فى مثل هذا اليوم قبل عامين, 22 ديسمبر 2013, القى رئيس وزراء اول حكومة بعد ثورة 30 يونيو 2013, جانب من اغنية (متقولش اية اديتنا مصر .. قول هاندى اية لمصر), خلال خطبة تهريجية للاستهلاك المحلى, فى مؤتمر عقد لمحاولة احتواء النوبيين على ظلمهم واجحافهم, اطلق علية مسمى تسويقى مضلل هو ''الملتقى التثقيفى الاول لشباب النوبة'', والذى كان الملتقى التثقيفى للنوبيين الاول والاخير, حيث لم تعقد الحكومات المتعاقبة الملتقى التثقيفى الثانى فى ديسمبر 2014, او حتى فى ديسمبر الجارى 2015, وقد نشرت يومها مقالا على هذة الصفحة استعرضت فية ''الملحمة الفنية الخالدة'' لرئيس الوزراء, و''ابداعة'' فى مساعى احتواء النوبيين, وجاء المقال على الوجة التالى, ''[ بعد مسيرة تذيد عن قرن من الزمن والشقاء والعذاب والتهجير والتشريد والعنت والاضطهاد للنوبيين فى مصر, منذ انشاء خزان اسوان, ومرورا بمراحل تعليتة, وبناء السد العالى, لتوفير الخير لمصر والمصريين, وتهجير النوبيين من اراضيهم وديارهم وتشريدهم فى عموم محافظات الجمهورية, واجحافهم فى تعويضاتهم وحرمان معظمهم منها, وتشتيت ما تبقى من اراضيهم وضمها لمناطق غير نوبية كتطهير عرقى ممنهج, وانتخاب غير نوبيين لتمثيل النوبيين فى المجالس النيابية والمحلية, والسعى لبيع مساحات شاسعة من الاراضى النوبية للمستثمرين بدلا من تنميتها وتوزيعها على اصحابها النوبيين, اعتلى اليوم الاحد 22 ديسمبر 2013, الدكتور حازم الببلاوى رئيس مجلس الوزراء, منصة الخطابة امام جمعا من شباب النوبيين, قامت وزارة الشباب باختيارهم للمشاركة فى ما يسمى ''الملتقى التثقيفى الاول لشباب النوبة'' والذى اقامتة الحكومة وترعاة خلال الفترة من 19 الى 25 ديسمبر 2013, قبل موعد الاستفتاء على مشروع دستور 2014, وقبل ان يبادر الشباب النوبى المشارك فى الشكوى, سبقهم رئيس الوزراء فى الشكوى, سيرا على درب المثل الشعبى القائل ''خذوهم بالصوت لا يغلبوكم'', قائلا بالنص «مش هقول مصر ادتنا إيه.. لكن انت ممكن تديها إيه؟»، والمستوحاة من اغنية الفنانة عليا التونسية القائلة : «متقولش اية اديتنا مصر .. قول هاندى اية لمصر», للتنصل من التزامات ونكران وجحود الحكومات المتعاقبة للنوبيين, واخرها حكومتة المصونة, واضاف الببلاوى قائلا فى ''ادائة السياسى الفنى'', «بانة من حق أهالي النوبة المطالبة بحقوقهم، ولكن لابد من (ما اسماة) ذيادة الانتاج كي يكون الطلب بوجه حق», وفق شطحات خطبتة العنترية, واضاف لمسة حماسية للاستهلاك المحلى قائلا, «بان ارتباط أهل النوبة بأرضهم شىء مهم جدا، وكل فرد له انتماء إلى قريته هو وأولاده، والكل فيهم له انتماء إلى مصر، وان النوبة وإفريقيا أم للعالم كله», وجنح الببلاوى فى خطبتة العصماء بعيدا لمطالبة النوبيين بمذيد من التضحيات ربما قرونا اخرى قائلا, «الوقت ليس وقت تصفية حسابات، لا بد أن نضحى ونبنى، فمصر تمر حاليا بمرحلة مهمة، والصفحة القادمة أكثر أهمية. والكل يجب ان يؤدى واجبه، ولن تبنى مصر إلا بذلك»، «لاءن مافيش حاجة ببلاش، ولا بد من الاجتهاد، والثمن يدفع أولا، بالإضافة إلى الصبر», واضاف، «بان البعض يتخيل أن الحكومة يمكنها توفير أموال لكل شىء، لكن ما تملكه الحكومة من موارد هو ما تملكه الدولة», وسار المهندس خالد عبدالعزيز, وزير الشباب, فى كلمتة الحماسية, على نفس درب ''اسطى'' حكومتة قائلا, «بأن أهل النوبة لديهم رغبة حقيقية فى العمل والإنتاج، وبأن الحوار الذى سيتم التطرق إليه خلال الملتقى (الذى قام باعدادة وتحديد جدولة) يعد فرصة جيدة لكى يطرح أهل النوبة كل ما يشغلهم من تساؤلات سواء ما يتعلق بهم أو بمصر بشكل عام», ولم يترك رئيس نادى النوبة العام الفرصة السانحة لمسايرة محاضرة رئيس الوزراء ووزير شبابة وانتفض للاشادة قائلا بما اسماة «حرص رئيس الوزراء على المشاركة فى هذا الملتقى»، «وبما بذله وزير الشباب من جهود», (يتوهم رئيس النادى النوبى العام من وجهة نظرة الشخصية) «بانها عبرت عن إهتمامه البالغ بقضايا أهل النوبة'»، ومعددا اعمال هامشية هزالية تافهة للحكومة فى النوبة ومنها «تشكيل لجنة من النوبيين لمراقبة أداء مراكز الشباب فى النوبة وأسوان»، «وتفكير الحكومة فى إنشاء جمعيات زراعية تخدم قرى النوبة»، كما أشاد «بالوثيقة الدستورية الجديدة لكونها تضمنت لأول مرة مادة خاصة تشير إلى النوبة واحقيتهم فى العودة واسترداد اراضيهم» (برغم ان الذى اعدها ليس رئيس الوزراء او حكومتة بل لجنة الخمسين لصياغة واعداد الدستور), (وبرغم شروع الحكومة فى سلق مشروع قانون يحرم النوبيين من استرداد اراضيهم), وبرغم كل تلك الخطب العصماء, ومقولة رئيس الوزراء التاريخية مع الاعتذار للفنانة عليا التونسية, ''متقولش اية اديتنا مصر .. قول هاندى اية لمصر'', واشراف الحكومة ووزارة الشباب ومعهم النادى النوبى العام على اختيار المشاركين فى ملتقى ''الاحتواء'' بدقة شديدة, الا ان هذا لم يمنع الشباب النوبى المشارك فى الملتقى الحكومى المزعوم, والذى تحول الى محاضرات عقابية لهم, بدلا من الاستماع لمظالم النوبيين, التى عجزوا طوال قرن من ايجاد مسئول حكومى يستمع اليها ويعمل بها, من مطالبة الدكتور حازم الببلاوي رئيس مجلس الوزراء, بإصدار مرسوم بقانون لتشكيل هيئة برئاستة لتقوم بإعادة توطين أهالى النوبة فى اراضيهم التى شردوا منها واعادة ممتلكات اراضيهم النوبية اليهم, وإعادة النظر في التعويضات المجحفة التى صرفت لبعض أهالى النوبة, وتعويض جميع النوبيين وتمليكهم مساحات اراضى زراعية ومنازل فى اراضيهم النوبية, وتحقيق فصل ادارى ومالى للمناطق النوبية, وتخصيص الاعتمادات المالية الكافية لتنميتها والتهوض بها, واقامة المشروعات التنموية المختلفة فى الاراضى النوبية لتوفير فرص العمل الكافية للنوبيين, وإعادة دائرة مركز نصر النوبة كدائرة انتخابية مستقلة خاصة بالنوبيين وحدهم بعد اعادة ضم جميع القرى النوبية اليها, بدون تعمد مزاحمة غير النوبيين فى دائرة النوبيين, لضمان انتخاب نوبيين عن النوبيين فى الانتخابات النيابية والمحلية، وتحديد عدد مقاعد الدائرة النوبية فى مجلس النواب بعدد لايقل عن 4 مقاعد بدلا من مقعد يتيم يتنافس علية النوبيين وغير النوبيين, وبرغم القاء شباب النوبيين الكرة فى ملعب الحكومة, الا ان عقيدة وعود الانظمة والحكومات المتعاقبة الجوفاء تجاة النوبيين ومظالمهم طوال قرن من الزمان, تبين من خلال خطبة رئيس الوزراء, بانها لاتزال تعيش فى فكر الحكومة القائمة, وستظل تعيش فى فكر الحكومات اللاحقة, وليس على النوبيين سوى سماع اناشيد رؤساء الوزراء المتعاقبين, المرتكزة على كلمات اغنية, ''متقولش اية اديتنا مصر .. قول هاندى اية لمصر'', لتبرير اجحافهم للنوبيين, على مر العقود والعصور والاجيال, ولكم اللة ياشعب بلاد النوبة الاصيل ]''.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.