟!!

 

كيف يسمح لدول اجنبية ان تدفع أموال بالمليارات لجيش المفروض انه وطنى بدلا من عقابه عن قيامة بعسكرة البلاد فى الدستور والقوانين والتنفيذ والأداء وعن اي اجندات ؟!!


https://www.facebook.com/photo?fbid=1119028539786936&set=a.652302469792881

الخميس، 7 نوفمبر 2024

السعودية: هناك حاجة ماسة إلى تنفيذ إصلاحات رئيسية وشاملة لحماية العمال الأجانب في السعودية، قبيل انعقاد اجتماع مهم اليوم ستبدأ فيه منظمة العمل الدولية النظر في شكوى تاريخية قدمها الاتحاد الدولي لعمال البناء والأخشاب ضد المملكة

 

الرابط

بيان منظمة العفو الدولية الصادر اليوم الخميس 7 نوفمبر 2024 

السعودية: هناك حاجة ماسة إلى تنفيذ إصلاحات رئيسية وشاملة لحماية العمال الأجانب في السعودية، قبيل انعقاد اجتماع مهم اليوم ستبدأ فيه منظمة العمل الدولية النظر في شكوى تاريخية قدمها الاتحاد الدولي لعمال البناء والأخشاب ضد المملكة


قالت منظمة العفو الدولية إن هناك حاجة ماسة إلى تنفيذ إصلاحات رئيسية وشاملة لحماية العمال الأجانب في المملكة العربية السعودية، وذلك قبيل انعقاد اجتماع مهم اليوم ستبدأ فيه منظمة العمل الدولية النظر في شكوى تاريخية قدمها الاتحاد الدولي لعمال البناء والأخشاب ضد المملكة تتعلق بسرقة الأجور والعمل القسري وحظر النقابات العمالية.

في 7 أكتوبر/تشرين الأول، أعلنت السعودية عن إطلاق منتج تأميني لحماية أجور العمال الأجانب، وهو الأحدث في سلسلة من إصلاحات حقوق العمال على مدى السنوات القليلة الماضية، كجزء من خطة رؤية البلاد 2030 لتنويع الاقتصاد. ومع ذلك، لا يزال هذا المنتج وغيره من الإصلاحات قاصرًا عن توفير الحماية الكافية للعمال الأجانب من الاستغلال وسوء المعاملة.

وقال ستيفن كوكبيرن، رئيس برنامج العدالة الاقتصادية والاجتماعية في منظمة العفو الدولية: “يتعين على السعودية أن تأخذ هذه الشكوى التاريخية، التي تدعمها منظمة العفو الدولية وعدد من المنظمات، كتحذير لجعل قوانين وممارسات العمل لديها متوافقة تمامًا مع المعايير الدولية. على الرغم من أن المنتج التأميني الجديد في السعودية هو اعتراف بالحاجة إلى التصدي لسرقة الأجور وتعويض العمال إذا لم يدفع أصحاب العمل أجورهم، إلا أنه في الواقع مليء بالثغرات بحيث من المرجح أن يستفيد منه عدد محدود من العمال”. 

ويضع المنتج التأميني شروطًا غير واقعية لتقديم الشكاوى ويستبعد بعض العمال الأكثر تهميشًا، مثل عاملات المنازل والعمال الموسميين. والأهم من ذلك، ينص على أن العمال مؤهلون فقط لتقديم مطالبة مالية في حال تأخرت مدفوعات الأجور لـ80% أو أكثر من القوى العاملة في الشركة التي يعملون فيها لمدة ستة أشهر أو أكثر.

وبشكل عام، لا يزال العمال الأجانب عرضة لسوء المعاملة والاستغلال على نطاق واسع في السعودية من خلال نظام الكفالة التقييدي في البلاد، وضعف إنفاذ القانون، وإفلات المسيئين من العقاب.

وختم ستيف كوكبيرن حديثه بالقول: “يجب على السلطات في السعودية أن تتجاوز أنصاف الحلول والتدابير الجزئية فيما يتعلق بحقوق العمال، وأن تركز على المضي قدمًا من خلال الإصلاحات الجذرية والمبادرات الشاملة التي يتم تنفيذها بشكل فعَّال. ومع الاتجاه لتأكيد ترشيح السعودية بوصفها بلدًا مضيفًا لبطولة كأس العالم 2034، بات هذا الأمر أهمّ من أي وقت مضى. إن حقوق كل عامل أجنبي في البلاد على المحك”.

خلفية

تتعلق الشكوى المقدمة ضد السعودية من قبل الاتحاد الدولي لعمال البناء والأخشاب بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وسرقة أجور طالت 21 ألف عامل. وقدمت النقابة شكواها إلى منظمة العمل الدولية في يونيو/حزيران 2024. وسيتم الاستماع إليها في 7 نوفمبر/تشرين الثاني في اجتماع مجلس إدارة منظمة العمل الدولية، وإذا تم قبولها، يمكن أن تنشئ لجنة للنظر في الشكاوى وإعداد تقرير يوصي باتخاذ مزيد من الإجراءات.

موقع زاوية ثالثة يبحث كارثة مدن اشباح السيسى التى تم اهدار مليارات الشعب المصرى عليها وخراب البلد دون استفادة

 

موقع زاوية ثالثة يبحث كارثة مدن اشباح السيسى التى تم اهدار مليارات الشعب المصرى عليها وخراب البلد دون استفادة

رغم التكلفة العالية… لماذا أخفقت المدن العمرانية الجديدة في جذب السكان؟

إخفاق المدن العمرانية الجديدة في مصر في جذب السكان، رغم الاستثمارات الضخمة التي 

تجاوزت تريليون و300 مليار جنيه بين عامي 2014 و2023


تزامنًا مع انعقاد الدورة الـ12 من المنتدى الحضري العالمي الذي ينظمه برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل)، و تستضيفه العاصمة القاهرة في الفترة من 4 إلى 8 نوفمبر الجاري، تبرز العديد من المشكلات والتحديات التي تواجه منظومة التخطيط العمراني في مصر، يتعلق جانب كبير منها – وفق خبراء ومراقبين-، بالمدن العمرانية الجديدة التي تواجه تحديات مستمرة تظهر عدم القدرة على جذب الكثافات السكانية المستهدفة وفق برامج الحكومة، ونقص الخدمات والبنى التحتية في بعض المدن، فضلًا عن ارتفاع أسعار المعيشة وبُعدها عن المراكز الحضرية وعدم ملاءمة العديد منها للسكن، نظرًا لـ البُعد الجغرافي عن مراكز العمل والخدمات. 

تحت شعار “كل شيء يبدأ محليًا: الإجراءات المحلية للمدن والمجتمعات المستدامة”، يُعقد المنتدى الحالي. من جانبه، ركز الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في كلمته، على تسليط الضوء على “إنجازات مصر في السنوات الأخيرة، لاسيما من خلال مشاريع مثل حياة كريمة وسكن لكل المصريين، وكذلك المدن الجديدة مثل العاصمة الإدارية”، معلنًا إطلاق “الاستراتيجية الوطنية للمدن الذكية” و”التحضر الأخضر” لتعزيز الجهود التنموية وفق المعايير العالمية، مؤكدًا أن المنتدى الحضري يمثل منصة دولية مهمة للتعاون وتبادل الخبرات حول تحسين جودة الحياة في المدن​.

وتشارك الأمم المتحدة في دعم العديد من المشروعات العمرانية في مصر، إذ تعمل بالشراكة مع وزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية، وفق برنامج تطوير الإسكان والتجديد الحضري والارتقاء بالمستوطنات العشوائية، الذي يهدف إلى مجابهة التحديات التي تواجه توفير مسكن ملائم للجميع، مع إتاحة فرص الوصول إلى الخدمات الحضرية الأساسية، وكذلك منع إقامة المناطق العشوائية وغير الآمنة في مصر، وتطوير القائم منها. ويقدم البرنامج الخدمات الاستشارية الفنية على الصعيدين الوطني والمحلي – على حد سواء – بهدف بناء القدرات اللازمة على الصعيدين المؤسسي والتشريعي لتخطيط مدن احتوائية متكاملة مستدامة في مصر، وتنفيذها.

تكاليف مرتفعة

أنفقت القاهرة في الفترة من 2014 – 2023، نحو تريليون و300 مليار جنيه على إنشاء نحو 61 مدينة، منها 975 مليار جنيه لإنشاء وتنمية مدن الجيل الرابع بنسبة 75% من الاستثمارات، و325 مليار جنيه لتطوير ورفع كفاءة مدن الأجيال السابقة بنسبة 25% من الاستثمارات. ووفق تصريحات رسمية، فقد تطور معدل الإنفاق الاستثماري على المجتمعات العمرانية الجديدة بشكل ملحوظ في عهد الرئيس الحالي، إذ أنه ما بين العامين 1978/ 2014، أنفق نحو 64 مليار جنيه، بمعدل إنفاق سنوي مقدر بنحو 1.7 مليار جنيه، بينما خلال تسع سنوات من حكم السيسي، أنفق نحو 1.3 تريليون جنيه، أي بمعدل إنفاق سنوي 144 مليار جنيه.

وتشير تقديرات  رسمية إلى أن العاصمة الإدارية الجديدة وحدها تكلّفت نحو 800 مليار جنيه؛ منهم 500 مليار جنيه على أعمال البنية التحتية والمباني ضمن المرحلة الأولى. ومن المخطط أن تتكلف المرحلة الثانية ما بين 250 إلى 300 مليار جنيه. وقد نفّذت شركة العاصمة الإدارية الجديدة للتنمية العمرانية ما يصل إلى 100 ألف وحدة سكنية، واستقبلت 1200 أسرة. فيما بلغت تكلفة مشروع مدينة العلمين الجديدة نحو 300 و37 مليون دولار.

كان المأمول من هذه الاستثمارات، تخفيف الكثافة السكانية عن المدن القديمة ومضاعفة المعمور المصري من 7% إلى 14%، من أجل توفير الفرص التنموية المختلفة وإيجاد أوعية جديدة للعمران تستوعب الزيادة السكانية، وكل الأنشطة التي يحتاج إليها السكان بحلول عام 2025. لكن الهدف لم يتحقق، وحتى بداية عام 2024، كان يعيش 1.7 مليون نسمة في المدن الجديدة التابعة لهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة في جميع أنحاء البلاد، بحسب مرصد العمران المصري، وحازت محافظة القاهرة على العدد الأكبر من سكان المدن الجديدة  إذ وصل إلى 550 ألف نسمة، تليها محافظة الجيزة بـ 476 ألف نسمة، بينما كان عدد سكان محافظة أسوان الأقل: 121 نسمة فقط. إضافة إلى ذلك، لم يبدأ بعد سكن أي مواطنين في مدن جديدة بـ 11 محافظة، العام الجاري، نظرًا للبدء في تنفيذها حديثًا.

واستهدفت المشروعات تعمير مدينة العلمين الجديدة بنحو ثلاثة ملايين مواطن، فيما لا يتجاوز عدد سكانها إلى اليوم نحو عشرة آلاف نسمة، وبينما استهدفت الحكومة تعمير العاصمة الإدارية الجديدة بنحو ستة ملايين مواطن، فلا يتجاوز عدد السكان حتى منتصف عام 2024 نحو 500 عائلة، من المتوقع أن يصل إلى ألف عائلة بنهاية العام، وفق تصريحات رسمية.

ويتطلب تقييم تأثير هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة على التنمية العمرانية المحلية حساب مساحة الأراضي التي تمتلكها الهيئة كنسبة من إجمالي المساحة المأهولة في مصر، التي بلغت نحو 112.174 كيلومتر مربع منتصف عام 2023، أي ما يقارب 11.2% من إجمالي مساحة الجمهورية، وتبلغ مساحة الأراضي التي تمتلكها هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة نحو 9,001 كيلومتر مربع، أي ما يمثل فقط 8% من إجمالي مساحة مصر المأهولة، ما يعد نسبة صغيرة نسبيًا. وتشمل بقية الأراضي المأهولة المناطق العمرانية القائمة، والأراضي الزراعية القديمة والمستصلحة، إضافةً إلى أراضي التنمية الصناعية والسياحية ومناطق الطاقة.

وتشكل أراضي الهيئة 100% من الأراضي المأهولة في محافظة القاهرة، و40.7% من الأراضي المأهولة في محافظة مطروح، و31.6% في السويس، بينما تمثل ما بين 20 إلى 25% من المساحة المأهولة في القليوبية، والمنوفية، والجيزة. أما في صعيد مصر، فإن أراضي الهيئة لا تتجاوز 5% من المساحة المأهولة، وتكاد تكون ذات تأثير ضئيل أو معدوم في محافظات مثل الأقصر والوادي الجديد والبحيرة والإسماعيلية.

 نقص الخدمات الأساسية

استطلعت زاوية ثالثة آراء (50 شخص بين ذكر وأنثى من أعمار مختلفة) من المواطنين يقيمون في المدن العمرانية الجديدة للتعرف على أبرز المشكلات التي تواجههم، وتمثلت في نقص الخدمات العامة، والبعد عن مراكز العمل، وعدم توافر وسائل المواصلات بأسعار مناسبة.

يقول محمد بخيت - من سكان منطقة دهشور بمدينة السادس من أكتوبر-، في حديثه معنا : "عندما انتقلت للعيش في المدينة، توقعت أن تكون الحياة هنا أكثر هدوءًا وأقل ازدحامًا مما اعتدت عليه في وسط القاهرة، لكني وجدت أن البنية التحتية لم تكتمل بشكل كافٍ بعد، أو بها مشكلات ونقص في الخدمات، خصوصًا في مناطق الخدمات مثل. المستشفيات والمدارس. كلما احتاج أطفالي إلى عناية طبية، أضطر للتنقل مسافة طويلة للوصول إلى مستشفى جيد في القاهرة أو الجيزة أو مكان خارج دهشور عمومًا."

ويشير إلى أن المواصلات العامة غير متوفرة بما يكفي؛ إذ يعتمد معظم السكان على سياراتهم الخاصة أو على خدمات التوصيل الخاصة، التي تكون مكلفة، ما يخلق مشكلة إضافية عند انتهاء العمل، حيث يصبح الازدحام في الطرق الرئيسية المؤدية إلى القاهرة أو الجيزة أمرًا لا يُطاق. ومع قلة وسائل النقل العام، يواجه الأشخاص الذين لا يمتلكون سيارات صعوبة بالغة في التنقل، خاصةً في الساعات المتأخرة، ومع ارتفاع أسعار وسائل النقل يزداد الأمر صعوبة. 

أما فاطمة التي انتقلت مع أسرتها للسكن بمدينة بدر منذ ثلاث سنوات، تقول إن "المدينة أسعارها كانت مناسبة مقارنة بالقاهرة، لكن بمرور الوقت بدأنا نواجه مشكلات مثل. ارتفاع أسعار وسائل المواصلات وبعد المدينة عن القاهرة، ما يستغرق وقتًا طويلًا للوصول إلى العاصمة، حيث يعمل والدي، وأنا أيضًا أضطر للانتظار وقتًا طويلًا حتى أتمكن من الوصول إلى عملي في مدينة نصر. المواصلات هنا قليلة، وغالبًا مزدحمة، ما يجعل التنقل اليومي تحديًا كبيرًا."

وتضيف: "من جانب آخر، نُعاني من انقطاعات المياه المتكررة، وأحيانًا تعرض شبكات الكهرباء لـ أعطال تستمر لساعات، ما يعيقنا عن استكمال أي عمل منزلي أو الاستفادة من الخدمات الإلكترونية. أشعر أن الحياة هنا لم تكتمل بعد؛ فالخدمات الأساسية متقطعة، ويبدو أن الحلول غير متوفرة في القريب العاجل. وأتمنى أن يتم تطوير أسواق ومرافق ترفيهية في المدينة نفسها حتى لا نضطر للسفر إلى القاهرة بحثًا عن حاجياتنا الأساسية."

في السياق نفسه، يقول ياسر عبد البر: "كنت متحمسًا للانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة بعد وعود بأنها ستكون مدينة ذكية ومتطورة. وبالفعل، تبدو المباني حديثة وجميلة، لكن من حيث الخدمات، لا يزال هناك العديد من التحديات، مثلًا. في المناطق السكنية، لا توجد حتى الآن مراكز صحية متكاملة أو محلات بقالة بشكل كافٍ، ما يضطرنا للذهاب إلى المناطق المجاورة لتلبية احتياجاتنا الأساسية."، مشيرًا إلى محدودية خدمات النقل الداخلي بين الأحياء، ما يدفعه في معظم التنقلات إلى استخدام سيارات خاصة أو تطبيقات سيارات الأجرة، التي قد تكون مكلفة. ومبينًا أن المدينة لم تكتمل بعد من حيث البنية التحتية والخدمات التي تجعل الحياة اليومية أسهل.

وفي 15 أكتوبر الماضي، شهدت مدينة الجلالة الجديدة حادثًا مأساويًا، راح ضحيته 12 طالبًا وأصيب 29 آخرين، بعد انقلاب حافلة كانت تقل عددًا من طلاب جامعة الجلالة على الطريق إلى القاهرة، وفيما كشفت تقارير رسمية أن الحادث وقع بسبب السرعة الزائدة، أشار مراقبون أن الطريق لم تكن ممهدة بالشكل الكافي، خاصة أن تقارير الأمن قد أشارت إلى أن الحافلة لم يكن بجوارها أية مركبات أخرى، ما يعني عدم وجود أي عوامل خارجية أخرى تسببت في الحادث.

وتعد مدينة الجلالة من المدن الجديدة التي لاقت دعاية واسعة. وتشير تقديرات رسمية إلى أن حجم الاستثمارات في مشروع الجلالة بلغ حتى عام 2022، نحو 100 مليون دولار أمريكي. وقد قسمت الخريطة الاستثمارية التي أطلقتها وزارة الاستثمار والتعاون الدولي، مدينة الجلالة إلى ثلاثة قطاعات؛ يقام القطاع (أ) على 5550 فدانًا، و2050 فدانًا للقطاع (ب)، و 6900 فدان للقطاع (ج ). 

مدن أشباح!

من جهته، يرى سيف الدين فراج - أستاذ الاقتصادي العمراني- أن "تعد الخدمات العامة والبنية التحتية الأساسية من أهم مقومات نجاح المدن الجديدة، إذ أن توفير المرافق الضرورية مثل. المستشفيات، والمدارس، والخدمات التجارية، يضمن أن يكون السكن في هذه المدن متكاملًا وليس مجرد مكان للإيواء. وجود العمل بالقرب من مكان الإقامة، وتوفر المواصلات العامة والطرق المناسبة، يسهم في تقليل المسافات والوقت الذي يقضيه المواطن للوصول إلى عمله أو لتلبية احتياجاته الأساسية."

ويضيف في حديثه مع زاوية ثالثة أنه "من المهم أيضًا أن تتضمن المدن الجديدة وسائل مواصلات عامة متاحة وبأسعار مناسبة، لأن الاعتماد على السيارات الخاصة فقط يؤدي إلى ازدحام مروري كبير، ما يقيد الاستفادة من الطرق والبنية التحتية، وأن توفير وسائل مواصلات آمنة، تلبي احتياجات الجميع، من شأنه أن يسهم في زيادة نسب الإشغال، ويجعل المدينة أكثر جاذبية للمواطنين."، إضافة إلى ذلك، تتطلب المدن الجديدة استثمارات كبيرة في البنية التحتية الأساسية كالمياه الصالحة للشرب، وشبكات الصرف الصحي، والكهرباء والغاز، لضمان حياة عادلة للمواطنين، فالعديد من المدن تفتقر لهذه المقومات، ما يجعلها تبدو "كمدن أشباح"، حيث يجد المواطن نفسه محاطًا بالفراغ دون سكان آخرين، وفق "فراج".

ويؤكد الخبير العمراني ضرورة أن يكون هناك تنوع في فرص العمل، لتلائم مختلف الطبقات والتخصصات في المجتمع، ويوضح أن ارتفاع أسعار الأراضي في بعض المدن كـ العاصمة الإدارية أو العلمين موجه لفئات محددة، لذا نجد أن هناك مناطق مجاورة بأسعار ملائمة لذوي الدخل المحدود، بهدف تحقيق توازن بين مختلف المستويات الاقتصادية داخل محيط عمراني واحد. يقول: "في النهاية، يعتمد نجاح المدن الجديدة على توافر الخدمات، وتنوع فرص العمل، والبنية التحتية القوية، ليشعر المواطن أن حياته فيها متكاملة، وليس مجرد مكان للسكن فقط."

تشير دراسة صادرة عن المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية إلى أن "إنشاء مدن جديدة يعتبر تحديًا، ولكن جذب أعداد مناسبة من السكان للعيش فيها يعد هو التحدي الأكبر، خاصة أنه يستغرق بعض الوقت ويتطلب سياسات خاصة قد تكون في بعض الأحيان استثنائية. وتوضح الدراسة أن المدن الجديدة قد تكون نسبة السكان بها أقل بصورة كبيرة من المستهدف والقدرة الاستيعابية، وأن تلك الظاهرة تعاني منها عدد من المدن حول العالم، تم ضخ استثمارات عقارية كبيرة بها ولكنها لم تنجح في جذب السكان، لعدم تمكنها من خلق سبب فعلي يقنع السكان بالانتقال الدائم إليها، أو خلق محفزات مغرية تدفع المؤسسات الاقتصادية إلى ضخ استثمارات تؤدي إلى وجود فرص عمل مستدامة هناك، ما يؤدي إلى ندرة الخدمات المتاحة وعدم جدوى وسائل المواصلات إن كان قد تم تنفيذها بالفعل.

ووفق أحمد الخولي الأكاديمي والخبير في التخطيط العمراني في دراسته المنشورة بموقع حلول للسياسات البديلة، يعتبر تغير المناخ والتحديات المرتبطة به من القضايا الأساسية التي تعالجها تخطيطات المناطق الحضرية، إذ يقوم المخططون بالعمل على تطوير استخدامات الأراضي وإدارة العمران من خلال استراتيجيات فنية وسياسية. مضيفًا: "رغم التحذيرات المتكررة بشأن مخاطر ارتفاع مستوى سطح البحر وغمر سواحل دلتا النيل، استمرت الحكومة في توسيع مشاريع التنمية العمرانية. على سبيل المثال، في عام 2017، بدأت الحكومة في إنشاء مدينة المنصورة الجديدة على سواحل دلتا النيل، حيث تمتد المدينة على 15 كيلومترًا من الساحل وتغطي 6.271 فدانًا لاستيعاب 713 ألف نسمة، ما يشير إلى كثافة إجمالية قدرها 113 شخصًا لكل فدان. ورغم إجراء تقييم الأثر البيئي لكل مشروع، كما يتطلب قانون 4 لسنة 1994، وقانون 9 لسنة 2009، وقانون 105 لسنة 2015، إلا أن المخطط الاستراتيجي القومي للتنمية العمرانية لا يزال يعاني من العديد من أوجه القصور."

بحسب الخولي، المخططين لا يولون اهتمامًا كافيًا للفقراء أو للبيئة، ففي منطقة مصر الجديدة، أقدمت الحكومة على إزالة خطوط الترام والمساحات الخضراء المجاورة لها لتوسيع الشوارع، ثم قامت بإنشاء جسور علوية لتحسين حركة المرور، متجاهلة مبدأ تدرج عروض الشوارع. وغالبًا ما يؤدي توسعة شبكة الطرق إلى زيادة عدد المركبات، ما يسهم في انبعاث المزيد من غازات الدفيئة ويزيد من خطر عبور المشاة للطرقات. مطالبًا السلطة بتبني استراتيجية تتضمن تكنولوجيا ملائمة للوضع المحلي، قابلة للتكيف مع آثار تغير المناخ كجزء من التنمية العمرانية المستدامة، ويجب أن تتحول الأطر المؤسسية المعنية باتخاذ القرار نحو تمكين الفقراء من الوصول إلى الموارد والمشاركة في المشروعات.

محاولات بلا جدوى: تاريخ تعمير الصحراء في مصر

أطلقت الحكومة المصرية مجموعة من الاستراتيجيات الوطنية ذات مقاربات متنوعة في مجال التنمية العمرانية، وفي منتصف السبعينيات من القرن الماضي، دعت الاستراتيجية القومية إلى إنشاء مدن صحراوية جديدة وإعادة تأهيل مدن منطقة قناة السويس. وتم تطوير الجيل الأول من المدن الصحراوية الجديدة لتصبح مراكز صناعية، وتضمنت هذه المدن؛ العاشر من رمضان، والسادس من أكتوبر، والسادات. ورغم من نجاح مدينة العاشر من رمضان في أن تصبح مدينة صناعية مزدهرة، إلا أنها لم تتمكن من جذب السكان، وفق ورقة بحثية نشرها مركز حلول للسياسات البديلة.

بين عامي 1982 و 1995، بدأت الحكومة المصرية في تطوير الجيل الثاني من المدن الصحراوية الجديدة، بما في ذلك مدن الشيخ زايد، والعبور، والشروق، تحت شعار حماية الأراضي الزراعية القيمة وجذب السكان من المناطق المكتظة في وادي ودلتا النيل. وفي عام 2000، تم إنشاء حي القاهرة الجديدة الذي يبعد خمسة كيلومترات عن شرق مدينة نصر. ويبلغ عدد سُكانه اليوم نحو مليوني نسمة، ويحتوي على 330 مجمعًا سكنيًا.

إضافة إلى ذلك، عملت الحكومة على إنشاء العديد من المدن الصحراوية الجديدة، بما في ذلك العاصمة الإدارية الجديدة. كما ستشغل مدينة العلمين، وهي مدينة صحراوية أخرى قيد الإنشاء، مساحة قدرها 4.813.082 فدانًا، حيث من المتوقع أن تستوعب مليوني نسمة.

تقول الباحثة والصحفية المهتمة بجغرافيا العمران، صفاء عاشور، إن السياسة السكانية في مصر، ركزت منذ 23 يوليو 1952 بالتوسع في إنشاء المدن العمالية والتجمعات للطبقة المتوسطة والفقيرة بتسهيلات كبيرة، بهدف توفير بديل للسكان عن المدن التي دمرتها الحرب إبان تلك الفترة، لكن هذه الخطط ركزت بشكل كبير على المناطق الحضرية في القاهرة والإسكندرية ولم تمتد للريف الذي اتجهت جهود التنمية فيه بشكل أكبر للمجال الزراعي.

وتضيف في حديثها معنا: "القوانين في هذه الفترة أسهمت في توفير سكن مناسب لغالبية المواطنين، إذ أن قانون الإيجار القديم كان يضع السلطة كطرف لصياغة التعاقد بين المالك والمستأجر وبشروط وقيمة محددة؛ ما ساهم في توفير السكن، بمناطق مميزة مثل مصر الجديدة والمعادي، وقتها كانت تلك هي المدن الجديدة."

وتتابع، كذلك حاول الرئيس محمد أنور السادات التعامل مع الكثافة السكانية، بافتتاح مدن جديدة أبرزها مدينة السادات، لحل مشكلة الزحام. وكانت مصر أول دولة تجاوز عدد سكان العاصمة بها مليون شخص في إفريقيا، لكن لم تنجح فكرة السادات كمدينة سكنية وقتها، بسبب نقص الخدمات والبنية التحتية، لكنها نجحت بالمقابل كمدينة صناعية.

"في حقبة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، لم تكن السياسة السكانية محددة المعالم بشكل كبير وبدأت تظهر في عصره توجهات نحو دعم السكن للشباب، ومنحهم أراضي فضلًا عن السكن، لكنها لم تكن مفيدة، وكان منها قرى الظهير الصحراوي التي تعد أكبر خدعة في عصره، إذ دشن مبارك مناطق على الظهير الصحراوي لتخفيف الكثافة السكانية بالمحافظات وتوفير فرص عمل للشباب، وكان يفترض توفير الخدمات بكل قرية، لكن حتى الآن المعمر منها قليل جدًا بسبب عدم توافر الخدمات، بحسب صفاء.

تستكمل الباحثة والصحفية المهتمة بـ جغرافيا العمران: "في عصر مبارك بدأت تظهر (الكمبوندات) التي مثلت تحول كبير في النمط السكاني في مصر، ولكنها ظلت قاصرة على فئات محددة جدًا، نظرًا لارتفاع أسعارها. لم تكن الحكومة تتدخل بها، فقط كان يتم طرح الأراضي للمستثمرين، ويقومون هم بتأسيسها، وبيعها بأسعار مرتفعة تناسب شرائح محددة."

وحول أسباب عزوف السكان عن المدن الجديدة، تضيف إنه لابد في البداية من الإشارة إلى ظاهرة الفقر الحضاري التي تعاني منها مصر وعدد من الدول الإفريقية، السبب فيها هو هجرة مجموعات من أهالي الريف للمدن دون أن يندمجوا في حالة تحضر كافية، فنجدهم يلجأون للمدن، لكن عادة ما يسكنون على أطرافها ويعملون بعدد محدد من الوظائف دون أن يحدث لهم نمط تطور حقيقي، وبالتالي يؤثرون سلبيًا على المدن.

وتشير صفاء إلى أن هذه الطبقة بالإضافة للطبقة الوسطى التي تمثل غالبية سكان مصر، تعتبر أساس التركيبة السكانية في المدن العمرانية الجديدة. ولا تجد الطبقة المتوسطة في الوقت الراهن عناصر جذب في تلك المدن مثل. توافر الوظائف أو الخدمات، لذلك لا يوجد دافع لترك الأماكن الراهنة إلى المدن الجديدة، ومن المفترض أن تقدم الحكومة امتيازات خاصة لهذه الطبقة في المدن الجديدة لإغرائها بالسكن. موضحة أنه يجب توفير سبل عيش ووظائف للفقراء وقاطني المناطق العشوائية الذين يتم نقلهم من مساكنهم لمدن أخرى.

تبين الباحثة العمرانية أن تروج لبعض المدن الجديدة مثل العاصمة الإدارية الجديدة، باعتبارها منطقة استثمارية وليست سكن للطبقة المتوسطة، وحتى الموظفين والعمال الذين تم نقلهم للعاصمة يفضلون التنقل يوميًا عن الإقامة في العاصمة بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة. 

في السياق نفسه، يقول أستاذ الاقتصاد السياسي كريم العمدة، إن التوجه الحضاري من جانب السكان يسجل ارتفاعًا ملحوظًا نحو المدن، في العالم كله، لذلك تولي غالبية الحكومات أهمية خاصة بتطوير المدن والعمل على تدشين مدن جديدة مع توفير الخدمات والبنى التحتية التي يحتاج إليها المواطنون للسكن والحياة. 

ويوضح في حديثه معنا أن "عوامل الجذب في المدن يجب أن تتمثل في توافر فرص العمل، ورفع مستوى الخدمات، وتوفر كافة سبل المعيشة الراقية والعادلة، لكن الأمر يبدو مختلفًا في مصر، مع زيادة التضخم وانخفاض مستوى المعيشة من جهة، وارتفاع أسعار العقار وانخفاض القدرة الشرائية من جهة أخرى، ما يضع المواطن بين شقي الرحى، وبالتالي بدأت الناس بالعودة إلى المدن أو اللجوء للمناطق العشوائية منخفضة التكلفة، بعدما كانت الحكومة قد قاربت من معدلات القضاء عليها، وبالتالي هناك ارتداد فيما يتعلق بحركة السكن في مصر." 

ويشير "العمدة" إلى ارتفاع أسعار العقار بشكل مبالغ فيه في المدن العمرانية الجديدة، ما يدفع المواطن للمناطق العشوائية مرة أخرى، فضلًا عن بُعد المدن عن العمران، وعدم وجود مواصلات، متوقعًا أن تسهم شبكة النقل سواء المترو أو القطار الكهربائي أو النقل العام في حال توافرها في نمو حركة السكان داخل هذه المدن في المستقبل القريب.

وبالتزامن مع المنتدى العالمي الذي تستضيفه مصر حاليًا، يتساءل المواطنون حول جدوى المدن الجديدة التي لن يستطيعوا الانتقال إليها، بسبب تصاعد الهوة بين الطبقات الاجتماعية في مصر، في الوقت الذي يدفعون فيه فاتورة إنشاء تلك المدن أيضًا.

رابط التقرير

https://zawia3.com/urban-cities/