حلقة لقاء النزيل ''166 بشرطة'' مع النزيل ''طشت الغسيل''
جلس النزيل ''166 بشرطة'' المحتجز فى عنبر الخطرين بمستشفى المجانين. خلال فترة نزهة قصيرة يسمحون فيها لبعض نزلاء المستشفى بالخروج والتريض فى حديقة المستشفى المحيطة بأسوار حديدية. على مقعد حجري عريض يتسع لاربعة اشخاص. وكان قد حرص منذ إيداعه مستشفى المجانين قبل شهر على عدم الاختلاط بأحد من نزلاء المستشفى. وأخذ يفكر فى اهلة. وشعر بأن الزيارة التي قامت بها أمه وزوجته وأطفاله إليه فى مستشفى المجانين لم تسعده بل تسببت فى ايلامة. فقد شعر معها بفداحة سجنه واحتجازه بعيدا عن اهله واحبابه وناسة. ولكن كيف اصلا يعتبرونه مجنونا ويحتجزونه فى مستشفى المجانين بدعوى ان ما يرفضه من استبداد رئيس الجمهورية ارتضت به أركان المجتمع ولم تفتح بقها بكلمة. وهل رفض ما خضع الية أركان المجتمع يعتبر جنون. وأفاق من تأملاته على شخص فى نحو الستين من عمره يجلس على المقعد بجواره ويلقى عليه السلام ويسترسل قائلا:
- اسمي خالد وجدى ومعروف هنا باسم ''طشت الغسيل''
- اهلا وسهلا تشرفت. وانا اسمى عادل عبد الظاهر ومعروف هنا باسم ''166 بشرطة''
- يا اهلا وسهلا. حقيقة انا شغال مهندس معماري. وكنت أعيش مع زوجتي وفي محيط أولادى الاثنين ولد وبنت واحفادى الخمسة منهما حياة سعيدة لم يكن يعكرها سوى انقلاب الحزب السياسي الليبرالي الذي كان معارضا وكنت أنتمي إليه بزاوية 180 درجة عن مبادئه السياسية لمسايرة رئيس الجمهورية وأحزابه الكرتونية الاستخباراتية وأتباعه من الفلول وتجار السياسة والانتهازيين فى استبداده وعسكرة البلاد وانتهاك استقلال المؤسسات والجمع بين السلطات ونشر حكم القمع والإرهاب وتمديد وتوريث الحكم لرئيس الجمهورية ومنع التداول السلمى للسلطة. بذريعة دعم الدولة بعد ان اعتبر الحزب رئيس الجمهورية هو الدولة والشعب رعايا دولة رئيس الجمهورية. ورفضت بالطبع هذا الفساد السياسى لان الولاء كان لمبادئ الحزب وتاريخ الحزب و استقلت من الحزب بعد ان باع مبادئه الوطنية الشريفة و تاريخه الوطنى العريق فى سوق نخاسة رئيس الجمهورية. و كتبت سلسلة مقالات على مواقع التواصل الاجتماعى اطالب فيها بتنظيف الحياة السياسية من الفساد السياسي أولا من أجل تطهير منصب رئيس الجمهورية من القذارة السياسية. وتم ضبطى وايداعى مستشفى المجانين ومنحونى اسم ''طشت الغسيل'' بدعوى تذكيري بسلسلة المقالات التى كتبتها وطالبت فيها بتنظيف الحياة السياسية وتطهير منصب رئيس الجمهورية ليكون لدى حافز فى سرعة الشفاء للعودة الى بيتي وزوجتي وأبنائي واحفادى. وانت ايه حكايتك.
- رفضت دعس رئيس الجمهورية على دستور الشعب الذى أقسم على احترامه والالتزام بأحكامه وعسكر البلاد وقيامه بتمديد وتوريث الحكم لنفسه وانتهك استقلال المؤسسات وجمع بين السلطات التنفيذية والقضائية والتشريعية عبر النواب والأحزاب المحسوبة عليه والمحاكم العليا والصغرى والنيابة العامة والإدارية والإعلامية والرقابية والجامعية وحتى الدينية فى مشروع قانون تنصيب نفسه مفتى الجمهورية. وكاد ان يكون ايضا والرياضية لولا رفض الفيفا رغبتة فى تنصيب نفسه رئيسا لاتحاد كرة القدم. وفرض رئيس الجمهورية قوانين الظلم والاستبداد والطوارئ والإرهاب والانترنت التى وصلت الى حد منح الجيش سلطة القبض على المدنيين والتحقيق معهم ومحاكمتهم عسكريا فى القضايا المدنية واعادة زمن البوليس الحربى الى البلاد بالاضافة الى عزل مدن ومنع تجمعات دون تحديد الأسباب والمدة وتكديس رئيس الجمهورية السجون بعشرات آلاف المعتقلين ونشر حكم القمع والإرهاب وقوض الديمقراطية ومنع التداول السلمى للسلطة وحول البرلمان بقوانين انتخابات مسخرة وهيمنة سلطوية الى مجلس نواب رئيس الجمهورية وليس نواب الشعب واستأصل كلمة أحزاب معارضة وزعيم المعارضة من البرلمان على مدار 5 سنوات حتى الان لأول مرة منذ حوالى 45 سنة وحول البرلمان كلة الى برلمان رئيس الجمهورية وأصدر قانون منح الحصانة الرئاسية من الملاحقة القضائية الى كبار أعوانه وكذلك اصدر قانون العفو الرئاسى عن كبار الإرهابيين الذين يحملون جنسيات أجنبية وقام بإغراق مصر فى قروض اجنبية بعشرات مليارات الدولارات منها عشرين مليار دولار لصندوق النقد وحدة وإهدار معظم تلك القروض فى مشروعات كبرى فاشلة ومنها تفريعة القناة والمدينة الإدارية ونشر الفقر والخراب والأوبئة والأمراض ومنها فيروس كورونا الذى يحصد الشعب كل يوم بالمئات ما بين قتلى ومصابين وتنازل عن جزيرتين فى البلد لدولة اخرى وفرط فى أمن البلد القومى واراضى الدول الشقيقة المجاورة ومياه الشرب والرى للأعداء. ووقفت وقفة احتجاجية لوحدى أمام القصر الجمهورى ضد رئيس الجمهورية مسكونى وجابونى هنا ومنحونى اسم ''166 بشرطة'' بدعوى تذكيري برقم الأتوبيس الذى كنت استخدمه ما بين مقر سكنى وزوجتي وأطفالي الثلاثة فى بولاق الدكرور ومقر عملي فى معرض موبيليات فى العتبة ليكون لدى حافز فى سرعة الشفاء للعودة الى بيتي وعملي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.